• 1870
  • عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ يُقَالُ لَهُ مَنْدُوبٌ فَرَكِبَهُ فَقَالَ : " مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا "

    وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ يُقَالُ لَهُ مَنْدُوبٌ فَرَكِبَهُ فَقَالَ : مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، ح وحَدَّثَنِيهِ يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ ، قَالَا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : فَرَسًا لَنَا ، وَلَمْ يَقُلْ : لِأَبِي طَلْحَةَ ، وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ : عَنْ قَتَادَةَ ، سَمِعْتُ أَنَسًا

    لبحرا: بحر : واسع الجَرْي
    مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ
    حديث رقم: 2512 في صحيح البخاري كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها باب من استعار من الناس الفرس والدابة وغيرها
    حديث رقم: 2692 في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب الشجاعة في الحرب والجبن
    حديث رقم: 2729 في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب اسم الفرس والحمار
    حديث رقم: 2735 في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل
    حديث رقم: 2739 في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب ركوب الفرس العري
    حديث رقم: 2740 في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب الفرس القطوف
    حديث رقم: 2780 في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق
    حديث رقم: 2835 في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب مبادرة الإمام عند الفزع
    حديث رقم: 2904 في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب إذا فزعوا بالليل
    حديث رقم: 5709 في صحيح البخاري كتاب الأدب باب حسن الخلق والسخاء، وما يكره من البخل
    حديث رقم: 5883 في صحيح البخاري كتاب الأدب باب: المعاريض مندوحة عن الكذب
    حديث رقم: 4366 في صحيح مسلم كتاب الْفَضَائِلِ بَابٌ فِي شَجَاعَةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَتَقَدُّمِهِ لِلْحَرْبِ
    حديث رقم: 4367 في صحيح مسلم كتاب الْفَضَائِلِ بَابٌ فِي شَجَاعَةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَتَقَدُّمِهِ لِلْحَرْبِ
    حديث رقم: 4399 في سنن أبي داوود كِتَاب الْأَدَبِ بَابُ مَا رُوِيَ فِي الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ
    حديث رقم: 1683 في جامع الترمذي أبواب الجهاد باب ما جاء في الخروج عند الفزع
    حديث رقم: 1684 في جامع الترمذي أبواب الجهاد باب ما جاء في الخروج عند الفزع
    حديث رقم: 1685 في جامع الترمذي أبواب الجهاد باب ما جاء في الخروج عند الفزع
    حديث رقم: 2768 في سنن ابن ماجة كِتَابُ الْجِهَادِ بَابُ الْخُرُوجِ فِي النَّفِيرِ
    حديث رقم: 12268 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 12269 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 12439 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 12520 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 12626 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 12695 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 12696 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 13613 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 13614 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 13650 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 13840 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 5894 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الْحَظْرِ وَالْإِبَاحَةِ فَصْلٌ
    حديث رقم: 6475 في صحيح ابن حبان كِتَابُ التَّارِيخِ ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِنْ أَجْوَدِ
    حديث رقم: 8551 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ السِّيَرِ السَّيْرُ عَلَى الْعَنَقِ
    حديث رقم: 8559 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ السِّيَرِ بَابُ سَبْقِ الْإِمَامِ إِلَى النَّفِيرِ ، وَتَرْكُ انْتِظَارِ النَّاسِ
    حديث رقم: 10471 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ عَمَلِ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مَا يَقُولُ لِلْخَائِفِ
    حديث رقم: 3377 في سنن الدارمي مقدمة بَابٌ فِي حُسْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 10734 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْعَارِيَةِ بَابُ مَا جَاءَ فِي جَوَازِ الْعَارِيَةِ وَالتَّرْغِيبِ فِيهَا
    حديث رقم: 18453 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ السَّبْقِ وَالرَّمْيِ بَابُ مَا جَاءَ فِي تَسْمِيَةِ الْبَهَائِمِ وَالدَّوَابِّ
    حديث رقم: 17294 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ السِّيَرِ جِمَاعُ أَبْوَابِ السِّيَرِ
    حديث رقم: 19424 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الشَّهَادَاتِ بَابُ : مَنْ سَمَّى الْمَرْأَةَ قَارُورَةً , وَالْفَرَسَ بَحْرًا عَلَى طَرِيقِ
    حديث رقم: 1356 في الجامع لمعمّر بن راشد بَابُ الْفِتَنِ
    حديث رقم: 1528 في الجامع لمعمّر بن راشد بَابُ : مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَغَيْرِهِ
    حديث رقم: 2079 في مسند الطيالسي وَمَا أَسْنَدَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ مَا رَوَى عَنْهُ قَتَادَةُ
    حديث رقم: 2125 في مسند الطيالسي وَمَا أَسْنَدَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
    حديث رقم: 1370 في مسند الروياني مسند الروياني مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
    حديث رقم: 751 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد الأول ذِكْرُ صِفَةِ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 1344 في المنتخب من مسند عبد بن حميد المنتخب من مسند عبد بن حميد مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالْكٍ
    حديث رقم: 910 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ يُقَالُ لِلرَّجُلِ وَالشَّيْءِ وَالْفَرَسِ : هُوَ بَحْرٌ
    حديث رقم: 312 في الأدب المفرد للبخاري
    حديث رقم: 463 في غريب الحديث لإبراهيم الحربي غَرِيبُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَابُ : قرف
    حديث رقم: 376 في مكارم الاخلاق لابن أبي الدنيا مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا بَابُ الْجُودِ وَإِعْطَاءِ السَّائِلِ
    حديث رقم: 2891 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ
    حديث رقم: 2898 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ
    حديث رقم: 2922 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ
    حديث رقم: 3070 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ
    حديث رقم: 3139 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ
    حديث رقم: 3154 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ
    حديث رقم: 120 في الأمثال للرامهرمزي الأمثال للرامهرمزي فِي نَعْتِ الْخَيْلِ
    حديث رقم: 192 في أمثال الحديث لأبي الشيخ الأصبهاني أمثال الحديث لأبي الشيخ الأصبهاني قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا
    حديث رقم: 8800 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
    حديث رقم: 13192 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ

    عن أنس رضي الله عنه قال: كان بالمدينة فزع. فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة يقال له مندوب. فركبه فقال ما رأينا من فزع. وإن وجدناه لبحرا.
    المعنى العام:
    الشجاعة صفة محمودة، ما لم تصل إلى حد التهور، والإقدام بدون حكمة، والجبن صفة مذمومة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الجبن. وللرسول صلى الله عليه وسلم مواقف تشهد له بالشجاعة، بل مواقف شجاعة انفرد بها من بين أصحابه، وهذا الحديث صورة من صور شجاعته صلى الله عليه وسلم، يسمع ويسمع أصحابه أصواتا خارج المدينة، وهم يتوقعون أن يهاجمهم الأعداء في أي لحظة، فيظنون الأصوات هجوما، فيبادر صلى الله عليه وسلم بسيفه نحو مصدر الصوت، ويسبق إليه جميع الصحابة، حتى إنه ليكتشف الأمر ثم يعود، قبل أن يصل إليه السابقون من الصحابة، فيقابلهم، هو في طريق العودة، وهم في طريق الذهاب، برغم أن الفرس الذي ركبه لهذه المهمة كان مستعارا مشهورا بالبطء في سيره، لكن الله أكرمه، فحول الفرس من بطء إلى سرعة وجودة سير. ومواقف شجاعته صلى الله عليه وسلم لا تحصى، ويكفينا مثلا عليها ما رواه البخاري في غزوة حنين، فقد ولى المسلمون وفروا حين رشقتهم هوازن بالنبال، عشرة الآف أو يزيدون، يفرون ويقف صلى الله عليه وسلم وحده على بغلته البيضاء، وهو يقول: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب، ويضرب بالسيف، ويبعث من ينادي على الفارين، فيعودون، ويقاتلون، فينتصرون. لقد سأل رجل البراء بن عازب سؤالا خبيثا، فقال له: يا أبا عامر، أوليتم مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين؟ فقال: لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، لقد كانت هوازن رماة، وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا، فأكببنا على الغنائم، فاستقبلنا بالسهام، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء، وهو يقول أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم. المباحث العربية (أحسن الناس) خلقا وخلقا. (وأشجع الناس) الشجاعة وسط بين التهور والجبن، بضم الجيم وسكون الباء. (ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة) الفزع الخوف الشديد المفاجئ، وكان خوفهم من إغارة أعدائهم الكفار من حولهم، الذين يتربصون بهم، وكان فزعهم لسماعهم أصواتا خارج المدينة، ظنوها جيش أعداء، وفي الرواية الثانية كان بالمدينة فزع أي وجد بالمدينة فزع. (فانطلق ناس قبل الصوت) بكسر القاف وفتح الباء، أي جهة الصوت، لاستطلاع الخبر، ولرد الاعتداء. (فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا، وقد سبقهم إلى الصوت) إلى مكان مصدر الصوت، فلم يجد ما يخيف، فرجع إلى المدينة سريعا، ليطمئنهم، فالتقى في طريق عودته بالناس المنطلقين نحوه. (وهو على فرس لأبي طلحة عري) بضم العين وسكون الراء، أي ليس عليه سراج ولا أداة، قالوا: ولا يقال في الآدميين: رجل عري إنما يقال: عريان، قال الحافظ ابن حجر: وحكى ابن التين أنه ضبط في الحديث بكسر الراء وتشديد الياء، وليس في كتب اللغة ما يساعده، اهـ. وفي رواية استقبلهم على فرس عري، ما عليه سرج بضم السين والراء، وأبو طلحة هو أبو زيد بن سهل، زوج أم سليم، أم أنس، وفي الرواية الثانية فاستعار النبي صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة، يقال له: مندوب، فركبه وفي ملحق الرواية الثانية يقول أنس استعار فرسا لنا وهو كذلك، فأبو طلحة زوج أمه. والظاهر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده فرس ولا بغلة حينئذ، وهو في حاجة إلى الإسراع. قال النووي: وقع في هذا الحديث تسمية هذا الفرس مندوبا، قال القاضي: وقد كان في أفراس النبي صلى الله عليه وسلم مندوب فلعله صار إليه، بعد أبي طلحة. هذا كلام القاضي، قلت: ويحتمل أنهما فرسان، اتفقا في الاسم (في عنقه السيف) تعليق السيف في العنق يحتاجه الفارس كثيرا، ليكون أعون له على مهامه الأخرى، وهو يشير إلى أنه لم يخرج أعزل مخاطرا، بل مسلحا مقداما. (وهو يقول: لم تراعوا. لم تراعوا) مرتين، وفي رواية مرة واحدة، وتراعوا بضم التاء، مبني للمجهول، مجزوم بحذف النون، يقال: راع، يروع، روعا بفتح الراء، فزع، وراع الأمر فلانا أفزعه، ثلاثي، وأراعه أفزعه أيضا من الرباعي. والمعنى لم يخفكم أحد، وليس في الأمر شيء يفزعكم، وفي الرواية الثانية ما رأينا من فزع أي من شيء يفزع، قال النووي: لم تراعوا أي روعا مستقرا، أو روعا يضركم. اهـ يجيب بذلك عما قد يقال: كيف، ينفى عنهم الروع، وقد حصل لهم الروع؟ وقد أجبنا بأن النفي موجه إلى سبب الروع، لا إلى الروع نفسه، حتى يجيب بما أجاب، وجوابنا أقرب إلى المراد. (قال: وجدناه بحرا - أو إنه لبحر - قال: وكان فرسا يبطأ) أي كان فرس أبي طلحة فرسا يتهم بالبطء، ويوصف بسوء السير، وفي الكلام تقديم وتأخير، والأصل: وكان فرس أبي طلحة فرسا يبطأ - بضم الياء وفتح الباء، وجدناه بعد أن ركبه النبي صلى الله عليه وسلم بحرا، أي واسع الخطو، سريع الجري، قال الأصمعي: يقال للفرس: بحر، إذا كان واسع الجري، أو لأن جريه لا ينفد، كما لا ينفد البحر، أي التشبيه بالبحر إما في السعة، وإما في الكثرة وعدم الانقطاع. وفي الرواية الثانية وإن وجدنا لبحرا قال الخطابي: إن هي النافية، واللام في لبحرا بمعنى إلا أي ما وجدناه إلا بحرا، قال ابن التين: هذا مذهب الكوفيين، وعند البصريين إن مخففة من الثقيلة، واللام زائدة. وهذه الجملة من مقوله صلى الله عليه وسلم، ثناء على الفرس الذي كانوا يتندرون ببطئه، وفي رواية البخاري فلما رجع قال: ما رأينا من شيء، وإن وجدناه لبحرا وفي روايتنا الثانية ما رأينا من فزع، وإن وجدناه لبحرا. فقه الحديث يؤخذ من الحديث

    1- من شدة عجلته صلى الله عليه وسلم في الخروج إلى العدو، قبل الناس كلهم، وتعريض نفسه لمواجهة العدو بمفرده، شجاعته صلى الله عليه وسلم.

    2- وفيه جواز سبق الإنسان وحده في الكشف عن أخبار العدو، ما لم يتحقق الهلاك.

    3- واستحباب تقلد السيف في العنق.
    4- واستحباب تبشير الناس بعدم الخوف، وبث الاطمئنان فيهم إذا ذهب ما يخيف.
    5- وفيه عظيم بركته صلى الله عليه وسلم ومعجزته في انقلاب الفرس سريعا، بعد أن كان يبطأ.
    6- وفيه جواز ركوب الفرس العري.
    7- وتواضعه صلى الله عليه وسلم.
    8- وفيه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الفروسية البالغة، فإن الركوب المذكور، لا يفعله إلا من أحكم الركوب، وأدمن على الفروسية.
    9- وأنه ينبغي للفارس أن يتعاهد الفروسية، ويروض طباعه عليها، لئلا يفجأه شدة، فيكون قد استعد لها. قاله الحافظ ابن حجر. 10- وجواز استعارة الفرس ونحوه، والعارية بتشديد الياء ويجوز تخفيفها هي هبة المنافع، دون الرقبة، قال الحافظ ابن حجر: ويجوز توقيتها، وإذا تلفت في يد المستعير ضمنها، إلا فيما إذا كان ذلك من الوجه المأذون فيه. والله أعلم

    لا توجد بيانات