• 605
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ "

    وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ

    لا توجد بيانات
    " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ
    حديث رقم: 1160 في سنن أبي داوود كِتَاب الصَّلَاةِ أَبْوَابُ قِيَامِ اللَّيْلِ
    حديث رقم: 1088 في صحيح ابن خزيمة جُمَّاعُ أَبْوَابِ ذِكْرِ الْوِتْرِ وَمَا فِيهِ مِنَ السُّنَنِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ بِاللَّيْلِ
    حديث رقم: 7017 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 7575 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 8997 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 2658 في صحيح ابن حبان بَابُ الْإِمَامَةِ وَالْجَمَاعَةِ بَابُ الْحَدَثِ فِي الصَّلَاةِ
    حديث رقم: 6532 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ وَالْإِمَامَةِ وَأَبْوَابٌ مُتَفَرِّقَةٌ مَنْ قَالَ : إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَفْتَتِحْ بِرَكْعَتَيْنِ
    حديث رقم: 6534 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ وَالْإِمَامَةِ وَأَبْوَابٌ مُتَفَرِّقَةٌ مَنْ قَالَ : إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَفْتَتِحْ بِرَكْعَتَيْنِ
    حديث رقم: 2470 في مصنّف عبد الرزاق كِتَابُ الصَّلَاةِ
    حديث رقم: 4344 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الصَّلَاةِ
    حديث رقم: 4345 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الصَّلَاةِ
    حديث رقم: 953 في مسند الحميدي مسند الحميدي أَحَادِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 263 في الشمائل المحمدية للترمذي الشمائل المحمدية للترمذي بَابُ مَا جَاءَ فِي عِبَادَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 1787 في مستخرج أبي عوانة بَابٌ فِي الصَّلَاةِ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَغَيْرِهِ بَابُ إِيجَابِ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ لِلْقَائِمِ بِاللَّيْلِ لِلصَّلَاةِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَفْتَتِحَ
    حديث رقم: 1788 في مستخرج أبي عوانة بَابٌ فِي الصَّلَاةِ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَغَيْرِهِ بَابُ إِيجَابِ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ لِلْقَائِمِ بِاللَّيْلِ لِلصَّلَاةِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَفْتَتِحَ
    حديث رقم: 2517 في الأوسط لابن المنذر كِتَابُ السَّفَرِ جِمَاعُ أَبْوَابِ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ بِاللَّيْلِ
    حديث رقم: 2135 في الضعفاء للعقيلي بَابُ الْهَاءِ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ الْقُرْدُوسِيُّ

    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين.
    المعنى العام:
    إيمان كامل برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وحرص دقيق وشديد على التأسي به والاقتداء بأفعاله صلى الله عليه وسلم، كان ذلك وراء الثلاثة الذين ذهبوا إلى بيوت أزواجه صلى الله عليه وسلم ليسألوا عن عبادته السرية التي يقوم بها في منازلهن وفي لياليهن، ويتجلى ذلك واضحًا في حديث ابن عباس، وهو الصبي الذي مازال صبيًا في سنه لكنه كالكهل في إيمانه وقوة عقيدته، كالرجل في عنفوان حياته وشدة تمسكه بدينه والتفاني في إقامة شرعه، كالهرم في حرصه على تقديم ما يمكن تقديمه من طاعات يلقى بها ربه. هذا ابن عباس تحين له فرصة الذهاب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد العشاء في الليل وهو في بيت خالته ميمونة بنت الحارث وفي ليلتها، ذهب مرسلاً من أبيه العباس ليكلم النبي صلى الله عليه وسلم في شأن وعد وعده العباس بعدد من إبل الصدقة، وقد جاءت الإبل ولا يستطيع العباس حياء أن يكلم ابن أخيه في إنجاز وعده. إنه أكبر من أن يحرج بتقديم غيره عليه وأحقية غيره عنه، إنه ككل الصحابة الكبار يأخذهم الحياء من مطالبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء وإن كان قد وعد به فليرسل ابنه الصبي عبد الله، لكن الولد من أبيه، دخل فاستحيا فجلس مترددًا كيف ومتى يبلغ ما أمره أبوه به؟ وتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجته حديث الأهل، وكأن ابن عباس في زيارة خالته وليس في حاجة، وتأخر الليل بالصبي وهم أن يتكلم وأن ينصرف، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: نم عندنا الليلة يا غلام، ولم يدرك الغلام كيف ينام مع زوج وزوجته في حجرة واحدة وعلى فراش لا يسع غير اثنين، وعلى قدر فهمه وجد العرض فرصة لا تعوض ليراقب ويرى كيف يعبد الرسول صلى الله عليه وسلم ربه في الليل، وأبدى الموافقة والاستجابة، إنه لن ينام وسيتظاهر بالنوم لكنه يخشى أن يغلبه النوم، فهمس في أذن خالته يقول لها: إذا أنا نمت وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه فأيقظيني. قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القربة فغسل يديه ووجهه وذكر الله تعالى، ثم جاء فنام هو وزوجه في طول الوسادة التي لا تتسع لثالث، ونام الصبي مشكلاً معهما شكل ضلعين يلتقيان في زاوية، في الوسادة من عرضها، قد يكون على فراش وقد لا يكون، فهذا أمر لا يحسب له حساب. وحول منتصف الليل قام صلى الله عليه وسلم والصبي لم ينم، قام إلى القربة المعلقة على وتد في الحائط فحل رباطها، ثم أفرغ منها ماء قليلاً في إناء ثم أفرغ من الإناء على يديه فتوضأ وضوءًا حسنًا دون إسراف، ثم أخذ يذكر الله تعالى ويثني عليه ويدعوه، كل ذلك والغلام يرقبه ويعي كل حركة وكل قول: وخشي أن يكتشف صلى الله عليه وسلم أن الغلام يقظ رقيب في خفاء، فتمطى وتظاهر بالقلق من النوم، فأيقظه صلى الله عليه وسلم، فأعلن عن اليقظة، وقام فصنع مثل ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة الليل، فقام الغلام بجواره يصلي بصلاته جماعة، لكنه وقف يسار الإمام، فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم شماله وأمسك بيمين الغلام وحوله من وراء ظهره إلى يمين الإمام، وصلى به ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين، ثم صلى ركعتين دون الأوليين، وهكذا أخذ يخفف كل ركعتين عن اللتين قبلهما حتى أتم عشر ركعات ثم أوتر بواحدة، وكان صلى الله عليه وسلم بما جبل عليه من رأفة ورحمة يشفق على الغلام من طول الصلاة في وقت النوم، فكان بين الحين والحين يضع يده على رأس الغلام أو يفتل أذنه ليبعث فيه اليقظة والانتباه والنشاط، فلما انتهيا من الصلاة نام صلى الله عليه وسلم حتى نفخ وظهر صوت نفسه، والغلام متيقظ حتى جاء الفجر وجاء بلال يعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة، فقام صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين خفيفتين سنة الصبح، ثم خرج إلى المسجد والغلام معه فصليا مع المسلمين الفجر. وهكذا نقلت إلينا السنة النبوية قولاً وفعلاً بدقة وعناية وتمام حرص حتى الأدعية والأذكار، فصلى الله وسلم على من بلغ الرسالة وأدى الأمانة ورضي الله عن الصحابة حملة الشريعة ومصابيح الظلام. المباحث العربية (بت ليلة عند خالتي ميمونة) بنت الحارث أخت لبابة بنت الحارث زوجة العباس بن عبد المطلب أم عبد الله بن عباس - رضي اللَّه عنهما. (فأتى حاجته) فسرها في الرواية بقوله: فبال. (ثم غسل وجهه ويديه) قال النووي: هذا الغسل للتنظيف والتنشيط للذكر وغيره. اهـ. ويمكن جعله كناية عن الوضوء كاملاً، لتتفق مع الرواية السادسة وفيها: ثم أتى القربة فحل شناقها فتوضأ وضوءًا بين الوضوءين، ثم أتى فراشه فنام، ثم قام قومة أخرى فأتى القربة فحل شناقها ثم توضأ وضوءًا هو الوضوء. فهذا ظاهر في الوضوءين والقصة واحدة، ومن الصعب حمل الوضوء هنا على غسل الوجه واليدين فقط، ولا يمنع من كون العبارة كناية عن الوضوء ما جاء في الرواية السادسة من قوله: ثم غسل وجهه وكفيه. إذ يمكن حمله على أنه من باب ذكر الجزء وإرادة الكل. (فأتى القربة فأطلق شناقها) بكسر الشين وتخفيف النون ثم قاف وهو رباط القربة الذي يربط به عنقها، وقيل: هو الحبل الذي يربط به القربة في الوتد. والأول أولى. قاله ابن حجر. وفي الرواية الثانية: ثم قام إلى شن معلقة. وفي الرواية الخامسة: فتوضأ من شن معلق. والشن بالشين والنون، قال أهل اللغة: هي القربة القديمة الخلق وجمعه شنان، وهو مذكر، وتأنيثه في الرواية الثانية على إرادة القربة، وتذكيره على إرادة الإناء أو السقاء، وفي ملحق الرواية الثانية: ثم عمد إلى شجب من ماء. وهو بفتح الشين وجيم ساكنة بعدها باء وهو السقاء الخلق. وقيل: الأشجاب الأعواد التي تعلق عليها القربة، والأول أولى. (فتوضأ وضوءًا بين الوضوءين) قال النووي: يعني لم يسرف ولم يقتر وكان بين ذلك قوامًا. اهـ. وقد فسره في الرواية الأولى بقوله: لم يكثر وقد أبلغ. وقد وصف هذا الوضوء بالحسن في الرواية الثانية، ووصف بالخفة في الرواية الخامسة وضوءًا خفيفًا. ووصفه في ملحق الرواية السادسة بقوله: فتوضأ ولم يكثر من الماء ولم يقصر في الوضوء. قال الحافظ ابن حجر: يحتمل أن يكون قلل من الماء مع التثليث أو اقتصر على دون الثلاث. اهـ. والأولى أن يكون قلل من الماء مع التثليث لوصفه بالحسن وعبارة ملحق الرواية السادسة: لم يكثر من الماء ولم يقصر في الوضوء. ترجح ما نقول. (فقمت فتمطيت) في الرواية الثانية: فقمت فصنعت مثل ما صنع. وفي الرواية التاسعة: فقمت لما رأيته صنع ذلك فتوضأت. لكن في ملحق الثانية: ثم حركني فقمت. ولا تناقض؛ لأنه تمطى فحركه صلى الله عليه وسلم فقام. (كراهية أن يرى أني كنت أنتبه له) قال النووي: هكذا ضبطناه، وهكذا هو في أصول بلادنا أنتبه بنون ثم تاء ثم باء، ووقع في البخاري أنقبه بموحدة ثم قاف، ومعناه أرقبه وهو بمعنى أنتبه له. كذا في شرح النووي على مسلم. والذي في فتح الباري شرح البخاري: أتقيه بتاء وقاف مكسورة. قال الخطابي: أي أرقبه. وفي رواية أنقبه بفتح النون وتشديد القاف المكسورة بعدها باء من التنقيب، وفي رواية القابسي أبغيه بباء ساكنة بعدها غين مكسورة بعدها ياء، أي أطلبه، وللأكثر أرقبه. اهـ وفي الرواية السادسة: فبقيت كيف يصلي؟ بفتح الباء والقاف، أي رقبت ونظرت. قال النووي: يقال: بقيت وبقوت بمعنى رقبت ورمقت. (اللهم اجعل في قلبي نورًا) قال النووي: قال العلماء سأل النور في أعضائه وجهاته. والمراد به بيان الحق وضياؤه والهداية إليه، فسأل النور في جميع أعضائه وجسمه وتصرفاته وتقلباته وحالاته وجملته في جهاته الست حتى لا يزيغ شيء منها عنه. فالنور مستعار للعلم والهداية كما في قوله تعالى: {فهو على نور من ربه} [الزمر: 22] قال الكرماني: والتنوين فيها للتعظيم، أي نورًا عظيمًا، وقيل: المراد النور الحقيقي، فيكون صلى الله عليه وسلم قد سأل الله تعالى أن يجعل له في كل عضو من أعضائه نورًا يستضيء به يوم القيامة في تلك الظلم هو ومن تبعه أو من شاء الله منهم. قال القرطبي: والأول أولى. (قال كريب: وسبعًا في التابوت) معناه قال كريب: وذكر ابن عباس نقلاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء بالنور في سبع أماكن غير هذه دخلت صدري ونسيتها ولا أذكرها، فالمراد من التابوت الصدر وهو وعاء القلب. قال ابن بطال: كما يقال لمن يحفظ العلم: علمه في التابوت مستودع. وقال النووي: المراد بالتابوت الأضلاع وما تحويه من القلب وغيره تشبيهًا بالتابوت الذي يحرز فيه المتاع. (فلقيت بعض ولد العباس فحدثني بهن) قال النووي: القائل: فلقيت هو سلمة بن كهيل الراوي عن كريب. اهـ وقال الحافظ ابن حجر: هو محتمل، وظاهر رواية أبي حذيفة أن القائل هو كريب، ومعنى حدثني بهن أي بالسبع التي في صدر كريب ونسيها. (وذكر خصلتين) عدد كريب أو سلمة خمسًا من السبع ونسي اثنتين، قال الداودي: هما العظم والمخ. وقال الكرماني: لعلهما الشحم والعظم. وقال الحافظ ابن حجر: بل المراد بهما اللسان والنفس وهما اللتان زادهما عقيل في روايته عند مسلم - روايتنا الثامنة - إذ فيها وفي لساني نورًا... اللهم أعطني نورًا وفي السادسة واجعل في نفسي نورًا. (فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها) قال النووي: هكذا ضبطناه عرض بفتح العين، ورواه الداودي بالضم وهو الجانب، والصحيح الفتح. والمراد بالوسادة الوسادة المعروفة التي تكون تحت الرءوس، ونقل القاضي عن الباجي والأصيلي وغيرهما أن الوسادة هنا الفراش، وهذا ضعيف أو باطل. اهـ وكانت الوسادة من جلد مدبوغ حشوها ليف. (فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده) معناه يزيل أثر النوم وخموله وكسله بتدليك وجهه بيده. (العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران) بدايتها ما جاء في الرواية الثامنة {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} [آل عمران: 190] ونهايتها آخر السورة كما هو صريح الرواية الثامنة، وحقيقة عدها إحدى عشرة آية، ولعله اكتفى بالعقد عددًا. (فقمت فصنعت مثل ما صنع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) قال الحافظ ابن حجر: هذا يقتضي أنه صنع جميع ما ذكر من القول والوضوء والسواك ومسح النوم عن الوجه، ويحتمل أن يحمل على الأغلب. اهـ وهذا الأخير أولى. (فوضع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي) إيناسًا لابن عباس ورحمة به. (وأخذ بأذني اليمنى يفتلها) كان ذلك بعد أن أدار ابن عباس إلى جنبه الأيمن صلى الله عليه وسلم، ومعنى ذلك أنه كان يأخذ الأذن البعيدة مما يؤدي إلى مرور يده صلى الله عليه وسلم حول عنق ابن عباس، وفي ذلك تطييب وإيناس ورحمة وحنو أكثر، وقد بين في الرواية الرابعة الهدف من فتل الأذن بقوله: فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني. قال النووي: قيل: إنما فتلها تنبيهًا له من النعاس. وقيل: ليتنبه لهيئة الصلاة وموقف المأموم وغير ذلك، والأول أظهر. اهـ. قال الحافظ ابن حجر: وزاد في الرواية: فعرفت أنه إنما صنع ذلك ليؤنسني بيده في ظلمة الليل. (ثم احتبى حتى إني لأسمع نفسه راقدًا) في القاموس: احتبى جمع ساقيه إلى ظهره بعمامة ونحوها. وللجمع بين هذا وبين الاضطجاع الوارد في الروايات الأخرى قال النووي: معناه أنه احتبى أولاً ثم اضطجع حتى إني لأسمع نفسه راقدًا. (فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين) في الرواية الثانية: ثم اضطجع حتى جاء المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين. ولا تعارض فقد تبين له الفجر ساعة مجيء المؤذن فكانت الصلاة بعد الأمرين. (فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه) أي أدارني من خلفه، وفي الرواية الأولى: فأخذ بيدي عن يمينه. وفي الرواية التاسعة: فأخذ بيدي من وراء ظهره يعدلني كذلك من وراء ظهره إلى الشق الأيمن. وتصوير الحالة أن ابن عباس حين وقف عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم متأخرًا قليلاً كانت يده اليمنى مجاورة لليد اليسرى للرسول صلى الله عليه وسلم، فمد صلى الله عليه وسلم يده اليسرى فأخذت بيد ابن عباس اليمنى وسارت به من خلف ظهره صلى الله عليه وسلم إلى يمينه صلى الله عليه وسلم. (ثم صب في الجفنة أو القصعة فأكبه بيده عليها) الجفنة القصعة الكبيرة ففي القاموس: وأعظم القصاع الجفنة ثم الصحفة. فالشك من الراوي إنما هو في كبر القصعة أو عدمه، فروايات أنه قام إلى القربة فحل رباطها ثم توضأ، فيها طي وحذف حاصله أنه سكب من القربة في القصعة ثم ربط القربة وتوضأ من القصعة، يكب من هذا الإناء على يديه، ولا يضع يديه في الإناء. (فتوضأ واستن) أي تسوك. وفي الرواية الثامنة: فاستيقظ فتسوك وتوضأ. ومع أن الواو لا تقتضي ترتيبًا فإنه يمكن أن يقال: إنه صلى الله عليه وسلم تسوك قبل الوضوء وبعده، فكلا التعبيرين صحيح وكل منهما يعبر عن حالة. (طويلتين طويلتين طويلتين) قال النووي: وهكذا هو مكرر ثلاث مرات. اهـ. فالتكرير للتأكيد. (فانتهينا إلى مشرعة) بفتح الميم والراء، وهي الطريق إلى ماء النهر أو البحر من حافته، أي مورد الشرب من النهر أو البحر، أي المورد الذي لا يحتاج إلى رفع أو خوض، وفي المثل: إن أهون السقي التشريع. (ألا تشرع يا جابر) بضم التاء مضارع أشرع المتعدي، أي ألا تشرع ناقتك أو نفسك؟ أي ألا تسقي ناقتك؟ وروي بفتح التاء مضارع شرع اللازم أي ألا تشرب؟. (ووضعت له وضوءًا) بفتح الواو أي ماء يتوضأ به. (فصلى في ثوب واحد خالف بين طرفيه) أي أخذ طرف الثوب الذي ألقاه على كتفه الأيمن من تحت يده اليسرى وطرفه الذي ألقاه على كتفه الأيسر من تحت يده اليمنى ثم عقدهما على صدره. (أنت نور السموات والأرض) قال النووي: قال العلماء: معناه نورهما وخالق نورهما. وقال أبو عبيد: معناه بنورك يهتدي أهل السموات والأرض. قال الخطابي في تفسير اسمه سبحانه وتعالى [النور]: ومعناه الذي بنوره يبصر ذو العماية، وبهدايته يرشد ذو الغواية. قال: ومنه: {الله نور السماوات والأرض} [النور: 35] أي منه نورهما. قال: ويحتمل أن يكون معناه ذو النور، ولا يصح أن يكون النور صفة ذات لله تعالى، وإنما هو صفة فعل، أي هو خالقه. وقال غيره: معنى نور السموات والأرض مدبر شمسها وقمرها ونجومها. اهـ. والأقوال كلها متقاربة لأن النور إذا أريد منه حقيقته وهو الضوء فهو تعالى خالقه بخلق أجرامه فهو صاحبه ذو النور، أو هو صاحبه بتدبيره أجرامه، أو هو سببه وبه ومنه نورهما. وإذا أريد منه النور المعنوي والهداية فهو من الإخبار بالمصدر مبالغة كزيد عدل أي عادل، أي أنت الهادي في السموات والأرض. قال الحافظ ابن حجر: وقيل: المعنى أنت المنزه عن كل عيب. يقال: فلان منور، أي مبرأ من كل عيب. اهـ وهو بعيد لإضافته إلى السموات والأرض إلا إذا اعتبرنا الإضافة بمعنى في. (أنت قيام السموات والأرض) في ملحق الرواية: قيم السموات والأرض. قال العلماء: من صفاته القيام والقيم كما صرح به هذا الحديث، والقيوم بنص القرآن، وقائم، ومنه قوله تعالى: (أفمن هو قائم على كل نفس) [الرعد: 33] قال الهروي: ويقال: قوام. قال ابن عباس: القيوم الذي لا يزول. وقال غيره: هو القائم على كل شيء، ومعناه مدبر أمر خلقه. قال النووي: وهما -أي تفسير ابن عباس وغيره - سائغان في تفسير الآية والحديث. اهـ. والمعنى الثاني أقرب وأوضح. (أنت رب السموات والأرض) قال النووي: قال العلماء: للرب ثلاثة معان في اللغة: السيد المطاع. فشرط المربوب أن يكون ممن يعقل، وإليه أشار الخطابي بقوله: لا يصح أن يقال: سيد الجبال والشجر، قال القاضي عياض: هذا الشرط فاسد، بل الجميع مطيع له سبحانه وتعالى، قال الله تعالى {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين} [فصلت: 11]. اهـ. وكلام القاضي قاض على كل كلام. (أنت الحق) للإمام النووي في معنى هذا الثناء الآتي كلام نفيس أسوقه كما جاء في شرحه لصحيح مسلم: قال النووي: قال العلماء: الحق في أسمائه تعالى معناه المتحقق وجوده، وكل شيء صح وجوده فهو حق، ومنه الحاقة أي الكائنة حقًا بغير شك، ومثله قوله في هذا الحديث: ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق. أي كله متحقق لا شك فيه، وقيل: معناه خبرك حق وصدق - ففي أنت أحق مضاف محذوف أي خبرك - وقيل: أنت صاحب الحق، وقيل: محق الحق، وقيل: الإله الحق. اهـ. (ولقاؤك حق) المراد من اللقاء البعث، وقيل: الموت. والصواب البعث، فهو الذي يقتضيه سياق الكلام، وهو الذي يرد به على الملاحدة لا بالموت. (اللهم لك أسلمت) أي استسلمت وانقدت لأمرك ونهيك. (وبك آمنت) أي صدقت بك وبكل ما أخبرت وأمرت ونهيت. (وإليك أنبت) أي أطعت ورجعت إلى عبادتك، أي أقبلت عليها. وقيل: معناه رجعت إليك في تدبيري، أي فوضت إليك. (وبك خاصمت) أي بما أعطيتني من البراهين والقوة خاصمت من عاند فيك وكفر بك وقمعته بالحجة وبالسيف. (وإليك حاكمت) أي كل من جحد الحق حاكمته إليك وجعلتك الحاكم بيني وبينه، لا غيرك مما كانت تحاكم إليه الجاهلية وغيرهم من صنم وكاهن ونار وشيطان وغيرها، فلا أرضى إلا بحكمك، ولا أعتمد غيره. (فاغفر لي ما قدمت وما أخرت. إلخ) معنى سؤاله صلى اللَّه عليه وسلم المغفرة مع أنه مغفور له؛ أنه يسأل ذلك تواضعًا وخضوعًا وإشفاقًا وإجلالاً، وليقتدي به في أصل الدعاء والخضوع وحسن التصريح في هذا الدعاء المعين. (اللَّهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل) قال العلماء: خصهم بالذكر وإن كان اللَّه تعالى رب كل المخلوقات كما تقرر في القرآن والسنة من نظائره - أي جريًا على ما تقرر - من إضافته تعالى إلى كل عظيم المرتبة وكبير الشأن دون ما يستحقر ويستصغر، فيقال له سبحانه وتعالى: رب السموات والأرض رب العرش الكريم، ورب الملائكة والروح، ورب المشرقين ورب المغربين، ورب الناس، ملك الناس، إله الناس، ورب العالمين، رب كل شيء، رب النبيين، خالق السموات والأرض، فاطر السموات، جاعل الملائكة رسلاً. فكل ذلك وشبهه وصف له سبحانه وتعالى بدلائل العظمة وعظيم القدرة والملك، ولم يستعمل ذلك فيما يحتقر ويستصغر فلا يقال: رب الحشرات، وخالق القردة والخنازير، وشبه ذلك على الإفراد، وإنما يقال: خالق المخلوقات وخالق كل شيء، فيدخل هذا في العموم. (اهدني لما اختلف فيه من الحق) معناه ثبتني عليه، كقوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} (وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض) أي قصدت بعبادتي وتوجهت بها للذي بدأ خلق السموات والأرض. (حنيفًا) قال النووي: قال الأكثرون: معناه مائلاً إلى الدين الحق وهو الإسلام، وأصل الحنف الميل، ويكون في الخير والشر، وينصرف إلى ما تقتضيه القرينة. وقيل: المراد بالحنيف هنا المستقيم. وقال أبو عبيد: الحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم عليه السلام، وانتصب حنيفًا على الحال، أي وجهت في حال حنيفتي. (وما أنا من المشركين) بيان للحنيف وإيضاح لمعناه، والمشرك يطلق على كل كافر، من عابد وثن وصنم ويهودي ونصراني ومجوسي ومرتد وزنديق وغيرهم. انتهى كلام النووي. وأقول: حمل المشرك على هذا إنما يكون إذا ذكر وحده، وأما إذا ذكر في مقابل الكافر فيطلق على من جعل للَّه ندًا. (إن صلاتي ونسكي) قال النووي: قال أهل اللغة: النسك العبادة، وأصله من النسيكة وهي الفضة المذابة المصفاة من كل خلط، والنسيكة أيضًا كل ما يتقرب به إلى الله تعالى. (ومحياي ومماتي) أي حياتي وموتي، ويجوز فتح الياء فيهما وإسكانها، والأكثرون على فتح ياء محياي وإسكان ياء مماتي. (للَّه) قال العلماء: هذه اللام لام الإضافة، ولها معنيان، الملك، والاختصاص، وكلاهما مراد. (رب العالمين) في معنى رب أربعة أقوال، حكاها الماوردي وغيره: المالك، والسيد، والمدبر، والمربي، فإن وصف الله تعالى برب لأنه ملك أو سيد فهو من صفات الذات، وإن وصف لأنه مدبر خلقه ومربيهم فهو من صفات فعله، ومتى: دخلته الألف واللام فقيل: الرب اختص بالله تعالى، وإذا حذفتا جاز إطلاقه على غيره، فيقال. رب المال، ورب الدار، ونحو ذلك. والعالمون جمع عالم، وليس للعالم واحد من لفظه. واختلف العلماء في حقيقته، فقال المتكلمون من أصحابنا وغيرهم من المفسرين وغيرهم: العالم كل المخلوقات. قال جماعة: هم الملائكة والجن والإنس، وقيل: بنو آدم خاصة. وقال آخرون: هو الدنيا وما فيها، ثم قيل: هو مشتق من العلامة، لأن كل مخلوق علامة على وجود صانعه. وقيل: من العلم، فعلى هذا يختص بالعقلاء. (اللَّهم أنت الملك) أي القادر على كل شيء المالك الحقيقي لجميع المخلوقات. (وأنا عبدك) أي معترف بأنك مالكي ومدبري وحكمك نافذ في. (ظلمت نفسي) أي اعترفت بالتقصير. وقدمه على سؤال المغفرة أدبًا كما قال آدم وحواء: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} [الأعراف: 23]. (اهدني لأحسن الأخلاق) أي أرشدني لصوابها، ووفقني للتخلق به. (واصرف عني سيئها) أي قبيحها. (لبيك) قال العلماء: معناه أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة، يقال: لب بالمكان لبًا، وألب إلبابًا، أي أقام به، وأصل لبيك لبين لك، فحذفت النون للإضافة. (وسعديك) قال الأزهري وغيره: معناه مساعدة لأمرك بعد مساعدة ومتابعة لدينك بعد متابعة. (والخير كله في يديك والشر ليس إليك) قال الخطابي وغيره: هذا من إضافة محاسن الأمور إليه تعالى دون مساويها، وقوله: والشر ليس إليك. مما يجب تأويله، لأن مذهب أهل الحق أن كل المحدثات فعل الله تعالى وخلقه سواء خيرها وشرها، وحينئذ يجب تأويله، وفيه خمسة أقوال أحدها: معناه لا يتقرب به إليك. والثاني: معناه لا يضاف إليك على انفراده، لا يقال: يا خالق القردة والخنازير ويا رب الشر ونحو هذا، وإن كان خالق كل شيء ورب كل شيء، وحينئذ يدخل الشر في العموم. والثالث: معناه الشر لا يصعد إليك، إنما يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح. والرابع: معناه والشر ليس شرًا بالنسبة إليك، فإنك خلقته بحكمة بالغة، وإنما هو شر بالنسبة إلى المخلوقين. والخامس: أنه كقولك: فلان إلى بني فلان، إذا كان عداده فيهم أو صفوه إليهم. (أنا بك وإليك) أي التجائي وانتمائي إليك وتوفيقي بك. (تباركت) أي استحققت الثناء. وقيل: ثبت الخير عندك. وقال ابن الأنباري: تبارك العباد بتوحيدك. (ملء السموات وملء الأرض) هو بكسر الميم وبنصب الهمزة بعد اللام ورفعها، واختلف في الراجح منهما، والأشهر النصب، ومعناه حمدًا لو كان أجسامًا لملأ السموات والأرض لعظمه. (سجد وجهي) قيل: المراد بالوجه جملة الذات كقوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} [القصص: 88] ويؤيده أن السجود يقع بأعضاء أخر مع الوجه. وقيل: إن الشيء يضاف إلى ما يجاوره كما يقال: بساتين البلد. (أحسن الخالقين) أي المقدرين والمصورين. (أنت المقدم وأنت المؤخر) معناه تقدم من شئت بطاعتك وغيرها، وتؤخر من شئت عن ذلك كما تقتضيه حكمتك، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء. (وأنا أول المسلمين) أي من هذه الأمة. انتهى كلام النووي بدون تصرف وهو من النفاسة بمكان، واللَّه أعلم. فقه الحديث تتعرض أحاديث الباب إلى نقاط فقهية ننسجها فيما يأتي: (أ) في الرواية السابعة إشارة إلى دافع مبيت ابن عباس عند خالته ميمونة وأنه النظر ومراقبة كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل، وفي الرواية العاشرة تصريح بدافع وسبب آخر ونصها: بعثني العباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت خالتي ميمونة. زاد النسائي: في إبل أعطاه إياها من الصدقة. ولابن خزيمة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعد العباس ذودًا من الإبل فبعثني إليه بعد العشاء وكان في بيت ميمونة. ولمحمد بن نصر زيادة: فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا بني بت الليلة عندنا. ففي ظاهر سبب المبيت ودافعه تعارض بين الروايات، ويمكن الجمع بينهما بأن الدافع إلى الإرسال طلب الإبل الموعود بها للعباس، فلما عرض على ابن عباس المبيت كان دافعه للقبول والمبيت مراقبة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم. (ب) جاء في رواية لأبي عوانة عن عبد الله بن عباس: أن العباس بعثه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة. قال: فوجدته جالسًا في المسجد فلم أستطع أن أكلمه، فلما صلى المغرب قام فركع حتى أذن بصلاة العشاء. وظاهر هذا يعارض أن العباس أرسله إلى النبي صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة. قال الحافظ ابن حجر: ويجمع بأنه لما لم يكلمه في المسجد أعاده إليه بعد العشاء إلى بيت ميمونة. (ج) في الرواية الرابعة: بت عند خالتي ميمونة فقلت لها: إذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأيقظيني. مما يوحي بأن ابن عباس قد نام، وجاء في الرواية: فقلت: لا أنام حتى أنظر ما يصنع في صلاة الليل. وقد جمع الحافظ ابن حجر بين الروايتين باحتمال أنه عزم في نفسه على السهر ليطلع على الكيفية التي أرادها، ثم خشي أن يغلبه النوم فوصى ميمونة أن توقظه. اهـ ولم تفد الروايات بأن ميمونة أيقظته، وإنما صرحت الرواية الأولى بأنه كان مستيقظًا من نفسه إذ فيها. فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أنتبه له. فكونه عزم على أن لا ينام، وكونه لم ينم بالفعل لا يتنافى مع توصيته خالته أن توقظه احتياطًا وخوفًا من أن ينام. (د) تصرح الرواية الرابعة بأن صلاته صلى الله عليه وسلم تلك الليلة كانت إحدى عشرة ركعة، وتصرح الرواية الأولى والثالثة والسادسة والثانية عشرة بأن صلاته في تلك الليلة كانت ثلاث عشرة ركعة، وجاءت روايتنا الثامنة بأن صلاته كانت في هذه الليلة تسع ركعات وأن الوضوء كان يتكرر كل ركعتين، ونصها: ثم قام فصلى ركعتين فأطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات - ست ركعات - كل ذلك يستاك ويتوضأ، ثم أوتر بثلاث. وفي الجمع أو الترجيح يقول الحافظ ابن حجر: والحاصل أن قصة مبيت ابن عباس يغلب علي الظن عدم تعددها، فلهذا ينبغي الاعتناء بالجمع بين مختلف الروايات فيها. ولا شك أن الأخذ بما اتفق عليه الأكثر والأحفظ أولى مما خالفهم فيه من هو دونهم، ولا سيما إن زاد أو نقص، والمحقق من عدد صلاته في تلك الليلة إحدى عشرة، وأما رواية ثلاث عشرة فيحتمل أن يكون منها سنة العشاء، ويوافق ذلك رواية ابن أبي حجرة عن ابن عباس بلفظ: كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة. يعني بالليل، ولم يبين هل سنة الفجر منها أو لا وبينها يحيى بن الجزار عن ابن عباس عند النسائي بلفظ: كان يصلي ثمان ركعات ويوتر بثلاث، ويصلي ركعتين قبل صلاة الصبح. ولا يعكر على هذا الجمع إلا ظاهر قوله: صلى ركعتين... ثم ركعتين... - روايتنا الثانية أي قبل أن ينام، ويكون منها سنة العشاء، وقوله: ثم ركعتين. أي بعد أن قام. وجمع الكرماني بين ما اختلف من روايات قصة ابن عباس هذه، باحتمال أن يكون بعض رواته ذكر القدر الذي اقتدى ابن عباس به فيه، وفصله عما لم يقتد به فيه. انتهى كلام الحافظ ابن حجر. والمحقق عندي من عدد صلاته صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة ثلاث عشرة وأن ابن عباس اقتدى به وصلى معه إحدى عشرة ركعة بعد أن صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده ركعتين، يؤكد هذا الفهم، فتمطيت، فتوضأت، فقام فصلى، فقمت لما رأيته صنع ذلك، فتوضأ من القربة، ثم قمت إلى شقه الأيسر.... فهي صريحة في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى قبل أن يقوم ابن عباس، وقوله في الرواية نفسها: فتتامت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ثلاث عشرة ركعة. صريحة في جمع العدد. وفي الرواية الثانية: فأحسن وضوءه، ثم قام فصلى،.... فقمت فصنعت مثل ما صنع.... ثم ذهبت فقمت إلى جنبه. وقول ابن عباس بعد ذلك: فصلى ركعتين.. إلخ حتى بلغ بالمثنى اثنتي عشرة ركعة تفصيل لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ومع ابن عباس، وكذلك الرواية الثالثة ولفظها: فصلى في تلك الليلة ثلاث عشرة ركعة. وكذلك الرواية السادسة وفيها: فتكاملت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة. كل ذلك صريح في جمع العدد، ولا يعارض الرواية الرابعة التي تتحدث عن عدد ما صلاه ابن عباس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه إحدى عشرة ركعة، وهذه واقعة حال لا تعارضها واقعة حال أخرى. أما الرواية الثامنة وفيها تخلل النوم بين الركعات، وفيها مخالفة في عدد الركعات لبقية الروايات، فقد قال القاضي عياض: هذه الرواية مما استدركه الدارقطني على مسلم لاضطرابها واختلاف الرواة. قال النووي: ولا يقدح هذا في مسلم، فإنه لم يذكر هذه الرواية متأصلة مستقلة، إنما ذكرها متابعة، والمتابعات يحتمل فيها ما لا يحتمل في الأصول. قال القاضي: ويحتمل أنه لم يعد في هذه الصلاة الركعتين الأوليين الخفيفتين اللتين كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاة الليل بهما، كما صرحت الأحاديث بهما في مسلم وغيره، ولهذا قال: صلى ركعتين فأطال فيهما. فدل على أنهما بعد الخفيفتين، فتكون الخفيفتان ثم الطويلتان ثم الست المذكورات ثم ثلاث بعدها، فصارت الجملة ثلاث عشرة كما في باقي الروايات. واللَّه أعلم. ويؤخذ من أحاديث الباب فوق ما تقدم:

    1- أن موقف المأموم الواحد عن يمين الإمام وأنه إذا وقف عن يساره يتحول إلى يمينه، وأنه إذا لم يتحول حوله الإمام.

    2- وأن الفعل القليل لا يبطل الصلاة.

    3- وأن صلاة الصبي صحيحة.
    4- وأن الجماعة في غير المكتوبات وفي النوافل والتهجد صحيحة، وأن الائتمام بمن لم ينو الإمامة صحيح.
    5- قال النووي: وفيه دليل على جواز نوم الرجل مع امرأته من غير مواقعة بحضرة بعض محارمها وإن كان مميزًا. قال القاضي: وقد جاء في بعض روايات هذا الحديث: قال ابن عباس: بت عند خالتي في ليلة كانت فيها حائضًا. قال: وهذه الكلمة وإن لم تصح طريقًا فهي حسنة المعنى جدًا، إذ لم يكن ابن عباس يطلب المبيت في ليلة للنبي صلى الله عليه وسلم فيها حاجة إلى أهله، ولا يرسله أبوه إلا إذا علم عدم حاجته إلى أهله، لأنه معلوم أنه لا يفعل حاجته مع حضرة ابن عباس معهما في الوسادة مع أنه كان مراقبًا لأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، مع أنه لم ينم أو نام قليلاً جدًا. انتهى كلام القاضي. وهو احتمال، لكني أستبعد إشاعة حيضة المرأة بهذه الصورة، فما أرسله العباس ليبيت، وما بات إلا بعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت. نعم قد يكون هذا العرض مبنيًا على حيض أم المؤمنين في نظر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يكون مبنيًا على عدم الحاجة، وهو الأولى عندي، فإن للرجل أن يتمتع من زوجه الحائض بغير الجماع ولا يليق أن يحصل شيء من ذلك مع وجود ابن عباس بجوارهما. وحيث إن الرواية لم تصح طريقًا فلا يعتمد عليها، وعلى فرض صحتها يحتمل أنه علم بذلك عند المبيت أو بعده، لكنها على كل حال ليست المسوغ للمبيت. واللَّه أعلم.
    6- ومن الرواية الثانية من قوله: فجعل يمسح النوم عن وجهه. جواز استعمال المجاز، واستحباب مسح أثر النوم.
    7- واستحباب قراءة القرآن للمحدث، لقراءته صلى الله عليه وسلم العشر الآيات قبل أن يتوضأ. قال النووي: وهذا إجماع المسلمين، وإنما تحرم القراءة على الجنب والحائض.
    8- وفيه استحباب قراءة هذه الآيات عند القيام من النوم.
    9- وجواز قول سورة آل عمران وسورة البقرة وسورة النساء ونحوها، وكرهه بعض المتقدمين، وقال: إنما يقال: السورة التي يذكر فيها آل عمران. قال النووي: والصواب الأول، وبه قال عامة العلماء من السلف والخلف وتظاهرت عليه الأحاديث الصحيحة، ولا لبس في ذلك. 10- قال النووي: وفيه أن الأفضل في الوتر وغيره من الصلوات أن يسلم من كل ركعتين، وأن الوتر يكون آخره ركعة مفصولة. قال: وهذا مذهبنا ومذهب الجمهور. وقال أبو حنيفة: ركعة موصولة بركعتين كالمغرب. 1

    1- وفيه جواز إتيان المؤذن إلى الإمام ليخرج إلى الصلاة. 1

    2- وتخفيف سنة الصبح. 1

    3- وفيه من الرواية السابعة جواز الحديث بعد صلاة العشاء للحاجة والمصلحة. قال النووي: وحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها إنما هو في حديث لا حاجة إليه ولا مصلحة فيه. 1
    4- ويؤخذ من الرواية الثالثة عشرة صحة الصلاة في ثوب واحد. 1
    5- وأنه تسن المخالفة بين طرفيه على عاتقيه. 1
    6- قال الحافظ ابن حجر: وفيه الملاطفة بالصغير والقريب والضعيف. 1
    7- وحسن المعاشرة للأهل، والرد على من يؤثر دوام الانقباض. 1
    8- وفيه حمل أفعاله صلى الله عليه وسلم على الاقتداء به. 1
    9- والبداءة عند الصلاة بالسواك واستحبابه عند كل وضوء وعند كل صلاة. 20- واستحباب غسل الوجه واليدين لمن أراد النوم وهو محدث. 2

    1- واستحباب التقليل من الماء في التطهير مع حصول الإسباغ. 2

    2- وبيان فضل ابن عباس وقوة فهمه وحرصه على تعلم أمر الدين. 2

    3- وفيه اتخاذ مؤذن راتب للمسجد. 2
    4- ومن الرواية الخامسة عشرة استحباب افتتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين للتنشيط. 2
    5- ومن الرواية السادسة عشرة دعاؤه صلى الله عليه وسلم وطلبه مغفرة ما قدم وما أخر وما أسر وما أعلن. قال النووي: ومعنى سؤاله صلى الله عليه وسلم المغفرة مع أنه مغفور له أنه يسأل تواضعًا وخضوعًا وإشفاقًا وإجلالاً، وليقتدي به في أصل الدعاء والخضوع وحسن التضرع. 2
    6- قال الخطابي وغيره عن الرواية الثامنة عشرة في الحديث: إرشاد إلى الأدب في الثناء على الله تعالى، ومدحه بأن يضاف إليه محاسن الأمور دون مساويها على جهة الأدب. 2
    7- وفيه تقديم الثناء على الله قبل الطلب والدعاء وبعده. 2
    8- ومواظبته صلى الله عليه وسلم في الليل على الذكر والدعاء والاعتراف لله تعالى بحقوقه والإقرار بصدق وعده ووعيده والبعث والجنة والنار وغيره ذلك. 2
    9- ويؤخذ من الرواية الثامنة عشرة وزيادتها استحباب دعاء الافتتاح. قال النووي: إلا أن يكون إمامًا لقوم لا يؤثرون التطويل. 30- ويؤخذ منها استحباب الدعاء في الركوع وفي الرفع وفي السجود وبعد التشهد. 3

    1- وفيها دليل لمذهب الزهري أن الأذنين من الوجه لقوله صلى الله عليه وسلم: سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره. فإضافة السمع إلى الوجه دليل على أنه منه. قال النووي: وقال جماعة من العلماء: هما من الرأس. وقال جماعة آخرون: أعلاهما من الرأس، وأسفلهما من الوجه. وقال آخرون: ما أقبل منهما على الوجه فمن الوجه، وما أدبر فمن الرأس. قال الشافعي والجمهور: هما عضوان مستقلان، لا من الرأس ولا من الوجه، بل يطهران بماء مستقل، ومسحهما سنة خلافًا للشيعة. وأجاب الجمهور عن احتجاج الزهري بجوابين أحدهما: أن المراد بالوجه جملة الذات، كقوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} [القصص: 88] ويؤيد هذا أن السجود يقع بأعضاء أخرى مع الوجه. والثاني: أن الشيء يضاف إلى ما يجاوره، كما يقال: بساتين البلد. اهـ. 3

    2- ومن الرواية الثالثة والخامسة أنه صلى الله عليه وسلم بعد أن نام صلى ولم يتوضأ وقد أوضح سفيان الراوي في زيادته أن هذا خصوصية من خصوصياته صلى الله عليه وسلم، لأنه كما يقول النووي: لو خرج حدث لأحس به خلاف غيره من الناس. واللَّه أعلم

    وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي، هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ ‏"‏ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَفْتَتِحْ صَلاَتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ

    وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ، قَالاَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مِثْلَهُ ‏.‏

    Abu Huraira reported Allah's Apostle (ﷺ) as saying When any one of you gets up at night, he should begin the prayer with two short rak'ahs

    Abu Huraira (Allah be pleased with him) reported like this from Allah's Messenger (ﷺ)

    Bize, Ebû Bekr b. Ebî Şeybe rivayet etti. (Dediki): Bize, Ebû Usâme, Hişâm'dan, o da Muhammed'den, o da Ebû Hureyre'den, o da Nebi (Sallallahu Aleyhi ve Sellem)'den naklen rivayet ettiki, şöyle buyurmuşlar : «Biriniz geceleyin kalktığı zaman namazına hafif iki rekrâtla başlayıversin!»

    {…} Bize Ebû Kureyb ile İbni Ebî Ömer rivayet ettiler. (Dedilerki): Bize Vekî', Ebû'z-Zinâd'dan, o da A'rac'dan, o da Ebû Hureyre'den, o da Nebi (Sallallahu Aleyhi ve Sellem)'den naklen bu hadîsin mislini rivayet etti

    حضرت ابو ہریرۃ رضی اللہ تعالیٰ عنہ نے نبی اکرم صلی اللہ علیہ وسلم سے روایت کی کہ آپ نے فرمایا : " جب تم میں سے کوئی رات کو ( نماز کے لئے ) اٹھے تو وہ اپنی نماز کا آغاز دو ہلکی رکعتوں سے کرے ۔

    ابوزناد نے اعرج سے ، انہوں نے حضرت ابوہریرہ رضی اللہ عنہ سے اور انہوں نے نبی صلی اللہ علیہ وسلم سے اسی کے مانند روایت کی

    আবূ বাকর ইবনু আবূ শায়বাহ (রহঃ) ..... আবূ হুরায়রাহ (রাযিঃ) থেকে বর্ণিত। নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বলেছেনঃ তোমাদের কেউ রাতে সালাত আদায় করতে শুরু করলে সে যেন সংক্ষিপ্তভাবে দু' রাকাআত সালাত দিয়ে শুরু করে। (ইসলামী ফাউন্ডেশন ১৬৭৭, ইসলামীক সেন্টার)

    আবূ কুরায়ব ও ইবনু আবূ উমর (রহঃ) ..... আবূ হুরাইরাহ্ (রাযিঃ) এর সূত্রে নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম থেকে অনুরূপ বর্ণিত আছে। (ইসলামিক ফাউন্ডেশন ৩৬৬০, ইসলামিক সেন্টার)

    நபி (ஸல்) அவர்கள் கூறினார்கள்: உங்களில் ஒருவர் இரவில் தொழுவதற்காக நின்றால் முதலில் சுருக்கமாக இரண்டு ரக்அத்கள் தொழட்டும்.- இதை அபூஹுரைரா (ரலி) அவர்கள் அறிவிக்கிறார்கள். அத்தியாயம் :