• 172
  • حَدَّثَنِي عِمْرَانُ ، قَالَ : قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ " ، قَالُوا : وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ : " أَنْتَ مِنْهُمْ " ، قَالَ : فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ : " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ "

    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْبَاهِلِيُّ ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عِمْرَانُ ، قَالَ : قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، قَالُوا : وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، فَقَامَ عُكَّاشَةُ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ : أَنْتَ مِنْهُمْ ، قَالَ : فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ : سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ

    يسترقون: لا يسترقون : لا يطلبون الرقية من أحد توكلاً منهم على الله، أو يتركون الرقى بغير ما ورد عن النبي عليه السلام.
    " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ " ،
    حديث رقم: 347 في صحيح مسلم كِتَابُ الْإِيمَانَ بَابُ الدَّلِيلِ عَلَى دُخُولِ طَوَائِفَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا
    حديث رقم: 19475 في مسند أحمد ابن حنبل أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
    حديث رقم: 19525 في مسند أحمد ابن حنبل أَوَّلُ مُسْنَدِ الْبَصْرِيِّينَ حَدِيثُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
    حديث رقم: 6196 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الْحَظْرِ وَالْإِبَاحَةِ كِتَابُ الطِّبِ
    حديث رقم: 15415 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 975 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْأَلِفِ مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ
    حديث رقم: 1141 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْأَلِفِ مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ
    حديث رقم: 1223 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْأَلِفِ مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ
    حديث رقم: 2413 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْأَلِفِ بَابُ مَنِ اسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ
    حديث رقم: 3794 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْعَيْنِ مَنِ اسْمُهُ عُثْمَانُ
    حديث رقم: 7204 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْمِيمِ بَابُ الْمِيمِ مَنِ اسْمُهُ : مُحَمَّدٌ
    حديث رقم: 15203 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15246 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15247 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15248 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 15249 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 75 في مسند الروياني مسند الروياني مُسْنَدُ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْن
    حديث رقم: 4721 في شرح معاني الآثار للطحاوي كِتَابُ الْكَرَاهَةِ بَابُ الْكَيِّ هَلْ هُوَ مَكْرُوهٌ أَمْ لَا ؟
    حديث رقم: 188 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ الْأَعْمَالِ الْمَكْرُوهَةِ الَّتِي إِذَا اجْتَنَبَهَا الْمُؤْمِنُ وَالْمَحْمُودَةِ الَّتِي مَنْ يَسْتَعْمِلُهَا
    حديث رقم: 25 في التوكل على الله لابن أبي الدنيا التوكل على الله لابن أبي الدنيا
    حديث رقم: 189 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ الْأَعْمَالِ الْمَكْرُوهَةِ الَّتِي إِذَا اجْتَنَبَهَا الْمُؤْمِنُ وَالْمَحْمُودَةِ الَّتِي مَنْ يَسْتَعْمِلُهَا
    حديث رقم: 4738 في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني الأسمَاء عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَبُو نُجَيْدٍ الْخُزَاعِيُّ سَكَنَ الْبَصْرَةَ ، وَهُوَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ عَبْدِ نَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ جَهْمَةَ بْنِ غَاضِرَةَ بْنِ خُشَيْنَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُزَاعَةَ ، أَسْلَمَ وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَوَاتٍ ، وَعَقِبُهُ بِالْبَصْرَةِ ، وَكَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، كَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الْفِتْنَةِ ، مُجَابَ الدَّعْوَةِ ، بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُفَقِّهُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ ، كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تُسَلِّمُ عَلَيْهِ مِنْ جَوَانِبِ بَيْتِهِ فِي عِلَّتِهِ ، فَلَمَّا اكْتَوَى فَقْدَهُ ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ ، كَانَ يَلْبَسُ الْخَزَّ ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ ، وَقِيلَ : اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ ، حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ خُلَيْقٍ ، وَعَامَّةُ حَدِيثُهُ عِنْدَ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ ، وَالْحَسَنِ ، وَابْنِ سِيرِينَ ، وَأَبِي الْمُهَلَّبِ ، وَصَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ
    حديث رقم: 5001 في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني الأسمَاء عُكَّاشَةُ بْنُ مُحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، هُوَ السَّابِقُ بِدَعْوَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، قَاتَلَ يَوْمَ بَدْرٍ بِسَيْفِهِ حَتَّى انْقَطَعَ ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَزْلًا مِنْ حَطَبٍ ، فَعَادَ فِي يَدِهِ سَيْفًا أَبْيَضَ الْحَدِيدَةِ

    [218] هم الَّذين لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يسْتَرقونَ قَالَ الْخطابِيّ وَغَيره المُرَاد من ترك ذَلِك توكلا على الله وَرَضي بِقَضَائِهِ وبلائه قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ الظَّاهِر من معنى الحَدِيث قَالَ وَحَاصِله أَن هَؤُلَاءِ كل تفويضهم إِلَى الله تَعَالَى فَلم يتسببوا إِلَى دفع مَا أوقعه بهم قَالَ وَلَا شكّ فِي فَضِيلَة هَذِه الْحَالة ورجحان صَاحبهَا قَالَ وَأما تطبب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَفعله ليبين لنا الْجَوَاز وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ حد التَّوَكُّل الثِّقَة بِاللَّه والإيقان بِأَن قَضَاءَهُ نَافِذ قَالَ الْقشيرِي التَّوَكُّل مَحَله الْقلب وَلَا يُنَافِيهِ الْحَرَكَة بِالظَّاهِرِ بعد مَا تحقق العَبْد أَن الثِّقَة من قبل الله فَإِن تعسر شَيْء فبتقديره وَإِن تيَسّر شَيْء فبتيسيره أَبُو خشينة بِضَم الْخَاء وَفتح الشين المعجمتين ثمَّ تحتية ثمَّ نون ثمَّ هَاء

    عن عمران رضي الله عنه قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون. وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال أنت منهم قال فقام رجل فقال: يا نبي الله! ادع الله أن يجعلني منهم. قال سبقك بها عكاشة .
    المعنى العام:
    كان حصين بن عبد الرحمن في مجلس سعيد بن جبير، صبيحة ليلة سقط فيها شهاب من كوكب فأضاء الأفق، قال سعيد بن جبير لجلسائه: أيكم شاهد الكوكب الليلة، وهو ينبعث منه شهاب من النار؟ فقال حصين: أنا شاهدته، وكان في النصف الثاني من الليل، لكن لا تحسبوا أني كنت أصلي، لا تظنوا أني كنت أقوم الليل وأتهجد، بل كنت متيقظا من آلام لدغة عقرب، قال له سعيد: فبماذا عالجت نفسك من سم العقرب؟ قال: رقيت نفسي، قال: من أنبأك أن الرقية علاج؟ قال: حملني على ذلك ودفعني إليه حديث سمعته عن الشعبي، الذي نتلقى حديثه بالقبول. قال: بماذا حدثكم الشعبي؟ قال: حدثنا عن بريدة بن حصيب الأسلمي، أنه قال: لا رقية أشفى وأولى من رقية العين الحاسدة، ومن الرقية من لدغ الحية أو العقرب أو ذوات السموم، قال سعيد بن جبير: أحسنت صنعا إذا كنت متبعا لا مبتدعا، لكني سمعت حديثا يناقض ما سمعت من حديث، سمعت ابن عباس يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال، عرض الله علي حال الأمم يوم القيامة، وأتباع كل نبي خلفه في طريقهم إلى الجنة، فرأيت النبي وليس معه أحد، وليس له تابع، ورأيت النبي ومعه تابع واحد، والنبي ومعه تابعان، والنبي ومعه دون العشرة، إذ عرض علي سواد كثير، وجمع عظيم، ففرحت به؛ وظننت أنهم أمتي فقلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء قوم موسى، لكن انظر إلى هذه الجهة، فنظرت فإذا جمع أكبر، قيل لي: انظر إلى الجهة الأخرى، فنظرت فإذا جمع أكبر، قيل لي: هؤلاء وهؤلاء أمتك الذين سيدخلون الجنة، وفيهم سبعون ألفا يدخلونها بغير حساب، ولا عذاب، يدخلونها أول الداخلين، وجوههم تضيء كالقمر ليلة البدر، يدخلونها صفا واحدا متماسكين، يدخلونها في لحظة واحدة، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، يغبطهم الخلق أجمعون، قال عكاشة بن محصن -وكان بين المستمعين لهذا الحديث-: يا رسول الله. ادع الله لي أن أكون منهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعل عكاشة منهم، قال رجل آخر من الجالسين: وأنا يا رسول الله. ادع لي الله أن يجعلني منهم، فخشى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتوالى الطلبات، فسد الباب، وقال للسائل: سبقك بالدعوة المستجابة عكاشة. فقال عكاشة: أنا منهم يا رسول الله؟ قال: نعم أنت منهم. ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد إلى بيت إحدى أمهات المؤمنين، فخاض الناس في صفة هؤلاء السبعين ألفا، من عساهم يكونون؟ قال بعضهم لعلهم السابقون إلى الإسلام، نحن الذين آمنا بالله واتبعنا الرسول فنحن هم، وقال آخرون: نحن ولدنا في الشرك أما أبناؤنا فقد ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئا، فلعلهم هم، وقال بعضهم: لعلهم الشهداء، وقال آخرون: لعلهم من رق قلبهم للإسلام. فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما الذي تفيضون فيه؟ فذكروا له ما قالوا، قال: هم الذين يسندون الأمور إلى الله، فلا يكتوون على أنه العلاج والشفاء، ولا يسترقون على أن الرقية هي العلاج والشفاء، بل إن فعلوهما فعلوهما مؤمنين أن الشافي هو الله تعالى، ولا يتطيرون ولا يتشاءمون وهم في جميع أحوالهم على ربهم يتوكلون. المباحث العربية (سبقك بها عكاشة) بضم العين وتشديد الكاف، ويجوز تخفيفها، وفي الرواية الثانية عكاشة بن محصن بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الصاد، من بني أسد بن خزيمة، وكان من السابقين إلى الإسلام، وكان من أجمل الرجال، وكنيته أبو محصن، وهاجر، وشهد بدرا، وقاتل فيها، قال ابن إسحاق: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير فارس في العرب عكاشة استشهد في قتال الردة في جيش خالد بن الوليد سنة اثنتي عشرة. (يدخل من أمتي زمرة) الزمرة الجماعة في تفرقة، بعضها في إثر بعض، وفي الرواية الثالثة يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا زمرة واحدة روي فيها برفع زمرة ونصبها. (فقام رجل من الأنصار) قيل: هو سعد بن عبادة، وهو بعيد لما سيأتي في فقه الحديث. (عكاشة..يرفع نمرة عليه) بفتح النون وكسر الميم، وهي كساء من صوف، فيه خطوط بيض وسود وحمر، كأنها أخذت من جلد النمر، لاشتراكهما في التلون، وهي من مآزر العرب. (منهم على صورة القمر) من بيانية، أي هم على صورة القمر، والمراد بالصورة الصفة، يعني أنهم في إشراق وجوههم على صفة القمر ليلة تمامه، وهي ليلة اليوم الرابع عشر، وفي الرواية الثانية تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر أي تشرق وجوههم إشراق البدر. (هم الذين لا يكتوون) أي لا يفعلون الكي بأجسامهم للعلاج، وسيأتي بيان حكمه في فقه الحديث. (ولا يسترقون) بفتح الياء وسكون السين وفتح التاء وسكون الراء، أي لا يطلبون الرقية علاجا، يقال رقى بالفتح في الماضي يرقي بالكسر في المضارع، والرقية التعويذ. (وعلى ربهم يتوكلون) في الكلام قصر، طريقة تقديم ما حقه التأخير، وهذه الجملة يحتمل أن تكون مفسرة لما تقدم، ويحتمل أن تكون من ذكر العام بعد الخاص، لأن صفة كل واحدة منها صفة أخص من التوكل، وهو أعم من ذلك. (ولا يتطيرون) الطيرة بكسر الطاء وفتح الياء، وقد تسكن: وهي التشاؤم، وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير، فإذا خرج أحدهم لأمر زجر الطير، فإن طار يمنة تيمن واستمر، وإن طار يسرة تشاءم به ورجع، وكانوا يسمونه السانح والبارح، فالطير السانح ما ولاك ميامنه، بأن يمر عن يسارك، وكانوا يتيمنون به، والبارح بالعكس ويتشاءمون منه، وليس في شيء من سنوح الطير وبروحها ما يقضي ما اعتقدوه، وإنما هو تكلف بتعاطي ما لا أصل له، إذ لا نطق للطير، ولا تمييز، حتى يستدل بفعله على معنى فيه، وطلب العلم من غير مظانه جهل من فاعله، وقد كان بعض عقلاء الجاهلية ينكر التطير. قال شاعر منهم: الزجر والطير والكهان كلهم مضللون ودون الغيب أقفال (متماسكون آخذ بعضهم بعضا) قال النووي: هكذا هو في معظم الأصول متماسكون بالواو، وآخذ بالرفع، ووقع في بعض الأصول متماسكين آخذا وكلاهما صحيح، ومعنى متماسكين ممسك بعضهم بيد بعض، ويدخلون معترضين صفا واحدا، بعضهم بجنب بعض. اهـ. فالنصب على الحال، والرفع على الصفة. وقال القاضي عياض: يحتمل أن يكون معنى متماسكين أنهم على صفة الوقار، فلا يسابق بعضهم بعضا. (لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم) ظاهره يستلزم الدور، إذ معناه أن دخول الأول موقوف على دخول الآخر، ودخول الآخر موقوف على دخول الأول، فتوقف الشيء على نفسه وهو باطل، والجواب: أن هذا الظاهر غير مراد، والكلام كناية عن دخولهم في وقت واحد. (أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة) انقض بالقاف والضاد، معناه سقط، والبارحة أقرب ليلة مضت، يقال قبل الزوال: رأيت الليلة، وبعد الزوال: رأيت البارحة، وهي مشتقة من برح إذا زال. (أما إني لم أكن في صلاة) قال صاحب مغني اللبيب: أما بالفتح والتخفيف على وجهين: أحدهما: أن تكون حرف استفتاح بمنزلة ألا وإذا وقعت إن بعدها كسرت، كما تكسر بعد ألا الاستفتاحية، الثاني: أن تكون بمعنى حقا، وهذه تفتح أن بعدها، كما تفتح بعد حقا. اهـ. وقد ضبطت إني في صحيح مسلم بالكسر، وضبطت أني في بعض الكتب وكلاهما صحيح. (ولكني لدغت) يقال: لدغته العقرب وذوات السموم إذا أصابته بسمها. (قلت: استرقيت) أي طلبت الرقية من نفسي أو من غيري. (لا رقية إلا من عين أو حمة) بضم الحاء وتخفيف الميم، وهي سم العقرب وشبهها، وقيل: حدة السم وحرارته، وأما العين فهي إصابة العائن غيره بعينه، والعين حق. والمعنى -كما يقول الخطابي: لا رقية أشفى وأولى من رقية العين وذي الحمة. (قد أحسن من انتهى إلى ما سمع) أي قد أحسنت حيث وقفت عند الذي سمعته. (عرضت علي الأمم) برفع الأمم وبناء الفعل للمجهول. (فرأيت النبي ومعه الرهيط) تصغير الرهط، وهو الجماعة دون العشرة. (إذ رفع لي سواد عظيم) وفي رواية سواد كثير والسواد ضد البياض، والمراد به الشخص يرى من بعيد. (انظر إلى الأفق) الأفق الناحية، والمراد به هنا ناحية السماء. (انظر إلى الأفق الآخر) أي انظر هنا وههنا في آفاق السماء. (هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا) المراد بالمعية المعية المعنوية، فإن السبعين ألفا المذكورين من جملة أمته، لكن لم يكونوا في الذين عرضوا إذ ذاك، فأريد زيادة تكثير أمته، بإضافة السبعين ألفا إليهم، وقيل مع بمعنى من أي هذه أمتك ومنهم سبعون ألفا إلخ، ويؤيده رواية هؤلاء أمتك، ومن هؤلاء من أمتك سبعون ألفا..إلخ ورواية ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب. (فخاض الناس) أي تكلموا وتجادلوا وتناظروا، وفي رواية ففاض الناس وفي رواية فأفاض القوم. (وذكروا أشياء) فى بعض الروايات، وقال بعضهم: هم الشهداء وقال بعضهم: من رق قلبه للإسلام. فقه الحديث يتناول الحديث النقاط الست التالية:

    1- دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب.

    2- الكي.

    3- الرقية.
    4- التطير.
    5- التوكل على الله.
    6- ما يؤخذ من الحديث . وهذا هو التفصيل:

    1- دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب. يقول الله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه* فسوف يحاسب حسابا يسيرا* وينقلب إلى أهله مسرورا* وأما من أوتي كتابه وراء ظهره* فسوف يدعو ثبورا* ويصلى سعيرا} [الانشقاق:
    7-12]
    ويروي البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله. أليس الله يقول: {فأما من أوتي كتابه بيمينه* فسوف يحاسب حسابا يسيرا} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب. وحديث الباب يفيد دخول زمرة من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب، مما يشير إلى أن وراء التقسيم في الآية أمورا أخرى. قال القرطبي: إن الحساب المذكور في الآية إنما هو أن تعرض أعمال المؤمن عليه، حتى يعرف منة الله عليه في سترها عليه في الدنيا، وفي عفوه عنها في الآخرة. اهـ. أما من نوقش في الحساب، وحوسب حساب استقصاء فإنه يعذب. وعند ابن أبي حاتم والحاكم من حديث جابر من زادت حسناته على سيئاته فذاك الذي يدخل الجنة بغير حساب، ومن استوت حسناته وسيئاته فذاك الذي يحاسب حسابا يسيرا، ثم يدخل الجنة، ومن زادت سيئاته على حسناته فذاك الذي أوبق نفسه، وإنما الشفاعة في مثله. فإن صح هذا دل على أن الذين يدخلون الجنة بغير حساب أرفع رتبة من غيرهم مطلقا، لكن قال الحافظ ابن حجر: وليس الأمر كذلك، فقد أخرج أحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان من حديث رفاعة الجهني قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر حديثا، وفيه وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب، وإني لأرجو ألا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة فهذا يدل على أن مزية السبعين بالدخول بغير حساب لا تستلزم أنهم أفضل من غيرهم، بل فيمن يحاسب في الجملة من يكون أفضل منهم، وفيمن يتأخر عن الدخول، ممن تحققت نجاته، وعرف مقامه من الجنة، من هو أفضل منهم. ثم ساق حديثا رواه الطبراني عن أم قيس بنت محصن، وهي أخت عكاشة أنها خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى البقيع، فقال: يحشر من هذه المقبرة سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب كأن وجوههم القمر ليلة البدر. اهـ. ومن هذا الحديث يستدل الحافظ ابن حجر على أن مزية السبعين ألفا هذه لا تستلزم مزيتهم على الناس على الإطلاق. والذي تستريح إليه النفس أن هؤلاء السبعين ألفا -إذا استثنينا الأنبياء- أفضل من غيرهم، فهم أفضل ممن يحاسب حسابا يسيرا وممن يحاسب فيعذب، ولعلهم السابقون السابقون أو هم من السابقين على الأقل. نعم. قيل: إن هذا العدد لا مفهوم له، بل المراد به التكثير، شأنه في ذلك شأن السبعة في الآحاد، ومنه قوله تعالى: {والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} [لقمان: 27] وقوله: {سبع سنابل} [البقرة: 261] وقوله: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} [التوبة: 80]. والأولى أن يعتبر العدد المذكور، ويحمل على ظاهره، لكنه يمكن أن يكون الله قد زاده بناء على طلب الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد روى أحمد والبيهقي عن أبي هريرة فاستزدت ربي فزادني مع كل ألف سبعين ألفا وعند أحمد من حديث أبي بكر الصديق أعطاني مع كل واحد من السبعين ألفا سبعين ألفا والروايات في الزيادة كثيرة ومختلفة، والعلم عند الله وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وقد ورد في مجموع الروايات وصف السبعين ألفا بأربع صفات هي: أنهم كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون.

    2- أما الكي. فقد روى البخاري عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محجم، أو لذعة بنار، وما أحب أن أكتوي كما روي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهي أمتي عن الكي فأول هذا الحديث يفيد عموم الجواز، حيث نسب الشفاء إليه، وآخره يفيد الكراهية، وروى أحمد وأبو داود والترمذي عن عمران قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي، فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا والنهي في هذا الحديث محمول على الكراهية، لأنه لو كان للحرمة ما فعلوه. وقال الحافظ ابن حجر: إنما نهى عنه مع إثباته الشفاء فيه إما لكونهم كانوا يرون أنه يحسم المادة بطبعه، فكرهه لذلك، ولذلك كانوا يبادرون إليه قبل حصول الداء، لظنهم أنه يحسم الداء، فيتعجل الذي يكتوي التعذيب بالنار، لأمر مظنون، وقد لا يتفق أن يقع له ذلك المرض، يقطعه الكي، ثم قال: لا يترك الكي مطلقا، ولا يستعمل مطلقا، بل يستعمل عند تعينه طريقا إلى الشفاء مع مصاحبة اعتقاد أن الشفاء بإذن الله تعالى، وعلى هذا يحمل حديث المغيرة رفعه من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل أخرجه الترمذي. اهـ. وقال ابن أبي جمرة: علم من مجموع كلامه صلى الله عليه وسلم في الكي أن فيه نفعا، وأن فيه مضرة، فلما نهى عنه علم أن جانب المضرة فيه أغلب، وقريب منه إخبار الله تعالى أن في الخمر منافع، ثم حرمها لأن المضار التي فيها أعظم من المنافع. اهـ. وقال الخطابي: الكي يستعمل في الخلط الباغي الذي لا تنحسم مادته إلا به، ولهذا كانت العرب تقول في أمثالها: آخر الدواء الكي، وقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وغيره، واكتوى غير واحد من الصحابة. اهـ. قال الحافظ ابن حجر: ولم أر في أثر صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتوى. اهـ. ومجمل القول في الكي: أنه جائز للحاجة، وأن الأولى تركه إذا لم يتعين علاجا، وأنه إذا تعين رفع الحرج عمن يفعله بنفسه، وعمن يفعله بغيره. والله أعلم.

    3- وأما الرقية فقد تمسك بهذا الحديث من كره الرقى، وزعم أنها قادحة في التوكل، لكن أحاديث صحيحة كثيرة وردت تبيح الرقى، بل تحث عليها، ومن ذلك ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك. فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم قطيعا من الشاة، فجعل يقرأ بأم القرآن، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذ حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم: فسألوه فضحك، وقال: وما أدراك أنها رقية؟ خذوها واضربوا لي بسهم وروي أيضا عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم، أو أمر أن يسترقى من العين، وروي أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في وجهها سفعة [حمرة يعلوها سواد] فقال: استرقوا لها، فإن بها النظرة وروي أيضا عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي وروايتنا السابقة في أولها لا رقية إلا من عين أو حمة. وفي البخاري عن عائشة قالت: رخص النبي صلى الله عليه وسلم الرقية من كل ذي حمة أي ذات سم. أما هذا التعارض بين وصف السبعين ألفا بأنهم كانوا لا يسترقون وبين هذه الأحاديث الدالة على مشروعية الرقية فقد قال فيه الطبري والمازري وغيرهما: إن حديث السبعين ألفا محمول على من ابتعد عن اعتقاد الطبائعيين، في أن الأدوية تنفع بطبعها، كما كان أهل الجاهلية يعتقدون. وقال آخرون: الرقى التي يحمد تركها ما كان من كلام الجاهلية أو كانت بكلام لا يعقل معناه، لاحتمال أن يكون كفرا أو يؤدي إلى الكفر، بخلاف الرقى بالقرآن والذكر ونحوهما، ولذا قال صلى الله عليه وسلم اعرضوا على رقاكم، ولا بأس بالرقى ما لم يكن شركا ورد القاضي عياض هذا القول بأن الحديث يدل على أن للسبعين ألفا مزية على غيرهم، وفضيلة انفردوا بها عمن شاركهم في أصل الفضل والديانة؛ ومن كان يعتقد أن الأدوية تؤثر بطبعها، أو يستعمل رقى الجاهلية ونحوها فليس مسلما. وقال الداودي وطائفة: إن المراد بالحديث الذين يجتنبون فعل ذلك -الكي والرقية- في الصحة، خشية وقوع الداء، أما من يستعمل الدواء بعد وقوع الداء به فلا، ورد هذا القول بأنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة استعمال ذلك قبل وقوعه، فقد روى البخاري في باب المرأة ترقى الرجل، من حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه، ينفث بالمعوذات، ويمسح بهما وجهه وروي أيضا من حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين بكلمات الله التامة وعند أبي داود والنسائي بسند صحيح أن رجلا قال: لدغت الليلة فلم أنم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك ولا خلاف في مشروعية الفزع إلى الله، والالتجاء إليه، في كل ما وقع وما يتوقع. وقال ابن التين: الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله تعالى هو الطب الروحاني، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى. فلما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني وتلك الرقى المنهي عنها، التي يستعملها المعزم وغيره، ممن يدعي تسخير الجن له فيأتي بأمور مشبهة، مركبة من حق وباطل، يجمع إلى ذكر الله وأسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين، والاستعانة بهم، والتعوذ بمردتهم لذلك كره من الرقى ما لم يكن بذكر الله وأسمائه خاصة، وباللسان العربي الذي يعرف معناه، ليكون بريئا من الشرك، وعلى كراهة الرقى بغير كتاب الله وسنة رسوله علماء الأمة، اهـ. وكانت رقية رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم رب الناس، مذهب الباس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقما وفي رواية امسح الباس رب الناس، بيدك الشفاء، لا كاشف له إلا أنت. وهذه الأقوال كلها تتجه إلى أن بعض السبعين ألفا كانوا يسترقون، وأن الرقى المشروعة لا تمنع من دخول الجنة بغير حساب، يصرح بهذا القرطبي فيقول: رقى النبي صلى الله عليه وسلم ورقي، وفعله السلف والخلف فلو كان مانعا من اللحاق بالسبعين، أو قادحا في التوكل لم يقع من هؤلاء، وفيهم من هو أعلم وأفضل ممن عداهم. اهـ. وهناك فريق يتجه إلى القول بأن السبعين ألفا ابتعدوا عن الكي والرقى ابتعادا كليا. قال الحليمي: يحتمل أن يكون المراد بهؤلاء المذكورين في الحديث من غفل عن أحوال الدنيا، وما فيها من الأسباب المعدة لدفع العوارض، فهم لا يعرفون الاكتواء، ولا الاسترقاء، وليس لهم ملجأ فيما يعتريهم إلا الدعاء والاعتصام بالله، والرضى بقضائه. اهـ. وقال بعضهم: إنما ترك المذكورون الرقى و الاسترقاء حسما للمادة لأن فاعل ذلك لا يأمن أن يكل نفسه إليه. وقال ابن الأثير: هذا من صفة الأولياء المعرضين عن الدنيا وأسبابها وعلائقها، وهؤلاء هم من خواص الأولياء، ولا يرد على هذا وقوع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم فعلا و أمرا، لأنه كان في أعلى مقامات العرفان ودرجات التوكل، فكان ذلك منه للتشريع وبيان الجواز. اهـ. والذي تستريح إليه النفس أن الرقى مشروعة بثلاثة شروط: أن تكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته، وأن تكون باللسان العربي، أو بما يعرف معناه من غيره، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بإرادة الله تعالى، وفعلها بهذه الصفة لا يقدح في التوكل، وليس معنى كون هذه صفة السبعين ألفا أن غيرها نقص، فقد يكون من قبيل الحسن والأحسن، والله أعلم.
    4- وأما التطير والتشاؤم فقد كان من عادة الجاهلية، فأبطله الإسلام وحذر منه، فعند الطبراني لن ينال الدرجات العلا من تكهن أو استقسم، أو رجع من سفر تطيرا وعند ابن حبان عن ابن مسعود رفعه الطيرة شرك. نعم قد تشفق النفوس البشرية من الشر أحيانا إذا شاهدت أو سمعت شيئا معينا، وعلى المؤمن أن يعقب هذا الإشفاق بالاعتماد على الله، والمضي فيما اعتزم عليه، وفي ذلك يقول ابن مسعود: وما منا إلا تطير، ولكن الله يذهبه بالتوكل وفي الحديث إذا تطيرت فلا ترجع وعند البيهقي من عرض له من هذه الطيرة شيء فليقل: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك وعند أبي داود إذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله. أما الفأل الصالح والكلمة الصالحة الحسنة فلا شيء فيه، بل كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل الصالح، كما جاء في الحديث، إذ الفأل من طريق حسن الظن بالله، وقد جعل الله في فطر الناس محبة الكلمة الطيبة والأنس بها، كما جعل فيهم الارتياح لمنظر الماء الصافي، وإن كان لا يملكه ولا يشربه، ويشترط في إباحة الفأل ألا يعمد إليه ولا يقصده، فإن فعل ذلك كان مذموما كالطيرة، والله أعلم.
    5- وأما التوكل على الله فقد قالت طائفة من الصوفية: لا يستحق اسم التوكل إلا من لم يخالط قلبه خوف غير الله تعالى، حتى لو هجم عليه الأسد لا ينزعج، وحتى لا يسعى في طلب الرزق، لأن الله ضمنه له. وهذا القول بعيد عن الصواب، والحق أن من وثق بالله، وأيقن أن قضاءه ماض لم يقدح في توكله تعاطيه الأسباب، اتباعا للسنة، فقد استعان صلى الله عليه وسلم في الحرب بالدرع، ولبس على رأسه المغفر وأقعد الرماة على فم الشعب، وخندق حول المدينة، وأذن في الهجرة إلى الحبشة وإلى المدينة، وهاجر هو، وتعاطى أسباب الأكل والشراب، وادخر لأهله قوتهم ولم ينتظر أن ينزل عليه من السماء، وكان أحق الخلق أن يحصل له ذلك، وقال للذي سأله: أعقل ناقتي أو أدعها ؟ قال له اعقلها وتوكل فأشار إلى أن الاحتراز والسعي لا يتعارض مع التوكل. وقد سئل الإمام أحمد عن رجل جلس في بيته أو في المسجد، وقال: لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي؟ فقال: هذا رجل جهل العلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي وقال: لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا فذكر أنها تغدو وتروح في طلب الرزق، وقال: وكان الصحابة يتجرون، ويعملون في نخيلهم، ولنا بهم أسوة حسنة. اهـ. وقد حثت الشريعة الإسلامية كثيرا على العمل، فقال صلى الله عليه وسلم: أفضل ما أكل الرجل من كسبه وكان داود يأكل من كسبه، قال تعالى: {وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم} [الأنبياء: 80] وقال تعالى: {خذوا حذركم} [النساء: 71]. وأما قول بعض الصوفية: كيف تطلب ما لا تعرف مكانه؟ أي كيف تطلب الرزق وهو مجهول لك؟ فجوابه: أن يفعل السبب المعروف المأمور به ويتوكل على الله فيما يخرج عن قدرته، فيشق الأرض مثلا ويلقي الحب ويتوكل على الله في إنباته، وإنزال الغيث له، ويحصل السلعة مثلا، وينقلها ويتوكل على الله في إلقاء الرغبة في قلب من يطلبها منه، بل ربما كان التكسب واجبا لقادر على الكسب يحتاج عياله للنفقة، فمتى ترك ذلك كان عاصيا. والتحقيق: أن التوكل يحصل بأن يثق بوعد الله، ويوقن بأن قضاءه واقع، ويعمل ويتبع السنة في الأخذ بالأسباب، وفي ابتغاء الرزق، مصداقا لقوله تعالى: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه} [الملك: 15] ومع ذلك فلا يطمئن إلى الأسباب بقلبه، بل يعتقد أنها لا تجلب بذاتها نفعا، ولا تدفع ضرا، بل السبب والمسبب فعل الله تعالى، والكل بمشيئته، فإذا وقع من المرء ركون إلى السبب قدح في توكله، والناس مع التوكل على قسمين: واصل، وسالك، فالأول صفة الواصل، وهو الذي لا يلتفت إلى الأسباب ولو تعاطاها، وأما السالك فيقع له الالتفات إلى السبب أحيانا، إلا أنه يدفع ذلك عن نفسه بالطرق العلمية إلى أن يرقى إلى مقام الواصل. والمعتدلون من المتصوفة على ذلك، إذ يقول أبو القاسم القشيري: التوكل محله القلب، وأما الحركة الظاهرة فلا تنافيه إذا تحقق العبد أن الكل من الله تعالى، فإن تيسر شيء فبتيسيره، وإن تعسر فبتقديره. والله أعلم. ويؤخذ من الحديث

    1- فضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

    2- وأن أهل الجنة يختلف جمالهم وبهاؤهم كما تختلف درجاتهم.

    3- وفيه منقبة لعكاشة، حيث جاء في الخبر الصادق أنه ممن يدخل الجنة بغير حساب، وقد جاء في بعض الروايات أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال: نعم وجمع الحافظ ابن حجر بين هذه الرواية وبين ما جاء في رواياتنا بأنه سأل الدعاء أولا. فدعا له ثم استفهم، فقيل له: أجيب لك الدعاء.
    4- وفي الحديث لطف النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه، وحسن أدبه معهم؛ إذ لم يقل للرجل الآخر: لست منهم، أو لست على أخلاقهم، واكتفى بقوله: سبقك بها عكاشة وقد كثر الكلام حول حقيقة هذا الرجل الآخر، فقيل: كان منافقا، وقيل: كان من خيار المهاجرين، وقيل: كان من خيار الأنصار. قال ابن الجوزي: يظهر لي أن الأول سأل عن صدق قلب فأجيب، وأما الثاني: فيحتمل أن يكون أريد بما حسم المادة فلو قال للثاني: نعم. لأوشك أن يقوم ثالث ورابع إلى ما لا نهاية، وليس كل الناس يصلح لذلك. وقال القرطبي: لم يكن عند الثاني من تلك الأحوال ما كان عند عكاشة فلذلك لم يجب. قال: وهذا أولى من قول من قال: كان منافقا لوجهين: أحدهما: أن الأصل في الصحابة عدم النفاق، فلا يثبت ما يخالف ذلك إلا بنقل صحيح. الثاني: أنه قل أن يصدر مثل هذا السؤال إلا عن قصد صحيح، ويقين بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال السهيلي: الذي عندي في هذا أنها كانت ساعة إجابة علمها صلى الله عليه وسلم، واتفق أن الرجل الثاني قال بعد ما انقضت. وصحح النووي أن النبي صلى الله عليه وسلم علم بالوحي أنه يجاب في حق عكاشة، ولا يجاب من الآخر.
    5- وفيه أدب الصحابة، وحسن عشرتهم، وسترهم على من يتوهم فيه النقص، فأبرزوا اسم عكاشة، وأبهموا اسم الرجل الآخر مع علمهم به.
    6- وأن الرقى والكي والتطير غير مشروعة على خلاف وتفصيل سبق في الرقى والكي.
    7- وفيه فضيلة التوكل على الله تعالى.
    8- ويؤخذ من قوله في الرواية السابعة: فما حملك على ذلك؟ قلت حديث الخ مدى حرص الصحابة على اتباع السنة في أمورهم وأفعالهم.
    9- ومن قوله: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع مدحهم لمن هذه صفته. 10- ومن قوله: أما أني لم أكن في صلاة حرصهم على إبعاد الرياء والسمعة، حيث أسرع بنفي اتهام العبادة والسهر في الصلاة عن نفسه؛ لئلا يظن به ما لم يكن عليه. 1

    1- ومن خوض الناس في صفة السبعين ألفا يؤخذ إباحة المناظرة في العلم، والمباحثة في نصوص الشرع على جهة الاستفادة وإظهار الحق. والله أعلم


    [ رقم الحديث عند آل سلمان:352 ... ورقمه عند عبد الباقي:218]
    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْبَاهِلِيُّ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ قَالَ حَدَّثَنِي عِمْرَانُ قَالَ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ قَالُوا وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمْ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فَقَامَ عُكَّاشَةُ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ أَنْتَ مِنْهُمْ قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ


    قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ أَبُو خُشَيْنَةَ ) هُوَ بِضَمِّ الْخَاءِ وَفَتْحِ الشِّينِ الْمُعْجَمَتَيْنِ بَعْدَهُمَا مُثَنَّاةٌ مِنْ تَحْتُ ثُمَّ نُونٍ ثُمَّ هَاءٍ ، وَحَاجِبٌ هَذَا هُوَ أَخُو عِيسَى بْنُ عُمَرَ النَّحْوِيُّ الْإِمَامُ الْمَشْهُورُ .



    حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، - يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ - قَالَ حَدَّثَنِي عِمْرَانُ، قَالَ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ ‏"‏ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ‏"‏ ‏.‏ قَالُوا وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ‏"‏ هُمُ الَّذِينَ لاَ يَكْتَوُونَ وَلاَ يَسْتَرْقُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ‏"‏ ‏.‏ فَقَامَ عُكَّاشَةُ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ أَنْتَ مِنْهُمْ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ‏.‏ قَالَ ‏"‏ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ‏"‏ ‏.‏

    It is reported on the authority of 'Imran that the Messenger of Allah (ﷺ) said:Seventy thousand people of my Ummah would be admitted into Paradise without rendering any account. They (the companions) said: Who would be of those (fortunate persons)? He (the Holy Prophet) said: Those who do not cauterise and practise charm, but repose trust in their Lord, 'Ukkasha then stood up and said: Supplicate (before) Allah that He should make me one among them. He (the Holy Prophet) said: Thou art one among them He (the narrator) said: A man stood up and said: Apostle of Allah, supplicate (before) Allah that He should make me one among them. He (the Prophet said: 'Ukkasha has preceded you (in this matter)

    Telah menceritakan kepada kami [Yahya bin Khalaf al-bahili] telah menceritakan kepada kami [al-Mu'tamir] dari [Hisyam bin Hassan] dari [Muhammad] -yaitu Ibnu Sirin- dia berkata, telah menceritakan kepadaku [Imran] dia berkata, "Nabi shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Akan masuk surga dari golongan umatku sebanyak tujuh puluh ribu orang tanpa hisab." Mereka bertanya, 'Siapakah mereka wahai Rasulullah? ' Beliau menjawab: "Meraka dalah orang yang tidak melakukan pengobatan kay, tidak melakukan ruqyah, dan mereka bertawakkal kepada Rabb mereka." Lalu Ukkasyah berdiri seraya berkata, 'Berdoalah untukku agar Allah memasukkanku ke dalam kelompok mereka.' Beliau bersabda: "Kamu termasuk mereka." Perawi berkata, "Seorang laki-laki berkata, 'Wahai Nabi Allah, berdoalah untukku agar Allah menjadikanku termasuk golongan mereka.' Beliau bersabda: "Kamu telah didahului oleh Ukkasyah

    Bize Yahya b. Halef El-BâhiIi rivayet etti. (Dediki): Bize Mu'temir, Hişâm b. Hassân'dan, o da Muhammed'den yani İbnî Sirîn'den naklen rivayet etti: Demişki: Bana îmrân rivayet etti. İmran dedi ki: Allah'ın Nebisi (Sallallahu aleyhi ve Sellem) şöyle buyurdu: "Ümmetimden yetmiş bin kişi hesapsız cennete girecektir. " Ashab: Onlar kimlerdir ey Allah'ın Resulü, dediler. O: "Onlar vücutlarını dağlamayanlar, efsun yapmayanlar ve Rablerine tevekkül edenlerdir" buyurdu. Ukkaşe ayağa kalkarak: Beni onlardan kılması için Allah'a dua et, dedi. Allah Resulü: "Sen onlardansın" buyurdu. Bir adam daha kalkarak: Ey Allah'ın Nebisi beni onlardan kılması için Allah'a dua et, dedi. Allah Resulü: "Bu hususta Ukkaşe seni geçti" buyurdu. Yalnız Müslim rivayet etmiştir; Tuhfetu'l-Eşraf, 10841 NEVEVİ ŞERHİ: "Onlar v ücutların ı dağlamayanlar, efsun yapmayanlar ve Rablerine tevekkül edenlerdir." İlim adamları bu hadisin anlamı hususunda farklı kanaatlere sahiptirler. İmam Ebu Abdullah el-Mazerı dedi ki: Bazı kimseler bu hadisi tedavi olmanın mekruh olduğuna delil göstermiş olmakla birlikte ilim adamlarının çoğunluğu bunun aksi kanaattedirler. Onlar da ResuluIlah (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'in çörekotu, kust, sabır ve benzeri çeşitli ilaç ve yiyeceklerin faydalarını sözkonusu eden pek çok hadisteki ifadelerini ve Aişe (r.anha)'nın Allah Resulünün çokça tedavi olduğuna dair haberlerini, onun rukyesi ile şifa bulmak istemenin bilinen bir husus olduğunu delil göstermişlerdir. Ayrıca ashabtan bazılarının rukyeye karşılık olarak bir ücret aldığına dair hadisi de delil göstermişlerdir. Bu husus böylece sabit olduğuna göre, o takdirde bu hadisteki ifadeler ilaçların tabiatları gereği faydalı olduğuna inanıp, işi Allah'a havale etmeyen kimseler hakkında yorumlanır. İlaç ve Benzeri Yollarla Tedavinin Hükmü Kadı İyaz der ki: Hadis hakkında açıklamalarda bulunanlardan birçok kimse bu tevili benimsemiş olmakla birlikte, bu tevil (yorum) doğru bir yorum değildir. Çünkü Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem) ancak bunların cennete hesapsız girmek ve yüzlerinin ondördündeki ay gibi parlak ve aydınlık olduğunu belirterek bir meziyet ve bir üstünlüklerinin olduğunu haber vermektedir. Eğer durum bunların yorumlarında söyledikleri gibi olsaydı, bunlara bu üstün fazilet özelolarak verilmezdi. Çünkü sözkonusu edilen husus (ilaçların tabiatı itibariyle faydalı olmayıp, şifayı Allah'ın verdiği hususu) bütün müminIerin akidesidir. Bunun aksine inanan bir kimse kafir olur. İlim adamları ve meani bilginleri bu hususta açıklamalarda bulunmuş, Ebu Süleyman el-Hattabı ve başkaları yüce Allah'a tevekkül edip, onun kaza ve belasına rıza göstererek bunları terk edenlerin kastedildiği kanaatindedirler. Hattabı dedi ki: Bu ise imanlarını tahkik etmiş kimselerin derecelerinin en yükseklerindendir. Böyle dedikten sonra bir topluluk da bu kanaattedir deyip, isimlerini sayar. Kadı İyaz der ki: Hadisin zahiri budur. Hadisin muktezasına göre ise hadiste sözü geçen vücudu dağlatmak, efsun yapmak (rukye) ve diğer tedavi şekilleri arasında bir fark olmamalıdır. Davudı dedi ki: Hadisten kasıt, sağlıklı iken yaptıklarıdır; çünkü herhangi bir rahatsızlığı olmayan bir kimsenin hamayıl edinmesi ve rukyeye başvurması mekruhtur. Herhangi bir hastalığından ötürü bu yola başvurmak ise caizdir. Bazıları ise rukyelerin (efsunların) ve dağlamanın özellikleri itibariyle diğer tedavi türleri arasından özelolarak değerlendirilmesi gerektiğini ve tıbbın (tedavinin) tevekküle aykırı olmadığını benimsemişlerdir; çünkü Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'de, selefin faziletli kimseleri de tedavi olmuşlardır. Yemenin beslenmeye, gıdalanmaya, su içmenin susuzluğu gidermeye kesin olarak sebep olduğu bilinen benzeri bütün hususlar bu konuda söz söylemiş kimselere göre tevekküle aykırı değildir. Bundan dolayı onların tedaviyi kabul etmedikleri bilinmemektedir. Bu sebeple de gıda ihtiyacını ve ailesinin nafakasını karşılamak için kazanmayı, kazancı sebebiyle rızkına bizzat güvenmemesi ve bütün bu hususları yüce Allah'a havale etmesi şartıyla tevekküle aykırı görmemişlerdir. Tedavi ile vücudu dağlamak arasındaki farka dair açıklamalar uzun sürer. Nebi (Sallallahu aleyhi ve Sellem) her ikisini de mübah kılmış ve onları övmüştür. Ama ben bu konuda yeterli gelecek kadarıyla bir nükteyi sözkonusu edeceğim. Şöyle ki: Nebi (Sallallahu aleyhi ve Sellem) hem kendisi tedavi olmuş, hem de başkasına tedavi olmasını söylemiştir. Ama kendisi vücudunu dağlatmamış fakat başkalarını da dağlamıştır. Bununla birlikte sahih olan rivayete göre O ümmetine dağlamayı yasaklamış ve: "Ben dağlanmayı sevmiyorum" buyurmuştur. Kadı lyaz'ın sözleri burada sona ermektedir. Allah en iyi bilendir. Hadisin zahir olan anlamı Hattabl'nin ve ona uygun kanaat belirtenlerin -az önce geçtiği gibi- tercih ettiği manadır. Bunun da özü şudur: Sözü edilen kimseler Aziz ve Celil Allah'a işlerini kemal derecesinde havale etmiş, bundan dolayı karşı karşıya kaldıkları sıkıntıları bertaraf etmekte sebeplere başvurma yoluna gitmemişlerdir. Bunun faziletli bir durum ve böyle yapanın da üstünlüğünde şüphe yoktur. Nebi (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'in tedavi olmasına gelince, bize bunun caiz olduğunu beyan etmek içindir. Allah en iyi bilendir. Tevekkül Nedir? "Rablerine tevekkül ederler." Selef ve halefin alimlerinin tevekkülün gerçek mahiyeti ile ilgili ifadeleri arasında farklılık vardır. İmam Ebu Cafer Taberi ve başkaları selefin bir kesiminden şöyle dediklerini nakletmektedirler: Ancak -yırtıcı bir hayvan yahut bir düşman gibi- Allah'tan başkasının korkusu kalbine girmeyen ve hatta yüce Allah'ın rızkını teminatı altında aldığına dair güven sebebiyle rızık talebi için çalışıp, çabalamayı terk etmeyen kimse tevekkül ismini almaya hak kazanır. Böyle diyenler, bu hususta nakledilmiş rivayetleri delil gösterirler. Bir kesim de şöyle demiştir: Tevekkülün sınırı yüce Allah'a güvenmek, onun kaza ve kaderinin gerçekleşeceğine kesin inanmak, yiyecek, içecek elde etmek, düşmandan sakınmak gibi zorunlu ve gerekli hususlar için çaba ve gayret göstermekte onun nebisine uymak demektir. Nitekim nebiler de -Allah'ın salat ve selamları hepsine olsun- böyle yapmışlardır. Kadı İyaz der ki: İşte bu mezhep, Taberi'nin ve genelolarak fakihlerin tercih ettiği kanaattir. Birincisi ise bazı mutasavvıfların ve kalp ve işaretler ilmi ile ilgilenen leri n görüşüdür. Aralarından muhakkik olanlar ise cumhurun mezhebine eğilim göstermişlerdir. Şu kadar var ki, onlara göre sebeplere iltifat ve onlarla huzur bulmakla birlikte tevekkül adını kullanmak doğru değildir. Aksine sebepleri yerine getirmek Allah'm sünneti ve hikmetidir. Ayrıca sebepleri n herhangi bir fayda sağlayıp, bir zarar önlemeyeceğine, her şeyin yalnızca yüce Allah'tan geldiğine de güvenmek gerekir. Kadı lyaz'ın ifadeleri bunlardır. İmam, üstat Ebu'l-Kasım el-Kuşeyri (rahimehullah) de şöyle demektedir: Şunu bil ki tevekkülün yeri kalptir. Zahir ile hareket etmeye gelince, kulun, yalnızca yüce Allah'tan gelene güveni tahkik derecesinde olduktan sonra, kalp ile tevekküle aykırı değildir. Eğer herhangi bir şeyde zorluk olursa onun takdiri iledir, kolaylık olursa da onun kolaylaştırması iledir. (3/91) Sehl b. Abdullah et-Tusteri (r.a.) dedi ki: Tevekkül yüce Allah ile birlikte onun dilediğine göre hareket edip, davranmaktır. Ebu Osman elCebri de: Tevekkül, yüce Allah'a itimat etmekle birlikte, yalnızca onunla yetinmektir, demiştir. Tevekkül, çoğa sahip olmanın da, aza sahip olmanın da eşit olmasıdır diye de tanımlanmıştır. Allah en iyi bilendir

    محمد بن سیرین نے کہا کہ حضرت عمران ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ نے مجھے یہ حدیث سنائی ، انہوں نے کہا کہ نبی اکرمﷺ نے فرمایا : ’’میری امت کے ستر ہزا اشخاص حساب کے بغیر جنت میں داخل ہوں گے ۔ ‘ ‘ صحابہ کرام نے پوچھا : اے اللہ کے رسول ! وہ کون لوگ ہیں ؟ آپ نے فرمایا : ’’وہ ایسے لوگ ہیں جو داغنے کے عمل سے علاج نہیں کراتے ، نہ دم ہی کراتے ہیں اور اپنے رب پر کامل بھروسہ کرتے ہیں ۔ ‘ ‘ عکاشہ ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ کھڑے ہوئے اور کہا : اللہ سے دعا فرمائیے کہ وہ مجھے بھی ان میں ( شامل ) کر دے ۔ آپ نے فرمایا : ’’تم ان میں سے ہو ۔ ‘ ‘ ( عمران ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ نے ) کہا : پھر ایک اور آدمی کھڑا ہوا او رکہنے لگا : اے اللہ کے نبی ! اللہ سے دعا کیجیے کہ وہ مجھے ( بھی ) ان میں ( شامل ) کر دے ، آپ نے فرمایا : ’’اس میں عکاشہ تم سے سبقت لے گئے ۔ ‘ ‘

    ইয়াহইয়া ইবনু খালাফ আল বাহিলী ..... 'ইমরান (রাযিঃ) বলেন, আল্লাহর নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বলেছেনঃ আমার উম্মতের সত্তর হাজার লোক বিনা হিসেবে জান্নাতে প্রবেশ করবে। লোকেরা জিজ্ঞেস করলো, তারা কারা, হে আল্লাহর রাসূল! তিনি বললেনঃ যারা ক্ষতস্থানে লোহা পুড়ে লাগায় না এবং (জাহিলী যুগের ন্যায়) ঝাড়ফুঁক বা মন্ত্রের দ্বারা চিকিৎসা কামনা করে না বরং তারা আল্লাহর উপর পূর্ণ তাওয়াকুল করে। এ সময় উক্কাশাহ্ (রাযিঃ) ওঠে দাঁড়িয়ে বললো, আল্লাহর নিকট প্রার্থনা করুন, তিনি যেন আমাকে তাদের অন্তর্ভুক্ত করেন। নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম বললেন, তুমিও তাদের অন্তর্ভুক্ত। বর্ণনাকারী বলেন, অতঃপর আর এক ব্যক্তি দাঁড়িয়ে বললো, হে আল্লাহর নবী। আল্লাহর কাছে প্রার্থনা করুন, তিনি আমাকেও যেন তাদের অন্তর্ভুক্ত করেন। উত্তরে নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম বললেনঃ উক্কাশাহ তোমার আগেই দলভুক্ত হয়ে গেছে। (ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ ৪১৭, ইসলামিক সেন্টারঃ)

    இம்ரான் பின் ஹுஸைன் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: நபி (ஸல்) அவர்கள் "என் சமுதாயத்தாரில் எழுபதாயிரம் பேர் எந்த விசாரணையுமின்றி சொர்க்கத்தில் நுழைவார்கள்" என்று கூறினார்கள். மக்கள், "அவர்கள் யார், அல்லாஹ்வின் தூதரே?" என்று கேட்டார்கள். நபி (ஸல்) அவர்கள், "அவர்கள் (நோய்க்காக) சூடிட்டுக் கொள்ளமாட்டார்கள்; ஓதிப்பார்க்கமாட்டார்கள்; தங்கள் இறைவன்மீதே முழு நம்பிக்கை வைப்பார்கள்" என்று கூறினார்கள். உடனே உக்காஷா (ரலி) அவர்கள் எழுந்து, "அவர்களில் ஒருவனாக என்னையும் ஆக்கும் படி அல்லாஹ்விடம் பிரார்த்தியுங்கள்!" என்று சொன்னார். நபி (ஸல்) அவர்கள், "அவர்களில் நீரும் ஒருவர்தாம்" என்று சொன்னார்கள். உடனே இன்னொருவர் எழுந்து, "அவர்களில் ஒருவனாக என்னையும் ஆக்கும்படி அல்லாஹ்விடம் பிரார்த்தியுங்கள், நபியே!" என்று கூறினார். நபி (ஸல்) அவர்கள், "இந்த விஷயத்தில் உக்காஷா உம்மை முந்திவிட்டார்" என்று சொன்னார்கள். அத்தியாயம் :