• 1311
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِلَحْمٍ ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً فَقَالَ : " أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ ، وَمَا لَا يَحْتَمِلُونَ ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : أَلَا تَرَوْنَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ ؟ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : ائْتُوا آدَمَ ، فَيَأْتُونَ آدَمَ ، فَيَقُولُونَ : يَا آدَمُ ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ آدَمُ : إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ ، فَيَأْتُونَ نُوحًا ، فَيَقُولُونَ : يَا نُوحُ ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى الْأَرْضِ ، وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا عَلَى قَوْمِي ، نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَذَكَرَ كَذَبَاتِهِ ، نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى ، فَيَأْتُونَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُونَ : يَا مُوسَى ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ ، وَبِتَكْلِيمِهِ عَلَى النَّاسِ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا ، نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَأْتُونَ عِيسَى ، فَيَقُولُونَ : يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ ، وَكَلِمَةٌ مِنْهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ، وَرُوحٌ مِنْهُ ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا ، نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ ، فَيَأْتُونِّي فَيَقُولُونَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَخَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ ، وَمَا تَأَخَّرَ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَأَنْطَلِقُ ، فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ ، وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لِأَحَدٍ قَبْلِي ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، سَلْ تُعْطَهْ ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، أَدْخِلْ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَابُِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْأَبْوَابِ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى " وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : وُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَصْعَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ وَلَحْمٍ ، فَتَنَاوَلَ الذِّرَاعَ وَكَانَتْ أَحَبَّ الشَّاةِ إِلَيْهِ ، فَنَهَسَ نَهْسَةً ، فَقَالَ : " أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ، ثُمَّ نَهَسَ أُخْرَى ، فَقَالَ : " أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " ، فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابَهُ لَا يَسْأَلُونَهُ قَالَ : " أَلَا تَقُولُونَ كَيْفَهْ ؟ " قَالُوا : كَيْفَهْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ " وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي حَيَّانَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، وَزَادَ فِي قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ : وَذَكَرَ قَوْلَهُ فِي الْكَوْكَبِ : ِ {{ هَذَا رَبِّي }} وَقَوْلَهُ لِآلِهَتِهِمْ : {{ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا }} ، وَقَوْلَهُ : {{ إِنِّي سَقِيمٌ }} ، قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ إِلَى عِضَادَتَيِ الْبَابُِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ ، أَوْ هَجَرٍ وَمَكَّةَ ، قَالَ : لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَ

    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، وَاتَّفَقَا فِي سِيَاقِ الْحَدِيثِ إِلَّا مَا يَزِيدُ أَحَدُهُمَا مِنَ الْحَرْفِ بَعْدَ الْحَرْفِ قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمًا بِلَحْمٍ ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً فَقَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ ، وَمَا لَا يَحْتَمِلُونَ ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : أَلَا تَرَوْنَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ ؟ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : ائْتُوا آدَمَ ، فَيَأْتُونَ آدَمَ ، فَيَقُولُونَ : يَا آدَمُ ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ آدَمُ : إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ ، فَيَأْتُونَ نُوحًا ، فَيَقُولُونَ : يَا نُوحُ ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى الْأَرْضِ ، وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا عَلَى قَوْمِي ، نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَذَكَرَ كَذَبَاتِهِ ، نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى ، فَيَأْتُونَ مُوسَى صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَيَقُولُونَ : يَا مُوسَى ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ ، وَبِتَكْلِيمِهِ عَلَى النَّاسِ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَى صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا ، نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَيَأْتُونَ عِيسَى ، فَيَقُولُونَ : يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ ، وَكَلِمَةٌ مِنْهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ، وَرُوحٌ مِنْهُ ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا ، نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ ، فَيَأْتُونِّي فَيَقُولُونَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَخَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ ، وَمَا تَأَخَّرَ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَأَنْطَلِقُ ، فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ ، وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لِأَحَدٍ قَبْلِي ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، سَلْ تُعْطَهْ ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، أَدْخِلْ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَابُِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْأَبْوَابِ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : وُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَصْعَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ وَلَحْمٍ ، فَتَنَاوَلَ الذِّرَاعَ وَكَانَتْ أَحَبَّ الشَّاةِ إِلَيْهِ ، فَنَهَسَ نَهْسَةً ، فَقَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ نَهَسَ أُخْرَى ، فَقَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابَهُ لَا يَسْأَلُونَهُ قَالَ : أَلَا تَقُولُونَ كَيْفَهْ ؟ قَالُوا : كَيْفَهْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي حَيَّانَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، وَزَادَ فِي قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ : وَذَكَرَ قَوْلَهُ فِي الْكَوْكَبِ : ِ {{ هَذَا رَبِّي }} وَقَوْلَهُ لِآلِهَتِهِمْ : {{ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا }} ، وَقَوْلَهُ : {{ إِنِّي سَقِيمٌ }} ، قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ إِلَى عِضَادَتَيِ الْبَابُِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ ، أَوْ هَجَرٍ وَمَكَّةَ ، قَالَ : لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَ

    الذراع: الذراع : من كل حيوان يده ومن الإنسان من المرفق إلى أطراف الأصابع
    فنهس: نهس : قضم اللحم وأخذه بطرف الأسنان
    نهسة: نهس : قضم اللحم وأخذه بطرف الأسنان
    صعيد: الصعيد : الأرض الواسعة المستوية
    وينفذهم: ينفذ : يخترق ، والمعنى هنا : ينفذهم بصر الرحمن تبارك وتعالى حتى يأتي عليهم كلهم
    وتدنو: تدنو : تقترب
    إلى: العضادة : الناحية والجانب
    المهد: المهد : الفراش الذي يهيأ للصبي ليضجع فيه وينام ، والمراد هنا : حال الصغر قبل أوان الكلام
    فأقع: أقع : أخر وأهبط
    ويلهمني: الإلْهَام : أن يُلْقِيَ اللّهُ في النَّفْس أمْراً، يَبْعَثُه على الفِعْل أو التَّرْك، وهو نَوْع من الوَحْيِ يَخُصُّ اللّه به من يشاء من عِبَاده
    الثناء: الثناء : المدح والوصف بالخير
    المصراعين: المصراع : أحد جانبي الباب وللباب مصراعان
    مصاريع: المصراع : جانب الباب
    أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ
    حديث رقم: 4456 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا} [الإسراء: 3]
    حديث رقم: 3187 في صحيح البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله تعالى: {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم} [نوح: 1]- إلى آخر السورة -
    حديث رقم: 3188 في صحيح البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله تعالى: {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم} [نوح: 1]- إلى آخر السورة -
    حديث رقم: 3208 في صحيح البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب
    حديث رقم: 4321 في صحيح مسلم كتاب الْفَضَائِلِ بَابُ تَفْضِيلِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَمِيعِ الْخَلَائِقِ
    حديث رقم: 4116 في سنن أبي داوود كِتَاب السُّنَّةِ بَابٌ فِي التَّخْيِيرِ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
    حديث رقم: 2467 في جامع الترمذي أبواب صفة القيامة والرقائق والورع باب ما جاء في الشفاعة
    حديث رقم: 1840 في جامع الترمذي أبواب الأطعمة باب ما جاء في أي اللحم كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
    حديث رقم: 3701 في جامع الترمذي أبواب المناقب باب
    حديث رقم: 1134 في السنن الصغرى للنسائي كتاب التطبيق باب موضع السجود
    حديث رقم: 3304 في سنن ابن ماجة كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ بَابُ أَطَايِبِ اللَّحْمِ
    حديث رقم: 9432 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 8193 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 10757 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 6573 في صحيح ابن حبان كِتَابُ التَّارِيخِ ذِكْرُ الْعِلَّةِ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا لَا يَشْفَعُ الْأَنْبِيَاءُ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    حديث رقم: 10843 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى : ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا
    حديث رقم: 715 في السنن الكبرى للنسائي التَّطْبِيقِ مَوْضِعُ السُّجُودِ
    حديث رقم: 6460 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الْوَلِيمَةِ وآداب الأكل فَضْلُ لَحْمِ الذِّرَاعِ عَلَى غَيْرِهَا
    حديث رقم: 3976 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ تَوَارِيخِ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
    حديث رقم: 31091 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْفَضَائِلِ بَابُ مَا أَعْطَى اللَّهُ تَعَالَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 35179 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْأَوَائِلِ بَابُ أَوَّلِ مَا فُعِلَ وَمَنْ فَعَلَهُ
    حديث رقم: 31037 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْفَضَائِلِ بَابُ مَا أَعْطَى اللَّهُ تَعَالَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 35270 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْأَوَائِلِ بَابُ أَوَّلِ مَا فُعِلَ وَمَنْ فَعَلَهُ
    حديث رقم: 16491 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ السِّيَرِ بَابُ مُبْتَدَأِ الْخَلْقِ
    حديث رقم: 6 في الأوائل للطبراني الأوائل للطبراني بَابُ أَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ
    حديث رقم: 1987 في الزهد و الرقائق لابن المبارك مَا رَوَاهُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ فِي نُسْخَتِهِ زَائِدًا عَلَى مَا رَوَاهُ الْمَرْوَزِيُّ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ بَابُ صِفَةِ النَّارِ
    حديث رقم: 103 في مسند عبدالله بن المبارك مسند عبدالله بن المبارك يوم القيامة
    حديث رقم: 180 في الزهد لهناد بن السري الزهد لهناد بن السري بَابُ الشَّفَاعَةِ
    حديث رقم: 325 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَابٌ فِي صِفَةِ الشَّفَاعَةِ ، وَأَنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 326 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَابٌ فِي صِفَةِ الشَّفَاعَةِ ، وَأَنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 1 في الطبقات الكبير لابن سعد المجلد الأول ذِكْرُ مَنِ انْتَمَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 201 في الزهد لهناد بن السري الزهد لهناد بن السري بَابُ الْخُرُوجِ مِنَ النَّارِ
    حديث رقم: 166 في الشمائل المحمدية للترمذي الشمائل المحمدية للترمذي بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ إِدَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    حديث رقم: 7 في الأوائل لابن أبي عاصم الأوائل لابن أبي عاصم
    حديث رقم: 13 في الأوائل لابن أبي عاصم الأوائل لابن أبي عاصم
    حديث رقم: 14 في الأوائل لابن أبي عاصم الأوائل لابن أبي عاصم
    حديث رقم: 493 في مكارم الأخلاق للخرائطي مكارم الأخلاق للخرائطي بَابُ ذِكْرِ السُّؤْدَدِ وَشَرِيطَتِهِ
    حديث رقم: 6451 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
    حديث رقم: 327 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَابٌ فِي صِفَةِ الشَّفَاعَةِ ، وَأَنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 1062 في الشريعة للآجري كِتَابُ الْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ بِأَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مَخْلُوقَتَانِ بَابُ ذِكْرِ فَضْلِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْآخِرَةِ عَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ
    حديث رقم: 1090 في معجم ابن المقرئ بَابُ الْعَيْنِ مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ الْقَاهِرِ
    حديث رقم: 1176 في شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة للالكائي بَابُ جُمَّاعِ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَابْتِدَاءِ الْوَحْيِ إِلَيْهِ وَفَضَائِلِهِ وَمُعْجِزَاتِهِ سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِنْ فَضَائِلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي خَصَّهُ اللَّهُ بِهَا مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ فَمِنْهَا أُوتِيَ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَهِيَ الْقُرْآنُ وَبُعِثَ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ ، وَنُصِرَ بِأَنْ يُرْعَبُ عَدُوُّهُ مِنْهُ عَلَى مَسِيرَةِ شَهْرٍ ، وَخُتِمَ بِهِ النَّبِيُّونَ فَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، وَأُعْطِيَ الشَّفَاعَةَ فِي أُمَّتِهِ ، وَأُعْطِيَ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ؛ لِكَرَامَتِهِ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا ، وَاخْتَارَ الدَّارَ الْآخِرَةِ ، وَسُمِّيَ أَحْمَدَ فَجَعَلَ مَعَانِيَ نُبُوَّتِهِ أَفْعَالَهُ فِي اسْمِهِ فَكَانَتْ أُمُورُهُ مَحْمُودَةً ، وَأَقْوَالُهُ مَرْضِيَّةً ، وَأُحِلَّتْ لَهُ الْغَنَائِمُ ، وَلَمْ تَحِلَّ لِنَبِيٍّ قَبْلَهُ ، وَجُعِلَتْ لَهُ الْأَرْضُ وَلِأُمَّتِهِ مَسْجِدًا ، وَكَانَ غَيْرُهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لَا تَجْزِي صَلَاتُهُ إِلَّا فِي كَنَائِسِهِمْ وَبِيَعِهِمْ وَجُعِلَتْ صُفُوفُ أُمَّتِهِ كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ ، وَجُعِلَ التُّرَابُ لَهُ وَلِأُمَّتِهِ طَهُورًا عِنْدَ عَدَمِ الْمَاءِ
    حديث رقم: 1800 في شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة للالكائي بَابُ جُمَّاعِ وُجُوبِ الْإِيمَانِ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْمِيزَانِ ، وَالْحِسَابِ وَالصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ الْإِيمَانَ بِالصِّرَاطِ وَاجِبٌ
    حديث رقم: 27 في دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني الْفَصْلُ الرَّابِعُ ذِكْرُ الْفَضِيلَةِ الرَّابِعَةِ بِإِقْسَامِ اللَّهِ بِحَيَاتِهِ الْفَصْلُ الرَّابِعُ ذِكْرُ الْفَضِيلَةِ الرَّابِعَةِ بِإِقْسَامِ اللَّهِ بِحَيَاتِهِ ، وَتَفَرُّدِهِ بِالسِّيَادَةِ لِوَلَدِ آدَمَ فِي الْقِيَامَةِ ، وَمَا فُضِّلَ بِهِ هُوَ وَأُمَّتُهُ عَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ وَجَمِيعِ الْأُمَمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

    [194] فنهس مِنْهَا نهسة بِالْمُهْمَلَةِ وَلابْن ماهان بِالْمُعْجَمَةِ قَالَ الْهَرَوِيّ النهس بِالْمُهْمَلَةِ بأطراف الْأَسْنَان وبالمعجمة بالأضراس فِي صَعِيد وَاحِد هُوَ الأَرْض الواسعة المستوية وَينْفذهُمْ الْبَصَر رَوَاهُ الْأَكْثَر بِفَتْح الْيَاء وَبَعْضهمْ بِالضَّمِّ والذال الْمُعْجَمَة قَالَ الْكسَائي يُقَال نفذني الْبَصَر إِذا بَلغنِي وجاوزني قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ ينفذهم بصر الرَّحْمَن حَتَّى يَأْتِي عَلَيْهِم كلهم وَقَالَ غَيره أَرَادَ يخرقهم أبصار الناظرين لِاسْتِوَاء الصَّعِيد وَالله تَعَالَى أحَاط بِالنَّاسِ أَولا وآخرا قَالَ أَبُو حَاتِم وَأهل الحَدِيث يَرْوُونَهُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَإِنَّمَا هُوَ بِالْمُهْمَلَةِ أَي بلغ أَوَّلهمْ وَآخرهمْ حَتَّى يراهم كلهم ويستوعبهم من نفذ الشَّيْء وأنفذته قَالَ النَّوَوِيّ فَحصل خلاف فِي الْيَاء وَالدَّال وَفِي الْبَصَر وَالأَصَح فتح الْيَاء وإعجام الذَّال وَأَنه بصر الْمَخْلُوق أَلا ترى إِلَى مَا قد بلغنَا بِفَتْح الْغَيْن فِي الْأَشْهر وَضَبطه بعض الْمُتَأَخِّرين بِالْفَتْح والسكون إِن رَبِّي غضب الْيَوْم المُرَاد بغضبه مَا يظْهر من انتقامه وأليم عِقَابه وَمَا يُشَاهِدهُ أهل الْجمع من الْأَهْوَال كَمَا أَن رِضَاهُ ظُهُور رَحمته ولطفه لِاسْتِحَالَة حَقِيقَة الْغَضَب والرضى على الله تَعَالَى المصراعين بِكَسْر الْمِيم جانبا الْبَاب وهجر بِفَتْح الْهَاء وَالْجِيم مَدِينَة عَظِيمَة هِيَ قَاعِدَة الْبَحْرين وَهِي غير هجر الْمَذْكُورَة فِي حَدِيث الْقلَّتَيْنِ تِلْكَ قَرْيَة من قرى الْمَدِينَة كَانَت القلال تصنع بهَا وَبصرى بِضَم الْبَاء مَدِينَة على ثَلَاث مراحل من دمشق أَلا تَقولُونَ كيفه هِيَ هَاء السكت لحقت فِي الْوَقْف قَالُوا كيفه يَا رَسُول الله اثبتوا الْهَاء إِمَّا إِجْرَاء للوصل مجْرى الْوَقْف أَو قصد اتِّبَاع لَفظه الَّذِي حثهم عَلَيْهِ عضادتي الْبَاب بِكَسْر الْعين وإعجام الضَّاد خشبتاه من جانبيه

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بلحم. فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه. فنهس منها نهسة فقال أنا سيد الناس يوم القيامة. وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد. فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر. وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون. وما لا يحتملون. فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: ائتوا آدم. فيأتون آدم. فيقولون: يا آدم! أنت أبو البشر. خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك. اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله. ولن يغضب بعده مثله. وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح! أنت أول الرسل إلى الأرض. وسماك الله عبدا شكورا. اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله. وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم فيأتون إبراهيم فيقولون: أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض. اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله. وذكر كذباته. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا موسى! أنت رسول الله. فضلك الله، برسالاته وبتكليمه، على الناس. اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى إلا ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى صلى الله عليه وسلم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى عيسى صلى الله عليه وسلم. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى! أنت رسول الله، وكلمت الناس في المهد، وكلمة منه ألقاها إلى مريم، وروح منه. فاشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى صلى الله عليه وسلم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله. ولم يذكر له ذنبا. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى غيري. اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم. فيأتوني فيقولون: يا محمد! أنت رسول الله وخاتم الأنبياء. وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. اشفع لنا إلى ربك. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي. ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي. ثم يقال: يا محمد! ارفع رأسك. سل تعطه. اشفع تشفع. فأرفع رأسي فأقول: يا رب! أمتي. أمتي. فيقال: يا محمد! أدخل الجنة من أمتك، من لا حساب عليه، من الباب الأيمن من أبواب الجنة. وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب. والذي نفس محمد بيده! إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر. أو كما بين مكة وبصرى .
    المعنى العام:
    تحدثا بنعمة الله تعالى، واعترافا بفضله، وتبليغا لشريعته وتحذيرا من هول الموقف العظيم، ليأخذ المؤمن أهبته، ويتزود من دنياه لآخرته، يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه عن أمور الآخرة، مبرزا شفاعته للناس عامة، وللمذنبين من أمته بصفة خاصة، موضحا فضل الله على عباده، ورحمته من آمن منهم، وإكرامه لهم، وإحسانه إليهم، مبينا عظيم اهتمامه صلى الله عليه وسلم بأمته، وشديد حرصه بأمنهم، وبالغ شفقته حتى على المذنبين منهم. يقول: يحشر الله الناس يوم القيامة، يجمع الأولين والآخرين منذ آدم إلى النفخ في الصور، على أرض بيضاء نقية، ملساء مستوية لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، ولا شجرا ولا حجرا ولا مدرا، لو أن ناظرا نظر إليهم لرآهم جميعا، ولو أن متكلما ناداهم لأسمعهم جميعا، حفاة عراة، الرجال والنساء جميعا، لكن لا ينظر بعضهم إلى بعض، ولا يفكر أحدهم في غير نفسه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه؛ الخوف من المصير يتملكهم، والشعور بالصغار وحقيقة أنفسهم يملأ قلوبهم، يقفون كما يقف الجاني في قفص الاتهام، ينتظر فصل القضاء، وتدنو الشمس من رءوسهم، وتشتد حرارتها عليهم، ويطول وقوفهم، ويسيل عرقهم، أهوال وأهوال، فوق التصور والخيال، في وقت واحد، وفي مكان واحد، وفي أرض مستوية، لكن منهم من يبلغ عرقه عقبه، ومنهم من يبلغ ساقه، ومنهم من يبلغ ركبته، ومنهم من يبلغ فخده، ومنهم من يبلغ خاصرته، ومنهم من يبلغ منكبيه، ومنهم من يبلغ فاه، ومنهم من يغطيه عرقه، لا تقل: كيف والماء على الأرض المعتدلة يغطي من عليها على السواء؟ إنها خوارق الواقعة {ليس لوقعتها كاذبة* خافضة رافعة} [الواقعة:

    2-3]
    {يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد} [الحج: 2] إنه ليوم عظيم {يوم يقوم الناس لرب العالمين} [المطففين: 6] {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} [الحج: 47] فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون، وما لا يحتملون، يفزع بعضهم إلى بعض: ألا ترون إلى ما قد وصلنا إليه ووصل إلينا من الكرب؟ أما من نهاية لما نحن فيه من الغم؟ ألا نستشفع إلى ربنا ليريحنا من مكاننا؟ فينطلقون من الضجر والجزع إلى أبيهم آدم، ومن للإنسان عند الشدة مثل أبيه؟ فيجدونه رافعا رأسه إلى السماء يقول: يا رب سلم. سلم. يقولون: يا أبانا. يا أبا الخلق. يا أبا البشر. ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ ألا تشفع لنا عند ربنا؟ فيقول: لست لها. لست لها. لقد عصيت ربي وأنا في الفردوس، وأكلت من الشجرة التي نهاني عنها، فإن يغفر لي اليوم حسبي. نفسي نفسي. فيقولون: يا أبانا، لقد خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، ونحن ذريتك، ألا تشفع لنا اليوم عند ربك؟ فيقول: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني أستحيي لقاء ربي من ذنبي. نفسي. نفسي، اذهبوا إلى نوح، أبيكم بعد أبيكم، أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، وسماه ربه عبدا شكورا، فيأتون نوحا. فيقولون: يا نوح. أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وإن الله اصطفاك واستجاب دعاءك، فاشفع لنا عند ربك. فيقول: لقد سألت ربي ما ليس لي به علم، وأهلكت أهل الأرض بدعوتي، وإن ربي غضب اليوم غضبا أستحيي من لقائه بمعصيتي، وإن يغفر لي اليوم حسبي. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى إبراهيم، فهو خليل الله لعله يشفع لكم، فيأتون إبراهيم فيستشفعون به، فيقول: إني كذبت ثلاث كذبات، وأشفق على نفسي منها، وإن يغفر لي اليوم حسبي. نفسي نفسي. اذهبوا إلى موسى، كلمه الله وأعطاه التوراة، فيأتون موسى. فيقولون: يا موسى، اصطفاك الله على الناس برسالاته وبكلامه، فاشفع لنا عند ربك ليقضي بيننا، ويريحنا من مكاننا. فيقول: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت نفسا بغير نفس، ولم أومر بقتلها، فإن يغفر لي اليوم حسبي. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروحه، فإنه كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله، فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى، أنت رسول الله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وكلمت الناس في المهد صبيا. اشفع لنا عند ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ فيقول: إني عبدت من دون الله، واتهمت بأنني قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله. نفسي. نفسي. اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. انطلقوا إلى سيد ولد آدم. فإنه أول من تنشق عنه الأرض. فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول: أنا لها. أنا لها. فينطلق حتى يأتي تحت العرش. فيقف حامدا شاكرا مثنيا على ربه بثناء وتحميد يلهمه إياه، حتى إذا تجلى الله له خر ساجدا لربه، يحمده ويثني عليه بمحامد لم يحمده بها أحد من قبله، ولا يحمده بها أحد بعده، ويمكث ساجدا ما شاء الله له أن يمكث. ثم يقول له: يا محمد. فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، والمهدي من هديت، وعبدك بين يديك وبك وإليك، تباركت وتعاليت، سبحانك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك. فيقول له: ارفع رأسك، وسل تعطه. اشفع تشفع، فيقول: يا رب. فرق جمع الأمم إلى حيث تشاء، والطف بعبادك أهل الموقف، ويسر الحكم والقضاء. هنالك تتطاير الصحف، وتنتشر الكتب، ويعض الظالم على يديه يقول: {يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} [الفرقان: 27] هنالك تفتح أبواب جهنم وتفسح الطرق المؤدية إليها، وينادي المنادي: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الصليب الصليب، ومن كان يعبد الشمس الشمس، ومن كان يعبد القمر القمر، ومن كان يعبد العجل العجل، ويساقون مع معبوداتهم إلى النار، يدعون إلى نار جهنم دعا. يساقون إليها زمرا، كلما ألقي فيها فوج قالت: هل من مزيد. حتى إذا ما خلا الموقف من عبدة غير الله، ولم يبق إلا عبدة الله أقيم العرض، فيمر أمام العرش كل نبي وأمته، يمر النبي ومعه الأمة، والنبي ومعه النفر، والنبي ومعه العشر، والنبي ومعه الخمسة، والنبي ومعه رجل واحد، ونبينا صلى الله عليه وسلم يومئذ أكثر الأنبياء تابعا، ثم تفتح ساحة القضاء، ويوضع الميزان، ويقوم الحساب فيقول محمد صلى الله عليه وسلم: يا رب أمتي أمتي. فيقول له: أدخل من أمتك الجنة سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب. فيقول: يا رب زدني. فيقول: ومع كل ألف سبعون ألفا، فتمر هذه الزمرة على الصراط كالبرق، تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر، وتكون أمة محمد صلى الله عليه وسلم أول الأمم حسابا، وأولها مرورا على الصراط، ويقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصراط، وأمته تعبر تجري بهم أعمالهم ولسانه لا يفتأ يقول: يا رب سلم سلم. حتى إذا سقط من أمته في النار من سقط، ونجا من نجا، تشفع الناجون إليه أن يستفتح لهم الجنة، فيأتيها، فيأخذ حلقة بابها، فيقعقعها. فيقول الخازن: من هذا؟ فيقول: محمد. فيقول: مرحبا بمحمد. بك أمرت ألا أفتح لأحد قبلك، فيدخل الجنة هو والسابقون وأصحاب اليمين، وينزلون منازلهم حسب أعمالهم. ثم يخر ساجدا لربه، يحمده ويثني عليه، فيقول له: ارفع رأسك يا محمد، وسل تعط، واشفع تشفع، فيقول: يا رب. أمتي. أمتي. فيقول له: أخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان؛ فيخرجه ويدخله الجنة، ثم يخر ساجدا لربه، ويحمده، ويثني عليه فيقول له ربه: ارفع رأسك يا محمد، وسل تعط، واشفع تشفع. فيقول: يا رب أمتي أمتي. فيقول له: أخرج من النار من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال ذرة من إيمان، فيخرجه ويدخله الجنة، ثم يخر ساجدا لربه. ويحمده، ويثني عليه. فيقول له ربه: ما تريد يا محمد؟ فيقول: يا رب. أناس من عبادك، لم يشركوا بك، ولم يعملوا خيرا قط، فشفعني فيهم. فيقول له ربه: ليس ذلك لك. فوعزتي وجلالي وعظمتي وكبريائي لأخرجنهم من النار، فيخرجهم ربهم، ثم يدخلهم الجنة. ذلك المقام المحمود الذي خص به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وذلك لواء الحمد الذي منحه الله إياه يوم القيامة، وتلك شفقته صلى الله عليه وسلم بأمته في الدنيا والآخرة. وصدق الله العظيم. حيث يقول فيه: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} [التوبة: 128]. المباحث العربية (يجمع الله الناس يوم القيامة) جمع الحشر والموقف العظيم، وفي الرواية الرابعة يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين. وفي الرواية الخامسة {يوم يقوم الناس لرب العالمين} (فيهتمون لذلك -أو- فيلهمون لذلك) قال النووي: معنى اللفظتين متقارب، فمعنى الأولى أنهم يعتنون بسؤال الشفاعة وزوال الكرب الذي هم فيه، ومعنى الثانية أن الله تعالى يلهمهم سؤال ذلك، والإلهام أن يلقي الله تعالى في النفس أمرا يحمل على فعل شيء أو تركه. اهـ وأصل الكلام: فيهتمون بطلب الشفاعة لزوال كرب الجمع، أو فيلهمون طلب الشفاعة للتحول من كرب الجمع، فالإشارة للجمع وشدائده والمهتم به والملهم سؤال الشفاعة. والأولى أن يكون معنى فيهتمون لذلك أي فيحزنون لذلك الجمع الشديد وأهواله، ففي القاموس: همه الأمر حزنه، فاهتم. (لو استشفعنا على ربنا) السين والتاء للطلب، أي لو طلبنا من الأنبياء الشفاعة إلى ربنا -والشفاعة انضمام الأدنى إلى الأعلى- ليستعين به على ما يرومه، وفي رواية إلى ربنا بتضمين شفعنا معنى سعينا. ولو للتمني، أو شرطية والجواب محذوف. (حتى يريحنا من مكاننا هذا) أي من أرض الموقف العظيم، وفي رواية فيريحنا. (فيأتون آدم) من إسناد ما للبعض للكل. (أنت آدم أبو الخلق) وفي الرواية السابعة يا آدم. أنت أبو البشر وفي الرواية السادسة يا أبانا. (خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه) الإضافة في بيده وفي من روحه للتشريف. (اشفع لنا عند ربك) وفي الرواية الرابعة اشفع لنا إلى ربك وفي الرواية السادسة أستفتح لنا الجنة أي اطلب لنا فتح الجنة. (لست هناكم) هناك ظرف مكان، استعمل في ظرف الزمان، ومعناه هنا: لست في هذا المقام، أي لست أهلا في هذا الوقت. قاله بعضهم، وقال آخرون: هو مستعمل في ظرف المكان على بابه، لكنه المكان المعنوي، لا الحسي، بل يمكن حمله على الحسي، لما روي أنه صلى الله عليه وسلم يباشر السؤال تحت العرش، وبعد أن يستأذن في دخول الجنة. (فيذكر خطيئته التي أصاب فيستحيي ربه منها) يقال: استحيا منه واستحياه، لازم ومتعد، ومفعول أصاب عائد الموصول محذوف، والتقدير: التي أصابها، وفي الرواية الرابعة إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة، فعصيته وفي الرواية السادسة فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئه أبيكم آدم، وفي رواية إني قد أخرجت بخطيئتي من الجنة وفي رواية وإني أذنبت ذنبا فأهبطت به إلى الأرض وفي رواية إني أخطأت وأنا في الفردوس، فإن يغفر لي اليوم حسبي. (ولكن ائتوا نوحا أول رسول بعثه الله) سيأتي الكلام في أولية بعثته في فقه الحديث، وفي رواية أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض وفي رواية انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم، إلى نوح. ائتوا عبدا شاكرا. (لست هناكم، ويذكر خطيئته) وفي رواية ويذكر سؤال ربه ما ليس له به علم وفي الرواية الرابعة وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي وفي رواية إني دعوت بدعوة أغرقت أهل الأرض وقد سقط من الرواية الثالثة والسادسة ذكر نوح عليه السلام. (ولكن ائتوا إبراهيم) وفي الرواية الرابعة اذهبوا إلى إبراهيم وفي رواية ولكن عليكم بإبراهيم. (الذي اتخذه الله خليلا) قال القاضي عياض: أصل الخلة الاختصاص والاصطفاء، وقيل: أصلها الانقطاع إلى من خاللت، مأخوذة من الخلة، وهي الحاجة، فسمي إبراهيم صلى الله عليه وسلم بذلك، لأنه قصر حاجته على ربه -سبحانه وتعالى- وقيل: الخلة صفاء المودة التي توجب تخلل الأسرار، وقيل: معناها المحبة والألطاف. اهـ وقال ابن الأنباري: الخليل معناه المحب الكامل المحبة، والمحبوب الموفي بحقيقة المحبة أي اللذان ليس في حبهما نقص ولا خلل. اهـ قال الواحدي: وهذا القول هو الاختيار، لأن الله عز وجل خليل إبراهيم، وإبراهيم خليل الله، ولا يجوز أن يقال: الله تعالى خليل إبراهيم، من الخلة التي هي الحاجة. والله أعلم (لست هناكم، ويذكر خطيئته) وفي رواية إني كنت كذبت ثلاث كذبات قوله: {إني سقيم} [الصافات: 89] وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} [الأنبياء: 63] وقوله لامرأته: أخبريه أني أخوك. وذكر في الرواية الخامسة قوله في الكواكب: {هذا ربي} [الأنعام: 77] بدل الكذبة الثالثة. (فيأتون موسى فيقول) لست هناكم ويذكر خطيئته، وفي الرواية الرابعة وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها وفي رواية إني قتلت نفسا بغير نفس. (ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته) ، ومعنى روح الله أي روح مخلوقة من الله، فالإضافة إضافة تشريف. مثل: ناقة الله وبيت الله، وقيل معناه: ليس من أب، وإنما نفخ في أمه الروح، وقيل معناه رحمة الله، ومعنى وكلمته أنه كان بكلمة كن فسمي بها، كما يقال للمطر: رحمة. والله أعلم. (لست هناكم) وفي الرواية الرابعة ولم يذكر له ذنبا وعند الترمذي إني عبدت من دون الله وعند أحمد والنسائي إني اتخذت إلها من دون الله. (ولكن ائتوا محمدا عبدا قد غفر له) عبدا حال، وقد غفر له حال مترادفة، أو متداخلة من الضمير في عبدا بعد تأويله بمشتق. (فيأتوني) بحذف إحدى النونين، وهو جائز. (فإذا أنا رأيته وقعت ساجدا) وفي الرواية الرابعة فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي وفي رواية فيتجلى له الرب، ولا يتجلى لشيء قبله وفي رواية يعرفني الله نفسه، فأسجد له سجدة يرضى بها عني وفي رواية فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا شاكرا له. (فيدعني ما شاء الله) أي فيتركني ساجدا مدة يشاؤها الله، فلفظ ما حرف مصدري زماني، ومفعول المشيئة محذوف، وقد أبرز في بعض الروايات بلفظ فيدعني ما شاء الله أن يدعني. (فيقال: يا محمد) حذف الفاعل القائل، ودلت عليه إحدى الروايات وفيها فأوحى الله إلى جبريل، أن اذهب إلى محمد فقل له: ارفع رأسك فالقائل الحقيقي هو الله تعالى على لسان جبريل. (قل تسمع. سل تعطه...إلخ) في الرواية الثالثة بواو العطف وفيها وقل يسمع لك والهاء في تعطه للسكت. (ثم أشفع فيحد لي حدا، فأخرجهم من النار) فيحد بفتح الياء، وضم الحاء، أي يبين لي في كل مرة من مرات الشفاعة حدا أقف عنده، ولا أتعداه، وقد بينت الرواية الثالثة هذه الحدود. الحد الأول: من كان في قلبه مثقال برة أو شعيرة من إيمان، الحد الثاني: من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، الحد الثالث: من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان. (فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة. قال: فأقول يا رب، ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن) أي فلا أدري أقال في الرفعة الثالثة أو في الرفعة الرابعة، وهذا الشك من الراوي جاء بطريق الجزم أنه في الرابعة في بعض الروايات. (إلا من حبسه القرآن. أي وجب عليه الخلود) أبهم في هذه الرواية قائل أي وجب عليه الخلود وتبين من بعض الروايات أنه قتادة أحد رواة الحديث، والمعنى: إلا من أخبر القرآن أنه مخلد في النار، وهم الكفار. الرواية الثانية (وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة) والمعنى: ما يعدل ذرة ويساويها، والذرة بفتح الذال وتشديد الراء، واحدة الذر، وهو الحيوان المعروف الصغير من النمل، قال النووي، ثم قال: ورواه بعضهم بضم الذال وتخفيف الراء، واتفقوا على أنه تصحيف. اهـ الرواية الثالثة (وتشفعنا بثابت) البناني، وكان من خاصة أنس بن مالك، وفي رواية البخاري فذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة، وفيه فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة. (إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم إلى بعض) ماج الناس أي اختلطوا، يقال: ماج البحر إذا اضطربت أمواجه. (فأحمده بمحامد لا أقدر عليه) قال النووي: هكذا هو في الأصول لا أقدر عليه وهو صحيح، ويعود الضمير في عليه إلى الحمد. (فأخرجه من النار) قال النووي: اتفقت الأصول على أنه فأخرجه بضميره صلى الله عليه وسلم وحده، في الانطلاق الثاني والثالث، أما الانطلاق الأول ففي بعض الأصول فأخرجوه على لفظ الجمع، وفي بعضها فأخرجه وفي أكثرها فأخرجوا بغير هاء، وكله صحيح، فمن رواه فأخرجوه يكون الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من الملائكة ومن حذف الهاء فلأنها ضمير المفعول، وهو فضلة، يكثر حذفه. والله أعلم. (فلما كنا بظهر الجبان) قال أهل اللغة: الجبان والجبانة بفتح الجيم وتشديد الباء هما الصحراء، ويسمى بهما المقابر، لأنها تكون في الصحراء، وهو من تسمية الشيء باسم موضعه، وقوله: بظهر الجبان أي بظاهرها وأعلاها المرتفع منها. (لو ملنا إلى الحسن) يعني لو عدلنا واتجهنا إلى الحسن البصري، وجواب لو محذوف، أي لكان خيرا، أو هي للعرض. (وهو مستخف) أي طالب الاختفاء من الحجاج بن يوسف، وفي رواية البخاري قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة، فحدثنا بما حدثنا به أنس بن مالك. (قال: هيه) بكسر الهاء الأولى والثانية، وبينهما ياء ساكنة، قال أهل اللغة: يقال في الاستزادة من الحديث: إيه، ويقال: هيه؛ بالهاء بدل الهمزة، اسم فعل أمر، تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل: إيه بكسر الهمزة فإن وصلت نونت، فقلت: إيه حديثا. (وهو يومئذ جميع) بفتح الجيم وكسر الميم، أي مجتمع القوة والحفظ. (وما ذكرت لكم هذا إلا وأنا أريد أن أحدثكموه ثم أرجع إلى ربي) تم الكلام عند قوله: أحدثكموه ثم ابتدأ تمام الحديث، فقال: ثم أرجع ومعناه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم أرجع إلى ربي.... إلخ. (وعظمتي وجبريائي) بكسر الجيم، أي سلطاني، أو قهري. الرواية الرابعة (رفع إليه الذراع، وكانت تعجبه) لنضجها، وسرعة استمرائها مع زيادة لذتها، وحلاوة مذاقها، وبعدها عن مواضع الأذى، وفائدة وصف حالة المحدث وقت التحديث التوثيق بالرواية. (فنهس منها نهسة) أكثر الرواة رووه بالسين، ووقع في بعض الروايات بالشين وكلاهما بمعنى واحد، أي أخذ بأطراف أسنانه، وقيل: النهس الأخذ بأطراف الأسنان، والنهش بالأضراس. (أنا سيد الناس يوم القيامة) قال القاضي عياض: السيد الذي يفوق قومه، والذي يفزع إليه في الشدائد، والنبي صلى الله عليه وسلم سيدهم في الدنيا والآخرة، وإنما خص يوم القيامة لارتفاع السؤدد فيها، وتسليم جميعهم له. اهـ. (يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد) الصعيد الأرض الواسعة المستوية. (فيسمعهم الداعي) بضم الياء وكسر الميم، والداعي فاعل، أي يصل صوت الداعي إليهم جميعا بقوة ودرجة واحدة. (وينفذهم البصر) بفتح الياء وضم الفاء والذال، وروي بضم الياء يقال: نفذ البصر القوم إذا بلغهم وجاوزهم، وأنفذ البصر القوم إذا خرقهم وسرى فيهم، و أل في البصر للعهد. قيل: بصر الرحمن، ورد بأن بصر الرحمن ينفذ في عباده، وهو مطلع عليهم في كل وقت وفي الأرض المستوية وغير المستوية، فالأصح أن المراد بصر المخلوق، والمعنى: أنه يحيط بهم الناظر، لا يخفى عليه منهم شيء، لاستواء الأرض وعدم وجود شيء عليها يستر الناظرين، ورواه بعضهم بالدال المهملة ينفدهم أي يبلغ أولهم وآخرهم، حتى يراهم كلهم، ويستوعبهم. (وتدنو الشمس) من رءوس الناس، كما سيوضح في فقه الحديث. (ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟) بفتح الغين، أي ما صل وانتهى إلينا من الكرب والشدة. قال النووي: بفتح الغين هذا هو الصحيح المعروف، وضبطه بعض الأئمة المتأخرين بفتح الباء واللام وإسكان الغين، وله وجه ولكن المختار فتح الغين، ويدل عليه قوله في أول الحديث: ألا ترون ما قد بلغكم؟ ولو كان بإسكان الغين لقال: بلغتم. اهـ. (إن ربي غضب اليوم) المراد من الغضب لازمه، وهو ما يظهر من انتقامه وإيصال السوء لبعض عصاته، مما يشاهده أهل الموقف من الأهوال التي لم تكن، ولا يكون مثلها، كما أن الرضى في حقه تعالى ظهور رحمته ولطفه بمن أراد به الخير والكرامة، لأن الله تعالى يستحيل في حقه التغير في الغضب والرضى. (نفسي نفسي) مبتدأ وخبر، أي نفسي هي روحي وكل ما أملك وأحرص عليه في هذا الوقت. قاله بعضهم: والأولى جعل الأولى مبتدأ محذوف الخبر، أو خبرا لمبتدأ محذوف، والثانية تأكيدا، يؤيد ذلك تكرير نفسي في بعض الروايات ثلاث مرات، والتقدير: نفسي هي المستحقة للشفاعة، أو المستحق للشفاعة نفسي. (ثم قال: يا محمد. ارفع رأسك) فيه التعبير بالماضي بدل المضارع لتحقق الوقوع، والأصل فيقول على لسان جبريل كما سبق بيانه. (إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة) المصراعان بكسر الميم جانبا الباب، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال. (كما بين مكة وهجر -أو كما بين مكة وبصرى) شك من الراوي في أي اللفظتين جاء، وهجر اسم مدينة ببلاد البحرين. قال الجوهري في صحاحه: هجر اسم بلد مذكر مصروف. وقال الزجاجي في الجمل هجر يذكر ويؤنث. قال النووي: وهجر هذه غير هجر المذكورة في حديث إذا بلغ الماء قلتين بقلال هجر تلك قرية من قرى المدينة، كانت القلال تصنع بها، وهي غير مصروفة. اهـ. وأما بصرى بضم الباء فهي مدينة معروفة، وهي مدينة حوران قريبة من دمشق بالشام، وهي غير البصرة بالعراق. والهدف من التعبير المبالغة في سعة باب الجنة، لا تحديد مسافة ما بين المصراعين. الرواية الخامسة (ألا تقولون: كيفه؟ قالوا: كيفه يا رسول الله؟) الهاء للسكت تلحق الكلمة في الوقف، أما قول الصحابة كيفه يا رسول الله فقد ألحقوها مع الوصل إجراء له مجرى الوقوف، أو قصدا إلى اتباع لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، الذي حثهم عليه، فلو قالوا: كيف؟ لما كانوا سائلين عن اللفظ الذي حثهم عليه. قاله النووي. (إلى عضادتي الباب) بكسر العين. قاله الجوهري: عضادتا الباب هما خشبتاه من جانبيه. اهـ وإلى بمعنى نهاية الحد، أي ما بين المصراعين منتهيين إلى عضادتي الباب كما بين مكة وهجر. الرواية السادسة (فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة) تزلف بضم التاء وإسكان الزاي مبني للمجهول، أي تقرب لهم، كقوله تعالى: {وأزلفت الجنة للمتقين} [الشعراء: 90]. (إنما كنت خليلا من وراء وراء) قال صاحب التحرير: هذه الكلمة وراء وراء تذكر على سبيل التواضع، أي لست بتلك الدرجة الرفيعة، ولعل المقصود منها: أن المكارم التي أعطيتها كانت بواسطة جبريل عليه السلام، ولكن ائتوا موسى، فإنه حصل له سماع الكلام من غير واسطة، فكأن إبراهيم عليه السلام قال: أنا وراء موسى الذي هو وراء محمد صلى الله عليه وسلم عليهم أجمعين. اهـ. والمشهور في ضبط وراء وراء الفتح فيها بلا تنوين، فالكلمة الثانية مؤكدة، كشذر مذر، وسقطوا بين بين، فركبتا وبنيتا على الفتح، وقال أبو البقاء: الصواب الضم، لأن تفسيره من وراء ذلك، أو من وراء شيء آخر. اهـ فهما مبنيان على الضم، كقبل وبعد، وقد نقل عن الأخفش أنه يقال: لقيته من وراء؛ بالضم على الغاية، كقوله: من قبل ومن بعد، وأنشد الأخفش في ذلك قول الشاعر: إذا أنا لم أومن عليك ولم يكن لقاؤك إلا من وراء وراء (اعمدوا إلى موسى) بكسر الميم، ماضيه عمد بفتحها، أي اقصدوا واتجهوا. (وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبتي الصراط) فتقومان بالتاء، لأن المؤنثتين الغائبتين تكونان بالتاء، وخطأ مجيئها بالياء. وجنبتا الصراط بفتح الجيم والنون ومعناهما جانباه؛ وإرسال الرحم والأمانة لعظم حقهما، فتصوران مشخصتين على الصفة التي يريدها الله تعالى. وفي الكلام اختصار؛ اعتمادا على فهم السامع، وأصله: فتقومان جنبتي الصراط، لتطالبا كل من يريد المرور بحقهما. (وشد الرجال) بالجيم، جمع رجل. قال النووي: هذا هو الصحيح المعروف المشهور، ونقل عن بعضهم أنه بالحاء، قال القاضي عياض: وهما متقاربان في المعنى، وشدها جريها وعدوها البالغ. اهـ. (تجري بهم أعمالهم) هو كالتفسير لقوله: فيمر أولكم كالبرق..إلخ ومعناه: أنهم يكونون في سرعة المرور على حسب مراتبهم وأعمالهم. (وفي حافتي الصراط) هو بتخفيف الفاء، وهما جانباه، ففي القاموس: وحافتا الوادي [بفتح الفاء مخففة] وغيره جانباه؛ والجمع حافات [بتخفيف الفاء أيضا]. (فمخدوش ناج ومكدوس في النار) ووقع في أكثر الأصول هنا مكردس وهو قريب من معنى المكدوس، أي المتراكم بعضه على بعض من تكدست الدواب في سيرها إذا ركب بعضها بعضا. (إن قعر جهنم لسبعون خريفا) قال النووي: هكذا هو في بعض الأصول لسبعون بالواو، وهذا ظاهر وفيه حذف، تقديره: إن مسافة قعر جهنم سير سبعين سنة، ووقع في معظم الأصول والروايات لسبعين بالياء، وهو صحيح أيضا، إما على مذهب من يحذف المضاف ويبقى المضاف إليه على جره، فيكون التقدير: سير سبعين، وإما على أن قعر جهنم مصدر، يقال: قعرت بالشيء إذا بلغت قعره، ويكون سبعين ظرف زمان، والتقدير: إن بلوغ قعر جهنم لكائن في سبعين خريفا، والخريف السنة. اهـ. والله أعلم. فقه الحديث يمكن حصر فقه الحديث في النقاط التالية:

    1- أرض المحشر، وأحوال الناس في الحشر.

    2- استشفاعهم بالأنبياء.

    3- أقوال العلماء في معاصي الأنبياء وذنوبهم.
    4- أنواع الشفاعة وكيفيتها، ومذاهب العلماء فيها.
    5- دعوات الأنبياء واستجابتها، وكون محمد صلى الله عليه وسلم أكثرهم تبعا.
    6- ما يؤخذ من الحديث من الأحكام. وهذا هو التفصيل:

    1- أرض المحشر، وأحوال الناس في المحشر. روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي (أي الدقيق النقي من الغش والنخال) قال الخطابي: يريد أنها مستوية، قال سهل: ليس فيها معلم لأحد. قال عياض: ليس فيها علامة سكنى، ولا بناء، ولا أثر، ولا شيء من العلامات التي يهتدي بها في الطرقات، كالجبل والصخرة البارزة، وروايتنا الرابعة تشير إلى هذا في قولها: يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي، وينفذهم البصر. وقد اختلف السلف في المراد بقوله تعالى {يوم تبدل الأرض غير الأرض} [إبراهيم: 48] هل معنى تبديلها تغيير ذاتها وصفاتها؟ أو تغيير صفاتها فقط؟ فعن ابن مسعود: تبدل الأرض أرضا كأنها فضة، لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل عليها خطيئة. وعن عكرمة قال: بلغنا أن هذه الأرض -يعني أرض الدنيا- تطوى، وإلى جنبها أخرى، يحشر الناس منها إليها. وذهب آخرون إلى أن التغيير إنما يقع في صفات الأرض دون ذاتها، ويستندون إلى ما أخرجه الحاكم عن عبد الله بن عمرو قال: إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم، وحشر الخلائق. وإلى ما جاء عن ابن عباس من قوله: يزاد فيها، وينقص منها، ويذهب آكامها وجبالها وأوديتها وشجرها، وتمد مد الأديم العكاظي. وجمع الحافظ ابن حجر بين الروايتين الأخيرتين وبين القول الأول بأن ذلك كله يقع لأرض الدنيا لكن أرض الموقف غيرها. والله أعلم. ولا يعنينا في هذا المقام أن يكون التغيير في ذات الأرض، أو في صفاتها؛ وإنما الذي يعنينا أن الأولين والآخرين من الخلائق سيجمعون في صعيد واحد يوم يقوم الناس لرب العالمين، وتدنو الشمس من الرءوس كما جاء في روايتنا الرابعة، وكما جاء عند الحاكم من حديث عقبة بن عامر رفعه تدنو الشمس من الأرض يوم القيامة، فيعرق الناس وعند مسلم تدني الشمس يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على مقدار أعمالهم في العرق ويطول الموقف، ويشتد الكرب، حتى يقول الرجل: يا رب أرحني ولو إلى النار.

    2- الاستشفاع بالأنبياء وعندئذ يقول بعضهم لبعض: ألا تنظرون من يشفع لكم عند ربكم؟ ويتوجهون إلى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وتكاد تجمع الروايات على أنهم يفزعون إلى آدم ثم إلى نوح ثم إلى إبراهيم ثم إلى موسى ثم إلى عيسى ثم إلى محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. نعم أسقط بعض الرواة نوحا عليه السلام، كما في الرواية الثالثة والسادسة، ولكن العبرة بمن ذكره صلى الله عليه وسلم. ولعل اختيار الناس هؤلاء دون غيرهم لتأهلهم لذلك المقام العظيم، قاله بعضهم، والذي يبدو من الحديث أن اختيارهم مقصور على آدم عليه السلام، أما من بعده فإن اختياره راجع إلى الأنبياء أنفسهم، كل منهم وجه إلى نبي بعده، وإنما توجه الناس إلى آدم باعتباره أبا البشر، وتوجه الإنسان في الشدائد إلى أبيه أمر طبيعي، وخصوصا إذا كان له شيء من الصفات التي تؤهله لتفريج الشدة، نلمس ذلك في قولهم: يا أبانا، أنت أبو البشر، أنت آدم أبو الخلق، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك جنته، وعلمك أسماء كل شيء، اشفع لذريتك، اشفع لنا عند ربك. أما وجه اختيار آدم لنوح فقد جاءت به بعض الروايات، وفيها انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم، إلى نوح، ائتوا عبدا شاكرا، وفي روايتنا الأولى ولكن ائتوا نوحا، أول رسول بعثه الله وفي رواية بعثه الله إلى أهل الأرض. وقد استشكلت هذه الأولية بأن آدم نبي مرسل، وكذا شيث وإدريس، وهم قبل نوح، وقد نقل النووي عن بعض العلماء أجوبة عن هذا الإشكال، فقال: قال الإمام أبو عبد الله المازري: قد ذكر المؤرخون أن إدريس جد نوح عليهما السلام، فإن قام دليل على أن إدريس مرسل لم يصح قول المؤرخين إنه قبل نوح، لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم نقلا عن آدم أن نوحا أول رسول بعث، وإن لم يقم دليل جاز ما قالوه، وصح أن يحمل أن إدريس كان نبيا غير مرسل، قال القاضي عياض: وقد قيل إن إدريس هو إلياس، وأنه كان نبيا في بني إسرائيل، كما جاء في بعض الأخبار مع يوشع بن نون، فإن كان هكذا سقط الاعتراض. قال القاضي: وبمثل هذا يسقط الاعتراض بآدم وشيث ورسالتهما إلى من معهما إن كانا رسولين فإن آدم إنما أرسل لبنيه، ولم يكونوا كفارا بل أمر بتعليمهم الإيمان وطاعة الله تعالى، وكذلك خلفه شيث بعده فيهم بخلاف رسالة نوح إلى كفار أهل الأرض. قال القاضي: وقد رأيت ابن بطال ذهب إلى أن آدم ليس برسول ليسلم من هذا الاعتراض، لكن حديث أبي ذر ينص على أن آدم وإدريس رسولان. اهـ. وأما وجه اختيار نوح لإبراهيم فهو اتخاذ الله إبراهيم خليلا كما جاء في الروايات. وأما وجه اختيار إبراهيم لموسى فلأنه كليم الله، وأعطاه التوراة وفضله على الناس برسالاته وبكلامه، كما جاء في الروايات. وأما وجه اختيار موسى لعيسى فلأنه روح الله وكلمته التي ألقاها إلى مريم، وكلم الناس وهو في المهد صبيا كما جاء في الروايات. وأما وجه اختيار عيسى لمحمد فلأنه خاتم النبيين، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولأنه سيد ولد آدم، وأول من تنشق عنه الأرض، كما جاء في الروايات الأخرى. وقال الحافظ ابن حجر: وقد قيل: إنما اختص المذكورون بذلك لمزايا أخرى، لا تتعلق بالتفضيل، فآدم لكونه والد الجميع، ونوح لكونه الأب الثاني، وإبراهيم للأمر باتباع ملته، وموسى لأنه أكثر الأنبياء تبعا، وعيسى لأنه أولى الناس بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال: ويحتمل أن يكونوا اختصوا بذلك لأنهم أصحاب شرائع، عمل بها أتباعهم فيما بين كل واحد منهم والذي بعده. اهـ. قال النووي: والحكمة في أن الله تعالى ألهم الناس سؤال آدم ومن بعده صلوات الله وسلامه عليهم، ولم يلهمهم سؤال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ابتداء هي -والله أعلم- إظهار فضيلة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم لو سألوه ابتداء لكان يحتمل أن غيره يقدر على هذا ويحصله، وأما إذا سألوا غيره من رسل الله تعالى وأصفيائه، فامتنعوا، ثم سألوه فأجاب، وحصل غرضهم، فهو النهاية في ارتفاع المنزلة وكمال القرب وعظيم الإدلال والأنس. اهـ. وهل كان الأنبياء يعلمون صاحب الشفاعة الحقيقي حين أحال كل منهم على الآخر؟ أو لم يكونوا يعلمون؟ أجاب عن ذلك القاضي عياض فقال: قال كل منهم: لست هناكم، أو لست لها، تواضعا، وإكبارا لما يسألونه، وقد تكون إشارة من كل واحد منهم إلى أن هذه الشفاعة وهذا المقام ليس له بل لغيره، وكل واحد منهم يدل على الآخر، حتى انتهى الأمر إلى صاحبه، قال: ويحتمل أنهم علموا أن صاحبها محمد صلى الله عليه وسلم على التعيين وتكون إحالة كل منهم على الآخر لغرض تدريج الشفاعة في ذلك إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال: وأما مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم لذلك وإجابته لدعوتهم فلتحققه صلى الله عليه وسلم أن هذه الكرامة وهذا المقام له صلى الله عليه وسلم خاصة. اهـ. وقد تعرض الحافظ ابن حجر للذين يطلبون الشفاعة من محمد صلى الله عليه وسلم، فساق رواية للنضر بن أنس عن أبيه قال: حدثني نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إني لقائم أنتظر أمتي تعبر الصراط إذ جاء عيسى فقال: يا محمد، هذه الأنبياء قد جاءتك يسألونك لتدعو الله أن يفرق جمع الأمم إلى حيث يشاء، لغم ما هم فيه قال: فأفادت هذه الرواية تعيين موقف النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ، وأن هذا الذي وصف من كلام أهل الموقف يقع عند نصب الصراط، وأن عيسى عليه السلام هو الذي يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الأنبياء جميعا يسألونه في ذلك. اهـ. وليس في هذا ما يمنع من أن وفود الأمم تتوجه مع الأنبياء إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخذا بظاهر قوله في أكثر الروايات: فيأتوني بعد قوله: فيأتون عيسى. والله أعلم.

    3- أقوال العلماء في معاصي الأنبياء وذنوبهم وقد اعتذر كل نبي قبل محمد [صلى الله وسلم عليهم جميعا] بانشغاله بنفسه ذاكرا معصيته. فآدم يذكر أنه أكل من الشجرة، وقد نهي عنها، ففي بعض الروايات إني قد أخرجت بخطيئتي من الجنة وفي بعضها وإني أذنبت ذنبا فأهبطت به إلى الأرض وفي بعضها هل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم، وفي بعضها إني أخطأت وأنا في الفردوس، فإن يغفر لي اليوم حسبي وفي بعضها إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني من الشجرة فعصيت. نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري. ونوح يذكر أنه دعا على قومه بالهلاك، ففي بعض الروايات إني دعوت بدعوة أغرقت أهل الأرض وفي رواية ويذكر سؤال ربه ما ليس له به علم. وإبراهيم يذكر كذباته الثلاث، ففي بعض الروايات إني كنت كذبت ثلاث كذبات زاد في بعضها قوله: إني سقيم وقوله: بل فعله كبيرهم هذا وقوله لامرأته: أخبريه أني أخوك، وذكرت بعض الروايات بدل الأخيرة قوله في الكوكب: هذا ربي. قال صلى الله عليه وسلم: ما منها كذبة إلا ما حل بها عن دين الله أي إلا جادل بها عن دين الله. وقال البيضاوي: الحق أن الكلمات الثلاث إنما كانت من معاريض الكلام، لكن لما كانت صورتها صورة الكذب أشفق منها استصغارا لنفسه عن الشفاعة. وموسى يذكر أنه قتل نفسا بغير نفس ومن غير أن يؤمر بقتلها. وعيسى يذكر أنه عبد من دون الله، ففي بعض الروايات إني اتخذت إلها من دون الله، وإن يغفر لي اليوم حسبي. أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد وصف بأنه قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر مما يوحي بأنه أذنب كإخوانه الأنبياء. ومن هنا نشأ إشكال حاصله: إذا كانت مغفرة الذنب تؤهل صاحبها للشفاعة، فلم لا يؤهل موسى لذلك، مع أنه قد غفر له بنص القرآن؟ قال تعالى: {فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين* قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم} [القصص: 1
    5-16]
    ولم أشفق موسى من المؤاخذة؟. أجاب الحافظ ابن حجر، واختار أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يقع منه ذنب، وقال: يؤخذ من هذا التفرقة بين من وقع منه شيء، ومن لم يقع منه شيء أصلا، فإن موسى عليه السلام مع وقوع المغفرة له لم يرتفع إشفاقه من المؤاخذة بذلك، ورأى في نفسه تقصيرا عن مقام الشفاعة، مع وجود ما صدر منه، بخلاف نبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك كله، ومن ثم احتج عيسى بأنه صاحب الشفاعة، لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، بمعنى أن الله أخبر أنه لا يؤاخذ بذنب لو وقع منه. اهـ. وقد أطال المفسرون في المراد من قوله تعالى: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} [الفتح:2]. فقال بعضهم: المتقدم ما قبل النبوة، والمتأخر العصمة، وقيل: ما وقع من سهو أو تأويل. وقيل: المتقدم ذنب آدم، والمتأخر ذنب أمته. وقيل: المعنى أنه مغفور له غير مؤاخذ لو وقع، وقيل: المراد به ذنوب أمته. قال النووي: فعلى هذا يكون المراد الغفران لبعضهم، أو سلامتهم من الخلود في النار، وقيل: هو تنزيه له من الذنوب، وقيل: غير ذلك. والله أعلم. وقد استدل بهذا الحديث من جواز الخطايا على الأنبياء، وأجاب القاضي عياض عن أصل المسألة فقال: لا خلاف في عصمتهم من الكفر بعد النبوة وكذا ما قبلها على الصحيح. وكذا القول في الكبيرة، ويلتحق بها ما يزري بفاعله من الصغائر. وكذا القول في كل ما يقدح في الإبلاغ من جهة القول. واختلفوا في الفعل، فمنعه بعضهم حتى في النسيان، وأجاز الجمهور السهو لكن لا يحصل التمادي. واختلفوا فيما عدا ذلك كله من الصغائر، فذهب جماعة من أهل النظر إلى عصمتهم منها مطلقا، وأولوا الحديث والآيات الواردة في ذلك بضروب من التأويل؛ ومن جملة ذلك أن الصادر عنهم إما أن يكون بتأويل من بعضهم، أو بسهو، أو بإذن، لكن خشوا ألا يكون ذلك موافقا لمقامهم فأشفقوا من المؤاخذة أو المعاتبة، قال: وهذا أرجح المقالات، ليس هو مذهب المعتزلة -وإن قالوا بعصمتهم مطلقا- لأن منزعهم في ذلك هو التكفير بالذنوب مطلقا، ولا يجوز على النبي الكفر، ومنزعنا أن أمة النبي مأمورة بالاقتداء به في أفعاله، فلو جاز منه وقوع المعصية للزم الأمر بالشيء الواحد والنهي عنه في حالة واحدة، وهو باطل، ثم قال: وجميع ما ذكر في حديث الباب لا يخرج عما قلناه، لأن أكل آدم من الشجرة كان عن سهو، وطلب نوح نجاة ولده كان عن تأويل، ومقالات إبراهيم كانت معاريض، وأراد بها الخير، وقتيل موسى كان كافرا. اهـ. والله أعلم.
    4- أنواع الشفاعة وكيفيتها ومذاهب العلماء فيها. أما أنواع الشفاعة فقد قال النووي تبعا للقاضي عياض: الشفاعة خمس: أ- في الإراحة من هول الموقف. ب- وفي إدخال قوم الجنة بغير حساب. جـ- وفي إدخال قوم حوسبوا، فاستحقوا العذاب ألا يعذبوا. د- وفي إخراج من أدخل النار من العصاة. هـ- وفي رفع الدرجات، وزاد القاضي عياض: شفاعته صلى الله عليه وسلم للتخفيف عن أبي طالب في العذاب. وزاد القرطبي: إنه أول شافع في دخول أمته الجنة قبل الناس. وسنتناول كل واحدة بشيء من التفصيل، وبالله التوفيق. الشفاعة العظمى للإراحة من هول الموقف: ودليلها ما جاء في الرواية الأولى، والثالثة، والرابعة، والخامسة، والسادسة، من توجه الناس إلى آدم ثم إلى نوح، ثم إلى إبراهيم، ثم إلى موسى ثم إلى عيسى، ثم إلى محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وصاحب هذه الشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيها أحد من الملائكة ولا من الأنبياء، وكيفيتها طبقا لما جاء في الروايات الصحيحة: أن ينطلق صلى الله عليه وسلم، فيأتي تحت العرش، فيقع ساجدا، يثني ويحمد حتى يقال له: ارفع رأسك. ففي الرواية الأولى فيأتوني، فأستأذن على ربي، فيؤذن لي فإذا أنا رأيته وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله. فيقال: يا محمد ارفع رأسك... وقريب من هذا في الرواية الثالثة، وفيها من الزيادة فأقوم بين يديه، فأحمده بمحامد لا أقدر عليه الآن يلهمنيه الله وفي الرواية الرابعة فأنطلق، فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي. ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي. وكأنه صلى الله عليه وسلم يلهم التحميد والثناء قبل السجود وفي أثنائه وبعده عندما يرفع رأسه. وقد روى النسائي بعض هذه المحامد من حديث حذيفة رفعه فيقال: يا محمد. فأقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك، والمهدي من هديت، وعبدك بين يديك، وبك وإليك، تباركت وتعاليت، سبحانك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك. سبحانك رب البيت. فيقال: ارفع رأسك يا محمد وسل تعط واشفع تشفع. فيطلب من ربه أن يفرق جمع الأمم إلى حيث يشاء. فينادي المنادي: ألا فلتتبع كل أمة ما كانت تعبد في الدنيا، فيساق المشركون إلى النار، ويبقى في الموقف من كان يعبد الله فيوضع الميزان وتتطاير الصحف، ويقوم العرض والحساب وينصب الصراط. وهذا النوع من الشفاعة ثابت بإجماع الأمة: أهل السنة منها والمعتزلة والخوارج. وغيرهم. أما النوع الثاني وهو إدخال قوم الجنة بغير حساب: فدليله ما رواه أبو هريرة في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سألت ربي فوعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب. فاستزدت ربي فزادني مع كل ألف سبعين ألفا وأخرج الترمذي وحسنه، والطبراني وابن حبان في صحيحه. من حديث أبي أمامة رفعه وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل ألف سبعون ألفا. لا حساب عليهم ولا عذاب. وثلاث حثيات من حثيات ربي وقوله في الرواية الرابعة فأقول: يا رب أمتي. أمتي. فيقال: يا محمد. ادخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة. وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب. وهذا النوع وإن سلم به المعتزلة والخوارج لكنهم اشترطوا ألا يكون فيهم مرتكب كبيرة لم يتب منها؛ لأن أصحاب الكبائر عندهم لا يدخلون الجنة إن لم يتوبوا. أما النوع الثالث وهو الشفاعة في قوم حوسبوا، فاستحقوا العذاب ألا يعذبوا: فإن دليله قوله صلى الله عليه وسلم ونبيكم على الصراط يقول: رب سلم سلم. وهذه الشفاعة ليست خاصة به صلى الله عليه وسلم فقد سبق في شرح الحديث الماضي أن الأنبياء كذلك يقفون على الصراط يقولون يا رب سلم سلم. وهذا النوع ينكره المعتزلة والخوارج، لأن مستحق العذاب عندهم لا بد أن يعذب. وأما النوع الرابع وهو الشفاعة فيمن دخل النار أن يخرج منها: فإن دليله ما جاء في الرواية الأولى، والثانية، والثالثة من شفاعته صلى الله عليه وسلم في المذنبين، وإخراجه من النار من كان في قلبه مثقال حبة من برة أو شعيرة من إيمان، ثم من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، ثم من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان. وما جاء في الحديث الذي سبق شرحه من شفاعة المؤمنين لإخوانهم الذين دخلوا النار، فيخرجون خلقا كثيرا قد عادوا حمما فيلقيهم الله في نهر الحياة.. إلخ. وهذا النوع من الشفاعة ليس خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم وتنكره الخوارج والمعتزلة أشد الإنكار، وتمسكوا بقوله تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} [المدثر: 48] وأجاب أهل السنة بأنها في الكفار، وخصوصا أن الأحاديث في إثبات الشفاعة المحمدية متواترة، قاله في الفتح. وأما النوع الخامس فهو الشفاعة في رفع الدرجات: بأن يشفع لمن لم يبلغ عمله درجة عالية أن يبلغها بشفاعته، وقد أشار النووي في الروضة إلى أن هذه الشفاعة من خصائصه صلى الله عليه وسلم، لكن الظاهر أنه يشاركه فيها صالحو المؤمنين، وإلى ذلك يشير قوله تعالى: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء} [الطور:21] قاله كثير من المفسرين. قال القاضي عياض: أثبتت المعتزلة الشفاعة العامة في الإراحة من كرب الموقف، والشفاعة في رفع الدرجات، وأنكرت ما عداهما. اهـ. أما شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أمته الجنة قبل الناس: فلها شواهد كثيرة، ففي الرواية السابعة أنا أول الناس يشفع في الجنة وفي الثامنة أنا أول من يقرع باب الجنة وفي العاشرة آتي باب الجنة يوم القيامة، فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد. فيقول: بك أمرت. لا أفتح لأحد قبلك وعن الترمذي فآخذ حلقة باب الجنة، فأقعقعها، فيقال: من هذا؟ فأقول: محمد، فيفتحون لي، ويرحبون، فأخر ساجدا. نعم أخرج أحمد والنسائي والحاكم، قال: يشفع نبيكم رابع أربعة جبريل، ثم إبراهيم ثم موسى أو عيسى، ثم نبيكم لكنه مردود إذ لم يصرح برفعه، وقد ضعفه البخاري، وقال: المشهور قوله صلى الله عليه وسلم أنا أول شافع والله أعلم. من هذا العرض لأنواع الشفاعة يتضح أن رواياتنا الأولى والثالثة والرابعة، كل منها فيها سقط وحذف كبير، كأن الراوي في كل منها ركب شيئا على غير أصله. وذلك أن أول الحديث ذكر الشفاعة في الإراحة من كرب الموقف، وفي آخره ذكر الشفاعة في الإخراج من النار، ولعل الرواية السادسة توضح هذا السقط، إذ فيها فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم، فيقوم فيؤذن له (أي ويشفع للخلائق من هول الموقف، فينصرف إلى النار من ينصرف ويتم العرض والحساب، وينصب الصراط) وترسل الأمانة والرحم، فتقومان جنبي الصراط، يمينا وشمالا، فيمر أولكم كالبرق الحديث، فبهذا يتصل الكلام، وتجتمع متون الأحاديث، لأن الشفاعة التي لجأ الناس إليها فيها هي الإراحة من كرب الموقف، وبعدها يجري من أمور القضاء بين العباد ما يجرى، ثم يمر المؤمنون على الصراط، ويسقط في النار من يسقط، ثم تحل الشفاعة في إخراج العصاة من النار. فكأن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخر، وفي هذا الإشكال يقول الداودي عن رواياتنا: لا أراه محفوظا، لأن الخلائق اجتمعوا واستشفعوا، ولو كان المراد هذه الأمة خاصة لم تذهب إلى غير نبيها، فدل على أن المراد الجميع، وإذا كانت الشفاعة لهم في فصل القضاء، فكيف يخصها بقوله: أمتي أمتي ثم قال: وأول هذا الحديث ليس متصلا بآخره، بل بقي بين طلبهم الشفاعة وبين قوله: أمتي، أمتي أمور كثيرة من أمور القيامة. اهـ. ومن هذا العرض لأنواع الشفاعة نستطيع فهم المراد من المقام المحمود الذي ورد في الرواية السادسة عشرة من الحديث الذي سبق أن شرحناه، والذي يقول الله تعالى فيه: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [الإسراء:79]. قال ابن بطال: الجمهور على أن المراد به الشفاعة، وبالغ الواحدي فنقل فيه الإجماع. وقال الطبري: قال أكثر أهل التأويل: المقام المحمود هو الذي يقومه النبي صلى الله عليه وسلم ليريحهم من كرب الموقف، ثم ساق عدة أحاديث في ذلك منها ما روي عن أبي هريرة في قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} . قال: سئل عنها صلى الله عليه وسلم. فقال: هي الشفاعة ومن حديث كعب بن مالك رفعه أكون أنا وأمتي على تل، فيكسوني ربي حلة خضراء ثم يؤذن لي، فأقول ما شاء الله أن أقول، فذلك المقام المحمود ومن حديث ابن مسعود رفعه إني لأقوم يوم القيامة المقام المحمود إذا جيء بكم حفاة عراة، وفيه ثم يكسوني ربي حلة، فألبسها فأقوم عن يمين العرش مقاما لا يقومه أحد؛ يغبطني به الأولون والآخرون. قال الحافظ ابن حجر: والراجح أن المراد بالمقام المحمود الشفاعة لكن الشفاعة التي وردت في المقام المحمود نوعان: الأول: العامة في فصل القضاء، والثاني: الشفاعة في إخراج المذنبين من النار. اهـ. وظاهر كثير من الأحاديث تؤيد النوع الأول، والرواية السادسة عشرة من الحديث السابق تؤيد النوع الثاني إذ فيها فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يخرج الله به من يخرج. وقيل: المقام المحمود أن يجلسه الله معه على عرشه يوم القيامة، وقيل: إعطاؤه لواء الحمد يوم القيامة، وقيل: وقوفه بين الله وبين جبريل يوم القيامة مما يغبطه بمقامه ذلك أهل الجمع، وقيل: هو ثناؤه على ربه. قال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر هذه الأقوال: ويمكن رد الأقوال كلها إلى الشفاعة، فإن إعطاءه لواء الحمد، وثناءه على ربه وكلامه بين يديه، وجلوسه على كرسيه، وقيامه أقرب من جبريل، كل ذلك صفات للمقام المحمود، والذي يشفع فيه ليقضي بين الخلق، أما شفاعته في إخراج المذنبين من النار فمن توابع ذلك. والله أعلم.
    5- دعوات الأنبياء واستجابتها، وكون محمد أكثرهم تابعا. وقد تعرضت الرواية الحادية عشرة والثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة إلى دعوات الأنبياء، وأن لكل نبي دعوة مستجابة وقد استشكل هذا بما وقع لكثير من الأنبياء حيث استجيبت لهم دعوات كثيرة، ولاسيما نبينا صلى الله عليه وسلم، وظاهره: أن لكل نبي دعوة واحدة مستجابة فقط، وأجيب عن هذا الإشكال: بأن المراد بالإجابة في الدعوة المذكورة القطع بها وما عدا ذلك من دعواتهم فهو محل رجاء الإجابة، وقيل: معنى قوله لكل نبي دعوة أي أفضل دعواته. ولهم دعوات أخرى، وقيل: لكل منهم دعوة عامة مستجابة في أمته، إما بإهلاكهم، وإما بنجاتهم، أما الدعوات الخاصة فمنها ما يستجاب، ومنها ما لا يستجاب، وقيل: لكل منهم دعوة تخصه، لدنياه أو لنفسه، كقول نوح: {لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} [نوح: 26] وقول زكريا: {فهب لي من لدنك وليا} [مريم: 5] وقول سليمان {وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} [ص: 35]. وقال بعضهم: اعلم أن جميع دعوات الأنبياء مستجابة، والمراد بهذا الحديث أن كل نبي دعا على أمته بالإهلاك، إلا أنا فلم أدع، فأعطيت الشفاعة عوضا عن ذلك الصبر على أذاهم، والمراد أمة الدعوة، لا أمة الإجابة، وتعقبه الطيبي بأنه صلى الله عليه وسلم دعا على أحياء من العرب، ودعا على أناس من قريش بأسمائهم، ودعا على رعل وذكوان، ودعا على مضر، قال: والأولى أن يقال: إن الله جعل لكل نبي دعوة تستجاب في حق أمته، فنالها كل منهم في الدنيا. أما نبينا فإنه لما دعا على بعض أمته نزل عليه: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم} [آل عمران: 128] فبقيت تلك الدعوة المستجابة مدخرة للآخرة. وغالب من دعا عليهم لم يرد إهلاكهم، وإنما أراد ردعهم ليتوبوا قال: وأما جزمه أولا بأن جميع أدعيتهم مستجابة ففيه غفلة عن الحديث الصحيح سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة الحديث. كما تعرضت الروايات السابعة والثامنة والتاسعة إلى أن محمدا صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء تابعا، ولا خلاف في ذلك، ففي البخاري عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: عرضت علي الأمم، فأجد النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟ قال: لا. ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت، فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب وفيه عن عبد الله بن مسعود قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في قبة، فقال: أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قلنا: نعم. قال: أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة. قلنا: نعم. قال: أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة وفي رواية بل أرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة ثم قال: إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود. وسيأتي مثله بعد عدة أحاديث إن شاء الله. ويؤخذ من الحديث

    1- من قوله: فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون شدة هول الموقف.

    2- وأخذ الناس بمبدأ الاستشارة فيما بينهم عند حدوث الخطب.

    3- وأن الناس يوم القيامة يستصحبون حالهم في الدنيا من التوسل إلى الله تعالى في حوائجهم بأنبيائهم، والباعث على ذلك الإلهام.
    4- ويؤخذ من قولهم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك. ونحو ذلك للأنبياء أن من طلب من كبير أمرا مهما، ينبغي أن يقدم بين يدي سؤاله وصف المسئول بأحسن صفاته وأشرف مزاياه، ليكون ذلك أدعى للإجابة.
    5- وتقديم ذوي الأسنان، والآباء على الأبناء في الأمور التي لها بال.
    6- وتواضع الأنبياء وإكبارهم الشفاعة وإشفاقهم على أنفسهم في الموقف العظيم.
    7- وأن المسئول إذا لم يقدر على تحصيل ما سئل ينبغي أن يعتذر بما يقبل منه.
    8- وأن يدل على من يظن أنه يقوم بالمهمة، فالدال على الخير كفاعله.
    9- وأن يثنى على المدلول عليه بأوصافه المقتضية لأهليته، ليكون أدعى في قبول عذره في الامتناع. 10- قال القاضي عياض: استدل بالحديث من جوز الخطايا على الأنبياء وقد بحث هذا الاستدلال بالتفصيل في النقطة الثالثة من الشرح. 1

    1- جواز إطلاق الغضب على الله مرادا به اللازم. 1

    2- وفضيلة من ذكر من الأنبياء (آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام) . 1

    3- تفضيل محمد صلى الله عليه وسلم على جميع المخلوقين من الرسل والملائكة، فإن هذا الأمر العظيم، وهو الشفاعة العظمى لا يقدر على الإقدام عليه غيره. 1
    4- وكمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته, ورأفته بهم، وعنايته بالنظر في مصالحهم المهمة، فأخر دعوته لأمته إلى أهم أوقات حاجاتهم. 1
    5- ويؤخذ من قوله: أنا سيد الناس يوم القيامة مشروعية التحدث بنعمة الله. 1
    6- وأنه يغطي على الناس يوم القيامة بعض ما عملوه في الدنيا، لأن في السائلين من سمع هذا الحديث، ومع ذلك لم يستحضر أحد منهم أن ذلك المقام يختص به نبينا صلى الله عليه وسلم، إذ لو استحضروا ذلك لسألوه من أول وهلة، ولما احتاجوا إلي التردد من نبي إلى نبي، ولعل الله أنساهم ذلك للحكمة التي تترتب عليه من إظهار فضل نبينا صلى الله عليه وسلم. 1
    7- ومزيد اهتمام الشرع بالأمانة والرحم. 1
    8- وإثبات الشفاعة العظمى. 1
    9- والشفاعة لإخراج عصاة المؤمنين من النار. 20- ويؤخذ من قوله: فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا التبرك بالمشيئة والامتثال لقوله تعالى: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله} [الكهف: 2

    3-24]
    . 2

    1- وفيه دلالة لمذهب أهل الحق أن كل من مات غير مشرك بالله تعالى لا يخلد في النار، وإن كان مصرا على الكبائر. 2

    2- واستدل الغزالي بقوله: من كان في قلبه على نجاة من أيقن بذلك وحال بينه وبين النطق به الموت، وظاهر الحديث يؤيده، والمخالفون يؤولون، ويقدرون محذوفا، أي من كان في قلبه منضما إلى النطق به مع القدرة، جمعا بين الأدلة. 2

    3- ويؤخذ من قوله: مثقال برة، ومثقال حبة خردل وأدنى من ذلك الدلالة لمذهب السلف وأهل السنة ومن وافقهم من المتكلمين في أن الإيمان ينقص ويزيد. 2
    4- ويؤخذ من وصف مصراعي باب الجنة سعة أبواب الجنة. 2
    5- ومن وصف قعر جهنم عمق النار وهولها. 2
    6- ويؤخذ من قوله فأنطلق، فآتي تحت العرش، فأقع ساجدا استحباب أن يتحرى العبد للدعاء المكان الشريف، لأن الدعاء فيه أقرب للإجابة. 2
    7- وأن ناسا من الأمة الإسلامية يدخلون الجنة بغير حساب. 2
    8- وأن محمدا صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء تابعا. 2
    9- وأن محمدا صلى الله عليه وسلم أول من يفتح له باب الجنة. 30- ويؤخذ من الرواية الثالثة تقديم الرجل الذي هو من خاصة العالم ليسأله، فقد قدموا ثابت البناني لأنه من خواص أنس. 3

    1- وأنه ينبغي للعالم وكبير المجلس أن يكرم فضلاء الداخلين عليه، ويميزهم بمزيد إكرام في المجلس وغيره. 3

    2- ويؤخذ من ضحك الحسن أنه لا بأس بضحك العالم بحضرة أصحابه، إذا كان بينه وبينهم أنس، ولم يخرج بضحكه إلى حد يعد تركا للمروءة. 3

    3- ومن قوله: {خلق الإنسان من عجل} [الأنبياء: 37] جواز الاستشهاد بالقرآن في مثل هذا الموطن، من غير أن يسند إلى الله تعالى. والله تعالى أعلم


    [ رقم الحديث عند آل سلمان:319 ... ورقمه عند عبد الباقي:194]
    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَاتَّفَقَا فِي سِيَاقِ الْحَدِيثِ إِلَّا مَا يَزِيدُ أَحَدُهُمَا مِنْ الْحَرْفِ بَعْدَ الْحَرْفِ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً فَقَالَ أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ يَجْمَعُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمْ الْبَصَرُ وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنْ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَمَا لَا يَحْتَمِلُونَ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ أَلَا تَرَوْنَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ ائْتُوا آدَمَ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ آدَمُ إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنْ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ يَا نُوحُ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى الْأَرْضِ وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا عَلَى قَوْمِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَا يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَذَكَرَ كَذَبَاتِهِ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى فَيَأْتُونَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُونَ يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِتَكْلِيمِهِ عَلَى النَّاسِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَلِمَةٌ مِنْهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَأْتُونِّي فَيَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ وَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لِأَحَدٍ قَبْلِي ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ اشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ وُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَصْعَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ وَلَحْمٍ فَتَنَاوَلَ الذِّرَاعَ وَكَانَتْ أَحَبَّ الشَّاةِ إِلَيْهِ فَنَهَسَ نَهْسَةً فَقَالَ أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ نَهَسَ أُخْرَى فَقَالَ أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابَهُ لَا يَسْأَلُونَهُ قَالَ أَلَا تَقُولُونَ كَيْفَهْ قَالُوا كَيْفَهْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ وَزَادَ فِي قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ وَذَكَرَ قَوْلَهُ فِي الْكَوْكَبِ هَذَا رَبِّي وَقَوْله لِآلِهَتِهِمْ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا وَقَوْله إِنِّي سَقِيمٌ قَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ إِلَى عِضَادَتَيْ الْبَابِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ أَوْ هَجَرٍ وَمَكَّةَ قَالَ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَ


    قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( فَيَقُومُ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى تُزْلَفَ لَهُمُ الْجَنَّةَ ) هُوَ بِضَمِّ التَّاءِ وَإِسْكَانِ الزَّايِ وَمَعْنَاهُ تَقْرُبُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ أَيْ : قَرُبَتْ .

    قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ إِبْرَاهِيمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( إِنَّمَا كُنْتُ خَلِيلًا مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ ) قَالَ صَاحِبُ ( التَّحْرِيرِ ) هَذِهِ كَلِمَةٌ تُذْكَرُ عَلَى سَبِيلِ التَّوَاضُعِ أَيْ : لَسْتُ بِتِلْكَ الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ ، قَالَ : وَقَدْ وَقَعَ لِي مَعْنًى مَلِيحٌ فِيهِ وَهُوَ أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ الْمَكَارِمَ الَّتِي أُعْطِيتُهَا كَانَتْ بِوَسَاطَةِ سِفَارَةِ جِبْرِيلَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى ; فَإِنَّهُ حَصَلَ لَهُ سَمَاعُ الْكَلَامِ بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ ، قَالَ : وَإِنَّمَا كَرَّرَ وَرَاءَ وَرَاءَ لِكَوْنِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَصَلَ لَهُ السَّمَاعُ بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ ، وَحَصَلَ لَهُ الرُّؤْيَةُ ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : أَنَا وَرَاءُ مُوسَى الَّذِي هُوَ وَرَاءُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ . هَذَا كَلَامُ صَاحِبِ ( التَّحْرِيرِ ) وَأَمَّا ضَبْطُ ( وَرَاءَ وَرَاءَ ) فَالْمَشْهُورُ فِيهِ الْفَتْحُ فِيهِمَا بِلَا تَنْوِينٍ ، وَيَجُوزُ عِنْدَ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ بِنَاؤُهُمَا عَلَى الضَّمِّ ، وَقَدْ جَرَى فِي هَذَا كَلَامٌ بَيْنَ الْحَافِظِ أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ دِحْيَةَ وَالْإِمَامُ الْأَدِيبُ أَبِي الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ فَرَوَاهُمَا ابْنُ دِحْيَةَ بِالْفَتْحِ وَادَّعَى أَنَّهُ الصَّوَابُ فَأَنْكَرَهُ الْكِنْدِيُّ ، 433 وَادَّعَى أَنَّ الضَّمَّ هُوَ الصَّوَابُ وَكَذَا قَالَ أَبُو الْبَقَاءِ : الصَّوَابُ الضَّمُّ لِأَنَّ تَقْدِيرَهُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ أَوْ مِنْ وَرَاءِ شَيْءٍ آخَرَ ، قَالَ : فَإِنْ صَحَّ الْفَتْحُ قَبْلُ ، وَقَدْ أَفَادَنِي هَذَا الْحَرْفَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أُمَيَّةَ أَدَامَ اللَّهُ نِعَمَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ : الْفَتْحُ صَحِيحٌ وَتَكُونُ الْكَلِمَةُ مُؤَكَّدَةً كَشَذَرَ مَذَرَ ، وَشَغَرَ بَغَرَ ، وَسَقَطُوا بَيْنَ بَيْنَ ، فَرَكَّبَهُمَا وَبَنَاهُمَا عَلَى الْفَتْحِ ، قَالَ : وَإِنْ وَرَدَ مَنْصُوبًا مُنَوَّنًا جَازَ جَوَازًا جَيِّدًا قُلْتُ : وَنَقَلَ الْجَوْهَرِيُّ فِي ( صِحَاحِهِ ) عَنِ الْأَخْفَشِ أَنَّهُ يُقَالُ : ( لَقِيتُهُ مِنْ وَرَاءُ ) مَرْفُوعٌ عَلَى الْغَايَةِ كَقَوْلِكَ ( مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ) قَالَ : وَأَنْشَدَ الْأَخْفَشُ شِعْرًا :

    إِذَا أَنَا لَمْ أُومَنْ عَلَيْكَ وَلَمْ يَكُنْ لِقَاؤُكَ إِلَّا مِنْ وَرَاءُ وَرَاءُ بِضَمِّهِمَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

    قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَتَقُومَانِ جَنْبَتَيِ الصِّرَاطِ ) أَمَّا ( تَقُومَانِ ) فَبِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقُ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا بَيَانُ ذَلِكَ وَأَنَّ الْمُؤَنَّثَتَيْنِ الْغَائِبَتَيْنِ تَكُونَانِ بِالْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقُ . وَأَمَّا ( جَنَبَتَا الصِّرَاطِ ) فَبِفَتْحِ الْجِيمِ وَالنُّونِ وَمَعْنَاهُمَا جَانِبَاهُ . وَأَمَّا ( إِرْسَالُ الْأَمَانَةِ وَالرَّحِمِ ) فَهُوَ لِعِظَمِ أَمْرِهِمَا وَكِبَرِ مَوْقِعِهِمَا فَتُصَوَّرَانِ مُشَخَّصَتَيْنِ عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي يُرِيدُهَا اللَّهُ تَعَالَى ، قَالَ صَاحِبُ ( التَّحْرِيرِ ) فِي الْكَلَامِ اخْتِصَارٌ ، وَالسَّامِعُ فَهِمَ أَنَّهُمَا تَقُومَانِ لِتُطَالِبَا كُلَّ مَنْ يُرِيدُ الْجَوَازَ بِحَقِّهِمَا .

    قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( فَيَمُرُّ أَوَّلُهُمْ كَالْبَرْقِ ثُمَّ ذَكَرَ الرِّيحَ ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ وَشَدِّ الرِّجَالِ تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ ) أَمَّا ( شَدُّ الرِّجَالِ ) فَهُوَ بِالْجِيمِ جَمْعُ رَجُلٍ هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ الْمَعْرُوفُ الْمَشْهُورُ ، وَنَقَلَ الْقَاضِي أَنَّهُ فِي رِوَايَةِ ابْنِ مَاهَانَ بِالْحَاءِ . قَالَ الْقَاضِي وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ فِي الْمَعْنَى وَشَدُّهَا عَدْوُهَا الْبَالِغُ وَجَرْيُهَا . وَأَمَّا قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ ) فَهُوَ كَالتَّفْسِيرِ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ . . . إِلَى آخِرِهِ ) مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ فِي سُرْعَةِ الْمُرُورِ عَلَى حَسَبِ مَرَاتِبِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ .

    قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( وَفِي حَافَّتَيِ الصِّرَاطِ ) هُوَ بِتَخْفِيفِ الْفَاءِ وَهُمَا جَانِبَاهُ ، وَأَمَّا الْكَلَالِيبُ فَتَقَدَّمَ بَيَانُهَا .

    434 قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ وَمَكْدُوسٌ ) هُوَ بِالدَّالِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي هَذَا الْبَابِ ، وَوَقَعَ فِي أَكْثَرِ الْأُصُولِ هُنَا ( مُكَرْدَسٌ ) بِالرَّاءِ ثُمَّ الدَّالِ ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ مَعْنَى الْمَكْدُوسِ .

    قَوْلُهُ : ( وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا ) هَكَذَا هُوَ فِي بَعْضِ الْأُصُولِ ( لَسَبْعُونَ ) بِالْوَاوِ ، وَهَذَا ظَاهِرٌ وَفِيهِ حَذْفُ تَقْدِيرِهِ : إِنَّ مَسَافَةَ قَعْرِ جَهَنَّمَ سَيْرُ سَبْعِينَ سَنَةً ، وَوَقَعَ فِي مُعْظَمِ الْأُصُولِ وَالرِّوَايَاتِ ( لَسَبْعِينَ ) بِالْيَاءِ ، وَهُوَ صَحِيحٌ أَيْضًا ، أَمَّا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَحْذِفُ الْمُضَافُ وَيُبْقِي الْمُضَافَ إِلَيْهِ عَلَى جَرِّهِ فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ : سَيْرُ سَبْعِينَ ، وَأَمَّا عَلَى أَنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ مَصْدَرِيٌّ يُقَالُ : قَعَرْتَ الشَّيْءَ إِذَا بَلَغْتَ قَعْرَهُ ، وَيَكُونُ ( سَبْعِينَ ) ظَرْفُ زَمَانٍ ، وَفِيهِ خَبَرٌ إِنَّ التَّقْدِيرَ أَنَّ بُلُوغَ قَعْرِ جَهَنَّمَ لَكَائِنٌ فِي سَبْعِينَ خَرِيفًا ، وَالْخَرِيفُ ، السَّنَةُ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .



    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، - وَاتَّفَقَا فِي سِيَاقِ الْحَدِيثِ إِلاَّ مَا يَزِيدُ أَحَدُهُمَا مِنَ الْحَرْفِ بَعْدَ الْحَرْفِ - قَالاَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا بِلَحْمٍ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً فَقَالَ ‏ "‏ أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهَلْ تَدْرُونَ بِمَ ذَاكَ يَجْمَعُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ وَمَا لاَ يَحْتَمِلُونَ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ أَلاَ تَرَوْنَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ أَلاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ ائْتُوا آدَمَ ‏.‏ فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ آدَمُ إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ ‏.‏ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ يَا نُوحُ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى الأَرْضِ وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا عَلَى قَوْمِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ ﷺ ‏.‏ فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ‏.‏ وَذَكَرَ كَذَبَاتِهِ نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى ‏.‏ فَيَأْتُونَ مُوسَى ﷺ فَيَقُولُونَ يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالاَتِهِ وَبِتَكْلِيمِهِ عَلَى النَّاسِ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَى ﷺ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَإِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى ﷺ ‏.‏ فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَلِمَةٌ مِنْهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى ﷺ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا - نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ ﷺ فَيَأْتُونِّي فَيَقُولُونَ يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ وَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَىَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لأَحَدٍ قَبْلِي ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ اشْفَعْ تُشَفَّعْ ‏.‏ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ‏.‏ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلِ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى ‏"‏ ‏.‏

    Abu Huraira reported:Meat was one day brought to the Messenger of Allah (ﷺ) and a foreleg was offered to him, a part which he liked. He sliced with his teeth a piece out of it and said: I shall be the leader of mankind on the Day of Resurrection. Do you know why? Allah would gather in one plain the earlier and the later (of the human race) on the Day of Resurrection. Then the voice of the proclaimer would be heard by all of them and the eyesight would penetrate through all of them and the sun would come near. People would then experience a degree of anguish, anxiety and agony which they shall not be able to bear and they shall not be able to stand. Some people would say to the others: Don you see in which trouble you are? Don't you see what (misfortune) has overtaken you? Why don't you find one who should intercede for you with your Lord? Some would say to the others: Go to Adam. And they would go to Adam and say: O Adam, thou art the father of mankind. Allah created thee by His own Hand and breathed in thee of His spirit and ordered the angels to prostrate before thee. Intercede for us with thy Lord Don't you see in what (trouble) we are? Don't you see what (misfortune) has overtaken us? Adam would say: Verily, my Lord is angry, to an extent to which He had never been angry before nor would He be angry afterward. Verily, He forbade me (to go near) that tree and I disobeyed Him. I am concerned with my own self. Go to someone else; go to Noah. They would come to Noah and would say: O Noah, thou art the first of the Messengers (sent) on the earth (after Adam), and Allah named thee as a" Grateful Servant," intercede for us with thy Lord. Don't you see in what (trouble) we are? Don't you see what (misfortune) has overtaken us? He would say: Verily, my Lord is angry today as He had never been angry before, and would never be angry afterwards. There had emanated a curse from me with which I cursed my people. I am concerned with only myself, I am concerned only with myself; you better go to Ibrahim (peace be upon him). They would go to Ibrahim and say: Thou art the apostle of Allah and His Friend amongst the inhabitants of the earth; intercede for us with thy Lord. Don't you see in which (trouble) we are? Don't you see what (misfortune) has overtaken us? Ibrahim would say to them: Verily, my Lord is today angry as He had never been angry before and would never be angry afterwards. and (Ibrahim) would mention his lies (and then say): I am concerned only with myself, I am concerned only with myself. You better go to someone else: go to Moses. They would come to Moses (peace be upon him) and say: O Moses, thou art Allah's messenger, Allah blessed thee with His messengership and His conversation amongst people. Intercede for us with thy Lord. Don't you see in what (trouble) we are? Don't you see what (misfortune) has overtaken us? Moses (peace be upon him) would say to them: Verily. my Lord is angry as He had never been angry before and would never be angry afterwards. I, in fact, killed a person whom I had not been ordered to kill. I am concerned with myself, I am concerned with myself. You better go to Jesus (peace be upon him). They would come to Jesus and would say: O Jesus, thou art the messenger of Allah and thou conversed with people in the cradle, (thou art) His Word which I-Ie sent down upon Mary. and (thou art) the Spirit from Him; so intercede for us with thy Lord. Don't you see (the trouble) in which we are? Don't you see (the misfortune) that has overtaken us? Jesus (peace be upon him) would say: Verily, my Lord is angry today as He had never been angry before or would ever be angry afterwards. He mentioned no sin of his. (He simply said: ) I am concerned with myself, I am concerned with myself; you go to someone else: better go to Muhammad (ﷺ). They would come to me and say: O Mahammad, thou art the messenger of Allah and the last of the apostles. Allah has pardoned thee all thy previous and later sins. Intercede for us with thy Lord; don't you see in which (trouble) we are? Don't you see what (misfortune) has overtaken us? I shall then set off and come below the Throne and fall down prostrate before my Lord; then Allah would reveal to me and inspire me with some of His Praises and Glorifications which He had not revealed to anyone before me. He would then say: Muhammad, raise thy head; ask and it would be granted; intercede and intercession would be accepted I would then raise my head and say: O my Lord, my people, my people. It would be said: O Muhammad, bring in by the right gate of Paradise those of your people who would have no account to render. They would share with the people some other door besides this door. The Prophet then said: By Him in Whose Hand is the life of Muhammad, verify the distance between two door leaves of the Paradise is as great as between Mecca and Hajar, or as between Mecca and Busra

    Telah menceritakan kepada kami [Abu Bakar bin Abu Syaibah] dan [Muhammad bin Abdullah bin Numair] dan keduanya bersepakat dalam susunan kalimat hadits, kecuali sesuatu yang ditambah salah satu dari keduanya berupada huruf setelah huruf. Keduanya berkata, telah menceritakan kepada kami [Muhammad bin Bisyr] telah menceritakan kepada kami [Abu Hayyan] dari [Abu Zur'ah] dari [Abu Hurairah] dia berkata, "(Kami berada bersama Rasulullah dalam satu undangan), lalu dipersilahkan kepada beliau daging lengan (kambing) -dulu daging ini sangat disukainya- lalu beliau menggigit darinya satu gigitan dan bersabda: "Aku adalah penghulu seluruh manusia pada Hari Kiamat, tahukah kalian kenapa demikian? Allah mengumpulkan seluruh manusia yang terdahulu sampai yang akan datang pada satu dataran tanah, sehingga penyeru dapat memperdengarkan (suaranya) kepada mereka semuanya, dan pandangan dapat melihat mereka, serta matahari mendekat mereka. (Lalu manusia mengalami kesedihan dan kengerian pada batas yang mereka tidak mampu dan sabar menanggungnya), lalu sebagian mereka berkata kepada sebagian yang lain, 'Apakah kalian tidak memiliki pendapat tentang keadaan yang kalian hadapi dan yang menimpa kalian ini?! ' Tidakkah kalian memiliki pendapat, siapa yang dapat memberikan syafa'at untuk kalian kepada Rabb kalian? Sebagian lainnya menyatakan (kepada sebagian yang lain), 'Datanglah kepada bapak kalian Adam', Lalu mereka mendatanginya dan berkata, 'Wahai Adam! Engkau adalah bapaknya seluruh manusia, Allah menciptakanmu dengan tangan-Nya dan meniupkan dari ruh-Nya kepadamu, serta memerintahkan para malaikat lalu mereka sujud padamu dan Allah juga menempatkanmu di surga, tidakkah engkau (bisa) memintakan syafaat untuk kami kepada Rabbmu? Tidakkah engkau telah melihat keadaan kami dan yang menimpa kami? ' Lalu beliau menjawab, 'Sungguh, pada satu hari Rabbku telah marah dengan kemarahan yang mana Dia belum pernah marah sebelum ini seperti itu, dan tidak juga marah setelahnya seperti itu. Allah melarangku dari suatu pohon, namun aku melanggarnya. Diriku sendiri butuh syafa'at, silahkan pergi menemui selainku, pergilah menemui Nuh.' Lalu mereka menemui Nuh seraya berkata, 'Wahai Nuh! Engkau adalah rasul pertama dari penduduk bumi, dan Allah telah menamakanmu hamba yang bersyukur. Tidakkah engkau dapat memintakan syafaat untuk kami kepada Rabbmu? Tidakkah engkau telah melihat keadaan kami dan yang menimpa kami? ' Lalu beliau menjawab, 'Sungguh, disatu hari Rabbku telah marah dengan kemarahan yang mana Dia belum pernah marah seperti itu dan tidak juga marah setelahnya seperti itu. Sungguh, dahulu aku memiliki satu doa yang aku gunakan untuk menghancurkan kaumku. Diriku sendiri butuh syafaat, pergilah menemui selainku! Pergilah menemui Ibrahim! ' Lalu mereka menemui Ibrahim seraya berkata, 'Wahai Ibrahim! Engkau adalah nabi Allah dan khalil-Nya dari penduduk bumi, mintakanlah syafaat untuk kami kepada Rabbmu? Tidakkah engkau telah melihat keadaan kami? ' Lalu beliau menjawab, 'Sungguh, disatu hari Rabbku telah marah dengan kemarahan yang mana Dia belum pernah marah sebelum ini seperti itu dan tidak juga marah setelahnya seperti itu. Aku dahulu pernah berdusta dengan tiga kedustaan -lalu beliau sebutkan hal tersebut-, diriku sendiri butuh syafaat. Pergilah menemui selainku, pergilah menemui Musa! ' Lalu mereka menemui Musa seraya berkata, 'Wahai Musa! Engkau Rasulullah, Allah muliakan engkau atas manusia dengan kerasulan dan kalam Allah, mintakanlah syafa'at untuk kami kepada Rabbmu? Tidakkah engkau telah melihat keadaan kami? ' Lalu beliau menjawab, 'Sungguh, disatu hari Rabbku telah marah dengan kemarahan yang mana Dia belum pernah marah sebelum ini seperti itu dan tidak juga marah setelahnya seperti itu. Aku pernah membunuh jiwa yang mana aku tidak diperintahkan untuk membunuhnya, maka diriku sendiri butuh syafaat, maka pergilah menemui selainku, pergilah menemui Isa! ' Lalu mereka menemui Isa' seraya berkata, 'Wahai Isa! Engkau adalah Rasulullah dan kalimat-Nya dan ruh dari-Nya yang diberikan kepada Maryam, dan engkau telah berbicara pada manusia dalam keadaan bayi. Maka mintakanlah syafaat untuk kami kepada Rabbmu? Tidakkah engkau telah melihat keadaan kami? ' Lalu beliau menjawab, 'Sungguh, disatu hari Rabbku telah marah dengan kemarahan yang mana Dia belum pernah marah sebelum ini seperti itu dan tidak juga marah setelahnya seperti itu -dan beliau tidak menyebut satu dosa pun-, diriku sendiri lebih butuh syafaat, maka pergilah menemui selainku, pergilah menemui Muhammad! ' Lalu mereka menemuiku seraya berkata, 'Wahai Muhammad! Engkau adalah Rasulullah dan penutup para nabi, Allah telah mengampuni semua dosamu baik yang telah lalu atau yang akan datang, mintakanlah syafaat untuk kami kepada Rabbmu? Tidakkah engkau telah melihat keadaan kami dan yang menimpa kami? ' Lalu aku pergi dan datang di bawah al-'Arsy, lalu aku bersujud kepada Rabbku kemudian Allah memberiku karunia berupa sanjungan dan pujian-pujian baik yang tidak diberikan kepada seorang pun sebelumku. Kemudian diseru, 'Wahai Muhammad! Bangunlah, mintalah pasti diberi, dan mintalah syafaat pasti dikabulkan syafaatnya.' Lalu aku bangkit dan berkata, 'Umatku wahai Rabbku! Umatku Wahai Rabbku! ' Lalu dijawab, 'Wahai Muhammad! Masukkanlah dari umatmu orang yang tidak dihisab atasnya dari pintu al-Aiman (paling kanan) dari pintu-pintu surga.' Dan mereka berserikat dengan manusia pada selain pintu itu." Kemudian beliau bersabda: "Demi Dzat yang jiwaku ada ditangan-Nya! Sungguh jarak antara dua pintu (yang ada daun pintunya) dari pintu-pintu surga seperti antara Makkah dengan Hajar, atau seperti antara Makkah dengan Bushra." Dan telah menceritakan kepada kami [Zuhair bin Harb] telah menceritakan kepada kami [Jarir] dari [Umarah bin al-Qa'qa'] dari [Abu Zur'ah] dari [Abu Hurairah] dia berkata, "Telah diletakkan di hadapan Rasulullah wadah Tsarid (bubur) dan daging, lalu beliau mengambil lengan (kambing), dan lengan adalah bagian kambing yang paling beliau sukai, lalu beliau menggigitnya dengan satu gigitan. Tatkala beliau melihat para sahabatnya tidak menanyakannya, maka beliau berkata: 'Mengapa kalian tidak menanyakan bagaimana.' Maka mereka bertanya, 'Bagaimana wahai Rasulullah.' Beliau menjawab, 'Manusia berdiri menghadap Rabb semesta alam'. Lalu beliau membawakan hadits tersebut seperti makna hadits Abu Hayyan, dari Abu Zur'ah. Kemudian dia menambahkan dalam kisah Ibrahim. Maka dia berkata, 'Lalu beliau menyebutkan perkataan Ibrahim tentang planet '(ini ada Rabbku) ', juga perkataan Ibrahim berkenaan dengan tuhan sembahan orang-orang musyrik (kaumnya) '(bahkan yang telah menghancurkannya adalah yang paling besar ini) ', juga perkataan Ibrahim 'Sesungguhnya saya sakit.' Beliau bersabda: "Demi Dzat yang jiwa Muhammad berada di tangan-Nya, sesungguhnya jarak antara dua daun pintu dari daun-daun pintu surga adalah bagaikan jarak antara Makkah dan Hajar atau Hajar dan Makkah.' Perawi berkata, "Aku tidak mengetahui secara pasti mana yang beliau ucapkan

    Bize Ebu Bekr b. Ebi Şeybe ve Muhammed b. Abdullah b. Numeyr tahdis etti. -Her ikisi de hadisin anlatımında ittifak etmekle birlikte onlardan birisi bazen bir harften sonra bir başka harf ilave ederek- dediler ki: Bize Muhammed b. Bişr tahdis etti, bize Ebu Hayyan, Ebu Zur'a'dan tahdis etti. O Ebu Hureyre' den şöyle dediğini nakletti: Bir gün Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'e bir miktar et getirildi. Kol kısmı ona takdim edildi. O kolu severdi. Ondan bir lokma alıp şöyle buyurdu: "Kıyamet gününde insanların efendisi benim. Bunun neden böyle olduğunu biliyor musunuz? Allah kıyamet gününde öncekileri de, sonrakileri de düz bir yerde toplayacak. Davetçi onlara seslerini işittirecek, göz onları görebilecek. Güneş de oldukça yaklaşacak. İnsanlar güçleri yetmeyecek ve tahammül edemeyecekleri kadar gam ve kedere boğulacaklar. İnsanların bir kısmı diğerine: Ne hale geldiğimizi görmez misiniz? Bu sıkıntılarınızın nereye kadar ulaştığını görmüyor musunuz? Rabbiniz nezdinde sizin için şefaatte kim bulunabilir diye bakmayacak mısınız, diyecekler. Yine insanların bir kısmı bir diğerine: Adem'in yanına gidiniz, diyecek. Bunun üzerine Adem'e gidip ona: Ey Adem, sen insanların babasısın. Allah seni eliyle yarattı, sana ruhundan üfledi, meleklere emir verdi, onlar da sana secde ettiler. Bizim için Rabbinin nezdinde şefaat et, içinde bulunduğumuz bu hali görmüyor musun? Sıkıntımızın ne dereceye vardığını görmüyor musun, diyecekler. Adem: Şüphesiz bugün Rabbim öyle bir gazap etmiş ki, bugünden önce böyle gazap etmediği gibi, bundan sonra da bu şekilde gazap etmeyecektir. Hem o bana o ağaca yaklaşmamı yasakladı, ben ona baş kaldırdım. Canımı kurtarmaya bakıyorum, canımı! (Nefsi, Nefsi) Benden başkasının yanına gidin, Nuh'a gidin, diyecek. Onlar da Nuh'un yanına gidip: Ey Nuh, sen yeryüzüne gönderilen ilk Resulsün, Allah senden çok şükreden bir kul, diye söz etti. Rabbinin nezdinde bizim için şefaat et. İçinde bulunduğumuz bu hali görmez misin? Sıkıntımızın ne dereceye vardığını görmüyor musun, diyecekler. Nuh onlara: Bugün Rabbim öyle bir gazap etmiş ki bundan önce onun gibi gazap etmediği gibi, bundan sonra da böyle gazap etmeyecektir. Benim bir dua etme hakkım vardı. Onu kullanıp, kavmime beddua ettim. Canımı kurtarmak istiyorum, canımı! (Nefsi, Nefsi!) Siz İbrahim (aleyhisselam)'a gidin, diyecek. Onlar da İbrahim'e gidip: Sen Allah'ın nebisi ve yeryüzü halkı arasında onun halilisin. Rabbinin nezdinde bizim için şefaat et. İçinde bulunduğumuz bu hali görmez misin? Sıkıntımızın ulaştığı dereceyi görmez misin diyecekler. İbrahim kendilerine: Bugün Rabbim öyle bir gazap etmiş ki bundan önce onun gibi gazap etmemiş, bundan sonra da bu şekilde gazap etmeyecektir deyip, söylediği yalanları sözkonusu edecek (ve) nefsimi kurtarayım nefsimi! (Nefsi, Nefsi!) Siz benden başkasına gidin, Musa'ya gidin, diyecek. Onlar da Musa'ya (aleyhisselam) gidecekler ve: Ey Musa, sen Allah'ın Resulüsün, Allah risaletleri ile ve seninle konuşmasıyla seni insanlardan üstün tuttu. Rabbinin nezdinde bizim için şefaat et. İçinde bulunduğumuz bu hali görmez misin? (3/24a) Sıkıntımızın ulaştığı dereceyi görmez misin, diyecekler. Musa (aleyhisselam) onlara: Bugün Rabbim öyle bir gazap etmiş ki, bundan önce onun gibi gazap etmemiştir, bundan sonra da böyle bir gazap etmeyecektir. Hem ben öldürmekle emrolunmadığım bir canı öldürmüştüm. Nefsimi kurtarmaya bakıyorum, nefsimi! (Nefsi, Nefsi!) Siz İsa (aleyhisselam)'a gidin, diyecek. Onlar da İsa'ya gidip: Ey İsa, sen Allah'ın rasuıüsün. Beşikte iken insanlarla konuşmuştun. Allah'ın Meryem'e bıraktığı, ondan bir kelime ve onun ruhundansın. Rabbinin huzurunda bizim için şefaat et, içinde bulunduğumuz bu hali görmez misin? Sıkıntımızın nereye ulaştığını görmez misin, diyecekler. İsa (aleyhisselam) onlara: Şüphesiz bugün Rabbim öyle bir gazap etmiş ki bundan önce böyle gazap etmemiştir, bundan sonra da böyle gazap etmeyecektir diyecek ve herhangi bir günahını sözkonusu etmeyip, nefsimi kurtarayım, nefsimi! (Nefsi, Nefsi !) Benden başkasına gidin. Muhammed (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'e gidin, (diye ekleyecek). Bunun üzerine benim yanıma gelerek: Ey Muhammed, sen Allah'ın Resulü, nebilerin sonuncususun. Allah senin geçmiş ve gelecek günahlarını bağışlamıştır. Rabbinin nezdinde bizim için şefaat eyle. (3/24b) İçinde bulunduğumuz bu hali görmez misin? Sıkıntımızın nereye kadar ulaştığını görmez misin, diyecekler. Bunun üzerine ben de kalkıp, Arşın altına gelip, Rabbim için secdeye kapanacağım. Sonra Allah benden önce hiçbir kimseye ilham etmediği, pek güzel hamd ve senalarda bulunmayı ilham edecek, sonra da: Ey Muhammed, başını kaldır, dile, dilediğin sana verilecek, şefaat et, şefaatin kabulolunacak buyurulacak, ben de başımı kaldırıp, Rabbim ümmetimi (isterim) ümmetimi, diyeceğim. Bana: Ey Muhammed, ümmetinden hesaba çekilmeyecek olan kimseleri cennet kapılarından sağdaki kapıdan girdir. Ayrıca onlar bunun dışındaki diğer kapılarda da, sair insanlarla da ortak olacaklar. Muhammed'in nefsi elinde olana yemin ederim ki, cennet kapılarının iki kanadı arasındaki mesafe Mekke ile Hecer -yahut Mekke ile Busra- arası kadardır. " Diğer tahric: Buhari, 3361, 3340, 4712; Tirmizi, 2434, 1837 -muhtasar olarak-; İbn Mace, 3307; Tuhfetu'l-Eşraf, 14927 DAVUDOĞLU ŞERHİ İÇİN buraya tıklayın NEVEVİ ŞERHİ "Ebu Hayyan'dan, o Ebu Zur'a'dan ... " İman bölümünün baş taraflarında Ebu Hayyan ve Ebu Zur'a ile ilgili açıklamalar geçmiş, Ebu Zur'a'nın adının Herim olduğu belirtilmişti. Ayrıca Amr, Ubeydullah ve Abdurrahman olduğunun da söylendiğine işaret edilmişti. Ebu Hayyan'ın adı ise Yahya b. Said b. Hayyan' dır. "Ona kolu takdim edildi, o kolu severdi" ile ilgili olarak Kadı İyaz (rahimehullah): Nebi (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'in kolu sevmesinin sebebi pişmesi, daha lezzetli ve tadı güzelolmakla birlikte çabuk hazmedilmesi, ayrıca rahatsızlık verici yerlerden uzak oluşudur, demiştir. (3/65) Tirmizi kendi senediyle rivayet ettiği üzere Aişe (r.anha) şöyle demiştir: "Aslında Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem) etin kol kısmını daha çok sevmiyordu ama eti arasıra bulurdu. Etin kol kısmı daha çabuk piştiğinden ötürü çabuk davranılıp, etin kol kısmı ona takdim edilirdi." "Ondan bir lokma aldı." Kadı İyaz der ki: Bir lokma almak anlamındaki "nehese" fiilini ravilerin çoğunluğu sin ile rivayet etmişlerdir. İbn Mahan ise bunu şın ile rivayet etmiştir, her ikisi de, dişlerinin ucuyla bir lokma aldı, anlamındadır. Herevı dedi ki: Ebu'l-Abbas dedi ki: Sin ile ön dişlerinin ucuyla almak, şın ile ise azı dişleriyle almak, demektir. "Kıyamet gününde ben insanların efendisiyim." Nebi (Sallallahu aleyhi ve Sellem), bu sözleri yüce Allah'ın üzerindeki nimetini anlatmak için söylemiştir. Çünkü yüce Allah zaten ona böyle yapmasını emir buyurmuştur. Ayrıca onun bu sözü bizim onun üzerimizdeki hakkını bilmemiz için bize verdiği bir öğüttür. Kadı İyaz dedi ki: Seyyid (efendi) kavminden üstün olan kişi, zorlu ve sıkıntılı zamanlarında kendisine sığınılan zat demektir. Nebi (Sallallahu aleyhi ve Sellem)' de dünyada da, ahirette de Ademoğullarının efendisidir. Kıyamet gününün özellikle sözkonusu edilmesi ise o gündeki efendiliğinin yüksekliğinden ve herkesin onun efendiliğini teslim edip kabul etmesinden dolayıdır çünkü Adem de, onun bütün çocukları da Nebi (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'in sancağı altında olacaklardır. Nitekim yüce Allah: "Bugün mülk kimindir? Bir ve tek, Kahhar Allah'ındır." (el-Mu'min, 4016) buyurmaktadır. Yani o günde her türlü mülk iddiası ortadan kalkmış olacaktır. Allah en iyi bilendir. '1 Ila h kıyamet gününde öncekileri ve sonrakileri tek bir düzlükte toplayacaktır ... " Düzlük (Said) geniş ve düz arazi demektir. "Gözün onlara nüfuz etmesi" ile ilgili olarak Herevı şöyle der: Kisaı dedi ki: Gözü bana nüfuz etti tabiri, bana ulaşıp, beni aşıp geride bıraktığı zaman kullanılır. Kavme nüfuz ettim, tabiri de onların ortasında yürüyüp, onları geçtiğim zaman kullanılır. (Bunun için fiilin başına hemze getirilir.) Ancak onları ortasından geçip, onları geride bırakacak olursak bu sefer bu fiil hemzesiz kullanılır. Buradaki ifadenin anlamına gelince: Herevı dedi ki: Ebu Ubeyd dedi ki: Yani Rahman Allah Tebareke ve Teala'nın gözü onların tamamını görecek şekilde onlara nüfuz eder. Ebu Ubeyd' den başkaları ise: Yerin düzlüğü dolayısı ile bakanların gözleri onları delip geçer, diye açıklamışlardır. Zaten yüce Allah öncesinde de, sonrasında da hep insanları kuşatmıştır. -Herevı'nin ifadeleri burada sona ermektedir.- Metali' sahibi de şöyle der: Yani bakan kişi onları kuşatır, onların hiçbir şeyleri ona gizli kalmaz. Buna sebep ise yerin düz olmasıdır. Yani herhangi bir kimsenin görenlerden saklanmak üzere arkasında saklanacağı bir şey bulunmayacaktır. (3/66) Bu ise Ebu Ubeyd'in söylediği şanı yüce Rahman onları görür şeklindeki ifadesinden daha uygundur; çünkü yüce Allah'ın görmesi düz yerde de, başka yerde de her durumda onların hepsini kuşatır. Metali' sahibinin sözleri bunlardır. İmam Ebu's-Saadat el-Cezen (İbnu'l-Esir) de Ebu Ubeyd ile başkası arasındaki şanı yüce Rahman Allah'ın görmesi midir yoksa yaratılmışlardan bakan kimsenin görmesi mi olduğu ile ilgili görüş ayrılıklarını sözkonusu ettikten sonra şunları söylemektedir: Hadis alimleri bu kelimeyi peltek ze harfi ile rivayet ederler. Halbuki bu aslında noktasız olarak dal iledir; yani bakan kişi onların tamamını görünceye kadar başından sonuna hepsini görür. Bu da "nefede" kökünden gelir. Hadisin bakan kimsenin görmesi ile ilgili olarak yorumlanması, şanı yüce Allah'ın görmesine yorumlanmasından daha uygundur. -Ebu's-Saadat'ın açıklamaları da bunlardır.- Buna göre bu kelime ile ilgili olarak baş tarafındaki "ye" harfinin fethalı ve ötreli olması, son harfinin dal ve zelolması ile "onlara nüfuz eder"deki fiilin öznesi olan zam ir hakkında görüş ayrılığı vardır. Daha sahih olan ye harfinin fethalı, son harfinin zelolması ve görmenin yaratılmış tarafından olmasıdır. Allah en iyi bilendir. "Sıkıntımızın nereye kadar ulaştığını görmez misin" cümlesinde "ulaşmak" anlamındaki fiilde gayn harfi fethalıdır. Bilinen ve sahih olan da budur ama müteahhir bazı imamlar bu harfi hem fethalı, hem sakin olarak zaptetmişlerdir, bunun da açıklanabilir bir tarafı vardır. Fakat tercih edilen ilk kaydettiğimiz şekildir, buna delil de yine bu hadiste bundan önce geçen: "Ne hale geldiğinizi görmez misiniz" denilmiş olmasıdır. Şayet gayn harfi sakin olarak okunacak olsaydı, muhatap zamirinin (mansub zam ir olarak" ... kum" olarak değil de) merfu zamir olarak" ... tum" olarak gelmesi gerekirdi. (3/67) Adem ve diğer nebilerin (Allah'ın salat ve selamları onlara) söyleyecekleri: "Bugün Rabbim öyle bir gazaplanmış ki bundan önce onun gibi gazaplanmış değildir, bundan sonra da böyle gazaplanmayacaktır" ifadesinde geçen yüce Allah'ın gazabından kasıt onun kendisine baş kaldıranlardan intikam alacağının ortaya çıkması ve onların onun elim azabını görecek olmaları, orada toplanan kimselerin olmamış ve olmayacak derecede dehşetli hallere tanık olmalarıdır. Bütün bu hallerin bir benzerinin o günden önce görülmediği ve daha sonra da görülmeyeceğinde bir şüphe yoktur. İşte yüce Allah'ın gazabının anlamı budur. Aynı şekilde onun rızası da, hakkında hayır ve lütufta bulunmayı murad ettiği kimselere olacak ve bu, rahmeti ve lütfu ile gerçekleşecektir. (3/68) Çünkü yüce Allah'ın razı olmak ve gazaba gelmek hallerinde değişmesi imkansızdır. Allah en iyi bilendir. "Şüphesiz cennetin kapı kanatlarının ikisi arasındaki mesafe Mekke ile Hecer arası -yahutta Mekke ile Busra arası- kadardır." Kapının kanatları kapının iki tarafıdır. Hecer ise Bahreyn şehirlerinin temelini teşkil eden büyük bir şehirdir. Cevheri,Sihah'ında der ki: Hecer müzekker ve munsarıf bir şehir adıdır. Bu şehre nispet "Haciri" (he harfinden sonra med harfi elif ile) diye yapılır. Ebu'l-Kasım ez-Zeccaci de el-Cem el adlı eserinde şöyle der: Hecer müzekker ve müennes olarak kullanılır. Derim ki: Burada sözü edilen Hecer ile"su -Hecer testileriyle- iki testi miktarına ulaşacak olursa" diye diğer hadiste sözü edilen Hecer' den farklı bir yerdir. Bu ikincisi Medine kasabalarından bir kasaba olup, orada testi yapılırdı. Bu ise munsarıf değildir. Ben bunu Mühezzeb Şerhinin baş taraflarında açıkladım. Busra'ya gelince, bu da Dımaşk ile arasında üç konaklık mesafe bulunan bir şehirdir. Havran şehri de odur, kendisi ile Mekke arası bir aylık uzaklıktır

    ابو حیان نے ابو زرعہ سے اور انہوں نے حضرت ابو ہریرہ ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ سے روایت کی ، انہوں نےکہا : ایک دن رسو ل اللہ ﷺ کی خدمت میں گوشت لایا گیا اور دستی اٹھا کر آپ کو پیش کی گئی کیونکہ آپ آپ کو مرغوب تھی ، آپ نے اپنےدندان مبارک سے ایک بار اس میں سے تناول کیا اور فرمایا : ’’ میں قیامت کے دن تمام انسانوں کا سردار ہوں گا ۔ کیا تم جانتے ہو یہ کیسے ہو گا؟ اللہ تعالیٰ قیامت کے دن تمام اگلون اور پچھلوں کو ایک ہموار چٹیل میدان میں جمع کرے گا ۔ بلانے والا سب کو اپنی آواز سنائے گا اور ( اللہ کی ) نظر سب کے آر پار ( سب کو دیکھ رہی ) ہو گی ۔ سورج قریب ہو جائے گا اور لوگوں کو اس قدر غم اور کرب لاحق ہو گا جوان کی طاقت سے زیادہ اور ناقابل برداشت ہو گا ۔ لوگ ایک دوسرے کہیں گے : کیا دیکھتے نہیں تم کس حالت میں ہو ؟ کیا دیکھتے نہیں تم پر کیسی مصیبت آن پڑی ہے ؟ کیا تم کوئی ا یسا شخص تلاش نہیں کرتے جو تمہاری سفارش کردے؟ یعنی تمہارے رب کے حضور ۔ چنانچہ لوگ ایک دوسرے سے کہیں گے : آدم علیہ السلام کے پاس چلو تو وہ آدم علیہ السلام کی خدمت میں حاضر ہوں گے اور عرض کریں گے : اے آدم ! آپ سب انسانوں کے والد ہیں ، اللہ تعالیٰ نے آپ کو اپنے ہاتھ سے بنایا اور آپ میں اپنی ( طرف سے ) روح پھونکی اور فرشتوں کو حکم دیا تو انہوں نے آپ کو سجدہ کیا ۔ آپ اپنے رب کے حضور ہماری سفارش فرمائیں ۔ آپ دیکھتے نہیں ہم کس حال میں ہیں ؟ کیا آپ دیکھتے نہیں ہم پر کیسی مصیبت آن پڑی ہے ؟ آدم علیہ السلام جواب دیں گے : میرا رب آج اتنے غصے میں ہے جتنے غصے میں اسے سے پہلے کبھی نہیں آیا اور نہ اس کے بعد کبھی آئے گا اور یقیناً اس نے مجھے ایک خاص درخت ( کےقریب جانے ) سے روکا تھا لیکن میں نے اس کی نافرمانی کی تھی ، مجھے اپنی جان کی فکر ہے ، مجھے اپنی جان بچانی ہے ۔ تم کسی اور کے پاس جاؤ ، نوح ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ کے پاس جاؤ ۔ لوگ نوح ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ کی خدمت میں حاضر ہوں گے اور عرض کریں گے : اے نوح! آپ ( اہل ) زمین کی طرف سے بھیجے گئے سب سے پہلے رسول ہیں اور ا للہ تعالیٰ نے آپ کو شکر گزار بندے کا نام دیا ہے ۔ آپ دیکھتے نہیں ہم کس حال میں ہیں ؟ آپ دیکھتے نہیں ہم پر کیا مصیبت آن پڑی ہے ؟ وہ انہیں جوا ب دیں گے : آج میرا رب اتنے غصے میں ہے جتنے غصے میں نہ وہ اس سے پہلے کبھی آیا نہ آیندہ کبھی آئے گا ۔ حقیقت یہ ہے کہ میرے لیے ایک دعا ( خاص کی گئی ) تھی وہ میں نے اپنی قوم کےخلاف مانگ لی ۔ ( آج تو ) میری اپنی جان ( پر بنی ) ہے ۔ مجھے اپنی جان ( کی فکر ) ہے ۔ تم ابراہیم علیہ السلام کے پاس جاؤ ، چنانچہ لوگ ابراہیم علیہ السلام کے پاس حاضر ہوں گے اور عرض گزار ہوں گے : آپ اللہ کے نبی اور اہل زمین میں سے اس کے خلیل ( صرف اس کے دوست ) ہیں ، اپنے رب کے حضور ہماری سفارش فرمائیں ، آپ دیکھتے نہیں ہم کس حال میں ہیں ؟ کیا آپ دیکھتے نہیں ہم پر کیا مصیبت آن پڑی ہے ؟ تو ابراہیم علیہ السلام ان سے کہیں گے : میرارب اس قدر غصے میں ہے کہ اس سے پہلے کبھی اتنے غصے میں نہیں آیا اور نہ آیندہ کبھی آئے گا اور اپنے ( تین ) جھوٹ یاد کریں گے ، ( اور کہیں ) مجھے اپنی جان کی فکر ہے ، مجھے تو اپنی جان کی بچانی ہے ۔ کسی اورکے پاس جاؤ ، موسیٰ ‌علیہ ‌السلام ‌ کے پاس جاؤ ۔ لوگ موسیٰ ‌علیہ ‌السلام ‌ کے خدمت میں حاضر ہوں گے اورعرض کریں گے : اے موسیٰ!آپ اللہ کےرسول ہیں ، اللہ تعالیٰ نے آپ کو اپنے پیغام اور اپنی ہم کلامی کے ذریعے سے فضیلت عطا کی ، اللہ کے حضور ہمارے لیے سفارش کیجیے ، آپ دیکھتے نہیں ہم کس حال میں ہیں ؟ آپ دیکھتے نہیں ہم پر کیا مصیبت آن پڑی ہے ؟ موسیٰ ‌علیہ ‌السلام ‌ ان سے کہیں گے : میرا ب آج اس قدر غصے میں ہے کہ نہ اس سے پہلے کبھی اس قدر غصے میں آیا اور نہ اس کے بعد آئے گا ۔ میں ایک جان کو قتل کر چکا ہوں جس کے قتل کا مجھے حکم نہ دیا گیا تھا ۔ میری جان ( کا کیا ہو گا ) میری جان ( کیسے بچے گی؟ ) عیسیٰ ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ کے پا س جاؤ ۔ لوگ عیسیٰ ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ کے پاس آئیں گے اور عرض کریں گے : اے عیسیٰ! آپ اللہ کا کلمہ ہیں جسے اس نے مریم ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ کی طرف القاء کیا اور اس کی روح ہیں ، اس لیے آپ اپنے رب کے حضور ہماری سفارش فرمائیں ، آپ ہماری حالت نہیں دیکھتے جس میں ہم ہیں ؟ کیا آپ نہیں دیکھتے ہم پر کیسی مصیبت آن پڑی ہے ؟ تو عیسیٰ ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ انہیں جواب دیں گے : میرا رب اتنے غصے میں ہے جتنے غصےمیں نہ وہ اس سے پہلے آیا اور نہ آیندہ کبھی آئے گا ، وہ اپنی کسی خطا کا ذکر نہیں کریں گے ، ( کہیں گے مجھے ) اپنی جان کی فکر ہے ، مجھے اپنی جان بچانی ہے ۔ میرے سوا کسی اور کے پاس جاؤ ، محمدﷺ کے پاس جاؤ ۔ لوگ میرے پاس ےئین گآ اور کہیں گے : اے محمد! آپ اللہ کے رسول اور آخری نبی ہیں ، اللہ تعالیٰ نے آپ کے اگلے پچھلے تمام گناہ ( اگر ہوتے تو بھی ) معاف کر دیے ، اپنے رب کےحضور ہماری سفارش فرمائیں ، آپ دیکھتے نہیں ہم کس حال میں ہیں ؟ آپ دیکھتے نہیں ہم کیا مصیبت آن پڑی ہے ؟ تو میں چل پڑوں گا اور عرش کے نیچے آؤں گا اور اپنے رب کے حضور سجدے میں گر جاؤں گا ، پھر اللہ تعالیٰ مجھ پر اپنی ایسی تعریفوں اوراپنی ایسی بہترین ثنا ( کے دروازے ) کھول دے گا اور انہیں میرے دل میں ڈالے گا جو مجھ سے پہلے کسی کے لیے نہیں کھولے گئے ، پھر ( اللہ ) فرمائےگا : اے محمد! اپنا سر اٹھائیے ، مانگیے ، آپ کو ملے گا ، سفارش کیجیے ، آپ کی سفارش قبول ہو گی ۔ تو میں سر اٹھاؤں گا اور عرض کروں گا : اےمیرے رب ! میری امت ! میری امت ! توکہا جائے گا : اے محمد! آپ کی امت کے جن لوگوں کا حساب و کتاب نہیں ان کو جنت کے دروازے میں سے دائیں دروازے سے داخل کر دیجیے اور وہ جنت کے باقی دروازوں میں ( بھی ) لوگوں کے ساتھ شریک ہیں ۔ اس ذات کی قسم جس کے ہاتھ میں محمد کی جان ہے ! جنت کے دو کواڑوں کے درمیان اتنا ( فاصلہ ) ہے جتنامکہ اور ( شہر بجر ) یا مکہ اور بصری کے درمیان ہے ۔ ‘ ‘

    আবূ বাকর ইবনু আবূ শাইবাহ ও মুহাম্মদ ইবনু ‘আবদুল্লাহ ইবনু নুমায়র (রহঃ) ..... আবূ হুরাইরাহ (রাযিঃ) থেকে বর্ণনা করেছেন। তিনি বলেন, একদিন রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম এর নিকট কিছু গোশত আনা হলো। তার নিকট রানের গোশত পেশ করা হলো যা তার নিকট খুবই পছন্দনীয় ছিল। এরপর তিনি তা থেকে এক কামড় গ্রহণ করলেন। তারপর বললেন, কিয়ামত দিবসে আমিই হবো সকল মানুষের সর্দার। তা কিভাবে তোমরা কি জানো? কিয়ামত দিবসে যখন আল্লাহ তা'আলা শুরু থেকে নিয়ে শেষ পর্যন্ত সকল মানুষকে একই মাঠে এমনভাবে জমায়েত করবেন যে, একজনের আহবান সকলে শুনতে পাবে, একজনের দৃষ্টি সকলকে দেখতে পাবে। সূর্য নিকটবর্তী হবে। মানুষ অসহনীয় ও চরম দুঃখ-কষ্ট ও পেরেশানীতে নিপতিত হবে। নিজেরা পরস্পর বলাবলি করবে কী দুর্দশায় তোমরা আছ, দেখছ না? কী অবস্থায় তোমরা পৌছেছে তা উপলব্ধি করছ না? এমন কাউকে দেখছ না যিনি তোমাদের পরওয়ারদিগারের নিকট তোমাদের জন্য সুপারিশ করবেন? তারপর একজন আরেকজনকে বলবে, তোমরা আদমের কাছে যাও। সুতরাং তারা আদমের কাছে আসবে এবং বলবে, হে আদম! আপনি মানবকুলের পিতা, আল্লাহ স্বহস্তে আপনাকে সৃষ্টি করেছেন এবং আপনার দেহে রূহ ফুঁকে দিয়েছেন। আপনাকে সিজদা করার জন্য ফেরেশতাদেরকে নির্দেশ দিয়েছেন; তারা আপনাকে সিজদা করেছেন। আপনি আমাদের জন্য আপনার প্রতিপালকের নিকট শাফা’আত করুন। আপনি দেখছেন না, আমরা যে কি কষ্টে আছি? আপনি দেখছেন না আমরা কষ্টের কোন সীমায় পৌছেছি? আদম (আঃ) উত্তরে বলবেন, আজ আমার পরওয়ারদিগার এতবেশী রাগ করেছেন, যা পূর্বে কখনো করেননি, আর পরেও কখনো এরূপ রাগ করবেন না? তিনি আমাকে একটি বৃক্ষের (ফল খেতে) নিষেধ করেছিলেন আর আমি সে নিষেধ লঙ্ঘন করে ফেলেছি, নাফসী, নাফসী’ (আজ আমার চিন্তায় আমি পেরেশান)। তোমরা অন্য কারোর নিকট গিয়ে চেষ্টা করো, তোমরা নূহের নিকট যাও। তখন তারা নূহ (আঃ)-এর নিকট আসবে, বলবে, হে নূহ আপনি পৃথিবীর প্রথম রাসূল। আল্লাহ আপনাকে “চির কৃতজ্ঞ বান্দা" বলে উপাধি দিয়েছেন। আপনার পরওয়ারদিগারের নিকট আমাদের জন্য সুপারিশ করুন। দেখছেন না, আমরা কোন অবস্থায় আছি? আমাদের অবস্থা কোন পর্যায়ে পৌছেছে? নূহ (আঃ) বলবেন, আজ আমার পরওয়ারদিগার এত রাগ করেছেন যে, এমন রাগ পূর্বেও কখনো করেননি আর পরেও কখনো করবেন না। আমাকে তিনি একটি দু'আ কবুলের প্রতিশ্রুতি দিয়েছিলেন, আর তা আমি আমার জাতির বিরুদ্ধে প্রয়োগ করে ফেলেছি। নাফসী, নাফসী (আজ আমার চিন্তায় আমি পেরেশান)। তোমরা ইবরাহীম (আঃ) এর নিকট যাও। তখন তারা ইবরাহীম (আঃ) এর নিকট আসবে। বলবে, হে ইবরাহীম! আপনি আল্লাহর নবী, পৃথিবীবাসীদের মধ্য থেকে আপনি আল্লাহর খলীল ও অন্তরঙ্গ বন্ধু। আপনি আপনার পরওয়ারদিগারের নিকট আমাদের জন্য সুপারিশ করুন। দেখছেন না, আমরা কোন অবস্থায় আছি এবং আমাদের অবস্থা কোন পর্যায়ে পৌছেছে? ইবরাহীম (আঃ) তাদেরকে বলবেন, আল্লাহ আজ এতই রাগ করে আছেন যে, পূর্বে এমন কখনো করেননি আর পরেও কখনো করবেন না। তিনি তার কিছু অসত্য (বাহ্যত) কথনের বিষয় উল্লেখ করবেন। বলবেন, নাফসী, নাফসী' (আজ আমার চিন্তায় আমি পেরেশান)। তোমরা অন্য কারো নিকট যাও। মূসার নিকট যাও। তারা মূসা (আঃ) এর নিকট আসবে, বলবে, হে মূসা। আপনি আল্লাহর রাসূল, আপনাকে তিনি তার রিসালাত ও কালাম দিয়ে মানুষের উপর মর্যাদা দিয়েছেন। আপনার পরওয়ারদিগারের নিকট আমাদের জন্য সুপারিশ করুন। দেখছেন না, আমরা কোন অবস্থায় আছি এবং আমাদের অবস্থা কোন পর্যায়ে পৌছেছে? মূসা (আঃ) তাদের বলবেনঃ আজ আল্লাহ এতই রাগ করে আছেন যে, পূর্বে এমন রাগ কখনো করেননি, আর এমন রাগ পরেও কখনো করবেন না। আমি তার হুকুমের পূর্বেই এক ব্যক্তিকে হত্যা করে ফেলেছিলাম। নাফসী, নাফসী (আজ আমার চিন্তায় আমি পেরেশান)। তোমরা ঈসা (আঃ)-এর নিকট যাও। তারা ঈসা (আঃ) এর নিকট আসবে এবং বলবে, হে ঈসা। আপনি আল্লাহর রাসূল, দোলনায় অবস্থানকালেই আপনি মানুষের সাথে বাক্যালাপ করেছেন, আপনি আল্লাহর দেয়া বাণী, যা তিনি মারইয়ামের মধ্যে নিক্ষেপ করে দিয়েছিলেন, আপনি তার দেয়া আত্মা! সুতরাং আপনার পরওয়ারদিগারের নিকট আমাদের জন্য সুপারিশ করুন। দেখছেন না, আমরা কোন অবস্থায় আছি এবং আমাদের অবস্থা কোন পর্যায়ে পৌছেছে? ঈসা (আঃ) তাদের বলবেন, আজ আল্লাহ তা'আলা এতই রাগ করে আছেন যে, এরূপ রাগ না পূর্বে কখনো করেছেন আর না পরে কখনো করবেন, তিনি কোন অপরাধের কথা উল্লেখ করবেন না। তিনি বললেন, নাফসী, নাফসী’ (আজ আমার চিন্তায় আমি পেরেশান)। তোমরা অন্য কারো নিকট যাও। মুহাম্মাদ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম এর নিকট যাও। রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম বলেন, তখন তারা আমার নিকট আসবে এবং বলবে, হে মুহাম্মাদ! আপনি আল্লাহর রাসূল, শেষ নবী, আল্লাহ আপনার পূর্বাপর সকল ত্রুটি ক্ষমা করে দিয়েছেন। আপনি আপনার পরওয়ারদিগারের নিকট আমাদের জন্য সুপারিশ করুন। দেখছেন না, আমরা কোন অবস্থায় আছি এবং আমাদের অবস্থা কোন পর্যায়ে পৌছেছে? তখন আমি সুপারিশের জন্য যাব এবং আরশের নীচে এসে পরওয়ারদিগারের উদ্দেশে সিজদাবনত হব। আল্লাহ আমার অন্তরকে খুলে দিবেন এবং সর্বোত্তম প্রশংসা ও হামদ জ্ঞাপনের শিক্ষা গ্রহণ করবেন, যা ইতোপূর্বে আর কাউকে খুলে দেননি। এরপর আল্লাহ বলবেন, হে মুহাম্মাদ! মাথা উত্তোলন করুন, প্রার্থনা করুন, আপনার প্রার্থনা কবুল করা হবে। সুপারিশ করুন, আপনার সুপারিশ গ্রহণ করা হবে। অনন্তর আমি মাথা তুলব। বলব, হে পরওয়ারদিগার! উম্মাতী, উম্মতী’ (আমার উম্মত, আমার উম্মত') (এদেরকে মুক্তি দান করুন) তারপর বলা হবে, হে মুহাম্মাদ! আপনার উম্মতের যাদের উপর কোন হিসাব নেই তাদেরকে জান্নাতের দরজার ডান দিক দিয়ে প্রবেশ করিয়ে দিন। তারা এছাড়াও অন্য দরজায় মানুষের সঙ্গে শারীক হবে। কসম ঐ সত্ত্বার যার হাতে মুহাম্মাদের প্রাণ, নিশ্চয় জান্নাতের দু’ চৌকাঠের মধ্যকার দূরত্ব মক্কা ও হাজরের (বাহরাইনের একটি জনপদের) দূরত্বের মতো। অথবা বর্ণনাকারী বলেন, মক্কা ও বাসরার দূরত্বেরে ন্যায়। (ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ ৩৭৬, ইসলামিক সেন্টারঃ)

    அபூஹுரைரா (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: ஒரு நாள் (விருந்தொன்றில்) அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களுக்கு இறைச்சி பரிமாறப் பட்டது. அப்போது (சமைக்கப்பட்ட) முன்கால் சப்பை ஒன்று அவர்களிடம் வழங்கப்பட்டது. அது அவர்களுக்கு மிகவும் பிடித்தமானதாக இருந்தது. (அதை) அவர்கள் தம் பற்களால் கடித்து, அதிலிருந்து சிறிது உண்டார்கள். பிறகு (பின்வருமாறு) கூறினார்கள்: நான் மறுமை நாளில் மனிதர்களின் தலைவன் ஆவேன். அது எப்படி என்று உங்களுக்குத் தெரியுமா? (அந்நாளில்) அல்லாஹ் (மனிதர்களில்) முந்தியவர்களையும் பிந்தியவர்களையும் ஒரே சமவெளியில் ஒன்றுதிரட்டுவான். அழைப்பவர் எவரும் அந்த மக்களை அழைத்தால் அதை அவர்கள் செவியேற்க முடியும். (பார்ப்போரின்) பார்வை அவர்களை ஊடுருவிச் செல்லும். சூரியன் (அவர்களுக்கு) அருகில் வரும். அப்போது மனிதர்களிடம் அவர்களால் தாங்கிக் கொள்ளவோ சகித்துக்கொள்ளவோ இயலாத துன்பங்களும் துயரங்களும் வந்துசேரும். அப்போது மனிதர்களில் சிலர் (சிலரை நோக்கி) "நீங்கள் (சிக்கிக்கொண்டு) இருக்கும் (அவல) நிலையைக் கவனிக்கவில்லையா? உங்களுக்கு எத்தகைய (ஆபத்தான) நிலை நேர்ந்திருக்கிறது என்பதை நீங்கள் பார்க்க வில்லையா? உங்களுக்காக உங்கள் இறைவனிடம் பரிந்து பேசுபவரை(த் தேடி)ப் பார்க்கமாட்டீர்களா?" என்று கேட்பார்கள். அப்போது மனிதர்களில் சிலர் வேறு சிலரிடம், "(ஆதி மனிதர்) ஆதம் (அலை) அவர்களிடம் செல்லுங்கள் (அவர் உங்களுக்காகப் பரிந்து பேசுவார்)" என்பர். ஆகவே, மனிதர்கள், ஆதம் (அலை) அவர்களிடம் சென்று, "ஆதமே, நீங்கள் மனித இனத்தின் தந்தையாவீர்கள்; உங்களை அல்லாஹ் தனது கரத்தால் படைத்தான். தன்(னால் உருவாக்கப்பட்ட) உயிரை உங்களுக்குள் அவன் ஊதினான். வானவர்களை உங்களுக்குச் சிரம்பணியும்படி உத்தரவிட்டான். அவ்வாறே அவர்களும் உங்களுக்குச் சிரம் பணிந்தார்கள். நீங்கள் உங்கள் இறைவனிடம் எங்களுக்காகப் பரிந்து பேசுங்கள். நாங்கள் (சிக்கிக்கொண்டு) இருக்கும் (அவல) நிலையையும், எங்களுக்கு நேர்ந்திருக்கும் (துன்ப) நிலையையும் நீங்கள் கவனிக்கவில்லையா?" என்று கேட்பார்கள். அதற்கு ஆதம் (அலை) அவர்கள் "(நான் செய்த தவறின் காரணத்தால்) என் இறைவன் என்மீது இன்று (கடுங்)கோபம் கொண்டிருக்கிறான். இதற்கு முன் இதைப் போன்று அவன் கோபம் கொண்டதில்லை. இதற்குப் பிறகும் அவன் இதைப் போன்று ஒருபோதும் கோபம் கொள்ளப்போவதுமில்லை. (நான் நெருங்கக்கூடாத ஒரு) மரத்திலிருந்து (உண்ண வேண்டாமென்று) என்னை அவன் தடுத்தான். நான் அவனுக்கு மாறு செய்தேன். என்னையே நான் காப்பாற்றிக்கொள்ள வேண்டியுள்ளது; என்னையே நான் காப்பாற்றிக்கொள்ள வேண்டியுள்ளது" என்று கூறிவிட்டு, "நீங்கள் வேறெவரிடமாவது செல்லுங்கள். நீங்கள் (இறைத்தூதர்) நூஹிடம் செல்லுங்கள்" என்று சொல்வார்கள். உடனே மக்கள் நூஹ் (அலை) அவர்களிடம் சென்று "நூஹே! நீங்கள் பூமி(யில் வசிப்பவர்களு)க்கு (அனுப்பப்பெற்ற முக்கியமான) முதலாவது இறைத்தூதர் ஆவீர்கள். உங்களை அல்லாஹ் "நன்றியுள்ள அடியார்" என்று குறிப்பிட்டுள்ளான். எங்களுக்காக உங்கள் இறைவனிடம் பரிந்து பேசுங்கள். நாங்கள் (சிக்கிக்கொண்டு) இருக்கும் (அவல) நிலையையும், எங்களுக்கு நேர்ந்திருக்கும் (துன்ப) நிலையையும் நீங்கள் கவனிக்கவில்லையா?" என்று கேட்பார்கள். அதற்கு நூஹ் (அலை) அவர்கள் "என் இறைவன் இன்று (என்மீது) கடுங்கோபம் கொண்டுள்ளான். இதற்கு முன் அவன் இதைப் போன்று கோபம் கொண்டதில்லை. இதற்குப் பிறகும் அவன் இதைப் போன்று ஒருபோதும் கோபம் கொள்ளப் போவதுமில்லை. (எல்லா நபிமார்களுக்கும் இருப்பதைப் போன்று விசேஷமான) பிரார்த்தனை ஒன்று எனக்கு (வழங்கப்பட்டு) இருந்தது. அதை நான் என் சமுதாயத்தாருக்கு எதிராகப் பயன்படுத்தி விட்டேன். நான் என்னையே காப்பாற்றிக்கொள்ள வேண்டியுள்ளது; நான் என்னையே காப்பாற்றிக்கொள்ள வேண்டியுள்ளது!" என்று கூறிவிட்டு, "நீங்கள் (இறைவனின் உற்ற நண்பர்) இப்ராஹீம் (அலை) அவர்களிடம் செல்லுங்கள்" என்பார்கள். அவ்வாறே மக்களும் இப்ராஹீம் (அலை) அவர்களிடம் சென்று, "நீங்கள் இறைத்தூதரும் பூமியில் வசித்தவர்களில் இறைவனின் உற்ற நண்பரும் ஆவீர்கள். எங்களுக்காக உங்கள் இறைவனிடம் பரிந்துரையுங்கள். நாங்கள் (சிக்கிக்கொண்டு) இருக்கும் (அவல) நிலையையும், எங்களுக்கு நேர்ந்திருக்கும் (துன்ப) நிலையையும் நீங்கள் கவனிக்கவில்லையா?" என்று கேட்பார்கள். அதற்கு இப்ராஹீம் (அலை) அவர்கள் "என் இறைவன் இன்று (என்மீது) கடுங்கோபம் கொண்டுள்ளான். இதற்கு முன்பும் இதைப் போன்று அவன் கோபம் கொண்டதில்லை. இதற்குப் பிறகும் இதைப் போன்று அவன் ஒருபோதும் கோபம் கொள்ளப்போவதுமில்லை" என்று கூறிவிட்டுத் தாம் சொன்ன (மூன்று) பொய்களை நினைவு கூருவார்கள். பிறகு "நான் என்னையே காப்பாற்றிக்கொள்ள வேண்டியுள்ளது; நான் என்னையே காப்பாற்றிக்கொள்ள வேண்டியுள்ளது. (ஆகவே,) வேறெவரிடமாவது நீங்கள் செல்லுங்கள். (இறைத் தூதர்) மூசாவிடம் செல்லுங்கள்" என்று கூறிவிடுவார்கள். உடனே மக்கள் மூசா (அலை) அவர்களிடம் சென்று, "மூசாவே! நீங்கள் அல்லாஹ்வின் தூதர் ஆவீர்கள். தன்னுடைய தூதுவத்தை வழங்கியும் உங்களிடம் உரையாடியும் மக்கள் அனைவரையும் விட உங்களை அல்லாஹ் மேன்மைப்படுத்தியுள்ளான். (ஆகவே,) எங்களுக்காக உங்கள் இறைவனிடம் பரிந்து பேசுங்கள். நாங்கள் (சிக்கிக்கொண்டு) இருக்கும் (அவல) நிலையையும், எங்களுக்கு நேர்ந்திருக்கும் (துன்ப) நிலையையும் நீங்கள் கவனிக்க வில்லையா?" என்று கூறுவார்கள். அதற்கு மூசா (அலை) அவர்கள் "இன்று என் இறைவன் (என்மீது) கடுங்கோபம் கொண்டுள்ளான். இதற்கு முன்பும் இதைப் போன்று அவன் கோபம் கொண்டதில்லை. இதற்குப் பின்பும் இதைப் போன்று அவன் ஒருபோதும் கோபம் கொள்ளப்போவதுமில்லை. கொலை செய்யுமாறு எனக்கு ஆணையிடப்படாமலேயே நான் ஒரு மனித உயிரைக் கொலை செய்துவிட்டிருக்கிறேன். நான் என்னையே காப்பாற்றிக் கொள்ள வேண்டியுள்ளது; நான் என்னையே காப்பாற்றிக் கொள்ள வேண்டியுள்ளது. (ஆகவே,) நீங்கள் (இறைத்தூதர்) ஈசா (அலை) அவர்களிடம் செல்லுங்கள்" என்று கூறுவார்கள். உடனே மக்கள் ஈசா (அலை) அவர்களிடம் சென்று, "ஈசாவே! நீங்கள் அல்லாஹ்வின் தூதர் ஆவீர்கள். நீங்கள் (குழந்தையாய்) தொட்டிலில் இருந்தபோதே மக்களிடம் பேசினீர்கள். மர்யமிடம் இறைவனிட்ட அவனது வார்த்தையும் அவன் (ஊதிய) உயிரும் ஆவீர்கள். ஆகவே, எங்களுக்காக உங்கள் இறைவனிடம் பரிந்து பேசுங்கள். நாங்கள் (சிக்கிக்கொண்டு) இருக்கும் (அவல) நிலையையும், எங்களுக்கு நேர்ந்துள்ள (துன்ப) நிலையையும் நீங்கள் கவனிக்கவில்லையா?" என்று கேட்பார்கள். அதற்கு ஈசா (அலை) அவர்கள், "என் இறைவன் இன்று (என்மீது) கடுங்கோபம் கொண்டுள்ளான். இதற்கு முன்பும் இதைப் போன்று அவன் கோபம் கொண்டதில்லை. இதற்குப் பின்பும் இதைப் போன்று அவன் ஒருபோதும் கோபம் கொள்ளப்போவதுமில்லை- (தாம் புரிந்துவிட்டதாக) எந்தப் பாவத்தையும் அவர்கள் குறிப்பிடாமல்- நான் என்னையே காப்பாற்றிக்கொள்ள வேண்டியுள்ளது; நான் என்னையே காப்பாற்றிக்கொள்ள வேண்டியுள்ளது. நீங்கள் வேறெவரிடமாவது செல்லுங்கள்; நீங்கள் (இறுதித்தூதர்) முஹம்மத் (ஸல்) அவர்களிடம் செல்லுங்கள்" என்று கூறுவார்கள். அப்போது மக்கள் என்னிடம் வந்து, "முஹம்மதே! நீங்கள் அல்லாஹ்வின் தூதர்; இறைத் தூதர்களில் இறுதியானவர். உங்களது முன் பின் பாவங்களை இறைவன் மன்னித்து விட்டான். எங்களுக்காக உங்கள் இறைவனிடம் பரிந்து பேசுங்கள். நாங்கள் (சிக்கிக்கொண்டு) இருக்கும் (அவல) நிலையையும், எங்களுக்கு நேர்ந்துள்ள (துன்ப) நிலையையும் நீங்கள் கவனிக்கவில்லையா?" என்று கூறுவர். அப்போது நான் புறப்பட்டு இறைவனின் அரியாசனத்திற்குக் கீழே சென்று என் இறைவனுக்கு(ப் பணிந்து) சஜ்தாவில் விழுவேன். பிறகு இறைவன் எனக்கு முன் வேறெவருக்கும் (உள்ளத்தில்) உதிக்கச் செய்திராத இறைப் புகழ்மாலைகளையும் அழகிய தோத்திரங்களையும் எனக்கு உதிக்கச் செய்வான். பிறகு "முஹம்மதே! உங்கள் தலையை உயர்த்துங்கள்! கேளுங்கள்; அது உங்களுக்குத் தரப்படும். பரிந்துரையுங்கள்; உங்கள் பரிந்துரை ஏற்கப்படும்" என்று சொல்லப்படும். அப்போது நான் என் தலையை உயர்த்தி, "இறைவா! என் சமுதாயம்; என் சமுதாயம்" என்பேன். அதற்கு "முஹம்மதே! சொர்க்கவாசல்களில் வலப் பக்க வாசல் வழியாக எந்தவிதக் கேள்வி கணக்கும் இல்லாமல் உங்கள் சமுதாயத்தார் சிலரை நுழையச் செய்யுங்கள்; அவர்கள் மற்ற வாசல்களிலும் மக்களுடன் இணைந்து நுழைந்து கொள்ளலாம்" என்று கூறப்படும். முஹம்மதின் உயிர் எவன் கையிலுள்ளதோ அவன்மீது சத்தியமாக! சொர்க்கவாசலின் இரு பக்கங்களுக்கிடையேயான தூரம் "மக்காவிற்கும் (பஹ்ரைனிலுள்ள) ஹஜர் எனும் ஊருக்கும்" அல்லது "மக்காவுக்கும் (சிரியாவிலுள்ள) புஸ்ரா எனும் ஊருக்கும்" இடையிலுள்ள தூரமாகும். இந்த ஹதீஸ் இரு அறிவிப்பாளர்தொடர்களில் வந்துள்ளது. அத்தியாயம் :