• 1515
  • عَنْ جَابِرٍ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنْعَةٍ ؟ - قَالَ : حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ - فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي ذَخَرَ اللَّهُ لِلْأَنْصَارِ ، فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ ، فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ ، فَمَرِضَ ، فَجَزِعَ ، فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ ، فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ ، فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ ، فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ ، فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ ، وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ ؟ فَقَالَ : غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ ؟ قَالَ : قِيلَ لِي : لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ ، فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ "

    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، جَمِيعًا عَنْ سُلَيْمَانَ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ ، أَتَى النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنْعَةٍ ؟ - قَالَ : حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ - فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِلَّذِي ذَخَرَ اللَّهُ لِلْأَنْصَارِ ، فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ ، فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ ، فَمَرِضَ ، فَجَزِعَ ، فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ ، فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ ، فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ ، فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ ، فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ ، وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ ؟ فَقَالَ : غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ ؟ قَالَ : قِيلَ لِي : لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ ، فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ

    حصين: الحصين : القوي الممتنع
    فأبى: أبى : رفض وامتنع، واشتد على غيره
    ذخر: الذخر : ما يدخر لوقت الحاجة
    فاجتووا: اجتوى : أصابه الجوَى : وهُو المَرض ودَاء الجَوْف إذا تَطاولَ، وذلك إذا لم يُوَافِقْه هَواؤها واسْتَوْخَمه. ويقال : اجْتَوَيْتُ البَلَدَ إذا كَرِهْتَ المُقام فيه وإن كُنْت في نعْمَة
    فجزع: الجزع : الخوف والفزع وعدم الصبر والحزن
    مشاقص: المشقص : نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض
    براجمه: البراجم : العُقَد التي في ظهور الأصابع يَجْتمع فيها الوَسَخ، الواحدة بُرْجُمة بالضم
    فشخبت: شخب : سال
    اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ
    حديث رقم: 14718 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 3081 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الْجَنَائِزِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا مُقَدَّمًا أَوْ مُؤَخَّرًا فَصْلٌ فِي الْمَوْتِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنْ رَاحَةِ الْمُؤْمِنِ ، وَبُشْرَاهُ
    حديث رقم: 7062 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ذِكْرُ فَضَائِلِ الْقَبَائِلِ
    حديث رقم: 2448 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْأَلِفِ بَابُ مَنِ اسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ
    حديث رقم: 14765 في السنن الكبير للبيهقي جُمَّاعُ أَبْوَابِ تَحْرِيمِ الْقَتْلِ وَمَنْ يَجِبْ عَلَيْهِ الْقِصَاصُ وَمَنْ لَا قِصَاصَ عَلَيْهِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ تَحْرِيمِ الْقَتْلِ وَمَنْ يَجِبْ عَلَيْهِ الْقِصَاصُ وَمَنْ لَا قِصَاصَ
    حديث رقم: 2121 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ جَابِرٍ
    حديث رقم: 633 في الأدب المفرد للبخاري بَابُ رَفْعِ الْأَيْدِي فِي الدُّعَاءِ
    حديث رقم: 106 في مستخرج أبي عوانة كِتَابُ الْإِيمَانِ بَيَانُ التَّشْدِيدِ فِي الَّذِي يَقْتُلُ نَفْسَهُ وَفِي لَعْنِ الْمُؤْمِنِ وَأَخْذِ مَالِهِ
    حديث رقم: 8804 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
    حديث رقم: 172 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيمَنْ
    حديث رقم: 3000 في الضعفاء للعقيلي بَابُ الْأَلِفِ بَابُ إِسْمَاعِيلَ

    [116] فِيهِ حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ فَمَرِضَ فَجَزِعَ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ)فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ فَرَآهُ الطُّفَيْلُ فِي مَنَامِهِ وَهَيْئَتِهِ حَسَنَةٌ وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ فَقَالَ غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَالِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ قَالَ قِيلَ لِي لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ) قَوْلُهُ فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ هُوَ بِضَمِّ الْوَاوِ الثَّانِيَةِ ضَمِيرُ جَمْعٍ وَهُوَ ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى الطُّفَيْلِ وَالرَّجُلِ الْمَذْكُورِ وَمَنْ يَتَعَلَّقُ بِهِمَا وَمَعْنَاهُ كَرِهُوا الْمُقَامَ بِهَا لِضَجَرٍ وَنَوْعٍ مِنْ سَقَمٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَالْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُمَا اجْتَوَيْتُ الْبَلَدَ إِذَا كَرِهْتُ الْمَقَامَ بِهِ وَإِنْ كُنْتُ فِي نِعْمَةٍ قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَأَصْلُهُ مِنَ الْجَوَى وَهُوَ دَاءٌ يُصِيبُ الْجَوْفَ وَقَوْلُهُ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ هِيَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَبِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالْقَافِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ وَهِيَ جَمْعُ مِشْقَصٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْقَافِ قال الخليل وبن فَارِسٍ وَغَيْرُهُمَا هُوَ سَهْمٌ فِيهِ نَصْلٌ عَرِيضٌ وَقَالَ آخَرُونَ سَهْمٌ طَوِيلٌ لَيْسَ بِالْعَرِيضِ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ الْمِشْقَصُ مَا طَالَ وَعَرُضَ وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ هُنَا لِقَوْلِهِ قَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ وَلَا يَحْصُلُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْعَرِيضِ وَأَمَّا الْبَرَاجِمُ بِفَتْحِ الْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَبِالْجِيمِ فَهِيَ مَفَاصِلُ الْأَصَابِعِ وَاحِدَتهَا برجمة وقوله فَشَخَبَتْ يَدَاهُ هُوَ بِفَتْحِ الشِّينِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَتَيْنِ أَيْ سَالَ دَمُهُمَا وَقِيلَ سَالَ بِقُوَّةٍ وَقَوْلُهُ هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنَعَةٍ هِيَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَبِفَتْحِ النُّونِ وَإِسْكَانِهَا لُغَتَانِ ذَكَرَهُمَا بن السِّكِّيتِ وَالْجَوْهَرِيُّ وَغَيْرُهُمَا الْفَتْحُ أَفْصَحُ وَهِيَ الْعِزُّ وَالِامْتِنَاعُ مِمَّنْ يُرِيدُهُ وَقِيلَ الْمَنَعَةُ جَمْعُ مَانِعٍ كَظَالِمِ وَظَلَمَةٍ أَيْ جَمَاعَةً يَمْنَعُونَكَ مِمَّنْ يَقْصِدُكَ بِمَكْرُوهٍ أَمَّا أَحْكَامُ الْحَدِيثِ فَفِيهِ حُجَّةٌ لِقَاعِدَةٍ عظيمةلِأَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّ مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ أَوِ ارْتَكَبَ مَعْصِيَةً غَيْرَهَا وَمَاتَ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ فَلَيْسَ بِكَافِرٍ وَلَا يُقْطَعُ لَهُ بِالنَّارِ بَلْ هُوَ فِي حُكْمِ الْمَشِيئَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ الْقَاعِدَةِ وَتَقْرِيرُهَا وَهَذَا الْحَدِيثُ شَرْحٌ لِلْأَحَادِيثِ الَّتِي قَبْلَهُ الْمُوهِمُ ظَاهِرُهَا تَخْلِيدَ قَاتِلِ النَّفْسِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ فِي النَّارِ وَفِيهِ إِثْبَاتُ عُقُوبَةِ بَعْضِ أَصْحَابِ الْمَعَاصِي فَإِنَّ هَذَا عُوقِبَ فِي يَدَيْهِ فَفِيهِ رَدٌّ عَلَى الْمُرْجِئَةِ الْقَائِلِينَ بِأَنَّ الْمَعَاصِيَ لَا تَضُرُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ (باب فِي الرِّيحِ الَّتِي تَكُونُ قُرْبَ الْقِيَامَةِ تَقْبِضُ (مَنْ فِي قَلْبِهِ شَيْءٌ مِنْ الْإِيمَانِ)

    [116] وَمنعه بِفَتْح الْمِيم وَفِي النُّون الْفَتْح والإسكان وَالْفَتْح أفْصح الْعِزَّة والامتناع مِمَّن يُريدهُ وَقيل المنعة بِالْفَتْح جمع مَانع كظلمة وظالم أَي جمَاعَة يمنعوك مِمَّن يقصدوك بمكروه وَهَاجَر مَعَه رجل من قومه فاجتووا الْمَدِينَة أَي كَرهُوا الْمقَام بهَا لضجر وَنَوع من سقم قَالَ أهل اللُّغَة اجتويت الْبَلَد إِذا كرهت الْمقَام بِهِ وَإِن كنت فِي نعْمَة وَأَصله من الجوى دَاء يُصِيب الْجوف مشاقص بِفَتْح الْمِيم والمعجمة وقاف وصاد مُهْملَة جمع مشقص بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْقَاف سهم فِيهِ نصل عريض وَقيل سهم طَوِيل لَيْسَ بالعريض وَقَالَ الْجَوْهَرِي مَا طَال وَعرض قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ الظَّاهِر لِأَن قطع البراجم لَا يحصل إِلَّا بالعريض براجمه بِفَتْح الْمُوَحدَة وَكسر الْجِيم مفاصل الْأَصَابِع وَاحِدهَا برجمة فشخبت بِفَتْح الشين وَالْخَاء الْمُعْجَمَة سَأَلَ دَمهَا وَقيل سَأَلَ بِقُوَّة

    عن جابر رضي الله عنه أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل لك في حصن حصين ومنعة؟ (قال حصن كان لدوس في الجاهلية) فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. للذي ذخر الله للأنصار. فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. هاجر إليه الطفيل بن عمرو. وهاجر معه رجل من قومه. فاجتووا المدينة. فمرض، فجزع فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات. فرآه الطفيل بن عمرو في منامه. فرآه وهيئته حسنة. ورآه مغطيا يديه. فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: ما لي أراك مغطيا يديك؟ قال قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وليديه فاغفر.
    المعنى العام:
    قدم الطفيل بن عمرو الدوسي من وطنه باليمن إلى مكة، وكان من وجهاء قومه، فخافت قريش أن يتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم، فحذرته منه بأنه يفرق بين المرء وزوجه، وبأنه ساحر إلخ، فدفعه حب الاستطلاع إلى القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث لا يشعر، فسمع منه بعض آيات القرآن الكريم، فوقعت في قلبه، فما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته أدركه الطفيل، فطلب منه أن يعرض عليه الإسلام فأسلم، ورجع إلى قومه، ودعاهم إلى الإسلام، فكان ممن أجابه أبو هريرة رضي الله عنه وجماعة من أهله، وبعد مدة رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأى إيذاء قريش له وللمسلمين، فعرض عليه أن يهاجر إلى اليمن ويقيم في حصن دوس المنيع، وفي حماية جماعة من قوم الطفيل المسلمين، فاعتذر عن الهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان ربه قد أراه أرض طيبة، وأعلمه أنها أرض الهجرة، ولم يكن قد أذن له فيها، فعاد الطفيل إلى أهله، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وبعد بدر وأحد والخندق، وفي عمرة القضية هاجر الطفيل بن عمرو، ومعه رجل من قومه، واستقر بهم المقام في المدينة، لكن هواءها لم يناسبهما، فأصابتهما بعض الأمراض، واشتد المرض بصاحبه، وبرحت به الآلام، فلم يطق عليها صبرا، فأخذ سهما عريضا حادا كالسكين، وقطع به أصابعه، ففجر شرايينه، فسال دمه بغزارة، ولم ينقطع حتى مات، فرآه الطفيل في المنام، رآه حسن الهيئة، وقد كان يعلم أنه مات عاصيا بانتحاره، فتعجب من حسن هيئته فقال له: ما صنع الله بك؟ قال: غفر لي خطاياي بفضل هجرتي إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، قال له: فما بالك تغطي يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت، فبقي الأذى الذي فعلته، بقي في يدي. فقص الطفيل رؤياه على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعلم منه أنها حق، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن تشمل المغفرة والرحمة اليدين، كما شملت الرجل كله، فقال اللهم وليديه فاغفر. المباحث العربية (هل لك في حصن حصين) الحصن: القصر المسور بسور خاص لحماية من به من الأعداء، والوصف بحصين للتأكيد، فعيل بمعنى اسم الفاعل، أي محصن من بداخله. (ومنعة) بفتح الميم، وبفتح النون وإسكانها لغتان، والفتح أفصح، وهي: العز والامتناع ممن يريده، فهي بمعنى الحصن الحصين، والعطف تفسيري، وقيل: المنعة جمع مانع، كظلمة جمع ظالم، أي جماعة يمنعونك ممن يقصدك بمكروه. (قال: حصن كان لدوس في الجاهلية) أي قال الطفيل ذلك تكميلا لعرضه وحصن خبر لمبتدأ محذوف. أي ما أعرضه عليك حصن كان لدوس قبيلتي. (فأبى ذلك) أي لم يقبل العرض. (للذي ذخر الله للأنصار) اللام في للذي لام العاقبة. أي رفض العرض لتكون العاقبة [الفضل والشرف الذي ادخره الله] لأهل المدينة (الأنصار). (هاجر إليه الطفيل) كانت هجرة الطفيل في عمرة القضية، وقيل: قدم مع أبي هريرة في خيبر. (وهاجر معه رجل من قومه) لم أقف على اسمه. ولعل الرواة أغفلوا اسمه (كدأبهم) للستر على أصحاب المعاصي. (فاجتووا المدينة) بفتح الواو الأولى وضم الثانية، وضمير الجمع يعود على الطفيل والرجل المذكور ومن يتصل بهما، ومعناه: كرهوا المقام بها لضجر ونوع سقم. وأصله من الجوى وهو يصيب الجوف. وقال أبو عبيد: اجتويت البلدة كرهت المقام بها، وإن وافقتك في بدنك واستوبلتها إذا أحببتها وإن لم توافقك في بدنك. وفي رواية فاجتوى المدينة فمرض فجزع فأخذ بالإفراد في الجميع. وهي أنسب. (فأخذ مشاقص له) بفتح الميم والشين وبالقاف والصاد جمع مشقص، وهو سهم فيه نصل عريض، وقيل: سهم طويل ليس بالعريض، والأول هو الظاهر هنا، لقوله فقطع بها ولا يحصل ذلك إلا بالعريض، ولعله جرب مشقصا ثم مشقصا ثم مشقصا، حتى قطع، ولهذا جاء بصيغة الجمع مشاقص. (فقطع بها براجمه) البراجم بفتح الباء وبالجيم: مفاصل الأصابع واحدها برجمة. قال أبو عبيد: الرواجب والبراجم مفصل الأصابع. وقال ابن العربي: الرواجب رءوس العظام في ظهر الكف، والبراجم المفاصل التي تحتها. (فشخبت يداه) بفتح الشين والخاء. أي سال دمها، وقيل: سال بقوة. والذي أتصوره أنه شخبت يد واحدة قطع براجمها باليد الأخرى، والتثنية بناء على أنه أمسك اليد المقطوعة باليد السليمة القاطعة، فسال الدم منهما، واحدة بالفعل وواحدة في الصورة، أو بناء على أن اليدين سال دمهما وخرج عن طريق يد واحدة، وهذا احتمال بعيد، كاحتمال أن يكون قد قطع بعضا من براجم يده. ثم أمسك المشقص بما بقي فيها من أصابع فقطع براجم الأخرى، فشخبت اليدان. (ورآه مغطيا يديه) تثنية يديه هنا وفي قوله مغطيا يديك وقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم وليديه فاغفر ربما أيدت التصور الأخير: وأنه قطع بعض براجم كل من اليدين. فدعوى أن قبح اليدين وأذاهما باعتبار أن إحداهما قاطعة فأوخذت وشوهت والأخرى مقطوعة مشوهة لم تصلح. (فقصها الطفيل) أي قص الرؤيا. (اللهم وليديه فاغفر) الواو عاطفة على محذوف. أي اللهم فاغفر له وليديه. فقه الحديث استدل به أهل السنة على أن من قتل نفسه، أو ارتكب كبيرة غيرها ومات من غير توبة فليس بكافر، ولا يقطع له بالنار، بل هو في حكم المشيئة يجوز أن يعفو الله عنه، ويجوز أن يعاقبه على ذنبه. فإن قيل: هل هذا الرجل عوقب أو لم يعاقب؟ إن كان عوقب فكيف التوفيق مع قوله غفر لي بهجرتي وإن كان لم يعاقب فكيف بيديه. قلنا إنه لم يعاقب على قتل نفسه، إذ عقوبة القتل نار حامية، وإنما غفر له تلك المعصية وغيرها بهجرته، وأخذ مؤاخذة خفيفة بالأذى في يديه. فإن قيل: هل قبلت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بمغفرة يديه، أو لم تقبل؟ إن كان الأول فكيف التوفيق بينه وبين قوله لن نصلح منك ما أفسدت . قلنا: الظاهر قبول دعوته صلى الله عليه وسلم، وأنه غفر لجميعه وعفي عنه، ومعنى لن نصلح منك ما أفسدت أي ما لم يدع لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لن نصلح منك الآن ما أفسدت. وفي الحديث رد على المعتزلة في قولهم بتخليد العاصي في النار، وعلى الخوارج في قولهم بكفر مرتكب الكبيرة، وعلى المرجئة في قولهم: لا يضر مع الإيمان شيء. فإن قيل: كيف يحتج برؤيا غير النبي صلى الله عليه وسلم على حكم شرعي؟ قلنا: إن الاحتجاج ليس بالرؤيا، وإنما بتقرير النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أقر صلى الله عليه وسلم ما جاء فيها، وبنى عليه طلبه المغفرة ليديه. وفي الحديث منقبة عظيمة، وفضل كبير للطفيل بن عمرو في حرصه على سلامة الرسول صلى الله عليه وسلم ورغبته في حمايته والتشرف به في دياره، وفيه حرص الصاحب على صاحبه وشفقته عليه، وشفقة الرسول صلى الله عليه وسلم بأمته. والله أعلم.

    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنْ سُلَيْمَانَ، - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ، أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنَعَةٍ - قَالَ حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ - فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِيُّ ﷺ لِلَّذِي ذَخَرَ اللَّهُ لِلأَنْصَارِ فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ فَمَرِضَ فَجَزِعَ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَنَامِهِ فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ فَقَالَ غَفَرَ لِي بِهِجْرَتِي إِلَى نَبِيِّهِ ﷺ فَقَالَ مَا لِي أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ قَالَ قِيلَ لِي لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ ‏.‏ فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ‏ "‏ اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ ‏"‏

    It is narrated on the authority of Jabir that Tufail son of Amr al-Dausi came to the Apostle (ﷺ) and said:Do you need strong, fortified protection? The tribe of Daus had a fort in the pre-Islamic days. The Apostle (ﷺ) declined this offer, since it (the privilege of protecting the Holy Prophet) had already been reserved for the Ansar. When the Apostle (ﷺ) migrated to Medina, Tufail son of Amr also migrated to that place, and there also migrated along with him a man of his tribe. But the climate of Medina did not suit him, and he fell sick. He felt very uneasy. So he took hold of an iron head of an arrow and cut his finger-joints. The blood streamed forth from his hands, till he died. Tufail son of Amr saw him in a dream. His state was good and he saw him with his hands wrapped. He (Tufail) said to him: What treatment did your Allah accord to you? He replied. Allah granted me pardon for my migration to the Apostle (ﷺ): He (Tufail) again said: What is this that I see you wrapping up your hands? He replied: I was told (by Allah): We would not set right anything of yours which you damaged yourself. Tufail narrated this (dream) to the Messenger of Allah (ﷺ). Upon this he prayed: O Allah I grant pardon even to his hands

    Telah menceritakan kepada kami [Abu Bakar bin Abu Syaibah] dan [Ishaq bin Ibrahim] semuanya dari [Sulaiman], [Abu Bakar] berkata, telah menceritakan kepada kami [Sulaiman bin Harb] telah menceritakan kepada kami [Hammad bin Zaid] dari [Hajjaj ash-Shawwaf] dari [Abu az-Zubair] dari [Jabir] bahwa Ath Thufail bin Amru Ad Dausi mendatangi Nabi shallallahu 'alaihi wasallam seraya berkata, "Wahai Rasulullah, apakah engkau mau untuk tinggal di sebuah benteng yang kokoh dan dapat melindungi?" perawi berkata, "Benteng tersebut adalah milik orang-orang Daus semasa jahiliyiah." Namun Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam menolak karena lebih memilih dengan apa Allah janjikan untuk orang-orang Anshar. Ketika Nabi shallallahu 'alaihi wasallam hijrah ke Madinah, Abu Thufail bin Amru ikut hijrah dengan disertai oleh seorang laki-laki dari kaumnya. Namun teman Abu Thufail tersebut tidak kuat dengan (iklim) Madinah dan jatuh sakit, lalu ia mengambil gunting dan memotong ruas jemarinya hingga tangannya berlumuran darah, dan bahkan ia pun meninggal. Namun dalam mimpinya, Abu thufail melihat laki-laki tersebut dalam kondisi yang sangat bagus, sementara ia menutupi kedua tangannya. Lalu Abu Thufal bertanya kepada laki-laki tersebut, 'Apa yang tuhanmu lakukan kepadamu? ' Laki-laki itu menjawab, 'Dia mengampuniku karena hijraku kepada-Nya Nabi shallallahu 'alaihi wasallam.' Lalu Abu thufail bertanya lagi, 'Tapi kenapa aku lihat kamu menutupi kedua tanganmu? ' Laki-laki itu menjawab, 'Dikatakan kepadaku 'Kami tidak akan memperbaiki apa yang telah kamu rusak'. Abu Thufail kemudian menceritakan mimpi tersebut kepada Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam, Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam kemudian bersabda: "Ya Allah, ampunilah kedua tangannya

    Bize Ebu Bekr b. Ebi Şeybe ve İshak b. İbrahim birlikte Süleyman'dan tahdis ettiler. Süleyman dedi ki: Bize Süleyman b. Harb tahdis etti, bize Hammad b. Zeyd, Haccac es-Sawaf'dan tahdis etti. O Ebu'z-Zubeyr'den, o Cabir'den rivayet ettiğine göre; Tufeyl b. Amr ed-Devsi, Nebi (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'e gelerek: - Ey Allah'ın Resulü, çok sağlam bir kaleye ve güçlü koruyucuların yanına gitmek ister misin, dedi. -(Cabir) dedi ki: Devslilerin cahiliye döneminde bir kaleleri vardl.- Fakat Nebi (Sallallahu aleyhi ve Sellem) aziz ve celil olan Allah bu işi Ensar'a sakladığından ötürü bu teklifi kabul etmedi. Nebi (Sallallahu aleyhi ve Sellem) Medine'ye hicret edince et-Tufayl b. Amr da onun yanına (Medine'ye) hicret etti. Tufayl ile birlikte kavminden bir adam da hicret etmişti. Ama Medine'nin havası onlara iyi gelmemişti. Bu sebeple hastalandı ve sabırsızlık göstererek birkaç tane okunu alıp o oklarla parmak eklemlerini kesti. Bunun neticesinde ellerinden kan aktı ve sonunda öldü. Tufayl b. Amr onu rüyasında gördü. Rüyasında onun görünüşünün güzel olduğunu, bununla birlikte ellerinin üzerini kapatmış olduğunu gördü. Ona: Aziz ve celil Rabbin sana ne yaptı, dedi. Adam: Allah bana nebisinin (Sallallahu aleyhi ve Sellem) yanına hicretim sebebiyle günahlarımı bağışladı, dedi. Tufayl: Neden ellerinin üstünü örtmüş olduğunu görüyorum, dedi. Bana dedi ki: Bana senin bizzat vücudundan bozduğun şeylerini biz asla ıslah etmeyeceğiz, denildi. Tufayl rüyasını Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'e anlatınca Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem): "Allah'ım, ellerine de mağfiret buyur" diye dua etti. Diğer tahric: Yalnız Müslim rivayet etmiştir; Tuhfetu'l-Eşraf, 2682 DAVUDOĞLU AÇIKLAMA: Sıkıldılar; canları sıkıldığı ve bir nevî hasta oldukları için orada oturmaktan bıktılar demektir. Ebu Ubeyd ile Cevheri ve başkaları bu kelimenin ma'nası: «nimet içinde bile olsa bir yerde kalmaktan hoşlanmamaktır.» demişlerdir. Cevheri, Hattâbî'den naklen bunun (dâü's-Sıle) denilen iç hastalığı olduğunu söylemiştir. Hz. Âişe (Radıyallahu Anhâ)'dan rivayet edilen bir hadisde hicretten sonra Ebu Bekir ve Bilâl (Radıyallahu Anhuma)nın da Medine 'de hasta oldukları ve Mekke-i Mükerreme'yi hasretle yâd edecek şiirler söyledikleri, bunun üzerine Nebi (Sallallahu Aleyhi ve Sellem)'in kendilerine Medine'yi de Mekke kadar hatta daha fazla sevdirmesi için Cenab'ı Hakka niyaz ettiği beyân olunmuştur. O zaman Medine'nin havası ağır ve sıtmalı imiş. Fakat sonradan Nebi (Sallallahu Aleyhi ve Sellem)'in duası kabul buyurulmuş, Medine herkesin yaşayabileceği şîrîn bir yer hâlini almıştır. NEVEVİ ŞERHİ: Bu bapta Cabir (r.a.)'ın rivayet ettiği şu hadis vardır: "et-Tufayl b. Amr ed-Devsi Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'in yanına Medine'ye hicret etti. .. Resulullah (Sallallahu aleyhi ve Sellem)'de: ''ALLah'ım ellerine de mağfiret buyur" diye dua etti." "Medine'nin havası onlara iyi gelmedi." Zamir et-Tufayl sözü geçen adam ve onlarla ilgili kimselere aittir. Yani orada kalmaktan sıkıldılar ve bir tür hastalıklardan ötürü orada ikamet etmek istemediler. Ebu Ubeyd ve elCevheri ile başkaları bir beldede kalmaktan -nimet içerisinde bulunsa dahihoşlanılmadığı zaman bu mı kullanılır demişlerdir. el-Hattabi dedi ki: Bu lafzın kökünü teşkil eden "el-ceva" olup, bu da karında meydana gelen bir hastalığa denilir. "Birkaç ok aldı." Hadiste geçen "meşakıs" lafzı "mişkas"ın çoğuludur. el-Halil, İbn Faris ve başkaları bu enli bir demir ucu bulunan ok demektir. Başkaları ise enli olmayan uzun oktur demiştir. el-Cevheri de: Mişkas hem uzun, hem enli alandır. Burada daha güçlü görülen anlam budur. Çünkü: "Onlarla parmak uçlarının eklemlerini kesti" denilmektedir. Bu ise ancak enli olan ok uçlarıyla gerçekleştirilebilir. "Beracim" de parmak eklemleridir, tekili burcume' dir. "Sağlam bir kaleye ve güçlü koruyuculara ne dersin" sözleriyle güçlü ve koruyabilecek imkana sahip olanların yanına gelmek istemez misin, demek istemiştir. Yani bu koruyucular sana hoşuna gitmeyecek işler yapmak isteyen kimselere karşı seni koruyacak bir topluluktur. Hadisten Çıkartılacak Hükümler 1- Ehl-i sünnetin lehine pek büyük bir kaidenin delili vardır. O da şudur: Kendisini öldüren yahut onun dışında bir masiyet işleyip de tövbe etmeksizin ölen bir kimse kafir değildir, kesinlikle cehennemliktir denilemez. Aksine böyle bir kimse ilahi meşietin hükmüne tabidir. Kaide ile ilgili açıklamalar daha önceden geçmiş bulunmaktadır. Bu hadis aynı zamanda zahirleri itibariyle başkasını öldüren ve diğer bü~ yük günah sahibi kimselerin ebedi olarak cehennemde kalacakları izlenimini veren önceki hadislere açıklık getirmektedir. 2- Bazı günahları işleyen kimselerin ceza görecekleri tespit edilmektedir. Hadiste sözü geçen kişi ellerinin o hali ile cezalandırılmış olmaktadır. 3- Masiyetlerin zararı olmaz diyen Mürcienin kanaati de reddededilmektedir

    حضرت جابر ‌رضی ‌اللہ ‌عنہ ‌ ‌ سے روایت ہے کہ طفیل بن عمرو دوسی نبی ﷺ کی خدمت میں حاضر ہوئے اور عرض کی : اے اللہ کے رسول ! کیا آپ کو ایک مضبوط قلعے اور تحفظ کی ضرورت ہے ؟ ( روایت کرنےوالے نے کہا : یہ ایک قلعہ تھا جو جاہلیت کے دور مین بنو دوس کی ملکیت تھا ) آپ نے اس ( کو قبول کرنے ) سے انکار کر دیا ۔ کیونکہ یہ سعادت اللہ نے انصار کے حصے میں رکھی تھی ، پھر جب نبی ﷺ ہجرت کر کے مدینہ تشریف لے گئے تو طفیل بن عمرو بھی ہجرت کر کے آپ کے پاس آ گئے ، ان کے ساتھ ان کی قوم کے ایک آدمی نے بھی ہجرت کی ، انہوں نے مدینہ کی آب و ہوا ناموافق پائی تو وہ آدمی بیمار ہوا اور گھبرا گیا ، اس نے اپنے چوڑے پھل والے تیر لیے اور ان سے اپنی انگلیوں کے اندرونی طرف کے جوڑ کاٹ ڈالے ، اس کے دونوں ہاتھوں سے خون بہا حتی کہ وہ مر گیا ۔ طفیل بن عمرو نے اسے خواب میں دیکھا ، انہوں نے دیکھا کہ اس کی حالت اچھی تھی اور ( یہ بھی ) دیکھا کہ اس نے اپنے دونوں ہاتھ ڈھانپنے ہوئے تھے ۔ طفیل نے ( عالم خواب میں ) اس سے کہا : تمہارے رب نے تمہارے ساتھ کیا معاملہ کیا ؟ اس نے کہا : اس نے اپنے نبی کی طرف میری ہجرت کے سبب مجھے بخش دیا ۔ انہوں نے پوچھا : میں تمہیں دونوں ہاتھ ڈھانپے ہوئے کیوں دیکھ رہا ہوں ؟ اس نے کہا : مجھ سے کہا گیا : ( اپنا ) جو کچھ تم نے خود ہی خراب کیا ہے ، ہم اسے درست نہیں کریں گے ۔ طفیل نے یہ خواب رسول اللہ ﷺ کو سنایا تو رسول اللہ ﷺ نے فرمایا : ’’اے اللہ ! اس کے دونوں ہاتھ کو بھی بخش دے ۔ ‘ ‘

    আবূ বকর ইবনু আবূ শাইবাহ ও ইসহাক ইবনু ইবরাহীম (রহঃ) ... জাবির (রাযিঃ) বলেন যে, তুফায়ল ইবনু 'আমুর দাওসী (রাযিঃ) নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম এর সামনে উপস্থিত হয়ে প্রশ্ন করলেন, হে আল্লাহর রাসূল! আপনি কি চান যে, আপনার জন্য একটি মাযবুত দুর্গ ও সেনাবাহিনী হোক? রাবী বলেন, দাওস গোত্রে জাহিলী যুগের একটি দুর্গ ছিল (তিনি এদিকে ইঙ্গিত করেন)। নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম তা কবুল করলেন না। কারণ, আল্লাহ তাআলা আনসারদের জন্য এ সৌভাগ্য নির্ধারণ করে রেখেছিলেন। যখন নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম মদীনায় হিজরত করলেন, তখন তুফায়ল ইবনু 'আমর (রাযিঃ) এবং তার গোত্রের একজন লোকও তার সঙ্গে মদীনায় হিজরত করেন। কিন্তু মদীনার আবহাওয়া তাদের অনুকূল হয়নি। তুফায়ল ইবনু আমর (রাযিঃ) এর সাথে আগত লোকটি অসুস্থ হয়ে পড়লো। সে রোগ যন্ত্রণা সহ্য করতে না পেরে তীর নিয়ে তার হাতের আঙ্গুলগুলো কেটে ফেলল। এতে উভয় হাত থেকে রক্ত নির্গত হতে থাকে। অবশেষে সে মারা যায়। তুফায়ল ইবনু আমর দাওসী (রাযিঃ) স্বপ্নে তাকে ভাল অবস্থায় দেখতে পেলেন, কিন্তু তিনি তার উভয় হাত আবূত দেখে তাকে জিজ্ঞেস করলেন, তোমার রব তোমার সাথে কিরূপ ব্যবহার করেছে? সে বললো, আল্লাহ তা'আলা তার নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম এর কাছে হিজরত করার কারণে আমাকে ক্ষমা করে দিয়েছেন। তুফায়ল (রাযিঃ) তাকে জিজ্ঞেস করলেন, তোমার কি হয়েছে যে, আমি তোমার হাত দু'টো আবৃত দেখছি? সে বলল, আমাকে বলা হয়েছে যে, তুমি স্বেচ্ছায় যে অংশ নষ্ট করেছে তা আমরা কখনো ঠিক করব না। তুফায়ল (রাযিঃ) নবী সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম এর নিকট ঘটনাটি বর্ণনা করলেন। তখন রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়া সাল্লাম দু'আ করলেনঃ ইয়া আল্লাহ! আপনি তার হাত দু'টোকেও ক্ষমা করে দিন। (ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ ২১২, ইসলামিক সেন্টারঃ)

    ஜாபிர் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: அறியாமைக் காலத்தில் தவ்ஸ் குலத்தாருக்குக் கோட்டை ஒன்றிருந்தது. தவ்ஸ் குலத்தைச் சேர்ந்த துஃபைல் பின் அம்ர் (ரலி) அவர்கள் நபி (ஸல்) அவர்களிடம் வந்து, "அல்லாஹ்வின் தூதரே! (தாங்கள் ஹிஜ்ரத் செய்யும்போது எதிரிகளிடமிருந்து உங்களைத்) தற்காத்துக்கொள்ள உறுதியான கோட்டை கொத்தளம் தங்களுக்கு வேண்டுமா? (அத்தகைய கோட்டை தவ்ஸ் குலத்தாரின் வசிப்பிடத்தில் உள்ளது)" என்று கூறினார்கள். நபி (ஸல்) அவர்கள் அதற்கு இணங்கவில்லை. (அந்த வாய்ப்பை மதீனாவாசிகளான) அன்சாரிகளுக்கென அல்லாஹ் வழங்கியிருந்ததே அதற்குக் காரணமாகும். நபி (ஸல்) அவர்கள் நாடு துறந்து மதீனாவுக்கு (ஹிஜ்ரத்) சென்றபோது நபி (ஸல்) அவர்களிடம் துஃபைல் பின் அம்ர் (ரலி) அவர்களும் நாடு துறந்து (ஹிஜ்ரத்) சென்றார்கள். துஃபைல் (ரலி) அவர்களுடன் அவர்களுடைய சமூகத்தைச் சேர்ந்த ஒரு மனிதரும் நாடு துறந்து சென்றார். (அவர்கள் மதீனாவிற்குச் சென்றபோது) மதீனாவின் தட்பவெப்பநிலை அவர்களுக்கு ஒத்துக்கொள்ளவில்லை. அந்த மனிதர் நோய்வாய்ப்பட்டுவிட்டார். (நோயின் வேதனை பொறுக்க முடியாமல்) பதறிப்போன அந்த மனிதர் தம்முடைய பெரிய அம்புகளை எடுத்துத் தமது கை நாடியை அறுத்துக் கொண்டார். கைகளிலிருந்து இரத்தம் கொட்டியது. இறுதியில் அவர் இறந்துவிட்டார். அவரைத் துஃபைல் பின் அம்ர் (ரலி) அவர்கள் கனவில் கண்டார்கள். அவர் நல்ல நிலையில் தான் இருந்தார். ஆனால், அவருடைய இரு கைகளும் போர்த்தி மூடப்பட்டு இருப்பதைக் கண்டார்கள். அவரிடம், "உம்மிடம் உம்முடைய இறைவன் எவ்வாறு நடந்துகொண்டான்?" என்று கேட்டார்கள். அதற்கு அந்த மனிதர், "நான் நபி (ஸல்) அவர்களிடம் நாடு துறந்து (ஹிஜ்ரத்) வந்ததால் அல்லாஹ் எனக்கு மன்னிப்பு அளித்தான்" என்று பதிலளித்தார். துஃபைல் (ரலி) அவர்கள், "ஏன் உம்மிரு கைகளும் போர்த்தி மூடப்பட்டிருக்கின்றன?" என்று கேட்டார்கள். "நீ வீணாக்கிய உனது கையை நாம் சீராக்கமாட்டோம்" என்று (இறைவனின் தரப்பிலிருந்து) என்னிடம் கூறப்பட்டது" என்று அவர் சொன்னார். துஃபைல் (ரலி) அவர்கள் இக்கனவு பற்றி அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களிடம் எடுத்துரைத்தார்கள். அப்போது அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள், "இறைவா! அவருடைய இரு கைகளுக்கும் மன்னிப்பு அளிப்பாயாக!" என்று பிரார்த்தித்தார்கள். அத்தியாயம் :