• 277
  • سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ ، لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلاَةِ ، فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ ، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ ، فَقُلْتُ : مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ ؟ قَالَ : أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : كَذَبْتَ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَرْسِلْهُ ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ " فَقَرَأَ عَلَيْهِ القِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ " ، ثُمَّ قَالَ : " اقْرَأْ يَا عُمَرُ " فَقَرَأْتُ القِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ إِنَّ هَذَا القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ "

    حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ المِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ القَارِيَّ ، حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ ، لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلاَةِ ، فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ ، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ ، فَقُلْتُ : مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ ؟ قَالَ : أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : كَذَبْتَ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَرْسِلْهُ ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ القِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ ، ثُمَّ قَالَ : اقْرَأْ يَا عُمَرُ فَقَرَأْتُ القِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ إِنَّ هَذَا القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ

    أساوره: ساور : قاتل غيره ووثب عليه وأخذ برأسه
    فلببته: التلبيب : الأخذ والإمساك بما في موضع اللبب من ثيابه ، أي مجتمع الثياب عند العنق
    بردائه: الرداء : ما يوضع على أعالي البدن من الثياب
    أحرف: أحرف : جمع حرف والمراد به اللُّغَة ، يعني على سَبْع لُغات من لُغات العَرب
    القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ
    حديث رقم: 4772 في صحيح البخاري كتاب فضائل القرآن باب من لم ير بأسا أن يقول: سورة البقرة، وسورة كذا وكذا
    حديث رقم: 6570 في صحيح البخاري كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم باب ما جاء في المتأولين
    حديث رقم: 2316 في صحيح البخاري كتاب الخصومات باب كلام الخصوم بعضهم في بعض
    حديث رقم: 7151 في صحيح البخاري كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {فاقرءوا ما تيسر من القرآن}
    حديث رقم: 1396 في صحيح مسلم كِتَابُ صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا بَابُ بَيَانِ أَنَّ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ وَبَيَانِ مَعْنَاهُ
    حديث رقم: 1296 في سنن أبي داوود كِتَاب الصَّلَاةِ بَابُ تَفْرِيعِ أَبْوَابِ الْوِتْرِ
    حديث رقم: 3003 في جامع الترمذي أبواب القراءات باب ما جاء أنزل القرآن على سبعة أحرف
    حديث رقم: 934 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الافتتاح جامع ما جاء في القرآن
    حديث رقم: 932 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الافتتاح جامع ما جاء في القرآن
    حديث رقم: 933 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الافتتاح جامع ما جاء في القرآن
    حديث رقم: 481 في موطأ مالك كِتَابُ الْقُرْآنِ بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ
    حديث رقم: 297 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ أَوَّلُ مُسْنَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 278 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ أَوَّلُ مُسْنَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 158 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ أَوَّلُ مُسْنَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 742 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الرَّقَائِقِ بَابُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ
    حديث رقم: 993 في السنن الكبرى للنسائي الْعَمَلُ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ جَامِعُ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ
    حديث رقم: 991 في السنن الكبرى للنسائي الْعَمَلُ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ جَامِعُ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ
    حديث رقم: 992 في السنن الكبرى للنسائي الْعَمَلُ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ جَامِعُ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ
    حديث رقم: 7721 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ عَلَى كَمْ نُزِّلَ الْقُرْآنُ
    حديث رقم: 10924 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ الْفُرْقَانِ
    حديث رقم: 29517 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ الْقُرْآنُ عَلَى كَمْ حَرْفًا نَزَلَ ؟
    حديث رقم: 2651 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الصَّلَاةِ
    حديث رقم: 3714 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الصَّلَاةِ
    حديث رقم: 983 في الجامع لمعمّر بن راشد بَابُ : عَلَى كَمْ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ مِنْ حَرْفٍ
    حديث رقم: 38 في مسند الطيالسي أَحَادِيثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى الْأَفْرَادُ عَنْ عُمَرَ
    حديث رقم: 98 في السنن المأثورة للشافعي السنن المأثورة للشافعي بَابُ مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الرَّاحِلَةِ
    حديث رقم: 3122 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ بَابُ بَيَانِ السَّعَةِ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ إِذَا لَمْ يُخِلَّ الْمَعْنَى وَلَمْ
    حديث رقم: 145 في الشريعة للآجري مُقَدِّمَة بَابُ ذِكْرِ النَّهْيِ عَنِ الْمِرَاءِ فِي الْقُرْآنِ
    حديث رقم: 1098 في مسند الشافعي وَمِنْ كِتَابِ الرِّسَالَةِ إِلَّا مَا كَانَ مُعَادًا
    حديث رقم: 87 في جزء قراءات النبي لحفص بن عمر جزء قراءات النبي لحفص بن عمر وَمِنْ سُورَةِ الْفُرْقَانِ
    حديث رقم: 3123 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ بَابُ بَيَانِ السَّعَةِ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ إِذَا لَمْ يُخِلَّ الْمَعْنَى وَلَمْ
    حديث رقم: 3124 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ بَابُ بَيَانِ السَّعَةِ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ إِذَا لَمْ يُخِلَّ الْمَعْنَى وَلَمْ
    حديث رقم: 85 في معجم ابن الأعرابي بَابُ المُحمدين بَابُ المُحمدين
    حديث رقم: 3125 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ بَابُ بَيَانِ السَّعَةِ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ إِذَا لَمْ يُخِلَّ الْمَعْنَى وَلَمْ
    حديث رقم: 768 في أخبار أصبهان لأبي نعيم الأصبهاني بَابُ الْأَلِفِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادِ بْنِ عُبَيْدٍ الْخُزَاعِيُّ يُعْرَفُ بِابْنِ زَرَاةَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَكَانَ مِنَ الْكَتَبَةِ الرَّحَّالَةِ الْحَفَظَةِ ، يُذَاكِرُ ، تُوُفِّيَ شَابًّا ، وَلَمْ يُخَرَّجْ حَدِيثُهُ *
    حديث رقم: 403 في الجامع في بيان العلم و فضله لابن عبد البر بَابُ حَمْدِ السُّؤَالِ وَالْإِلْحَاحِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَذَمِّ مَا مُنِعَ مِنْهُ
    حديث رقم: 2637 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

    [4992] قَوْله أَن الْمسور بن مخرمَة أَي بن نَوْفَلٍ الزُّهْرِيَّ كَذَا رَوَاهُ عُقَيْلُ وَيُونُسُ وَشُعَيْبٌ وبن أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَاقْتَصَرَ مَالِكٌ عَنْهُ عَلَى عُرْوَةَ فَلَمْ يَذْكُرِ الْمِسْوَرَ فِي إِسْنَادِهِ وَاقْتصر عبدالْأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِيمَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ فَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِهِ لَكِنْ أَحَالَ بِهِ قَالَ كَرِوَايَةِ يُونُسَ وَكَأَنَّهُ أَخْرَجَهُ من طَرِيق بن وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ فَذَكَرَهُمَا وَذَكَرَهُ الْمُصَنِّفُ فِي الْمُحَارَبَةِ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يُونُسَ تَعْلِيقًا قَوْلُهُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ هُوَ بِالتَّنْوِينِ غَيْرَ مُضَاف لشَيْء قَوْله القارىء بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ التَّحْتَانِيَّةِ نِسْبَةً إِلَى الْقَارَةِ بَطْنٌ مِنْ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ وَالْقَارَةُ لَقَبٌ وَاسْمُهُ أثيع بِالْمُثَلثَةِ مصغر بن مليح بِالتَّصْغِيرِ وَآخره مُهْملَة بن الْهون بِضَم الْهَاء بن خُزَيْمَةَ وَقِيلَ بَلِ الْقَارَةُ هُوَ الدِّيشُ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ بَعْدَهَا مُعْجَمَةٌ مِنْ ذُرِّيَّةِ أُثَيْعٍ الْمَذْكُورِ وَلَيْسَ هُوَ مَنْسُوبًا إِلَى الْقِرَاءَةِ وَكَانُوا قَدْ حَالَفُوا بَنِي زُهْرَةَ وَسَكَنُوا مَعَهُمْ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ الْإِسْلَامِ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ وَقَدْ ذُكِرَ فِي الصَّحَابَةِ لِكَوْنِهِ أُتِيَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَغِيرٌ أَخْرَجَ ذَلِكَ الْبَغَوِيُّ فِي مُسْنَدِ الصَّحَابَةِ بِإِسْنَادٍ لَا بَأْسَ بِهِ وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ فِي قَوْلِ الْأَكْثَرِ وَقِيلَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي الْأَشْخَاصِ وَلَهُ عِنْدَهُ حَدِيثٌ آخَرُ عَنْ عُمَرَ فِي الصِّيَامِ قَوْله سَمِعت هِشَام بن حَكِيم أَي بن حِزَامٍ الْأَسَدِيِّ لَهُ وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ وَكَانَ إِسْلَامُهُمَا يَوْمَ الْفَتْحِ وَكَانَ لِهِشَامٍ فَضْلٌ وَمَاتَ قَبْلَ أَبِيهِ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ رِوَايَةً وَأَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيثًا وَاحِدًا مَرْفُوعًا مِنْ رِوَايَةِ عُرْوَةَ عَنْهُ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ تَأَخَّرَ إِلَى خِلَافَةِ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَوَهِمَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ اسْتُشْهِدَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ أَوْ عُمَرَ وَأخرج بن سَعْدٍ عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى عَنْ مَالِكٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ كَانَ هِشَامُ بْنُ حَكِيمٍ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ إِذَا بَلَغَهُ الشَّيْءُ أَمَّا مَا عِشْتُ أَنَا وَهِشَامٌ فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ قَوْلُهُ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ كَذَا لِلْجَمِيعِ وَكَذَا فِي سَائِرِ طُرُقِ الْحَدِيثِ فِي الْمَسَانِيدِ وَالْجَوَامِعِ وَذَكَرَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ أَنَّهُ وَقَعَ عِنْدَ الْخَطِيبِ فِي الْمُبْهَمَاتِ سُورَةُ الْأَحْزَابِ بَدَلَ الْفُرْقَانِ وَهُوَ غَلَطٌ مِنَ النُّسْخَةِ الَّتِي وُقِفَ عَلَيْهَا فَإِنَّ الَّذِي فِي كِتَابِ الْخَطِيبِ الْفُرْقَانُ كَمَا فِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ قَوْلُهُ فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ أَيْ آخُذُ بِرَأْسِهِ قَالَهُ الْجُرْجَانِيُّ وَقَالَ غَيْرُهُ أُوَاثِبُهُ وَهُوَ أَشْبَهُ قَالَ النَّابِغَةُ فَبِتُّ كَأَنِّي سَاوَرَتْنِي ضَئِيلَةٌ مِنَ الرَّقْشِ فِي أَنْيَابِهَا السُّمُّ نَاقِعٌ أَيْ وَاثَبَتْنِي وَفِي بَانَتْ سُعَادُ إِذَا يُسَاوِرُ قِرْنًا لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَتْرُكَ الْقِرْنَ إِلَّا وَهْوَ مَخْذُولٌ وَوَقَعَ عِنْدَ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَالْقَابِسِيِّ فِي رِوَايَةِ شُعَيْبٍ الْآتِيَةِ بَعْدَ أَبْوَابِ أُثَاوِرُهُ بِالْمُثَلَّثَةِ عِوَضَ الْمُهْمَلَةِ قَالَ عِيَاضٌ وَالْمَعْرُوفُ الْأَوَّلُ قُلْتُ لَكِنَّ مَعْنَاهَا أَيْضًا صَحِيحٌ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مَالِكٍ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فَتَصَبَّرْتُ فِي رِوَايَةِ مَالِكٍ ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ أَيْ مِنَ الصَّلَاةِ لِقَوْلِهِ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ حَتَّى سَلَّمَ قَوْلُهُ فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ بِفَتْحِ اللَّامِ وَمُوَحَّدَتَيْنِ الْأُولَى مُشَدَّدَةٌ وَالثَّانِيَةُ سَاكِنَةٌ أَيْ جَمَعْتُ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ عِنْدَ لَبَّتِهِ لِئَلَّا يَتَفَلَّتَ مِنِّي وَكَانَ عُمَرُ شَدِيدًا فِي الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَفَعَلَ ذَلِكَ عَنِ اجْتِهَادٍ مِنْهُ لِظَنِّهِ أَنَّ هِشَامًا خَالَفَ الصَّوَابَ وَلِهَذَا لَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ قَالَ لَهُ أَرْسِلْهُ قَوْلُهُ كَذَبْتَ فِيهِ إِطْلَاقُ ذَلِكَ عَلَى غَلَبَةِ الظَّنِّ أَوِ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ كَذَبْتَ أَيْ أَخْطَأْتَ لِأَنَّ أَهْلَ الْحِجَازِ يُطْلِقُونَ الْكَذِبَ فِي مَوْضِعِ الْخَطَأِ قَوْلُهُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا هَذَا قَالَهُ عُمَرُ اسْتِدْلَالًا عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْ تَخْطِئَةِ هِشَامٍ وَإِنَّمَا سَاغَ لَهُ ذَلِكَ لِرُسُوخِ قَدَمِهِ فِي الْإِسْلَامِ وَسَابِقَتِهِ بِخِلَافِهِشَامٍ فَإِنَّهُ كَانَ قَرِيبَ الْعَهْدِ بِالْإِسْلَامِ فَخَشِيَ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ لَا يَكُونَ أَتْقَنَ الْقِرَاءَةَ بِخِلَافِ نَفْسِهِ فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ أَتْقَنَ مَا سَمِعَ وَكَانَ سَبَبُ اخْتِلَافِ قِرَاءَتِهِمَا أَنَّ عُمَرَ حَفِظَ هَذِهِ السُّورَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِيمًا ثُمَّ لَمْ يَسْمَعْ مَا نَزَلَ فِيهَا بِخِلَافِ مَا حَفِظَهُ وَشَاهَدَهُ وَلِأَنَّ هِشَامًا مِنْ مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَهُ عَلَى مَا نَزَلَ أَخِيرًا فَنَشَأَ اخْتِلَافُهُمَا مِنْ ذَلِكَ وَمُبَادَرَةُ عُمَرَ لِلْإِنْكَارِ مَحْمُولَةٌ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَمِعَ حَدِيثَ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ إِلَّا فِي هَذِهِ الْوَقْعَةِ قَوْلُهُ فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ لَمَّا لَبَّبَهُ بِرِدَائِهِ صَارَ يَجُرُّهُ بِهِ فَلِهَذَا صَارَ قَائِدًا لَهُ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَكَانَ يَسُوقُهُ وَلِهَذَا قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا وَصَلَا إِلَيْهِ أَرْسِلْهُ قَوْلُهُ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ هَذَا أَوْرَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم تطمينا لِعُمَرَ لِئَلَّا يُنْكِرُ تَصْوِيبَ الشَّيْئَيْنِ الْمُخْتَلِفَيْنِ وَقَدْ وَقَعَ عِنْدَ الطَّبَرِيِّ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَرَأَ رَجُلٌ فَغَيَّرَ عَلَيْهِ عُمَرُ فَاخْتَصَمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَلَمْ تُقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بَلَى قَالَ فَوَقَعَ فِي صَدْرِ عُمَرَ شَيْءٌ عَرَفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْرِهِ وَقَالَ أَبْعِدْ شَيْطَانًا قَالَهَا ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ يَا عُمَرُ الْقُرْآنُ كُلُّهُ صَوَابٌ مَا لَمْ تَجْعَلْ رَحْمَةً عَذَابًا أَوْ عَذَابًا رَحْمَةً وَمِنْ طَرِيق بن عمر سمع عمر رجلا يقْرَأ فَذكره نَحوه وَلم يذكر نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ فَوَقَعَ فِي صَدْرِ عُمَرَ لَكِنْ قَالَ فِي آخِرِهِ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ كُلُّهَا كَافٍ شَافٍ وَوَقَعَ لِجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ نَظِيرُ مَا وَقَعَ لِعُمَرَ مَعَ هِشَام مِنْهَا لأبي بن كَعْب مَعَ بن مَسْعُودٍ فِي سُورَةِ النَّحْلِ كَمَا تَقَدَّمَ وَمِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو إِنَّمَا هِيَ كَذَا وَكَذَا فَذَكَرَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَأَيُّ ذَلِكَ قَرَأْتُمْ أَصَبْتُمْ فَلَا تُمَارُوا فِيهِ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَلِأَحْمَدَ أَيْضًا وَأَبِي عُبَيْدٍ وَالطَّبَرِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جَهْمِ بْنِ الصِّمَّةِ أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ كِلَاهُمَا يَزْعُمُ أَنَّهُ تَلَقَّاهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَلِلطَّبَرِيِّ وَالطَّبَرَانِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَقْرَأَنِي بن مَسْعُودٍ سُورَةً أَقْرَأَنِيهَا زَيْدٌ وَأَقْرَأَنِيهَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَاخْتَلَفَتْ قِرَاءَتُهُمْ فَبِقِرَاءَةِ أَيِّهِمْ آخُذُ فَسَكَتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ عَلِيٌّ لِيَقْرَأْ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ كَمَا عَلِمَ فَإِنَّهُ حَسَنٌ جَمِيلٌ وَلِابْنِ حبَان وَالْحَاكِم من حَدِيث بن مَسْعُودٍ أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةً مِنْ آلِ حم فَرُحْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ لِرَجُلٍ اقْرَأْهَا فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ حُرُوفًا مَا أَقْرَؤُهَا فَقَالَ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْنَاهُ فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَقَالَ إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الِاخْتِلَافُ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَى عَلِيٍّ شَيْئًا فَقَالَ عَلِيٌّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَمَا عَلِمَ قَالَ فَانْطَلَقْنَا وَكُلُّ رَجُلٍ مِنَّا يَقْرَأُ حُرُوفًا لَا يَقْرَؤُهَا صَاحِبُهُ وَأَصْلُ هَذَا سَيَأْتِي فِي آخِرِ حَدِيثٍ فِي كِتَابِ فَضَائِلِ الْقُرْآن وقداختلف الْعُلَمَاءُ فِي الْمُرَادِ بِالْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ عَلَى أَقْوَالٍ كَثِيرَةٍ بَلَّغَهَا أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ إِلَى خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ قَوْلًا وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ أَكْثَرُهَا غَيْرُ مُخْتَارٍ قَوْلُهُ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ أَيْ مِنَ الْمُنَزَّلِ وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى الْحِكْمَةِ فِي التَّعَدُّدِ الْمَذْكُورِ وَأَنَّهُ لِلتَّيْسِيرِ عَلَى الْقَارِئِ وَهَذَا يُقَوِّي قَوْلَ مَنْ قَالَ الْمُرَادُ بِالْأَحْرُفِ تَأْدِيَةُ الْمَعْنَى بِاللَّفْظِ الْمُرَادِفِ وَلَوْ كَانَ مِنْ لُغَةٍ وَاحِدَةٍ لِأَنَّ لُغَةَ هِشَامٍ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ وَكَذَلِكَ عُمَرُ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدِ اخْتَلَفَتْ قِرَاءَتُهُمَا نَبَّهَ على ذَلِك بن عَبْدِ الْبَرِّ وَنُقِلَ عَنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ هَذَا هُوَ الْمُرَادُ بِالْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ وَذَهَبَ أَبُو عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ اخْتِلَافُ اللُّغَات وَهُوَ اخْتِيَار بن عَطِيَّةَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ لُغَاتَ الْعَرَبِ أَكْثَرُ مِنْ سَبْعَةٍ وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْمُرَادَ أَفْصَحُهَا فَجَاءَ عَنْ أبي صَالح عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعِ لُغَاتٍ مِنْهَا خَمْسٌ بِلُغَةِالْعُجُزِ مِنْ هَوَازِنَ قَالَ وَالْعُجُزُ سَعْدُ بْنُ بكر وجثم بْنُ بَكْرٍ وَنَصْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَثَقِيفٌ وَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ مِنْ هَوَازِنَ وَيُقَالَ لَهُمْ عُلْيَا هَوَازِنَ وَلِهَذَا قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ أَفْصَحُ الْعَرَبِ عُلْيَا هَوَازِنَ وَسُفْلَى تَمِيمٍ يَعْنِي بَنِي دَارِمٍ وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَةِ الْكَعْبَيْنِ كَعْبُ قُرَيْشٍ وَكَعْبُ خُزَاعَةَ قِيلَ وَكَيْفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنَّ الدَّارَ وَاحِدَةٌ يَعْنِي أَنَّ خُزَاعَةَ كَانُوا جِيرَانَ قُرَيْشٍ فَسَهُلَتْ عَلَيْهِمْ لُغَتُهُمْ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ نَزَلَ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ وَهُذَيْلٍ وَتَيْمِ الرَّبَابِ وَالْأَزْدِ وَرَبِيعَةَ وَهَوَازِنَ وَسَعْدِ بْنِ بَكْرٍ واستنكره بن قُتَيْبَةَ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ فَعَلَى هَذَا فَتَكُونُ اللُّغَاتُ السَّبْعُ فِي بُطُونِ قُرَيْشٍ وَبِذَلِكَ جَزَمَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ لَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ تُقْرَأُ عَلَى سَبْعِ لُغَاتٍ بَلِ اللُّغَاتُ السَّبْعُ مُفَرَّقَةٌ فِيهِ فَبَعْضُهُ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ وَبَعْضُهُ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ وَبَعْضُهُ بِلُغَةِ هَوَازِنَ وَبَعْضُهُ بِلُغَةِ الْيَمَنِ وَغَيْرِهِمْ قَالَ وَبَعْضُ اللُّغَاتِ أَسْعَدُ بِهَا مِنْ بَعْضٍ وَأَكْثَرُ نَصِيبًا وَقِيلَ نَزَلَ بِلُغَةِ مُضَرَ خَاصَّةً لِقَوْلِ عُمَرَ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَةِ مُضَرَ وَعين بَعضهم فِيمَا حَكَاهُ بن عَبْدِ الْبَرِّ السَّبْعَ مِنْ مُضَرَ أَنَّهُمْ هُذَيْلٌ وَكِنَانَةُ وَقَيْسٌ وَضَبَّةُ وَتَيْمُ الرَّبَابِ وَأَسَدُ بْنُ خُزَيْمَةَ وَقُرَيْشٌ فَهَذِهِ قَبَائِلُ مُضَرَ تَسْتَوْعِبُ سَبْعَ لُغَاتٍ وَنَقَلَ أَبُو شَامَةَ عَنْ بَعْضِ الشُّيُوخِ أَنَّهُ قَالَ أُنْزِلَ الْقُرْآنَ أَوَّلًا بِلِسَانِ قُرَيْشٍ وَمَنْ جَاوَرَهُمْ مِنَ الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ ثُمَّ أُبِيحَ لِلْعَرَبِ أَنْ يَقْرَءُوهُ بِلُغَاتِهِمُ الَّتِي جَرَتْ عَادَتُهُمْ بِاسْتِعْمَالِهَا عَلَى اخْتِلَافِهِمْ فِي الْأَلْفَاظِ وَالْإِعْرَابِ وَلَمْ يُكَلَّفْ أَحَدٌ مِنْهُمْ الِانْتِقَالَ مِنْ لُغَتِهِ إِلَى لُغَةٍ أُخْرَى لِلْمَشَقَّةِ وَلِمَا كَانَ فِيهِمْ مِنَ الْحَمِيَّةِ وَلِطَلَبِ تَسْهِيلِ فَهْمِ الْمُرَادِ كُلُّ ذَلِكَ مَعَ اتِّفَاقِ الْمَعْنَى وَعَلَى هَذَا يَتَنَزَّلُ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ كَمَا تَقَدَّمَ وَتَصْوِيبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلًّا مِنْهُمْ قُلْتُ وَتَتِمَّةُ ذَلِكَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ الْإِبَاحَةَ الْمَذْكُورَةَ لَمْ تَقَعْ بِالتَّشَهِّي أَيْ إِنَّ كُلَّ أَحَدٍ يُغَيِّرُ الْكَلِمَةَ بِمُرَادِفِهَا فِي لُغَتِهِ بَلِ الْمُرَاعَى فِي ذَلِكَ السَّمَاعُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُشِيرُ إِلَى ذَلِكَ قَوْلُ كُلٍّ مِنْ عُمَرَ وَهِشَامٍ فِي حَدِيثِ الْبَابِ أَقْرَأَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنْ ثَبَتَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ بِالْمُرَادِفِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مَسْمُوعًا لَهُ وَمن ثمَّ أنكر عمر على بن مَسْعُود قِرَاءَته حَتَّى حِينٍ أَيْ حَتَّى حِينٍ وَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ فَأَقْرِئِ النَّاسَ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ وَلَا تُقْرِئْهُمْ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ وَكَانَ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَجْمَعَ عُثْمَانُ النَّاسَ عَلَى قِرَاءَة وَاحِدَة قَالَ بن عَبْدِ الْبَرِّ بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي دَاوُدَ بِسَنَدِهِ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْ عُمَرَ عَلَى سَبِيلِ الِاخْتِيَارِ لَا أَنَّ الَّذِي قَرَأَ بِهِ بن مَسْعُودٍ لَا يَجُوزُ قَالَ وَإِذَا أُبِيحَتْ قِرَاءَتُهُ عَلَى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ أُنْزِلَتْ جَازَ الِاخْتِيَارُ فِيمَا أُنْزِلَ قَالَ أَبُو شَامَةَ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مُرَاد عمر ثمَّ عُثْمَان بقولهمَا نزلا بِلِسَانِ قُرَيْشٍ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ أَوَّلَ نُزُولِهِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَهَّلَهُ عَلَى النَّاسِ فَجَوَّزَ لَهُمْ أَنْ يَقْرَءُوهُ عَلَى لُغَاتِهِمْ عَلَى أَنْ لَا يَخْرُجَ ذَلِكَ عَنْ لُغَاتِ الْعَرَبِ لِكَوْنِهِ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ فَأَمَّا مَنْ أَرَادَ قِرَاءَتَهُ مِنْ غَيْرِ الْعَرَبِ فَالِاخْتِيَارُ لَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ لِأَنَّهُ الْأَوْلَى وَعَلَى هَذَا يحمل مَا كتب بِهِ عمر إِلَى بن مَسْعُودٍ لِأَنَّ جَمِيعَ اللُّغَاتِ بِالنِّسْبَةِ لِغَيْرِ الْعَرَبِيِّ مستوية فِي التَّعْبِير فَإِذا لابد مِنْ وَاحِدَةٍ فَلْتَكُنْ بِلُغَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّا الْعَرَبِيُّ الْمَجْبُولُ عَلَى لُغَتِهِ فَلَوْ كُلِّفَ قِرَاءَتَهُ بِلُغَةِ قُرَيْشٍ لَعَثَرَ عَلَيْهِ التَّحَوُّلُ مَعَ إِبَاحَةِ اللَّهِ لَهُ أَنْ يَقْرَأَهُ بِلُغَتِهِ وَيُشِيرَ إِلَى هَذَا قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أُبَيٍّ كَمَا تَقَدَّمَ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي وَقَوْلُهُ إِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ وَكَأَنَّهُ انْتَهَى عِنْدَ السَّبْعِ لِعِلْمِهِ أَنَّهُ لَا تَحْتَاجُ لَفْظَةٌ مِنْ أَلْفَاظِهِ إِلَى أَكْثَرِ مِنْ ذَلِكَ الْعَدَدِ غَالِبًا وَلَيْسَ الْمُرَادُ كَمَا تَقَدَّمَ أَنَّ كُلَّ لَفْظَةٍ مِنْهُ تُقْرَأُ عَلَى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ قَالَ بن عَبْدِ الْبَرِّ وَهَذَا مُجْمَعٌ عَلَيْهِ بَلْ هُوَ غَيْرُ مُمْكِنٍ بَلْ لَا يُوجَدُ فِي الْقُرْآنِ كلمة تقرأعلى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ إِلَّا الشَّيْءُ الْقَلِيلُ مِثْلُعبد الطاغوت وَقد أنكر بن قُتَيْبَةَ أَنْ يَكُونَ فِي الْقُرْآنِ كَلِمَةٌ تُقْرَأُ على سَبْعَة أوجه ورد عَلَيْهِ بن الْأَنْبَارِيِّ بِمِثْلِ عَبَدَ الطَّاغُوتَ وَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَجِبْرِيلَ وَيَدُلُّ عَلَى مَا قَرَّرَهُ أَنَّهُ أُنْزِلَ أَوَّلًا بِلِسَانِ قُرَيْشٍ ثُمَّ سُهِّلَ عَلَى الْأُمَّةِ أَنْ يَقْرَءُوهُ بِغَيْرِ لِسَانِ قُرَيْشٍ وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ كَثُرَ دُخُولُ الْعَرَبِ فِي الْإِسْلَامِ فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ وُرُودَ التَّخْفِيفِ بِذَلِكَ كَانَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ جِبْرِيلَ لَقِيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ فَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ فَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَأَضَاةُ بَنِي غِفَارٍ هِيَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ بِغَيْرِ هَمْزٍ وَآخِرُهُ تَاءٌ تَأْنِيث هُوَ مستنقع المَاء كالغدير وَجمعه أضاكعصا وَقيل بِالْمدِّ والهمزة مِثْلُ إِنَاءٍ وَهُوَ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ يُنْسَبُ إِلَى بَنِي غِفَارٍ بِكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ وَتَخْفِيفِ الْفَاءِ لِأَنَّهُمْ نَزَلُوا عِنْدَهُ وَحَاصِلُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ هَؤُلَاءِ أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ أَيْ أُنْزِلَ مُوَسَّعًا عَلَى الْقَارِئِ أَنْ يَقْرَأَهُ عَلَى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ أَيْ يَقْرَأُ بِأَيِّ حَرْفٍ أَرَادَ مِنْهَا عَلَى الْبَدَلِ مِنْ صَاحِبِهِ كَأَنَّهُ قَالَ أُنْزِلَ عَلَى هَذَا الشَّرْطِ أَوْ عَلَى هَذِهِ التَّوْسِعَةِ وَذَلِكَ لِتَسْهِيلِ قِرَاءَتِهِ إِذْ لَوْ أَخَذُوا بِأَنْ يَقْرَءُوهُ عَلَى حَرْفٍ وَاحِد لشق عَلَيْهِم كَمَا تقدم قَالَ بن قُتَيْبَةَ فِي أَوَّلِ تَفْسِيرِ الْمُشْكِلِ لَهُ كَانَ مِنْ تَيْسِيرِ اللَّهِ أَنْ أَمَرَ نَبِيَّهُ أَنْ يقْرَأ كل قوم بلغتهم فالهذلي يقْرَأ عني حِينٍ يُرِيدُ حَتَّى حِينٍ وَالْأَسَدِيُّ يَقْرَأُ تِعْلَمُونَ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَالتَّمِيمِيُّ يَهْمِزُ وَالْقُرَشِيُّ لَا يَهْمِزُ قَالَ وَلَوْ أَرَادَ كُلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ أَنْ يَزُولَ عَنْ لُغَتِهِ وَمَا جَرَى عَلَيْهِ لِسَانُهُ طِفْلًا وَنَاشِئًا وَكَهْلًا لَشَقَّ عَلَيْهِ غَايَةَ الْمَشَقَّةِ فَيَسَّرَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ بِمَنِّهِ وَلَوْ كَانَ الْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ مِنْهُ تُقْرَأُ عَلَى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ لَقَالَ مَثَلًا أُنْزِلَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ وَإِنَّمَا الْمُرَادُ أَنْ يَأْتِيَ فِي الْكَلِمَةِ وَجْهٌ أَوْ وَجْهَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ أَوْ أَكْثَرُ إِلَى سَبْعَةٍ وَقَالَ بن عَبْدِ الْبَرِّ أَنْكَرَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى الْأَحْرُفِ اللُّغَاتُ لِمَا تَقَدَّمَ مِنَ اخْتِلَافِ هِشَامٍ وَعُمَرَ وَلُغَتُهُمَا وَاحِدَةٌ قَالُوا وَإِنَّمَا الْمَعْنَى سَبْعَةُ أَوْجُهٍ مِنَ الْمَعَانِي الْمُتَّفِقَةِ بِالْأَلْفَاظِ الْمُخْتَلِفَةِ نَحْوَ أَقْبِلْ وَتَعَالَ وَهَلُمَّ ثُمَّ سَاقَ الْأَحَادِيثَ الْمَاضِيَةَ الدَّالَّةَ عَلَى ذَلِكَ قُلْتُ وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ بِأَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْأَحْرُفِ تَغَايُرَ الْأَلْفَاظِ مَعَ اتِّفَاقِ الْمَعْنَى مَعَ انْحِصَارِ ذَلِكَ فِي سَبْعِ لُغَاتٍ لَكِنْ لِاخْتِلَافِ الْقَوْلَيْنِ فَائِدَةٌ أُخْرَى وَهِيَ مَا نَبَّهَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ أَنَّ الْأَحْرُفَ السَّبْعَةَ لَيْسَتْ مُتَفَرِّقَةً فِي الْقُرْآنِ كُلِّهَا وَلَا مَوْجُودَةَ فِيهِ فِي ختمة وَاحِدَة ف إِذا قَرَأَ الْقَارِئُ بِرِوَايَةٍ وَاحِدَةٍ فَإِنَّمَا قَرَأَ بِبَعْضِ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ لَا بِكُلِّهَا وَهَذَا إِنَّمَا يَتَأَتَّى عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَحْرُفِ اللُّغَاتُ وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ يَقُولُ بِالْقَوْلِ الْآخَرِ فَيَتَأَتَّى ذَلِكَ فِي خَتْمَةٍ وَاحِدَةٍ بِلَا رَيْبٍ بَلْ يُمْكِنُ عَلَى ذَلِكَ الْقَوْلِ أَنْ تَصِلَ الْأَوْجُهُ السَّبْعَةُ فِي بَعْضِ الْقُرْآنِ كَمَا تَقَدَّمَ وَقَدْ حَمَلَ بن قُتَيْبَةَ وَغَيْرُهُ الْعَدَدَ الْمَذْكُورَ عَلَى الْوُجُوهِ الَّتِي يَقَعُ بِهَا التَّغَايُرُ فِي سَبْعَةِ أَشْيَاءَ الْأَوَّلُ مَا تَتَغَيَّرُ حَرَكَتُهُ وَلَا يَزُولُ مَعْنَاهُ وَلَا صُورَتُهُ مِثْلُ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ بِنَصْبِ الرَّاءِ وَرَفْعِهَا الثَّانِي مَا يَتَغَيَّرُ بِتَغَيُّرِ الْفِعْل مثل بعد بَين أسفارنا وباعد بَين أسفارنا بِصِيغَةِ الطَّلَبِ وَالْفِعْلِ الْمَاضِي الثَّالِثُ مَا يَتَغَيَّرُ بِنَقْطِ بَعْضِ الْحُرُوفِ الْمُهْمَلَةِ مِثْلُ ثُمَّ نُنْشِرُهَا بِالرَّاءِ وَالزَّايِ الرَّابِعُ مَا يَتَغَيَّرُ بِإِبْدَالِ حَرْفٍ قَرِيبٍ مِنْ مَخْرَجِ الْآخَرِ مِثْلُ طَلْحٍ مَنْضُودٍ فِي قِرَاءَةِ عَلِيٍّ وَطَلْعٍ مَنْضُودٍ الْخَامِسُ مَا يَتَغَيَّرُ بِالتَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ مِثْلُ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ فِي قِرَاءَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَزَيْنِ الْعَابِدِينَ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْحَقِّ بِالْمَوْتِ السَّادِسُ مَا يَتَغَيَّرُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ كَمَا تقدم فِي التَّفْسِير عَن بن مَسْعُودٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى هَذَا فِي النُّقْصَانِ وَأَمَّا فِي الزِّيَادَةِ فَكَمَا تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ تبت يدا أبي لَهب فِيحَدِيث بن عَبَّاس وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ السَّابِعُ مَا يَتَغَيَّرُ بِإِبْدَالِ كلمة بِكَلِمَة ترادفها مثل العهن المنفوش فِي قِرَاءَة بن مَسْعُودٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ كَالصُّوفِ الْمَنْفُوشِ وَهَذَا وَجْهٌ حَسَنٌ لَكِنِ اسْتَبْعَدَهُ قَاسِمُ بْنُ ثَابِتٍ فِي الدَّلَائِلِ لِكَوْنِ الرُّخْصَةِ فِي الْقِرَاءَاتِ إِنَّمَا وَقَعَتْ وَأَكْثَرُهُمْ يَوْمَئِذٍ لَا يَكْتُبُ وَلَا يَعْرِفُ الرَّسْمَ وَإِنَّمَا كَانُوا يَعْرِفُونَ الْحُرُوفَ بِمَخَارِجِهَا قَالَ وَأَمَّا مَا وُجِدَ مِنَ الْحُرُوفِ الْمُتَبَايِنَةِ الْمَخْرَجِ الْمُتَّفِقَةِ الصُّورَةِ مِثْلُ نُنْشِرُهَا وَنُنْشِزُهَا فَإِنَّ السَّبَبَ فِي ذَلِكَ تَقَارُبُ مَعَانِيهَا وَاتَّفَقَ تَشَابُهُ صُورَتِهَا فِي الْخَطِّ قُلْتُ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ توهين مَا ذهب إِلَيْهِ بن قُتَيْبَةَ لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ الِانْحِصَارُ الْمَذْكُورُ فِي ذَلِكَ وَقَعَ اتِّفَاقًا وَإِنَّمَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ بِالِاسْتِقْرَاءِ وَفِي ذَلِكَ مِنَ الْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ مَا لَا يَخْفَى وَقَالَ أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ الْكَلَامُ لَا يَخْرُجُ عَنْ سَبْعَةِ أَوْجُهٍ فِي الِاخْتِلَافِ الْأَوَّلُ اخْتِلَافُ الْأَسْمَاءِ مِنْ إِفْرَادٍ وَتَثْنِيَةٍ وَجَمْعٍ أَوْ تَذْكِيرٍ وَتَأْنِيثٍ الثَّانِي اخْتِلَافُ تَصْرِيفِ الْأَفْعَالِ مِنْ مَاضٍ وَمُضَارِعٍ وَأَمْرٍ الثَّالِثُ وُجُوهُ الْإِعْرَابِ الرَّابِعُ النَّقْصُ وَالزِّيَادَةُ الْخَامِسُ التَّقْدِيمُ وَالتَّأْخِيرُ السَّادِسُ الْإِبْدَالُ السَّابِعُ اخْتِلَافُ اللُّغَاتِ كَالْفَتْحِ وَالْإِمَالَةِ وَالتَّرْقِيقِ وَالتَّفْخِيمِ وَالْإِدْغَامِ وَالْإِظْهَارِ وَنَحْوِ ذَلِكَ قُلْتُ وَقَدْ أَخَذَ كَلَام بن قُتَيْبَةَ وَنَقَّحَهُ وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ السَّبْعَةَ الْأَحْرُفَ سَبْعَةُ أَصْنَافٍ مِنَ الْكَلَامِ وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَ الْكِتَابُ الْأَوَّلُ يَنْزِلُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ وَنَزَلَ الْقُرْآنُ مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ زَاجِرٌ وَآمِرٌ وَحَلَالٌ وَحَرَامٌ وَمُحْكَمٌ وَمُتَشَابِهٌ وَأَمْثَالٌ فَأَحِلُّوا حَلَالَهُ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ وَافْعَلُوا مَا أُمِرْتُمْ بِهِ وَانْتَهُوا عَمَّا نُهِيتُمْ عَنْهُ وَاعْتَبِرُوا بِأَمْثَالِهِ وَاعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ وَآمِنُوا بِمُتَشَابِهِهِ وَقُولُوا آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا أَخْرَجَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ قَالَ بن عَبْدِ الْبَرِّ هَذَا حَدِيثٌ لَا يَثْبُتُ لِأَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ بن مَسْعُود وَلم يلق بن مَسْعُودٍ وَقَدْ رَدَّهُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ النَّظَرِ مِنْهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ قُلْتُ وَأَطْنَبَ الطَّبَرِيُّ فِي مُقَدِّمَةِ تَفْسِيرِهِ فِي الرَّدِّ عَلَى مَنْ قَالَ بِهِ وَحَاصِلُهُ أَنَّهُ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَجْتَمِعَ فِي الْحَرْفِ الْوَاحِدِ هَذِهِ الْأَوْجه السَّبْعَة وَقد صحّح الحَدِيث الْمَذْكُور بن حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَفِي تَصْحِيحِهِ نَظَرٌ لِانْقِطَاعِهِ بَيْنَ أبي سَلمَة وبن مَسْعُودٍ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ مُرْسَلًا وَقَالَ هَذَا مُرْسَلٌ جَيِّدٌ ثُمَّ قَالَ إِنْ صَحَّ فَمَعْنَى قَوْلِهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ سَبْعَةُ أَحْرُفٍ أَيْ سَبْعَةُ أَوْجُهٍ كَمَا فُسِّرَتْ فِي الْحَدِيثِ وَلَيْسَ الْمُرَادُ الْأَحْرُفَ السَّبْعَةَ الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا فِي الْأَحَادِيثِ الْأُخْرَى لِأَنَّ سِيَاقَ تِلْكَ الْأَحَادِيثِ يَأْبَى حَمْلَهَا عَلَى هَذَا بَلْ هِيَ ظَاهِرَةٌ فِي أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّ الْكَلِمَةَ الْوَاحِدَةَ تُقْرَأُ عَلَى وَجْهَيْنِ وَثَلَاثَةٍ وَأَرْبَعَةٍ إِلَى سَبْعَةٍ تَهْوِينًا وَتَيْسِيرًا وَالشَّيْءُ الْوَاحِدُ لَا يَكُونُ حَرَامًا وَحَلَالًا فِي حَالَةٍ وَاحِدَةٍ وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ وَأَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ قَوْلُهُ زَاجِرٌ وَآمِرٌ اسْتِئْنَافُ كَلَامٍ آخَرَ أَيْ هُوَ زَاجِرٌ أَيِ الْقُرْآنُ وَلَمْ يَرِدْ بِهِ تَفْسِيرُ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ وَإِنَّمَا تَوَهَّمَ ذَلِكَ مَنْ تَوَهَّمَهُ مِنْ جِهَةِ الِاتِّفَاقِ فِي الْعَدَدِ وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّهُ جَاءَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ زَاجِرًا وَآمِرًا إِلَخْ بِالنَّصْبِ أَيْ نَزَلَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ مِنَ الْأَبْوَابِ السَّبْعَةِ وَقَالَ أَبُو شَامَةَ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ التَّفْسِيرُ الْمَذْكُورُ لِلْأَبْوَابِ لَا لِلْأَحْرُفِ أَيْ هِيَ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْكَلَامِ وَأَقْسَامِهِ وَأَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى هَذِهِ الْأَصْنَافِ لَمْ يَقْتَصِرْ مِنْهَا عَلَى صِنْفٍ وَاحِدٍ كَغَيْرِهِ مِنَ الْكُتُبِ قُلْتُ وَمِمَّا يُوَضِّحُ أَنَّ قَوْلَهُ زَاجِرٌ وَآمِرٌ إِلَخْ لَيْسَ تَفْسِيرًا لِلْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ مَا وَقَعَ فِي مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيق يُونُس عَن بن شهَاب عقب حَدِيث بن عَبَّاسٍ الْأَوَّلِ مِنْ حَدِيثَيْ هَذَا الْبَابِ قَالَ بن شِهَابٍ بَلَغَنِي أَنَّ تِلْكَ الْأَحْرُفَ السَّبْعَةَ إِنَّمَا هِيَ فِي الْأَمْرِ الَّذِي يَكُونُ وَاحِدًا لَا يَخْتَلِفُ فِي حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ قَالَ أَبُو شَامَةَ وَقَدِ اخْتَلَفَ السَّلَفُ فِي الْأَحْرُفِالسَّبْعَةِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ هَلْ هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي الْمُصْحَفِ الَّذِي بِأَيْدِي النَّاسِ الْيَوْمَ أَوْ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا حَرْفٌ وَاحِدٌ مِنْهَا مَال بن الْبَاقِلَّانِيُّ إِلَى الْأَوَّلِ وَصَرَّحَ الطَّبَرِيُّ وَجَمَاعَةٌ بِالثَّانِي وَهُوَ الْمُعْتَمد وَقد أخرج بن أَبِي دَاوُدَ فِي الْمَصَاحِفِ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ بن أبي السَّرْح قَالَ سَأَلت بن عُيَيْنَةَ عَنِ اخْتِلَافِ قِرَاءَةِ الْمَدَنِيِّينَ وَالْعِرَاقِيِّينَ هَلْ هِيَ الْأَحْرُفُ السَّبْعَةُ قَالَ لَا وَإِنَّمَا الْأَحْرُفُ السَّبْعَةُ مِثْلُ هَلُمَّ وَتَعَالَ وَأَقْبِلْ أَيَّ ذَلِكَ قلت أجزأك قَالَ وَقَالَ لي بن وَهْبٍ مِثْلَهُ وَالْحَقُّ أَنَّ الَّذِي جُمِعَ فِي الْمُصْحَفِ هُوَ الْمُتَّفَقُ عَلَى إِنْزَالِهِ الْمَقْطُوعُ بِهِ الْمَكْتُوبُ بِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ بَعْضُ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الْأَحْرُفُ السَّبْعَةُ لَا جَمِيعُهَا كَمَا وَقَعَ فِي الْمُصْحَفِ الْمَكِّيِّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فِي آخِرِ بَرَاءَةٌ وَفِي غَيْرِهِ بِحَذْفِ مِنْ وَكَذَا مَا وَقَعَ مِنَ اخْتِلَافِ مَصَاحِفِ الْأَمْصَارِ مِنْ عِدَّةِ وَاوَاتٍ ثَابِتَة فِي بَعْضهَا دون بعض وعدة هَا آتٍ وعدة لَا مَاتَ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ نَزَلَ بِالْأَمْرَيْنِ مَعًا وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابَتِهِ لِشَخْصَيْنِ أَوْ أَعْلَمَ بِذَلِكَ شَخْصًا وَاحِدًا وَأَمَرَهُ بِإِثْبَاتِهِمَا عَلَى الْوَجْهَيْنِ وَمَا عَدَا ذَلِكَ مِنَ الْقِرَاءَاتِ مِمَّا لَا يُوَافِقُ الرَّسْمَ فَهُوَ مِمَّا كَانَتِ الْقِرَاءَةُ جُوِّزَتْ بِهِ تَوْسِعَةً عَلَى النَّاسِ وَتَسْهِيلًا فَلَمَّا آلَ الْحَالُ إِلَى مَا وَقَعَ مِنَ الِاخْتِلَافِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ وَكفر بَعضهم بَعْضًا اخْتَارُوا الِاقْتِصَار علىاللفظ الْمَأْذُونِ فِي كِتَابَتِهِ وَتَرَكُوا الْبَاقِيَ قَالَ الطَّبَرِيُّ وَصَارَ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ مِنَ الِاقْتِصَارِ كَمَنِ اقْتَصَرَ مِمَّا خُيِّرَ فِيهِ عَلَى خَصْلَةٍ وَاحِدَةٍ لِأَنَّ أَمْرَهُمْ بِالْقِرَاءَةِ عَلَى الْأَوْجُهِ الْمَذْكُورَةِ لَمْ يَكُنْ عَلَى سَبِيلِ الْإِيجَابِ بَلْ عَلَى سَبِيلِ الرُّخْصَةِ قُلْتُ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ فَاقْرَءُوا مَا تيَسّر مِنْهُ وَقَدْ قَرَّرَ الطَّبَرِيُّ ذَلِكَ تَقْرِيرًا أَطْنَبَ فِيهِ وَوَهَى مَنْ قَالَ بِخِلَافِهِ وَوَافَقَهُ عَلَى ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عَمَّارٍ فِي شَرْحِ الْهِدَايَةِ وَقَالَ أَصَحُّ مَا عَلَيْهِ الْحُذَّاقُ أَنَّ الَّذِي يُقْرَأُ الْآنَ بَعْضَ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ الْمَأْذُونِ فِي قِرَاءَتِهَا لَا كُلَّهَا وَضَابِطُهُ مَا وَافَقَ رَسْمَ الْمُصْحَفِ فَأَمَّا مَا خَالَفَهُ مِثْلُ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ وَمِثْلُ إِذَا جَاءَ فَتْحُ اللَّهِ وَالنَّصْرُ فَهُوَ مِنْ تِلْكَ الْقِرَاءَاتِ الَّتِي تُرِكَتْ إِنْ صَحَّ السَّنَدُ بِهَا وَلَا يَكْفِي صِحَّةُ سَنَدِهَا فِي إِثْبَاتِ كَوْنِهَا قُرْآنًا وَلَا سِيَّمَا وَالْكَثِيرُ مِنْهَا مِمَّا يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنَ التَّأْوِيلِ الَّذِي قُرِنَ إِلَى التَّنْزِيلِ فَصَارَ يُظَنُّ أَنَّهُ مِنْهُ وَقَالَ الْبَغَوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ الْمُصْحَفُ الَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ الْأَمْرُ هُوَ آخِرُ الْعَرْضَاتِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ عُثْمَانُ بِنَسْخِهِ فِي الْمَصَاحِفِ وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَيْهِ وَأَذْهَبَ مَا سِوَى ذَلِكَ قَطْعًا لِمَادَّةِ الْخِلَافِ فَصَارَ مَا يُخَالِفُ خَطَّ الْمُصْحَفِ فِي حُكْمِ الْمَنْسُوخِ وَالْمَرْفُوعِ كَسَائِرِ مَا نُسِخَ وَرُفِعَ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَعْدُوَ فِي اللَّفْظِ إِلَى مَا هُوَ خَارِجٌ عَنِ الرَّسْمِ وَقَالَ أَبُو شَامَةَ ظَنَّ قَوْمٌ أَنَّ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَ الْمَوْجُودَةَ الْآنَ هِيَ الَّتِي أُرِيدَتْ فِي الْحَدِيثِ وَهُوَ خِلَافُ إِجْمَاعِ أَهْلِ الْعِلْمِ قَاطِبَةً وَإِنَّمَا يَظُنُّ ذَلِك بعض أهل الْجَهْل وَقَالَ بن عَمَّارٍ أَيْضًا لَقَدْ فَعَلَ مُسَبِّعُ هَذِهِ السَّبْعَةِ مَالا يَنْبَغِي لَهُ وَأَشْكَلَ الْأَمْرَ عَلَى الْعَامَّةِ بِإِيهَامِهِ كُلَّ مَنْ قَلَّ نَظَرُهُ أَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ هِيَ الْمَذْكُورَةُ فِي الْخَبَرِ وَلَيْتَهُ إِذِ اقْتَصَرَ نَقَصَ عَنِ السَّبْعَةِ أَوْ زَادَ لِيُزِيلَ الشُّبْهَةَ وَوَقَعَ لَهُ أَيْضًا فِي اقْتِصَارِهِ عَنْ كُلِّ إِمَامٍ عَلَى رَاوِيَيْنِ أَنَّهُ صَارَ مَنْ سَمِعَ قِرَاءَةَ رَاوٍ ثَالِثٍ غَيْرِهِمَا أَبْطَلَهَا وَقَدْ تَكُونُ هِيَ أَشْهَرَ وَأَصَحَّ وَأَظْهَرَ وَرُبَّمَا بَالَغَ مَنْ لايفهم فَخَطَّأَ أَوْ كَفَّرَ وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيّ لَيست هَذِه السَّبْعَة متعينة الْجَوَاز حَتَّى لَا يَجُوزُ غَيْرُهَا كَقِرَاءَةِ أَبِي جَعْفَرٍ وَشَيْبَةَ وَالْأَعْمَشِ وَنَحْوِهِمْ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مِثْلُهُمْ أَوْ فَوْقَهُمْ وَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ وَقَالَ أَبُو حَيَّانَ لَيْسَ فِي كتاب بن مُجَاهِدٍ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنَ الْقِرَاءَاتِ الْمَشْهُورَةِ إِلَّا النَّزْرَ الْيَسِيرَ فَهَذَا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ اشْتُهِرَ عَنْهُ سَبْعَةَ عَشَرَ رَاوِيًا ثُمَّ سَاقَ أَسْمَاءَهُم وَاقْتصر فِي كتاب بن مُجَاهِدٍ عَلَى الْيَزِيدِيِّ وَاشْتُهِرَ عَنِ الْيَزِيدِيِّ عَشَرَةُ أنفس فَكيفيَقْتَصِرُ عَلَى السُّوسِيِّ وَالدُّورِيِّ وَلَيْسَ لَهُمَا مَزِيَّةٌ عَلَى غَيْرِهِمَا لِأَنَّ الْجَمِيعَ مُشْتَرِكُونَ فِي الضَّبْطِ وَالْإِتْقَانِ وَالِاشْتِرَاكِ فِي الْأَخْذِ قَالَ وَلَا أَعْرِفُ لِهَذَا سَبَبًا إِلَّا مَا قَضَى مِنْ نَقْصِ الْعِلْمِ فَاقْتَصَرَ هَؤُلَاءِ عَلَى السَّبْعَةِ ثُمَّ اقْتَصَرَ مَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ السَّبْعَةِ عَلَى النَّزْرِ الْيَسِيرِ وَقَالَ أَبُو شامة لم يرد بن مُجَاهِدٍ مَا نُسِبَ إِلَيْهِ بَلْ أَخْطَأَ مَنْ نَسَبَ إِلَيْهِ ذَلِكَ وَقَدْ بَالَغَ أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ صَاحِبُهُ فِي الرَّدِّ عَلَى مَنْ نَسَبَ إِلَيْهِ أَنَّ مُرَادَهُ بِالْقِرَاءَاتِ السَّبْعِ الأحرف السَّبْعَة الْمَذْكُورَة فِي الحَدِيث قَالَ بن أَبِي هِشَامٍ إِنَّ السَّبَبَ فِي اخْتِلَافِ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعِ وَغَيْرِهَا أَنَّ الْجِهَاتِ الَّتِي وُجِّهَتْ إِلَيْهَا الْمَصَاحِفُ كَانَ بِهَا مِنَ الصَّحَابَةِ مَنْ حَمَلَ عَنْهُ أَهْلُ تِلْكَ الْجِهَةِ وَكَانَتِ الْمَصَاحِفُ خَالِيَةً مِنَ النَّقْطِ وَالشَّكْلِ قَالَ فَثَبَتَ أَهْلُ كُلِّ نَاحِيَةٍ عَلَى مَا كَانُوا تَلَقَّوْهُ سَمَاعًا عَنِ الصَّحَابَةِ بِشَرْطِ مُوَافَقَةِ الْخَطِّ وَتَرَكُوا مَا يُخَالِفُ الْخَطَّ امْتِثَالًا لِأَمْرِ عُثْمَانَ الَّذِي وَافَقَهُ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ لِمَا رَأَوْا فِي ذَلِكَ مِنَ الِاحْتِيَاطِ لِلْقُرْآنِ فَمِنْ ثَمَّ نَشَأَ الِاخْتِلَافُ بَيْنَ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ مَعَ كَوْنِهِمْ مُتَمَسِّكِينَ بِحَرْفٍ وَاحِدٍ مِنَ السَّبْعَةِ وَقَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ هَذِهِ الْقِرَاءَاتُ الَّتِي يُقْرَأُ بِهَا الْيَوْمَ وَصَحَّتْ رِوَايَاتُهَا عَنِ الْأَئِمَّةِ جُزْءٌ مِنَ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ ثُمَّ سَاقَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ قَالَ وَأَمَّا مَنْ ظَنَّ أَنَّ قِرَاءَةَ هَؤُلَاءِ الْقُرَّاءِ كَنَافِعٍ وَعَاصِمٍ هِيَ الْأَحْرُفُ السَّبْعَةُ الَّتِي فِي الْحَدِيثِ فَقَدْ غَلِطَ غَلَطًا عَظِيمًا قَالَ وَيَلْزَمُ مِنْ هَذَا أَنَّ مَا خَرَجَ عَنْ قِرَاءَةِ هَؤُلَاءِ السَّبْعَةِ مِمَّا ثَبَتَ عَنِ الْأَئِمَّةِ غَيْرُهُمْ وَوَافَقَ خَطَّ الْمُصْحَفِ أَنْ لَا يَكُونَ قُرْآنًا وَهَذَا غَلَطٌ عَظِيمٌ فَإِنَّ الَّذِينَ صَنَّفُوا الْقِرَاءَاتِ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ كَأَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ وَأَبِي حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيِّ وَأَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ وَالْقَاضِي قَدْ ذَكَرُوا أَضْعَافَ هَؤُلَاءِ قُلْتُ اقْتَصَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي كِتَابِهِ عَلَى خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ كُلِّ مِصْرٍ ثَلَاثَةُ أَنْفُسٍ فَذَكَرَ مِنْ مَكَّةَ بن كثير وبن مُحَيْصِنٍ وَحُمَيْدًا الْأَعْرَجَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَبَا جَعْفَرٍ وَشَيْبَةَ وَنَافِعًا وَمِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَبَا عَمْرو وَعِيسَى بن عمر وَعبد الله بنأبي إِسْحَاقَ وَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ وَعَاصِمًا وَالْأَعْمَشَ وَمِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ وَيَحْيَى بْنَ الْحَارِثِ قَالَ وَذَهَبَ عَنِّي اسْمُ الثَّالِثِ وَلَمْ يَذْكُرْ فِي الْكُوفِيِّينَ حَمْزَةَ وَلَا الْكِسَائِيَّ بَلْ قَالَ إِنَّ جُمْهُورَ أَهْلِ الْكُوفَةِ بَعْدَ الثَّلَاثَةِ صَارُوا إِلَى قِرَاءَةِ حَمْزَةَ وَلَمْ يَجْتَمِعْ عَلَيْهِ جَمَاعَتُهُمْ قَالَ وَأَمَّا الْكِسَائِيُّ فَكَانَ يَتَخَيَّرُ الْقِرَاءَاتِ فَأَخَذَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكُوفِيِّينَ بَعْضًا وَتَرَكَ بَعْضًا وَقَالَ بَعْدَ أَنْ سَاقَ أَسْمَاءَ مَنْ نُقِلَتْ عَنْهُ الْقِرَاءَةُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَهَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ يُحْكَى عَنْهُمْ عِظَمُ الْقِرَاءَةِ وَإِنْ كَانَ الْغَالِبُ عَلَيْهِمُ الْفِقْهَ وَالْحَدِيثَ قَالَ ثُمَّ قَامَ بَعْدَهُمْ بِالْقِرَاءَاتِ قَوْمٌ لَيْسَتْ لَهُمْ أَسْنَانُهُمْ وَلَا تَقَدُّمُهُمْ غَيْرَ أَنَّهُمْ تَجَرَّدُوا لِلْقِرَاءَةِ وَاشْتَدَّتْ عِنَايَتُهُمْ بِهَا وَطَلَبُهُمْ لَهَا حَتَّى صَارُوا بِذَلِكَ أَئِمَّةً يَقْتَدِي النَّاسُ بِهِمْ فِيهَا فَذَكَرَهُمْ وَذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ زِيَادَةً عَلَى عشْرين رجلا وَلم يذكر فيهم بن عَامِرٍ وَلَا حَمْزَةَ وَلَا الْكِسَائِيَّ وَذَكَرَ الطَّبَرِيُّ فِي كِتَابِهِ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ رَجُلًا قَالَ مَكِّيٌّ وَكَانَ النَّاسُ عَلَى رَأْسِ الْمِائَتَيْنِ بِالْبَصْرَةِ عَلَى قِرَاءَة أبي عَمْرو وَيَعْقُوب وبالكوف عَلَى قِرَاءَةِ حَمْزَةَ وَعَاصِمٍ وَبِالشَّامِ عَلَى قِرَاءَةِ ايْنَ عَامر وبمكة على قِرَاءَة بن كَثِيرٍ وَبِالْمَدِينَةِ عَلَى قِرَاءَةِ نَافِعٍ وَاسْتَمَرُّوا عَلَى ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ عَلَى رَأْسِ الثَّلَاثِمِائَةِ أَثْبَتَ بن مُجَاهِدٍ اسْمَ الْكِسَائِيِّ وَحَذَفَ يَعْقُوبَ قَالَ وَالسَّبَبُ فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى السَّبْعَةِ مَعَ أَنَّ فِي أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ مَنْ هُوَ أَجَلُّ مِنْهُمْ قَدْرًا وَمِثْلُهُمْ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِهِمْ أَنَّ الرُّوَاةَ عَنِ الْأَئِمَّةِ كَانُوا كَثِيرًا جِدًّا فَلَمَّا تَقَاصَرَتِ الْهِمَمُ اقْتَصَرُوا مِمَّا يُوَافِقُ خَطَّ الْمُصْحَفِ عَلَى مَا يَسْهُلُ حِفْظُهُ وَتَنْضَبِطُ الْقِرَاءَةُ بِهِ فَنَظَرُوا إِلَى مَنِ اشْتُهِرَ بِالثِّقَةِ وَالْأَمَانَةِ وَطُولِ الْعُمُرِ فِي مُلَازَمَةِ الْقِرَاءَةِ وَالِاتِّفَاقِ عَلَى الْأَخْذِ عَنْهُ فَأَفْرَدُوا مِنْ كُلِّ مِصْرٍ إِمَامًا وَاحِدًا وَلَمْ يَتْرُكُوا مَعَ ذَلِكَ نَقْلَ مَا كَانَ عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ غَيْرَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْقِرَاءَاتِ وَلَا الْقِرَاءَةَ بِهِ كَقِرَاءَةِ يَعْقُوبَ وَعَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ وَأَبِيجَعْفَرٍ وَشَيْبَةَ وَغَيْرِهِمْ قَالَ وَمِمَّنِ اخْتَارَ مِنَ الْقِرَاءَاتِ كَمَا اخْتَارَ الْكِسَائِيُّ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَالْمُفَضَّلُ وَأَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ وَغَيْرُهُمْ وَذَلِكَ وَاضِحٌ فِي تَصَانِيفِهِمْ فِي ذَلِكَ وَقَدْ صَنَّفَ بن جُبَير الْمَكِّيّ وَكَانَ قبل بن مُجَاهِدٍ كِتَابًا فِي الْقِرَاءَاتِ فَاقْتَصَرَ عَلَى خَمْسَةٍ اخْتَارَ مِنْ كُلِّ مِصْرٍ إِمَامًا وَإِنَّمَا اقْتَصَرَ عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَصَاحِفَ الَّتِي أَرْسَلَهَا عُثْمَانُ كَانَتْ خَمْسَةً إِلَى هَذِهِ الْأَمْصَارِ وَيُقَالُ إِنَّهُ وَجَّهَ بِسَبْعَةٍ هَذِهِ الْخَمْسَةُ وَمُصْحَفًا إِلَى الْيَمَنِ وَمُصْحَفًا إِلَى الْبَحْرَيْنِ لَكِنْ لَمْ نَسْمَعْ لِهَذَيْنَ المصحفين خَبرا وَأَرَادَ بن مُجَاهِدٍ وَغَيْرُهُ مُرَاعَاةَ عَدَدِ الْمَصَاحِفِ فَاسْتَبْدَلُوا مِنْ غَيْرِ الْبَحْرَيْنِ وَالْيَمَنِ قَارِئَيْنِ يَكْمُلُ بِهِمَا الْعَدَدُ فَصَادَفَ ذَلِكَ مُوَافَقَةَ الْعَدَدِ الَّذِي وَرَدَ الْخَبَرُ بِهَا وَهُوَ أَنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَوَقَعَ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَصْلَ الْمَسْأَلَةِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ فِطْنَةً فَظَنَّ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْقِرَاءَاتِ السَّبْعِ الْأَحْرُفُ السَّبْعَةُ وَلَا سِيَّمَا وَقَدْ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمُ الْحَرْفَ فِي مَوْضِعِ الْقِرَاءَةِ فَقَالُوا قَرَأَ بِحرف نَافِع بِحرف بن كَثِيرٍ فَتَأَكَّدَ الظَّنُّ بِذَلِكَ وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا ظَنَّهُ وَالْأَصْلُ الْمُعْتَمَدُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ الَّذِي يَصِحُّ سَنَدُهُ فِي السَّمَاعِ وَيَسْتَقِيمُ وَجْهُهُ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَيُوَافِقُ خَطَّ الْمُصْحَفِ وَرُبَّمَا زَادَ بَعْضُهُمْ الِاتِّفَاقَ عَلَيْهِ وَنَعْنِي بِالِاتِّفَاقِ كَمَا قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ قُرَّاءُ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ وَلَا سِيَّمَا إِذَا اتَّفَقَ نَافِعٌ وَعَاصِمٌ قَالَ وَرُبَّمَا أَرَادُوا بِالِاتِّفَاقِ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْحَرَمَيْنِ قَالَ وَأَصَحُّ الْقِرَاءَاتِ سَنَدًا نَافِعٌ وَعَاصِمٌ وَأَفْصَحُهَا أَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ وَقَالَ بن السَّمْعَانِيّ فِي الشَّافِي التَّمَسُّكُ بِقِرَاءَةِ سَبْعَةٍ مِنَ الْقُرَّاءِ دُونَ غَيْرِهِمْ لَيْسَ فِيهِ أَثَرٌ وَلَا سُنَّةٌ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ جَمْعِ بَعْضِ الْمُتَأَخِّرِينَ فَانْتَشَرَ رَأْيُهُمْ أَنَّهُ لَا تَجُوزُ الزِّيَادَةُ عَلَى ذَلِكَ قَالَ وَقَدْ صَنَّفَ غَيْرُهُ فِي السَّبْعِ أَيْضًا فَذَكَرَ شَيْئًا كَثِيرًا مِنَ الرِّوَايَاتِ عَنْهُمْ غَيْرَ مَا فِي كِتَابِهِ فَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ إِنَّهُ لَا تَجُوزُ الْقِرَاءَةُ بِذَلِكَ لِخُلُوِ ذَلِكَ الْمُصْحَفِ عَنْهُ وَقَالَ أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ فِي اللَّوَائِحِ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ الشُّبْهَةَ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا ظَنَّ الْأَغْبِيَاءُ أَنَّ أَحْرُفَ الْأَئِمَّةِ السَّبْعَةِ هِيَ الْمُشَارُ إِلَيْهَا فِي الْحَدِيثِ وَأَنَّ الْأَئِمَّةَ بَعْدَ بن مُجَاهِدٍ جَعَلُوا الْقِرَاءَاتِ ثَمَانِيَةً أَوْ عَشْرَةً لِأَجْلِ ذَلِكَ قَالَ وَاقْتَفَيْتُ أَثَرَهُمْ لِأَجْلِ ذَلِكَ وَأَقُولُ لَوِ اخْتَارَ إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ حُرُوفًا وَجَرَّدَ طَرِيقًا فِي الْقِرَاءَةِ بِشَرْطِ الِاخْتِيَارِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ خَارِجًا عَنِ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ وَقَالَ الْكَوَاشِيُّ كُلُّ مَا صَحَّ سَنَدُهُ وَاسْتَقَامَ وَجْهُهُ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَوَافَقَ لَفْظُهُ خَطَّ الْمُصْحَفِ الْإِمَامِ فَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَنْصُوصَةِ فَعَلَى هَذَا الْأَصْلِ بُنِيَ قَبُولُ الْقِرَاءَاتِ عَنْ سَبْعَةٍ كَانُوا أَوْ سَبْعَةِ آلَافٍ وَمَتَى فُقِدَ شَرْطٌ مِنَ الثَّلَاثَةِ فَهُوَ الشَّاذُّ قُلْتُ وَإِنَّمَا أَوْسَعْتُ الْقَوْلَ فِي هَذَا لِمَا تَجَدَّدَ فِي الْأَعْصَارِ الْمُتَأَخِّرَةِ مِنْ تَوَهُّمٍ أَنَّ الْقِرَاءَاتِ الْمَشْهُورَةَ مُنْحَصِرَةٌ فِي مِثْلِ التَّيْسِيرِ وَالشَّاطِبِيَّةِ وَقَدِ اشْتَدَّ إِنْكَارُ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ عَلَى مَنْ ظَنَّ ذَلِكَ كَأَبِي شَامَةَ وَأَبِي حَيَّانَ وَآخِرُ مَنْ صَرَّحَ بِذَلِكَ السُّبْكِيُّ فَقَالَ فِي شَرْحِ الْمِنْهَاجِ عِنْدَ الْكَلَامِ عَلَى الْقِرَاءَةِ بِالشَّاذِّ صَرَّحَ كَثِيرٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ بِأَنَّ مَا عَدَا السَّبْعَةِ شَاذٌّ تَوَهُّمًا مِنْهُ انْحِصَارَ الْمَشْهُورِ فِيهَا وَالْحَقُّ أَنَّ الْخَارِجَ عَنِ السَّبْعَةِ عَلَى قِسْمَيْنِ الْأَوَّلُ مَا يُخَالِفُ رَسْمَ الْمُصْحَفِ فَلَا شَكَّ فِي أَنَّهُ لَيْسَ بِقُرْآنٍ وَالثَّانِي مَالا يُخَالِفُ رَسْمَ الْمُصْحَفِ وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ أَيْضًا الْأَوَّلُ مَا وَرَدَ مِنْ طَرِيقٍ غَرِيبَةٍ فَهَذَا مُلْحَقٌ بِالْأَوَّلِ وَالثَّانِي مَا اشْتُهِرَ عِنْدَ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ الْقِرَاءَةُ بِهِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا فَهَذَا لأوجه لِلْمَنْعِ مِنْهُ كَقِرَاءَةِ يَعْقُوبَ وَأَبِي جَعْفَرٍ وَغَيْرِهِمَا ثُمَّ نَقَلَ كَلَامَ الْبَغَوِيِّ وَقَالَ هُوَ أَوْلَى مَنْ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ فَإِنَّهُ فَقِيهٌ مُحَدِّثٌ مُقْرِئٌ ثُمَّ قَالَ وَهَذَا التَّفْصِيلُ بِعَيْنِهِ وَارِدٌ فِي الرِّوَايَاتِ عَنِ السَّبْعَةِ فَإِنَّ عَنْهُمْ شَيْئًا كَثِيرًا مِنَ الشَّوَاذِّ وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَأْتِ إِلَّامِنْ طَرِيقٍ غَرِيبَةٍ وَإِنِ اشْتَهَرَتِ الْقِرَاءَةُ مِنْ ذَلِكَ الْمُنْفَرِدِ وَكَذَا قَالَ أَبُو شَامَةَ وَنَحْنُ وَإِنْ قُلْنَا إِنَّ الْقِرَاءَاتِ الصَّحِيحَةَ إِلَيْهِمْ نُسِبَتْ وَعَنْهُمْ نُقِلَتْ فَلَا يَلْزَمُ أَنَّ جَمِيعَ مَا نُقِلَ عَنْهُمْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ بَلْ فِيهِ الضَّعِيفُ لِخُرُوجِهِ عَنِ الْأَرْكَانِ الثَّلَاثَةِ وَلِهَذَا تَرَى كُتُبَ الْمُصَنِّفِينَ مُخْتَلِفَةٌ فِي ذَلِكَ فَالِاعْتِمَادُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ عَلَى الضَّابِطِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ فَصْلٌ لَمْ أَقِفْ فِي شَيْءٍ مِنْ طُرُقِ حَدِيثِ عُمَرَ عَلَى تَعْيِينِ الْأَحْرُفِ الَّتِي اخْتَلَفَ فِيهَا عُمَرُ وَهِشَامٌ مِنْ سُورَةِ الْفُرْقَانِ وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ فِيمَا حَكَاهُ بن التِّينِ أَنَّهُ لَيْسَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ عِنْدَ الْقُرَّاءِ خِلَافٌ فِيمَا يَنْقُصُ مِنْ خَطِ الْمُصْحَفِ سوى قَوْله وَجعل فِيهَا سِرَاجًا وَقُرِئَ سُرُجًا جَمْعُ سِرَاجٍ قَالَ وَبَاقِي مَا فِيهَا مِنَ الْخِلَافِ لَا يُخَالِفُ خَطَّ الْمُصَنِّفِ قُلْتُ وَقَدْ تَتَبَّعَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الْقُرَّاءُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ لَدُنِ الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ فَأَوْرَدْتُهُ مُلَخَّصًا وَزِدْتُ عَلَيْهِ قَدْرَ مَا ذَكَرَهُ وَزِيَادَةٌ عَلَى ذَلِكَ وَفِيهِ تَعَقُّبٌ عَلَى مَا حَكَاهُ بن التِّينِ فِي سَبْعَةِ مَوَاضِعَ أَوْ أَكْثَرَ قَوْلُهُ تبَارك الَّذِي نزل الْفرْقَان قَرَأَ أَبُو الْجَوْزَاءِ وَأَبُو السَّوَّارِ أَنْزَلَ بِأَلف قَوْله على عَبده قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ عَلَى عِبَادِهِ وَمُعَاذٌ أَبُو حَلِيمَةَ وَأَبُو نَهِيكٍ على عبيد قَوْله وَقَالُوا أساطير الْأَوَّلين اكتتبها قرأطلحة بْنُ مُصَرِّفٍ وَرُوِيَتْ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ بِضَمِّ الْمُثَنَّاةِ الْأُولَى وَكَسْرِ الثَّانِيَةِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ وَإِذَا ابْتَدَأَ ضُمَّ أَوَّلُهُ قَوْلُهُ مَلَكٌ فَيَكُونَ قَرَأَ عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ وَأَبُو الْمُتَوَكِّلِ وَيَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ فَيَكُونُ بِضَمِّ النُّونِ قَوْلُهُ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ قَرَأَ الْأَعْمَشُ وَأَبُو حُصَيْنٍ يَكُونُ بِالتَّحْتَانِيَّةِ قَوْلُهُ يَأْكُلُ مِنْهَا قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ سِوَى عَاصِمٍ نَأْكُلُ بالنُّون وَنَقله فِي الْكَامِل عَن الْقَاسِم وبن سعد وبن مقسم قَوْله وَيجْعَل لَك قصورا قَرَأَ بن كثير وبن عَامر وَحميد وتابعهم أَبُو بكر وشيبان عَن عَاصِم وَكَذَا مَحْبُوب عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَوَرْشٍ يَجْعَلُ بِرَفْعِ اللَّامِ وَالْبَاقُونَ بِالْجَزْمِ عَطْفًا عَلَى مَحَلِّ جَعَلَ وَقِيلَ لِإِدْغَامِهَا وَهَذَا يَجْرِي عَلَى طَرِيقَةِ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ وَقَرَأَ بِنَصْبِ اللَّامِ عُمَرُ بْنُ ذَر وبن أَبِي عَبْلَةَ وَطَلْحَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَذَكَرَهَا الْفَرَّاءُ جَوَازًا عَلَى إِضْمَارِ أَن وَلم ينقلها وضعفها بن جني قَوْله مَكَانا ضيقا قَرَأَ بن كَثِيرٍ وَالْأَعْمَشُ وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ وَمَسْلَمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ بِالتَّخْفِيفِ وَنَقَلَهَا عُقْبَةُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ أبي عَمْرو أَيْضا قَوْله مُقرنين قرأعاصم الْجَحْدَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّمَيْفَعِ مُقَرَّنُونَ قَوْلُهُ ثُبُورًا قَرَأَ الْمَذْكُورَانِ بِفَتْحِ الْمُثَلَّثَةِ قَوْلُهُ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ قَرَأَ بن كَثِيرٍ وَحَفْصٌ عَنْ عَاصِمٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَيَعْقُوبُ وَالْأَعْرَجُ وَالْجَحْدَرِيُّ وَكَذَا الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَالْأَعْمَشُ عَلَى اخْتِلَاف عَنْهُم بالتحتانية وَقَرَأَ الْأَعْرَج بِكَسْر الشين قَالَ بن جِنِّيٍّ وَهِيَ قَوِيَّةٌ فِي الْقِيَاسِ مَتْرُوكَةٌ فِي الِاسْتِعْمَالِ قَوْلُهُ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَرَأَ بن مَسْعُودٍ وَأَبُو نَهِيكٍ وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ وَمَا يعْبدُونَ من دُوننَا قَوْله فَيَقُول قَرَأَ بن عَامر وَطَلْحَة بن مصرف وَسَلام وبن حَسَّانَ وَطَلْحَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ وَكَذَا الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ عَلَى اخْتِلَافٍ عَنْهُمَا وَرُوِيَتْ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو بِالنُّونِ قَوْلُهُ مَا كَانَ يَنْبَغِي قَرَأَ أَبُو عِيسَى الْأُسْوَارِيُّ وَعَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ بِضَمِ الْيَاءِ وَفَتْحِ الْغَيْنِ قَوْلُهُ أَنْ نَتَّخِذَ قَرَأَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَالْبَاقِرُ وَأَخُوهُ زَيْدٌ وَجَعْفَرُ الصَّادِقُ وَنصر بن عقمة وَمَكْحُولٌ وَشَيْبَةُ وَحَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ الْقَارِئُ وَأَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ وَالزَّعْفَرَانُ وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَأَبُو رَجَاءٍوَالْحَسَنُ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ الْخَاءِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَأَنْكَرَهَا أَبُو عُبَيْدٍ وَزَعَمَ الْفَرَّاءُ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ تَفَرَّدَ بِهَا قَوْلُهُ فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ حَكَى الْقُرْطُبِيُّ أَنَّهَا قُرِئَتْ بِالتَّخْفِيفِ قَوْلُهُ بِمَا تَقولُونَ قَرَأَ بن مَسْعُودٍ وَمُجَاهِدٌ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالْأَعْمَشُ وَحُمَيْدُ بن قيس وبن جُرَيْجٍ وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ وَأَبُو حَيْوَةَ وَرُوِيَتْ عَن قنبل بالتحتانية قَوْله فَمَا يَسْتَطِيعُونَ قَرَأَ حَفْصٌ فِي الْأَكْثَرِ عَنْهُ عَنْ عَاصِمٍ بِالْفَوْقَانِيَّةِ وَكَذَا الْأَعْمَشُ وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ وَأَبُو حَيْوَة قَوْله وَمن يظلم مِنْكُم نذقه قُرِئَ يُذِقْهُ بِالتَّحْتَانِيَّةِ قَوْلُهُ إِلَّا أَنَّهُمْ قُرِئَ أَنَّهُمْ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْأَصْلُ لِأَنَّهُمْ فَحُذِفَتِ اللَّامُ نُقِلَ هَذَا وَالَّذِي قَبْلَهُ مِنْ إِعْرَابِ السَّمِينِ قَوْله ويمشون قَرَأَ على وبن مَسْعُودٍ وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الشِّينِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ وللمفعول أَيْضا قَوْله حجرا مَحْجُورا قَرَأَ الْحَسَنُ وَالضَّحَّاكُ وَقَتَادَةُ وَأَبُو رَجَاءٍ وَالْأَعْمَشُ حُجْرًا بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَهِيَ لُغَةٌ وَحَكَى أَبُو الْبَقَاءِ الْفَتْحَ عَنْ بَعْضِ الْمِصْرِيِّينَ وَلَمْ أَرَ من نقلهَا قِرَاءَة قَوْله وَيَوْم تشقق قرأالكوفيون وَأَبُو عَمْرو وَالْحَسَنُ فِي الْمَشْهُورِ عَنْهُمَا وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ ونعيم بن ميسرَة بِالتَّخْفِيفِ وقرأالباقون بِالتَّشْدِيدِ وَوَافَقَهُمْ عَبْدُ الْوَارِثِ وَمُعَاذٌ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَكَذَا مَحْبُوبٌ وَكَذَا الْحِمْصِيُّ مِنَ الشَّامِيِّينَ فِي نقل الْهُذلِيّ قَوْله وَنزل الْمَلَائِكَة قرأالأكثر بِضَمِ النُّونِ وَتَشْدِيدِ الزَّايِ وَفَتْحِ اللَّامِ الْمَلَائِكَةُ بِالرَّفْع وقرأخارجة بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَرُوِيَتْ عَنْ مُعَاذٍ أَبِي حَلِيمَةَ بِتَخْفِيفِ الزَّايِ وَضَمِّ اللَّامِ وَالْأَصْل تنزل الْمَلَائِكَة فحذفت تَخْفِيفًا وقرأأبو رَجَاءٍ وَيَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ وَرويت عَن بن مَسْعُود ونقلها بن مِقْسَمٍ عَنِ الْمَكِّيِّ وَاخْتَارَهَا الْهُذَلِيُّ بِفَتْحِ النُّونِ وَتَشْدِيدِ الزَّايِ وَفَتْحِ اللَّامِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ الْمَلَائِكَةَ بِالنَّصْبِ وَقَرَأَ جَنَاحُ بْنُ حُبَيْشٍ وَالْخُفَافُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو بِالتَّخْفِيفِ الْمَلَائِكَةُ بِالرَّفْعِ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَرُوِيَتْ عَنِ الْخُفَافِ عَلَى الْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَيْضا وَقَرَأَ بن كَثِيرٍ فِي الْمَشْهُورِ عَنْهُ وَشُعَيْبٌ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَنُنْزِلُ بِنُونَيْنِ الثَّانِيَةُ خَفِيفَةٌ الْمَلَائِكَةَ بِالنَّصْبِ وَقُرِئَ بِالتَّشْدِيدِ عَن بن كَثِيرٍ أَيْضًا وَقَرَأَ هَارُونُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو بِمُثَنَّاةٍ أَوَّلَهُ وَفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِ الزَّايِ الثَّقِيلَةِ الْمَلَائِكَةُ بِالرَّفْعِ أَيْ تُنَزِّلُ مَا أُمِرَتْ بِهِ وَرُوِيَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مِثْلُهُ لَكِنْ بِفَتْحِ الزَّايِ وَقَرَأَ أَبُو السَّمَّالِ وَأَبُو الْأَشْهَبِ كالمشهور عَن بن كَثِيرٍ لَكِنْ بِأَلِفٍ أَوَّلَهُ وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ نَزَلَتْ بِفَتْحٍ وَتَخْفِيفٍ وَزِيَادَةِ مُثَنَّاةٍ فِي آخِرِهِ وَعَنْهُ مِثْلُهُ لَكِنْ بِضَمِّ أَوَّلِهِ مُشَدَّدًا وَعَنْهُ تَنَزَّلَتْ بِمُثَنَّاةٍ فِي أَوَّلِهِ وَفِي آخِرِهِ بِوَزْن تفعلت قَوْله يَا لَيْتَني اتَّخذت قرأأبو عَمْرٍو بِفَتْحِ الْيَاءِ الْأَخِيرَةِ مِنْ لَيْتَنِي قَوْلُهُ يَا وَيْلَتَى قَرَأَ الْحَسَنُ بِكَسْرِ الْمُثَنَّاةِ بِالْإِضَافَةِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَمَالَ قَوْلُهُ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَرَوْحٌ وَأَهْلُ مَكَّةَ إِلَّا رِوَايَة بن مُجَاهِدٍ عَنْ قُنْبُلٍ بِفَتْحِ الْيَاءِ مِنْ قَوْمِي قَوْله لنثبت قَرَأَ بن مَسْعُودٍ بِالتَّحْتَانِيَّةِ بَدَلَ النُّونِ وَكَذَا رُوِيَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ وَأَبِي حُصَيْنٍ وَأَبِي عِمْرَانَ الْجونِي قَوْله فدمرناهم قَرَأَ عَلِيٌّ وَمَسْلَمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ فَدَمِّرَانِّهِمْ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِ النُّونِ الثَّقِيلَةِ بَيْنَهُمَا أَلِفُ تَثْنِيَةٍ وَعَنْ عَلِيٍّ بِغَيْرِ نُونٍ وَالْخِطَابُ لمُوسَى وَهَارُون قَوْله وعادا وَثَمُود قرأحمزة وَيَعْقُوبُ وَحَفْصٌ وَثَمُودَ بِغَيْرِ صَرْفٍ قَوْلُهُ أَمُطِرَتْ قرأمعاذ أَبُو حَلِيمَةَ وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَبُو نَهِيكَ مُطِرَتْ بِضَمِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ الطَّاءِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ وَقَرَأَ بن مَسْعُودٍ أُمْطِرُوا وَعَنْهُ أَمْطَرْنَاهُمْ قَوْلُهُ مَطَرَ السَّوْءِ قرأأبو السَّمَّالِ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَعَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ بِضَمِ السِّينِ وَأَبُو السَّمَّالِ أَيْضًا مِثْلَهُ بِغَيْرِ هَمْزٍ وَقَرَأَ عَلِيٌّ وَحَفِيدُهُ زَيْنُ الْعَابِدِينَ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ بِفَتْحِ السِّينِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ بِلَا هَمْزٍ وَكَذَا قَرَأَ الضَّحَّاكُ لَكِنْ بِالتَّخْفِيفِ قَوْلُهُ هُزُوًا قَرَأَ حَمْزَةُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَالْمُفَضَّلُ بِإِسْكَانِ الزَّايِوَحَفْصٌ بِالضَّمِّ بِغَيْرِ هَمْزٍ قَوْلُهُ أَهَذَا الَّذِي بعث الله قَرَأَ بن مَسْعُودٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ اخْتَارَهُ اللَّهُ مِنْ بَيْننَا قَوْله عَن آلِهَتنَا قَرَأَ بن مَسْعُودٍ وَأُبَيٌّ عَنْ عِبَادَةِ آلِهَتِنَا قَوْلُهُ أَرَأَيْتَ من اتخذ إلهه قَرَأَ بن مَسْعُودٍ بِمَدِّ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ اللَّامِ وَالتَّنْوِينِ بِصِيغَةِ الْجمع وقرأالأعرج بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ اللَّامِ بَعْدَهَا أَلِفٌ وَهَاءُ تَأْنِيثٍ وَهُوَ اسْمُ الشَّمْسِ وَعَنْهُ بِضَمِّ أَوَّلِهِ أَيْضا قَوْله أم تحسب قرأالشامي بِفَتْح السِّين قَوْله أَو يعْقلُونَ قَرَأَ بن مَسْعُودٍ أَوْ يُبْصِرُونَ قَوْلُهُ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ قَرَأَ بن مَسْعُود جعل قَوْله الرِّيَاح قَرَأَ بن كثير وبن مُحَيْصِن وَالْحسن الرّيح قَوْله نشرا قَرَأَ بن عَامر وَقَتَادَة وَأَبُو رَجَاء وَعَمْرو بن بْنُ مَيْمُونٍ بِسُكُونِ الشِّينِ وَتَابَعَهُمْ هَارُونُ الْأَعْوَرُ وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ سِوَى عَاصِمٍ وَطَائِفَةٌ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ ثُمَّ سُكُونٍ وَكَذَا قَرَأَ الْحَسَنُ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْعَلَاءُ بْنُ شَبَابَةَ وَقَرَأَ عَاصِمٌ بِمُوَحَّدَةٍ بَدَلَ النُّونِ وَتَابَعَهُ عِيسَى الْهَمْدَانِيُّ وَأَبَانُ بْنُ ثَعْلَبِ وَقَرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ فِي رِوَايَة وبن السَّمَيْفَعِ بِضَمِ الْمُوَحَّدَةِ مَقْصُورٌ بِوَزْنِ حُبْلَى قَوْلُهُ لنحيى بِهِ قَرَأَ بن مَسْعُودٍ لِنَنْشُرَ بِهِ قَوْلُهُ مَيْتًا قَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالتَّشْدِيدِ قَوْلُهُ وَنُسْقِيَهُ قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَأَبُو حَيْوَة وبن أَبِي عَبْلَةَ بِفَتْحِ النُّونِ وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَعَاصِمٍ وَالْأَعْمَشِ قَوْلُهُ وَأَنَاسِيَّ قَرَأَ يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ بِتَخْفِيفِ آخِرِهِ وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنِ الْكِسَائِيِّ وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ وَعَنْ قُتَيْبَةَ الْمَيَّالِ وَذَكَرَهَا الْفَرَّاءُ جَوَازًا لَا نقلا قَوْله وَلَقَد صرفناه قَرَأَ عِكْرِمَةُ بِتَخْفِيفِ الرَّاءِ قَوْلُهُ لِيَذَّكَّرُوا قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ سوى عَاصِم بِسُكُون الدَّال مُخَفَّفًا قَوْلُهُ وَهَذَا مِلْحٌ قَرَأَ أَبُو حُصَيْنٍ وَأَبُو الْجَوْزَاءِ وَأَبُو الْمُتَوَكِّلِ وَأَبُو حَيْوَةَ وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ وَنَقَلَهَا الْهُذَلِيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَرُوِيَتْ عَنِ الْكِسَائِيِّ وَقُتَيْبَةَ الْمَيَّالِ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ اللَّامِ وَاسْتَنْكَرَهَا أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ وَقَالَ بن جِنِّيٍّ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ مَالِحٌ فَحَذَفَ الْأَلِفَ تَخْفِيفًا قَالَ مَعَ أَنَّ مَالِحٌ لَيْسَتْ فَصَيْحَةً قَوْلُهُ وَحِجْرًا تَقَدَّمَ قَوْلُهُ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ قَرَأَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ بِجَرِّ النُّونِ نَعْتًا للحي وبن مَعْدَانَ بِالنَّصْبِ قَالَ عَلَى الْمَدْحِ قَوْلُهُ فَاسْأَلْ بِهِ قَرَأَ الميمون وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَرُوِيَتْ عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَعَنْ نَافِعٍ فَسَلْ بِهِ بِغَيْرِ هَمْزٍ قَوْلُهُ لِمَا تَأْمُرُنَا قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِالتَّحْتَانِيَّةِ لَكِنِ اخْتُلِفَ عَنْ حَفْصٍ وَقَرَأَ بن مَسْعُودٍ لِمَا تَأْمُرُنَا بِهِ قَوْلُهُ سِرَاجًا قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ سوى عَاصِم سِرَاجًا بِضَمَّتَيْنِ لَكِنْ سَكَّنَ الرَّاءَ الْأَعْمَشُ وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ وَأَبَانُ بْنُ ثَعْلَبٍ وَالشِّيرَازِيُّ قَوْلُهُ وَقُمْرٌ قَرَأَ الْأَعْمَشُ وَأَبُو حُصَيْنٍ وَالْحَسَنُ وَرُوِيَتْ عَنْ عَاصِمٍ بِضَمِ الْقَافِ وَسُكُونِ الْمِيمِ وَعَنِ الْأَعْمَشِ أَيْضا فتح أَوله قَوْله أَن يذكر قرأحمزة بِالتَّخْفِيفِ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَتَذَكَّرُ وَرُوِيَتْ عَنْ عَليّ وبن مَسْعُودٍ وَقَرَأَهَا أَيْضًا إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ وَالْأَعْمَشُ وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ وَعِيسَى الْهَمْدَانِيُّ وَالْبَاقِرُ وَأَبُوهُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَنُعَيْمُ بن ميسرَة قَوْله وَعباد الرَّحْمَن قَرَأَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ بِضَمِ الْعَيْنِ وَتَشْدِيدِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْحَسَنُ بِضَمَّتَيْنِ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَأَبُو الْمُتَوَكِّلِ وَأَبُو نَهِيكٍ وَأَبُو الْجَوْزَاءِ بِفَتْحٍ ثُمَّ كَسْرٍ ثُمَّ تَحْتَانِيَّةٍ سَاكِنَةٍ قَوْلُهُ يَمْشُونَ قَرَأَ عَلِيٌّ وَمُعَاذٌ الْقَارِئُ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَأَبُو المتَوَكل وَأَبُو نهيك وبن السَّمَيْفَعِ بِالتَّشْدِيدِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ وَعَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ قَوْلُهُ سُجَّدًا قَرَأَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ سُجُودًا قَوْلُهُ وَمُقَامًا قَرَأَ أَبُو زَيْدٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ قَوْلُهُ وَلَمْ يَقْتُرُوا قَرَأَ بن عَامِرٍ وَالْمَدَنِيُّونَ هِيَ رِوَايَةِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَلِيٍّ وَعَنِ الْحَسَنِ وَأَبِي رَجَاءٍ وَنُعَيْمِ بْنِ مَيْسَرَةَ وَالْمُفَضَّلِ وَالْأَزْرَقِ وَالْجُعْفِيِّ وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِضَمِّ أَوَّلِهِ مِنَ الرباعيوَأَنْكَرَهَا أَبُو حَاتِمٍ وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ إِلَّا مَنْ تَقَدَّمَ مِنْهُمْ وَأَبُو عَمْرٍو فِي رِوَايَةٍ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَضَمِّ التَّاءِ وَقَرَأَ عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ وَأَبُو حَيْوَةَ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي عَمْرٍو أَيْضًا بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ التَّاءِ وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ التَّاءِ قَوْله قواما قرأحسان بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبُ عَائِشَةَ بِكَسْرِ الْقَافِ وَأَبُو حُصَيْنٍ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ مَعَ فتح الْقَاف قَوْله يلق أثاما قَرَأَ بن مَسْعُودٍ وَأَبُو رَجَاءٍ يَلْقَى بِإِشْبَاعِ الْقَافِ وَقَرَأَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ الْقَافِ بِغَيْرِ إِشْبَاعٍ قَوْلُهُ يُضَاعَفْ قَرَأَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ بِرَفْعِ الْفَاءِ وَقَرَأَ بن كثير وبن عَامِرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ وَيَعْقُوبُ يُضَعَّفُ بِالتَّشْدِيدِ وَقَرَأَ طَلْحَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِالنُّونِ الْعَذَابَ بِالنَّصْبِ قَوْله ويخلد قَرَأَ بن عَامِرٍ وَالْأَعْمَشُ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ بِالرَّفْعِ وَقَرَأَ أَبُو حَيْوَةَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ الْخَاءِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ وَرُوِيَتْ عَنِ الْجُعْفِيِّ عَنْ شُعْبَةَ وَرُوِيَتْ عَنْ أَبِي عَمْرٍو لَكِنْ بِتَخْفِيفِ اللَّامِ وَقَرَأَ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ وَمُعَاذٌ الْقَارِئُ وَأَبُو الْمُتَوَكِّلِ وَأَبُو نَهِيكٍ وَعَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ بِالْمُثَنَّاةِ مَعَ الْجَزْمِ عَلَى الْخِطَابِ قَوْلُهُ فِيهِ مُهَانًا قَرَأَ بن كَثِيرٍ بِإِشْبَاعِ الْهَاءِ مِنْ فِيهِ حَيْثُ جَاءَ وَتَابَعَهُ حَفْصٌ عَنْ عَاصِمٍ هُنَا فَقَطْ قَوْلُهُ وَذُرِّيَّتِنَا قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَالْكُوفِيُّونَ سِوَى رِوَايَةٍ عَنْ عَاصِمٍ بِالْإِفْرَادِ وَالْبَاقُونَ بِالْجَمْعِ قَوْلُهُ قُرَّةَ أعين قَرَأَ أَبُو الدَّرْدَاء وبن مَسْعُودٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو الْمُتَوَكِّلِ وَأَبُو نَهِيكٍ وَحُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ قُرَّاتُ بِصِيغَة الْجمع قَوْله يجزون الغرفة قَرَأَ بن مَسْعُود يجزون الْجنَّة قَوْله ويلقون فِيهَا قرأالكوفيون سوى حَفْص وبن معدان بِفَتْح أَوله وَسُكُون اللَّام وَكَذَا قرأالنميري عَن الْمفضل قَوْله فقد كَذبْتُمْ قَرَأَ بن عَبَّاس وبن مَسْعُود وبن الزُّبَيْرِ فَقَدْ كَذَّبَ الْكَافِرُونَ وَحَكَى الْوَاقِدِيُّ عَنْ بَعضهم تَخْفيف الذَّال قَوْله فَسَوف يكون قرأأبو السَّمَّالِ وَأَبُو الْمُتَوَكِّلِ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ بِالْفَوْقَانِيَّةِ قَوْلُهُ لِزَامًا قَرَأَ أَبُو السَّمَّالِ بِفَتْحِ اللَّامِ أَسْنَدَهُ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ عَنْ أَبِي زَيْدٍ عَنْهُ وَنَقَلَهَا الْهُذَلِيُّ عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ بَعْدَ أَنْ أَوْرَدَ بَعْضَ مَا أَوْرَدْتُهُ هَذَا مَا فِي سُورَةِ الْفُرْقَانِ مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي بِأَيْدِي أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. بِمَا أَنْكَرَ مِنْهَا عُمَرُ عَلَى هِشَامٍ وَمَا قَرَأَ بِهِ عُمَرُ فَقَدْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ حُرُوفٌ أُخْرَى لَمْ تَصِلْ إِلَيَّ وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ قَرَأَ بِشَيْءٍ نُقِلَ ذَلِكَ عَنهُ وَلَكِن إِن فَاتَ من ذَلِك شَيْء فَهُوَ النَّزْرُ الْيَسِيرُ كَذَا قَالَ وَالَّذِي ذَكَرْنَاهُ يَزِيدُ عَلَى مَا ذَكَرَهُ مِثْلُهُ أَوْ أَكْثَرُ وَلَكِنَّا لَا نَتَقَلَّدُ عُهْدَةَ ذَلِكَ وَمَعَ ذَلِكَ فَنَقُولُ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ بَقِيَتْ أَشْيَاءٌ لَمْ يُطَّلَعْ عَلَيْهَا عَلَى أَنِّي تَرَكْتُ أَشْيَاءَ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِصِفَةِ الْأَدَاءِ مِنَ الْهَمْزِ وَالْمَدِّ وَالرَّوْمِ وَالْإِشْمَامِ وَنَحْوِ ذَلِكَ ثُمَّ بَعْدَ كِتَابَتِي هَذَا وَإِسْمَاعِهِ وَقَفْتُ عَلَى الْكِتَابِ الْكَبِيرِ الْمُسَمَّى بِالْجَامِعِ الْأَكْبَرِ وَالْبَحْرِ الْأَزْخَرِ تَأْلِيفُ شَيْخِ شُيُوخِنَا أَبِي الْقَاسِمِ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّخْمِيِّ الَّذِي ذَكَرَ أَنَّهُ جَمَعَ فِيهِ سَبْعَةَ آلَافِ رِوَايَةٍ من طَرِيق غير مَالا يَلِيقُ وَهُوَ فِي نَحْوِ ثَلَاثِينَ مُجَلَّدَةٍ فَالْتَقَطْتُ مِنْهُ مَا لَمْ يَتَقَدَّمْ ذِكْرُهُ مِنَ الِاخْتِلَافِ فَقَارَبَ قَدْرَ مَا كُنْتُ ذَكَرْتُهُ أَوَّلًا وَقَدْ أَوْرَدْتُهُ عَلَى تَرْتِيبِ السُّورَةِ قَوْلُهُ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نذيرا قَرَأَ أَدْهَمُ السَّدُوسِيُّ بِالْمُثَنَّاةِ فَوْقُ قَوْلُهُ وَاتَّخَذُوا من دونه آلِهَة قرأسعيد بْنُ يُوسُفَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَفَتْحِ اللَّامِ بَعْدَهَا ألف قَوْله وَيَمْشي قرأالعلاء بْنُ شَبَابَةَ وَمُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الشِّينِ الْمَفْتُوحَةِ وَنُقِلَ عَنِ الْحَجَّاجِ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْمِيمِ وَبِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ الْمَكْسُورَةِ وَقَالُوا هُوَ تَصْحِيفٌ قَوْلُهُ إِنْ تَتَّبِعُونَ قَرَأَ بن أَنْعَمَ بِتَحْتَانِيَّةٍ أَوَّلَهُ وَكَذَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ الْأُولَى وَسُكُونِ الثَّانِيَةِ قَوْلُهُ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ قرأزهير بنأَحْمَدَ بِمُثَنَّاةٍ مِنْ فَوْقٍ قَوْلُهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا قرأسالم بْنُ عَامِرٍ جَنَّاتٌ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ قَوْلُهُ مَكَانًا ضيقا مُقرنين قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ مُقَرَنِينَ بِالتَّخْفِيفِ وَقَرَأَ سَهْلٌ مُقْرَنُونَ بِالتَّخْفِيفِ مَعَ الْوَاوِ قَوْلُهُ أم جنَّة الْخلد قرأأبو هِشَامٍ أَمْ جَنَّاتُ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ قَوْلُهُ عِبَادِي هَؤُلَاءِ قَرَأَهَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ بِتَحْرِيكِ الْيَاءِ قَوْله نسوا الذّكر قرأأبو مَالِكٍ بِضَمِّ النُّونِ وَتَشْدِيدِ السِّينِ قَوْلُهُ فَمَا يَسْتَطِيعُونَ صرفا قَرَأَ بن مَسْعُودٍ فَمَا يَسْتَطِيعُونَ لَكُمْ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَمَا يَسْتَطِيعُونَ لَكَ حَكَى ذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ هَارُون الْأَعْوَر وروى عَن بن الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ وَعَنْ يُوسُفَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ زَائِدَةَ كِلَاهُمَا عَنِ الْأَعْمَشِ بِزِيَادَةِ لَكُمْ أَيْضا قَوْله وَمن يظلم مِنْكُم قرأيحيى بْنُ وَاضِحٍ وَمَنْ يَكْذِبُ بَدَلَ يَظْلِمُ وَوَزْنَهَا وَقَرَأَهَا أَيْضًا هَارُونُ الْأَعْوَرُ يُكَذِّبُ بِالتَّشْدِيدِ قَوْلُهُ عذَابا كَبِيرا قرأشعيب عَنْ أَبِي حَمْزَةَ بِالْمُثَلَّثَةِ بَدَلَ الْمُوَحَّدَةِ قَوْلُهُ لَوْلَا أنزل قرأجعفر بْنُ مُحَمَّدٍ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالزَّايِ وَنَصْبِ الْمَلَائِكَةِ قَوْله عتوا كَبِيرا قُرِئَ عِتِيًّا بِتَحْتَانِيَّةٍ بَدَلَ الْوَاوِ وَقَرَأَ أَبُو إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ كَثِيرًا بِالْمُثَلَّثَةِ بَدَلَ الْمُوَحَّدَةِ قَوْلُهُ يَوْم يرَوْنَ الْمَلَائِكَة قَرَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ تَرَوْنَ بِالْمُثَنَّاةِ من فَوق قَوْله وَيَقُولُونَ قرأهشيم عَنْ يُونُسَ وَتَقُولُونَ بِالْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقٍ أَيْضًا قَوْله وَقدمنَا قرأسعيد بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِفَتْحِ الدَّالِ قَوْلُهُ إِلَى مَا عمِلُوا من عمل قرأالوكيعي مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ بِزِيَادَةِ صَالِحٍ قَوْلُهُ هَبَاءً قرأمحارب بِضَمِّ الْهَاءِ مَعَ الْمَدِّ وَقَرَأَ نَصْرُ بْنُ يُوسُف بِالضَّمِّ وَالْقصر والتنوين وَقَرَأَ بن دِينَارٍ كَذَلِكَ لَكِنْ بِفَتْحِ الْهَاءِ قَوْلُهُ مُسْتَقَرًّا قَرَأَ طَلْحَةُ بْنُ مُوسَى بِكَسْرِ الْقَافِ قَوْلُهُ وَيَوْم تشقق قَرَأَ أَبُو ضِمَامٍ وَيَوْمٌ بِالرَّفْعِ وَالتَّنْوِينِ وَأَبُو وجرة بِالرَّفْع بِلَا تَنْوِين وقرأعصمة عَنِ الْأَعْمَشِ يَوْمَ يَرَوْنَ السَّمَاءَ تَشَقَّقَ بِحَذْفِ الْوَاو وَزِيَادَة يرَوْنَ قَوْله الْملك يَوْمئِذٍ قرأسليمان بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَلِكُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ اللَّامِ قَوْله الْحق قرأأبو جَعْفَرِ بْنُ يَزِيدَ بِنَصْبِ الْحَقُّ قَوْلُهُ يَا لَيْتَني اتَّخذت قرأعامر بْنُ نُصَيْرٍ تَخِذْتُ قَوْلُهُ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآن قرأالمعلى عَن الجحدري بِفَتْح النُّون وَالزَّاي مخففا وقرأزيد بْنُ عَلِيٍّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ خُلَيْدٍ كَذَلِكَ لَكِنْ مُثَقَّلًا قَوْلُهُ وَقَوْمَ نُوحٍ قَرَأَهَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعْدَانَ عَنْ أَبِيهِ بِالرَّفْع قَوْله وجعلناهم للنَّاس آيَة قَرَأَ حَامِد الرمهرمزي آيَاتٍ بِالْجَمْعِ قَوْلُهُ وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ قَرَأَ سُورَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَرْيَاتُ بِالْجَمْعِ وَقَرَأَ بَهْرَامُ الْقُرَيَّةِ بِالتَّصْغِيرِ مُثَقَّلًا قَوْلُهُ أَفَلَمْ يَكُونُوا يرونها قَرَأَ أَبُو حَمْزَةَ عَنْ شُعْبَةَ بِالْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقٍ فِيهِمَا قَوْلُهُ وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ قَرَأَ عُثْمَانُ بْنُ الْمُبَارَكِ بِالْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقٍ فيهمَا قَوْله أم تحسب قرأحمزة بْنُ حَمْزَةَ بِضَمِّ التَّحْتَانِيَّةِ وَفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ قَوْلُهُ سُبَاتًا قَرَأَ يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ أَوَّلَهُ وَقَالَ مَعْنَاهُ الرَّاحَةُ قَوْلُهُ جِهَادًا كَبِيرا قَرَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ بِالْمُثَلَّثَةِ قَوْلُهُ مَرَجَ الْبَحْرين قَرَأَ بن عَرَفَةَ مَرَّجَ بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ قَوْلُهُ هَذَا عَذْبٌ قرأالحسن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعْدَانَ بِكَسْرِ الذَّالِ الْمُعْجَمَة قَوْله فَجعله نسبا قَرَأَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ سَبَبًا بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ مُوَحَّدَتَيْنِ قَوْلُهُ أَنَسْجُدُ قَرَأَ أَبُو الْمُتَوَكِّلِ بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقٍ قَوْلُهُ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْل وَالنَّهَار خلفة قرأالحسن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعْدَانَ عَنْ أَبِيهِ خَلْفَهُ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَبِالْهَاءِ ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى اللَّيْل قَوْله على الأَرْض هونا قَرَأَ بن السميفع بِضَم الْهَاء قَوْله قَالُوا سَلاما قَرَأَ حَمْزَةُ بْنُ عُرْوَةَ سِلْمًا بِكَسْرِ السِّينِ وَسُكُونِ اللَّامِ قَوْلُهُ بَيْنَ ذَلِكَ قَرَأَ جَعْفَرُ بْنُ إِلْيَاسَ بِضَمِّ النُّونِ وَقَالَ هُوَاسْم كَانَ قَوْله لَا يدعونَ قَرَأَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِتَشْدِيدِ الدَّالِ قَوْلُهُ وَلَا يقتلُون قرأابن جَامِعٍ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ التَّاءِ الْمَكْسُورَةِ وَقَرَأَهَا مُعَاذٌ كَذَلِكَ لَكِنْ بِأَلِفٍ قَبْلَ الْمُثَنَّاةِ قَوْلُهُ أَثَامًا قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ عَنْ حَمْزَةَ إِثْمًا بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ ثَانِيهِ بِغَيْرِ أَلِفٍ قَبْلَ الْمِيمِ وَرُوِيَ عَن بن مَسْعُودٍ بِصِيغَةِ الْجَمْعِ آثَامًا قَوْلُهُ يُبَدِّلُ اللَّهُ قَرَأَ عبد الحميد عَن أبي بكر وبن أبي عبلة وَأَبَان وبن مُجَالِدٍ عَنْ عَاصِمٍ وَأَبُو عُمَارَةَ وَالْبَرْهَمِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ بِسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ قَوْلُهُ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ قرأأبو الْمُظَفَّرِ بِنُونٍ بَدَلَ الرَّاءِ قَوْلُهُ ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبهم قرأتميم بْنُ زِيَادٍ بِفَتْحِ الذَّالِ وَالْكَافِ قَوْلُهُ بِآيَاتِ رَبهم قرأسليمان بْنُ يَزِيدَ بِآيَةِ بِالْإِفْرَادِ قَوْلُهُ قُرَّةَ أَعْيُنٍ قرأمعروف بْنُ حَكِيمٍ قُرَّةُ عَيْنٍ بِالْإِفْرَادِ وَكَذَا أَبُو صَالِحٍ مِنْ رِوَايَةِ الْكَلْبِيِّ عَنْهُ لَكِنْ قَالَ قَرَأت عين قَوْله واجعلنا لِلْمُتقين قَرَأَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ لَنَا مِنَ الْمُتَّقِينَ إِمَامًا قَوْلُهُ يُجْزَوْنَ قَرَأَ أُبَيٌّ فِي رِوَايَةٍ يُجَازَوْنَ قَوْلُهُ الْغُرْفَةُ قَرَأَ أَبُو حَامِدٍ الغرفات قَوْله تَحِيَّة قَرَأَ بن عُمَيْر تحيات بِالْجمعِ قَوْله وَسلَامًا قرأالحارث وسلما فِي الْمَوْضِعَيْنِ قَوْله مُسْتَقرًّا ومقاما قرأعمير بْنُ عِمْرَانَ وَمَقَامًا بِفَتْحِ الْمِيمِ قَوْلُهُ فَقَدْ كَذبْتُمْ قَرَأَ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ بِتَخْفِيفِ الذَّالِ فَهَذِهِ سِتَّةٌ وَخَمْسُونَ مَوْضِعًا لَيْسَ فِيهَا مِنَ الْمَشْهُورِ شَيْءٌ فَلْيُضَفْ إِلَى مَا ذَكَرْتُهُ أَوَّلًا فَتَكُونُ جُمْلَتُهَا نَحْوًا مِنْ مِائَةٍ وَثَلَاثِينَ مَوْضِعًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَاسْتُدِلَّ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فاقرءوا مَا تيَسّر مِنْهُ عَلَى جَوَازِ الْقِرَاءَةِ بِكُلِّ مَا ثَبَتَ مِنَ الْقُرْآن بِالشُّرُوطِ الْمُتَقَدّمَة وَهِي شُرُوط لابد مِنَ اعْتِبَارِهَا فَمَتَى اخْتَلَّ شَرْطٌ مِنْهَا لَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْقِرَاءَةُ مُعْتَمَدَةً وَقَدْ قَرَّرَ ذَلِكَ أَبُو شَامَةَ فِي الْوَجِيزِ تَقْرِيرًا بَلِيغًا وَقَالَ لَا يُقْطَعُ بِالْقِرَاءَةِ بِأَنَّهَا مُنَزَّلَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِلَّا إِذَا اتَّفَقَتِ الطُّرُقُ عَنْ ذَلِكَ الْإِمَامِ الَّذِي قَامَ بِإِمَامَةِ الْمِصْرِ بِالْقِرَاءَةِ وَأَجْمَعَ أَهْلُ عَصْرِهِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ عَلَى إِمَامَتِهِ فِي ذَلِكَ قَالَ أَمَّا إِذَا اخْتَلَفَتِ الطُّرُقُ عَنْهُ فَلَا فَلَوِ اشْتَمَلَتِ الْآيَةُ الْوَاحِدَةُ عَلَى قِرَاءَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ مَعَ وُجُودِ الشَّرْطِ الْمَذْكُورِ جَازَتِ الْقِرَاءَةُ بِهَا بِشَرْطِ أَنْ لَا يَخْتَلُّ الْمَعْنَى وَلَا يَتَغَيَّرَ الْإِعْرَابُ وَذَكَرَ أَبُو شَامَةَ فِي الْوَجِيزِ أَنَّ فَتْوَى وَرَدَتْ مِنَ الْعَجَمِ لِدِمَشْقَ سَأَلُوا عَنْ قَارِئٍ يَقْرَأُ عَشْرًا مِنَ الْقُرْآنِ فَيَخْلِطُ الْقرَاءَات فَأجَاب بن الْحَاجِب وبن الصَّلَاحِ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَئِمَّةِ ذَلِكَ الْعَصْرِ بِالْجَوَازِ بِالشُّرُوطِ الَّتِي ذَكرنَاهَا كمن يقرأمثلا فَتلقى آدم من ربه كَلِمَات فَلَا يقرألابن كَثِيرٍ بِنَصْبِ آدَمَ وَلِأَبِي عَمْرٍو بِنَصْبِ كَلِمَاتٍ وَكَمن يقرأنغفر لَكُمْ بِالنُّونِ خَطَايَاتُكُمْ بِالرَّفْعِ قَالَ أَبُو شَامَةَ لَا شَكَّ فِي مَنْعِ مِثْلِ هَذَا وَمَا عَدَاهُ فَجَائِزٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ شَاعَ فِي زَمَانِنَا مِنْ طَائِفَةٍ مِنَ الْقُرَّاءِ إِنْكَارُ ذَلِكَ حَتَّى صَرَّحَ بَعْضُهُمْ بِتَحْرِيمِهِ فَظَنَّ كَثِيرٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ أَنَّ لَهُمْ فِي ذَلِكَ مُعْتَمَدًا فَتَابَعُوهُمْ وَقَالُوا أَهْلُ كُلِّ فَنٍّ أَدْرَى بِفَنِّهِمْ وَهَذَا ذُهُولٌ مِمَّنْ قَالَهُ فَإِنَّ عِلْمَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ إِنَّمَا يُتَلَقَّى مِنَ الْفُقَهَاءِ وَالَّذِي مَنَعَ ذَلِكَ مِنَ الْقُرَّاءِ إِنَّمَا هُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذا قرأبرواية خَاصَّةٍ فَإِنَّهُ مَتَى خَلَطَهَا كَانَ كَاذِبًا عَلَى ذَلِكَ الْقَارِئِ الْخَاصِّ الَّذِي شَرَعَ فِي إِقْرَاءِ رِوَايَته فَمن أقرأرواية لَمْ يَحْسُنْ أَنْ يَنْتَقِلَ عَنْهَا إِلَى رِوَايَةٍ أُخْرَى كَمَا قَالَه الشَّيْخ مُحي الدِّينِ وَذَلِكَ مِنَ الْأَوْلَوِيَّةِ لَا عَلَى الْحَتْمِ أَمَّا الْمَنْعُ عَلَى الْإِطْلَاقِ فَلَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.(قَوْلُهُ بَابُ تَأْلِيفِ الْقُرْآنِ) أَيْ جَمْعُ آيَاتِ السُّورَةِ الْوَاحِدَةِ أَوْ جَمْعُ السُّوَرِ مُرَتَّبَةً فِي الْمُصحف


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4726 ... ورقمه عند البغا: 4992 ]
    - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلاَةِ، فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقُلْتُ: كَذَبْتَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ. فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَرْسِلْهُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ». فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ». ثُمَّ قَالَ: «اقْرَأْ يَا عُمَرُ»، فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ».وبه قال: (حدّثنا سعيد بن عفير) المصري قال: (حدّثني) بالإفراد (الليث) بن سعد الإمام المصري قال: (حدّثني) بالإفراد أيضًا (عقيل) بضم العين ابن خالد (عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري أنه (قال: حدّثني) بالإفراد (عروة بن الزبير) بن العوّام (أن المسور بن مخرمة) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة ابن نوفل الزهري (وعبد الرحمن بن عبد) بتنوين عبد من غير إضافة إلى شيء (القاري) بتشديد التحتية نسبة إلى القارة بطن من خزيمة بن مدركة والقارة لقبه واسمه أثيع بالمثلثة مصغرًا (حدّثناه أنهما سمعا عمر بن الخطاب) -رضي الله عنه- (يقول: سمعت هشام بن حكيم) ولأبي ذر والأصيلي زيادة ابن حزام وهو أسديّ على الصحيح (يقرأ سورة الفرقان) لا سورة الأحزاب إذ هو غلط (في حياة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فكدت أساوره) بهمزة مضمومة وسين مهملة أي آخذ برأسه أو أواثبه (في الصلاة فتصبرت) أي تكلفت الصبر (حتى سلم) أي فرغ من صلاته (فلببته) بفتح اللام وتشديد الموحدة الأولى في الفرع وأصله، وقال عياض التخفيف أعرف (بردائه) أي جمعته عليه عند لبته لئلا ينفلت مني وهذا من عمر على عادته في الشدّة بالأمر بالمعروف (فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ) ها؟ بحذف الضمير (قال): وللأصيلي فقال هشام: (أقرأنيها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) قال عمر -رضي الله عنه- (فقلت) له: (كذبت فإن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد أقرأنيها على غير ما قرأتـ) ـهافيه إطلاق التكذيب على غلبة الظن فإنه إنما فعل ذلك عن اجتهاد منه لظنه أن هشامًا خالف الصواب وساغ له ذلك لرسوخ قدمه في الإسلام وسابقته بخلاف هشام فإنه من مسلمة الفتح فخشي أن لا يكون أتقن القراءة، ولعل عمر لم يكن سمع حديث: أنزل القرآن على سبعة أحرف قبل ذلك (فانطلقت به أقوده) أجرّه بردائه (إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقلت) يا رسول الله (إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان) بباء الجر وللأربعة سورة الفرقان (على حروف لم تقرئنيها. فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-):(أرسله) بهمزة قطع أي أطلقه ثم قال له عليه الصلاة والسلام (اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ بها (فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كذلك أنزلت، ثم قال) عليه الصلاة والسلام: (اقرأ يا عمر فقرأت القراءة التي أقرأني) بها (فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كذلك أُنزلت) ولم يقف الحافظ ابن حجر على تعيين الأحرف التي اختلف فيها عمر وهشام من سورة الفرقان، نعم جمع ما اختلف فيه من المتواتر والشاذ من هذه السورة وسبقه إلى ذلك ابن عبد البر مع فوت ثم قال: والله أعلم بما أنكر منها عمر على هشام وما قرأ به عمر. ثم قال: عليه الصلاة والسلام تطييبًا لقلب عمر لئلا ينكر تصويب الشيئين المختلفين: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف) جمع حرف مثل فلس وأفلس أي لغات أو قرأت فعلى الأول يكون المعنى على أوجه من اللغات لأن أحد معاني الحرف في اللغة الوجه. قال تعالى: {{ومن الناس من يعبد الله على حرف}} [الحج: 11] وعلى الثاني يكون من إطلاق الحرف على الكلمة مجازًا لكونه بعضها. (فاقرؤوا ما تيسر منه) أي من الأحرف المنزل بها، فالمراد بالتيسر في الآية غير المراد به
    في الحديث لأن الذي في الآية المراد به القلة والكثرة، والذي في الحديث ما يستحضره القارئ من القراءات فالأول من الكمية والثاني من الكيفية.وقد وقع لجماعة من الصحابة نظير ما وقع لعمر مع هشام. منها لأُبي بن كعب مع ابن مسعود في سورة النحل، وعمرو بن العاص مع رجل في آية من القرآن رواه أحمد. وابن مسعود مع رجل في سورة من آل حم رواه ابن حبان والحاكم، وأما ما رواه الحاكم عن سمرة رفعه: أُنزل القرآن على ثلاثة أحرف فقال أبو عبد الله: تواترت الأخبار بالسبعة إلا في هذا الحديث.قال أبو شامة: يحتمل أن يكون بعضه أنزل على ثلاثة أحرف كجذوة والراهب أو أراد أنزل ابتداء على ثلاثة أحرف ثم زيد إلى سبعة توسعة على العباد والأكثر أنها محصورة في السبعة وهل هي باقية إلى الآن يقرأ بها أم كان ذلك ثم استقر الأمر على بعضها وإلى الثاني ذهب الأكثر كسفيان بن عيينة وابن وهب والطبري والطحاوي، وهل استقر ذلك في الزمن النبوي أم بعده؟ والأكثر على الأول واختاره القاضي أبو بكر بن الطيب وابن عبد البر وابن العربي وغيرهم لأن ضرورة اختلاف اللغات ومشقة نطقهم بغير لغتهم اقتضت التوسعة عليهم في أول الأمر فأذن لكلٍّ أن يقرأ على حرفه أي طريقته في اللغة إلى أن انضبط الأمر وتدربت الألسن وتمكن الناس منالاقتصار على الطريقة الواحدة، فعارض جبريل عليه السلام النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- القرآن مرتين في السنة الأخيرة واستقر على ما هو عليه الآن فنسخ الله تعالى تلك القراءة المأذون فيها بما أوجبه من الاقتصار على هذه القراءة التي تلقاها الناس.ويشهد له ما عند الترمذي عن أُبيّ أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لجبريل: "إني بعثت إلى أمة أميّة فيهم الشيخ الفاني والعجوز الكبير والغلام" قال: فمرهم أن يقرؤوا على سبعة أحرف وفي بعضها كقوله: هلم وتعال وأقبل وأسرع واذهب واعجل لكن الإباحة المذكورة لم تقع بالتشهي أي أن كل أحد يغير الكلمة بمرادفها في لغته بل ذلك مقصور على السماع من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما يشير إليه قول كلٍّ من عمر وهشام أقرأني النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.ولئن سلمنا إطلاق الإباحة بقراءة المرادف ولو لم يسمع لكن الإجماع من الصحابة في زمن عثمان الموافق للعرضة الأخيرة يمنع ذلك كما مرّ، واختلف في المراد بالسبعة، قال ابن العربي: لم يأتِ في ذلك نص ولا أثر، وقال ابن حبان: إنه اختلف فيها على خمسة وثلاثين قولًا. قال المنذري: إن أكثرها غير مختار، وقال أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي هذا من المشكل الذي لا يُدرى معناه لأن الحرف يأتي لمعانٍ، وعن الخليل بن أحمد: سبع قراءات وهذا أضعف الوجوه فقد بيّن الطبري وغيره أن اختلاف القراء إنما هو حرف واحد من الأحرف السبعة وقيل سبعة أنواع كل نوع منها جزء من أجزاء القرآن فبعضها أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، وفيه حديث ضعيف من طريق ابن مسعود، ورواه البيهقي بسند مرسل وهو قول فاسد وقيل سبع لغات لسبع قبائل من العرب متفرقة في القرآن فبعضه بلغة تميم وبعضه بلغة أزد وربيعة وبعضه بلغة هوازن وبكر وكذلك سائر اللغات ومعانيها واحدة، وإلى هذا ذهب أبو عبيد وثعلب وحكاه ابن دريد عن أبي حاتم، وبعضهم عن القاضي أبي بكر وقال الأزهري: وابن حبان: إنه المختار وصححه البيهقي في الشعب، واستنكره ابن قتيبة واحتج بقوله تعالى: {{وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}} [إبراهيم: 4].وأجيب: بأنه لا يلزم من هذه الآية أن يكون أرسل بلسان قريش فقط لكونهم قومه بل أرسل بلسان جميع العرب ولا يرد عليه كونه بعث إلى الناس كافّة عربًا وعجمًا لأن القرآن أنزل باللغة العربية وهو بلغه إلى طوائف العرب وهم يترجمونه لغير العرب بألسنتهم.وقال ابن الجزري: تتبعت القراءات صحيحها وشاذها وضعيفها ومنكرها فإذا هي ترجع إلى سبعة أوجه من الاختلاف لا تخرج عن ذلك وذلك إما في الحركات بلا تغير في المعنى
    والصورة نحو البُخْل والبَخَل ويحسب بوجهين أو بتغير في المعنى فقط نحو: {{فتلقى آدم من ربه كلمات}} [البقرة: 37] وادّكر بعد أمه وأمة، وأما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة نحو: تبلو وتتلو وننجيك ببدنك وننجيك ببدنك أو عكس ذلك نحو: بسطة بصطة أو بتغيرهما نحو: أشد منكم ومنهم ويأتل ويتأل وفامضوا إلى ذكر الله، وأما في التقديم والتأخير نحو: فيقتلون ويقتلون، وجاءتسكرة الحق بالموت أو في الزيادة والنقصان نحو؛ أوصى ووصى والذكر والأنثى وأما نحو اختلاف الإظهار والإدغام مما يعبر عنه بالأصول فليس من الاختلاف الذي يتنوّع فيه اللفظ أو المعنى لأن هذه الصفات في أدائه لا تخرجه عن أن يكون لفظًا واحدًا ولئن فرض فيكون من الأول انتهى.وحديث الباب مضى في كتاب الخصومات.


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4726 ... ورقمه عند البغا:4992 ]
    - حدَّثنا سَعِيدُ بنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حدّثني الليْثُ قَالَ: حدّثني عُقَيْلٌ عنِ ابْن شهابٍ، قَالَ: حدّثني عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ: أنَّ المِسْوَرَ بنَ مَخْرَمَةَ وعبْدَ الرَّحْمانِ بنَ عبدٍ القارِيَّ حدَّثاهُ أنَّهُما سَمِعا عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشام بنَ حَكِيمٍ يقرَأ سورَةَ الفُرْقانِ فِي حيَاةِ رسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فإِذَا هُوَ يَقْرَأُ علَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنيها رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَكِدْتُ أُساورُهُ فِي الصَّلاَةِ، فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سلَمَ، فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَقُلْتُ: مَنْ أقْرَأَكَ هاذِهِ السُّورَةَ الَّتي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟ . قَالَ: أقْرَأْنِيها رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقُلْت: كَذَبْتَ، فإِنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَدْ أقْرَأْنِيها علَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ، فَانْطَلَقْتُ بهِ أقُودُهُ إِلَى رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقُلْتُ
    إنِّي سَمِعْتُ هاذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الفرْقان علَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيها. فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أرْسِلْهُ: اقْرَأ يَا هِشامُ فَقَرَأ علَيْهِ القِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ، فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ. ثُمَّ قَالَ: اقْرَأُ يَا عُمَرُ، فَقَرَأْتُ القِرَاءَةُ الَّتِي أقْرَأني، فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَذالِكَ أُنْزِلَتْ إنَّ هاذَا القُرْآنَ أُنْزِلَ علَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ فاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنهُ..مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْخُصُومَات وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.قَوْله: (وَعبد الرَّحْمَن بن عبد) بِالتَّنْوِينِ غير مُضَاف إِلَى شَيْء (والقاري) بتَشْديد الْيَاء نِسْبَة إِلَى قارة بطن من خُزَيْمَة بن مدركة. قَوْله: (هِشَام بن حَكِيم) ابْن حزَام هُوَ الْأَسدي لَهُ ولأبيه صُحْبَة وَكَانَ إسلامهما يَوْم الْفَتْح، وَهِشَام مَاتَ قبل أَبِيه وَلَيْسَ لَهُ فيالبخاري رِوَايَة، وَأخرجه لَهُ مُسلم حَدِيث وَاحِدًا مَرْفُوعا من رِوَايَة عُرْوَة عَنهُ. قَوْله: (أساوره) أَي: أواثبه. وَقَالَ الْحَرْبِيّ: أَي آخذه بِرَأْسِهِ، وَالْأول أشبه. قَوْله: (حَتَّى سلّم) أَي: من صلَاته. قَوْله: (فلببته برادئه) أَي: جمعت عَلَيْهِ ثِيَابه عِنْد لبته لِئَلَّا ينفلت مني. قَوْله: (كذبت) ، فِيهِ إِطْلَاق ذَلِك على غَلَبَة الظَّن أَو المُرَاد بقوله لَهُ: كَذبك أَخْطَأت، لِأَن أهل الْحجاز يطلقون الْكَذِب فِي مَوضِع الْخَطَأ. قَوْله: (أقوده) كَأَنَّهُ لما لببه صَار يجره. قَوْله: (إِن هَذَا الْقُرْآن) إِلَى آخِره إِنَّمَا ذكره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تطمينا لعَمْرو، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، لِئَلَّا يُنكر تصويب الشَّيْئَيْنِ الْمُخْتَلِفين، قَوْله: (مَا تيَسّر مِنْهُ) ، أَي: من الْمنزل، وَفِيه إِشَارَة إِلَى أَن التَّعَدُّد فِي الْقِرَاءَة للتيسير على القارىء، هَذَا يُقَوي قَول من قَالَ: المُرَاد بالأحرف تأدية الْمَعْنى بِاللَّفْظِ المرادف وَلَو كَانَ من لُغَة وَاحِدَة، لِأَن لُغَة هِشَام بِلِسَان قُرَيْش وَكَذَلِكَ عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، ومه ذَلِك فقد اخْتلفت قراءتهما، قَالَ ذَلِك ابْن عبد الْبر، وَنقل ذَلِك عَن أَكثر أهل الْعلم: أَن هَذَا هُوَ المُرَاد بالأحرف السَّبع، وَالله أعلم.

    حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ، حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا، سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ، يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلاَةِ فَتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَقُلْتُ مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ‏.‏ قَالَ أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ‏.‏ فَقُلْتُ كَذَبْتَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ‏"‏ أَرْسِلْهُ اقْرَأْ يَا هِشَامُ ‏"‏‏.‏ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ‏"‏ كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ ‏"‏‏.‏ ثُمَّ قَالَ ‏"‏ اقْرَأْ يَا عُمَرُ ‏"‏‏.‏ فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ‏"‏ كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ‏"‏‏.‏

    Narrated `Umar bin Al-Khattab:I heard Hisham bin Hakim reciting Surat Al-Furqan during the lifetime of Allah's Messenger (ﷺ) and I listened to his recitation and noticed that he recited in several different ways which Allah's Messenger (ﷺ) had not taught me. I was about to jump over him during his prayer, but I controlled my temper, and when he had completed his prayer, I put his upper garment around his neck and seized him by it and said, "Who taught you this Sura which I heard you reciting?" He replied, "Allah's Messenger (ﷺ) taught it to me." I said, "You have told a lie, for Allah's Messenger (ﷺ) has taught it to me in a different way from yours." So I dragged him to Allah's Messenger (ﷺ) and said (to Allah's Messenger (ﷺ)), "I heard this person reciting Surat Al-Furqan in a way which you haven't taught me!" On that Allah's Apostle said, "Release him, (O `Umar!) Recite, O Hisham!" Then he recited in the same way as I heard him reciting. Then Allah's Messenger (ﷺ) said, "It was revealed in this way," and added, "Recite, O `Umar!" I recited it as he had taught me. Allah's Messenger (ﷺ) then said, "It was revealed in this way. This Qur'an has been revealed to be recited in seven different ways, so recite of it whichever (way) is easier for you (or read as much of it as may be easy for you)

    Telah menceritakan kepada kami [Sa'id bin Ufair] ia berkata, Telah menceritakan kepadaku [Al Laits] ia berkata; Telah menceritakan kepadaku [Uqail] dari [Ibnu Syihab] ia berkata; Telah menceritakan kepadaku [Urwah bin Zubair] bahwa [Al Miswar bin Makhzamah] dan [Abdurrahman bin Abd Al Qari`] keduanya menceritakan kepadanya bahwa keduanya mendengar [Umar bin Al Khaththab] berkata, "Aku pernah mendengar Hisyam bin Hakim bin Hizam sedang membaca surat Al Furqan di masa Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam, aku pun mendengarkan bacaannya dengan seksama. Maka, ternyata ia membacakan dengan huruf yang banyak yang Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam belum pernah membacakannya seperti itu padaku. Maka aku hampir saja mencekiknya saat shalat, namun aku pun bersabar menunggu sampai ia selesai salam. Setelah itu, aku langsung meninting lengan bajunya seraya bertanya, "Siapa yang membacakan surat ini yang telah aku dengan ini kepadamu?" Ia menjawab, "Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam yang telah membacakannya padaku." Aku katakan, "Kamu telah berdusta. Sesungguhnya Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam telah membacakannya padaku, namun tidak sebagaimana apa yang engkau baca." Maka aku pun segera menuntunnya untuk menemui Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam. Selanjutnya, kukatakan kepada beliau, "Sesungguhnya aku mendengar orang ini membaca surat Al Furqan dengan huruf (dialek bacaan) yang belum pernah Anda bacakan kepadaku." Maka Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam pun bersabda: "Bacalah wahai Hisyam." Lalu ia pun membaca dengan bacaan yang telah aku dengar sebelumnya. Kemudian Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam bersabda: "Begitulah ia diturunkan." Kemudian beliau bersabda: "Bacalah wahai Umar." Maka aku pun membaca dengan bacaan sebagaimana yang dibacakan oleh Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam kepadaku. Setelah itu, beliau bersabda: "Seperti itulah surat itu diturunkan. Sesungguhnya Al Qur`an ini diturunkan dengan tujuh huruf (tujuh dialek bacaan). Maka bacalah ia, sesuai dengan dialek bacaan yang kalian bisa

    Ömer (bin el-Hattab)'den şöyle söylediği rivayet edilmiştir: "Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem henüz hayatta iken Hişam İbn Hakim'in Furkan suresini okuduğunu işittim. Bir müddet okuyuşuna kulak verdim. Birden onun, Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in bana okutmadığı birçok harf üzerine Kur'an'ı okuduğunu fark ettim. Namazda iken yakasına yapışmaktan kendimi zor tuttum. Selam verinceye kadar güçlükle sabrettim. Sonra ridasından yakalayıp 'Senden dinlediğim bu sureyi sana kim öğretti?' diye sordum. 'Bana bunu Allah Resıılü Sallallahu Aleyhi ve Sellem öğretti' diye cevap verdi. 'Yalan söylüyorsun! Zira Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem bu sureyi bana, senin okuduğundan farklı öğretti' dedim. Onu alıp Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'e götürdüm. Ona: 'Bu adamı, Furkan suresini sizirı bana öğrettiğinizden farklı bir harf üzere okurken işittim' diye şikayet ettim. Allah Resulü Sallallahu Aleyhi ve Sellem: 'O nu bırak' dedi. Sonra ona 'Ey Hişam! Oku bakayım' dedi. O da kendisinden işittiğim şekilde okudu. Bunun üzerine Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem, 'Bu sure bu şekilde indi' buyurdu. Sonra bana 'Ey Ömer! Sen oku bakayım!' dedi. Ben de bana öğrettiği şekilde okudum. Yine Hz. Nebi sallaııahu a1eyhi ve sellem, 'Bu sure bu şeklide nazil oldu' dedi ve şöyle ekledi: Bu Kur'an yedi harf üzerine nazil oldu. Hangisi kolayımza geliyorsa onu okuyun!" Diğer tahric edenler: Tirmizi Kraat; Müslim, Salat-ül Müsafirin Fethu'l-Bari Açıklaması: Kur'an yedi vecih üzere nazil olmuştur. Kur'an'ı, bu vecihlerin her biriyle okumak caizdir. Ancak bu hadis, Kur'an'ın her bir kelimesinin, her bir cümlesinin yedi vecih üzere indiği anlamına gelmez. Aksine bununla bir kelime hakkında varid olan kıraat sayısının yediyi bulduğu kast edilmiştir. Hadiste geçen yediden maksadın, hakiki manada yedi olmadığı söylenmiştir. Bununla kolaylığın kast edildiği ileri sürülmüştür. Yedi lafzı, tek rakamlı sayı;:,larda çokluğu ifade etmek için kullanılır. Benzer şekilde yetmiş lafzı onlu sayılarda, yediyüz rakamı da yüzlü sayılarda çokluğu ifade etmek için söylenir. Yani bu lafızlarla muayyen bir sayı kast edilmez. Kadi İyad ve ona tabi olanlar bu görüşü benimsemişlerdir. Hicazlılar hata yaptın yerine, yalan söylüyorsun derler. "Hangisi kolayımza geliyorsa, onu okuyun!" ifadesi, "nazil olan harflerden hangisi kolayınıza geliyorsa, onu okuyun" manasına gelir. Hadisin bu kısmında, Kur'an'ın yedi harf üzere nazil olmasının hikmetine işaret edilmiştir. Bunun okuyucu için kolaylık olduğu belirtilmiştir. Bu da, yedi harften maksadın aynı lehçe içinde olsa bile Kur'anı manaları müteradif (eşanlamlı) lafızlarla ifade etmek olduğunu iddia edenlerin görüşünü desteklemektedir. Çünkü Hişam, Kureyş lehçesini kullanıyordu. Aynı şeklide Hz. Ömer de bu lehçeyi kullanıyordu. Buna rağmen ikisinin kıraati de farklılık göstermiştir. Bu hususa İbn Abdilberr dikkat çekmiştir. O, ilim ehlinin çoğundan, yedi harften maksadın bu olduğu görüşünü nakletmiştir. Ebu Ubeyd ve diğerleri ise yedi harften maksadın, farklı lehçeler olduğunu ileri sürmüştür. İbn Atıyye de bunu tercih etmiştir. Ancak Arapların yediden fazla lehçeye sahip olduğu belirtilerek bu görüşe itiraz edilmiştir. Cevap olarak ise, fasih olanların sayısının yedi olduğu söylenmiştir. Ebu Şame bir alimin şöyle dediğini nakletmiştir: "Kur'an önce, Kureyş ve onlara komşu olan fasih Arapların lehçesi üzerine nazil oldu. Daha sonra Arapların keni lehçeleriyle Kur'an okumalarına müsaade edildi. Söz konusu bu lehçeler arasında ise, lafız ve i'rab farklılıkları mevcuttu." Kanaatime göre bu söz şu şekilde tamamlanır: Bu müsaade insanların arzusuna bırakılmamıştır. Yani herkes kendi kafasına göre Kur'an kelimelerini kendi lehçesindeki müteradif lafızlarla değiştirmiyordu. Aksine bu konuda, Hz. Nebi'den Sallallahu Aleyhi ve Sellem işitme dikkate alınıyordu. Nitekim bu konuda zikredilen hadiste hem Hz. Ömer'.in, hem de Hişam'ın 'bana bunu Allah Resulü Sallallahu Aleyhi ve Sellem öğretti' demesi buna işaret eder. İbn Kuteybe (ö. 276) "Müşkilu'I-Kur'an" adlı kitabının baş tarafında şöyle der: "Allah'ın, Resulullah'a Sallallahu Aleyhi ve Sellem Kur'an'ı her kavmin kendi lehçesine göre okumasını emretmesi, bu ümmete gösterdiği kolaylıklardan biridir. Bu sayede Hüzeyl kabilesine mensup biri .......hatta hıne ifadesini .........atta hıne şeklinde, Esed kabilesine mensup biri, kelimesini ilk harfin harekesini kesralı olarak (tı'lemo.ne şeklinde), Temım kabilesine mensup olan biri, hemzeli, Kureyşliler hemzesiz okuyabilmektedir. Eğer Allah Teala her kabilenin kendi lehçesinden vazgeçmesini, çocukken, gençken ve yetişkinken kullandıkları lehçelerini bir kenara itmelerini isteseydi, insanlar için bu son derece güç olurdu. Bu yüzden lütfu ile onlara kolaylık sağladı." İbn Kuteybe ve daha başkaları, hadiste bahsi geçen rakamı şu yedi hususta meydana gelen farklı vecihlere hamletmişlerdir: 1- Sureti ve manası değişmeden harekesi değişen vecih. ...........Vela yudarra katibun ve la şehid ayeti buna örnek olarak verilebilir. Bu ayette geçen .........ve la yudarru kelimesindeki jra harfi hem mansup,soo hem de merfu olarak okunmuştur. 2- Fiilin değişmesi ile değişen vecih. li.)l.4.....t /Baid beyne esfarina ayeti buna örnek verilebilir. Buradaki ..lç./baid emir fiil şeklinde okunduğusoı gibi / beude olarak mazi fiil şeklinde de okunmuştur. 3- Noktasız harflere nokta verilmek suretiyle meydana gelen farklı vecih. Mesela, U. /sümme nünşiruha ayeti buna örnek olarak verilebilir. Bu ayette /nünşir kelimesinin son harfi hem noktasız (.;Ira), hem de noktalı (jIze) şeklindes02 okunmuştur. 4- Mahreç bakımından birbirine yakın olan harflerin değişmesiyle meydana gelen vecih ......... ve talhun mendud ayeti, Hz. Ali'den nakledilen kıraate göre .........ve tal'un mendud şeklinde okunmuştur. 5- Takdim ve tehirle meydana gelen değişiklik ile oluşan vecih. ........ve caet sekratül-mevti bi'l hakkı ayeti, Ebu Bekir, Talha İbn Musamf ve Zeynu'l-abidın kıraatine göre ...........ve caet sekratü'l-hakkı bi'l-mevti şeklinde okunmuştur. 6- Ziyade ve eksiklik bulunmasıyla farklılık arz eden vecih. Kitabu't-tefsır'de İbn Mes'ud ve Ebu'd-Oerda'dan nakledilen rivayet buna örnek olabilir. Nitekim eksik kıraate göre Leyl suresinin ilk üç ayeti, ............ve'I-leyli iza yağşa ve'n-nehari iza tecella ve'z-zekeri ve'l-ünsa şeklinde okunmuştur. Fazlalık olan kıraate göre ise, .......tebbet yeda ebi Leheb suresinin tefsiri yapılırken İbn Abbas'tan nakleailen şu kıraat örnek olarak verilebilir: ............ Ne enzir aşırateke'l-akrabın ve rahdake minhumu'l- muhlesln. 7 - Bir kelimenin eşanlamlısıyla değiştirilmesi şeklinde meydana gelen vecih. Mesela ........Kel-İhni'l-menfuş ayeti, İbn Mes'ud ve Saıd İbn Cübeyr kıraatine göre ı.f i J ........es-slifi'l-menfı1ş şeklinde okunmuştur. ......teYbe'nin (ö. 276) bu izahı gayet güzeldir. Kur'an'ın nazif olduğu yedi harfin tamamı şu an Müslümanların elinde bulunan mushaflarda mevcut mudur? Yoksa bundan sadece bir harf mi kalmıştır? İşte bu konuda selef alimleri farklı yorumlar yapmışlardır.. İbnu'l-Bakıllanı yedi harfi n de mevcut olduğu görüşünü benimsemeye meyletmiştir. Taberı ve bir grup alim sadece bir harfin mevcut olduğunu açık bir dille ifade etmiştir. İtimada şayan görüş de budur .. Ebu'l-Fadl er-Razı "el-Levaih" adlı eserinde şöyle demiştir: "Eğer kıraat imamlarından biri bazı harfleri tercih etse, kıraat konusunda da tercihte bulunmak şartıyla yeni bir çığır açsa, yedi harfin dışına çıkmış olmaz." Kevaşı de şöyle demiştir: "Senedi sahih, Arapçaya uygunluğu tam ve hattı da imam mushafına muvafık olan bütün kıraatler, nasla sabit olmuş yedi har- . fin içinde yer alır. Buna binaen sayıları ister yedi olsun,ister yedi bin, kurra'ın kıraatleri bu kriterlere göre kabul edilir. Bu üç kriterden birini taşımayan kıraat, şazdır." Son asırlarda meşhur kıraatlerin "Teysir", "Şatıbiyye" gibi kıraat kitaplarında toplandığı vehminin canlılığını koruması bu konudaki görüşlerin genişlemesine neden olmuştur. Hz. Nebi'in Sallallahu Aleyhi ve Sellem "Hangisi kolayınıza geliyorsa onu okuyun!" sözünü, yukarıda bahsi geçen şartları taşıyan okuyuş şekilleriyle Kur'an ayetlerinin okunabileceğine delil olarak getirmişlerdir. Bu şartlar mutlaka dikkate alınmalıdır. Bunlardan herhangi birinin bulunmadığı kıraatler Kur'an olarak kabul edilmez. Nitekim Ebu Şame "el-Vecfz" adlı kitabında bu konuyu gayet güzel açıklamıştır: "Bir kıratın, Allah katından nazil olduğu ancak şu şekilde kesinlik kazanır: a) Bulunduğu bölgenin kıraat imamlığını yapan kariden birbiriyle ittifak halinde olan tariklerle nakledilmiş olacak. b) İmamın muasırları ile daha sonraki dönemlerde gelenler onun kıraatler hususunda imam olduğu konusunda icma' edecek." Daha sonra Ebu Şame şöyle demiştir: "Bir imamdan nakledilen-tarikler farklılık arz ederse, bu durumda kıraatlerin Kur'an olduğu söylenem& Eğer bir ayet yukarıda belirttiğimiz şartları taşıyan birbirinden farklı birçok kıraatı içeriyorsa, mananın bozulmaması ve i'rabın değişmemesi şartıyla bu kıraaıer okunabilir." Ebu Şame "el-Vecfz" adlı eserinde şöyle bir olaydan bahsetmektedir: "Anadi- li Arapça olmayan gençler Şam'a gelip kıraatleri birbirine karıştırarak Kur'an'dan aşır okuyan birinin durumunu sordu. Bu soruya İbnu'l-Hacib, İbnu's-Salah ve dönemin diğer alimleri okunan kıraatlerin yukarıdaki şartları taşıması kaydıyla bunun caiz olduğunu belirterek cevap vermiştir. Ancak kişi, ............fetelekka Ademu min Rabbihı kelimat ayetini (Bakara 58) İbn Kesir kıratma göre .......Adem kelimesinin nasbı, Ebu Amr kıratma göre de ......... kelimat kelimesinin nasbı ile okuyamaz. Benzer şekilde ........... .neğfir leküm hatayatiküm ayetinde (A'raf 161) plgafera fiilini muzari mütekellim cemi sigasıyla ......neğfiru şeklinde, .........hatayaküm kelimesini de merfu' olarak okuyamaz." ... "Bu tür kıraatleri haram olduğu hususunda hiç şüphe yoktur. Bunun dışmdaki okumalar ise caizdir. Doğrusunu en iyi Allah bilir. Günümüzde karilerden öyle bir grup ortaya çıktı ki, bunlar bu tür okumaları inkar etmektedirler. Hatta onlardan biri açıkça bu şekilde okumanm haram olduğunu söylemiştir. Fakihlerin çoğu onları bu sahada otorite kabul edip onlara tabi olmuş ve kendilerini 'her fennin alimi o fenni diğerlerinden daha iyi bilir' diyerek savunmuşlardır. Ancak bunun haram olduğunu söyleyenler yanılmışlardır. Kaldı ki, neyin haram, neyin helal olduğu fakihlerden öğrenilir. Karilerin bu tür okuyuşu yasaklamaları şu şekilde izah edilir: O kişi belli bir rivayet üzerine Kur'an okuyordur. Eğer bu rivayete başka bir rivayeti karıştırırsa, o kendisinden kıraat öğrenip sonra da onun kıratını öğretmeye başladığı raviye yalan isnat etmiş olur. Kim bir kıraati okutuyorsa, onu bırakıp başka bir rivayete geçmesi iyi olmaz. Nitekim Şeyh Muhyiddin de böyle söylemiştir. Tabii geçmemesi eweliyetle ilgilidir, kesinlikle geçmemeli denemez. Bunun herhalukarda yasaklanması ise asla doğru değildir. Doğrusunu en iyi Allah bilir

    ہم سے سعید بن عفیر نے بیان کیا، کہا کہ مجھ سے لیث بن سعد نے بیان کیا، کہا کہ مجھ سے عقیل نے بیان کیا، ان سے ابن شہاب نے بیان کیا، کہا مجھ سے عروہ بن زبیر نے بیان کیا، ان سے مسور بن مخرمہ اور عبدالرحمٰن بن عبدالقاری نے بیان کیا، انہوں نے عمر بن خطاب رضی اللہ عنہ سے سنا وہ بیان کرتے تھے کہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کی زندگی میں، میں نے ہشام بن حکیم کو سورۃ الفرقان نماز میں پڑھتے سنا، میں نے ان کی قرآت کو غور سے سنا تو معلوم ہوا کہ وہ سورت میں ایسے حروف پڑھ رہے ہیں کہ مجھے اس طرح نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے نہیں پڑھایا تھا، قریب تھا کہ میں ان کا سر نماز ہی میں پکڑ لیتا لیکن میں نے بڑی مشکل سے صبر کیا اور جب انہوں نے سلام پھیرا تو میں نے ان کی چادر سے ان کی گردن باندھ کر پوچھا یہ سورت جو میں نے ابھی تمہیں پڑھتے ہوئے سنی ہے، تمہیں کس نے اس طرح پڑھائی ہے؟ انہوں نے کہا کہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے مجھے اسی طرح پڑھائی ہے، میں نے کہا تم جھوٹ بولتے ہو۔ خود نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے مجھے اس سے مختلف دوسرے حرفوں سے پڑھائی جس طرح تم پڑھ رہے تھے۔ آخر میں انہیں کھینچتا ہوا نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کی خدمت میں حاضر ہوا اور عرض کیا کہ میں نے اس شخص سے سورۃ الفرقان ایسے حرفوں میں پڑھتے سنی جن کی آپ نے مجھے تعلیم نہیں دی ہے۔ آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا کہ عمر رضی اللہ عنہ تم پہلے انہیں چھوڑ دو اور اے ہشام! تم پڑھ کے سناؤ۔ انہوں نے نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کے سامنے بھی ان ہی حرفوں میں پڑھا جن میں میں نے انہیں نماز میں پڑھتے سنا تھا۔ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے سن کر فرمایا کہ یہ سورت اسی طرح نازل ہوئی ہے۔ پھر فرمایا عمر! اب تم پڑھ کر سناؤ میں نے اس طرح پڑھا جس طرح نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے مجھے تعلیم دی تھی۔ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے اسے بھی سن کر فرمایا کہ اسی طرح نازل ہوئی ہے۔ یہ قرآن سات حرفوں پر نازل ہوا ہے پس تمہیں جس طرح آسان ہو پڑھو۔

    ‘উমার ইবনুল খাত্তাব (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, আমি হিশাম ইবনু হাকীম (রাঃ)-কে রাসূল সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর জীবদ্দশায় সূরাহ ফুরকান তিলাওয়াত করতে শুনেছি এবং গভীর মনোযোগ দিয়ে আমি তাঁর কিরাআত শুনেছি। তিনি বিভিন্নভাবে কিরাআত পাঠ করেছেন; অথচ রাসূল সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম আমাকে এভাবে শিক্ষা দেননি। এ কারণে সালাতের মাঝে আমি তার ওপর ঝাঁপিয়ে পড়ার জন্য উদ্যত হয়ে পড়েছিলাম, কিন্তু বড় কষ্টে নিজেকে সামলে নিলাম। তারপর সে সালাম ফিরালে আমি চাদর দিয়ে তার গলা পেঁচিয়ে ধরলাম এবং জিজ্ঞেস করলাম, তোমাকে এ সূরাহ যেভাবে পাঠ করতে শুনলাম, এভাবে তোমাকে কে শিক্ষা দিয়েছে? সে বলল, রাসূল সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-ই আমাকে এভাবে শিক্ষা দিয়েছেন। আমি বললাম, তুমি মিথ্যা বলছ। কারণ, তুমি যেভাবে পাঠ করেছ, এর থেকে ভিন্ন ভাবে রাসূল সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম আমাকে শিক্ষা দিয়েছেন। এরপর আমি তাকে জোর করে টেনে রাসূল সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর কাছে নিয়ে গেলাম এবং বললাম, আপনি আমাকে সূরাহ ফুরকান যেভাবে পাঠ করতে শিখিয়েছেন এ লোককে আমি এর থেকে ভিন্নভাবে তা পাঠ করতে শুনেছি। এ কথা শুনে রাসূল সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, তাকে ছেড়ে দাও। হিশাম, তুমি পাঠ করে শোনাও। তারপর সে সেভাবেই পাঠ করে শোনাল, যেভাবে আমি তাকে পাঠ করতে শুনেছি। তখন আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, এভাবেই অবতীর্ণ করা হয়েছে। এরপর বললেন, হে ‘উমার! তুমিও পড়। সুতরাং আমাকে তিনি যেভাবে শিক্ষা দিয়েছেন, সেভাবেই আমি পাঠ করলাম। এবারও রাসূল সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, এভাবেও কুরআন অবতীর্ণ করা হয়েছে। এ কুরআন সাত আঞ্চলিক ভাষায় অবতীর্ণ করা হয়েছে। সুতরাং তোমাদের জন্য যা বেশি সহজ, সেভাবেই তোমরা পাঠ কর। [২৪১৯] (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৪৬২১, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    உமர் பின் அல்கத்தாப் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களது வாழ்நாளில் ஹிஷாம் பின் ஹகீம் (ரலி) அவர்கள் ‘அல்ஃபுர்கான்’ எனும் (25ஆவது) அத்தியாயத்தை (தொழுகையில்) ஓதுவதை நான் செவியுற்றேன். அவரது ஓதலை நான் செவிதாழ்த்திக் கேட்டபோது எனக்கு அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் ஓதிக்காண்பிக்காத பல (வட்டார) மொழி வழக்குகளில் அதை அவர் ஓதிக் கொண்டிருந்தார். தொழுகையில் வைத்தே நான் அவரைத் தண்டிக்க முனைந்தேன். பிறகு (யோசித்து) அவர் (தொழுகையை முடித்து) சலாம் கொடுக்கும்வரை பொறுத்துக்கொண்டேன். (அவர் தொழுது முடித்த) பிறகு அவரது மேல்துண்டைக் கழுத்தில் போட்டுப் பிடித்து, ‘‘நீர் ஓதியபோது நான் செவியுற்ற இந்த அத்தியாயத்தை உமக்கு ஓதிக்காண்பித்தது யார்?” என்று கேட்டேன். அவர், ‘‘இதை எனக்கு அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள்தான் ஓதிக்காண்பித்தார்கள்” என்று பதிலளித்தார். உடனே நான், ‘‘நீர் பொய் சொல்லிவிட்டீர்! ஏனெனில், நீர் ஓதியதற்கு மாற்றமாகவே அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் அதை எனக்கு ஓதிக்கொடுத்தார்கள்” என்று கூறியபடி அவரை இழுத்துக்கொண்டு அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களிடம் சென்றேன். அவர்களிடம், ‘‘(அல்லாஹ்வின் தூதரே!) தாங்கள் எனக்கு ஓதிக்கொடுக்காத பல (வட்டார) மொழிவழக்குகளில் ‘அல்ஃபுர்கான்’ அத்தியாயத்தை இவர் ஓதக் கேட்டேன்” என்று சொன்னேன். அதற்கு அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள், ‘‘அவரை விடுங்கள்!” என்று கூறிவிட்டு (ஹிஷாம் அவர்களை நோக்கி), ‘‘ஹிஷாமே, நீங்கள் ஓதுங்கள்!” என்றார்கள். அவர் என்னிடம் ஓதியதைப் போன்றே நபி (ஸல்) அவர்களுக்கு முன்னாலும் ஓதிக்காட்டினார். (இதைக் கேட்ட) அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள், ‘‘இப்படித்தான் (இந்த அத்தியாயம்) அருளப்பெற்றது” என்று கூறினார்கள். பிறகு (என்னைப் பார்த்து), ‘‘உமரே, ஓதுங்கள்!” என்று சொன்னார்கள். எனக்கு அவர்கள் ஓதிக்கொடுத்திருந்த ஓதல்முறைப்படி நான் ஓதினேன். (அதைக் கேட்ட) அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள், ‘‘இப்படித்தான் (இந்த அத்தியாயம்) அருளப்பெற்றது. இந்தக் குர்ஆன் ஏழு முறைகளில் அருளப்பட்டிருக்கிறது. ஆகவே, உங்களுக்கு அதில் எளிதானது எதுவோ அதை ஓதிக்கொள்ளுங்கள்” என்று கூறினார்கள்.17 இந்த ஹதீஸ் இரு அறிவிப்பாளர்தொடர்களில் வந்துள்ளது. அத்தியாயம் :