• 2070
  • قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : {{ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ }} " حَالًا بَعْدَ حَالٍ " ، قَالَ : " هَذَا نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

    حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ النَّضْرِ ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : {{ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ }} حَالًا بَعْدَ حَالٍ ، قَالَ : هَذَا نَبِيُّكُمْ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ

    لا توجد بيانات
    لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ حَالًا بَعْدَ حَالٍ ، قَالَ

    [4940] قَوْلُهُ قَالَ بن عَبَّاس لتركبن طبقًا عَن طبق حَالًا بَعْدَ حَالٍ قَالَ هَذَا نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيِ الْخِطَابُ لَهُ وَهُوَ على قِرَاءَة فتح الْمُوَحدَة وَبهَا قَرَأَ بن كَثِيرٍ وَالْأَعْمَشُ وَالْأَخَوَانِ وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ هُشَيْمٍ بِلَفْظ ان بن عَبَّاسٍ كَانَ يَقْرَأُ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ يَعْنِي نَبِيَّكُمْ حَالًا بَعْدَ حَالٍ وَأَخْرَجَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْقِرَاءَاتِ عَنْ هُشَيْمٍ وَزَادَ يَعْنِي بِفَتْح الْبَاء قَالَ الطَّبَرِيّ قَرَأَهَا بن مَسْعُود وبن عَبَّاسٍ وَعَامَّةُ قُرَّاءِ أَهْلِ مَكَّةَ وَالْكُوفَةِ بِالْفَتْحِ وَالْبَاقُونَ بِالضَّمِّ عَلَى أَنَّهُ خِطَابٌ لِلْأُمَّةِ وَرَجَّحَهَا أَبُو عُبَيْدَةَ لِسِيَاقِ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا ثُمَّ أَخْرَجَ عَنِ الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَير وَغَيرهم قَالُوا طبقًا عَن طبق يَعْنِي حَالًا بَعْدَ حَالٍ وَمِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ أَيْضًا وَأَبِي الْعَالِيَةِ وَمَسْرُوقٍ قَالَ السَّمَاوَاتُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيّ أَيْضا وَالْحَاكِم من حَدِيث بن مَسْعُودٍ إِلَى قَوْلِهِ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ قَالَ السَّمَاء وَفِي لفظ للطبري عَن بن مَسْعُودٍ قَالَ الْمُرَادُ أَنَّ السَّمَاءَ تَصِيرُ مَرَّةً كَالدِّهَانِ وَمَرَّةً تُشَقَّقُ ثُمَّ تَحْمَرُّ ثُمَّ تَنْفَطِرُ وَرَجَّحَ الطَّبَرِيُّ الْأَوَّلَ وَأَصْلُ الطَّبَقِ الشِّدَّةُ وَالْمُرَادُ بِهَا هُنَا مَا يَقَعُ مِنَ الشَّدَائِدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالطَّبَقُ مَا طَابَقَ غَيْرَهُ يُقَالُ مَا هَذَا بِطَبَقِ كَذَا أَيْ لَا يُطَابِقُهُ وَمَعْنَى قَوْلِهِ حَالًا بَعْدَ حَالٍ أَيْ حَالَ مُطَابَقَةٍ لِلَّتِي قَبْلَهَا فِي الشِّدَّةِ أَوْ هُوَ جَمْعُ طَبَقَةٍ وَهِيَ الْمَرْتَبَةُ أَيْ هِيَ طَبَقَاتٌ بَعْضُهَا أَشَدُّ مِنْ بَعْضٍ وَقِيلَ الْمُرَادُ اخْتِلَافُ أَحْوَالِ الْمَوْلُودِ مُنْذُ يَكُونُ جَنِينًا إِلَى أَنْ يَصِيرَ إِلَى أَقْصَى الْعُمُرِ فَهُوَ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ جَنِينٌ ثُمَّ إِذَا وُلِدَ صَبِيٌّ فَإِذَا فُطِمَ غُلَامٌ فَإِذَا بَلَغَ سَبْعًا يَافِعٌ فَإِذَا بَلَغَ عَشْرًا حَزَوَّرٌ فَإِذَا بَلَغَ خَمْسَ عَشْرَةَ قُمُدٌّ فَإِذَا بَلَغَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ عَنَطْنَطٌ فَإِذَا بَلَغَ ثَلَاثِينَ صُمُلٌّ فَإِذَا بَلَغَ أَرْبَعِينَ كَهْلٌ فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ شَيْخٌ فَإِذَا بَلَغَ ثَمَانِينَ هِمٌّ فَإِذا بلغ تسعين فان (قَوْلُهُ سُورَةُ الْبُرُوجِ) تَقَدَّمَ فِي أَوَاخِرَ الْفُرْقَانِ تَفْسِيرُ الْبُرُوجِ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ الْأُخْدُودُ شَقٌّ فِي الْأَرْضِ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ بِلَفْظِ شَقٌّ بِنَجْرَانَ كَانُوا يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِيهِ وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ صُهَيْبٍ قِصَّةَ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ مُطَوَّلَةً وَفِيهِ قِصَّةُ الْغُلَامِ الَّذِي كَانَ يَتَعَلَّمُ مِنَ السَّاحِرِ فَمَرَّ بِالرَّاهِبِ فَتَابَعَهُ عَلَى دِينِهِ فَأَرَادَ الْمَلِكُ قَتْلَ الْغُلَامِ لِمُخَالَفَتِهِ دِينَهُ فَقَالَ إِنَّكَ لَنْ تَقْدِرَ عَلَى قَتْلِي حَتَّى تَقُولَ إِذَا رَمَيْتَنِي بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ فَفَعَلَ فَقَالَ النَّاسُ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ فَخَدَّ لَهُمُ الْمَلِكُ الْأَخَادِيدَ فِي السِّكَكِ وَأَضْرَمَ فِيهَا النِّيرَانَ لِيَرْجِعُوا إِلَى دِينِهِ وَفِيهِ قِصَّةُ الصَّبِيِّ الَّذِي قَالَ لِأُمِّهِ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ صَرَّحَ بِرَفْعِ الْقِصَّةِ بِطُولِهَا حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ وَمِنْ طَرِيقِهِ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَأَحْمَدُ وَوَقَفَهَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ وَمِنْ طَرِيقِهِ أَخْرَجَهَا التِّرْمِذِيُّ وَعِنْدَهُ فِي آخِرِهِ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ إِلَى الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ قَوْلُهُ فَتَنُوا عَذَّبُواوَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ وَهَذَا أَحَدُ مَعَانِي الْفِتْنَةِ وَمِثْلُهُ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ أَي يُعَذبُونَ قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاسٍ الْوَدُودُ الْحَبِيبُ الْمَجِيدُ الْكَرِيمُ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَيَأْتِي فِي التَّوْحِيدِ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ الْغَفُورُ الْوَدُودُ قَالَ الْوَدُودُ الحبيب وَفِي قَوْله ذُو الْعَرْش الْمجِيد يَقُول الْكَرِيم (قَوْلُهُ سُورَةُ الطَّارِقِ هُوَ النَّجْمُ وَمَا أَتَاكَ لَيْلًا فَهُوَ طَارِقٌ ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ النَّجْمُ الثَّاقِبُ الْمُضِيءُ يُقَالُ أَثْقِبْ نَارَكَ لِلْمُوقِدِ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَأَبِي نُعَيْمٍ وَسَيَأْتِي لِلْبَاقِينَ فِي كِتَابِ الِاعْتِصَامِ وَهُوَ كَلَامُ الْفَرَّاءِ قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى وَالسَّمَاء والطارق إِلَخْ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ الثَّاقِبُ الْمُضِيءُ وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ مِثْلَهُ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ الثَّاقِبُ الَّذِي يَتَوَهَّجُ ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي نُعَيْمٍ عَنِ الْجُرْجَانِيِّ وَوَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ وَالطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِهَذَا وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ هُوَ النَّجْمُ الَّذِي يُرْمَى بِهِ وَمِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ النَّجْمُ الثَّاقِبُ الثُّرَيَّا قَوْلُهُ ذَاتِ الرَّجْعِ سَحَابٌ يَرْجِعُ بِالْمَطَرِ وَذَاتِ الصدع الأَرْض تنصدع بِالنَّبَاتِ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ وَالسَّمَاء ذَات الرجع قَالَ يَعْنِي ذَاتِ السَّحَابِ تُمْطِرُ ثُمَّ تَرْجِعُ بالمطر وَفِي قَوْله وَالْأَرْض ذَات الصدع ذَاتِ النَّبَاتِ وَلِلْحَاكِمِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله ذَات الرجع الْمَطَرُ بَعْدَ الْمَطَرِ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ قَوْلُهُ وَقَالَ بن عَبَّاس لقَوْل فصل لَحَقٌّ وَقَعَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَسَيَأْتِي فِي التَّوْحِيدِ بِزِيَادَة قَوْله لما عَلَيْهَا حَافظ إِلَّا عَلَيْهَا حَافظ وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لَكِنْ أَنْكَرَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ وَقَالَ لَمْ نَسْمَعْ لِقَوْلِ لَمَّا بِمَعْنَى إِلَّا شَاهِدًا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَقُرِئَتْ لَمَّا بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد فقرأها بن عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ بِالتَّشْدِيدِ وَأَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَن بن سِيرِينَ أَنَّهُ أَنْكَرَ التَّشْدِيدَ عَلَى مَنْ قَرَأَ بِهِ تَنْبِيهٌ لَمْ يُورِدْ فِي الطَّارِقِ حَدِيثًا مَرْفُوعًا وَقَدْ وَقَعَ حَدِيثُ جَابِرٍ فِي قِصَّةِ مُعَاذٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفَتَّانٌ يَا مُعَاذُ يَكْفِيكَ أَنْ تَقْرَأَ بِالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ هَكَذَا وَوَصله فِي الصَّحِيحَيْنِ)! ! ( قَوْله سُورَة سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى) وَيُقَالُ لَهَا سُورَةُ الْأَعْلَى وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير سَمِعت بن عُمَرَ يَقْرَأُ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَهِيَ قِرَاءَةُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِد قدر فهدى قَدَّرَ لِلْإِنْسَانِ الشَّقَاءَ وَالسَّعَادَةَ وَهَدَى الْأَنْعَامَ لِمَرَاتِعِهَا ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَقَدْ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق مُجَاهِد قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاسٍ غُثَاءً أَحْوَى هَشِيمًا مُتَغَيِّرًا ثَبَتَ أَيْضًا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَوَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْهُ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ حَدِيثَ الْبَرَاءِ فِي أَوَّلِ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي أَوَائِلِ الْهِجْرَةِ وَوَقَعَ فِي آخِرِ هَذَا الْحَدِيثِ هُنَا يَقُولُونَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَذَفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ لِأَنَّ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ إِنَّمَا شُرِعَتْ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ وَكَأَنَّهُ يُشِيرُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا لِأَنَّهَا مِنْ جُمْلَةِ سُورَةِ الْأَحْزَابِ وَكَانَ نُزُولُهَا فِي تِلْكَ السَّنَةِ عَلَى الصَّحِيحِ لَكِنْ لَا مَانِعَ أَنْ تَتَقَدَّمَ الْآيَةُ الْمَذْكُورَةُ عَلَى مُعْظَمِ السُّورَةِ ثُمَّ مِنْ أَيْنَ لَهُ أَنَّ لَفْظَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صُلْبِ الرِّوَايَةِ مِنْ لَفْظِ الصَّحَابِيِّ وَمَا الْمَانِعُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ صَدَرَ مِمَّنْ دُونَهُ وَقَدْ صَرَّحُوا بِأَنَّهُ يُنْدَبُ أَنْ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْ يُتَرَضَّى عَنِ الصَّحَابِيِّ وَلَوْ لم يرد ذَلِك فِي الرِّوَايَة بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم قَوْلُهُ سُورَةُ هَلْ أَتَاكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَسَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِلْبَاقِينَ وَيُقَال لَهَا أَيْضا سُورَة الغاشية وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ الْغَاشِيَةُ مِنْ أَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاس عاملة ناصبة النَّصَارَى وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَمِنْ طَرِيقِ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ وَزَادَ الْيَهُودَ وَذَكَرَ الثَّعْلَبِيُّ مِنْ رِوَايَةِ أبي الضُّحَى عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الرُّهْبَانُ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ عَيْنٍ آنِيَةٍ بَلَغَ إِنَاهَا وَحَانَ شُرْبُهَا حَمِيمٍ آنٍ بَلَغَ إِنَاهُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ مُفَرَّقًا فِي مَوَاضِعِهِ قَوْلُهُ لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً شَتْمًا وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ أَيْضًا عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ لَا تَسْمَعُ فِيهَا بَاطِلًا وَلَا مَأْثَمًا وَهَذَا عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ بِفَتْحِ تَسْمَعُ بِمُثَنَّاةٍ فَوْقِيَّةٍ وَقَرَأَهَا الْجَحْدَرِيُّ بِتَحْتَانِيَّةٍ كَذَلِكَ وَأَمَّا أَبُو عَمْرٍو وبن كَثِيرٍ فَضَمَّا التَّحْتَانِيَّةَ وَضَمَّ نَافِعٌ أَيْضًا لَكِنْ بِفَوْقَانِيَّةٍ قَوْلُهُ وَيُقَالُ الضَّرِيعُ نَبْتٌ يُقَالُ لَهُ الشِّبْرِقُ تَسْمِيَةُ أَهْلِ الْحِجَازِ الضَّرِيعُ إِذَا يَبِسَ وَهُوَ سُمٌّ هُوَ كَلَامُ الْفَرَّاءِ بِلَفْظِهِ وَالشِّبْرِقُ بِكَسْر الْمُعْجَمَةبَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ هُوَ نَبْتٌ أَخْضَرُ مُنْتِنُ الرِّيحِ يَرْمِي بِهِ الْبَحْرُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ وَمُجَاهِدٍ قَالَ الضَّرِيعُ الشِّبْرِقُ وَمِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ الضَّرِيعُ شَجَرٌ مِنْ نَارٍ وَمِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ الْحِجَارَةُ وَقَالَ بن التِّينِ كَأَنَّ الضَّرِيعَ مُشْتَقٌّ مِنَ الضَّارِعِ وَهُوَ الذَّلِيلُ وَقِيلَ هُوَ السُّلَّا بِضَمِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ وَهُوَ شَوْكُ النَّخْلِ قَوْلُهُ بِمُسَيْطِرٍ بِمُسَلَّطٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بمسيطر بِمُسَلَّطٍ قَالَ وَلَمْ نَجِدْ مِثْلَهَا إِلَّا مُبَيْطِرٍ أَيْ بِالْمُوَحَّدَةِ قَالَ لَمْ نَجِدْ لَهُمَا ثَالِثًا كَذَا قَالَ وَقَدْ قَدَّمْتُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْمَائِدَة زيادات عَلَيْهَا قَالَ بن التِّينِ أَصْلُهُ السَّطْرُ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَتَجَاوَزُ مَا هُوَ فِيهِ قَالَ وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ وَهُوَ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ وَيُؤْذَنُ لَهُ فِي الْقِتَالِ قَوْلُهُ وَيُقْرَأُ بِالصَّادِ وَالسِّينِ قُلْتُ قِرَاءَة الْجُمْهُور بالصَّاد وَفِي رِوَايَة عَن بن كَثِيرٍ بِالسِّينِ وَهِيَ قِرَاءَةُ هِشَامٍ قَوْلُهُ وَقَالَ بن عَبَّاس إيابهم مرجعهم وَصله بن الْمُنْذر من طَرِيق بن جريج عَن عَطاء عَن بن عَبَّاس وَذكره بن أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عَطَاءٍ وَلَمْ يُجَاوِزْ بِهِ تَنْبِيهٌ لَمْ يَذْكُرْ فِيهَا حَدِيثًا مَرْفُوعًا وَيَدْخُلْ فِيهَا حَدِيثُ جَابِرٍ رَفَعَهُ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ قَرَأَ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ وَإِسْنَاده صَحِيح (قَوْلُهُ سُورَةُ وَالْفَجْرِ) وَقَالَ مُجَاهِدٌ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد يَعْنِي الْقَدِيمَةَ وَالْعِمَادُ أَهْلُ عَمُودٍ لَا يُقِيمُونَ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ إِرَمَ الْقَدِيمَة وزادت الْعِمَادِ أَهْلُ عِمَادٍ لَا يُقِيمُونَ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ إِرَمُ قَبِيلَةٌ مِنْ عَادٍ قَالَ وَالْعِمَادُ كَانُوا أَهْلَ عَمُودٍ أَي خيام انْتهى وارم هُوَ بن سَامِ بْنِ نُوحٍ وَعَادُ بْنُ عَوْصِ بْنِ إِرَمَ وَقِيلَ إِرَمُ اسْمُ الْمَدِينَةِ وَقِيلَ أَيْضًا إِنَّ الْمُرَادَ بِالْعِمَادِ شِدَّةُ أَبْدَانِهِمْ وَإِفْرَاطُ طُولِهِمْ وَقد أخرج بن مرْدَوَيْه من طَرِيق الْمِقْدَام بن معد يكرب قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله ذَات الْعِمَاد قَالَ كَانَ الرَّجُلُ يَأْتِي الصَّخْرَةَ فَيَحْمِلُهَا عَلَى كَاهِلِهِ فَيُلْقِيهَا عَلَى أَيِّ حَيٍّ أَرَادَ فَيُهْلِكُهُمْ وَأَخْرَجَ بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ إِرَمُ اسْم أَبِيهِموَمِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ إِرَمُ أُمُّهُ وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ إِرَمَ قَبِيلَةٌ وَمِنْ طَرِيقِ عِكْرِمَةَ قَالَ إِرَمُ هِيَ دمشق وَمن طَرِيق عَطاء الخرساني قَالَ إِرَمُ الْأَرْضُ وَمِنْ طَرِيقِ الضَّحَّاكِ قَالَ الْإِرَمُ الْهَلَاكُ يُقَالُ أَرَمَ بَنُو فُلَانٍ أَيْ هَلَكُوا وَمِنْ طَرِيقِ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ نَحْوَهُ وَهَذَا عَلَى قِرَاءَةٍ شَاذَّةٍ قُرِئَتْ بِعَادٍ أَرَّمَ بِفَتْحَتَيْنِ وَالرَّاءُ ثَقِيلَةٌ عَلَى أَنَّهُ فِعْلٌ مَاضٍ وَذَات بِفَتْحِ التَّاءِ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ أَيْ أَهْلَكَ اللَّهُ ذَاتَ الْعِمَادِ وَهُوَ تَرْكِيبٌ قَلِقٌ وَأَصَحُّ هَذِهِ الْأَقْوَالِ الْأَوَّلُ أَنَّ إِرَمَ اسْمُ الْقَبِيلَةِ وَهُمْ إِرَمُ بْنُ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَعَادٌ هُمْ بَنُو عَادِ بْنِ عَوْصِ بْنِ إِرَمَ وَمُيِّزَتْ عَادٌ بِالْإِضَافَةِ لِإِرَمَ عَنْ عَادٍ الْأَخِيرَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ الْأَحْقَافِ أَنَّ عَادًا قَبِيلَتَانِ وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى وَأما قَوْله ذَات الْعِمَاد فَقَدْ فَسَّرَهُ مُجَاهِدٌ بِأَنَّهَا صِفَةُ الْقَبِيلَةِ فَإِنَّهُمْ كَانُوا أهل عَمُود أَي خيام وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ الضَّحَّاكِ قَالَ ذَاتِ الْعِمَاد الْقُوَّةِ وَمِنْ طَرِيقِ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ قَرَأْتُ كِتَابًا قَدِيمًا أَنَا شَدَّادُ بْنُ عَادٍ أَنَا الَّذِي رَفَعْتُ ذَاتَ الْعِمَادِ أَنَا الَّذِي شددت بذراعي بطن وَاد وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قِلَابَةَ قِصَّةً مُطَوَّلَةً جِدًّا أَنَّهُ خَرَجَ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لَهُ وَأَنَّهُ وَقَعَ فِي صَحَارِي عَدَنَ وَأَنَّهُ وَقَعَ عَلَى مَدِينَةٍ فِي تِلْكَ الْفَلَوَاتِ فَذَكَرَ عَجَائِبَ مَا رَأَى فِيهَا وَأَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا بَلَغَهُ خَبَرُهُ أَحْضَرَهُ إِلَى دِمَشْقَ وَسَأَلَ كَعْبًا عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَهُ بِقِصَّةِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ بَنَاهَا وَكَيْفِيَّةِ ذَلِكَ مُطَوَّلًا جِدًّا وَفِيهَا أَلْفَاظٌ مُنْكَرَةٌ وَرَاوِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قِلَابَةَ لَا يُعْرَفُ وَفِي إِسْنَادِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ قَوْلُهُ سَوْطَ عَذَابٍ الَّذِي عُذِّبُوا بِهِ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ مَا عُذِّبُوا بِهِ وَلِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ كُلُّ شَيْءٍ عَذَّبَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ سَوْطُ عَذَابٍ وَسَيَأْتِي لَهُ تَفْسِيرٌ آخَرُ قَوْلُهُ أَكْلًا لَمًّا السَّفُّ وَجَمًّا الْكَثِيرُ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ السَّفُّ لَفُّ كُلِّ شَيْءٍ وَيُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا قَالَ الْكَثِيرُ وَسَيَأْتِي بَسْطُ الْكَلَامِ عَلَى السَّفِّ فِي شَرْحِ حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ فِي النِّكَاحِ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ فَهُوَ شَفْعٌ السَّمَاءُ شَفْعٌ وَالْوَتْرُ اللَّهُ تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ بِأَتَمِّ مِنْ هَذَا وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ فَقَالَ هِيَ الصَّلَاةُ بَعْضُهَا شَفْعٌ وَبَعْضُهَا وَتْرٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ فِيهِ رَاوِيًا مُبْهَمًا وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فَسَقَطَ مِنْ رِوَايَتِهِ الْمُبْهَمُ فَاغْتَرَّ فَصَحَّحَهُ وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ رَفَعَهُ قَالَ الْعَشْرُ عَشْرُ الْأَضْحَى وَالشَّفْعُ يَوْمُ الْأَضْحَى وَالْوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَلِلْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ بن عَبَّاسٍ قَالَ الْفَجْرُ فَجْرُ النَّهَارِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ عَشْرُ الْأَضْحَى وَلِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ مِنْ حَدِيثِ بن الزُّبَيْرِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ الشَّفْعُ قَوْلُهُ تَعَالَى فَمن تعجل فِي يَوْمَيْنِ وَالْوَتْرُ الْيَوْمُ الثَّالِثُ تَنْبِيهٌ قَرَأَ الْجُمْهُورُ الْوَتْرَ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَقَرَأَهَا الْكُوفِيُّونَ سِوَى عَاصِمٍ بِكَسْرِ الْوَاوِ وَاخْتَارَهَا أَبُو عُبَيْدٍ قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ سَوْطَ عَذَابٍ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ لِكُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْعَذَابِ يَدْخُلُ فِيهِ السَّوْطُ هُوَ كَلَامُ الْفَرَّاءِ وَزَادَ فِي آخِرِهِ جَرَى بِهِ الْكَلَامُ لِأَنَّ السَّوْطَ أَصْلُ مَا كَانُوا يُعَذِّبُونَ بِهِ فَجَرَى لِكُلِ عَذَابٍ إِذْ كَانَ عِنْدَهُمْ هُوَ الْغَايَةُ قَوْلُهُ لَبِالْمِرْصَادِ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ أَيْضًا وَالْمِرْصَادُ مِفْعَالٌ مِنَ الْمَرْصَدِ وَهُوَ مَكَان الرصد وَقَرَأَ بن عَطِيَّةَ بِمَا يَقْتَضِيهِ ظَاهِرُ اللَّفْظِ فَجَوَّزَ أَنْ يَكُونَ الْمِرْصَادُ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ أَيِ الرَّاصِدِ لَكِنْ أُتِيَ فِيهِ بِصِيغَةِ الْمُبَالَغَةِ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ تَدْخُلْ عَلَيْهِ الْبَاءُ فِي فَصِيحِ الْكَلَامِ وَإِنْ سُمِعَ ذَلِكَ نَادِرًا فِي الشِّعْرِ وَتَأْوِيلُهُ عَلَى مَا يَلِيقُ بِجَلَالِ اللَّهِ وَاضِحٌ فَلَا حَاجَةَ لِلتَّكَلُّفِ وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ بِمِرْصَادِ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ قَوْلُهُ تَحَاضُّونَ تُحَافِظُونَ وَتَحُضُّونَ تَأْمُرُونَ بِإِطْعَامِهِ قَالَ الْفَرَّاءُ قَرَأَ الْأَعْمَشُ وَعَاصِمٌ بِالْأَلِفِ وَبِمُثَنَّاةٍ مَفْتُوحَةٍ أَوَّلَهُ وَمِثْلُهُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ لَكِنْ بِغَيْرِأَلِفٍ وَبَعْضُهُمْ يَحَاضُّونَ بِتَحْتَانِيَّةٍ أَوَّلَهُ وَالْكُلُّ صَوَابٌ كَانُوا يَحَاضُّونَ يُحَافِظُونَ وَيَحُضُّونَ يَأْمُرُونَ بِإِطْعَامِهِ انْتَهَى وَأَصْلُ تَحَاضُّونَ تَتَحَاضُّونَ فَحُذِفَتْ إِحْدَى التَّاءَيْنِ وَالْمَعْنَى لَا يَحُضُّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِالتَّحْتَانِيَّةِ فِي يُكْرِمُونَ وَيَحُضُّونَ وَمَا بَعْدَهُمَا وَبِمِثْلِ قِرَاءَةِ الْأَعْمَشِ قَرَأَ يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ وَالْأَخَوَانِ وَأَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ وَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ بِالْمُثَنَّاةِ فِيهَا وَفِي يُكْرِمُونَ فَقَطْ وَوَافَقَهُمْ عَلَى الْمُثَنَّاةِ فِيهِمَا بن كثير وَنَافِع وَشَيْبَة لَكِن بِغَيْر ألف فِي يَحُضُّونَ قَوْلُهُ الْمُطْمَئِنَّةُ الْمُصَدِّقَةُ بِالثَّوَابِ قَالَ الْفَرَّاءُ يَا أيتها النَّفس المطمئنة بِالْإِيمَان المصدقة بالثواب والبعث وَأخرج بن مرْدَوَيْه من طَرِيق بن عَبَّاسٍ قَالَ الْمُطْمَئِنَّةُ الْمُؤْمِنَةُ قَوْلُهُ وَقَالَ الْحَسَنُ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ قَبْضَهَا اطْمَأَنَّتْ إِلَى اللَّهِ وَاطْمَأَنَّ اللَّهُ إِلَيْهِ وَرَضِيَتْ عَنِ اللَّهِ وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَمَرَ بِقَبْضِ رُوحِهَا وَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَجَعَلَهُ مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَاطْمَأَنَّ اللَّهُ إِلَيْهَا وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَأَدْخَلَهَا اللَّهُ الْجَنَّةَ بِالتَّأْنِيثِ فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ وَهُوَ أَوْجَهُ وَلِلْآخَرِ وَجْهٌ وَهُوَ عَوْدُ الضَّمِيرِ عَلَى الشَّخْصِ وَقد أخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَرَادَ قَبْضَ رُوحِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ وَاطْمَأَنَّتِ النَّفْسُ إِلَى اللَّهِ وَاطْمَأَنَّ اللَّهُ إِلَيْهَا وَرَضِيَتْ عَنِ اللَّهِ وَرَضِيَ عَنْهَا أَمَرَ بِقَبْضِهَا فَأَدْخَلَهَا الْجَنَّةَ وَجَعَلَهَا مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ أَخْرَجَهُ مُفَرَّقًا وَإِسْنَادُ الِاطْمِئْنَانِ إِلَى اللَّهِ مِنْ مَجَازِ الْمُشَاكَلَةِ وَالْمُرَادُ بِهِ لَازِمُهُ مِنْ إِيصَالِ الْخَيْرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ قَالَ الْمُطْمَئِنَّةُ إِلَى مَا قَالَ اللَّهُ وَالْمُصَدِّقَةُ بِمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ جَابُوا نَقَبُوا من جيب الْقَمِيص قطع لَهُ جيب يجوب الْفَلَاةَ أَيْ يَقْطَعُهَا ثَبَتَ هَذَا لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ جَابُوا الْبِلَادَ نَقَبُوهَا وَيَجُوبُ الْبِلَادَ يَدْخُلُ فِيهَا وَيَقْطَعُهَا وَقَالَ الْفراء جابوا الصخر فَرَّقُوهُ فَاتَّخَذُوهُ بُيُوتًا وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ جابوا الصخر نَقَبُوا الصَّخْرَ قَوْلُهُ لَمًّا لَمَمْتُهُ أَجْمَعَ أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ بِلَفْظِهِ وَزَادَ حُبًّا جَمًّا كَثِيرًا شَدِيدًا تَنْبِيهٌ لَمْ يَذْكُرْ فِي الْفَجْرِ حَدِيثا مَرْفُوعا وَيدخل فِيهِ حَدِيث بن مَسْعُودٍ رَفَعَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بجهنم قَالَ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يجرونها أخرجه مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ (قَوْلُهُ سُورَةُ لَا أُقْسِمُ) وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا سُورَةُ الْبَلَدِ وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْبَلَدِ مَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد مَكَّةَ لَيْسَ عَلَيْكَ مَا عَلَى النَّاسِ فِيهِ مِنَ الْإِثْمِ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ يَقُولُ لَا تُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْتَ فِيهِ وَلَيْسَ عَلَيْكَ فِيهِ مَا عَلَى النَّاسِ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فَزَادَ فِيهِ عَنِ بن عَبَّاسٍ بِلَفْظِ أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ أَنْ يَصْنَعَ فِيهِ مَا شَاءَ وَلِابْنِ مَرْدَوَيْهِ مِنْطَرِيق عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُقَاتِلَ فِيهِ وَعَلَى هَذَا فَالصِّيغَةُ لِلْوَقْتِ الْحَاضِرِ وَالْمُرَادُ الْآتِي لِتَحَقُّقِ وُقُوعِهِ لِأَنَّ السُّورَةَ مَكِّيَّةٌ وَالْفَتْحُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِثَمَانِ سِنِينَ قَوْلُهُ وَوَالِدٍ آدَمُ وَمَا وَلَدَ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِهَذَا وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ أَيْضًا وَزَادَ فِيهِ عَن بن عَبَّاسٍ قَوْلُهُ فِي كَبَدٍ فِي شِدَّةِ خَلْقٍ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَقَدْ أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَمَعِيشَةٌ فِي نَكَدٍ وَهُوَ يُكَابِدُ ذَلِكَ وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ سُفْيَان عَن بن جريج عَن عَطاء عَن بن عَبَّاسٍ مِثْلَهُ وَزَادَ فِي وِلَادَتِهِ وَنَبْتِ أَسْنَانِهِ وَسَرَرِهِ وَخِتَانِهِ وَمَعِيشَتِهِ قَوْلُهُ لُبَدًا كَثِيرًا وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ بِهَذَا وَهِيَ بِتَخْفِيفِ الْمُوَحَّدَةِ وَشَدَّدَهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَحْدَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهَا فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْجِنِّ وَالنَّجْدَيْنِ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ سَبِيلُ الْخَيْرِ وَسَبِيلُ الشَّرِّ يَقُولُ عَرَفْنَاهُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَن بن مَسْعُودٍ قَالَ النَّجْدَيْنِ سَبِيلُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِم وَله شَاهد عِنْد بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هُمَا النَّجْدَانِ فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ قَوْلُهُ مَسْغَبَةٍ مَجَاعَةٍ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ جُوعٍ وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَن مُجَاهِد عَن بن عَبَّاس قَالَ ذِي مجاعَة وَأخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ كَذَلِكَ وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ يَوْمٌ يُشْتَهَى فِيهِ الطَّعَامُ قَوْلُهُ مَتْرَبَةٍ السَّاقِطُ فِي التُّرَابِ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ الْمَطْرُوحُ فِي التُّرَابِ لَيْسَ لَهُ بَيْتٌ وَرَوَى الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ حُصَيْنٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ الْمَطْرُوحُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَيْتٌ وَفِي لَفْظٍ الْمَتْرَبَةُ الَّذِي لَا يَقِيهِ مِنَ التُّرَابِ شَيْءٌ وَهُوَ كَذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ وَلابْن عُيَيْنَة من طَرِيق عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ هُوَ الَّذِي لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْضِ شَيْءٌ قَوْلُهُ يُقَالُ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ فَلم يقتحم الْعقبَة فِي الدُّنْيَا ثمَّ فسر الْعَقَبَةَ فَقَالَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَة أَو إطْعَام فِي يَوْم ذِي مسغبة قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ لِلنَّارِ عَقَبَةٌ دُونَ الْجَنَّةِ فَلَا اقْتَحَمَ الْعقبَة ثُمَّ أَخْبَرَ عَنِ اقْتِحَامِهَا فَقَالَ فَكُ رَقَبَةٍ أَو إطْعَام فِي يَوْم ذِي مسغبة وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ فَلَا اقْتَحَمَ الْعقبَة إِلَخْ بِلَفْظِ الْأَصْلِ وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ مَسْغَبَةٍ مَجَاعَةٍ ذَا مَتْرَبَةٍ قَدْ لَزِقَ بِالتُّرَابِ وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَالَ إِنَّ مِنَ الْمُوجِبَاتِ إِطْعَامُ الْمُؤْمِنِ السَّغْبَانِ تَنْبِيهٌ قَرَأَ فك وَأطْعم بِالْفِعْلِ الْمَاضِي فيهمَا بن كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَالْكِسَائِيُّ وَقَرَأَ بَاقِي السَّبْعَةِ فَكُ بِضَمِ الْكَافِ وَالْإِضَافَةِ وَإِطْعَامٌ عَطْفًا عَلَيْهَا قَوْلُهُ مُؤْصَدَةٌ مُطْبَقَةٌ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي صِفَةِ النَّارِ مِنْ بَدْءِ الْخَلْقِ وَيَأْتِي فِي حَدِيثٍ آخَرَ فِي تَفْسِيرِ الْهَمْزَةِ تَنْبِيهٌ لَمْ يَذْكُرْ فِي سُورَةِ الْبَلَدِ حَدِيثًا مَرْفُوعًا وَيَدْخُلُ فِيهَا حَدِيثُ الْبَرَاءِ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ أَعْتِقِ النَّسَمَةَ أَوْ فك الرَّقَبَة قَالَ أَو ليستا بِوَاحِدَةٍ قَالَ لَا إِنَّ عِتْقَ النَّسَمَةِ أَنْ تَنْفَرِدَ بِعِتْقِهَا وَفَكَّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ فِي عِتْقِهَا أخرجه أَحْمد وبن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنْهُ وَصَححهُ بن حبَان(قَوْلُهُ سُورَةُ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ثَبَتَتِ الْبَسْمَلَةُ لِأَبِي ذَرٍّ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ ضُحَاهَا ضَوْءُهَا إِذَا تَلَاهَا تَبِعَهَا وَطَحَاهَا دَحَاهَا وَدَسَّاهَا أَغْوَاهَا ثَبَتَ هَذَا كُلُّهُ لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ لَهُمْ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ مُفَرَّقًا إِلَّا قَوْلَهُ دَسَّاهَا فَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِهَذَا وَقَدْ أَخْرَجَ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ حُصَيْنٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ جَمِيعَ ذَلِكَ قَوْلُهُ فَأَلْهَمَهَا عَرَّفَهَا الشَّقَاءَ وَالسَّعَادَةَ ثَبَتَ هَذَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ وَلَا يَخَافُ عقباها عُقْبَى أَحَدٍ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ وَلَا يخَاف عقباها اللَّهُ لَا يَخَافُ عُقْبَى أَحَدٍ وَهُوَ مَضْبُوطٌ بِفَتْحِ الْأَلِفِ وَالْمُهْمَلَةِ وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ بِسُكُونِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ بَعْدَهَا ذَالٌ مُعْجَمَةٌ قَالَ الْفَرَّاءُ قَرَأَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ بِالْوَاوِ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ بِالْفَاءِ فَلَا يَخَافُ فَالْوَاوُ صِفَةُ الْعَاقِرِ أَيْ عَقَرَ وَلَمْ يَخَفْ عَاقِبَةَ عَقْرِهَا أَوِ الْمُرَادُ لَا يَخَافُ اللَّهُ أَنْ يَرْجِعَ بَعْدَ إِهْلَاكِهَا فَالْفَاءُ عَلَى هَذَا أَجْوَدُ وَالضَّمِيرُ فِي عُقْبَاهَا لِلدَّمْدَمَةِ أَوْ لِثَمُودَ أَوْ لِلنَّفْسِ الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهَا وَالدَّمْدَمَةُ الْهَلَاكُ الْعَامُّ قَوْلُهُ بِطَغْوَاهَا مَعَاصِيهَا وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ مَعْصِيَتِهَا وَهُوَ الْوَجْهُ وَالطَّغْوَى بِفَتْحِ الطَّاءِ وَالْقَصْرِ الطُّغْيَانُ وَيَحْتَمِلُ فِي الْبَاءِ أَنْ تَكُونَ لِلِاسْتِعَانَةِ وَلِلسَّبَبِ أَوِ الْمَعْنَى كَذَّبَتْ بِالْعَذَابِ النَّاشِئِ عَنْ طُغْيَانِهَا

    باب {{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}}هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({{لتركبنّ طبقًا عن طبق}}) [الانشقاق: 19] أصله لتركبونن فحذفت نون الرفع لتوالي الأمثال والواو لالتقاء الساكنين وفتح الباء ابن كثير وحمزة والكسائي خطابًا للواحد والباقون بضمها خطابًا للجمع وسقط لفظ باب وما بعده لغير أبي ذر.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4674 ... ورقمه عند البغا: 4940 ]
    - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ النَّضْرِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}}: حَالًا بَعْدَ حَالٍ، قَالَ: هَذَا نَبِيُّكُمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.وبه قال: (حدّثنا) بالجمع، ولأبي ذر: حدّثني (سعيد بن النضر) بسكون الضاد المعجمة البغدادي قال: (أخبرنا هشيم) بضم الهاء مصغرًا ابن بشير قال: (أخبرنا أبو بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة (جعفر بن إياس) بكسر الهمزة وتخفيف الياء ابن أبي وحشية (عن مجاهد) المفسر أنه (قال: قال ابن عباس) في قوله تعالى: ({{لتركبن}}) بضم الموحدة وفي اليونينية بفتحها ({{طبقًا عن طبق}}) أي (حالًا بعد حال. قال: هذا نبيكم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) يعني يكون ذلك الظفر والغلبة على المشركين حتى يختم لك بجميل العاقبة فلا يحزنك تكذيبهم وتماديهم في كفرهم، وقيل سماء بعد سماء كما وقع في الإسراء، والمعنى على الجمع لترك بن أيها الناس حالًا بعد حال وأمرًا بعد أمر وذلك في موقف القيامة أو الشدائد والأهوال الموت ثم البعث ثم العرض أو حال الإنسان حالًا بعد حال رضيع ثم فطيم ثم غلام ثم شاب ثم كهل ثم شيخ.[85] سورة الْبُرُوجِوَقَالَ مُجَاهِدٌ: {{الأُخْدُودِ}}: شَقٌّ فِي الأَرْضِ. {{فَتَنُوا}}: عَذَّبُوا. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الوَدُودُ: الحَبِيبُ: المَجِيدُ الكَرِيمُ.([85] سورة البروج)مكية وآيها اثنتان وعشرون وسقط لغير أبي ذر سورة.(قال) ولأبي ذر وقال (مجاهد) فيما رواه عبد بن حميد في قوله: ({{الأخدود}}) [البروج: 4] هو (شق في الأرض) وقال غيره المستطيل في الأرض. وروى مسلم عن صهيب أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: كان فيمن كان قبلكم ملك وكان له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إليَّ غلامًا أعلّمه السحر فبعث إليه غلامًا يعلمه، وكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مرّ بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه فشكا ذلك إلى الراهب فقال له: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر، فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل فأخذ حجرًا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب: أي بنيّ أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل عليّ، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما ها هنا لك أجمع إن أنت شفيتني. قال: إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله عز وجل فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك فآمن بالله فشفاه الله فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من ردّ عليك بصرك؟ فقال: ربي. قال: ولك رب غيري؟ قال: الله ربي وربك فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الغلام فجيء بالغلام فقال له الملك: أي بنيّ قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. قال: إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الراهب فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقّه به حتى وقع شقّاه ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم به ذروته فإن رجع عن دينه وإلاّ فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله فدفعه إلى
    نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلاّ فاقذفوه فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله، فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهمًا من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: بسم الله ربّ هذا الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد فصلبه على جذع ثم أخذ سهمًا من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: بسم اللهربّ هذا الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه موضع السهم فمات. فقال الناس: آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذره قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس، فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخدّت وأضرم النيران وقال: مَن لم يرجع عن دينه فاقحموه فيها أو قيل له اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام: يا أمه اصبري فإنك على الحق.({{فتنوا}}) [البروج: 10] أي (عذبوا) قاله مجاهد فيما وصله الفريابي.(وقال ابن عباس الودود) هو (الحبيب) المتودد إلى أوليائه بالكرامة (المجيد) أي (الكريم) وقول ابن عباس هذا ساقط في الفرع كأصله ثابت في رواية النسفيّ وحده.[86] سورة الطَّارِقِهُوَ النَّجْمُ، وَمَا أَتَاكَ لَيْلًا فَهُوَ طَارِقٌ. {{النَّجْمُ الثَّاقِبُ}}: المُضِيءُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ {{ذَاتِ الرَّجْعِ}} سَحَابٌ يَرْجِعُ بِالْمَطَرِ {{ذَاتِ الصَّدْعِ}} الأرض تَتصدَّعُ بِالنَّباتِ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {{لَقَوْلٌ فَصْلٌ}}: لَحَقٌّ. {{لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}}: إِلاَّ عَلَيهَا حَافِظٌ.([86] سورة الطَّارِقِ)ثبت لفظ سورة لأبي ذر وهي مكية وآيها سبع عشرة.(هو) أي الطارق (النجم وما أتاك ليلًا فهو طارق) ولا يسمى ذلك بالنهار فسمي به النجم لظهوره ليلًا ({{النجم الثاقب}}) هو (المضيء) وهذا كله ثابت للنسفي وحده ساقط في الفرع كأصله.(وقال مجاهد): فيما وصله الفريابي ({{ذات الرجع}}) [الطارق: 11] هي (سحاب يرجع المطر) ولأبي ذر ترجع بالفوقية بدل التحتية وعلى هذا يجوز أن يراد بالسماء السحاب).({{ذات}}) ولأبي ذر وذات ({{الصدع}}) [الطارق: 12]. هي (الأرض تتصدع بالنبات) والعيون.(وقال ابن عباس: {{لقول فصل}}) [الطارق: 13] أي (لحق) وجدّ يفصل بين الحق والباطل.({{لما عليها حافظ}}) [الطارق: 4] أي (إلا عليها حافظ) وهذا التفسير على تشديد ميم لما وهي قراءة عاصم وابن عامر وحمزة وإن نافية وثبت قوله وقال ابن عباس إلى آخره للنسفي وحده وسقط من الفرع كأصله.[87] سورة {{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}}وَقَالَ مُجَاهِدٌ {{قّدَّرَ فَهَدَى}}: قَدَّرَ لِلإِنسَانِ الشَّقَاءَ وَالسَّعَادَةَ. {{وَهَدَى الأَنْعَامَ}}: لِمَراتِعَها.([87] سورة {{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}})ثبت سورة الأعلى لأبي ذر وهي مكية وآيها تسع عشرة.ومعنى ({{سبح اسم ربك}}) أي نزّه ربك (الأعلى) عما يصفه الملحدون فالاسم صلة وبه يحتج من جعل الاسم والمسمى واحدًا لأن أحدًا لا يقول سبحان اسم الله بل سبحان الله وقال قوم: أي نزّه تسمية ربك بأن تذكره وأنت له معظِّم ولذكره محترم فجعلوا الاسم بمعنى التسمية فكما أنه يجب تنزيه ذاته وصفاته عن النقائص يجب تنزيه الألفاظ الموضوعة لها عن سوء الأدب.وقد سبق في أول هذا المجموع مزيد لذلك والله الموفق.(وقال مجاهد) في قوله ({{قدّر فهدى}}) [الأعلى: 3] أي (قدّر للإنسان الشقاء والسعادة) ({{وهدى الأنعام}} لمراتعها) وصله الطبري وثبت للنسفي وحده.

    (بابُُُ: {{لتَرْكَبُنَّ طَبَقا عَنْ طَبَقٍ}} (الانشقاق: 91)أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: {{لتركبن طبقًا عَن طبق}} وَلم تثبت هَذِه التَّرْجَمَة إلاَّ لأبي ذَر قَوْله: (لتركبن طبقًا عَن طبق) قَرَأَ ابْن كثير وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ بِفَتْح التَّاء وَالْبَاء وَهُوَ خطاب للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعْنَاهُ الْآخِرَة بعد الأولى وَسَيَأْتِي الْكَلَام فِيهِ فِي حَدِيث الْبابُُ، وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَبَّاس بِفَتْح التَّاء وَضم الْبَاء وَهُوَ خطاب لجَمِيع النَّاس، وَمَعْنَاهُ: حَالا بعد حَال، وَقَرَأَ ابْن مَسْعُود بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَفتح الْبَاء، وَقَرَأَ أَبُو المتَوَكل بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف وَرفع الْبَاء.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4674 ... ورقمه عند البغا:4940 ]
    - حدَّثنا سَعِيدُ بنُ النَّضْرِ أخْبَرَنَا هُشَيْمٌ أخْبَرَنَا أبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بنُ إيَاسٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقا عَنْ طَبَقٍ}} حَالا بَعْدَ حَالٍ قَالَ هاذا نَبِيُّكُمْ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَسَعِيد بن النَّضر بِسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة الْبَغْدَادِيّ مر فِي أول التَّيَمُّم، وهشيم بِضَم الْهَاء ابْن بشر، وَأَبُو بشر بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة. والحدي من أَفْرَاده.قَوْله: (حَالا بعد حَال) ، أَي: حَال مُطَابقَة للشَّيْء قبلهَا فِي الشدَّة، وَقيل: الطَّبَق جمع طبقَة وَهِي الْمرتبَة أَي: هِيَ طَبَقَات بَعْضهَا أَشد من بعض، وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ: اخْتلف فِي معنى الْآيَة. فَقَالَ أَكْثَرهم حَالا بعد حَال، وأمرا بعد أَمر، وَهُوَ مَوَاقِف الْقِيَامَة وَعَن الْكَلْبِيّ: مرّة يعْرفُونَ وَمرَّة يجهلون، وَعَن مقَاتل يَعْنِي الْمَوْت ثمَّ الْحَيَاة ثمَّ الْمَوْت ثمَّ الْحَيَاة. وَعَن عَطاء: مرّة فقر أَو مرّة غناء، وَعَن ابْن عَبَّاس: الشدائد والأهوال، الْمَوْت ثمَّ الْبَعْث ثمَّ الْعرض؟ وَالْعرب تَقول لمن وَقع فِي أَمر شَدِيد: وَقع فِي ثبات طبق وَفِي إِحْدَى ثبات طبق، وَعَن أبي عُبَيْدَة سنَن من كَانَ قبلهم وأحوالهم، وَعَن عِكْرِمَة: حَالا بعد حَال رَضِيع ثمَّ فطيم ثمَّ غُلَام ثمَّ شَاب ثمَّ شيخ.وَقلت الْحُكَمَاء يَشْمَل الْإِنْسَان كَونه نُطْفَة إِلَى أَن يَمُوت على سَبْعَة وَثَلَاثِينَ حَالا وَسَبْعَة وَثَلَاثِينَ اسْما، نُطْفَة ثمَّ علقَة ثمَّ مُضْغَة ثمَّ عظاما ثمَّ خلقا آخر ثمَّ جَنِينا
    ثمَّ وليدا ثمَّ رضيعا ثمَّ فطيما ثمَّ يافعا ثمَّ نَاسِيا ثمَّ مترعرعا ثمَّ حزورا ثمَّ مراهقا ثمَّ محتلما ثمَّ بَالغا ثمَّ أَمْرَد ثمَّ طارا ثمَّ باقلاً ثمَّ مستطرا ثمَّ مطرخما ثمَّ مخلطا ثمَّ صملاً ثمَّ ملتحيا ثمَّ مستويا ثمَّ مصعدا ثمَّ مجتمعا. والشاب يجمع ذَلِك كُله. ثمَّ ملهوزا ثمَّ كهلاً ثمَّ أشمط ثمَّ أشيخا ثمَّ شَبَّبَ ثمَّ حوقلاً ثمَّ صفتاتا ثمَّ هما ثمَّ هرما ثمَّ مَيتا. فَهَذَا معنى قَوْله: (لتركبن طبقًا عَن طبق) والطبق فِي اللُّغَة الْحَال قَالَه الثَّعْلَبِيّ.قلت: ثمَّ يافعا بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف، من أَيفع الْغُلَام أَي: ارْتَفع فَهُوَ يافع، وَالْقِيَاس موفع وَهُوَ من النَّوَادِر، كَذَا قَالَه أهل الْعَرَبيَّة. وَقيل: جَاءَ يفع الْغُلَام فعلى هَذَا يافع على الأَصْل، وَذكر فِي كتاب (خلق الْإِنْسَان) وَقَالَ بَعضهم: اليافع والحزور والمترعرع وَاحِد، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: الحزور الْغُلَام إِذا اشْتَدَّ وَقَوي وحزم، وَكَأَنَّهُ أَخذه من الْحَزْوَرَة وَهِي كل صَغِير، والمترعرع. قَالَ الْجَوْهَرِي: ترعرع الصَّبِي أَي: تحرّك وَنَشَأ، والطارّ بتَشْديد الرَّاء من طر شَارِب الْغُلَام إِذا نبت والمطرخم بتَشْديد الْمِيم الَّتِي فِي آخِره من اطرخمَّ أَي: شمخ بِأَنْفِهِ وتعظم، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: شَاب مطرخم أَي: حسن تَامّ، والمخلط بِكَسْر الْمِيم الرجل الَّذِي يخالط الْأُمُور، والصمل بِضَم الصَّاد وَالْمِيم وَتَشْديد اللَّام أَي: شَدِيد الْخلق، والملهوز، بالزاي فِي آخِره من لهزت الْقَوْم أَي: خالطتهم، وَالْوَاو فِيهِ زَائِدَة، والحوقل من حوقل الشَّيْخ حوقلة وحقيالاً إِذا كبر وفتر عَن الْجِمَاع، والصفتات، بِكَسْر الصَّاد الْمُهْملَة وَسُكُون الْفَاء وبتاءين مثناتين بَينهمَا ألف: الرجل الْقوي وَكَذَلِكَ الصفتيت، وَفِي الْأَحْوَال الْمَذْكُورَة أسامي لم تذكر، وَهِي شرخ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة بعد أَن يُقَال غُلَام ثمَّ بعد ذَلِك يُسمى جفرا بِالْجِيم والجحوش بِالْجِيم الْمَفْتُوحَة بعْدهَا الْحَاء الْمُهْملَة المضمومة وَفِي آخِره شين مُعْجمَة بعد أَن يُقَال فطيم، وناشىء يُقَال بعد كَونه شَابًّا ومحمم إِذا اسود شعر وَجهه وَأخذ بعضه بَعْضًا، وصتم إِذا بلغ أقْصَى الكهولة، وعانس إِذا قعد بعد بُلُوغ النِّكَاح أعواما لَا ينْكح، وشميط وأشمط يُقَال لَهُ بعد مَا شَاب، ومسن ونهشل يُقَال إِذا ارْتَفع عَن الشيخوخة وَإِذا ارْتَفع عَن ذَلِك، يُقَال: فخم وَإِذا تضعضع لَحْمه يُقَال: متلحم، وَإِذا قَارب الخطو وَضعف يُقَال لَهُ دالف، وَإِذا ضمر وانحنى يُقَال لَهُ عشمة وعشبة، وَإِذا بلغ أقْصَى ذَلِك، يُقَال لَهُ: هرم وهم وَإِذا أَكثر الْكَلَام وَاخْتَلَطَ يُقَال لَهُ: مهتر، وَإِذا ذهب عقله يُقَال لَهُ خرف.وَقَالَ بَعضهم: مَا دَامَ الْوَلَد فِي بطن أمه فَهُوَ جَنِين، فَإِذا وَلدته يُسمى صَبيا مَا دَامَ رضيعا فَإِذا فطم يُسمى غُلَاما إِلَى سبع سِنِين ثمَّ يصير يافعا إِلَى عشر حجج ثمَّ يصير حزورا إِلَى خمس عشرَة سنة ثمَّ يصير قمدا إِلَى خمس وَعشْرين سنة ثمَّ يصير عنطنا إِلَى ثَلَاثِينَ سنة ثمَّ يصير صملاً إِلَى أَرْبَعِينَ سنة ثمَّ يصير كهلاً إِلَى خمسين سنة ثمَّ يصير شَيخا إِلَى ثَمَانِينَ سنة ثمَّ يصير هما بعد ذَلِك فانيا كَبِيرا.قَوْله: (هَذَا نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي: الْخطاب فِي التركين للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ على قِرَاءَة فتح الْبَاء الْمُوَحدَة فَافْهَم.

    حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ النَّضْرِ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ‏{‏لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ‏}‏ حَالاً بَعْدَ حَالٍ، قَالَ هَذَا نَبِيُّكُمْ ﷺ‏.‏

    Narrated Ibn `Abbas:(as regards the Verse):--'You shall surely travel from stage to stage (in this life and in the Hereafter).' (It means) from one state to another. That concerns your Prophet

    Telah menceritakan kepadaku [Sa'id bin An Nadlr] Telah mengabarkan kepada kami [Husyaim] Telah mengabarkan kepada kami [Abu Bisyr Ja'far bin Iyas] dari [Mujahid] ia berkata; [Ibnu Abbas] berkata terkat dengan firman Allah: "LATARKABUNNA THABAQAN 'AN THABAQ." Maksudnya adalah proses demi proses. Katanya, dan itulah Nabi kalian shallallahu 'alaihi wasallam

    Mücahid'den nakledildiğine göre, İbn Abbas r.a. لتركبن طبقا عن طبق leterkebunne tabakan an tabakin ayetini "Siz halden hale geçeceksiniz, "(İnşikak 19) şeklinde açıklamış ve şöyle demiştir: Bu ayetteki hitap Nebiiniz Sallallahu Aleyhi ve Sellem'e yöneliktir. Fethu'l-Bari Açıklaması: Taberi ve Hakim, İbn Mes'ud'un ..........leterkebunne tabakan an tabakin ayetinde semadan bahsedild(ğini söylediğini nakletmişlerdir. Taberi'nin rivayetinde İbn Mes'ud şöyle demiştir: "Bu ayette semadan söz edilmiştir. Sema bazen dumana benzer bir hal alır, bazen açılır. Sonra kırmızı bir hal alır. Sonra yine açılır." Taberi ilk görüşü tercih etmiştir. ....Tabak lafzının asıl anlamı "şiddet! zorluk!katılık"tır. Burada ise bu kelime ile kıyamet günü meydana gelecek zorluklar kastedilmiştir. .......Tabak lafzı bir şeyin başka bir şeye uyumunu da ifade eder. Mesela; ........ma haza bitabak dendiği zaman "Bu, ona uymaz" anlamı kastedilir. İbn Abbas'ın sözünde geçen "halden hale" ifadesi "zorluk konusunda birinin diğerine uygun olduğu hal" anlamına gelir. Ya da .......tabak kelimesi ...........tabaka kelimesinin çoğuludur. Bu durumda "aşama" anlamına gelir ve kıyamet günü biri diğerinden daha zor geçecek aşamaları ifade eder. Bu kelime ile insanın ce nin halinden ömrünün son aşamasına kadar geçirdiği merhalelerin kastedildiği de söylenmiştir. İnsana doğmadan önce cenin, doğduğu zaman sabı, sütten kesilince çocuk, yedi yaşına varınca yafi', on yaşına gelince hazlir, on beş yaşına varınca kamed, yirmi beş yaşına ulaşınca anatnat, otuz yaşına gelince sami, kırk yaşına varınca kehl, elli yaşına ulaşınca şeyh, seksen yaşına ulaşınca him ve doksan yaşına gelince fani denir)

    ہم سے سعید بن نضر نے بیان کیا، کہا ہم کو ہشیم نے خبر دی، کہا مجھ کو ابوبشر جعفر بن ایاس نے خبر دی، ان سے مجاہد نے بیان کیا کہ ابن عباس رضی اللہ عنہما نے کہا «لتركبن طبقا عن طبق‏» یعنی ”تم کو ضرور ایک حالت کے بعد دوسرے حالت پر پہنچنا ہے۔“ بیان کیا کہ یہاں مراد نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم ہیں کہ آپ کو کامیابی رفتہ رفتہ حاصل ہو گی۔

    ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ এর অর্থ হচ্ছে, এক অবস্থার পর আরেক অবস্থা। তোমাদের নবীই সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম এটা বলেছেন। (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৪৫৭১, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    முஜாஹித் (ரஹ்) அவர்கள் கூறியதாவது: இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள், ‘‘(84:19 ஆவது வசனத்தின் மூலத்திலுள்ள) ‘தபக்கன் அன் தபக்கின்’ எனும் சொற்றொடருக்கு ‘நிச்சயமாக, நீங்கள் படிப்படியாக ஒரு நிலையில் இருந்து மற்றொரு நிலைக்குக் கடந்து செல்ல வேண்டியதுள்ளது’ என்பது பொருள்” என்று கூறிவிட்டு, ‘‘இந்த வசனம் உங்களுடைய நபி (ஸல்) அவர்களையே முன்னிலைப்படுத்திப் பேசுகிறது” என்று சொன்னார்கள்.3 அத்தியாயம் :