• 512
  • قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " أَمَرَهُ أَنْ يُسَبِّحَ ، فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا " ، يَعْنِي قَوْلَهُ : ( وَإِدْبَارَ السُّجُودِ )

    حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَمَرَهُ أَنْ يُسَبِّحَ ، فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا ، يَعْنِي قَوْلَهُ : ( وَإِدْبَارَ السُّجُودِ )

    أدبار: الأدبار : جمع دبر ، ودبر كل شيء عقبه ومؤخره
    أَمَرَهُ أَنْ يُسَبِّحَ ، فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا ،
    لا توجد بيانات

    [4852] قَوْلُهُ عَنْ مُجَاهِد قَالَ قَالَ بن عَبَّاسٍ أَمَرَهُ أَنْ يُسَبِّحَ يَعْنِي أَمَرَ اللَّهُ نبيه وَأخرجه الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن علية عَن بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ قَالَ بن عَبَّاس فِي قَوْله فسبحه وأدبار السُّجُود قَالَ هُوَ التَّسْبِيحُ بَعْدَ الصَّلَاةِ قَوْلُهُ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا يَعْنِي قَوْلَهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ كَذَا لَهُمْ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا بن عَبَّاسٍ رَكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ أَدْبَارَ السُّجُودِ وَإِسْنَادُهُ ضَعِيف لَكِن روى بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ قَالَ قَالَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْله تَعَالَى وأدبار السُّجُود هُمَا الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طُرُقٍ عَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِمَا مثله وَأخرج بن الْمُنْذِرِ عَنْ عُمَرَ مِثْلَهُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ كُرَيْبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْفَجْرِ وَالرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ قَرَأَ أَدْبَارَ النُّجُومِ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ أَيْ بِهِمَا (قَوْلُهُ سُورَةُ وَالذَّارِيَاتِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) سَقَطَتْ سُورَةُ وَالْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَالْوَاوُ لِلْقَسَمِوَالْفَاءَاتُ بَعْدَهَا عَاطِفَاتٌ مِنْ عَطْفِ الْمُتَغَايِرَاتِ وَهُوَ الظَّاهِرُ وَجَوَّزَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَنَّهَا مِنْ عَطْفِ الصِّفَاتِ وَأَنَّ الْحَامِلَاتِ وَمَا بَعْدَهَا مِنْ صِفَاتِ الرِّيحِ قَوْلُهُ قَالَ عَلِيٌّ الرِّيَاحُ كَذَا لَهُمْ وَلِأَبِي ذَرٍّ وَقَالَ عَلِيٌّ الذَّارِيَاتُ الرِّيَاحُ وَهُوَ عِنْدَ الْفِرْيَابِيِّ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ عَلِيٍّ وَأَخْرَجَهُ بن عُيَيْنَةَ فِي تَفْسِيرِهِ أَتَمَّ مِنْ هَذَا عَنِ بن أَبِي الْحُسَيْنِ سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ قَالَ سَمِعْتُ بن الْكَوَّاءِ يَسْأَلُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَنِ الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا قَالَ الرِّيَاحُ وَعَنِ الْحَامِلَاتِ وِقْرًا قَالَ السَّحَابُ وَعَنِ الْجَارِيَاتِ يُسْرًا قَالَ السُّفُنُ وَعَنِ الْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا قَالَ الْمَلَائِكَةُ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ من وَجه آخر عَن أبي الطُّفَيْل وبن الْكَوَّاءِ بِفَتْحِ الْكَافِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَهَذَا التَّفْسِيرُ مَشْهُورٌ عَنْ عَلِيٍّ وَأَخْرَجَ عَن مُجَاهِد وبن عَبَّاسٍ مِثْلَهُ وَقَدْ أَطْنَبَ الطَّبَرِيُّ فِي تَخْرِيجِ طُرُقِهِ إِلَى عَلِيٍّ وَأَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ شَهِدْتُ عَلِيًّا وَهُوَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ سَلُونِي فَوَاللَّهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَدَّثْتُكُمْ بِهِ وَسَلُونِي عَنْ كِتَابِ اللَّهِ فَوَاللَّهِ مَا مِنْ آيَةٍ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ أَبِلَيْلٍ أُنْزِلَتْ أَمْ بِنَهَارٍ أَمْ فِي سهل أم فِي جبل فَقَالَ بن الْكَوَّاءِ وَأَنَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَلِيٍّ وَهُوَ خَلْفِي فَقَالَ مَا الذَّارِيَاتُ ذَرْوًا فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَقَالَ فِيهِ وَيْلَكَ سَلْ تَفَقُّهًا وَلَا تَسْأَلْ تَعَنُّتًا وَفِيهِ سُؤَالُهُ عَنْ أَشْيَاءَ غَيْرِ هَذَا وَلَهُ شَاهد مَرْفُوع أخرجه الْبَزَّار وبن مَرْدَوَيْهِ بِسَنَدٍ لَيِّنٍ عَنْ عُمَرَ قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ تَذْرُوهُ تُفَرِّقُهُ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ فِي سُورَةِ الْكَهْفِ فِي قَوْلِهِ تَذْرُوهُ الرِّيَاح أَيْ تُفَرِّقُهُ ذَرَوْتُهُ وَأَذْرَيْتُهُ وَقَالَ فِي تَفْسِيرِ الذَّارِيَاتِ الرِّيَاحُ وَنَاسٌ يَقُولُونَ الْمُذَرَّيَاتُ ذَرَتْ وَأَذْرَتْ قَوْله وَفِي أَنفسكُم أَفلا تبصرون تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ فِي مَدْخَلٍ وَاحِدٍ وَيَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعَيْنِ أَيِ الْقُبُلُ وَالدُّبُرُ وَهُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى وَفِي أَنفسكُم يَعْنِي أَيْضًا آيَاتٍ إِنَّ أَحَدَكُمْ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ مِنْ مَدْخَلٍ وَاحِدٍ وَيُخْرِجُ مِنْ مَوْضِعَيْنِ ثُمَّ عنفهم فَقَالَ أَفلا تبصرون وَلِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ وَفِي أَنفسكُم قَالَ فِيمَا يَدْخُلُ مِنْ طَعَامِكُمْ وَمَا يَخْرُجُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُرَيْفِعِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ سَبِيلُ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ قَوْلُهُ قُتِلَ الخراصون أَيْ لُعِنُوا كَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْبُيُوعِ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله قتل الخراصون قَالَ لُعِنَ الْكَذَّابُونَ وَعِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ قَالَ الْكَذَّابُونَ قَوْلُهُ فَرَاغَ فَرَجَعَ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ وَزَادَ وَالرَّوْغُ وَإِنْ جَاءَ بِهَذَا الْمَعْنَى فَإِنَّهُ لَا يُنْطَقُ بِهِ حَتَّى يَكُونَ صَاحِبُهُ لِذَهَابِهِ وَمَجِيئِهِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ فَرَاغَ أَيْ عَدَلَ قَوْلُهُ فَصَكَّتْ فَجَمَعَتْ أَصَابِعَهَا فَضَرَبَتْ بِهِ جَبْهَتَهَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ جَمَعَتْ بِغَيْرِ فَاءٍ وَهُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ بِلَفْظِهِ وَلِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله فصكت وَجههَا قَالَ ضَرَبَتْ بِيَدِهَا عَلَى جَبْهَتِهَا وَقَالَتْ يَا وَيْلَتَاهُ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ ضَرَبَتْ وَجْهَهَا عَجَبًا وَمِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى جَبْهَتِهَا تَعَجُّبًا قَوْلُهُ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ مَنْ مَعَهُ لِأَنَّهُمْ مِنْ قَوْمِهِ هُوَ قَوْلُ قَتَادَة أخرجه عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَنهُ وَقَالَ الْفَرَّاءُ وَثَبَتَ هَذَا هُنَا لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ قَوْلُهُ وَالرَّمِيمُ نَبَاتُ الْأَرْضِ إِذَا يَبِسَ وَدِيسَ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ وَدِيسَ بِكَسْرِ الدَّالِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّةِ بَعْدَهَا مُهْمَلَةٌ مِنَ الدَّوْسِ وَهُوَ وَطْءُ الشَّيْءِ بِالْقَدَمِ حَتَّى يُفَتَّتَ وَمِنْهُ دِيَاسُ الْأَرْضِ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ الرميم الشّجر وَأخرج الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ الرَّمِيمُ الْهَالِكُ قَوْله لَمُوسِعُونَ أَيْ لَذُو سِعَةٍ وَكَذَلِكَ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ يَعْنِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الموسع قدره أَيْ مَنْ يَكُونُ ذَا سَعَةٍقَالَ الْفراء وَإِنَّا لموسعون أَيْ لَذُو سَعَةٍ لِخَلْقِنَا وَكَذَا قَوْلُهُ عَلَى الموسع قدره يَعْنِي الْقوي وروى بن أبي حَاتِم من طَرِيق بن أبي نجيح قَالَ وَإِنَّا لموسعون قَالَ أَنْ نَخْلُقَ سَمَاءً مِثْلَهَا قَوْلُهُ زَوْجَيْنِ الذّكر وَالْأُنْثَى وَاخْتِلَاف الألوان حُلْو وحامض فهما زَوْجَانِ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ أَيْضًا وَلَفْظُهُ الزَّوْجَانِ مِنْ جَمِيعِ الْحَيَوَانِ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى وَمِنْ سِوَى ذَلِكَ اخْتِلَافُ أَلْوَانِ النَّبَاتِ وَطُعُومِ الثِّمَارِ بَعْضٌ حُلْو وَبَعض حامض وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ مَعْنَاهُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ قَالَ الْكُفْرُ وَالْإِيمَانُ وَالشَّقَاوَةُ وَالسَّعَادَةُ وَالْهُدَى وَالضَّلَالَةُ وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالسَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ قَوْلُهُ فَفرُّوا إِلَى الله مِنَ اللَّهِ إِلَيْهِ أَيْ مِنْ مَعْصِيَتِهِ إِلَى طَاعَتِهِ أَوْ مِنْ عَذَابِهِ إِلَى رَحْمَتِهِ هُوَ قَول الْفراء أَيْضا قَوْله إِلَّا ليعبدون فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والأنس إِلَّا ليعبدون مَا خَلَقْتُ أَهْلَ السَّعَادَةِ مِنْ أَهْلِ الْفَرِيقَيْنِ إِلَّا ليوحدون هُوَ قَول الْفراء وَنَصره بن قُتَيْبَةَ فِي مُشْكِلِ الْقُرْآنِ لَهُ وَسَبَبُ الْحَمْلِ عَلَى التَّخْصِيصِ وُجُودُ مَنْ لَا يَعْبُدُهُ فَلَوْ حُمِلَ عَلَى ظَاهِرِهِ لَوَقَعَ التَّنَافِي بَيْنَ الْعِلَّةِ وَالْمَعْلُولِ قَوْلُهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ خَلَقَهُمْ لِيَفْعَلُوا فَفَعَلَ بَعْضٌ وَتَرَكَ بَعْضٌ وَلَيْسَ فِيهِ حُجَّةٌ لِأَهْلِ الْقَدَرِ هُوَ كَلَامُ الْفَرَّاءِ أَيْضًا وَحَاصِلُ التَّأْوِيلَيْنِ أَنَّ الْأَوَّلَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ اللَّفْظَ الْعَامَّ مُرَادٌ بِهِ الْخُصُوصَ وَأَنَّ الْمُرَادَ أَهْلُ السَّعَادَةِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالثَّانِي بَاقٍ عَلَى عُمُومِهِ لَكِنْ بِمَعْنَى الِاسْتِعْدَادِ أَيْ خَلَقَهُمْ مُعَدِّينَ لِذَلِكَ لَكِنْ مِنْهُمْ مَنْ أَطَاعَ وَمِنْهُمْ مَنْ عَصَى وَهُوَ كَقَوْلِهِمُ الْإِبِلُ مَخْلُوقَةٌ لِلْحَرْثِ أَيْ قَابِلَةٌ لِذَلِكَ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ فِيهَا مَا لَا يَحْرُثُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ وَلَيْسَ فِيهِ حُجَّةٌ لِأَهْلِ الْقَدَرِ فَيُرِيدُ الْمُعْتَزِلَةَ لِأَنَّ مُحَصَّلَ الْجَوَابِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْخَلْقِ خَلْقُ التَّكْلِيفِ لَا خَلْقُ الْجِبِلَّةِ فَمَنْ وَفَّقَهُ عَمِلَ لِمَا خُلِقَ لَهُ وَمَنْ خَذَلَهُ خَالَفَ وَالْمُعْتَزِلَةُ احْتَجُّوا بِالْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ عَلَى أَنَّ إِرَادَةَ اللَّهِ لَا تَتَعَلَّقُ بِهِ وَالْجَوَابُ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِ الشَّيْءِ مُعَلَّلًا بِشَيْءٍ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الشَّيْءُ مُرَادًا وَأَنْ لَا يَكُونَ غَيْرُهُ مُرَادًا وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مُرَادُهُ بِقَوْلِهِ وَلَيْسَ فِيهِ حُجَّةٌ لِأَهْلِ الْقَدَرِ أَنَّهُمْ يَحْتَجُّونَ بِهَا عَلَى أَنَّ أَفْعَالَ اللَّهِ لَا بُدَّ وَأَنْ تَكُونَ مَعْلُولَةً فَقَالَ لَا يَلْزَمُ مِنْ وُقُوعِ التَّعْلِيلِ فِي مَوْضِعِ وُجُوبِ التَّعْلِيلِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ وَنَحْنُ نَقُولُ بِجَوَازِ التَّعْلِيلِ لَا بِوُجُوبِهِ أَوْ لِأَنَّهُمُ احْتَجُّوا بِهَا عَلَى أَنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ لَهُمْ لِإِسْنَادِ الْعِبَادَةِ إِلَيْهِمْ فَقَالَ لَا حُجَّةَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ لِأَنَّ الْإِسْنَادَ مِنْ جِهَةِ الْكَسْبِ وَفِي الْآيَة تأويلات أُخْرَى يطول ذكرهَا وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ خَلَقَهُمْ لِلْعِبَادَةِ فَمِنَ الْعِبَادَةِ مَا يَنْفَعُ وَمِنْهَا مَا لَا يَنْفَعُ قَوْلُهُ وَالذَّنُوبُ الدَّلْوُ الْعَظِيمُ هُوَ قَوْلُ الْفَرَّاءِ لَكِنْ قَالَ الْعَظِيمَةُ وَزَادَ وَلَكِنَّ الْعَرَبَ تَذْهَبُ بِهَا إِلَى الْحَظِّ وَالنَّصِيبِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الذَّنُوبُ النَّصِيبُ وَأَصْلُهُ مِنَ الدَّلْوِ والذنُوب والسجل وَاحِد والسجل أقل مَلأ مِنَ الدَّلْوِ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ ذَنُوبًا سَبِيلًا وَقَعَ هَذَا مُؤَخَّرًا عَنِ الَّذِي بَعْدَهُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَالَّذِي عِنْدَهُ أَوْلَى وَقَدْ وَصَلَهُ الْفرْيَابِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ ذَنُوبًا مثل ذنُوب أَصْحَابهم قَالَ سَجْلًا مِنَ الْعَذَابِ مِثْلَ عَذَابِ أَصْحَابِهِمْ وَأخرج بن الْمُنْذر من طَرِيق بن جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظلمُوا ذنوبا قَالَ سَبِيلا قَالَ وَقَالَ بن عَبَّاسٍ سَجْلًا وَهُوَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْجِيمِ وَمن طَرِيق بن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ مِثْلُهُ وَأَنْشَدَ عَلَيْهِ شَاهِدًا قَوْلُهُ صَرَّةٌ صَيْحَةٌ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيقِ بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد وَأخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَن بن عَبَّاسٍ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ صَرَّةٌ شِدَّةُ صَوْتٍ يُقَالُ أَقْبَلَ فُلَانٌ يَصْطَرُّ أَيْ يُصَوِّتُ صَوْتًا شَدِيدًا وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ أَقْبَلَتْ تَرِنُّ قَوْلُهُ الْعَقِيمُ الَّتِي لَاتَلِدُ زَادَ أَبُو ذَرٍّ وَلَا تُلَقَّحُ شَيْئًا أخرج بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ الضَّحَّاكِ قَالَ الْعَقِيمُ الَّتِي لَا تَلِدُ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ الْعَقِيمُ الَّتِي لَا تُنْبِتُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ خُصَيْفٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ الرِّيحُ الْعَقِيمُ الَّتِي لَا تُلْقِحُ شَيْئا قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاسٍ وَالْحُبُكُ اسْتِوَاؤُهَا وَحُسْنُهَا تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ وَأَخْرَجَهُ الْفِرْيَابِيُّ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَمِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لِأَنَّ سَمَاعَ الثَّوْرِيِّ مِنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ كَانَ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ وَجه آخر صَحِيح عَن بن عَبَّاسٍ وَأَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله ذَات الحبك قَالَ ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ وَلِلطَّبَرِيِّ مِنْ طَرِيقِ عَوْفٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ حُبِكَتْ بِالنُّجُومِ وَمِنْ طَرِيق عمرَان بن جدير سُئِلَ عِكْرِمَة عَن قَوْله ذَات الحبك قَالَ ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ أَلَمْ تَرَ إِلَى النَّسَّاجِ إِذَا نَسَجَ الثَّوْبُ قَالَ مَا أَحْسَنَ مَا حبكه قَوْله فِي غمرة فِي ضَلَالَتِهِمْ يَتَمَادُونَ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَلِأَبِي ذَرٍّ فِي غَمْرَتِهِمْ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِوُقُوعِهِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَأَمَّا الثَّانِي فَهُوَ فِي سُورَةِ الْحِجْرِ لَكِنَّ قَوْلَهُ فِي ضَلَالَتِهِمْ يُؤَيِّدُ الثَّانِي وَكَأَنَّهُ ذَكَرَهُ كَذَلِكَ هُنَا لِلِاشْتِرَاكِ فِي الْكَلِمَةِ وَقَدْ وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ وَالطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهون قَالَ فِي ضَلَالَتِهِمْ يَتَمَادُونَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ فِي صَلَاتِهِمْ أَوْ ضَلَالَتِهِمْ بِالشَّكِّ وَالْأَوَّلُ تَصْحِيفٌ قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ تَوَاصَوْا بِهِ تَوَاطَئُوا سقط هَذَا لأبي ذَر وَقد أخرجه بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ أتواصوا بِهِ تَوَاطَئُوا عَلَيْهِ وَأَخَذَهُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ وَإِذَا كَانَتْ شِيمَةٌ غَالِبَةٌ عَلَى قَوْمٍ قِيلَ كَأَنَّمَا تَوَاصَوْا بِهِ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طُرُقٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ هَلْ أَوْصَى الْأَوَّلُ الْآخِرَ مِنْهُمْ بِالتَّكْذِيبِ قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ مُسَوَّمَةً مُعَلَّمَةً مِنَ السيما هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة وَوَصله بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله مسومة قَالَ مُعَلَّمَةً وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْعَوْفِيِّ عَن بن عَبَّاس فِي قَوْله مسومة قَالَ مَخْتُومَةً بِلَوْنٍ أَبْيَضَ وَفِيهِ نُقْطَةٌ سَوْدَاءُ وَبِالْعَكْسِ قَوْلُهُ قُتِلَ الْإِنْسَانُ لُعِنَ سَقَطَ هَذَا لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ قُتِلَ بلعن فِي أَوَائِل السُّورَة وَأخرج بن الْمُنْذر من طَرِيق بن جريج فِي قَوْله قتل الخراصون قَالَ هِيَ مِثْلُ الَّتِي فِي عَبَسَ قُتِلَ الْإِنْسَان تَنْبِيهٌ لَمْ يَذْكُرِ الْبُخَارِيُّ فِي هَذِهِ السُّورَةِ حَدِيثًا مَرْفُوعًا وَيَدْخُلُ فِيهَا عَلَى شَرْطِهِ حَدِيثٌ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ قَالَ التِّرْمِذِيُّ حَسَنٌ صَحِيح وَصَححهُ بن حبَان (قَوْلُهُ سُورَةُ الطُّورِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَاقْتَصَرَ الْبَاقُونَ عَلَى وَالطُّورِ وَالْوَاو للقسموَمَا بَعْدَهَا عَاطِفَاتٌ أَوْ لِلْقَسَمِ أَيْضًا قَوْلُهُ وَقَالَ قَتَادَةُ مَسْطُورٍ مَكْتُوبٍ سَقَطَ هَذَا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَثَبَتَ لَهُمْ فِي التَّوْحِيدِ وَقَدْ وَصَلَهُ الْمُصَنِّفُ فِي كِتَابِ خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ الطُّورُ الْجَبَلُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِهَذَا قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ وَالطُّورُ قَالَ جَبَلٌ يُقَالُ لَهُ الطُّورُ وَعَمَّنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ مِثْلُهُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الطُّورُ الْجَبَلُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَفِي الْمُحْكَمِ الطُّورُ الْجَبَلُ وَقَدْ غَلَبَ عَلَى طُورِ سَيْنَاءَ جَبَلٌ بِالشَّامِ وَهُوَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ طُورَى بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ طُورِيٌّ وَطُورَانِيٌّ قَوْلُهُ رَقٍّ مَنْشُورٍ صَحِيفَةٍ وَصَلَهُ الْفرْيَابِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ قَالَ صُحُفٌ وَرَقٌّ وَقَوله منشور قَالَ صحيفَة قَوْله والسقف الْمَرْفُوع سَمَاءٌ سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَتَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ قَوْلُهُ وَالْمَسْجُورُ الْمُوقَدُ فِي رِوَايَةِ الْحَمَوِيِّ وَالنَّسَفِيِّ الْمُوقَرُ بِالرَّاءِ وَالْأَوَّلُ هُوَ الصَّوَابُ وَقَدْ وَصَلَهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ والطبري من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَالَ الْمُوقَدُ بِالدَّالِ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ أَيْنَ جَهَنَّمُ قَالَ الْبَحْرُ قَالَ مَا أَرَاهُ إِلَّا صَادِقا ثمَّ تَلا وَالْبَحْر الْمَسْجُور وَإِذا الْبحار سجرت وَعَن زيد بن أسلم قَالَ الْبَحْر الْمَسْجُور الموقد وَإِذا الْبحار سجرت أُوقِدَتْ وَمِنْ طَرِيقِ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ الْبَحْر الْمَسْجُور التَّنُّورِ الْمَسْجُورِ قَالَ وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْمَسْجُورُ الْمَمْلُوءُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ عَنْ قَتَادَةَ مِثْلَهُ وَرَجَّحَهُ الطَّبَرِيُّ قَوْلُهُ وَقَالَ الْحَسَنُ تُسْجَرُ حَتَّى يَذْهَبَ مَاؤُهَا فَلَا يَبْقَى فِيهَا قَطْرَةٌ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْله وَإِذا الْبحار سجرت فَذَكَرَهُ فَبَيَّنَ الْحَسَنُ أَنَّ ذَلِكَ يَقَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَمَّا الْيَوْمُ فَالْمُرَادُ بِالْمَسْجُورِ الْمُمْتَلِئُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُطْلَقَ عَلَيْهِ ذَلِكَ بِاعْتِبَارِ مَا يَئُولُ إِلَيْهِ حَالُهُ قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ أَلَتْنَاهُمْ نَقَصْنَاهُمْ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْحُجُرَاتِ وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ مثله عَن بن عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَعَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ مَا ظَلَمْنَاهُمْ قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ تَمُورُ تَدُورُ وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مورا قَالَ مَوْرُهَا تَحَرُّكُهَا وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ بن عُيَيْنَة عَن بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ يَوْمَ تمور السَّمَاء مورا قَالَ تَدُورُ دَوْرًا قَوْلُهُ أَحْلَامُهُمْ الْعُقُولُ هُوَ قَوْلُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ذَكَرَهُ الطَّبَرِيُّ عَنْهُ وَقَالَ الْفَرَّاءُ الْأَحْلَامُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الْعُقُولُ والألباب قَوْله وَقَالَ بن عَبَّاسٍ الْبَرُّ اللَّطِيفُ سَقَطَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ هُنَا وَثَبَتَ لَهُمْ فِي التَّوْحِيدِ وَقَدْ وَصَلَهُ بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ بِهِ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي التَّوْحِيدِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ كِسَفًا قِطَعًا وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَلِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ مِثْلُهُ وَمِنْ طَرِيقِ السُّدِّيِّ قَالَ عَذَابًا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ كِسَفًا الْكِسَفُ جَمْعُ كِسْفَةٍ مِثْلُ السِّدْرِ جَمْعُ سِدْرَةٍ وَهَذَا يُضَعِّفُ قَوْلَ مَنْ رَوَاهُ بِالتَّحْرِيكِ فِيهِمَا وَقَدْ قِيلَ إِنَّهَا قِرَاءَةٌ شَاذَّةٌ وَأَنْكَرَهَا بَعْضُهُمْ وَأَثْبَتَهَا أَبُو الْبَقَاءِ الْعُكْبَرِيُّ وَغَيْرُهُ قَوْلُهُ الْمَنُونِ الْمَوْتُ وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله ريب الْمنون قَالَ الْمَوْتُ وَقَالَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ مِثْلَهُ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِد قَالَ الْمنون حوادث الدَّهْر وَذكر بن إِسْحَاق فِي السِّيرَة عَن بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اجْتَمَعُوا فِي دَارِ النَّدْوَةِ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ احْبِسُوهُ فِي وَثَاقٍ ثُمَّ تَرَبَّصُوا بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ حَتَّى يَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ مَنْ قَبْلَهُ مِنَ الشُّعَرَاءِ فَإِنَّمَا هُوَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فَأَنْزَلَاللَّهُ تَعَالَى أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ ريب الْمنون وَهَذَا كُلُّهُ يُؤَيِّدُ قَوْلَ الْأَصْمَعِيِّ إِنَّ الْمَنُونَ وَاحِدٌ لَا جَمْعَ لَهُ وَيَبْعُدُ قَوْلُ الْأَخْفَشِ أَنَّهُ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ وَأَمَّا قَوْلُ الدَّاوُدِيِّ إِنَّ الْمَنُونَ جَمْعُ مَنِيَّةٍ فَغَيْرُ مَعْرُوفٍ مَعَ بُعْدِهِ مِنَ الِاشْتِقَاقِ قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ يَتَنَازَعُونَ يَتَعَاطَوْنَ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَصَلَهُ بن الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِهِ وَزَادَ أَيْ يَتَدَاوَلُونَ قَالَ الشَّاعِرُ نَازَعَتْهُ الرَّاحُ حَتَّى وَقَفَهُ السَّارِي قَوْلُهُ


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4589 ... ورقمه عند البغا: 4852 ]
    - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَهُ أَنْ يُسَبِّحَ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا يَعْنِي قَوْلَهُ: {{وَأَدْبَارَ السُّجُودِ}} [ق: 40].وبه قال: (حدّثنا آدم) بن أبي إياس واسمه عبد الرحمن قال: (حدّثنا ورقاء) بفتح الواو وسكون الراء وبالقاف مهموز ممدود ابن عمر اليشكري (عن ابن أبي نجيح) عبد الله واسم أبي نجيح يسار بالسين المهملة المخففة بعد التحتية المكي (عن مجاهد) هو ابن جبر أنه قال: (قال ابن عباس: أمره) عليه الصلاة والسلام ربه تعالى (أن يسبح) ينزّه ربه عز وجل (في أدبار الصلوات كلها يعني قوله {{وأدبار السجود}}) وقيل: أدبار السجود النوافل بعد المكتوبات وقيل الوتر بعد العشاء.[51] سورة وَالذَّارِيَاتِبسم الله الرحمن الرحيم. قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ {{الذَّارِيَاتِ}}: الرِّيَاحُ. وَقَالَ غَيْرُهُ {{تَذْرُوهُ}}: تُفَرِّقُهُ. {{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ}}: تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ فِي مَدْخَلٍ وَاحِدٍ وَيَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعَيْنِ. {{فَرَاغَ}}: فَرَجَعَ. {{فَصَكَّتْ}}: فَجَمَعَتْ أَصَابِعَهَا، فَضَرَبَتْ جَبْهَتَهَا. وَ {{الرَّمِيمُ}}: نَبَاتُ الأَرْضِ إِذَا يَبِسَ وَدِيسَ. {{لَمُوسِعُونَ}}: أَيْ لَذُو سَعَةٍ. وَكَذَلِكَ عَلَى {{الْمُوسِعِ قَدَرُهُ}}: يَعْنِي الْقَوِيَّ. {{زَوْجَيْنِ}}: الذَّكَرَ وَالأُنْثَى. {{وَاخْتِلاَفُ}} الأَلْوَانِ: حُلْوٌ وَحَامِضٌ، فَهُمَا زَوْجَانِ. {{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ}}: مِنَ اللَّهِ إِلَيْهِ. {{إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}}: مَا خَلَقْتُ أَهْلَ السَّعَادَةِ مِنْ أَهْلِ الْفَرِيقَيْنِ إِلاَّ لِيُوَحِّدُونِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَلَقَهُمْ لِيَفْعَلُوا، فَفَعَلَ بَعْضٌ، وَتَرَكَ بَعْضٌ، وَلَيْسَ فِيهِ حُجَّةٌ لأَهْلِ الْقَدَرِ. وَالذَّنُوبُ: الدَّلْوُ الْعَظِيمُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ {{ذَنُوبًا}}: سَبِيلًا. {{صَرَّةٍ}}: صَيْحَةٍ. {{الْعَقِيمُ}}: الَّتِي لاَ تَلِدُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {{وَالْحُبُكُ}}: اسْتِوَاؤُهَا، وَحُسْنُهَا. {{فِي غَمْرَةٍ}}: فِي ضَلاَلَتِهِمْ يَتَمَادَوْنَ. وَقَالَ غَيْرُهُ {{تَوَاصَوْا}}: تَوَاطَؤُوا. وَقَالَ غَيْرُهُ: {{مُسَوَّمَةً}}: مُعَلَّمَةً، مِنَ السِّيمَا. {{قُتِلَ الإِنسَانُ}}: لُعِنَ.([51] سورة وَالذَّارِيَاتِ)مكية وآيها ستون، ولأبي ذر سورة والذاريات.(بسم الله الرحمن الرحيم) وسقطت البسملة لغير أبي ذر.(قال عليّ عليه السلام) كذا في الفرع كأصله ككثير من النسخ وهو وإن كان معناه صحيحًا لكن ينبغي أن يساوى بين الصحابة في ذلك إذ هو من باب التعظيم، والشيخان وعثمان أولى بذلك منه، فالأولى الترضي، فقد قال الجويني: السلام كالصلاة فلا يستعمل في الغائب ولا يفرد به غير الأنبياء وسواء في هذا الأحياء والأموات وأما الحاضر فيخاطب به. اهـ.({{الذاريات}}: الرياح) التي تذرو التراب ذروًا، وهذا وصله الفريابي، وسقط لغير أبي ذر لفظ: الذاريات، وقيل: الذاريات النساء الولود فإنهن يذرين الأولاد.(وقال غيره): غير عليّ ({{تذروه}}) في قوله تعالى: {{تذروه الرياح}} [الكهف: 45] بالكهف. معناه (تفرقه) ذكره شاهدًا لسابقه.({{وفي أنفسكم}}) نسق على في الأرض فهو خبر عن آيات أيضًا والتقدير وفي الأرض وفي أنفسكم آيات ({{أفلا تبصرون}}) [الذاريات: 21]. قال الفراء: (تأكل وتشرب في مدخل واحد) الفم (يخرج من موضعين) القُبُل والدُّبُر.({{فراغ}}) أي (فرجع) قاله الفراء أيضًا وقيل ذهب في خفية من ضيفه فإن من أدبالمضيف أن يخفي أمره وأن يبادره بالقرى من غير أن يشعر
    به الضيف حذرًا من أن يكفه ويعذره.({{فصكّت}}) [الذاريات: 29] أي (فجمعت) ولأبي ذر: جمعت (أصابعها فضربت به) بما جمعت (جبهتها) فعل المتعجب وهي عادة النساء إذا أنكرن شيئًا، وقيل: وجدت حرارة دم الحيض فضربت وجهها من الحياء وسقط به لغير المستملي ({{والرميم}} نبات الأرض إذا يبس وديس}) بكسر الدال من الدوس وهو وطء الشيء بالأقدام والقوائم حتى يتفتت ومعنى الآية ما تترك من شيء أتت عليه من أنفسهم وأموالهم وأنعامهم إلا جعلته كالشيء الهالك البالي.({{لموسعون}}) [الذاريات: 47] (أي لذوو سعة) بخلقنا قاله الفراء، وقال غيره: لقادرون من الوسع بمعنى الطاقة كقولك: ما في وسعي كذا أي ما في طاقتي وقوّتي (وكذلك) قوله تعالى: ({{على الموسع قدره}}) [البقرة: 236] (يعني القويّ) قاله الفراء أيضًا.({{زوجين}}) ولأبي الوقت: خلقنا زوجين نوعين وصنفين مختلفين (الذكر والأنثى) من جميع الحيوان ({{و}}) كذا ({{اختلاف}} الألوان) كما في قوله تعالى: {{واختلاف ألسنتكم وألوانكم}} [الروم: 22] إذ لو تشاكلت وكانت نوعًا واحدًا لوقع التجاهل والالتباس وكذا اختلاف الطعوم (حلو وحامض فهما) لما بينهما من الضدّية الذكر والأنثى (زوجان) السماء والأرض والنور والظلمة والإيمان والكفر والسعادة والشقاوة والحق والباطل.({{ففروا إلى الله}}) [الذاريات: 5] أي (من الله إليه) ولأبي الوقت معناه إليه يريد من معصيته إلى طاعته أو من عذابه إلى رحمته أو من عقابه بالإيمان والتوحيد.({{إلا ليعبدون}}) ولأبي ذر: ({{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}} [الذاريات: 56].أي (ما خلقت أهل السعادة من أهل الفريقين) الجن والإنس (إلاّ ليوحدون) فجعل العام مرادًا به الخصوص لأنه لو حمل على ظاهره لوقع التنافي بين العلة والمعلول لوجود من لا يعبده كقولك:هذا القلم بريته للكتابة ثم قد تكتب به وقد لا تكتب وزاد زيد بن أسلم: وما خلقت الأشقياء منهم إلا ليعصون.(وقال بعضهم): ذاهبًا إلى حمل الآية على العموم (خلقهم ليفعلوا) التوحيد خلق تكليف واختيار أي ليأمرهم بذلك (ففعل بعض) بتوفيقه له (وترك بعض) بخذلانه له، وطرده فكلٌّ ميسر لما خلق له أو المعنى ليطيعون وينقادوا لقضائي فكلٌّ مخلوق من الجن والإنس خاضع لقضاء الله تعالى متذلل لمشيئته لا يملك لنفسه خروجًا عما خلق عليه، ولم يذكر الملائكة لأن الآية سيقت لبيان قبح ما يفعله الكفرة من ترك ما خلقوا له وهذا خاص بالثقلين أو لأن الملائكة مندرجون في الجن لاستتارهم (وليس فيه حجة لأهل القدر) المعتزلة على أن إرادة الله لا تتعلق إلا بالخير وأما الشر فليس مرادًا له لأن لا يلزم من كون الشيء معللًا بشيء أن يكون ذلك الشيء مرادًا وأن لا يكون غيره مرادًا وكذا لا حجة لهم في هذه الآية على أن أفعال العباد معللة بالأغراض إذ لا يلزممن وقوع التعليل في موضع وجوب التعليل في كل موضع ونحن نقول بجواز التعليل لا بوجوبه أو إن اللام قد ثبتت لغير الغرض كقوله تعالى: {{أقم الصلاة لدلوك الشمس}} [الإسراء: 78].وقوله: {{فطلقوهن لعدتهن}} [الطلاق: 1]. ومعناه المقارنة فالمعنى هنا قرنت الخلق بالعبادة أي خلقتهم وفرضت عليهم العبادة وكذا لا حجة لهم فيها على أن أفعال العباد مخلوقة لهم لإسناد العبادة إليهم لأن الإسناد إنما هو من جهة الكسب.(والذنوب) في قوله تعالى: {{فإن للذين ظلموا ذنوبًا}} [الذاريات: 59]. لغة (الدلو العظيم) وقال الفراء: العظيمة (وقال مجاهد): فيما وصله الفريابي ({{ذنوبًا}} سبيلًا) وهذا مؤخر بعد تاليه عند غير أبي ذر وفي نسخة سجلاًّ بفتح السين المهملة وسكون الجيم وزاد الفريابي عنه فقال: سجلاًّ من العذاب مثل عذاب أصحابهم، وقال أبو عبيدة: الذنوب النصيب والذنوب والسجل أقل ملء من الدلو.({{صرة}}) بالرفع ولأبي ذر: أي (صيحة) ولغيره بجرهما وهو موافق للتلاوة.({{العقيم}}) هي (التي لا تلد) ولأبي الوقت: تلقح شيئًا كذا في الفرع وأصله بفتح التاء والقاف، وقال في الفتح: وزاد أبو ذر ولا تلقح شيئًا.(وقال ابن عباس) -رضي الله عنهما- كما ذكره في بدء الخلق ({{والحبك}}) في قوله
    تعالى: {{والسماء ذات الحبك}} [الذاريات: 7]. هو (استواؤها وحسنها) وقال سعيد بن جبير: ذات الزينة أي المزينة بزينة الكواكب. قال الحسن: حبكت بالنجوم وقال الضحاك: ذات الطرائق والمراد إما الطرائق المحسوسة التي هي مسير الكواكب أو المعقولة التي يسلكها النظّار ويتوصل بها إلى المعارف.({{في غمرة}}) [الذاريات: 11] ولأبي ذر: غمرتهم والأول هو الموافق للتلاوة هنا (في ضلالتهم يتمادون) قاله ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم (وقال غيره): غير ابن عباس ({{تواصوا}}) أي (تواطؤوا) والهمزة التي حذفها المؤلّف للاستفهام التوبيخي والضمير في به يعود على القول المدلول عليه بقالوا أي أتواصى الأولون والآخرون بهذا القول المتضمن لساحر أو مجنون والمعنى كيف اتفقوا على قول واحد كأنهم تواطؤوا عليه.(وقال غيره): أي غير ابن عباس ({{مسوّمة}}) أي (معلمة من السيما) بكسر السين المهملة وسكون التحتية مقصورًا وهي العلامة وسقط لأبي ذر: تواصوا تواطؤوا وقال: ({{قتل الإنسان}} لعن) كذا في الفرع كأصله وآل ملك والناصرية وفي غيرها قتل الخرّاصون لعنوا، والخراصون الكذابون، ولم يذكر المؤلّف حديثًا مرفوعًا هنا، والظاهر أنه لم يجده على شرطه. نعم قال في الفتح: يدخل حديث ابن مسعود أقرأني رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إني أنا الرزاق ذو القوّة المتين أخرجه أحمد والنسائي وقال الترمذي: حسن صحيح وصححه ابن حبان.[52] سورة وَالطُّورِ(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). وَقَالَ قَتَادَةُ {{مَسْطُورٍ}}: مَكْتُوبٍ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {{الطُّورُ}}: الْجَبَلُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ. {{رَقٍّ مَنْشُورٍ}}: صَحِيفَةٍ. {{وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ}}: سَمَاءٌ. الْمَسْجُورِ: الْمُوقَدِ. وَقَالَ الْحَسَنُ: تُسْجَرُ حَتَّى يَذْهَبَ مَاؤُهَا. فَلاَ يَبْقَى فِيهَا قَطْرَةٌ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ {{أَلَتْنَاهُمْ}}: نَقَصْنَا؟ وَقَالَ غَيْرُهُ: {{تَمُورُ}}: تَدُورُ. {{أَحْلاَمُهُمْ}}: الْعُقُولُ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْبَرُّ اللَّطِيفُ. {{كِسْفًا}}: قِطْعًا. {{الْمَنُونُ}}: الْمَوْتُ. وَقَالَ غَيْرُهُ. {{يَتَنَازَعُونَ}}: يَتَعَاطَوْنَ.([52] سورة وَالطُّورِ)مكية وآيها ثمان أو تسع وأربعون.(بسم الله الرحمن الرحيم) سقط لغير أبي ذر لفظ سورة والبسملة.(وقال قتادة) فيما وصله البخاري في خلق أفعال العباد ({{مسطور}}) أي (مكتوب) والمراد القرآن أو ما كتبه الله في اللوح المحفوظ أو في قلوب أوليائه من المعارف والحكم وسقط قول قتادة هذا لأبي ذر.(وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي ({{الطور}}: الجبل بالسريانية) وهو طور سينين جبل بمدين سمع فيه موسى كلام الله عز وجل.({{رق منشور}}) [الطور: 13] أي (صحيفة) وتنكيرهما للتعظيم والإشعار بأنهما ليسا من المتعارف فيما بين الناس.({{والسقف المرفوع}}) [الطور: 5] هو (سماء) وسقط هذا لأبي ذر.(والمسجور) هو (الموقد) بالجر فيهما لغير أبي ذر وإسقاط واو والمسجور أي المحمي بمنزلة التنور المسجور، وقيل المملوء. واختاره ابن جرير ووجهه بأنه ليس موقد اليوم فهو مملوء ولأبي ذر عن الحموي والمستملي الموقر بالراء بدل الدال والأول هو الصواب وبرفعه كسابقه.(وقال الحسن) البصري فيما وصله الطبري (تسجر) البحار (حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة) وهذا يكون يوم القيامة.(وقال مجاهد) مما سبق في الحجرات ({{ألتناهم}} نقصنا) وسقط هذا لأبي ذر.(وقال غيره) غير مجاهد ({{تمور}}) أي (تدور) وقال أبو عبيدة تكفأ وأنشد الأعشى:كأن مشيتها من بيت جارتها ... مور السحابة لا ريث ولا عجل({{أحلامهم}}) هي (العقول) فالعقل يضبط المرء فيصير كالبعير المعقول وبالاحتلام الذي هو البلوغ يصير الإنسان مكلفًا وبه يكمل العقل.(وقال ابن عباس) فيما وصله الطبري (البر) أي (اللطيف) قال في الفتح: هذا ساقط لأبي ذر والذي في اليونينية وفرعها علامة أبي ذر مع كتابة إلى على قوله البرّ وعلى قوله اللطيف لا.({{كسفًا}}) بسكون السين أي (قطعًا) بكسر القاف وسكون الطاء. وقال البرماوي وغير هذا على قراءة فتح السين كقربة وقرب ومن قرأه بالسكون على التوحيد فجمعه أكساف وكسوف. اهـ.وقيل إن الفتح قراءة شاذة وأنكرها بعضهم وأثبتها أبو البقاء وقد قال أبو عبيدة الكسف جمع كسفة مثل السدر جمع سدرة.({{المنون}}) هو (الموت) فعول من منه إذا قطعه.(وقال غيره) غير ابن عباس ({{يتنازعون}}) أي (يتعاطون) هم وجلساؤهم بتجاذب وتجاذبهم تجاذب ملاعبة لا تجاذب منازعة وفيه نوع لذة.


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4589 ... ورقمه عند البغا:4852 ]
    - حدَّثنا آدَمُ حدَّثنا وَرْقَاءُ عنِ ابنِ أبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجاهِدٍ قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ أمَرَهُ أنْ يُسَبِّح فِي أدْبَارِ الصَّلَواتِ كُلِّها يَعْنِي قَوْلَهُ وَأدْبَارَ السُّجُودِ.آدم هُوَ ابْن أبي إِيَاس، واسْمه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد أَصله من خُرَاسَان سكن عسقلان، وورقاء، تَأْنِيث الأورق بِالْوَاو وَالرَّاء ابْن عمر الْخَوَارِزْمِيّ بن أبي إِيَاس، وَاسم أبي نجيح يسَار. ضد الْيَمين الْمَكِّيّ.قَوْله: (قَالَ ابْن عَبَّاس) ، وَفِي كثير من النّسخ قَالَ قَالَ ابْن عَبَّاس. قَوْله: (أمره) ، أَي: أَمر الله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يسبح، وَالْمرَاد من التَّسْبِيح هَذَا حَقِيقَة التَّسْبِيح لَا الصَّلَاة وَلِهَذَا فسره بقوله: يَعْنِي قَوْله: وأدبار السُّجُود، يَعْنِي: أدبار الصَّلَوَات، وَتطلق السَّجْدَة على الصَّلَاة بطرِيق ذكر الْجُزْء وَإِرَادَة الْكل.

    حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَمَرَهُ أَنْ يُسَبِّحَ، فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا‏.‏ يَعْنِي قَوْلَهُ ‏{‏وَأَدْبَارَ السُّجُودِ‏}‏

    Narrated Mujahid:Ibn `Abbas said, "Allah ordered His Prophet to celebrate Allah's praises after all prayers." He refers to His Statement: 'After the prayers

    Telah menceritakan kepada kami [Adam] Telah menceritakan kepada kami [Warqa] dari [Ibnu Abu Najih] dari [Mujahid] ia berkata; [Ibnu Abbas] menyuruhnya untuk bertashbih di akhir semua shalat sebagaimana maksud firman Allah: Dan bertasbihlah kamu kepada-Nya di malam hari dan setiap selesai sembahyang. (Qaaf:)

    Mücahid'den rivayet edildiğine göre, İbn Abbas, "Secdelerin ardından O'nu tesbih et,"(Kaf 40) ayetini kastederek şöyle demiştir: Allah Teala, Nebiine bütün namazıarın ardından kendisini tesbıh etmesini emretmiştir. Fethu'l-Bari Açıklaması: Taberi, İbn Atie, İbn Ebı Nedh ve Mücahid kanalıyla İbn Abbas'ın' ...... (Gecenin bir bölümünde ve secdelerin ardından da O'nu tesbih et,) (Kaf 40) ayeti hakkında şöyle söylediğini nakletmiştir: "Buradaki tesbihten maksat, namazdan sonra yapılan tes bi hattır

    ہم سے آدم نے بیان کیا، کہا ہم سے ورقہ نے بیان کیا، ان سے ابن ابی نجیح نے، ان سے مجاہد نے بیان کیا، کہ ابن عباس رضی اللہ عنہما نے انہیں تمام نمازوں کے بعد تسبیح پڑھنے کا حکم دیا تھا۔ آپ کا مقصد اللہ تعالیٰ کا ارشاد «وأدبار السجود‏» کی تشریح کرنا تھا۔

    ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, আল্লাহ্ তা‘আলা নবী সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-কে প্রত্যেক সালাতের পর তাঁর পবিত্রতা ঘোষণার আদেশ করেছেন। আল্লাহর বাণীঃ وَإِدْبَارَ السُّجُوْدِ ‘‘এর দ্বারা তিনি এ অর্থ করেছেন।’’ (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৪৪৮৫, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: எல்லாத் தொழுகைகளுக்குப் பின்பும் (தன்னைத்) துதிக்கும்படி நபி (ஸல்) அவர்களுக்கு அல்லாஹ் கட்டளையிட்டான். இதுவே, ‘‘சுஜூத் செய்து வணங்கி முடித்த பின்பும்...” எனும் (50:40ஆவது) இறைவசனத்தின் கருத்தாகும். அத்தியாயம் :