Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215
أرشيف الإسلام - موسوعة الحديث - حديث () - صحيح البخاري حديث رقم: 36124
  • 789
  • سُورَةُ الرَّعْدِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : {{ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ }} : " مَثَلُ المُشْرِكِ الَّذِي عَبَدَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ غَيْرَهُ ، كَمَثَلِ العَطْشَانِ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى ظِلِّ خَيَالِهِ فِي المَاءِ مِنْ بَعِيدٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَنَاوَلَهُ وَلاَ يَقْدِرُ " وَقَالَ غَيْرُهُ : {{ سَخَّرَ }} : " ذَلَّلَ " ، {{ مُتَجَاوِرَاتٌ }} : " مُتَدَانِيَاتٌ " ، وَقَالَ غَيْرُهُ : {{ المَثُلاَتُ }} : " وَاحِدُهَا مَثُلَةٌ ، وَهِيَ الأَشْبَاهُ وَالأَمْثَالُ " ، وَقَالَ : {{ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا }} {{ بِمِقْدَارٍ }} : " بِقَدَرٍ " ، يُقَالُ : {{ مُعَقِّبَاتٌ }} : " مَلاَئِكَةٌ حَفَظَةٌ ، تُعَقِّبُ الأُولَى مِنْهَا الأُخْرَى ، وَمِنْهُ قِيلَ العَقِيبُ ، أَيْ عَقَّبْتُ فِي إِثْرِهِ " ، {{ المِحَالِ }} : " العُقُوبَةُ " ، {{ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى المَاءِ }} : " لِيَقْبِضَ عَلَى المَاءِ " ، {{ رَابِيًا }} : " مِنْ رَبَا يَرْبُو " ، {{ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ }} : " المَتَاعُ مَا تَمَتَّعْتَ بِهِ " ، {{ جُفَاءً }} : " يُقَالُ أَجْفَأَتِ القِدْرُ ، إِذَا غَلَتْ فَعَلاَهَا الزَّبَدُ ، ثُمَّ تَسْكُنُ فَيَذْهَبُ الزَّبَدُ بِلاَ مَنْفَعَةٍ ، فَكَذَلِكَ يُمَيِّزُ الحَقَّ مِنَ البَاطِلِ " ، {{ المِهَادُ }} : " الفِرَاشُ " ، {{ يَدْرَءُونَ }} : " يَدْفَعُونَ ، دَرَأْتُهُ عَنِّي : دَفَعْتُهُ " . {{ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ }} : " أَيْ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ " ، {{ وَإِلَيْهِ مَتَابِ }} : " تَوْبَتِي " ، {{ أَفَلَمْ يَيْئَسْ }} : " أَفَلَمْ يَتَبَيَّنْ " ، {{ قَارِعَةٌ }} : " دَاهِيَةٌ " ، {{ فَأَمْلَيْتُ }} : " أَطَلْتُ مِنَ المَلِيِّ وَالمِلاَوَةِ ، وَمِنْهُ " {{ مَلِيًّا }} : " وَيُقَالُ لِلْوَاسِعِ الطَّوِيلِ مِنَ الأَرْضِ مَلًى مِنَ الأَرْضِ " ، {{ أَشَقُّ }} : " أَشَدُّ مِنَ المَشَقَّةِ " ، {{ مُعَقِّبَ }} : " مُغَيِّرٌ " وَقَالَ مُجَاهِدٌ : {{ مُتَجَاوِرَاتٌ }} : " طَيِّبُهَا وَخَبِيثُهَا السِّبَاخُ " ، {{ صِنْوَانٌ }} : " النَّخْلَتَانِ أَوْ أَكْثَرُ فِي أَصْلٍ وَاحِدٍ " ، {{ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ }} : " وَحْدَهَا " ، {{ بِمَاءٍ وَاحِدٍ }} : " كَصَالِحِ بَنِي آدَمَ وَخَبِيثِهِمْ ، أَبُوهُمْ وَاحِدٌ " ، {{ السَّحَابُ الثِّقَالُ }} : " الَّذِي فِيهِ المَاءُ " ، {{ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ }} : " إِلَى المَاءِ يَدْعُو المَاءَ بِلِسَانِهِ ، وَيُشِيرُ إِلَيْهِ بِيَدِهِ ، فَلاَ يَأْتِيهِ أَبَدًا " {{ فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا }} : " تَمْلَأُ بَطْنَ كُلِّ وَادٍ " {{ زَبَدًا رَابِيًا }} : " الزَّبَدُ زَبَدُ السَّيْلِ " . {{ زَبَدٌ مِثْلُهُ }} : " خَبَثُ الحَدِيدِ وَالحِلْيَةِ "

    سُورَةُ الرَّعْدِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : {{ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ }} : مَثَلُ المُشْرِكِ الَّذِي عَبَدَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ غَيْرَهُ ، كَمَثَلِ العَطْشَانِ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى ظِلِّ خَيَالِهِ فِي المَاءِ مِنْ بَعِيدٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَنَاوَلَهُ وَلاَ يَقْدِرُ وَقَالَ غَيْرُهُ : {{ سَخَّرَ }} : ذَلَّلَ ، {{ مُتَجَاوِرَاتٌ }} : مُتَدَانِيَاتٌ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : {{ المَثُلاَتُ }} : وَاحِدُهَا مَثُلَةٌ ، وَهِيَ الأَشْبَاهُ وَالأَمْثَالُ ، وَقَالَ : {{ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا }} {{ بِمِقْدَارٍ }} : بِقَدَرٍ ، يُقَالُ : {{ مُعَقِّبَاتٌ }} : مَلاَئِكَةٌ حَفَظَةٌ ، تُعَقِّبُ الأُولَى مِنْهَا الأُخْرَى ، وَمِنْهُ قِيلَ العَقِيبُ ، أَيْ عَقَّبْتُ فِي إِثْرِهِ ، {{ المِحَالِ }} : العُقُوبَةُ ، {{ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى المَاءِ }} : لِيَقْبِضَ عَلَى المَاءِ ، {{ رَابِيًا }} : مِنْ رَبَا يَرْبُو ، {{ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ }} : المَتَاعُ مَا تَمَتَّعْتَ بِهِ ، {{ جُفَاءً }} : يُقَالُ أَجْفَأَتِ القِدْرُ ، إِذَا غَلَتْ فَعَلاَهَا الزَّبَدُ ، ثُمَّ تَسْكُنُ فَيَذْهَبُ الزَّبَدُ بِلاَ مَنْفَعَةٍ ، فَكَذَلِكَ يُمَيِّزُ الحَقَّ مِنَ البَاطِلِ ، {{ المِهَادُ }} : الفِرَاشُ ، {{ يَدْرَءُونَ }} : يَدْفَعُونَ ، دَرَأْتُهُ عَنِّي : دَفَعْتُهُ . {{ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ }} : أَيْ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ، {{ وَإِلَيْهِ مَتَابِ }} : تَوْبَتِي ، {{ أَفَلَمْ يَيْئَسْ }} : أَفَلَمْ يَتَبَيَّنْ ، {{ قَارِعَةٌ }} : دَاهِيَةٌ ، {{ فَأَمْلَيْتُ }} : أَطَلْتُ مِنَ المَلِيِّ وَالمِلاَوَةِ ، وَمِنْهُ {{ مَلِيًّا }} : وَيُقَالُ لِلْوَاسِعِ الطَّوِيلِ مِنَ الأَرْضِ مَلًى مِنَ الأَرْضِ ، {{ أَشَقُّ }} : أَشَدُّ مِنَ المَشَقَّةِ ، {{ مُعَقِّبَ }} : مُغَيِّرٌ وَقَالَ مُجَاهِدٌ : {{ مُتَجَاوِرَاتٌ }} : طَيِّبُهَا وَخَبِيثُهَا السِّبَاخُ ، {{ صِنْوَانٌ }} : النَّخْلَتَانِ أَوْ أَكْثَرُ فِي أَصْلٍ وَاحِدٍ ، {{ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ }} : وَحْدَهَا ، {{ بِمَاءٍ وَاحِدٍ }} : كَصَالِحِ بَنِي آدَمَ وَخَبِيثِهِمْ ، أَبُوهُمْ وَاحِدٌ ، {{ السَّحَابُ الثِّقَالُ }} : الَّذِي فِيهِ المَاءُ ، {{ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ }} : إِلَى المَاءِ يَدْعُو المَاءَ بِلِسَانِهِ ، وَيُشِيرُ إِلَيْهِ بِيَدِهِ ، فَلاَ يَأْتِيهِ أَبَدًا {{ فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا }} : تَمْلَأُ بَطْنَ كُلِّ وَادٍ {{ زَبَدًا رَابِيًا }} : الزَّبَدُ زَبَدُ السَّيْلِ . {{ زَبَدٌ مِثْلُهُ }} : خَبَثُ الحَدِيدِ وَالحِلْيَةِ

    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا يوجد رواة
    لا توجد بيانات

    (سورَةُ الرَّعْدِ)أَي: هَذَا فِي بَيَان تَفْسِير بعض سُورَة الرَّعْد، قيل: إِنَّهَا مَكِّيَّة وَقيل الْمَدِينَة، وَقيل: فِيهَا مكي ومدني، وَهِي ثَلَاثَة آلَاف وَخَمْسمِائة وَسِتَّة أحرف، وَثَمَانمِائَة وَخمْس وَخَمْسُونَ كلمة، وَثَلَاث وَأَرْبَعُونَ آيَة.بِسْمِ الله الرَّحْمانِ الرحِيمِلم تثبت الْبَسْمَلَة إلاّ فِي رِوَايَة أبي ذَر وَحده.وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: {{كَباسِطِ كَفّيْهِ مَثَلُ المُشْرِكِ الَّذِي عَبَدَ مَعَ الله إِلَهًا غَيْرَهُ كَمَثَلَ العَطْشَانِ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى خيَالِهِ فِي الماءِ مِنْ بَعِيد وهْوَ يُرِيدُ أنْ يَتَنَاوَلهُ ولاَ يَقْدِرُ}} (الرَّعْد: 14) .أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَالَّذين يدعونَ من دونه لَا يستجيبون لَهُم بِشَيْء إلاَّ كباسد كفيه إِلَى المَاء ليبلغ فَاه}} الْآيَة قَوْله: (وَالَّذين) أَي: الْمُشْركُونَ الَّذين يدعونَ الْأَصْنَام من دون الله يُرِيدُونَ مِنْهَا دفعا أَو رفعا لَا يستجيبون لَهُم بِشَيْء مِمَّن ذَلِك. قَوْله: (كباسط كفيه) أَي: إلاَّ كباسط كفيه، وَقَالَ ابْن عَبَّاس: فِيهِ مثل الْمُشرك الَّذِي عَبده مَعَ الله إِلَهًا آخر إِلَى آخِره، وَوَصله أَبُو مُحَمَّد عَن أَبِيه: حَدثنَا أَبُو صَالح حَدثنَا مُعَاوِيَة عَن عَليّ عَن ابْن عَبَّاس. قَوْله: (وَلَا يقدر) بالراء فِي رِوَايَة أَلا كثرين، وَرُوِيَ: فَلَا يقدم، بِالْمِيم وَهُوَ تَصْحِيف، وَإِن كَانَ لَهُ وَجه من حَيْثُ الْمَعْنى.وَقَالَ غيْرُهُ سَخَّرَ ذَلَّلَأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وسخر الشَّمْس وَالْقَمَر كل يجْرِي لأجل مُسَمّى}} (الرَّعْد: 2) وَفَسرهُ بقوله: (ذلل) يَعْنِي: ذللهما لمنافع الْخلق ومصالح الْعباد كل يجْرِي أَي: كل وَاحِد إِلَى وَقت مَعْلُوم، وَهُوَ فنَاء الدُّنْيَا وَقيام السَّاعَة.مُتَجاورَاتٌ مُتَدَانِياتٌأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَفِي الأَرْض قطع متجاورات}} (الرَّعْد: 4) وَفسّر متجاورات بقوله: متدانيات، وَقيل: متقاربات يقرب بَعْضهَا من بعض بالجوار وَيخْتَلف بالتفاضل. فَمِنْهَا عذبة وَمِنْهَا مالحة وَمِنْهَا طيبَة تنْبت مِنْهَا سبخَة لَا تنْبت.وَقَالَ مُجَاهِدٌ مُتَجَاوِرَاتٌ طَيِّبُها عَذْبُها وخَبِيثُها السَّباخُرُوِيَ هَذَا التَّعْلِيق أَبُو بكر بن الْمُنْذر عَن مُوسَى عَن أبي بكر عَن شَبابَُة عَن وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد.
    المُثَلاتُ واحِدُها مَثُلَةٌ وهْيَ الأشْبَاهُ والأمْثَالُأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَقد خلت من قبلهم المثلات}} (الرَّعْد: 6) أَي: وَقد مَضَت من قبلهم من الْأُمَم الَّتِي عَصَتْ رَبهَا، وكذبت رسلها بالعقوبات، والمثلات وَاحِدهَا مثلَة، بِفَتْح الْمِيم وَضم الثَّاء مثل صَدَقَة وصدقات، وَفسّر المثلات بقوله: (وَهِي الْأَشْبَاه والأمثال) وَرُوِيَ الطَّبَرِيّ من طَرِيق ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: (المثلات) قَالَ: الْأَمْثَال: وَمن طَرِيق معمر عَن قَتَادَة قَالَ: المثلات الْعُقُوبَات، وَمن طَرِيق زيد بن أسلم قَالَ: المثلات مَا مثل الله بِهِ من الْأُمَم من الْعَذَاب، وَسكن يحيى بن وثاب الثَّاء فِي قِرَاءَته وَضم الْمِيم، وَقَرَأَ طَلْحَة بن مصرف بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الثَّاء، وَقَرَأَ الْأَعْمَش بفتحهما وَفِي رِوَايَة عَن أبي بكر ابْن عَيَّاش ضمهما، وَبِه قَرَأَ عِيسَى بن عمر.بمِقْدَارٍ بِقَدَرٍأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وكل شَيْء عِنْده بِمِقْدَار}} (الرَّعْد: 8) وَفَسرهُ بقوله: (بِقدر) والمقدار على وزن: مفعال مَعْنَاهُ: بِحَدّ لَا يُجَاوِزهُ وَلَا ينقص عَنهُ، وَعَن ابْن عَبَّاس: مِقْدَار كل شَيْء مِمَّا يكون قبل أَن يكون وَكلما هُوَ كَائِن إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.مُعَقِّباتٌ مَلاَئِكَةٌ حَفَظَةٌ تُعَقِّبُ الأُولى مِنْها الأُخْرَى ومِنْهُ قِيلَ العَقِيبُ يُقالُ عَقَّبْتُ فِي إثْرِهِأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{لَهُ مُعَقِّبَات من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله}} (الرَّعْد: 11) وَفِي رِوَايَة أبي ذَر، يُقَال: مُعَقِّبَات فَسرهَا بقوله: مَلَائِكَة حفظَة يتعاقبون بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار، فَإِذا صعدت مَلَائِكَة النَّهَار عقبتها مَلَائِكَة اللَّيْل، والتعقيب الْعود بِعْ البدء قَوْله: (لَهُ المعقبات) أَي: لله تَعَالَى مُعَقِّبَات، وَعَن ابْن عَبَّاس: لَهُ مُعَقِّبَات يَعْنِي لمُحَمد من الرَّحْمَن حرس من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه يَحْفَظُونَهُ. يَعْنِي: من شَرّ الْإِنْس وَالْجِنّ وَمن شَرّ طوارق اللَّيْل وَالنَّهَار، وَقيل الضَّمِير فِي لَهُ، يرجع إِلَى الْإِنْسَان، والمعقبات جمع معقبة، والمعقبة جمع معقب، فالمعقبات جمع الْجمع كَمَا قيل: ابناوات سعد ورجالات بكر، قَالَه الثَّعْلَبِيّ، وَقيل: المعقبات الخدم والحرس حول السُّلْطَان، وَقيل: مَا يتعقب من أوَامِر الله وقضاياه. قَوْله: (يَحْفَظُونَهُ) أَي: يحفظون المستخفي بِاللَّيْلِ والسارب بِالنَّهَارِ قَوْله: (من أَمر الله) أَي: يَحْفَظُونَهُ بِأَمْر الله من أَمر الله فَإِذا جَاءَ الْقدر خلوا عَنهُ وَعَن ابْن عَبَّاس يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله مَا لم يَجِيء الْقدر قَوْله: (وَمِنْه) قيل: العقيب، أَي، وَمن أصل مُعَقِّبَات يُقَال: العقيب، وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي فِي عقب الشَّيْء، وَفِي بعض النّسخ، وَمِنْه الْعقب، بِلَا يَاء بِمَعْنَاهُ، وعقب الرجل نَسْله. قَوْله: (يُقَال: عقب فِي إثره) بتَشْديد الْقَاف فِي ضبط الدمياطي بِخَطِّهِ، وَقَالَ ابْن التِّين: هُوَ بِفَتْح الْقَاف وتخفيفها، قَالَ: وَضَبطه بَعضهم بتشديدها، وَفِي بعض النّسخ بِكَسْرِهَا، وَلَا وَجه لَهُ إلاَّ أَن يكون لُغَة.المِحالُ العُقُوبَةُأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وهم يجادلون فِي الله وَهُوَ شَدِيد الْمحَال}} (الرَّعْد: 13) وَفَسرهُ بقوله: الْعقُوبَة، وَعَن عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: شَدِيد الْأَخْذ، وَعَن مُجَاهِد، شَدِيد الْقُوَّة، وَعَن الْحسن: شَدِيد المماحلة والمماكرة والمغالبة، وَعَن مُجَاهِد فِي رِوَايَة: شَدِيد انتقام.كبَاسطِ كَفَّيْهِ إِلَى الماءِ ليَقْبِضَ عَلَى المَاءأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{لَا يستجيبون لَهُم بِشَيْء إِلَّا كباسط كفيه إِلَى المَاء ليبلغ فَاه وَمَا هُوَ بالغه}} (الرَّعْد: 14) قَوْله: (لَا يستجيبون) ، يَعْنِي: الَّذين يشركُونَ وَيدعونَ الْأَصْنَام من دون الله لَا يستجيبون لَهُم بِشَيْء إلاَّ كباسط كفيه أَي: إلاَّ كَمَا ينفع باسط كفيه إِلَى المَاء من الْعَطش ليقبضه حَتَّى يُؤَدِّيه إِلَى فَمه فَلَا يتم لَهُ ذَلِك وَلَا يجمعه، وَعَن عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، يَعْنِي: كَالرّجلِ العطشان الْجَالِس على شَفير المَاء ويمد يَدَيْهِ إِلَى الْبِئْر فَلَا يبلغ قعرها فَلَا يبلغ إِلَى المَاء وَالْمَاء لَا ينزو وَلَا يرْتَفع إِلَى يَده، كَذَلِك لَا يَنْفَعهُمْ مَا كَانُوا يدعونَ من دون الله عز وَجل. وَالْعرب تضرب لمن سعى فِيمَا لَا يُدْرِكهُ طلب مَا لَا يجده مثلا بالقابض على المَاء، لِأَن الْقَابِض على المَاء لَا يحصل شَيْء فِي يَده.رَابِيا مِنْ رَبا يَرْبُوأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله عز وَجل: {{أنزل من السَّمَاء مَاء فسالت أَوديَة بِقَدرِهَا فَاحْتمل السَّيْل زبدا رابيا}} (الرَّعْد: 17) وَأَشَارَ بقوله: (رابيا) إِلَى أَن
    اشتقاق رابيا: من رَبًّا يَرْبُو من بابُُ فعل يفعل أَي: انتفخ. قَالَه أَبُو عُبَيْدَة، وَفِي التَّفْسِير: رابيا عَالِيا مرتفعا فَوق المَاء.أوْ مَتاعٍ زَبَدٌ والمَتاعُ مَا تَمَتَّعْتَ بِهِأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَمِمَّا توقدون عَلَيْهِ فِي النَّار ابْتِغَاء حلية أَو مَتَاع زبد مثله}} (الرَّعْد: 17) وَفسّر بقوله: (وَالْمَتَاع مَا تمتعت بِهِ) قَوْله: (ابْتِغَاء حلية) أَي: لأجل ابْتِغَاء أَي طلب حلية، أَي: زِينَة أَو مَتَاع، وأردبه جَوَاهِر الأَرْض من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالْحَدِيد والصفر والنحاس والرصاص يذاب فتتخذ مِنْهُ الْأَشْيَاء مِمَّا ينْتَفع بِهِ من الْحلِيّ والأواني وَغَيرهمَا. قَوْله: (زبد مثله) أَي: لَهُ زبد إِذا أذيب مثل الْحق والزبد الَّذِي لَا يبْقى وَلَا ينْتَفع بِهِ مثل الْبَاطِل.جُفاءً أجْفأتِ القِدْرُ إذَا غَلَتْ فَعَلاَها الزَّبَدُ ثُمَّ تَسْكُنْ فَيَذْهَبُ الزَّبَدُ بِلاَ مَنْفَعَةٍ فَكَذَلِكَ يُمَيَّزُ الحَقُّ مِنَ الباطِلِأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{فَأَما الزّبد فَيذْهب جفَاء}} وفشر الْجفَاء بقوله: (أجفأت الْقدر) إِلَى آخِره، وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: يُقَال: أجفأت الْقدر، وَذَلِكَ إِذا غلت وانصب زبدها، فَإِذا سكنت لم يبقَ مِنْهُ شيءٍ، وَنقل الطَّبَرِيّ عَن بعض أهل اللُّغَة أَن معنى قَوْله: (فَيذْهب جفَاء) تنشفه الأَرْض، يُقَال: جفأ الْوَادي وأجفأ بِمَعْنى نشف قَوْله: (فَكَذَلِك يُمَيّز الْحق من الْبَاطِل) فِي الْحَقِيقَة إِشَارَة إِلَى قَوْله تَعَالَى فِي أثْنَاء الْآيَات الْمَذْكُورَة كَذَلِك يضْرب الله الْحق وَالْبَاطِل. وأوضح ذَلِك بقوله: (فَأَما الزّبد فَيذْهب جفَاء وَأما مَا ينفع النَّاس فيمكث فِي الأَرْض) وَمعنى قَول البُخَارِيّ: فَكَذَلِك، أَي: فَكَمَا ميز الله الزّبد الَّذِي يبْقى من الَّذِي لَا يبْقى وَلَا ينْتَفع بِهِ، ميز الْحق الَّذِي يبْقى وَيسْتَمر من الْبَاطِل الَّذِي لَا أصل لَهُ وَلَا يبْقى.المِهادُ الفِرَاشُأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{ومأواهم جَهَنَّم وَبئسَ المهاد}} (الرَّعْد: 18) وَفَسرهُ بقوله: (الْفراش) وَلم يثبت هَذَا إلاَّ فِي غير رِوَايَة أبي ذَر.يَدْرَؤُنَ يدْفَعُونَ دَرَأْتُهُ عَنِّي دَفَعْتُهُأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{ويدرؤن بِالْحَسَنَة السَّيئَة أُولَئِكَ لَهُم عَقبي الدَّار}} (الرَّعْد: 22) وَفسّر قَوْله: (يدرؤن) بقوله (يدْفَعُونَ) يُقَال: درأت فلَانا إِذا دَفعته من الدَّار موهو الدّفع.سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ أيْ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَليْكُمْأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{سَلام عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنعم عُقبى الدَّار}} (الرَّعْد: 24) وَقد رهنا محذوفا، وَهُوَ: يَقُولُونَ، وَفِي التَّفْسِير: تدخل الْمَلَائِكَة على أهل الْجنَّة فيسلمون عَلَيْهِم بِمَا صَبَرُوا على الْفقر فِي الدُّنْيَا، وَقيل: على الْجِهَاد، وَقيل: على مُلَازمَة الطَّاعَة ومفارقة الْمعْصِيَة، وَقيل: على تَركهم الشَّهَوَات.وإلَيْهِ مَتابِ تَوْبَتيأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{لَا إِلَه إلاّ هُوَ عَلَيْهِ توكلت وَإِلَيْهِ متاب}} (الرَّعْد: 30) وَفِي التَّفْسِير: وَإِلَيْهِ رجوعي، والمتاب مصدر ميمي، يُقَال: تَابَ الله تَوْبَة ومتابا، والتوبه الرُّجُوع من الذَّنب.أفَلمْ يَيْأسْ فَلَمْ يَتَبَيَّنْأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{أفلم ييأس الَّذين آمنُوا إِن لَو يَشَاء الله لهدى النَّاس جَمِيعًا}} (الرَّعْد: 31) وَفسّر: (أفلم ييأس) بقوله: (فَلم يتَبَيَّن) وَعَن ابْن عَبَّاس: أفلم يعلم قَالَ الْكَلْبِيّ: ييأس يعلم فِي لُغَة النخع. وَهُوَ قَول مُجَاهِد وَالْحسن وَقَتَادَة والطبري عَن الْقَاسِم بن معن أَنه كَانَ يَقُول: إِنَّهَا لُغَة هوزان، تَقول: يئست كَذَا أَي: عَلمته.قارِعَةٌ دَاهِيةٌأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{وَلَا يزَال الَّذين كفرُوا تصيبهم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَة}} (الرَّعْد: 31) أَي: داهية مهلكة، قَالَه أَبُو عُبَيْدَة.
    فأمْلَيْتُ أطلْتُ مِنَ المَلِيِّ والمِلاَوَةِ ومِنْهُ مَليّا ويُقالُ لِلْوَاسِعِ الطّويلِ مِنَ الأرْضِ مَلأ مِنَ الأرْضِأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{فأمليت للَّذين كفرُوا ثمَّ أخذتهم فَكيف كَانَ عِقَاب}} (الرَّعْد: 32) وَفسّر أمليت بقوله: أطلت، كَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة. قَوْله: من الملى، بِفَتْح الْمِيم وَكسر اللَّام وَتَشْديد الْيَاء بِغَيْر همزَة قَالَ الْجَوْهَرِي: الملى الْهوى من الدَّهْر، يُقَال: أَقَامَ مَلِيًّا من الدَّهْر، قَالَ تَعَالَى: {{واهجرني مَلِيًّا}} (مَرْيَم: 46) أَي: طَويلا وَمضى: ملى من النَّهَار أَي: سَاعَة طَوِيلَة والملاوة، بِكَسْر الْمِيم يُقَال: أَقمت عِنْده ملاوة من الدَّهْر، أَي: حينا وبرهة، وَكَذَلِكَ ملوة من الدَّهْر، بِتَثْلِيث الْمِيم والملا مَقْصُورا: الْوَاسِع من الأَرْض، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: الملا مَقْصُورا الصَّحرَاء، والملوان اللَّيْل وَالنَّهَار.أشَقُّ أشَدُّ مِنَ المَشَقَّةِأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {{ولعذاب الْآخِرَة أشق وَمَا لَهُم من الله من واق}} (الرَّعْد: 34) وَأَرَادَ بقوله: (أَشد) أَن لفظ: أشق، أفعل تَفْضِيل من شقّ يشق.صنْوَانٌ النَّخْلَتانِ أوْ أكْثَرُ فِي أصْلٍ واحِدٍ وغَيْرُ صِنْوَانٍ وحْدَها بِماءَ وَاحِد كَصالِحِ بَني آدَمَ وخَبِيثِهمْ أبُوهُمْ واحِدٌأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله: {{صنْوَان وَغير صنْوَان يسْقِي بِمَاء وَاحِد}} (الرَّعْد: 4) الْآيَة وَفسّر قَوْله: (صنْوَان) بقوله: (النخلتان أَو أَكثر فِي أصل وَاحِد) وَكَذَا قَالَ ابْن عَبَّاس الصنوان مَا كَانَ من نخلتين أَو ثَلَاثًا أَو أَكثر أصلهن وَاحِد، وَهُوَ جمع صنو، وَيجمع فِي الْقلَّة على أصناو، وَلَا فرق بَينهمَا فِي التَّثْنِيَة وَالْجمع إلاَّ فِي الْإِعْرَاب، وَذَلِكَ أَن النُّون فِي التَّثْنِيَة مَكْسُورَة أبدا غير منونة، وَفِي الْجمع منونة تجْرِي بجريان الْإِعْرَاب، والقراء كلهم على كسر الصَّاد إلاَّ أَبَا عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ فَإِنَّهُ يضمها قَوْله: (وَغير صنْوَان وَحدهَا) أَي: وَغير صنْوَان المتفرق الَّذِي لَا يجمعه أصل وَاحِد قَوْله: (بِمَاء وَاحِد) أَي: يسقى بِمَاء وَاحِد، وَفِي رِوَايَة الْفرْيَابِيّ عَن مُجَاهِد مثل مَا قَالَه البُخَارِيّ، لَكِن قَالَ يسْقِي بِمَاء وَاحِد، قَالَ بِمَاء السَّمَاء قَوْله: (كصالح بني آدم) إِلَى آخِره: شبه الصنوان الَّذِي أَصله وَاحِد والصنوان المتفرق الَّذِي لَا يجمعه أصل وَاحِد بِصَالح بني آدم وخبيثهم أبوهم وَاحِد، وَقَالَ الْحسن: هَذَا مثل ضربه الله تَعَالَى لقلوب بني آدم فَقلب يرق فيخشع ويخضع، وقلب يسهو ويلهو، وَالْكل من أصل وَاحِد، وَكَذَلِكَ صنْوَان وَغير صنْوَان مِنْهَا مَا يخرج الطّيب وَمِنْهَا مَا يخرج غير الطّيب، وَأَصله وَاحِد وَالْكل يسْقِي بِمَاء وَاحِد.السَّحابُ الثِّقالُ الّذِي فِيهِ الماءُ كَباسِطِ كَفّيْهِ يَدْعُو الماءَأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله: {{يريكم الْبَرْق خوفًا وطعما وينشىء السَّحَاب الثقال}} (الرَّعْد: 12) أَي يسير السَّحَاب وَهُوَ جمع سَحَابَة، والثقال صفة السَّحَاب أَي: الثقال بالمطر.سالَتْ أوْدِيَةٌ بِقَدَرِها تَمْلأُ بَطْنَ وادٍأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله عز وَجل: {{أنزل من السَّمَاء فسالت أَوديَة بِقَدرِهَا}} (الرَّعْد: 17) يَعْنِي: أنزل الله من السَّمَاء مَاء يَعْنِي الْمَطَر، فسالت من ذَلِك المَاء بِقَدرِهَا، الْكَبِير بِقَدرِهِ وَالصَّغِير بِقَدرِهِ، والأودية جمع وادٍ وَهُوَ كل مفرج بَين جبلين يجْتَمع إِلَيْهِ مَاء الْمَطَر، قيل: وَالْقدر مبلغ الشَّيْء، وَالْمعْنَى: بِقَدرِهَا من المَاء وَإِن اتَّسع كثر. قَوْله: (بطن وَاد) هَكَذَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة الْأَصْلِيّ: (تملأ كل وَاحِد بِحَسبِهِ) ، وَفِي التفاسير الْمَذْكُورَة اخْتِلَاف كثير بالتقديم وَالتَّأْخِير وَالزِّيَادَة وَالنُّقْصَان.

    لا توجد بيانات