• 1258
  • عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ : {{ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ ، وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ، ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }} قَالَ الرَّجُلُ : أَلِيَ هَذِهِ ؟ قَالَ : " لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِي "

    حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ : {{ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ ، وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ، ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ }} قَالَ الرَّجُلُ : أَلِيَ هَذِهِ ؟ قَالَ : لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِي

    أصاب: أصاب : نال
    وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ ، وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ
    حديث رقم: 512 في صحيح البخاري كتاب مواقيت الصلاة باب: الصلاة كفارة
    حديث رقم: 5070 في صحيح مسلم كتاب التَّوْبَةِ بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى : إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ
    حديث رقم: 5071 في صحيح مسلم كتاب التَّوْبَةِ بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى : إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ
    حديث رقم: 3937 في سنن أبي داوود كِتَاب الْحُدُودِ بَابٌ فِي الرَّجُلِ يُصِيبُ مِنَ الْمَرْأَةِ دُونَ الْجِمَاعِ ، فَيَتُوبُ قَبْلَ
    حديث رقم: 3184 في جامع الترمذي أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة هود
    حديث رقم: 3186 في جامع الترمذي أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة هود
    حديث رقم: 1393 في سنن ابن ماجة كِتَابُ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ ، وَالسُّنَّةُ فِيهَا بَابُ مَا جَاءَ فِي أَنَّ الصَّلَاةَ كَفَّارَةٌ
    حديث رقم: 4251 في سنن ابن ماجة كِتَابُ الزُّهْدِ بَابُ ذِكْرِ التَّوْبَةِ
    حديث رقم: 313 في صحيح ابن خزيمة كِتَابُ الصَّلَاةِ بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْحَدَّ الَّذِي أَصَابَهُ هَذَا السَّائِلُ فَأَعْلَمَهُ
    حديث رقم: 314 في صحيح ابن خزيمة كِتَابُ الصَّلَاةِ بَابُ ذِكْرِ الدَّلِيلِ عَلَى أَنَّ الْحَدَّ الَّذِي أَصَابَهُ هَذَا السَّائِلُ فَأَعْلَمَهُ
    حديث رقم: 3546 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 3740 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 3965 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 4178 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 4110 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 4145 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 1758 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الصَّلَاةِ بَابُ فَضْلِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ
    حديث رقم: 1759 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الصَّلَاةِ بَابُ فَضْلِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ
    حديث رقم: 1760 في صحيح ابن حبان كِتَابُ الصَّلَاةِ بَابُ فَضْلِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ
    حديث رقم: 318 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الصَّلَاةِ تَكْفِيرُ الصَّلَاةِ
    حديث رقم: 7079 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الرَّجْمِ مَنِ اعْتَرَفَ بِمَا لَا تَجِبُ فِيهِ الْحُدُودُ ، وَذِكْرُ الِاخْتِلَافِ عَلَى
    حديث رقم: 7080 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الرَّجْمِ مَنِ اعْتَرَفَ بِمَا لَا تَجِبُ فِيهِ الْحُدُودُ ، وَذِكْرُ الِاخْتِلَافِ عَلَى
    حديث رقم: 7081 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الرَّجْمِ مَنِ اعْتَرَفَ بِمَا لَا تَجِبُ فِيهِ الْحُدُودُ ، وَذِكْرُ الِاخْتِلَافِ عَلَى
    حديث رقم: 7084 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الرَّجْمِ ذِكْرُ اخْتِلَافِ أَلْفَاظِ النَّاقِلِينَ لِهَذَا الْخَبَرِ
    حديث رقم: 7082 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الرَّجْمِ ذِكْرُ اخْتِلَافِ أَلْفَاظِ النَّاقِلِينَ لِهَذَا الْخَبَرِ
    حديث رقم: 7087 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الرَّجْمِ ذِكْرُ اخْتِلَافِ أَلْفَاظِ النَّاقِلِينَ لِهَذَا الْخَبَرِ
    حديث رقم: 7083 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الرَّجْمِ ذِكْرُ اخْتِلَافِ أَلْفَاظِ النَّاقِلِينَ لِهَذَا الْخَبَرِ
    حديث رقم: 7085 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الرَّجْمِ ذِكْرُ اخْتِلَافِ أَلْفَاظِ النَّاقِلِينَ لِهَذَا الْخَبَرِ
    حديث رقم: 10805 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى : وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ
    حديث رقم: 10287 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ طُرُقُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لَيْلَةَ الْجِنِّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
    حديث رقم: 10364 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ طُرُقُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لَيْلَةَ الْجِنِّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
    حديث رقم: 7417 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْمِيمِ بَابُ الْمِيمِ مَنِ اسْمُهُ : مُحَمَّدٌ
    حديث رقم: 8608 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ ، يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ
    حديث رقم: 13373 في مصنّف عبد الرزاق كِتَابُ الطَّلَاقِ بَابُ التَّعِدِّي فِي الْحُرُمَاتِ الْعِظَامِ
    حديث رقم: 13374 في مصنّف عبد الرزاق كِتَابُ الطَّلَاقِ بَابُ التَّعِدِّي فِي الْحُرُمَاتِ الْعِظَامِ
    حديث رقم: 3837 في سنن سعيد بن منصور كِتَابُ التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ
    حديث رقم: 15913 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْحُدُودِ بَابُ مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا دُونَ الْحَدِّ ثُمَّ تَابَ وَجَاءَ مُسْتَفْتِيًا
    حديث رقم: 15914 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْحُدُودِ بَابُ مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا دُونَ الْحَدِّ ثُمَّ تَابَ وَجَاءَ مُسْتَفْتِيًا
    حديث رقم: 16346 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ الْأَشْرِبَةِ وَالْحَدُّ فِيهَا بَابُ الْإِمَامِ فِيمَا يُؤَدِّبُ إِنْ رَأَى تَرْكَهُ تَرَكَهُ قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : أَلَا تَرَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَنَّهُمْ غَلُّوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَلَمْ يُعَاقِبْهُمْ , وَلَوْ كَانَتِ الْعُقُوبَةُ تَلْزَمُ لُزُومَ الْحَدِّ مَا تَرَكَهُمْ , كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَطَعَ امْرَأَةً لَهَا شَرَفٌ فَكُلِّمَ فِيهَا : لَوْ سَرَقَتْ فُلَانَةٌ لِامْرَأَةٍ شَرِيفَةٍ لَقَطَعْتُ يَدَهَا
    حديث رقم: 279 في مسند الطيالسي مَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 348 في المسند للشاشي مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا رَوَى عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ أَبُو شِبْلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
    حديث رقم: 404 في المسند للشاشي مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا رَوَى الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَمْرٍو النَّخَعِيُّ عَنْهُ
    حديث رقم: 405 في المسند للشاشي مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا رَوَى الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَمْرٍو النَّخَعِيُّ عَنْهُ
    حديث رقم: 173 في مسند ابن أبي شيبة مَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
    حديث رقم: 173 في مسند ابن أبي شيبة عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ
    حديث رقم: 883 في الزهد لهناد بن السري الزهد لهناد بن السري بَابُ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ
    حديث رقم: 1406 في الزهد لهناد بن السري الزهد لهناد بن السري بَابُ السِّتْرِ
    حديث رقم: 16 في التوبة لابن أبي الدنيا التوبة لابن أبي الدنيا كَفَّارَةُ الْقُبْلَةِ
    حديث رقم: 5117 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
    حديث رقم: 5217 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
    حديث رقم: 5262 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
    حديث رقم: 125 في اعتلال القلوب للخرائطي اعتلال القلوب للخرائطي بَابُ مَنْ عَفَّ فِي عِشْقِهِ عَنْ مُوَاقَعَةِ الْحَرَامِ وَرَاقَبَ اللَّهَ تَعَالَى
    حديث رقم: 5715 في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء حلية الأولياء وطبقات الأصفياء إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ

    [4687] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ كَذَا وَقَعَ فِيهِ وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ الْمُثَنَّىعَنْ مُسَدَّدٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَكَانَ لِمُسَدَّدٍ فِيهِ شَيْخَانِ قَوْلُهُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ هُوَ النَّهْدِيُّ فِي رِوَايَةٍ لِلْإِسْمَاعِيلِيِّ وَأَبِي نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ قَوْلُهُ إِنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ قُبْلَةً فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فِي رِوَايَةِ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَالْإِسْمَاعِيلِيِّ فَذَكَرَ أَنَّهُ أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ قُبْلَةً أَوْ مَسًّا بِيَدٍ أَوْ شَيْئًا كَأَنَّهُ يَسْأَلُ عَنْ كَفَّارَةِ ذَلِكَ وَعِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ سُلَيْمَانِ التَّيْمِيِّ بِإِسْنَادِهِ ضَرَبَ رَجُلٌ عَلَى كَفَلِ امْرَأَةٍ الْحَدِيثَ وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَأَصْحَابِ السُّنَنِ مِنْ طَرِيقِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عَلْقَمَة وَالْأسود عَن بن مَسْعُودٍ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً فِي بُسْتَانٍ فَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا قَبَّلْتُهَا وَلَزِمْتُهَا فَافْعَلْ بِي مَا شِئْتُ الْحَدِيثَ وَلِلطَّبَرِيِّ مِنْ طَرِيقِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ جَاءَ فُلَانٌ بْنُ مُعْتَبٍ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله دخلت على امْرَأَة فَفعلت مِنْهَا مَا يَنَالُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ إِلَّا أَنِّي لم أجامعها الحَدِيث وَأخرجه بن أَبِي خَيْثَمَةَ لَكِنْ قَالَ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ مُعْتَبٌ وَقَدْ جَاءَ أَنَّ اسْمَهُ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ أَبُو الْيَسَرِ بِفَتْحِ التَّحْتَانِيَّةِ وَالْمُهْمَلَةِ الْأَنْصَارِيُّ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَالْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي الْيُسْرِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ وَزَوْجُهَا قَدْ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ فَقَالَتْ لَهُ بِعْنِي تَمْرًا بِدِرْهَمٍ قَالَ فَقُلْتُ لَهَا وَأَعْجَبَتْنِي إِنَّ فِي الْبَيْتِ تَمْرًا أَطْيَبَ مِنْ هَذَا فَانْطَلَقَ بِهَا مَعَهُ فَغَمَزَهَا وَقَبَّلَهَا ثُمَّ فَرَغَ فَخَرَجَ فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ تُبْ وَلَا تَعُدْ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثَ وَفِي رِوَايَتِهِ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ فَنَزَلَتْ وَفِي رِوَايَة بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَجُلٍ يَبِيعُ التَّمْرَ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَتْ حَسْنَاءَ جَمِيلَةً فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا أَعْجَبَتْهُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَمْ يُسَمِّ الرَّجُلَ وَلَا الْمَرْأَةَ وَلَا زَوْجَهَا وَذَكَرَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ فِي اسْمِ هَذَا الرَّجُلِ نَبْهَانُ التَّمَّارِ وَقِيلَ عَمْرُو بْنُ غُزِّيَّةَ وَقِيلَ أَبُو عَمْرٍو زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ غُزِّيَّةَ وَقِيلَ عَامِرُ بْنُ قَيْسٍ وَقِيلَ عَبَّادُ قُلْتُ وَقِصَّةُ نَبْهَانُ التَّمَّارِ ذَكَرَهَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدِ الثَّقَفِيُّ أَحَدُ الضُّعَفَاءِ فِي تَفْسِيره عَن بن عَبَّاسٍ وَأَخْرَجَهُ الثَّعْلَبِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ مُقَاتِلٍ عَن الضَّحَّاك عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ نَبْهَانًا التَّمَّارَ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءَ جَمِيلَةً تَبْتَاعُ مِنْهُ تَمْرًا فَضَرَبَ عَلَى عَجِيزَتِهَا ثُمَّ نَدِمَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ امْرَأَةَ غَازٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَذَهَبَ يَبْكِي وَيَصُومُ وَيَقُومُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذكرُوا الله الْآيَةَ فَأَخْبَرَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ.
    وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ تَوْبَتِي قُبِلَتْ فَكَيْفَ لِي بِأَنْ يُتَقَبَّلَ شُكْرِي فَنَزَلَتْ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ الْآيَةَ قُلْتُ وَهَذَا إِنْ ثَبَتَ حُمِلَ عَلَى وَاقِعَةٍ أُخْرَى لِمَا بَيْنَ السِّيَاقَيْنِ مِنَ الْمُغَايَرَةِ وَأما قصَّة بن غزيَّة فأخرجها بن مَنْدَهْ مِنْ طَرِيقِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ قَالَ نَزَلَتْ فِي عَمْرِو بْنِ غُزِّيَّةَ وَكَانَ يَبِيعُ التَّمْرَ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ تَبْتَاعُ تَمْرًا فَأَعْجَبَتْهُ الْحَدِيثَ وَالْكَلْبِيُّ ضَعِيفٌ فَإِنْ ثَبَتَ حُمِلَ أَيْضًا علىالتعدد وَظَنَّ الزَّمَخْشَرِيُّ أَنَّ عَمْرَو بْنَ غُزِّيَّةَ اسْمُ أَبِي الْيَسَرِ فَجَزَمَ بِهِ فَوَهِمَ وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ فَسَكَتَ عَنْهُ ثَلَاثًا فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَدَعَا الرَّجُلَ فَقَالَ أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكِ أَلَسْتَ قَدْ تَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ قَالَ بَلَى قَالَ ثُمَّ شَهِدْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ فَهِيَ قِصَّةٌ أُخْرَى ظَاهِرُ سِيَاقِهَا أَنَّهَا مُتَأَخِّرَةٌ عَنْ نُزُولِ الْآيَةِ وَلَعَلَّ الرَّجُلَ ظَنَّ أَنَّ كُلَّ خَطِيئَةٍ فِيهَا حَدٌّ فَأَطْلَقَ عَلَى مَا فَعَلَ حَدًّا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ لِهَذَا فِي كِتَابِ الْحُدُودِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَأَمَّا قِصَّةُ عَامِرِ بْنِ قَيْسٍفَذَكَرَهَا مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي تَفْسِيرِهِ وَأَمَّا قِصَّةُ عَبَّادِ فَحَكَاهَا الْقُرْطُبِيُّ وَلَمْ يَعْزُهَا وَعَبَّادُ اسْمُ جَدِّ أَبِي الْيَسَرِ فَلَعَلَّهُ نَسَبَ ثُمَّ سَقَطَ شَيْءٌ وَأَقْوَى الْجَمِيعِ أَنَّهُ أَبُو الْيَسَرِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    قَوْلُهُ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ أَنَّهُ أَتَى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أَيْضًا.
    وَقَالَ فِيهَا فَكُلُّ مَنْ سَأَلَهُ عَنْ كَفَّارَةِ ذَلِكَ قَالَ أَمُعْزِبَةٌ هِيَ قَالَ نَعَمْ قَالَ لَا أَدْرِي حَتَّى أَنْزَلَ فَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ وَقَعَتْ فِي حَدِيثِ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَن بن عَبَّاسٍ عِنْدَ أَحْمَدَ بِمَعْنَاهُ دُونَ قَوْلِهِ لَا أَدْرِي قَوْلُهُ قَالَ الرَّجُلُ أَلِيَ هَذِهِ أَيِ الْآيَةُ يَعْنِي خَاصَّةً بِي بِأَنَّ صَلَاتِي مُذْهِبَةٌ لِمَعْصِيَتِي وَظَاهِرُ هَذَا أَنَّ صَاحِبَ الْقِصَّةِ هُوَ السَّائِلُ عَنْ ذَلِكَ وَلِأَحْمَدَ وَالطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيثِ بن عَبَّاسٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِيَ خَاصَّةٌ أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةٌ فَضَرَبَ عُمَرُ صَدْرَهُ.
    وَقَالَ لَا وَلَا نِعْمَةُ عَيْنٍ بَلْ لِلنَّاسِ عَامَّةٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَ عُمَرُ وَفِي حَدِيثِ أَبِي الْيَسَرِ فَقَالَ إِنْسَانٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَهُ خَاصَّةٌ وَفِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ عِنْدَ مُسْلِمٍ فَقَالَ مُعَاذٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَهُ وَحْدَهُ أَمْ لِلنَّاسِ كَافَّةٌ وَلِلدَّارَقُطْنِيِّ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذٍ نَفْسِهِ وَيُحْمَلُ عَلَى تَعَدُّدِ السَّائِلِينَ عَنْ ذَلِكَ وَقَوْلُهُ أَلِيَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ اسْتِفْهَامًا وَقَوْلُهُ هَذَا مُبْتَدَأٌ تَقَدَّمَ خَبَرُهُ عَلَيْهِ وَفَائِدَتُهُ التَّخْصِيصُ قَوْلُهُ قَالَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِي تَقَدَّمَ فِي الصَّلَاةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْظِ قَالَ لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ وَتَمَسَّكَ بِظَاهِرِ قَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّ الْحَسَنَاتِ يذْهبن السَّيِّئَات الْمُرْجِئَةُ وَقَالُوا إِنَّ الْحَسَنَاتَ تُكَفِّرُ كُلِّ سَيِّئَةٍ كَبِيرَةٍ كَانَتْ أَوْ صَغِيرَةٍ وَحَمَلَ الْجُمْهُورُ هَذَا الْمُطْلَقُ عَلَى الْمُقَيَّدِ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ إِنَّ الصَّلَاةَ إِلَى الصَّلَاةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ فَقَالَ طَائِفَةٌ إِنِ اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ كَانَتِ الْحَسَنَاتُ كَفَّارَةً لِمَا عَدَا الْكَبَائِرِ مِنَ الذُّنُوبِ وَإِنْ لَمْ تُجْتَنَبُ الْكَبَائِرُ لَمْ تَحُطَّ الْحَسَنَاتُ شَيْئًا.
    وَقَالَ آخَرُونَ إِنْ لَمْ تُجْتَنَبِ الْكَبَائِرُ لَمْ تَحُطَّ الْحَسَنَاتُ شَيْئًا مِنْهَا وَتَحُطُّ الصَّغَائِرُ وَقِيلَ الْمُرَادُ أَنَّ الْحَسَنَاتَ تَكُونُ سَبَبًا فِي تَرْكِ السَّيِّئَاتِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّ الصَّلَاةَ تنْهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر لَا أَنَّهَا تُكَفِّرُ شَيْئًا حَقِيقَةً وَهَذَا قَوْلُ بعض الْمُعْتَزلَة.
    وَقَالَ بن عَبْدِ الْبَرِّ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَصْرِ إِلَى أَنَّ الْحَسَنَاتَ تُكَفِّرُ الذُّنُوبَ وَاسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثِ الظَّاهِرَةِ فِي ذَلِكَ قَالَ وَيَرِدُ الْحَثُّ عَلَى التَّوْبَةِ فِي أَيِّ كَبِيرَةٍ فَلَوْ كَانَتِ الْحَسَنَاتُ تُكَفِّرُ جَمِيعَ السَّيِّئَاتِ لَمَا احْتَاجَ إِلَى التَّوْبَةِ وَاسْتُدِلَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى عَدَمِ وُجُوبِ الْحَدِّ فِي الْقُبْلَةِ وَاللَّمْسِ وَنَحْوهمَا وعَلى سُقُوط التعزيز عَمَّنْ أَتَى شَيْئًا مِنْهَا وَجَاءَ تَائِبًا نَادِمًا واستنبط مِنْهُ بن الْمُنْذِرِ أَنَّهُ لَا حَدَّ عَلَى مَنْ وُجِدَ مَعَ امْرَأَة أَجْنَبِيَّة فِي ثوب وَاحِد(قَوْلُهُ سُورَةُ يُوسُفَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ فُضَيْل عَن حُصَيْن عَن مُجَاهِد متكأ الأترج بِالْحَبَشِيَّةِ مُتْكًا كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلِغَيْرِهِ مُتْكًا الْأُتْرُجُّ قَالَ فُضَيْلٌ الْأُتْرُجُّ بِالْحَبَشِيَّةِ مُتْكًا وَهَذَا وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ وَأَمَّا رِوَايَتُهُ عَنْ حُصَيْنٍ فَرَوَيْنَاهُ فِي مُسْنَدِ مُسَدَّدٍ رِوَايَةُ مُعَاذِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْهُ عَنْ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ متكأ قَالَ أترج ورويناه فِي تَفْسِير بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فَزَادَ فِيهِ عَنْ مُجَاهِد عَن بن عَبَّاسٍ وَمِنْ طَرِيقِهِ أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ فِي المختارة وَقد روى عَن عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله وأعتدت لَهُنَّ متكا قَالَ طَعَاما قَوْله.
    وَقَالَ بن عُيَيْنَة عَن رجل عَن مُجَاهِد متكأ كل شَيْءٍ قُطِعَ بِالسِّكِّينِ هَكَذَا رَوَيْنَاهُ فِي تَفْسِيرِ بن عُيَيْنَةَ رِوَايَةَ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيِّ عَنْهُ بِهَذَا وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُجَاهِدٍ الْمُتَّكَأُ بِالتَّثْقِيلِ الطَّعَامُ وَبِالتَّخْفِيفِ الْأُتْرُجُّ وَالرِّوَايَةُ الْأُولَى عَنْهُ أَعَمُّ قَوْلُهُ يُقَالُ بَلَغَ أَشُدَّهُ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَ فِي النُّقْصَانِ وَيُقَالُ بَلَغُوا أَشُدَّهُمْ.
    وَقَالَ بَعضهم وَاحِدهَا شدّ والمتكأ مَا اتكأت عَلَيْهِ لِشَرَابٍ أَوْ لِحَدِيثٍ أَوْ لِطَعَامٍ وَأَبْطَلَ الَّذِي قَالَ الْأُتْرُجُّ وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْأُتْرُجُّ فَلَمَّا احْتُجَّ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ الْمُتَّكَأَ مِنْ نَمَارِقَ فَرُّوا إِلَى شَرٍّ مِنْهُ وَقَالُوا إِنَّمَا هُوَ المتك سَاكِنة التَّاء وَإِنَّمَا المتك طرف البظر وَمن ذَلِك قيل لَهَا متكاء وبن المتكاء فَإِن كَانَ ثمَّ أترج فَإِنَّهُ بعد الْمُتَّكَأِ قُلْتُ وَقَعَ هَذَا مُتَرَاخِيًا عَمَّا قَبْلَهُ عِنْدَ الْأَكْثَرِ وَالصَّوَابُ إِيرَادُهُ تِلْوَهُ فَأَمَّا الْكَلَامُ عَلَى الْأَشُدِّ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ هُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَحَكَى الطَّبَرِيُّ أَنَّهُ وَاحِدٌ لَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْآحَادِ.
    وَقَالَ سِيبَوَيْهِ وَاحِدُهُ شِدَّةٌ وَكَذَا قَالَ الْكِسَائِيُّ لَكِنْ بِلَا هَاءٍ وَاخْتَلَفَ النَّقَلَةُ فِي قَدْرِ الْأَشَدِّ الَّذِي بَلَغَهُ يُوسُفُ فَالْأَكْثَرُ أَنَّهُ الْحُلُمُ وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَقِيلَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَقِيلَ عِشْرُونَ وَقِيلَ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ وَقِيلَ مَا بَيْنَ ثَمَانِ عَشْرَةَ إِلَى ثَلَاثِينَ وَفِي غَيْرِهِ قِيلَ الْأَكْثَرُ أَرْبَعُونَ وَقِيلَ ثَلَاثُونَ وَقِيلَ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ وَقِيلَ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ وَقِيلَ ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ وَقيل سِتُّونَ.
    وَقَالَ بن التِّين الْأَظْهر أَنه أَرْبَعُونَ لقَوْله تَعَالَى فَلَمَّا بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وَكَانَ النَّبِيُّ لَا يُنَبَّأُ حَتَّى يَبْلُغَ أَرْبَعِينَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ نُبِّئَ لِدُونِ أَرْبَعِينَ وَيَحْيَى كَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبيا وَسليمَان لقَوْله تَعَالَى ففهمناها سُلَيْمَان إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ وَالْحَقُّ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَشُدِّ بُلُوغُ سِنِّ الْحُلُمِفَفِي حَقِّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ظَاهِرٌ وَلِهَذَا جَاءَ بَعْدَهُ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا وَفِي حَقِّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَعَلَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ كَبُلُوغِ الْأَرْبَعِينَ وَلِهَذَا جَاءَ بَعْدَهُ وَاسْتَوَى وَوَقع فِي قَوْله آتيناه حكما وعلما فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْأَرْبَعِينَ لَيْسَتْ حَدًّا لِذَلِكَ وَأَمَّا الْمُتَّكَأُ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَعْتَدَتْ أَفْعَلَتْ مِنَ الْعَتَادِ وَمَعْنَاهُ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً أَيْ نُمْرُقًا يُتَّكَأُ عَلَيْهِ وَزَعَمَ قَوْمٌ أَنَّهُ التُّرُنْجُ وَهَذَا أَبْطَلُ بَاطِلٍ فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ مَعَ الْمُتَّكَأِ تُرُنْجٌ يَأْكُلُونَهُ وَيُقَالُ أَلْقَى لَهُ مُتَّكَأً يَجْلِسُ عَلَيْهِ انْتَهَى وَقَوْلُهُ لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْأُتْرُجُّ يُرِيدُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ تَفْسِيرُ الْمُتَّكَأِ بِالْأُتْرُجِّ قَالَ صَاحِبُ الْمَطَالِعِ وَفِي الْأُتْرُجِّ ثَلَاثُ لُغَاتٍ ثَانِيهَا بِالنُّونِ وَثَالِثُهَا مِثْلُهَا بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ وَفِي الْمُفْرَدِ كَذَلِكَ وَعِنْدَ بَعْضِ الْمُفَسِّرِينَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ الْبِطِّيخَ وَالْمَوْزَ وَقِيلَ كَانَ مَعَ الْأُتْرُجِّ عَسَلٌ وَقِيلَ كَانَ لِلطَّعَامِ الْمَذْكُورِ بَزْمَاوَرْدُ لَكِنْ مَا نَفَاهُ الْمُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَبَعًا لأبي عُبَيْدَة قد أثْبته غَيره وَقَدْ رَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ عَوْف الْأَعرَابِي حَدِيث بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُهَا مُتْكًا مُخَفَّفَةً وَيُقَالُ هُوَ الأترج وَقد حَكَاهُ الْفَرَّاءُ وَتَبِعَهُ الْأَخْفَشُ وَأَبُو حَنِيفَةَ الدِّينَوَرِيُّ وَالْقَالِيُّ وبن فَارس وَغَيرهم كصاحب الْمُحكم وَالْجَامِع والصحاح وَفِي الْجَامِعِ أَيْضًا أَهْلُ عُمَانِ يُسَمُّونَ السَّوْسَنَ الْمُتَّكَأَ وَقِيلَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ الْأُتْرُجُّ وَبِفَتْحِهِ السَّوْسَنُ.
    وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ الْمُتَّكَأُ مَا تُبْقِيهِ الْخَاتِنَةُ بَعْدَ الْخِتَانِ مِنَ الْمَرْأَةِ وَالْمَتْكَاءُ الَّتِي لَمْ تُخْتَنْ وَعَنِ الْأَخْفَشِ الْمُتَّكَأُ الْأُتْرُجُّ تَنْبِيهٌ مُتْكًا بِضَمِّ أَوله وَسُكُون ثَانِيه وبالتنوين علىالمفعوليه هُوَ الَّذِي فَسَّرَهُ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ بِالْأُتْرُجِّ أَوْ غَيْرِهِ وَهِيَ قِرَاءَةٌ وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ الْمَشْهُورَةُ فَهُوَ مَا يُتَّكَأُ عَلَيْهِ مِنْ وِسَادَةٍ وَغَيْرِهَا كَمَا جَرَتْ بِهِ عَادَةُ الْأَكَابِرِ عِنْدَ الضِّيَافَةِ وَبِهَذَا التَّقْرِيرِ لَا يَكُونُ بَيْنَ النَّقْلَيْنِ تَعَارُضٌ وَقَدْ رَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ طَرِيقِ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ مَنْ قَرَأَهَا مُثَقَّلَةً قَالَ الطَّعَامُ وَمَنْ قَرَأَهَا مُخَفَّفَةً قَالَ الْأُتْرُجُّ ثُمَّ لَا مَانِعَ أَنْ يَكُونَ الْمُتَّكَأُ مُشْتَرِكًا بَيْنَ الْأُتْرُجِّ وَطَرَفِ الْبَظْرِ وَالْبَظْرُ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الظَّاءِ الْمُشَالَةُ مَوْضِعُ الْخِتَانِ مِنَ الْمَرْأَةِ وَقِيلَ الْبَظْرَاءُ الَّتِي لَا تَحْبِسُ بَوْلَهَا قَالَ الْكَرْمَانِيُّ أَرَادَ الْبُخَارِيُّ أَنَّ الْمُتَّكَأَ فِي قَوْلِهِ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ متكأ اسْمُ مَفْعُولٍ مِنَ الِاتِّكَاءِ وَلَيْسَ هُوَ مُتَّكَأٌ بِمَعْنَى الْأُتْرُجُّ وَلَا بِمَعْنَى طَرَفِ الْبَظْرِ فَجَاءَ فِيهَا بِعِبَارَاتٍ مُعَجْرَفَةٍ كَذَا قَالَ فَوَقَعَ فِي أَشَدَّ مِمَّا أَنْكَرَهُ فَإِنَّهَا إِسَاءَةٌ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْإِمَامِ الَّذِي لَا يَلِيقُ لِمَنْ يَتَصَدَّى لِشَرْحِ كَلَامِهِ وَقَدْ ذَكَرَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الْبَظْرَ فِي الْأَصْلِ يُطْلَقُ عَلَى مَاله طَرَفٌ مِنَ الْجَسَدِ كَالثَّدْيِ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ قَتَادَةُ لذُو علم لما علمناه عَامل بِمَا علم وَصله بن أبي حَاتِم من طَرِيق بن عُيَيْنَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْهُ بِهَذَا قَوْلُهُ.
    وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ صُوَاعُ الْمَلِكِ مَكُّوكُ الْفَارِسِيِّ الَّذِي يَلْتَقِي طَرَفَاهُ كَانَتْ تشرب الْأَعَاجِم بِهِ وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مِثْلَهُ وَرَوَاهُ بن مَنْدَه فِي غرائب شُعْبَة وبن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله صواع الْملك قَالَ كَانَ كَهَيْئَةِ الْمَكُّوكِ مِنْ فِضَّةِ يَشْرَبُونَ فِيهِ وَقَدْ كَانَ لِلْعَبَّاسِ مِثْلِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَذَا أخرجه أَحْمد وبن أَبِي شَيْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَالْمَكُّوكُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَافَيْنِ الْأُولَى مَضْمُومَةٌ ثَقِيلَةٌ بَيْنَهُمَا وَاوٌ سَاكِنَةٌ هُوَ مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ تَنْبِيهٌ قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ صُوَاعَ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَرَأَ صَاعَ الْمَلِكِ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ وَصَوْعَ الْمَلِكِ بِسُكُونِ الْوَاوِ وَعَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ مِثْلَهُ لَكِنْ بغين مُعْجمَة حَكَاهَا الطَّبَرِيّ قَوْله.
    وَقَالَ بن عَبَّاس تفندون تجهلون وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي سِنَانٍ عَنْ عبد الله بن أبي الْهُذيْل عَن بن عَبَّاس فِي قَوْله لَوْلَا أَنتفندون أَيْ تُسَفِّهُونَ كَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَكَذَا أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ مَعْمَرٍ عَن قَتَادَة مثله وَأخرجه بن مرْدَوَيْه من طَرِيق بن أَبِي الْهُذَيْلِ أَيْضًا أَتَمَّ مِنْهُ قَالَ فِي قَوْله وَلما فصلت العير قَالَ لَمَّا خَرَجَتِ الْعِيرُ هَاجَتْ رِيحٌ فَأَتَتْ يَعْقُوب برِيح يُوسُف فَقَالَ إِنِّي لأجدريح يُوسُف لَوْلَا أَن تفندون قَالَ لَوْلَا أَنْ تُسَفِّهُونَ قَالَ فَوَجَدَ رِيحَهُ مِنْ مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَقَوْلُهُ تُفَنِّدُونَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْفَنَدِ مُحَرَّكًا وَهُوَ الْهَرَمُ قَوْلُهُ غَيَابَةُ الْجُبِّ كُلُّ شَيْءٍ غَيَّبَ عَنْكَ فَهُوَ غَيَابَةٌ وَالْجُبُّ الرَّكِيَّةُ الَّتِي لَمْ تُطْوَ كَذَا وَقَعَ لأبي ذَر فأوهم أَنه من كَلَام بن عَبَّاسٍ لِعَطْفِهِ عَلَيْهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ وَإِنَّمَا هُوَ كَلَام أبي عُبَيْدَة كَمَا سَأَذْكُرُهُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ.
    وَقَالَ غَيْرُهُ غَيَابَةُ إِلَخْ وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ قَوْلُهُ بِمُؤْمِنٍ لَنَا بِمُصَدِّقٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا أَيْ بِمُصَدِّقٍ قَوْلُهُ شَغَفَهَا حُبًّا يُقَالُ بَلَغَ شافها وَهُوَ غِلَافُ قَلْبِهَا وَأَمَّا شَعَفَهَا يَعْنِي بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ فَمِنَ الشُّعُوفِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله تَعَالَى قد شغفها حبا أَيْ وَصَلَ الْحُبُّ إِلَى شِغَافِ قَلْبِهَا وَهُوَ غِلَافُهُ قَالَ وَيَقْرَأُهُ قَوْمٌ شَعَفَهَا أَيْ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَهُوَ مِنَ الشُّعُوفِ انْتَهَى وَالَّذِي قَرَأَهَا بِالْمُهْمَلَةِ أَبُو رَجَاءٍ وَالْأَعْرَجُ وَعَوْفٌ رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ وَرويت عَن على وَالْجُمْهُور بِالْمُعْجَمَةِ يُقَال فلَان مَشْغُوفٌ بِفُلَانٍ إِذَا بَلَغَ الْحُبُّ أَقْصَى الْمَذَاهِبِ وَشِعَافُ الْجِبَالِ أَعْلَاهَا وَالشِّغَافُ بِالْمُعْجَمَةِ حَبَّةُ الْقَلْبِ وَقِيلَ عَلَقَةٌ سَوْدَاءُ فِي صَمِيمِهِ وَرَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ قُرَّةِ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ الشَّغَفُ يَعْنِي بِالْمُعْجَمَةِ أَنْ يَكُونَ قُذِفَ فِي بَطْنِهَا حُبُّهُ وَالشَّعَفُ يَعْنِي بِالْمُهْمَلَةِ أَنْ يَكُونَ مَشْعُوفًا بِهَا وَحَكَى الطَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ الشَّعَفَ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ الْبُغْضُ وَبِالْمُعْجَمَةِ الْحُبُّ وَغَلَّطَهُ الطَّبَرِيُّ.
    وَقَالَ إِنَّ الشَّعَفَ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ بِمَعْنَى عُمُومِ الْحُبِّ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يَجْهَلَهُ ذُو عِلْمٍ بِكَلَامِهِمْ قَوْلُهُ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ أَمِيلُ إِلَيْهِنَّ حُبًّا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِلَّا تصرف عني كيدهن أصب إلَيْهِنَّ أَيْ أَهْوَاهُنَّ وَأَمِيلُ إِلَيْهِنَّ قَالَ الشَّاعِرُ إِلَى هِنْدٍ صَبَا قَلْبِي وَهِنْدٌ مِثْلُهَا يُصْبَى أَيْ يمال قَوْله أضغاث احلام مَا لَا تَأْوِيلَ لَهُ الضِّغْثُ مِلْءُ الْيَدِ مِنْ حَشِيشٍ وَمَا أَشْبَهَهُ وَمِنْهُ وَخُذْ بِيَدِكَ ضغثا لَا مِنْ قَوْلِهِ أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَاحِدُهَا ضِغْثٌ كَذَا وَقَعَ لِأَبِي ذَرٍّ وَتَوْجِيهُهُ أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّ ضِغْثًا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَخُذْ بِيَدِكَ ضغثا بِمَعْنَى مِلْءُ الْكَفِّ مِنَ الْحَشِيشِ لَا بِمَعْنَى مَا لَا تَأْوِيلَ لَهُ وَوَقَعَ عِنْدَ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَاحِدُهَا ضِغْثٌ بِالْكَسْرِ وَهِيَ مَا لَا تَأْوِيلَ لَهُ مِنَ الرُّؤْيَا وَأَرَاهُ جَمَاعَاتٌ تُجْمَعُ مِنَ الرُّؤْيَا كَمَا يُجْمَعُ الْحَشِيشُ فَيَقُولُ ضِغْثٌ أَيْ مِلْءُ كَفٍّ مِنْهُ وَفِي آيَةٍ أُخْرَى وَخُذْ بِيَدِك ضغثا فَاضْرب بِهِ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله اضغاث أَحْلَام قَالَ أَخْلَاطُ أَحْلَامٍ وَلِأَبِي يَعْلَى مِنْ حَدِيثِ بن عَبَّاس فِي قَوْله اضغاث أَحْلَام قَالَ هِيَ الْأَحْلَامُ الْكَاذِبَةُ قَوْلُهُ نَمِيرُ مِنَ الْمِيرَةِ وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ مَا يَحْمِلُ بَعِيرٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَنَمِيرُ أهلنا من مرت تمير ميرا وَهِي الْميرَة أَي نَأْتِيهِمْ وَنَشْتَرِي لَهُمُ الطَّعَامَ وَقَوْلُهُ كَيْلَ بَعِيرٍ أَيْ حِمْلَ بَعِيرٍ يُكَالُ لَهُ مَا حَمَلَ بعيره وروى الْفرْيَابِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ كَيْلَ بَعِيرٍ أَي كيل حمَار.
    وَقَالَ بن خَالَوَيْهِ فِي كِتَابِ لَيْسَ هَذَا حَرْفٌ نَادِرٌ ذَكَرَ مُقَاتِلٌ عَنِ الزَّبُورِ الْبَعِيرِ كُلِّ مَا يَحْمِلُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ أَنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ كَانُوا مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ وَلَيْسَ بِهَا إِبِلٌ كَذَاقَالَ قَوْلُهُ آوَى إِلَيْهِ ضَمَّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ أَيْ ضَمَّهُ آوَاهُ فَهُوَ يُؤْوِي إِلَيْهِ إِيوَاءً قَوْلُهُ السِّقَايَةُ مِكْيَالٌ هِيَ الْإِنَاءُ الَّذِي كَانَ يُشْرِبُ بِهِ قِيلَ جَعَلَهُ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِكْيَالًا لِئَلَّا يَكْتَالُوا بِغَيْرِهِ فَيَظْلِمُوا وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ جعل السِّقَايَة قَالَ إِنَاءُ الْمَلِكِ الَّذِي يَشْرَبُ بِهِ قَوْلُهُ تَفْتَأُ لَا تَزَالُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله تَعَالَى تالله تفتأ تذكر يُوسُف أَيْ لَا تَزَالُ تَذْكُرُهُ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ تَفْتَأُ أَيْ لَا تَفْتُرُ عَنْ حُبِّهِ وَقِيلَ مَعْنَى تَفْتَأُ تَزَالُ فَحُذِفَ حَرْفُ النَّفْيِ قَوْلُهُ تَحَسَّسُوا تَخَبَّرُوا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا من يُوسُف وأخيه يَقُولُ تَخَبَّرُوا وَالْتَمِسُوا فِي الْمَظَانِّ قَوْلُهُ مُزْجَاةٍ قَلِيلَةٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَجِئْنَا ببضاعة مزجاة أَيْ يَسِيرَةٍ قَلِيلَةٍ قِيلَ فَاسِدَةٍ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاق عَن قَتَادَة فِي قَوْله مُزْجَاةٍ قَالَ يَسِيرَةٌ وَلِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ مُزْجَاةٍ قَالَ قَلِيلَةٌ وَاخْتُلِفَ فِي بِضَاعَتِهِمْ فَقِيلَ كَانَتْ مِنْ صُوفٍ وَنَحْوِهِ وَقِيلَ دَرَاهِمَ رَدِيئَةً وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِإِسْنَادٍ حسن عَن بن عَبَّاس وَسُئِلَ عَن قَوْله ببضاعة مزجاة قَالَ رَثَّةُ الْحَبْلِ وَالْغِرَارَةِ وَالشَّنِّ قَوْلُهُ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَامَّةٌ مُجَلَّلَةٌ بِالْجِيمِ وَهُوَ تَأْكِيدٌ لِقَوْلِهِ عَامَّةٌ.
    وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ غَاشِيَةٌ من عَذَاب الله مُجَلَّلَةٌ وَهِيَ بِالْجِيمِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ أَيْ تَعُمُّهُمْ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله غاشية من عَذَاب الله أَيْ وَقِيعَةٌ تَغْشَاهُمْ قَوْلُهُ حَرَضًا مُحْرَضًا يُذِيبُكَ الْهَمُّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى حَتَّى تكون حرضا الْحَرِضُ الَّذِي أَذَابَهُ الْحُزْنُ أَوِ الْحُبُّ وَهُوَ مَوْضِعٌ مُحَرَّضٌ قَالَ الشَّاعِرُ إِنِّي امْرُؤٌ لَجَّ بِي حزن فأحرضني أَي إِذا بنى قَوْلُهُ اسْتَيْأَسُوا يَئِسُوا وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ الله مَعْنَاهُ الرَّجَاءُ ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ عَنِ الْمُسْتَمْلِي وَالْكُشْمِيهَنِيِّ وَسَقَطَ لِغَيْرِهِمَا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةِ يُوسُفَ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ قَوْلُهُ خَلَصُوا نَجِيًّا أَيِ اعْتَزَلُوا نَجِيًّا وَالْجَمْعُ أَنْجِيَةٌ يَتَنَاجَوْنَ الْوَاحِدُ نَجِيٌّ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ نَجِيٌّ وَأَنْجِيَةٌ ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ عَنِ الْمُسْتَمْلِي وَالْكُشْمِيهَنِيِّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي اعْتَرَفُوا بَدَلَ اعْتَزَلُوا وَالصَّوَابُ الْأَوَّلُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى خَلَصُوا نجيا أَيِ اعْتَزَلُوا نَجِيًّا يَتَنَاجَوْنَ وَالنَّجِيُّ يَقَعُ لَفْظُهُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ أَيْضًا وَقَدْ يُجْمَعُ فَيُقَالُ أَنْجِيَةٌ (قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وعَلى آل يَعْقُوب الْآيَة) ذكر فِيهِ حَدِيث بن عمر الْكَرِيم بن الْكَرِيمِ الْحَدِيثَ وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ دَالٌّ عَلَى فَضِيلَةٍ خَاصَّةٍ وَقَعَتْ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يُشْرِكُهُ فِيهَا أَحَدٌ وَمَعْنَى قَوْلُهُ أَكْرَمُ النَّاسِ أَيْ مِنْ جِهَةِ النَّسَبِ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ مُطْلَقًا وَقَوْلُهُ فِي أَوَّلِ الْإِسْنَادِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ شَيْخُهُ الْمَشْهُورُ وَوَقَعَ فِي أَطْرَافِ خَلَفٍ هُنَا.
    وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْأول أولى(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ) ذكر بن جَرِيرٍ وَغَيْرِهِ أَسْمَاءُ إِخْوَةِ يُوسُفَ وَهُمْ رُوبِيلُ وَشَمْعُونُ وَلَاوِي وَيَهُوذَا وَريالونُ وَيشجرُ وَدَانٌ وَنيالُ وَجَادٌ وَأشرُ وَبِنْيَامِينُ وَأَكْبَرُهُمْ أَوَّلُهُمْ ثُمَّ ذَكَرَ المُصَنّف فِيهِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ النَّاسِ أَكْرَمُ الْحَدِيثَ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ وَمُحَمّد فِي أول الْإِسْنَاد هُوَ بن سَلَّامٍ كَمَا تَقَدَّمَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاء وَعَبدَة هُوَ بن سُلَيْمَانَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْعُمَرِيُّ وَفِي الْجَمْعِ بَين قَول يَعْقُوب وَكَذَلِكَ يجتبيك رَبك وَبَين قَوْله وأخاف أَن يَأْكُلهُ الذِّئْب غُمُوضٌ لِأَنَّهُ جَزَمَ بِالِاجْتِبَاءِ وَظَاهِرُهُ فِيمَا يُسْتَقْبَلُ فَكَيْفَ يَخَافُ عَلَيْهِ أَنْ يَهْلَكَ قَبْلَ ذَلِكَ وَأجِيب بأجوبة أَحدهَا لَا يَلْزَمُ مِنْ جَوَازِ أَكْلِ الذِّئْبِ لَهُ أَكْلُ جَمِيعِهِ بِحَيْثُ يَمُوتُ ثَانِيهَا أَرَادَ بِذَلِكَ دَفْعَ إِخْوَتِهِ عَنِ التَّوَجُّهِ بِهِ فَخَاطَبَهُمْ بِمَا جَرَتْ عَادَتُهُمْ لَا عَلَى مَا هُوَ فِي معتقده ثَالِثهَا أَن قَوْله يجتبيك لَفظه لفظ خَبَرٌ وَمَعْنَاهُ الدُّعَاءُ كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ يَرْحَمُهُ اللَّهُ فَلَا يُنَافِي وُقُوعَ هَلَاكِهِ قَبْلَ ذَلِكَ رَابِعُهَا أَنَّ الِاجْتِبَاءَ الَّذِي ذَكَرَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ سَيَحْصُلُ لَهُ كَانَ حَصَلَ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلَ إِخْوَتُهُ أَبَاهُمْ أَنْ يُوَجِّهَهُ مَعَهُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ بَعْدَ أَنْ أَلْقَوْهُ فِي الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لتنبئنهم بأمرهم هَذَا وهم لَا يَشْعُرُونَ وَلَا بُعْدَ فِي أَنْ يُؤْتَى النُّبُوَّةَ فِي ذَلِكَ السِّنِّ فَقَدْ قَالَ فِي قِصَّةِ يَحْيَى وَآتَيْنَاهُ الحكم صَبيا وَلَا اخْتِصَاصَ لِذَلِكَ بِيَحْيَى فَقَدْ قَالَ عِيسَى وَهُوَ فِي الْمَهْدِ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكتاب وَجَعَلَنِي نَبيا وَإِذَا حَصَلَ الِاجْتِبَاءُ الْمَوْعُودُ بِهِ لَمْ يَمْتَنِعْ عَلَيْهِ الْهَلَاكُ خَامِسُهَا أَنَّ يَعْقُوبَ أَخْبَرَ بِالِاجْتِبَاءِ مُسْتَنِدًا إِلَى مَا أَوْحَى إِلَيْهِ بِهِ وَالْخَبَرُ يَجُوزُ أَنْ يَدْخُلَهُ النَّسْخُ عِنْدَ قَوْمٍ فَيَكُونُ هَذَا مِنْ أَمْثِلَتِهِ وَإِنَّمَا قَالَ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلهُ الذِّئْب تَجْوِيزًا لَا وُقُوعًا وَقَرِيبٌ مِنْهُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا بِأَشْيَاءَ مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ كَالدَّجَّالِ وَنُزُولِ عِيسَى وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنَ الْمغرب وَمَعَ ذَلِك فَأَنَّهُ خرج لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ يَجُرُّ رِدَاءَهُ فَزَعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ وَقَوْلُهُ تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَصَلَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاء(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفسكُم أمرا فَصَبر جميل) سَوَّلَتْ زَيَّنَتْ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ بل سَوَّلت لكم أَنفسكُم أَيْ زَيَّنَتْ وَحَسَّنَتْ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ طَرَفًا مِنْ حَدِيثِ الْإِفْكِ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ بِتَمَامِهِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النُّورِ وَذَكَرَ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ مَسْرُوقٍ حَدَّثَتْنِي أُمُّ رُومَانَ وَهِيَ أُمُّ عَائِشَةَ فَذَكَرَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ الْإِفْكِ طَرَفًا وَقَدْ تَقَدَّمَ بِأَتَمَّ سِيَاقًا مِنْ هَذَا فِي تَرْجَمَةِ يُوسُفَ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ وَتَقَدَّمَ شَرْحُ مَا قِيلَ فِي الْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ مِنَ الِانْقِطَاعِ وَالْجَوَابِ عَنْهُ مُسْتَوْفًى وَيَأْتِي التَّنْبِيهُ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ فَائِدَةِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النُّورِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيتهَا عَن نَفسه اسْمُ هَذِهِ الْمَرْأَةِ فِي الْمَشْهُورِ زُلَيْخَا وَقِيلَ رَاعِيلُ وَاسْمُ سَيِّدِهَا الْعَزِيزُ قِطْفِيرُ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَقِيلَ بِهَمْزَةٍ بَدَلَ الْقَافِ قَوْلُهُ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَت هيت لَك.
    وَقَالَ عِكْرِمَةعَنْ مُسَدَّدٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَكَانَ لِمُسَدَّدٍ فِيهِ شَيْخَانِ قَوْلُهُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ هُوَ النَّهْدِيُّ فِي رِوَايَةٍ لِلْإِسْمَاعِيلِيِّ وَأَبِي نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ قَوْلُهُ إِنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ قُبْلَةً فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فِي رِوَايَةِ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَالْإِسْمَاعِيلِيِّ فَذَكَرَ أَنَّهُ أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ قُبْلَةً أَوْ مَسًّا بِيَدٍ أَوْ شَيْئًا كَأَنَّهُ يَسْأَلُ عَنْ كَفَّارَةِ ذَلِكَ وَعِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ سُلَيْمَانِ التَّيْمِيِّ بِإِسْنَادِهِ ضَرَبَ رَجُلٌ عَلَى كَفَلِ امْرَأَةٍ الْحَدِيثَ وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَأَصْحَابِ السُّنَنِ مِنْ طَرِيقِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عَلْقَمَة وَالْأسود عَن بن مَسْعُودٍ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً فِي بُسْتَانٍ فَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا قَبَّلْتُهَا وَلَزِمْتُهَا فَافْعَلْ بِي مَا شِئْتُ الْحَدِيثَ وَلِلطَّبَرِيِّ مِنْ طَرِيقِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ جَاءَ فُلَانٌ بْنُ مُعْتَبٍ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله دخلت على امْرَأَة فَفعلت مِنْهَا مَا يَنَالُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ إِلَّا أَنِّي لم أجامعها الحَدِيث وَأخرجه بن أَبِي خَيْثَمَةَ لَكِنْ قَالَ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ مُعْتَبٌ وَقَدْ جَاءَ أَنَّ اسْمَهُ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ أَبُو الْيَسَرِ بِفَتْحِ التَّحْتَانِيَّةِ وَالْمُهْمَلَةِ الْأَنْصَارِيُّ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَالْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي الْيُسْرِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ وَزَوْجُهَا قَدْ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ فَقَالَتْ لَهُ بِعْنِي تَمْرًا بِدِرْهَمٍ قَالَ فَقُلْتُ لَهَا وَأَعْجَبَتْنِي إِنَّ فِي الْبَيْتِ تَمْرًا أَطْيَبَ مِنْ هَذَا فَانْطَلَقَ بِهَا مَعَهُ فَغَمَزَهَا وَقَبَّلَهَا ثُمَّ فَرَغَ فَخَرَجَ فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ تُبْ وَلَا تَعُدْ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثَ وَفِي رِوَايَتِهِ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ فَنَزَلَتْ وَفِي رِوَايَة بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَجُلٍ يَبِيعُ التَّمْرَ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَتْ حَسْنَاءَ جَمِيلَةً فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا أَعْجَبَتْهُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَمْ يُسَمِّ الرَّجُلَ وَلَا الْمَرْأَةَ وَلَا زَوْجَهَا وَذَكَرَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ فِي اسْمِ هَذَا الرَّجُلِ نَبْهَانُ التَّمَّارِ وَقِيلَ عَمْرُو بْنُ غُزِّيَّةَ وَقِيلَ أَبُو عَمْرٍو زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ غُزِّيَّةَ وَقِيلَ عَامِرُ بْنُ قَيْسٍ وَقِيلَ عَبَّادُ قُلْتُ وَقِصَّةُ نَبْهَانُ التَّمَّارِ ذَكَرَهَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدِ الثَّقَفِيُّ أَحَدُ الضُّعَفَاءِ فِي تَفْسِيره عَن بن عَبَّاسٍ وَأَخْرَجَهُ الثَّعْلَبِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ مُقَاتِلٍ عَن الضَّحَّاك عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ نَبْهَانًا التَّمَّارَ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءَ جَمِيلَةً تَبْتَاعُ مِنْهُ تَمْرًا فَضَرَبَ عَلَى عَجِيزَتِهَا ثُمَّ نَدِمَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ امْرَأَةَ غَازٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَذَهَبَ يَبْكِي وَيَصُومُ وَيَقُومُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذكرُوا الله الْآيَةَ فَأَخْبَرَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ.
    وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ تَوْبَتِي قُبِلَتْ فَكَيْفَ لِي بِأَنْ يُتَقَبَّلَ شُكْرِي فَنَزَلَتْ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ الْآيَةَ قُلْتُ وَهَذَا إِنْ ثَبَتَ حُمِلَ عَلَى وَاقِعَةٍ أُخْرَى لِمَا بَيْنَ السِّيَاقَيْنِ مِنَ الْمُغَايَرَةِ وَأما قصَّة بن غزيَّة فأخرجها بن مَنْدَهْ مِنْ طَرِيقِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ قَالَ نَزَلَتْ فِي عَمْرِو بْنِ غُزِّيَّةَ وَكَانَ يَبِيعُ التَّمْرَ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ تَبْتَاعُ تَمْرًا فَأَعْجَبَتْهُ الْحَدِيثَ وَالْكَلْبِيُّ ضَعِيفٌ فَإِنْ ثَبَتَ حُمِلَ أَيْضًا علىالتعدد وَظَنَّ الزَّمَخْشَرِيُّ أَنَّ عَمْرَو بْنَ غُزِّيَّةَ اسْمُ أَبِي الْيَسَرِ فَجَزَمَ بِهِ فَوَهِمَ وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ فَسَكَتَ عَنْهُ ثَلَاثًا فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَدَعَا الرَّجُلَ فَقَالَ أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكِ أَلَسْتَ قَدْ تَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ قَالَ بَلَى قَالَ ثُمَّ شَهِدْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ فَهِيَ قِصَّةٌ أُخْرَى ظَاهِرُ سِيَاقِهَا أَنَّهَا مُتَأَخِّرَةٌ عَنْ نُزُولِ الْآيَةِ وَلَعَلَّ الرَّجُلَ ظَنَّ أَنَّ كُلَّ خَطِيئَةٍ فِيهَا حَدٌّ فَأَطْلَقَ عَلَى مَا فَعَلَ حَدًّا وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ لِهَذَا فِي كِتَابِ الْحُدُودِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَأَمَّا قِصَّةُ عَامِرِ بْنِ قَيْسٍفَذَكَرَهَا مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي تَفْسِيرِهِ وَأَمَّا قِصَّةُ عَبَّادِ فَحَكَاهَا الْقُرْطُبِيُّ وَلَمْ يَعْزُهَا وَعَبَّادُ اسْمُ جَدِّ أَبِي الْيَسَرِ فَلَعَلَّهُ نَسَبَ ثُمَّ سَقَطَ شَيْءٌ وَأَقْوَى الْجَمِيعِ أَنَّهُ أَبُو الْيَسَرِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    قَوْلُهُ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ أَنَّهُ أَتَى أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أَيْضًا.
    وَقَالَ فِيهَا فَكُلُّ مَنْ سَأَلَهُ عَنْ كَفَّارَةِ ذَلِكَ قَالَ أَمُعْزِبَةٌ هِيَ قَالَ نَعَمْ قَالَ لَا أَدْرِي حَتَّى أَنْزَلَ فَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ وَقَعَتْ فِي حَدِيثِ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَن بن عَبَّاسٍ عِنْدَ أَحْمَدَ بِمَعْنَاهُ دُونَ قَوْلِهِ لَا أَدْرِي قَوْلُهُ قَالَ الرَّجُلُ أَلِيَ هَذِهِ أَيِ الْآيَةُ يَعْنِي خَاصَّةً بِي بِأَنَّ صَلَاتِي مُذْهِبَةٌ لِمَعْصِيَتِي وَظَاهِرُ هَذَا أَنَّ صَاحِبَ الْقِصَّةِ هُوَ السَّائِلُ عَنْ ذَلِكَ وَلِأَحْمَدَ وَالطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيثِ بن عَبَّاسٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِيَ خَاصَّةٌ أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةٌ فَضَرَبَ عُمَرُ صَدْرَهُ.
    وَقَالَ لَا وَلَا نِعْمَةُ عَيْنٍ بَلْ لِلنَّاسِ عَامَّةٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَ عُمَرُ وَفِي حَدِيثِ أَبِي الْيَسَرِ فَقَالَ إِنْسَانٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَهُ خَاصَّةٌ وَفِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ عِنْدَ مُسْلِمٍ فَقَالَ مُعَاذٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَهُ وَحْدَهُ أَمْ لِلنَّاسِ كَافَّةٌ وَلِلدَّارَقُطْنِيِّ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذٍ نَفْسِهِ وَيُحْمَلُ عَلَى تَعَدُّدِ السَّائِلِينَ عَنْ ذَلِكَ وَقَوْلُهُ أَلِيَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ اسْتِفْهَامًا وَقَوْلُهُ هَذَا مُبْتَدَأٌ تَقَدَّمَ خَبَرُهُ عَلَيْهِ وَفَائِدَتُهُ التَّخْصِيصُ قَوْلُهُ قَالَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِي تَقَدَّمَ فِي الصَّلَاةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْظِ قَالَ لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ وَتَمَسَّكَ بِظَاهِرِ قَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّ الْحَسَنَاتِ يذْهبن السَّيِّئَات الْمُرْجِئَةُ وَقَالُوا إِنَّ الْحَسَنَاتَ تُكَفِّرُ كُلِّ سَيِّئَةٍ كَبِيرَةٍ كَانَتْ أَوْ صَغِيرَةٍ وَحَمَلَ الْجُمْهُورُ هَذَا الْمُطْلَقُ عَلَى الْمُقَيَّدِ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ إِنَّ الصَّلَاةَ إِلَى الصَّلَاةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ فَقَالَ طَائِفَةٌ إِنِ اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ كَانَتِ الْحَسَنَاتُ كَفَّارَةً لِمَا عَدَا الْكَبَائِرِ مِنَ الذُّنُوبِ وَإِنْ لَمْ تُجْتَنَبُ الْكَبَائِرُ لَمْ تَحُطَّ الْحَسَنَاتُ شَيْئًا.
    وَقَالَ آخَرُونَ إِنْ لَمْ تُجْتَنَبِ الْكَبَائِرُ لَمْ تَحُطَّ الْحَسَنَاتُ شَيْئًا مِنْهَا وَتَحُطُّ الصَّغَائِرُ وَقِيلَ الْمُرَادُ أَنَّ الْحَسَنَاتَ تَكُونُ سَبَبًا فِي تَرْكِ السَّيِّئَاتِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّ الصَّلَاةَ تنْهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر لَا أَنَّهَا تُكَفِّرُ شَيْئًا حَقِيقَةً وَهَذَا قَوْلُ بعض الْمُعْتَزلَة.
    وَقَالَ بن عَبْدِ الْبَرِّ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعَصْرِ إِلَى أَنَّ الْحَسَنَاتَ تُكَفِّرُ الذُّنُوبَ وَاسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثِ الظَّاهِرَةِ فِي ذَلِكَ قَالَ وَيَرِدُ الْحَثُّ عَلَى التَّوْبَةِ فِي أَيِّ كَبِيرَةٍ فَلَوْ كَانَتِ الْحَسَنَاتُ تُكَفِّرُ جَمِيعَ السَّيِّئَاتِ لَمَا احْتَاجَ إِلَى التَّوْبَةِ وَاسْتُدِلَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى عَدَمِ وُجُوبِ الْحَدِّ فِي الْقُبْلَةِ وَاللَّمْسِ وَنَحْوهمَا وعَلى سُقُوط التعزيز عَمَّنْ أَتَى شَيْئًا مِنْهَا وَجَاءَ تَائِبًا نَادِمًا واستنبط مِنْهُ بن الْمُنْذِرِ أَنَّهُ لَا حَدَّ عَلَى مَنْ وُجِدَ مَعَ امْرَأَة أَجْنَبِيَّة فِي ثوب وَاحِد(قَوْلُهُ سُورَةُ يُوسُفَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ فُضَيْل عَن حُصَيْن عَن مُجَاهِد متكأ الأترج بِالْحَبَشِيَّةِ مُتْكًا كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلِغَيْرِهِ مُتْكًا الْأُتْرُجُّ قَالَ فُضَيْلٌ الْأُتْرُجُّ بِالْحَبَشِيَّةِ مُتْكًا وَهَذَا وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ وَأَمَّا رِوَايَتُهُ عَنْ حُصَيْنٍ فَرَوَيْنَاهُ فِي مُسْنَدِ مُسَدَّدٍ رِوَايَةُ مُعَاذِ بْنِ الْمُثَنَّى عَنْهُ عَنْ فُضَيْلٍ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ متكأ قَالَ أترج ورويناه فِي تَفْسِير بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فَزَادَ فِيهِ عَنْ مُجَاهِد عَن بن عَبَّاسٍ وَمِنْ طَرِيقِهِ أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ فِي المختارة وَقد روى عَن عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله وأعتدت لَهُنَّ متكا قَالَ طَعَاما قَوْله.
    وَقَالَ بن عُيَيْنَة عَن رجل عَن مُجَاهِد متكأ كل شَيْءٍ قُطِعَ بِالسِّكِّينِ هَكَذَا رَوَيْنَاهُ فِي تَفْسِيرِ بن عُيَيْنَةَ رِوَايَةَ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيِّ عَنْهُ بِهَذَا وَأخرج بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُجَاهِدٍ الْمُتَّكَأُ بِالتَّثْقِيلِ الطَّعَامُ وَبِالتَّخْفِيفِ الْأُتْرُجُّ وَالرِّوَايَةُ الْأُولَى عَنْهُ أَعَمُّ قَوْلُهُ يُقَالُ بَلَغَ أَشُدَّهُ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَ فِي النُّقْصَانِ وَيُقَالُ بَلَغُوا أَشُدَّهُمْ.
    وَقَالَ بَعضهم وَاحِدهَا شدّ والمتكأ مَا اتكأت عَلَيْهِ لِشَرَابٍ أَوْ لِحَدِيثٍ أَوْ لِطَعَامٍ وَأَبْطَلَ الَّذِي قَالَ الْأُتْرُجُّ وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْأُتْرُجُّ فَلَمَّا احْتُجَّ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ الْمُتَّكَأَ مِنْ نَمَارِقَ فَرُّوا إِلَى شَرٍّ مِنْهُ وَقَالُوا إِنَّمَا هُوَ المتك سَاكِنة التَّاء وَإِنَّمَا المتك طرف البظر وَمن ذَلِك قيل لَهَا متكاء وبن المتكاء فَإِن كَانَ ثمَّ أترج فَإِنَّهُ بعد الْمُتَّكَأِ قُلْتُ وَقَعَ هَذَا مُتَرَاخِيًا عَمَّا قَبْلَهُ عِنْدَ الْأَكْثَرِ وَالصَّوَابُ إِيرَادُهُ تِلْوَهُ فَأَمَّا الْكَلَامُ عَلَى الْأَشُدِّ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ هُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَحَكَى الطَّبَرِيُّ أَنَّهُ وَاحِدٌ لَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْآحَادِ.
    وَقَالَ سِيبَوَيْهِ وَاحِدُهُ شِدَّةٌ وَكَذَا قَالَ الْكِسَائِيُّ لَكِنْ بِلَا هَاءٍ وَاخْتَلَفَ النَّقَلَةُ فِي قَدْرِ الْأَشَدِّ الَّذِي بَلَغَهُ يُوسُفُ فَالْأَكْثَرُ أَنَّهُ الْحُلُمُ وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَقِيلَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَقِيلَ عِشْرُونَ وَقِيلَ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ وَقِيلَ مَا بَيْنَ ثَمَانِ عَشْرَةَ إِلَى ثَلَاثِينَ وَفِي غَيْرِهِ قِيلَ الْأَكْثَرُ أَرْبَعُونَ وَقِيلَ ثَلَاثُونَ وَقِيلَ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ وَقِيلَ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ وَقِيلَ ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ وَقيل سِتُّونَ.
    وَقَالَ بن التِّين الْأَظْهر أَنه أَرْبَعُونَ لقَوْله تَعَالَى فَلَمَّا بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وَكَانَ النَّبِيُّ لَا يُنَبَّأُ حَتَّى يَبْلُغَ أَرْبَعِينَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ نُبِّئَ لِدُونِ أَرْبَعِينَ وَيَحْيَى كَذَلِكَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبيا وَسليمَان لقَوْله تَعَالَى ففهمناها سُلَيْمَان إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ وَالْحَقُّ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَشُدِّ بُلُوغُ سِنِّ الْحُلُمِفَفِي حَقِّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ظَاهِرٌ وَلِهَذَا جَاءَ بَعْدَهُ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا وَفِي حَقِّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَعَلَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ كَبُلُوغِ الْأَرْبَعِينَ وَلِهَذَا جَاءَ بَعْدَهُ وَاسْتَوَى وَوَقع فِي قَوْله آتيناه حكما وعلما فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْأَرْبَعِينَ لَيْسَتْ حَدًّا لِذَلِكَ وَأَمَّا الْمُتَّكَأُ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَعْتَدَتْ أَفْعَلَتْ مِنَ الْعَتَادِ وَمَعْنَاهُ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً أَيْ نُمْرُقًا يُتَّكَأُ عَلَيْهِ وَزَعَمَ قَوْمٌ أَنَّهُ التُّرُنْجُ وَهَذَا أَبْطَلُ بَاطِلٍ فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ مَعَ الْمُتَّكَأِ تُرُنْجٌ يَأْكُلُونَهُ وَيُقَالُ أَلْقَى لَهُ مُتَّكَأً يَجْلِسُ عَلَيْهِ انْتَهَى وَقَوْلُهُ لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْأُتْرُجُّ يُرِيدُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ تَفْسِيرُ الْمُتَّكَأِ بِالْأُتْرُجِّ قَالَ صَاحِبُ الْمَطَالِعِ وَفِي الْأُتْرُجِّ ثَلَاثُ لُغَاتٍ ثَانِيهَا بِالنُّونِ وَثَالِثُهَا مِثْلُهَا بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ وَفِي الْمُفْرَدِ كَذَلِكَ وَعِنْدَ بَعْضِ الْمُفَسِّرِينَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ الْبِطِّيخَ وَالْمَوْزَ وَقِيلَ كَانَ مَعَ الْأُتْرُجِّ عَسَلٌ وَقِيلَ كَانَ لِلطَّعَامِ الْمَذْكُورِ بَزْمَاوَرْدُ لَكِنْ مَا نَفَاهُ الْمُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَبَعًا لأبي عُبَيْدَة قد أثْبته غَيره وَقَدْ رَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ عَوْف الْأَعرَابِي حَدِيث بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُهَا مُتْكًا مُخَفَّفَةً وَيُقَالُ هُوَ الأترج وَقد حَكَاهُ الْفَرَّاءُ وَتَبِعَهُ الْأَخْفَشُ وَأَبُو حَنِيفَةَ الدِّينَوَرِيُّ وَالْقَالِيُّ وبن فَارس وَغَيرهم كصاحب الْمُحكم وَالْجَامِع والصحاح وَفِي الْجَامِعِ أَيْضًا أَهْلُ عُمَانِ يُسَمُّونَ السَّوْسَنَ الْمُتَّكَأَ وَقِيلَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ الْأُتْرُجُّ وَبِفَتْحِهِ السَّوْسَنُ.
    وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ الْمُتَّكَأُ مَا تُبْقِيهِ الْخَاتِنَةُ بَعْدَ الْخِتَانِ مِنَ الْمَرْأَةِ وَالْمَتْكَاءُ الَّتِي لَمْ تُخْتَنْ وَعَنِ الْأَخْفَشِ الْمُتَّكَأُ الْأُتْرُجُّ تَنْبِيهٌ مُتْكًا بِضَمِّ أَوله وَسُكُون ثَانِيه وبالتنوين علىالمفعوليه هُوَ الَّذِي فَسَّرَهُ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ بِالْأُتْرُجِّ أَوْ غَيْرِهِ وَهِيَ قِرَاءَةٌ وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ الْمَشْهُورَةُ فَهُوَ مَا يُتَّكَأُ عَلَيْهِ مِنْ وِسَادَةٍ وَغَيْرِهَا كَمَا جَرَتْ بِهِ عَادَةُ الْأَكَابِرِ عِنْدَ الضِّيَافَةِ وَبِهَذَا التَّقْرِيرِ لَا يَكُونُ بَيْنَ النَّقْلَيْنِ تَعَارُضٌ وَقَدْ رَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ طَرِيقِ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ مَنْ قَرَأَهَا مُثَقَّلَةً قَالَ الطَّعَامُ وَمَنْ قَرَأَهَا مُخَفَّفَةً قَالَ الْأُتْرُجُّ ثُمَّ لَا مَانِعَ أَنْ يَكُونَ الْمُتَّكَأُ مُشْتَرِكًا بَيْنَ الْأُتْرُجِّ وَطَرَفِ الْبَظْرِ وَالْبَظْرُ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الظَّاءِ الْمُشَالَةُ مَوْضِعُ الْخِتَانِ مِنَ الْمَرْأَةِ وَقِيلَ الْبَظْرَاءُ الَّتِي لَا تَحْبِسُ بَوْلَهَا قَالَ الْكَرْمَانِيُّ أَرَادَ الْبُخَارِيُّ أَنَّ الْمُتَّكَأَ فِي قَوْلِهِ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ متكأ اسْمُ مَفْعُولٍ مِنَ الِاتِّكَاءِ وَلَيْسَ هُوَ مُتَّكَأٌ بِمَعْنَى الْأُتْرُجُّ وَلَا بِمَعْنَى طَرَفِ الْبَظْرِ فَجَاءَ فِيهَا بِعِبَارَاتٍ مُعَجْرَفَةٍ كَذَا قَالَ فَوَقَعَ فِي أَشَدَّ مِمَّا أَنْكَرَهُ فَإِنَّهَا إِسَاءَةٌ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْإِمَامِ الَّذِي لَا يَلِيقُ لِمَنْ يَتَصَدَّى لِشَرْحِ كَلَامِهِ وَقَدْ ذَكَرَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الْبَظْرَ فِي الْأَصْلِ يُطْلَقُ عَلَى مَاله طَرَفٌ مِنَ الْجَسَدِ كَالثَّدْيِ قَوْلُهُ.
    وَقَالَ قَتَادَةُ لذُو علم لما علمناه عَامل بِمَا علم وَصله بن أبي حَاتِم من طَرِيق بن عُيَيْنَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْهُ بِهَذَا قَوْلُهُ.
    وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ صُوَاعُ الْمَلِكِ مَكُّوكُ الْفَارِسِيِّ الَّذِي يَلْتَقِي طَرَفَاهُ كَانَتْ تشرب الْأَعَاجِم بِهِ وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مِثْلَهُ وَرَوَاهُ بن مَنْدَه فِي غرائب شُعْبَة وبن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله صواع الْملك قَالَ كَانَ كَهَيْئَةِ الْمَكُّوكِ مِنْ فِضَّةِ يَشْرَبُونَ فِيهِ وَقَدْ كَانَ لِلْعَبَّاسِ مِثْلِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَذَا أخرجه أَحْمد وبن أَبِي شَيْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَالْمَكُّوكُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَافَيْنِ الْأُولَى مَضْمُومَةٌ ثَقِيلَةٌ بَيْنَهُمَا وَاوٌ سَاكِنَةٌ هُوَ مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ تَنْبِيهٌ قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ صُوَاعَ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَرَأَ صَاعَ الْمَلِكِ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ وَصَوْعَ الْمَلِكِ بِسُكُونِ الْوَاوِ وَعَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ مِثْلَهُ لَكِنْ بغين مُعْجمَة حَكَاهَا الطَّبَرِيّ قَوْله.
    وَقَالَ بن عَبَّاس تفندون تجهلون وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي سِنَانٍ عَنْ عبد الله بن أبي الْهُذيْل عَن بن عَبَّاس فِي قَوْله لَوْلَا أَنتفندون أَيْ تُسَفِّهُونَ كَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَكَذَا أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ مَعْمَرٍ عَن قَتَادَة مثله وَأخرجه بن مرْدَوَيْه من طَرِيق بن أَبِي الْهُذَيْلِ أَيْضًا أَتَمَّ مِنْهُ قَالَ فِي قَوْله وَلما فصلت العير قَالَ لَمَّا خَرَجَتِ الْعِيرُ هَاجَتْ رِيحٌ فَأَتَتْ يَعْقُوب برِيح يُوسُف فَقَالَ إِنِّي لأجدريح يُوسُف لَوْلَا أَن تفندون قَالَ لَوْلَا أَنْ تُسَفِّهُونَ قَالَ فَوَجَدَ رِيحَهُ مِنْ مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَقَوْلُهُ تُفَنِّدُونَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْفَنَدِ مُحَرَّكًا وَهُوَ الْهَرَمُ قَوْلُهُ غَيَابَةُ الْجُبِّ كُلُّ شَيْءٍ غَيَّبَ عَنْكَ فَهُوَ غَيَابَةٌ وَالْجُبُّ الرَّكِيَّةُ الَّتِي لَمْ تُطْوَ كَذَا وَقَعَ لأبي ذَر فأوهم أَنه من كَلَام بن عَبَّاسٍ لِعَطْفِهِ عَلَيْهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ وَإِنَّمَا هُوَ كَلَام أبي عُبَيْدَة كَمَا سَأَذْكُرُهُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ.
    وَقَالَ غَيْرُهُ غَيَابَةُ إِلَخْ وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ قَوْلُهُ بِمُؤْمِنٍ لَنَا بِمُصَدِّقٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا أَيْ بِمُصَدِّقٍ قَوْلُهُ شَغَفَهَا حُبًّا يُقَالُ بَلَغَ شافها وَهُوَ غِلَافُ قَلْبِهَا وَأَمَّا شَعَفَهَا يَعْنِي بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ فَمِنَ الشُّعُوفِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله تَعَالَى قد شغفها حبا أَيْ وَصَلَ الْحُبُّ إِلَى شِغَافِ قَلْبِهَا وَهُوَ غِلَافُهُ قَالَ وَيَقْرَأُهُ قَوْمٌ شَعَفَهَا أَيْ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَهُوَ مِنَ الشُّعُوفِ انْتَهَى وَالَّذِي قَرَأَهَا بِالْمُهْمَلَةِ أَبُو رَجَاءٍ وَالْأَعْرَجُ وَعَوْفٌ رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ وَرويت عَن على وَالْجُمْهُور بِالْمُعْجَمَةِ يُقَال فلَان مَشْغُوفٌ بِفُلَانٍ إِذَا بَلَغَ الْحُبُّ أَقْصَى الْمَذَاهِبِ وَشِعَافُ الْجِبَالِ أَعْلَاهَا وَالشِّغَافُ بِالْمُعْجَمَةِ حَبَّةُ الْقَلْبِ وَقِيلَ عَلَقَةٌ سَوْدَاءُ فِي صَمِيمِهِ وَرَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ قُرَّةِ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ الشَّغَفُ يَعْنِي بِالْمُعْجَمَةِ أَنْ يَكُونَ قُذِفَ فِي بَطْنِهَا حُبُّهُ وَالشَّعَفُ يَعْنِي بِالْمُهْمَلَةِ أَنْ يَكُونَ مَشْعُوفًا بِهَا وَحَكَى الطَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ الشَّعَفَ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ الْبُغْضُ وَبِالْمُعْجَمَةِ الْحُبُّ وَغَلَّطَهُ الطَّبَرِيُّ.
    وَقَالَ إِنَّ الشَّعَفَ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ بِمَعْنَى عُمُومِ الْحُبِّ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يَجْهَلَهُ ذُو عِلْمٍ بِكَلَامِهِمْ قَوْلُهُ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ أَمِيلُ إِلَيْهِنَّ حُبًّا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِلَّا تصرف عني كيدهن أصب إلَيْهِنَّ أَيْ أَهْوَاهُنَّ وَأَمِيلُ إِلَيْهِنَّ قَالَ الشَّاعِرُ إِلَى هِنْدٍ صَبَا قَلْبِي وَهِنْدٌ مِثْلُهَا يُصْبَى أَيْ يمال قَوْله أضغاث احلام مَا لَا تَأْوِيلَ لَهُ الضِّغْثُ مِلْءُ الْيَدِ مِنْ حَشِيشٍ وَمَا أَشْبَهَهُ وَمِنْهُ وَخُذْ بِيَدِكَ ضغثا لَا مِنْ قَوْلِهِ أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَاحِدُهَا ضِغْثٌ كَذَا وَقَعَ لِأَبِي ذَرٍّ وَتَوْجِيهُهُ أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّ ضِغْثًا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَخُذْ بِيَدِكَ ضغثا بِمَعْنَى مِلْءُ الْكَفِّ مِنَ الْحَشِيشِ لَا بِمَعْنَى مَا لَا تَأْوِيلَ لَهُ وَوَقَعَ عِنْدَ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَاحِدُهَا ضِغْثٌ بِالْكَسْرِ وَهِيَ مَا لَا تَأْوِيلَ لَهُ مِنَ الرُّؤْيَا وَأَرَاهُ جَمَاعَاتٌ تُجْمَعُ مِنَ الرُّؤْيَا كَمَا يُجْمَعُ الْحَشِيشُ فَيَقُولُ ضِغْثٌ أَيْ مِلْءُ كَفٍّ مِنْهُ وَفِي آيَةٍ أُخْرَى وَخُذْ بِيَدِك ضغثا فَاضْرب بِهِ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله اضغاث أَحْلَام قَالَ أَخْلَاطُ أَحْلَامٍ وَلِأَبِي يَعْلَى مِنْ حَدِيثِ بن عَبَّاس فِي قَوْله اضغاث أَحْلَام قَالَ هِيَ الْأَحْلَامُ الْكَاذِبَةُ قَوْلُهُ نَمِيرُ مِنَ الْمِيرَةِ وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ مَا يَحْمِلُ بَعِيرٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَنَمِيرُ أهلنا من مرت تمير ميرا وَهِي الْميرَة أَي نَأْتِيهِمْ وَنَشْتَرِي لَهُمُ الطَّعَامَ وَقَوْلُهُ كَيْلَ بَعِيرٍ أَيْ حِمْلَ بَعِيرٍ يُكَالُ لَهُ مَا حَمَلَ بعيره وروى الْفرْيَابِيّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ كَيْلَ بَعِيرٍ أَي كيل حمَار.
    وَقَالَ بن خَالَوَيْهِ فِي كِتَابِ لَيْسَ هَذَا حَرْفٌ نَادِرٌ ذَكَرَ مُقَاتِلٌ عَنِ الزَّبُورِ الْبَعِيرِ كُلِّ مَا يَحْمِلُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ أَنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ كَانُوا مِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ وَلَيْسَ بِهَا إِبِلٌ كَذَاقَالَ قَوْلُهُ آوَى إِلَيْهِ ضَمَّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ أَيْ ضَمَّهُ آوَاهُ فَهُوَ يُؤْوِي إِلَيْهِ إِيوَاءً قَوْلُهُ السِّقَايَةُ مِكْيَالٌ هِيَ الْإِنَاءُ الَّذِي كَانَ يُشْرِبُ بِهِ قِيلَ جَعَلَهُ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِكْيَالًا لِئَلَّا يَكْتَالُوا بِغَيْرِهِ فَيَظْلِمُوا وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ جعل السِّقَايَة قَالَ إِنَاءُ الْمَلِكِ الَّذِي يَشْرَبُ بِهِ قَوْلُهُ تَفْتَأُ لَا تَزَالُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله تَعَالَى تالله تفتأ تذكر يُوسُف أَيْ لَا تَزَالُ تَذْكُرُهُ وَرَوَى الطَّبَرِيُّ من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ تَفْتَأُ أَيْ لَا تَفْتُرُ عَنْ حُبِّهِ وَقِيلَ مَعْنَى تَفْتَأُ تَزَالُ فَحُذِفَ حَرْفُ النَّفْيِ قَوْلُهُ تَحَسَّسُوا تَخَبَّرُوا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا من يُوسُف وأخيه يَقُولُ تَخَبَّرُوا وَالْتَمِسُوا فِي الْمَظَانِّ قَوْلُهُ مُزْجَاةٍ قَلِيلَةٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَجِئْنَا ببضاعة مزجاة أَيْ يَسِيرَةٍ قَلِيلَةٍ قِيلَ فَاسِدَةٍ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاق عَن قَتَادَة فِي قَوْله مُزْجَاةٍ قَالَ يَسِيرَةٌ وَلِسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ مُزْجَاةٍ قَالَ قَلِيلَةٌ وَاخْتُلِفَ فِي بِضَاعَتِهِمْ فَقِيلَ كَانَتْ مِنْ صُوفٍ وَنَحْوِهِ وَقِيلَ دَرَاهِمَ رَدِيئَةً وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِإِسْنَادٍ حسن عَن بن عَبَّاس وَسُئِلَ عَن قَوْله ببضاعة مزجاة قَالَ رَثَّةُ الْحَبْلِ وَالْغِرَارَةِ وَالشَّنِّ قَوْلُهُ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَامَّةٌ مُجَلَّلَةٌ بِالْجِيمِ وَهُوَ تَأْكِيدٌ لِقَوْلِهِ عَامَّةٌ.
    وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ غَاشِيَةٌ من عَذَاب الله مُجَلَّلَةٌ وَهِيَ بِالْجِيمِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ أَيْ تَعُمُّهُمْ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله غاشية من عَذَاب الله أَيْ وَقِيعَةٌ تَغْشَاهُمْ قَوْلُهُ حَرَضًا مُحْرَضًا يُذِيبُكَ الْهَمُّ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى حَتَّى تكون حرضا الْحَرِضُ الَّذِي أَذَابَهُ الْحُزْنُ أَوِ الْحُبُّ وَهُوَ مَوْضِعٌ مُحَرَّضٌ قَالَ الشَّاعِرُ إِنِّي امْرُؤٌ لَجَّ بِي حزن فأحرضني أَي إِذا بنى قَوْلُهُ اسْتَيْأَسُوا يَئِسُوا وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ الله مَعْنَاهُ الرَّجَاءُ ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ عَنِ الْمُسْتَمْلِي وَالْكُشْمِيهَنِيِّ وَسَقَطَ لِغَيْرِهِمَا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي تَرْجَمَةِ يُوسُفَ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ قَوْلُهُ خَلَصُوا نَجِيًّا أَيِ اعْتَزَلُوا نَجِيًّا وَالْجَمْعُ أَنْجِيَةٌ يَتَنَاجَوْنَ الْوَاحِدُ نَجِيٌّ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ نَجِيٌّ وَأَنْجِيَةٌ ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ عَنِ الْمُسْتَمْلِي وَالْكُشْمِيهَنِيِّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي اعْتَرَفُوا بَدَلَ اعْتَزَلُوا وَالصَّوَابُ الْأَوَّلُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى خَلَصُوا نجيا أَيِ اعْتَزَلُوا نَجِيًّا يَتَنَاجَوْنَ وَالنَّجِيُّ يَقَعُ لَفْظُهُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ أَيْضًا وَقَدْ يُجْمَعُ فَيُقَالُ أَنْجِيَةٌ (قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وعَلى آل يَعْقُوب الْآيَة) ذكر فِيهِ حَدِيث بن عمر الْكَرِيم بن الْكَرِيمِ الْحَدِيثَ وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ مِثْلَهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ دَالٌّ عَلَى فَضِيلَةٍ خَاصَّةٍ وَقَعَتْ لِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يُشْرِكُهُ فِيهَا أَحَدٌ وَمَعْنَى قَوْلُهُ أَكْرَمُ النَّاسِ أَيْ مِنْ جِهَةِ النَّسَبِ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ مُطْلَقًا وَقَوْلُهُ فِي أَوَّلِ الْإِسْنَادِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ شَيْخُهُ الْمَشْهُورُ وَوَقَعَ فِي أَطْرَافِ خَلَفٍ هُنَا.
    وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْأول أولى(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ) ذكر بن جَرِيرٍ وَغَيْرِهِ أَسْمَاءُ إِخْوَةِ يُوسُفَ وَهُمْ رُوبِيلُ وَشَمْعُونُ وَلَاوِي وَيَهُوذَا وَريالونُ وَيشجرُ وَدَانٌ وَنيالُ وَجَادٌ وَأشرُ وَبِنْيَامِينُ وَأَكْبَرُهُمْ أَوَّلُهُمْ ثُمَّ ذَكَرَ المُصَنّف فِيهِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ النَّاسِ أَكْرَمُ الْحَدِيثَ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ وَمُحَمّد فِي أول الْإِسْنَاد هُوَ بن سَلَّامٍ كَمَا تَقَدَّمَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاء وَعَبدَة هُوَ بن سُلَيْمَانَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْعُمَرِيُّ وَفِي الْجَمْعِ بَين قَول يَعْقُوب وَكَذَلِكَ يجتبيك رَبك وَبَين قَوْله وأخاف أَن يَأْكُلهُ الذِّئْب غُمُوضٌ لِأَنَّهُ جَزَمَ بِالِاجْتِبَاءِ وَظَاهِرُهُ فِيمَا يُسْتَقْبَلُ فَكَيْفَ يَخَافُ عَلَيْهِ أَنْ يَهْلَكَ قَبْلَ ذَلِكَ وَأجِيب بأجوبة أَحدهَا لَا يَلْزَمُ مِنْ جَوَازِ أَكْلِ الذِّئْبِ لَهُ أَكْلُ جَمِيعِهِ بِحَيْثُ يَمُوتُ ثَانِيهَا أَرَادَ بِذَلِكَ دَفْعَ إِخْوَتِهِ عَنِ التَّوَجُّهِ بِهِ فَخَاطَبَهُمْ بِمَا جَرَتْ عَادَتُهُمْ لَا عَلَى مَا هُوَ فِي معتقده ثَالِثهَا أَن قَوْله يجتبيك لَفظه لفظ خَبَرٌ وَمَعْنَاهُ الدُّعَاءُ كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ يَرْحَمُهُ اللَّهُ فَلَا يُنَافِي وُقُوعَ هَلَاكِهِ قَبْلَ ذَلِكَ رَابِعُهَا أَنَّ الِاجْتِبَاءَ الَّذِي ذَكَرَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ سَيَحْصُلُ لَهُ كَانَ حَصَلَ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلَ إِخْوَتُهُ أَبَاهُمْ أَنْ يُوَجِّهَهُ مَعَهُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ بَعْدَ أَنْ أَلْقَوْهُ فِي الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لتنبئنهم بأمرهم هَذَا وهم لَا يَشْعُرُونَ وَلَا بُعْدَ فِي أَنْ يُؤْتَى النُّبُوَّةَ فِي ذَلِكَ السِّنِّ فَقَدْ قَالَ فِي قِصَّةِ يَحْيَى وَآتَيْنَاهُ الحكم صَبيا وَلَا اخْتِصَاصَ لِذَلِكَ بِيَحْيَى فَقَدْ قَالَ عِيسَى وَهُوَ فِي الْمَهْدِ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكتاب وَجَعَلَنِي نَبيا وَإِذَا حَصَلَ الِاجْتِبَاءُ الْمَوْعُودُ بِهِ لَمْ يَمْتَنِعْ عَلَيْهِ الْهَلَاكُ خَامِسُهَا أَنَّ يَعْقُوبَ أَخْبَرَ بِالِاجْتِبَاءِ مُسْتَنِدًا إِلَى مَا أَوْحَى إِلَيْهِ بِهِ وَالْخَبَرُ يَجُوزُ أَنْ يَدْخُلَهُ النَّسْخُ عِنْدَ قَوْمٍ فَيَكُونُ هَذَا مِنْ أَمْثِلَتِهِ وَإِنَّمَا قَالَ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلهُ الذِّئْب تَجْوِيزًا لَا وُقُوعًا وَقَرِيبٌ مِنْهُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا بِأَشْيَاءَ مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ كَالدَّجَّالِ وَنُزُولِ عِيسَى وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنَ الْمغرب وَمَعَ ذَلِك فَأَنَّهُ خرج لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ يَجُرُّ رِدَاءَهُ فَزَعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ وَقَوْلُهُ تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَصَلَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاء(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفسكُم أمرا فَصَبر جميل) سَوَّلَتْ زَيَّنَتْ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ بل سَوَّلت لكم أَنفسكُم أَيْ زَيَّنَتْ وَحَسَّنَتْ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ طَرَفًا مِنْ حَدِيثِ الْإِفْكِ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ بِتَمَامِهِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النُّورِ وَذَكَرَ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ مَسْرُوقٍ حَدَّثَتْنِي أُمُّ رُومَانَ وَهِيَ أُمُّ عَائِشَةَ فَذَكَرَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ الْإِفْكِ طَرَفًا وَقَدْ تَقَدَّمَ بِأَتَمَّ سِيَاقًا مِنْ هَذَا فِي تَرْجَمَةِ يُوسُفَ مِنْ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ وَتَقَدَّمَ شَرْحُ مَا قِيلَ فِي الْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ مِنَ الِانْقِطَاعِ وَالْجَوَابِ عَنْهُ مُسْتَوْفًى وَيَأْتِي التَّنْبِيهُ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ فَائِدَةِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النُّورِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيتهَا عَن نَفسه اسْمُ هَذِهِ الْمَرْأَةِ فِي الْمَشْهُورِ زُلَيْخَا وَقِيلَ رَاعِيلُ وَاسْمُ سَيِّدِهَا الْعَزِيزُ قِطْفِيرُ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَقِيلَ بِهَمْزَةٍ بَدَلَ الْقَافِ قَوْلُهُ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَت هيت لَك.
    وَقَالَ عِكْرِمَةعَن أَمر الله وصدوا عَنهُ قَوْلُهُ زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ إِلَخْ تَقَدَّمَ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ

    باب قَوْلِهِ: {{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}} [هود: 114]وَزُلَفًا سَاعَاتٍ: بَعْدَ سَاعَاتٍ، وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْمُزْدَلِفَةُ. الزُّلَفُ مَنْزِلَةٌ: بَعْدَ مَنْزِلَةٍ، وَأَمَّا زُلْفَى فَمَصْدَرٌ مِنَ الْقُرْبَى، ازْدَلَفُوا: اجْتَمَعُوا، أَزْلَفْنَا: جَمَعْنَا(باب قوله) تعالى: ({{وأقم الصلاة}}) المفروضة ({{طرفي النهار}}) ظرف لأقم قال في الدر: ويضعف أن يكون ظرفًا للصلاة كأنه قيل أقم الصلاة الواقعة في هذين الوقتين والطرف وإن لم يكن ظرفًا لكنه لما أضيف إلى الظرف أعرب بإعرابه كقوله: أتيت أول النهار وآخره ونصف الليل بنصب هذه كلها على الظرف لما أضيفت إليه وإن كانت ليست
    موضوعة للظرفية ({{وزلفًا منالليل}}) نصب على طرفي فينتصب على الظرف إذ المراد به ساعات الليل القريبة أو على المفعول به نسقًا على الصلاة واختلف في طرفي النهار وزلف الليل فقيل الطرف الأول الصبح والثاني الظهر والعصر والزلف المغرب والعشاء وقيل الطرف الأول الصبح والثاني العصر والزلف المغرب والعشاء وليست الظهر في هذه الآية على هذا القول بل على غيرها وقيل الطرفان الصبح والمغرب وقيل غير ذلك وأحسنها الأول ({{إنّ الحسنات يذهبن السيئات}}) أي تكفرها ({{ذلك ذكرى للذاكرين}}) [هود: 114] عظة لمن يتعظ إذا وعظ.({{وزلفًا}}): بفتح اللام أي (ساعات بعد ساعات) واحدتها زلفة أي ساعدة ومنزلة (ومنه سميت المزدلفة) أي لمجيء الناس إليها في ساعات من الليل أو لازدلافهم يعني لاقترابهم إلى الله وحصول المنزلة لهم عنده فيها (الزلف منزلة بعد منزلة) فتكون بمعنى المنازل (وأما زلفى فمصدر من القربى) قال الله تعالى: {{وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب}} [ص: 25] (ازدلفوا) بالدال بعد الزاي أي (اجتمعوا أزلفنا) أي (جمعنا) قال تعالى: {{وأزلفنا ثمّ الآخرين}} [الشعراء: 64]. أي جمعنا.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4432 ... ورقمه عند البغا: 4687 ]
    - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلاً أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ {{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}} قَالَ الرَّجُلُ: أَلِىَ هَذِهِ؟ قَالَ: «لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِي».وبه قال: (حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: (حدّثنا يزيد بن زريع) مصغرًا ولغير أبي ذر هو ابن زريع قال: (حدّثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان) عبد الرحمن النهدي (عن ابن مسعود) عبد الله (رضي الله تعالى عنه أن رجلاً) هو أبو اليسر كعب بن عمرو وقيل نبهان التمار وقيل عمرو بن غزية (أصاب من امرأة) من الأنصار كما عند ابن مردويه (قبلة فأتى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكر ذلك له).وعند مسلم وأصحاب السنن من طريق سماك بن حرب عن إبراهيم النخعي عن علقمة والأسود عن ابن مسعود: جاء رجل إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: يا رسول الله إني وجدت امرأة في بستان ففعلت بها كل شيء غير أني لم أجامعها قبلتها ولزمتها فافعل بي ما شئت.(فأنزلت عليه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والفاء عاطفة على مقدر أي فذكر له فسكت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وصلى الرجل مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما في حديث أنس فأنزل الله: ({{وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}} قال الرجل: ألي هذه؟) بفتح الهمزة للاستفهام أي أهذه الآية بأن صلاتي مذهبة لمعصيتي مختصة بي أو عامة للناس كلهم (قال) عليه الصلاة والسلام: (لمن عمل بها من أمتي).واستنبط ابن المنذر منه أنه لا حدّ على من وجد مع أجنبية في لحاف واحد وفيه عدم الحدّ في القبلة ونحوها وسقوط التعزير عمن أتى شيئًا منها وجاء تائبًا نادمًا.وهذا الحديث قد سبق في باب الصلاة كفارة من المواقيت من كتاب الصلاة.

    (بابُُ قَوْلِهِ: {{وأقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَي النَّهارِ وزُلَفاً مِنَ اللّيْل إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذالِكَ ذِكْرَي لِلذّاكِرِينَ}} (هود: 114)أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: {{وأقم الصَّلَاة}} الْآيَة خطاب للرسول عَلَيْهِ السَّلَام، وَالْمرَاد من طرفِي النَّهَار الْفجْر وَالْمغْرب، وَقيل: الظّهْر وَالْعصر، وَقيل: الْفجْر وَالظّهْر، وانتصابهما على الظَّرْفِيَّة، وَالْمعْنَى: أتم ركوعها وسجودها، وخصص الصَّلَاة بِالذكر لِأَنَّهَا تالية الْإِيمَان وإليها يفزع من النوائب، وَسبب نزُول الْآيَة مَا فِي حَدِيث الْبابُُ على مَا يَأْتِي عَن قريب. قَوْله: (وَزلفًا من اللَّيْل) ، عطف على الصَّلَاة، أَي: أقِم زلفاً من اللَّيْل، أَي: سَاعَات من اللَّيْل وَهِي السَّاعَات الْقَرِيبَة من آخر النَّهَار، من أزلفه إِذا قربه، وأزلف إِلَيْهِ، وَصَلَاة الزلف الْمغرب. وَالْعشَاء، قَالَه مَالك، وقرىء: زلفاً، بِضَمَّتَيْنِ، وَزلفًا، بِسُكُون اللَّام، وزلفى، بِوَزْن: قربى. قَوْله: (إِن الْحَسَنَات) الصَّلَوَات الْخمس. وَقيل: سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر، وَقَالَ عَطاء: هن الْبَاقِيَات الصَّالِحَات، وَالْمرَاد بالسيئات: الصَّغَائِر من الذُّنُوب. قَوْله: (ذَلِك) أَي: إِن الْمَذْكُور من الصَّلَوَات، وَقيل: الْقُرْآن، وَقيل: جَمِيع الْمَذْكُور من الاسْتقَامَة وَالنَّهْي عَن الطغيان وَترك الْميل إِلَى الظَّالِمين، وَالْقِيَام بالصلوات وَمعنى الذكرى التَّوْبَة، وَقيل: العظة وخصصها بالذاكرين لأَنهم هم المنتفعون.وزُلَفاً ساعاتٍ بَعْدَ ساعاتٍ ومِنْهُ سُمِّيَتِ المُزْدَلِفَةُ الزُّلَفُ مَنْزِلَةٌ بَعْدَ مَنْزِلَةٍ وأمَّا زُلْفَى فَمَصْدَرٌ مِنَ القُرْبَى ازْدَلَفُوا اجْتَمَعُوا أزْلَفْنا جَمَعْنافسر قَوْله: (وَزلفًا من اللَّيْل) بقوله: (سَاعَات بعد سَاعَات) وَهُوَ جمع زلفة كظلم جمع ظلمَة. قَوْله: (وَمِنْه سميت الْمزْدَلِفَة) أَي: من معنى الزلف سميت الْمزْدَلِفَة لمجيء النَّاس إِلَيْهَا فِي سَاعَات من اللَّيْل، وَقيل: لازدلافهم إِلَيْهَا أَي: لاقترابهم إِلَى الله وَحُصُول الْمنزلَة لَهُم عِنْده فِيهَا، وَقيل: لِاجْتِمَاع النَّاس بهَا، وَقيل: لِأَنَّهَا منَازِل. قَوْله: (الزلف منزلَة بعد منزلَة) أَشَارَ بِهِ إِلَى أَن الزلف يَأْتِي بِمَعْنى الْمنَازل، قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: زلف اللَّيْل سَاعَات، واحدتها زلفة أَي: سَاعَة ومنزلة وقربة. قَوْله: (وَأما زلفى فمصدر) بِمَعْنى: الزلفة، مثل: الْقُرْبَى فَإِنَّهُ مصدر بِمَعْنى الْقرْبَة، قَالَ الله تَعَالَى: {{وَإِن لَهُ عندنَا لزلفى وَحسن مآب}} (ص: 25 و 40) وَقَالَ الْجَوْهَرِي: الزلفة والزلفى الْقرْبَة، والمنزلة. قَوْله: ازدلفوا (اجْتَمعُوا) شَاربه إِلَى أَن الازدلاف يَأْتِي بِمَعْنى الِاجْتِمَاع، وَيَأْتِي أَيْضا بِمَعْنى التَّقَدُّم، يُقَال: قوم ازدلفوا إِلَى الْحَرْب، أَي: تقدمُوا إِلَيْهَا. قَوْله: (ازلفنا) ، جَمعنَا، يَعْنِي: معنى أزلفنا جَمعنَا، قَالَ الله تَعَالَى: {{وأزلفنا ثمَّ الآخرين}} (الشُّعَرَاء: 64) أَي: جَمعنَا.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4432 ... ورقمه عند البغا:4687 ]
    - ح دَّثنا مُسَدَّدٌ حَدثنَا يَزِيدُ هُوَ ابنُ زُرَيْعٍ حَدثنَا سُلَيْمانُ التَّيْمِيُّ عنْ أبي عُثْمانَ عَن ابنِ مَسْعُودٍ رَضِي الله عَنهُ أنَّ رجُلاً أصابَ مِنَ امْرَأةٍ قُبْلَةً فأتَى رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذَكَرَ ذالِكَ لهُ فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: {{وأقِمِ الصّلاَةَ طَرَقَي النّهارِ وزُلَفاً مِنَ اللّيْلِ إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذالِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}} قَالَ الرَّجُلُ ألِيَ هاذِهِ قَالَ لِمَنْ عَمِلَ بِها مِنْ أُمّتي. (انْظُر الحَدِيث 526) .مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَأَبُو عُثْمَان عبد الرَّحْمَن بن مل النَّهْدِيّ، بالنُّون وبالدال الْمُهْملَة. والْحَدِيث مضى فِي الصَّلَاة فِي الْمَوَاقِيت فِي: بابُُ الصَّلَاة كَفَّارَة، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن قُتَيْبَة عَن يزِيد بن زُرَيْع إِلَى آخِره، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.قَوْله: (أَن رجلا) اسه كَعْب بن عَمْرو ويكنى بِأبي الْيُسْر، بِفَتْح الْيَاء آخر الْحُرُوف وَالسِّين الْمُهْملَة. والْحَدِيث أخرجه ابْن أبي خَيْثَمَة، لَكِن قَالَ: إِن رجلا من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ معتب، وَقيل: اسْمه بنهان التمار، وَقيل: عَمْرو بن غزيَّة، وَقيل: عَامر بن قيس
    وَقيل: عباد بن عَمْرو بن دَاوُد بن غنم بن كَعْب الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ، وَأمه نسيبة بنت الْأَزْهَر بن مري بن كَعْب بن غنم، شهد بَدْرًا بعد الْعقبَة فَهُوَ عُقبى بَدْرِي، شهد بَدْرًا وَهُوَ ابْن عشْرين سنة. وَهُوَ الَّذِي أسر الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب يَوْم بدر، وَكَانَ رجلا قَصِيرا دحداحة ذَا بطن، وَالْعَبَّاس رجل طَوِيل ضخم، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لقد أعانك عَلَيْهِ ملك كريم، وَهُوَ الَّذِي انتزع راية الْمُشْركين. وَكَانَت بيد أبي عَزِيز بن عُمَيْر يَوْم بدر، وَشهد صفّين مَعَ عَليّ تَعَالَى رَضِي الله عَنهُ، يعد فِي أهل الْمَدِينَة، وَكَانَت وَفَاته سنة خمس وَخمسين. وَحَدِيث نَبهَان التمار أخرجه الثَّعْلَبِيّ وَغَيره من طَرِيق مقَاتل عَن الضَّحَّاك عَن ابْن عَبَّاس: أَن نَبهَان التمار أَتَتْهُ امْرَأَة حسناء جميلَة تبْتَاع مِنْهُ تَمرا، فَضرب على عجيزتها ثمَّ نَدم، فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إياك أَن تكون امْرَأَة غازٍ فِي سَبِيل الله، فَذهب يبكي ويصوم وَيقوم فَأنْزل الله: {{وَالَّذين إِذا فعلوا فَاحِشَة أَو ظلمُوا أنفسهم ذكرُوا وَالله}} (آل عمرَان: 135) فَأخْبرهُ فَحَمدَ الله، وَقَالَ: يَا رَسُول الله هَذِه تَوْبَتِي قبلت، فَكيف لي بِأَن يتَقَبَّل شكري؟ فَنزلت: {{أقِم الصَّلَاة طرفِي النَّهَار}} (هود: 114) الْآيَة. قيل: إِن ثَبت هَذَا حمل على وَاقعَة أُخْرَى لما بَين السياقين من الْمُغَايرَة. قلت: قَالَ الذَّهَبِيّ فِي (تَجْرِيد الصَّحَابَة) نَبهَان التمار أَبُو مقبل لَهُ ذكر فِي رِوَايَة مقَاتل عَن الضَّحَّاك، ولسنا بِيَقِين، وَحَدِيث عَمْرو بن غزيَّة أخرجه ابْن مَنْدَه من طَرِيق الْكَلْبِيّ عَن أبي صَالح عَن ابْن عَبَّاس، فِي قَوْله: {{أقِم الصَّلَاة طرفِي النَّهَار}} قَالَ: نزلت فِي عَمْرو بن غزيَّة، وَكَانَ يَبِيع التَّمْر فَأَتَتْهُ امْرَأَة تبْتَاع تَمرا فَأَعْجَبتهُ ... الحَدِيث، قَالَ أَبُو عمر: عَمْرو بن غزيَّة بن عَمْرو بن ثَعْلَبَة بن خنساء بن مبذول بن عَمْرو بن غنم بن مَازِن بن النجار الْأنْصَارِيّ الْمَازِني: شهد الْعقبَة ثمَّ شهد بَدْرًا، وَهُوَ وَالِد الْحجَّاج بن عَمْرو، وَاخْتلف فِي صُحْبَة الْحجَّاج. قَوْله: (أَلِي هَذِه؟) يَعْنِي: أهذه الْآيَة مُخْتَصَّة بِي بِأَن صَلَاتي مذهبَة لمعصيتي أَو عَامَّة لكل الْأمة؟ والهمزة فِي: أَلِي، مَفْتُوحَة لِأَنَّهَا للاستفهام، وَقَوله: (هَذِه) مُبْتَدأ أَو خَبره مقدما. قَوْله: (أَلِي؟) وَفِي رِوَايَة أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس: فَقَالَ: يَا رَسُول الله! أَلِي خَاصَّة أم للنَّاس عَامَّة؟ فَضرب عمر رَضِي الله عَنهُ، صَدره وَقَالَ: لَا وَلَا نعْمَة عين، بل للنَّاس عَامَّة، فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: صدق عمر، وَهَذَا يُوضح أَن السَّائِل فِي الحَدِيث هُوَ صَاحب الْقِصَّة فَإِن قلت: فِي حَدِيث أبي الْيُسْر، فَقَالَ إِنْسَان: يَا رَسُول الله أَلَهُ وَحده أم للنَّاس كَافَّة؟ وَفِي رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيّ مثله من حَدِيث معَاذ نَفسه، قلت: يحمل ذَلِك على تعدد السَّائِلين.

    حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ ـ هُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ ـ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّ رَجُلاً، أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ ‏{‏وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ‏}‏‏.‏ قَالَ الرَّجُلُ أَلِيَ هَذِهِ قَالَ ‏ "‏ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِي ‏"‏‏.‏

    Narrated Ibn Masud:A man kissed a woman and then came to Allah's Messenger (ﷺ) and told him of that, so this Divine Inspiration was revealed to the Prophet (ﷺ) 'And offer Prayers perfectly at the two ends of the day, and in some hours of the night; (i.e. (five) compulsory prayers). Verily, the good deeds remove the evil deeds (small sins) That is a reminder for the mindful.' (11.114) The man said, Is this instruction for me only?' The Prophet (ﷺ) said, "It is for all those of my followers who encounter a similar situation

    Telah menceritakan kepada kami [Musaddad] Telah menceritakan kepada kami [Yazid] yaitu Ibnu Zura'i Telah menceritakan kepada kami [Sulaiman At Tamimi] dari [Abu 'Utsman] dari [Ibnu Mas'ud radliallahu 'anhu] bahwasanya seorang lelaki pernah mencium seorang wanita, lalu dia menemui Nabi shallallahu 'alaihi wasallam dan mengabarkannya kepada Nabi shallallahu 'alaihi wasallam. Maka turunlah ayat: "Dan dirikanlah shalat itu pada kedua tepi siang (pagi dan petang) dan pada bagian permulaan daripada malam. Sesungguhnya perbuatan-perbuatan yang baik itu menghapuskan (dosa) perbuatan-perbuatan yang buruk. Itulah peringatan bagi orang-orang yang ingat." (QS Hud; 114). Abdullah berkata; laki-laki itu bertanya; "Wahai Rasulullah, apakah ayat ini hanya khusus untukku?" Beliau menjawab: "Ayat tersebut adalah untuk orang-orang yang melakukannya dari ummatku

    İbn Mes'ud'dan rivayet edildiğine göre, bir adam kadının birini öpmüş, sonra da Hz. Nebi'e gelip bu durumu haber vermişti. Bunun üzerine şu ayet indi: Gündüzün iki ucunda, gecenin de ilk saatlerinde namaz kıl. Çünkü iyilikler kötülükleri (günahları) giderir. Bu, öğÜt almak isteyenlere bir hatırlatmadır. Adam: "Bu hüküm, yalnız benim için mi geçerlidir?" diye sordu. Allah Resulü Sallallahu Aleyhi ve Sellem: "Ümmetimden kötülük işleyenler için geçerlidir," cevabını verdi. Fethu'l-Bari Açıklaması: Ayette geçen "Gündüzün iki ucunda" ifadesi ile neyin kastedildiği hakkında farklı görüşler ileri sürülmüştür. Bir yoruma göre gündüzün iki ucu ile sabah ve akşam, bir başka yoruma göre ise sabah ve ikindi vakitleri kastedilmiştir. İmam Malik ve İbn Habıb'e göre ise sabah günün bir ucu, öğle ve ikindi ise günün diğer ucudur. Ayette geçen .....zulef kelimesi ile neyin kastedildiği konusunda da farklı yorumlar yapılmıştır. Mesela; İmam Malik'e göre akşam ve yatsı vakitleri kastedilmiştir. Bazı Hanefı alimleri bu ayetten vitir namazının vacib olduğunu çıkarmıştır. Çünkü .....zulef çoğuldur. Çoğulun en azı da üçtür. Bu yüzden, akşam ve yatsı vakitlerine vitir de eklenir. Hanefilerin bu çıkarımının pek isabetli olmadığı açıktır. İsmam nüshası ile Müslim'de Mutemir İbn Süleyman et-Teymi'nin babasından aktardığı rivayete göre bir adam, bir kadını öpmüş veya eliyle ona dokunmuştu. Ya da buna benzer bir şey yapmıştı. Öyle anlaşılıyor ki o adam, yaptığı bu işin keffaretini soruyordu. Abdurrezzak'm senediyle birlikte Ma'mer kanalıyla Süleyman et-Teymı'den aktardığı rivayete göre ise adam, kadının kalçasına vurmuştu. İmam Müslim ve Sünen sahipleri, Simak İbn Harb, İbrahim en-Nehaı ve Nkame-Esved kanalıyla İbn Mes'ud'dan şöyle nakletmişlerdir: Hz. Nebi'e bir adam geldi ve şöyle dedi: "Bahçenin birinde bir kadın gördüm. Onunla her şeyi yaptım. Ancak cinsel ilişkiye girmedim. Onu öptüm ve ona iyice sarıldım. Nasıl diliyorsan hakkımda öyle karar ver!" Taberı, A'meş kanalıyla İbrahim enNehaı'den şunu nakletmiştir: "Ensardan Mu'teb'in oğlu falancagelip 'Ey Allah'ın elçisi! Yanıma bir kadın geldi. Bir adamın karısıyla yaptığı her şeyi onunla yaptım. Ancak onunla cinsel ilişkiye girmedim," dedi. Adam, "Bu hüküm yalnız benim için mi geçerli?" sorusunu, namazın günahı gidermesi konusunun sadece kendisine ait olup olmadığını öğrenmek için sormuştur. Bundan, olayın kahramanının bunu sorduğu anlaşılmaktadır. "Ümmetimden kötülük işleyenleriçin geçerlidir," ifadesi "Kitabu's-salat"ta yine bu senetle "Ümmetimden kötülük işleyen herkes için geçerlidir," şeklinde geçmişti. Mürcie fırkası ayetin "İyilikler kötülükleri (günahları) giderir," kısmının zahirine tutunmuştur. Bu yüzden; "İyilikler ister büyük olsun, ister küçük, bütün günahlara keffaret olur," demişlerdir. Çoğunluk ise ayetteki bu mutlak kullanımı "Büyük günahlardan kaçındığın sürece, her namaz bir önceki ile arasındaki günahlara keffdret olur," hadisindeki mukayyede hamletmiştir. Bir grup da; "Eğer büyük günahlardan sakınırsan, iyilikler büyük günahların dışındaki diğer günahlara keffaret olur. Şayet büyük günahlardan sakınmazsan, küçük iyilikler hiçbir kötülüğü silmez," demiştir. Diğer bazı alimler ise şöyle demiştir: "Eğer büyük günahlardan sakınmazsan, iyilikler hiçbir büyük günahı yok etmez. Ancak küçük günahları yok eder." demiştir. Bu hadis, öpme, dokunma ve buna benzer durumlarda haddin gerekmediğine ve tevbe edip pişman olarak gelerek bu tür fiillerden birini işleyenkimseden tazir cezasının düştüğüne delilolarak sunulmuştur. Ayrıca İbnu'l-Münzir bu hadise dayanarak namahrem bir kadın il aynı örtü altında bulunan kimseye had cezasının verilerneyeceği hükmünü çıkartmıştır

    ہم سے مسدد نے بیان کیا، کہا ہم سے یزید بن زریع نے بیان کیا، کہا ہم سے سلیمان تیمی نے بیان کیا، ان سے ابوعثمان نے اور ان سے ابن مسعود رضی اللہ عنہ نے کہ ایک شخص نے کسی غیر عورت کو بوسہ دے دیا اور پھر وہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کی خدمت میں حاضر ہوا اور آپ سے اپنا گناہ بیان کیا۔ اس پر یہ آیت نازل ہوئی «وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين‏» ”اور تم نماز کی پابندی کرو دن کے دونوں سروں پر اور رات کے کچھ حصوں میں بیشک نیکیاں مٹا دیتی ہیں بدیوں کو، یہ ایک نصیحت ہے نصیحت ماننے والوں کے لیے۔“ ان صاحب نے عرض کیا یہ آیت صرف میرے ہی لیے ہے ( کہ نیکیاں بدیوں کو مٹا دیتی ہیں ) ؟ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا کہ میری امت کے ہر انسان کے لیے ہے جو اس پر عمل کرے۔

    (وَأَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِيْنَ) সালাত কায়িম করবে দিনের দু’ প্রান্তে এবং রাতের প্রথমভাগে। নেক কাজ অবশ্যই মিটিয়ে দেয় বদ কাজ। যারা নাসীহাত গ্রহণ করে তাদের জন্য এটি এক নাসীহাত। (সূরাহ হূদ ১১/১১৪) (وَزُلَفًا) سَاعَاتٍ بَعْدَ سَاعَاتٍ وَمِنْهُ سُمِّيَتْ الْمُزْدَلِفَةُ الزُّلَفُ مَنْزِلَةٌ بَعْدَ مَنْزِلَةٍ وَأَمَّا زُلْفَى فَمَصْدَرٌ مِنَ الْقُرْبَى ازْدَلَفُوا اجْتَمَعُوْا أَزْلَفْنَا جَمَعْنَا. زُلَفًا সময়ের পর সময় এবং এসব থেকেই مُزْدَلِفَةُ এর নামকরণ করা হয়েছে। মনযিলের পর মনযিল এবং زُلْفَى মাসদার অর্থ নিকটবর্তী হওয়া। ازْدَلَفُوْا একত্রিত হয়েছে। أَزْلَفْنَا আমরা একত্রিত হয়েছি। ৪৬৮৭. ইবনু মাস‘ঊদ (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, একবার এক ব্যক্তি এক মহিলাকে চুমু দিলেন। তারপর রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর কাছে এসে এ ঘটনা বললেন, তখন (এ ঘটনা উপলক্ষে) এ আয়াত নাযিল হয়। وَأَقِمِ الصَّلٰوةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ طإِنَّ الْحَسَنٰتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّاٰتِ طذٰلِكَ ذِكْرٰى لِلذّٰكِرِيْنَ -‘‘সালাত কায়িম করবে দিনের দু’ প্রান্তে এবং রাতের প্রথমভাগে [1]। পুণ্য অবশ্যই মুছে ফেলে বদ কাজ। যারা নাসীহাত গ্রহণ করে তাদের জন্য এটি এক নাসীহাত’’- (সূরাহ হূদ ১১/১১৪)। তখন সে লোকটি বলল, এ নির্দেশ কি কেবল আমার জন্য? রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, আমার উম্মাতের যেই এর ‘আমল করবে তার জন্য। [৫২৬] (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৪৩২৬, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    இப்னு மஸ்ஊத் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: ஒரு மனிதர் (அந்நியப்) பெண் ஒருவரை முத்தமிட்டுவிட்டார். அல்லாஹ் வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களிடம் அந்த மனிதர் வந்து (பரிகாரம் கேட்டு), இந்த விவரத்தைச் சொன்னார். அப்போது “பகலின் இரு முனைகளிலும் இரவின் சில பகுதிகளிலும் தொழுகையை நிலைநாட்டுங்கள். நிச்சயமாக, நன்மைகள் தீமைகளைக் களைந்துவிடுகின்றன. (அல்லாஹ்வை) நினைவுகூர்கின்றவர்களுக்கு இது ஒரு நினைவூட்டல் ஆகும்” எனும் (11:114ஆவது) இறைவசனம் அருளப்பெற்றது. அந்த மனிதர், “இது எனக்கு மட்டுமா? (அல்லது அனைவருக்குமா?)” என்று கேட்டார். அதற்கு நபி (ஸல்) அவர்கள், “என் சமுதாயத்தாரில் இதன்படி செயல்படும் அனைவருக்கும்தான்” என்று பதிலளித்தார்கள்.6 அத்தியாயம் :