• 1057
  • عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا " ، ثُمَّ قَالَ : {{ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ، وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، ثُمَّ قَالَ : " أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ الخَلاَئِقِ يُكْسَى يَوْمَ القِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ ، أَلاَ وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ : {{ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }} فَيُقَالُ : إِنَّ هَؤُلاَءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ "

    حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنَا المُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ، ثُمَّ قَالَ : {{ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ، وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ الخَلاَئِقِ يُكْسَى يَوْمَ القِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ ، أَلاَ وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ : {{ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }} فَيُقَالُ : إِنَّ هَؤُلاَءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ

    غرلا: غرلا : جمع أغرل وهو من بقيت غرلته وهي الجلدة التي يقطعها الخاتن من الذكر
    أحدثوا: أحدث : فعل أمرا جديدا حادثا ليس معروفا في الدين من كتاب ولا سنة
    أعقابهم: رجع أو ارتد على عقبه : رجع إلى طريق الضلالة
    إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ، ثُمَّ قَالَ
    حديث رقم: 3197 في صحيح البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} [النساء: 125]
    حديث رقم: 4373 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب قوله: {إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة: 118]
    حديث رقم: 3289 في صحيح البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها} [مريم: 16] "
    حديث رقم: 4484 في صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن باب {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا} [الأنبياء: 104]
    حديث رقم: 6186 في صحيح البخاري كتاب الرقاق باب: كيف الحشر
    حديث رقم: 6187 في صحيح البخاري كتاب الرقاق باب: كيف الحشر
    حديث رقم: 6188 في صحيح البخاري كتاب الرقاق باب: كيف الحشر
    حديث رقم: 5212 في صحيح مسلم كتاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا بَابُ فَنَاءِ الدُّنْيَا وَبَيَانِ الْحَشْرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    حديث رقم: 5213 في صحيح مسلم كتاب الْجَنَّةِ وَصِفَةِ نَعِيمِهَا وَأَهْلِهَا بَابُ فَنَاءِ الدُّنْيَا وَبَيَانِ الْحَشْرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    حديث رقم: 2456 في جامع الترمذي أبواب صفة القيامة والرقائق والورع باب ما جاء في شأن الحشر
    حديث رقم: 3238 في جامع الترمذي أبواب تفسير القرآن باب: ومن سورة الأنبياء
    حديث رقم: 3404 في جامع الترمذي أبواب تفسير القرآن باب ومن سورة عبس
    حديث رقم: 2072 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الجنائز البعث
    حديث رقم: 2073 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الجنائز البعث
    حديث رقم: 2078 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الجنائز ذكر أول من يكسى
    حديث رقم: 2079 في السنن الصغرى للنسائي كتاب الجنائز ذكر أول من يكسى
    حديث رقم: 1861 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    حديث رقم: 1897 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ
    حديث رقم: 1972 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ
    حديث رقم: 2041 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ
    حديث رقم: 2218 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ
    حديث رقم: 2263 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ
    حديث رقم: 7442 في صحيح ابن حبان كِتَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ ، رِجَالِهُمْ ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ حُفَاةً ، وَأَنَّ مَعْنَى خَبَرِ أَبِي
    حديث رقم: 7445 في صحيح ابن حبان كِتَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ ، رِجَالِهُمْ ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الْوَصْفِ الَّذِي بِهِ يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    حديث رقم: 7446 في صحيح ابن حبان كِتَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ ، رِجَالِهُمْ ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّاسَ يَلْقَوْنَ اللَّهَ عُرَاةً مُشَاةً بِالْخِصَالِ الَّتِي وَصَفْنَاهَا
    حديث رقم: 7471 في صحيح ابن حبان كِتَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ ، رِجَالِهُمْ ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ مَنْ كَانَ مَغْفُورًا لَهُ مِنْ هَذِهِ
    حديث رقم: 2183 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الْجَنَائِزِ الْبَعْثُ
    حديث رقم: 2184 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الْجَنَائِزِ الْبَعْثُ
    حديث رقم: 11201 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ سُورَةُ عَبَسَ
    حديث رقم: 2189 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ الْجَنَائِزِ ذِكْرُ أَوَّلِ مَنْ يُكْسَى
    حديث رقم: 10719 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى : إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ
    حديث رقم: 10896 في السنن الكبرى للنسائي كِتَابُ التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ تَعَالَى : كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ
    حديث رقم: 2949 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ التَّفْسِيرِ كِتَابُ التَّفْسِيرِ
    حديث رقم: 3631 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ التَّفْسِيرِ تَفْسِيرُ سُورَةِ الزُّخْرُفِ
    حديث رقم: 31175 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْفَضَائِلِ مَا ذُكِرَ مِمَّا أَعْطَى اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَفَضَّلَهُ بِهِ
    حديث رقم: 33728 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الزُّهْدِ مَا ذُكِرَ فِي زُهْدِ الْأَنْبِيَاءِ وَكَلَامِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ
    حديث رقم: 33730 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الزُّهْدِ مَا ذُكِرَ فِي زُهْدِ الْأَنْبِيَاءِ وَكَلَامِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ
    حديث رقم: 35267 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْأَوَائِلِ بَابُ أَوَّلِ مَا فُعِلَ وَمَنْ فَعَلَهُ
    حديث رقم: 35278 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْأَوَائِلِ بَابُ أَوَّلِ مَا فُعِلَ وَمَنْ فَعَلَهُ
    حديث رقم: 689 في سنن الدارمي وَمِنْ كِتَابِ الرِّقَاقِ بَابُ : فِي صِفَةِ الْحَشْرِ
    حديث رقم: 2934 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْأَلِفِ بَابُ مَنِ اسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ
    حديث رقم: 5007 في المعجم الأوسط للطبراني بَابُ الْعَيْنِ مَنِ اسْمُهُ : عَمْرٌو
    حديث رقم: 10748 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
    حديث رقم: 12099 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
    حديث رقم: 12225 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
    حديث رقم: 12301 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
    حديث رقم: 12341 في المعجم الكبير للطبراني مَنِ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
    حديث رقم: 467 في مسند الحميدي مسند الحميدي أَحَادِيثُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّتِي قَالَ فِيهَا سَمِعْتُ رَسُولَ
    حديث رقم: 2751 في مسند الطيالسي وَمَا أَسْنَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ
    حديث رقم: 9 في الأوائل للطبراني الأوائل للطبراني بَابُ أَوَّلِ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ
    حديث رقم: 1292 في الزهد و الرقائق لابن المبارك ما رواه المروزي بَابُ فَضْلِ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
    حديث رقم: 28 في الجزء العاشر من مسند عمر بن الخطاب ليعقوب بن شيبة حَدِيثُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ
    حديث رقم: 29 في الجزء العاشر من مسند عمر بن الخطاب ليعقوب بن شيبة حَدِيثُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ
    حديث رقم: 345 في غريب الحديث لإبراهيم الحربي غَرِيبُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَابُ : حشر هَذَا خُمَاسِيٌّ
    حديث رقم: 546 في غريب الحديث لإبراهيم الحربي غَرِيبُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَابُ : غرل
    حديث رقم: 19 في الأوائل لابن أبي عاصم الأوائل لابن أبي عاصم
    حديث رقم: 152 في البدع لابن وضاح البدع لابن وضاح بَابٌ فِي نَقْضِ عُرَى الْإِسْلَامِ وَدَفْنِ الدِّينِ وِإِظْهَارِ الْبِدَعِ
    حديث رقم: 2342 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي أَوَّلُ مُسْنَدِ ابْنِ عَبَّاسٍ
    حديث رقم: 2524 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي أَوَّلُ مُسْنَدِ ابْنِ عَبَّاسٍ
    حديث رقم: 498 في المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي المحدث الفاصل بين الراوي والواعي للرامهرمزي مَنْ قَالَ : سَمِعْتُ
    حديث رقم: 481 في معجم ابن المقرئ بَابُ الْأَلْفِ مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ

    [4625] أُصَيْحَابِي كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِالتَّصْغِيرِ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ بِغَيْرِ تَصْغِيرٍ قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى قِلَّةِ عَدَدِ مَنْ وَقَعَ لَهُمْ ذَلِكَ وَإِنَّمَا وَقَعَ لِبَعْضِ جُفَاةِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَقَعْ مِنْ أحد الصَّحَابَة الْمَشْهُورين (قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ الْآيَة) ذكر فِيهِ حَدِيث بن عَبَّاسٍ الْمَذْكُورَ قَبْلُ أَوْرَدَهُ مُخْتَصَرًا(قَوْلُهُ سُورَةُ الْأَنْعَامِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ قَوْلُهُ قَالَ بن عَبَّاسٍ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ مَعْذِرَتُهُمْ وَصَلَهُ بن أبي حَاتِم من طَرِيق بن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْهُ وَقَالَ مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ فِتْنَتُهُمْ مَقَالَتُهُمْ قَالَ وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ مَعْذِرَتُهُمْ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَأَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ شَيْبَانَ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله ثمَّ لم تكن فتنتهم قَالَ مَعْذِرَتُهُمْ قَوْلُهُ مَعْرُوشَاتٍ مَا يُعَرِّشُ مِنَ الْكَرْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ كَذَا ثَبَتَ لِغَيْرِ أَبِي ذَر وَقد وَصله بن أبي حَاتِم من طَرِيق بن جريج عَن عَطاء عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ قَالَ مَا يُعَرِّشُ مِنَ الْكُرُومِ وَغَيْرَ معروشات مَالا يُعَرِّشُ وَقِيلَ الْمَعْرُوشُ مَا يَقُومُ عَلَى سَاقٍ وَغَيْرُ الْمَعْرُوشِ مَا يُبْسَطُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ قَوْله حمولة مَا يحمل عَلَيْهَا وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ حمولة وفرشا فَأَمَّا الْحَمُولَةُ فَالْإِبِلُ وَالْخَيْلُ وَالْبِغَالُ وَالْحَمِيرُ وَكُلُّ شَيْءٍ يُحْمَلُ عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْفَرْشُ صِغَارُ الْإِبِلِ الَّتِي لَمْ تُدِرُّ وَلَمْ يُحْمَلْ عَلَيْهَا وَقَالَ مَعْمَرُ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ الْحَمُولَةُ مَا حُمِلَ عَلَيْهِ مِنْهَا وَالْفَرْشُ حَوَاشِيهَا يَعْنِي صِغَارَهَا قَالَ قَتَادَةُ وَكَانَ غَيْرُ الْحَسَنِ يَقُولُ الْحَمُولَةُ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْفَرْشُ الْغَنَمُ أَحْسِبُهُ ذَكَرَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَعَنِ بن مَسْعُودٍ الْحَمُولَةُ مَا حُمِلَ مِنَ الْإِبِلِ وَالْفَرْشُ الصِّغَارُ أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ قَوْلُهُ وَلَلَبَسْنَا لشبهنا وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ يَقُولُ لَشَبَّهْنَا عَلَيْهِمْ قَوْلُهُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ أَهْلَ مَكَّةَ هَكَذَا رَأَيْتُهُ فِي مُسْتَخْرَجِ أَبِي نُعَيْمٍ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَكَذَا ثَبَتَ عِنْدَ النَّسَفِيِّ وَقد وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَأوحى إِلَى هَذَا الْقُرْآن لأنذركم بِهِ يَعْنِي أهل مَكَّة وَقَوله وَمن بلغ قَالَ وَمَنْ بَلَغَهُ هَذَا الْقُرْآنُ مِنَ النَّاسِ فَهُوَ لَهُ نَذِيرٌ قَوْلُهُ وَيَنْأَوْنَ يَتَبَاعَدُونَ وَصَلَهُ بن أبي حَاتِم من طَرِيق بن جريج عَن عَطاء عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنهُ قَالَ يتباعدون وَكَذَا قَالَ أَبُو عبيد ينأون عَنهُ أَيْ يَتَبَاعَدُونَ عَنْهُ وَكَذَا قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ وَأَخْرَجَهُ مِنْ وَجْهٍ آخر عَن بن عَبَّاسٍ نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِبٍ كَانَ يَنْهَى الْمُشْرِكِينَ عَنْ أَذَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَتَبَاعَدُ عَمَّا جَاءَ بِهِ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ قَوْلُهُ تُبْسَلَ تُفْضَحُ وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نفس يَعْنِي أَنْ تُفْضَحَ وَرَوَى عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ أَنْ تُبْسَلَ أَيْ تُسْلَمَ وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ تُحْبَسُ قَوْلُهُ أُبْسِلُوا أُفْضِحُوا كَذَا فِيهِ مِنَ الرُّبَاعِيِّ وَهِيَ لُغَةٌ يُقَالُ فَضَح وأفضح وروى بن أَبِي حَاتِمٍ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ أُولَئِكَ الَّذين أبسلوا بِمَا كسبوا يَعْنِي فُضِحُوا وَقَدْمَضَى كَمَا تَرَى لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ تَفْسِيرٌ آخَرُ عَن غير بن عَبَّاسٍ وَأَنْكَرَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ هَذَا التَّفْسِيرَ الْأَوَّلَ فَكَأَنَّهُ لم يعرف أَنه عَن بن عَبَّاسٍ قَوْلُهُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ الْبَسْطُ الضَّرْبُ وَصَلَهُ بن أَبِي حَاتِمٍ أَيْضًا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ عَنِ بن عَبَّاس فِي قَوْله وَالْمَلَائِكَة باسطو أَيْديهم قَالَ هَذَا عِنْدَ الْمَوْتِ وَالْبَسْطُ الضَّرْبُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْثَرْتُمْ أَضْلَلْتُمْ كَثِيرًا وَصَلَهُ بن أَبِي حَاتِمٍ أَيْضًا كَذَلِكَ قَوْلُهُ مِمَّا ذَرَأَ من الْحَرْث جَعَلُوا لِلَّهِ مِنْ ثَمَرَاتِهِمْ وَمَالِهِمْ نَصِيبًا وَلِلشَّيْطَانِ والأوثان نَصِيبا وَصله بن أبي حَاتِم أَيْضا عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبا الْآيَةَ قَالَ جَعَلُوا لِلَّهِ فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَزَادَ فَإِنْ سَقَطَ مِنْ ثَمَرَةِ مَا جَعَلُوا لِلَّهِ فِي نَصِيبِ الشَّيْطَانِ تَرَكُوهُ وَإِنْ سَقَطَ مِمَّا جَعَلُوا للشَّيْطَان فِي نصيب الله لقطوه وروى عبد بن حميد من طَرِيق بن أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ كَانُوا يُسَمُّونَ لِلَّهِ جُزْءًا مِنَ الْحَرْثِ وَلِشُرَكَائِهِمْ جُزْءًا فَمَا ذَهَبَتْ بِهِ الرِّيحُ مِمَّا سَمَّوْا لِلَّهِ إِلَى جُزْءِ أَوْثَانِهِمْ تَرَكُوهُ وَقَالُوا اللَّهُ غَنِيٌّ عَنْ هَذَا وَمَا ذَهَبَتْ بِهِ الرِّيحُ مِنْ جُزْءِ أَوْثَانِهِمْ إِلَى جُزْءِ اللَّهِ أَخَذُوهُ وَالْأَنْعَامُ الَّتِي سَمَّى اللَّهُ هِيَ الْبَحِيرَةُ وَالسَّائِبَةُ كَمَا تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهَا فِي الْمَائِدَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَخْبَارِ الْجَاهِلِيَّة قَول بن عَبَّاسٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَعْلَمَ جَهْلَ الْعَرَبِ فَأَشَارَ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ أَكِنَّةً وَاحِدُهَا كِنَانٌ ثَبَتَ هَذَا لِأَبِي ذَرٍّ عَنِ الْمُسْتَمْلِي وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى اكنة أَن يفقهوه وَاحِدُهَا كِنَانٌ أَيْ أَغْطِيَةٌ وَمِثْلُهُ أَعِنَّةٌ وَعِنَانٌ وَأَسِنَّةٌ وَسِنَانٌ قَوْلُهُ سَرْمَدًا دَائِمًا كَذَا وَقَعَ هُنَا وَلَيْسَ هَذَا فِي الْأَنْعَامِ وَإِنَّمَا هُوَ فِي سُورَةِ الْقَصَصِ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُم اللَّيْل سرمدا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة سرمدا أَي دَائِما قَالَ وكل شَيْء لاينقطع فَهُوَ سرمد وَقَالَ الْكرْمَانِي كَأَنَّهُ ذكرهَا هُنَا لِمُنَاسَبَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي هَذِهِ السُّورَةِ وجاعل اللَّيْلَ سَكَنًا قَوْلُهُ وَقْرًا صَمَمٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا أَيِ الثِّقَلَ وَالصَّمَمَ وَإِنْ كَانُوا يَسْمَعُونَ لَكِنَّهُمْ صُمٌّ عَنِ الْحَقِّ وَالْهُدَى وَقَالَ مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يفقهوه وَفِي آذانهم وقرا قَالَ يَسْمَعُونَ بِآذَانِهِمْ وَلَا يَعُونَ مِنْهَا شَيْئًا كَمثل الْبَهِيمَة تسمع القَوْل وَلَا تَدْرِي مايقال لَهَا وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَقَرَأَ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ بِكَسْرِهَا قَوْلُهُ وَأَمَّا الْوِقْرُ أَيْ بِكَسْرِ الْوَاوِ فَإِنَّهُ الْحِمْلُ هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَهُ مُتَّصِلًا بِكَلَامِهِ الَّذِي قَبْلَهُ فَقَالَ الْوِقْرُ الْحِمْلُ إِذَا كَسَرْتَهُ وَأَفَادَ الرَّاغِبُ الْوِقْرُ حِمْلُ الْحِمَارِ وَالْوَسْقُ حِمْلُ الْجَمَلِ وَالْمَعْنَى عَلَى قِرَاءَةِ الْكَسْرِ أَنَّ فِي آذَانِهِمْ شَيْئًا يَسُدُّهَا عَنِ اسْتِمَاعِ الْقَوْلِ ثَقِيلًا كَوِقْرِ الْبَعِيرِ قَوْلُهُ أَسَاطِيرٌ وَاحِدُهَا أُسْطُورَةٌ وَإِسْطَارَةٌ وَهِيَ التُّرَّهَاتُ هُوَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَيْضًا قَالَ فِي قَوْلِهِ إِلَّا أساطير الْأَوَّلين وَاحِدُهَا أُسْطُورَةٌ وَإِسْطَارَةٌ وَمَجَازُهَا التُّرَّهَاتُ انْتَهَى وَالتُّرَّهَاتُ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ أَصْلُهَا بِنْيَاتُ الطَّرِيقِ وَقِيلَ إِنَّ تَاءَهَا مُنْقَلِبَةٌ مِنْ وَاوٍ وَأَصْلُهَا الْوَرَهُ وَهُوَ الْحُمْقُ قَوْلُهُ الْبَأْسَاءُ مِنَ الْبَأْسِ وَيَكُونُ مِنَ الْبُؤْسِ هُوَ مَعْنَى كَلَامِ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ هِيَ الْبَأْسُ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالْبُؤْسُ انْتَهَى وَالْبَأْسُ الشِّدَّةُ وَالْبُؤْسُ الْفَقْرُ وَقِيلَ الْبَأْسُ الْقَتْلُ وَالْبُؤْسُ الضُّرُّ قَوْلُهُ جَهْرَةً مُعَايَنَةٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَاب الله بَغْتَة أَيْ فَجْأَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ أَوْ جَهْرَةً أَيْ عَلَانِيَةً وَهُمْ يَنْظُرُونَ قَوْلُهُ الصُّوَرُ جَمَاعَةُ صُورَةٍ كَقَوْلِكَ سُورَةٌ وَسُوَرٌ بِالصَّادِ أَوَّلًا وَبِالسِّينِ ثَانِيًا كَذَا لِلْجَمِيعِ إِلَّا فِي رِوَايَةِ أَبِي أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيِّ فَفِيهَا كَقَوْلِهِ صُورَةٌ وَصُوَرٌ بِالصَّادِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَالِاخْتِلَافُ فِي سُكُونِ الْوَاوِ وَفَتْحِهَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَيَوْمَ ينْفخ فِي الصُّور يُقَالُ إِنَّهَا جَمْعُ صُورَةٍ يُنْفَخُ فِيهَا رُوحُهَا فَتَحْيَا بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِمْ سُوَرُ الْمَدِينَةِ وَاحِدُهَا سُورَةٌ قَالَ النَّابِغَةأَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَعْطَاكَ سُورَةً يُرَى كُلُّ مَلِكٍ دُونَهَا يَتَذَبْذَبُ انْتَهَى وَالثَّابِتُ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ الصُّورَ قَرْنٌ يَنْفُخُ فِيهِ وَهُوَ وَاحِدٌ لَا اسْمَ جَمْعٍ وَحَكَى الْفِرَاءُ الْوَجْهَيْنِ وَقَالَ فِي الْأَوَّلِ فَعَلَى هَذَا فَالْمُرَادُ النَّفْخُ فِي الْمَوْتَى وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي الصِّحَاحِ أَنَّ الْحَسَنَ قَرَأَهَا بِفَتْحِ الْوَاوِ وَسَبَقَ النُّحَاسُ فَقَالَ لَيْسَتْ بِقِرَاءَةٍ وَأَثْبَتَهَا أَبُو الْبَقَاءِ الْعُكْبَرِيُّ قِرَاءَةً فِي كِتَابِهِ إِعْرَابِ الشَّوَاذِّ وَسَيَأْتِي الْبَحْثُ فِي ذَلِكَ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ يُقَالُ عَلَى اللَّهِ حُسْبَانُهُ أَيْ حِسَابُهُ تَقَدَّمَ هَذَا فِي بَدْءِ الْخَلْقِ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَالشَّمْس وَالْقَمَر حسبانا قَالَ يَدُورَانِ فِي حِسَابٍ وَعَنِ الْأَخْفَشِ قَالَ حُسْبَانٌ جَمْعُ حِسَابٍ مِثْلُ شُهْبَانٍ جَمْعُ شِهَابٍ قَوْلُهُ تَعَالَى عَلَا وَقَعَ فِي مُسْتَخْرَجِ أَبِي نُعَيْمٍ تَعَالَى اللَّهُ عَلَا اللَّهُ وَهُوَ فِي رِوَايَةِ النَّسَفِيِّ أَيْضًا قَوْلُهُ حُسْبَانًا مَرَامِيَ وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ قَوْلُهُ جَنَّ أَظْلَمَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ أَيْ غَطَّى عَلَيْهِ وَأَظْلَمَ وَمَا جَنَّكَ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ جِنَانٌ لَكَ أَيْ غِطَاءٌ قَوْلُهُ مُسْتَقَرٌّ فِي الصُّلْبِ وَمُسْتَوْدَعٌ فِي الرَّحِمِ هَكَذَا وَقَعَ هُنَا وَقَدْ قَالَ مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْله فمستقر ومستودع قَالَ مُسْتَقَرٌّ فِي الرَّحِمِ وَمُسْتَوْدَعٌ فِي الصُّلْبِ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ مِثْلُهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مُسْتَقَرٌّ فِي صُلْبِ الْأَبِ وَمُسْتَوْدَعٌ فِي رَحِمِ الْأُمِّ وَكَذَا أَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَهَذَا مُوَافِقٌ لِمَا عِنْدَ الْمُصَنِّفِ مُخَالِفٌ لِمَا تَقَدَّمَ وَأخرج عبد الرَّزَّاق عَن بن مَسْعُودٍ قَالَ مُسْتَقَرُّهَا فِي الدُّنْيَا وَمُسْتَوْدَعُهَا فِي الْآخِرَةِ وَلِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيثِهِ الْمُسْتَقَرُّ الرَّحِمُ وَالْمُسْتَوْدَعُ الأَرْض تَنْبِيه قَرَأَ أَبُو عَمْرو وبن كَثِيرٍ فَمُسْتَقِرٌّ بِكَسْرِ الْقَافِ وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا وَقَرَأَ الْجَمِيعُ مُسْتَوْدَعٌ بِفَتْحِ الدَّالِ إِلَّا رِوَايَةً عَنْ أَبِي عَمْرٍو فَبِكَسْرِهَا قَوْلُهُ الْقِنْوُ الْعِذْقُ وَالِاثْنَانِ قِنْوَانِ وَالْجَمَاعَةُ أَيْضًا قِنْوَانٌ مثل صنْوَان وَصِنْوَانٍ كَذَا وَقَعَ لِأَبِي ذَرٍّ تَكْرِيرُ صِنْوَانٍ الْأُولَى مَجْرُورَةَ النُّونِ وَالثَّانِيَةُ مَرْفُوعَةٌ وَسَقَطَتِ الثَّانِيَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَيُوَضِّحُ الْمُرَادَ كَلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ الَّذِي هُوَ مَنْقُولٌ مِنْهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طلعها قنوان قَالَ الْقِنْوُ هُوَ الْعِذْقُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ يَعْنِي الْعُنْقُودَ وَالِاثْنَانِ قِنْوَانِ وَالْجَمْعُ قِنْوَانٌ كَلَفْظِ الِاثْنَيْنِ إِلَّا أَنَّ الِاثْنَيْنِ مَجْرُورَةٌ وَنُونُ الْجَمْعِ يَدْخُلُهُ الرَّفْعُ وَالنَّصْبُ وَالْجَرُّ وَلَمْ نَجِدْ مِثْلَهُ غَيْرَ صِنْوٍ وَصِنْوَانِ وَالْجَمْعُ صِنْوَانٌ وَحَاصِلُهُ أَنَّ مَنْ وَقَفَ عَلَى قِنْوَانٍ وَصِنْوَانٍ وَقَعَ الِاشْتِرَاكُ اللَّفْظِيِّ فِي إِرَادَةِ التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ فَإِذَا وَصَلَ ظَهَرَ الْفَرْقُ فَيَقَعُ الْإِعْرَابُ عَلَى النُّونِ فِي الْجَمْعِ دُونَ التَّثْنِيَةِ فَإِنَّهَا مَكْسُورَةُ النُّونِ خَاصَّةً وَيَقَعُ الْفَرْقُ أَيْضًا بِانْقِلَابِ الْأَلِفِ فِي التَّثْنِيَةِ حَالَ الْجَرِّ وَالنَّصْبِ بِخِلَافِهَا فِي الْجَمْعِ وَكَذَا بِحَذْفِ نُونِ التَّثْنِيَةِ فِي الْإِضَافَةِ بِخِلَافِ الْجَمْعِ تَنْبِيهٌ قَرَأَ الْجُمْهُورُ قِنْوَانٌ بِكَسْرِ الْقَافِ وَقَرَأَ الْأَعْمَشُ وَالْأَعْرَجُ وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي عَمْرٍو بِضَمِّهَا وَهِيَ لُغَةُ قَيْسٍ وَعَنْ أَبِي عَمْرٍو رِوَايَةٌ أَيْضا بِفَتْح الْقَاف وخرجها بن جنى على أَنَّهَا اسْم جمع لِقِنْوٍ لَا جَمْعٌ وَفِي الشَّوَاذِّ قِرَاءَةٌ أُخْرَى قَوْلُهُ مَلَكُوتٌ وَمُلْكٌ رَهَبُوتٌ رَحَمُوتٌ وَتَقُولُ تُرْهِبُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرْحَمَ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَفِيهِ تَشْوِيشٌ وَلِغَيْرِهِ مَلَكُوتٌ مُلْكٌ مِثْلُ رَهَبُوتٌ خَيْرُ مِنْ رَحَمُوتٍ وَتَقُولُ تُرْهِبُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرْحَمَ وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ فَسَّرَ مَعْنَى مَلَكُوتٍ بِمُلْكٍ وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ وَزْنَهُ رَهَبُوتٌ وَرَحَمُوتٌ وَيُوَضِّحُهُ كَلَامِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَإِنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَي ملك السَّمَاوَات خرج مخرج قَوْلهم فِي الْمَثْلِ رَهَبُوتٌ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ أَيْ رهبةخَيْرٌ مِنْ رَحْمَةٍ انْتَهَى وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ مَلَكُوتٌ بِفَتْحِ اللَّامِ وَقَرَأَ أَبُو السِّمَاكِ بِسُكُونِهَا وَرُوِيَ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ وَالطَّبَرِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ ملكوت السَّمَاوَات وَالْأَرْض مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهِيَ بِالنَّبَطِيَّةِ مَلْكُوثَا أَيْ بِسُكُونِ اللَّامِ وَالْمُثَلَّثَةِ وَزِيَادَةِ أَلِفٍ وَعَلَى هَذَا فَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ الْكَلِمَةُ مُعَرَّبَةً وَالْأَوْلَى مَا تقدم وَأَنَّهَا مُشْتَقَّة من ملك كَمَا وَرَدَ مِثْلُهُ فِي رَهَبُوتٍ وَجَبَرُوتٍ قَوْلُهُ وَإِنْ تَعْدِلَ تُقْسِطُ لَا يُقْبَلُ مِنْهَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَقَعَ هَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَحْدَهُ وَقَدْ حَكَاهُ الطَّبَرِيُّ وَاسْتَنْكَرَهُ وَفَسَّرَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْعَدْلَ بِالتَّوْبَةِ قَالَ لِأَنَّ التَّوْبَةَ إِنَّمَا تَنْفَعُ فِي حَالِ الْحَيَاةِ وَالْمَشْهُورُ مَا رَوَى مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِنْ تعدل كل عدل لَا يُؤْخَذ مِنْهَا أَيْ لَوْ جَاءَتْ بِمِلْءِ الْأَرْضِ ذَهَبًا لَمْ يُقْبَلْ فَجَعَلَهُ مِنَ الْعِدْلِ بِمَعْنَى الْمِثْلِ وَهُوَ ظَاهِرُ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَغَيْرُهُ قَوْلُهُ أَمَّا اشْتَمَلت عَلَيْهِ أَرْحَام الْأُنْثَيَيْنِ يَعْنِي هَلْ تَشْتَمِلُ إِلَّا عَلَى ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى فَلِمَ تُحَرِّمُونَ بَعْضًا وَتُحِلُّونَ بَعْضًا كَذَا وَقَعَ لِأَبِي ذَرٍّ هُنَا وَلِغَيْرِهِ فِي أَوَائِلِ التَّفَاسِيرِ وَهُوَ أَصْوَبُ وَهُوَ إِرْدَافُهُ عَلَى تَفَاسِيرِ بن عَبَّاس فقد وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ مِثْلُهُ وَوَقَعَ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الرُّوَاةِ فَلِمَ تُحَرِّمُوا وَلِمَ تُحَلِّلُوا بِغَيْرِ نُونٍ فِيهِمَا وَحَذْفُ النُّونِ بِغَيْرِ نَاصِبٍ وَلَا جَازِمٍ لُغَةٌ وَقَالَ الْفَرَّاءُ قَوْلُهُ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أما اشْتَمَلت عَلَيْهِ أَرْحَام الْأُنْثَيَيْنِ يَقُولُ أَجَاءَكُمُ التَّحْرِيمُ فِيمَا حَرَّمْتُمْ مِنَ السَّائِبَةِ وَالْبَحِيرَةِ وَالْوَصِيلَةِ وَالْحَامِ مِنْ قِبَلِ الذَّكَرَيْنِ أَمْ مِنَ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ قَالُوا مِنْ قِبَلِ الذَّكَرِ لَزِمَ تَحْرِيمَ كُلِّ ذَكَرِ أَوْ مِنْ قِبَلِ الْأُنْثَى فَكَذَلِكَ وَإِنْ قَالُوا مِنْ قِبَلِ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الرَّحِمِ لَزِمَ تَحْرِيمَ الْجَمِيعِ لِأَنَّ الرَّحِمَ لَا يَشْتَمِلُ إِلَّا عَلَى ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي أَخْبَارِ الْجَاهِلِيَّةِ قَوْلُ بن عَبَّاسٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَعْلَمَ جَهْلَ الْعَرَبِ فَاقْرَأِ الثَّلَاثِينَ وَمِائَةً مِنْ سُورَةِ الْأَنْعَامِ يَعْنِي الْآيَاتِ الْمَذْكُورَةَ قَوْلُهُ مَسْفُوحًا مِهْرَاقًا وَقَعَ هَذَا لِلْكُشْمِيهَنِيِّ وَهُوَ تَفْسِيرُ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى أَو دَمًا مسفوحا أَي مهراقا مصبوبا وَمِنْه قَوْلهم سَفَحَ الدَّمْعُ أَيْ سَالَ قَوْلُهُ صَدَفَ أَعْرَضَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ثُمَّ هم يصدفون أَيْ يُعْرِضُونَ يُقَالُ صَدَفَ عَنِّي بِوَجْهِهِ أَيْ أَعْرَضَ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ يَصْدِفُونَ أَيْ يُعْرِضُونَ عَنْهَا قَوْلُهُ أُبْلِسُوا أُويِسُوا كَذَا لِلْكُشْمِيهَنِيِّ وَلِغَيْرِهِ أَيِسُوا بِغَيْرِ وَاوٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَإِذا هم مبلسون الْمُبْلِسُ الْحَزِينُ النَّادِمُ قَالَ رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ وَفِي الْوُجُوهِ صُفْرَةٌ وَإِبْلَاسٌ أَيِ اكْتِئَابٌ وَحُزْنٌ وَقَالَ الْفراء قَوْله فَإِذا هم مبلسون المبلس البائس الْمُنْقَطع رجاؤه وَكَذَلِكَ يُقَال للَّذي يَسْكُتُ عِنْدَ انْقِطَاعِ حُجَّتِهِ فَلَا يُجِيبُ قَدْ أَبْلَسَ قَالَ الْعَجَّاجُ يَا صَاحِ هَلْ تَعْرِفُ رَسْمًا دَارِسًا قَالَ نَعَمْ أَعْرِفُهُ وَأَبْلَسَا وَتَفْسِيرُ المبلس بالحزين وبالبائس مُتَقَارِبٌ قَوْلُهُ أُبْسِلُوا أُسْلِمُوا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كسبوا أَيْ أُسْلِمُوا وَقَوْلُهُ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى أَنْ تبسل نفس أَيْ تُرْتَهَنَ وَتُسْلَمَ قَالَ عَوْفُ بْنُ الْأَحْوَصِ وَإِبْسَالِي بَنِيَّ بِغَيْرِ جُرْمٍ وَرَوَى مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَة فِي قَوْله أَن تبسل نفس قَالَ تُحْبَسُ قَالَ قَتَادَةُ وَقَالَ الْحَسَنُ أَيْ تُسْلَمُ أَيْ إِلَى الْهَلَاكِ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَقَدْ تَقَدَّمَ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ تَفْسِيرٌ آخَرُ وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ قَوْلُهُ اسْتَهْوَتْهُ أَضَلَّتْهُ هُوَ تَفْسِيرُ قَتَادَةَ أَخْرَجَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله تَعَالَى كَالَّذي استهوته الشَّيَاطِين هُوَ الَّذِي تُشَبِّهُ لَهُ الشَّيَاطِينُ فَيَتْبَعَهَا حَتَّى يَهْوِيَ فِي الْأَرْضِ فَيَضِلُّ قَوْلُهُ تَمْتَرُونَ تَشُكُّونَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ثُمَّ أَنْتُم تمترون أَيْ تَشُكُّونَ وَكَذَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَسْبَاطعَنِ السُّدِّيِّ قَوْلُهُ يُقَالُ عَلَى اللَّهِ حُسْبَانُهُ أَيْ حِسَابُهُ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ أَعَادَهُ هُنَا وَقَدْ تَقَدَّمَ قَبْلُ (قَوْلُهُ بَابُ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ) الْمَفَاتِحُ جَمْعُ مِفْتَحٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ الْآلَةُ الَّتِي يُفْتَحُ بِهَا مِثْلُ مِنْجَلٍ وَمَنَاجِلٍ وَهِيَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ فِي الْآلَةِ وَالْمَشْهُورُ مِفْتَاحٌ بِإِثْبَاتِ الْأَلِفِ وَجَمْعُهُ مَفَاتِيحُ بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ وَقَدْ قُرِئَ بِهَا فِي الشواذ قَرَأَ بن السَّمَيْفَعِ وَعِنْدَهُ مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ وَقِيلَ بَلْ هُوَ جَمْعُ مَفْتَحٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَهُوَ الْمَكَانُ وَيُؤَيِّدُهُ تَفْسِيرُ السُّدِّيِّ فِيمَا رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ قَالَ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ خَزَائِنُ الْغَيْبِ وَجَوَّزَ الْوَاحِدِيُّ أَنَّهُ جَمْعُ مَفْتَحٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْفَتْحِ أَيْ وَعِنْدَهُ فُتُوحُ الْغَيْبِ أَيْ يَفْتَحُ الْغَيْبَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَا يَخْفَى بُعْدَ هَذَا التَّأْوِيلِ لِلْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ فِي الْبَابِ وَأَنَّ مَفَاتِحَ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا أَحَدٌ إِلَّا اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَرَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق بن مَسْعُودٍ قَالَ أُعْطِيَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مَفَاتِحَ الْغَيْبِ وَيُطْلَقُ الْمِفْتَاحُ عَلَى مَا كَانَ مَحْسُوسًا مِمَّا يَحِلُّ غَلْقًا كَالْقُفْلِ وَعَلَى مَا كَانَ مَعْنَوِيًّا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيح للخير الحَدِيث صَححهُ بن حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ فِي الْبَاب حَدِيث بن عُمَرَ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ أَوْرَدَهُ مُخْتَصَرًا وَسَاقَهُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ لُقْمَانَ مُطَوَّلًا وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ هُنَاكَ مُسْتَوْفًى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ بَابُ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عذَابا من فَوْقكُم الْآيَةَ يَلْبِسَكُمْ يَخْلِطَكُمْ مِنَ الِالْتِبَاسِ يَلْبِسُوا يَخْلِطُوا هُوَ مِنْ كَلَامِ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَعند بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَسْبَاطَ بْنِ نَصْرٍ عَنِ السُّدِّيِّ مِثْلُهُ

    باب {{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}} [المائدة: 117]هذا (باب) بالتنوين في قوله تعالى: ({{وكنت عليهم شهيدًا}}) رقيبًا كالشاهد لم أمكنهم من هذا القول الشنيع
    وهو المذكور في قوله تعالى: {{أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله}} فضلًا عن أن يعتقدوه ({{ما دمت فيهم فلما توفيتني}}) أي بالرفع إلى السماء لقوله تعالى: {{إني متوفيك ورافعك}} [آل عمران: 55] والمتوفى أخذ الشيء وافيًا والموت نوع منه ({{كنت أنت الرقيب عليهم}}) المراقب لأحوالهم فتمنع من أردت عصمته بأدلة العقل والآيات التي أنزلت إليهم ({{وأنت على كل شيء شهيد}}) [المائدة: 117] مطلع عليه مراقب له.قال في فتوح الغيب: فإن قلت: إذا كان الشهيد بمعنى الرقيب فلمَ عدل عنه إلى الرقيب في قوله تعالى: {{كنت أنت الرقيب عليهم}} مع أنه ذيل الكلام بقوله: {{وأنت على كل شيء شهيد}}؟ وأجاب: بأنه خولف بين العبارتين ليميز بين الشهيدين والرقيبين فيكون عيسى عليه السلام رقيبًا ليس كالرقيب الذي يمنع ويلزم بل هو كالشاهد على المشهود عليه ومنعه بمجرد القول، وأنه تعالى هو الذي يمنع منع إلزام بنصب الأدلة وإنزال البينات وإرسال الرسل، وسقط لأبي ذر قوله: {{فلما توفيتني}} الخ ... وقال بعد قوله: {{ما دمت فيهم}} الآية.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4372 ... ورقمه عند البغا: 4625 ]
    - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا» ثُمَّ قَالَ: «{{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}}» إِلَى آخِرِ الآيَةِ. ثُمَّ قَالَ: «أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلاَئِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، أَلاَ وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: كَمَا قَالَ: الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}} فَيُقَالُ: إِنَّ هَؤُلاَءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ».وبه قال: (حدّثنا أبو الوليد) هشام بن عبد الملك قال: (حدّثنا شعبة) بن الحجاج قال: (أخبرنا المغيرة بن النعمان) النخعي الكوفي (قال: سمعت سعيد بن جبير) الأسدي مولاهم الكوفي (عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما) أنه (قال: خطب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال):(يا أيها الناس إنكم محشورون) أي مجموعون يوم القيامة (إلى الله) تعالى حال كونكم (حفاة عراة غرلًا) بضم الغين وسكون الراء جمع أغرل وهو الأقلف، والغرلة القلفة التي تقطع من ذكر الصبي. قال ابن عبد البر: يحشر الآدمي عاريًا ولكل من الأعضاء ما كان له يوم ولد فمن قطع له شيء يرد حتى الأقلف. وقال أبو الوفاء بن عقيل: حشفة الأقلف موقاة بالقلفة فلما أزالوها في الدنيا أعادها الله في الآخرة ليذيقها من حلاوة فضله، وسقط لأبي ذر: عراة (ثم قال) عليه الصلاة والسلام: ولأبي ذر عن الكشميهني ثم قرأ: ({{كما بدأنا أول خلق نعيده وعدًا علينا إنا كنا فاعلين}}) [الأنبياء: 104] (إلى آخر الآية). قال في شرح المشكاة: إن قيل سياق الآية في إثبات الحشر والنشر لأن المعنى نوجدكم عن العدم كما أوجدناكم أولًا عن العدم فكيف يستشهد بها للمعنى المذكور؟ وأجاب: بأن سياق الآية دل على إثبات الحشر وأشارتها على المعنى المراد من الحديث فهو من باب الإدماج.(ثم قال) عليه الصلاة والسلام: (ألا) بالتخفيف للاستفتاح (وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم) الخليل -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنه أول من عري في ذات الله حين أرادوا إلقاءه في النار ولا يلزم من أوليته لذلك تفضيله على نبينا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنا نقول إذا استأثر الله عبدًا بفضيلة على آخر واستأثر المستأثر عليه على المستأثر بتلك الواحدة بغيرها أفضل منها كانت الفضيلة له، فحلة نبينا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- التي يكساها بعد الخليل حلة خضراء وهي حلة الكرامة بقرينة إجلاسه عند ساق العرش فهي أعلى وأكمل فتجبر بنفاستها ما فات من الأولية ولا خفاء بأن منصب الشفاعة حيث لا يؤذن لأحد غير نبينا فيه لم يبق سابقة لأولي السابقة ولا فضيلة لذوي الفضائل إلا أتت عليها وكم له من فضائل مختصة به لم يسبق إليها ولم يشارك فيها (ألا) بالتخفيف أيضًا (وإنه يجاء) بضم الياء وفتح الجيم (برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال) جهة النار (فأقول: يا رب أصيحابي) بضم الهمزة وفتح المهملة مصغرًا والتصغير يدل على التقليل والمراد أنهم تأخروا عن بعض الحقوق وقصروا فيها أو من ارتد من جفاة الأعراب ولأبي ذر عن الكشميهني أصحابي بالتكبير (فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول: كما قال العبد الصالح) عيسى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ({{وكنت عليهم شهيدًا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم) وزاد أبو ذر {وأنت على كل شيء شهيد}}.وهذا موضع الترجمة على ما لا يخفى.(فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ) بالنون لأبي ذر عن الكشميهني مذ (فارقتهم) لم يرد به خواص الصحابة الذين لزموه
    وعرفوا بصحبته فقد صانهم الله تعالى وعصمهم من ذلك وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب من المؤلّفة قلوبهم ممن لا بصيرة له في الدين.وهذا الحديث يأتي إن شاء الله تعالى في الرقاق بعون الله تعالى وقوته.

    (بابٌُ: {{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدا مَا دُمْتُ فِيهمْ فَلمَّا تَوَفَيْتَنِي كُنْتَ أنْتَ الرقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأنْتَ عَلَى كُلُّ شَيْءٍ شَهِيدا}} (الْمَائِدَة: 117)أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: {{وَكنت عَلَيْهِم شَهِيدا}} الْآيَة هَذِه والآيات الَّتِي قبلهَا من قَوْله: {{وَإِذا قَالَ الله يَا عِيسَى ابْن مَرْيَم أَأَنْت قلت للنَّاس}} (الْمَائِدَة: 116) إِلَى آخر السُّورَة، مِمَّا يُخَاطب الله بِهِ عَبده وَرَسُوله عِيسَى ابْن مَرْيَم عَلَيْهِمَا السَّلَام قَائِلا لَهُ يَوْم الْقِيَامَة بِحَضْرَة من اتَّخذهُ وَأمه إلاهين من دون الله تهديدا لِلنَّصَارَى وتوبيخا وتقريعا على رُؤُوس الأشهاد، وَهَكَذَا قَالَ قَتَادَة وَغَيره.)
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4372 ... ورقمه عند البغا:4625 ]
    - ح دَّثنا أبُو الوَلِيدِ حدَّثنا شُعْبَةُ أخْبَرنا المُغِيرَةُ بنُ النُّعْمَانِ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بن جُبَيْرٍ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَال خَطَبَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا أيُّها النَّاسُ إنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إلَى الله حُفاةً عُرَاةً غُرلاً ثُمَّ قَالَ: {{كَمَا بَدَأْنَا أولَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدا عَلَيْنَا إنّا كُنّا فَاعِلِينَ}} (الْأَنْبِيَاء: 104) إلَى آخِرِ الآيَةِ ثُمَّ قَالَ أَلا وَإنَّ أوَّلَ الخَلائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إبْرَاهِيمُ أَلا وَإنَّهُ يُجاءُ بِرِجالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فأقُولُ يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي فَيُقال إنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَالِحُ: {{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَيْتَنِي كُنْتُ أنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}} فَيُقَالُ إنَّ هاؤُلاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِينَ عَلَى أعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ.مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَأَبُو الْوَلِيد هِشَام بن عبد الْملك الطَّيَالِسِيّ، والْحَدِيث قد مضى فِي مَنَاقِب إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام، وَأخرجه هُنَاكَ عَن مُحَمَّد بن كثير عَن سُفْيَان عَن الْمُغيرَة بن النُّعْمَان عَن سعيد بن جُبَير عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِلَى آخِره.قَوْله: (غرلًا) بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة جمع أغرل وَهُوَ الَّذِي لم يختن وَبقيت مِنْهُ غرلته وَهِي مَا يقطعهُ
    الْخِتَان من ذكر الصَّبِي. قَوْله: (ذَات الشمَال) ، جِهَة النَّار. قَوْله: (أصيحابي) ، مصغر الْأَصْحَاب، كَذَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين بِالتَّصْغِيرِ يدل على تقليل عَددهمْ وَلم يرد بِهِ خَواص أَصْحَابه الَّذين لزموه وَعرفُوا بِصُحْبَتِهِ أُولَئِكَ صانهم الله وعصمهم من التبديل، وَالَّذِي وَقع من تَأْخِير بعض الْحُقُوق إِنَّمَا كَانَ من جُفَاة الْأَعْرَاف وَكَذَلِكَ الَّذِي ارْتَدَّ مَا كَانَ إلاَّ مِنْهُم مِمَّن لَا بَصِيرَة لَهُ فِي الدّين وَذَلِكَ لَا يُوجب قدحا فِي الصَّحَابَة الْمَشْهُورين، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم أَجْمَعِينَ. قَوْله: (العَبْد الصَّالح) ، هُوَ عِيسَى ابْن مَرْيَم، عَلَيْهِمَا السَّلَام.

    حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ ‏"‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً ـ ثُمَّ قَالَ ـ ‏{‏كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ‏}‏ إِلَى آخِرِ الآيَةِ ـ ثُمَّ قَالَ ـ أَلاَ وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلاَئِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، أَلاَ وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي‏.‏ فَيُقَالُ إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ‏.‏ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ ‏{‏وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ‏}‏ فَيُقَالُ إِنَّ هَؤُلاَءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ ‏"‏‏.‏

    Narrated Ibn `Abbas:Allah's Messenger (ﷺ) delivered a sermon and said, "O people! You will be gathered before Allah barefooted, naked and not circumcised." Then (quoting Qur'an) he said:-- "As We began the first creation, We shall repeat it. A promise We have undertaken: Truly we shall do it.." (21.104) The Prophet (ﷺ) then said, "The first of the human beings to be dressed on the Day of Resurrection, will be Abraham. Lo! Some men from my followers will be brought and then (the angels) will drive them to the left side (Hell-Fire). I will say. 'O my Lord! (They are) my companions!' Then a reply will come (from Almighty), 'You do not know what they did after you.' I will say as the pious slave (the Prophet (ﷺ) Jesus) said: And I was a witness over them while I dwelt amongst them. When You took me up. You were the Watcher over them and You are a Witness to all things.' (5.117) Then it will be said, "These people have continued to be apostates since you left them

    Telah menceritakan kepada kami [Abu Al Walid] Telah menceritakan kepada kami [Syu'bah] Telah mengabarkan kepada kami [Al Mughirah bin An Nu'man] dia berkata; Aku mendengar [Sa'id bin Jubair] dari [Ibnu 'Abbas radliallahu 'anhuma] dia berkata; Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam berkhutbah beliau bersabda: "Wahai sekalian manusia, sesungguhnya kalian dikumpulkan menuju Allah dalam keadaan tidak beralas kaki, telanjang dan berkulup (tidak dikhitan). Kemudian beliau bersabda: 'Sebagaimana Kami telah memulai panciptaan pertama begitulah Kami akan mengulanginya. Itulah suatu janji yang pasti kami tepati; Sesungguhnya Kamilah yang akan melaksanakannya.' (Al Anbiyaa`: 104) Ketahuilah, sesungguhnya makhluk pertama yang diberi pakaian pada hari kiamat adalah Ibrahim 'alaihis salaam. Ketahuilah, sesungguhnya beberapa orang dari ummatku akan didatangkan lalu mereka diambil ke golongan kiri, aku berkata: 'Wahai Rabb, sahabat-sahabatku.' Dikatakan: 'Sesungguhnya engkau tidak tahu apa yang mereka perbuat sepeninggalmu.' Lalu aku mengucapkan seperti perkataan seorang hamba shalih: 'Aku menjadi saksi atas mereka selagi aku bersama mereka namun tatkala Engkau wafatkan aku, Engkaulah yang mengawasi mereka dan Engkau Maha menyaksikan terhadap segala sesuatu.' (Al Maa`idah: 117-118) lalu dijawab: Mereka senantiasa kembali ke belakang (murtad) sejak kau tinggalkan mereka

    İbn Abbas'tan rivayet edildiğine göre, o şöyle demiştir: Nebi Sallallahu Alyhi ve Sellem hutbede: Ey insanlar! Siz, Allah'ın huzuruna yalınayak, çıplak ue sünnetsiz olarak çıkarılacaksınız! buyurdu. Ardından şu ayeti okudu: "Biz ilkin yaratmaya nasıl başladıysak, diriItmeyi de Biz gerçekleştiririz. Bu, üzerimize aldığımız bir vaaddir. Bunu gerçekleştirecek olan da Biziz. "(Enbiya 104) Sonra sözlerine şu şekilde devam etti: İyi dinleyin! Kıyamet günü ilk olarak elbise giydirilecek olan, Hz. İbrahim'dir. Kulağınızı açın ve beni dinleyin! O gün ümmetimden bazı insanlar getirilecek. Sonra onlar, sol tarafa sevk edilecek. Ben hemen: "Ya Rabbi! Onlar benim ashabım!" diyeceğim. Bana: "Onların senden sonra ne yaptıklarını bilmiyorsun ki?" şeklinde cevap uerilecek. Ben de salih kulun söylediği gibi: "İçlerinde bulunduğum müddetçe onlar üzerinde kontrolcü idim. Beni vefat ettirince artık onlar üzerinde gözetleyici yalnız Sen oldun. Sen her şeyi hakkıyla görensin, "(Maide 117) diyeceğim. O an şöyle denecektir: Bu kimseler, sen aralarından ayrıldıktan sonra topukları üzerine geri döndüler (dinden çıktılar). Fethu'l-Bari Açıklaması: İmam Buharı bu başlık altında İbn Abbs'tan nakledilen hadisi verdi. Bu hadisin açıklaması "Kitabu'r-rikak"ta yapılacaktır. İmam Buharı bu hadisi, içinde geçen, "Ben de salih kulun söylediği gibi: 'İçlerinde bulunduğum müddetçe onlar üzerinde kontralcü idim. Beni uefcıt ettirince artık onlar üzerinde gözetleyici yalnız Sen oldun. Sen her şeyi hakkıyle görensin, '(Maide 117) diyeceğim," ifadesinden dolayı burada zikretmiştir

    ہم سے ابوالولید نے بیان کیا، انہوں نے کہا ہم سے شعبہ نے بیان کیا، کہا ہم کو مغیرہ بن نعمان نے خبر دی، انہوں نے کہا کہ میں نے سعید بن جبیر سے سنا اور ان سے ابن عباس رضی اللہ عنہما نے بیان کیا کہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے خطبہ دیا اور فرمایا کہ اے لوگو! تم اللہ کے پاس جمع کئے جاؤ گے، ننگے پاؤں ننگے جسم اور بغیر ختنہ کے، پھر آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے یہ آیت پڑھی «كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين‏» ”جس طرح ہم نے اول بار پیدا کرنے کے وقت ابتداء کی تھی، اسی طرح اسے دوبارہ زندہ کر دیں گے، ہمارے ذمہ وعدہ ہے، ہم ضرور اسے کر کے ہی رہیں گے۔“ آخر آیت تک۔ پھر فرمایا قیامت کے دن تمام مخلوق میں سب سے پہلے ابراہیم علیہ السلام کو کپڑا پہنایا جائے گا۔ ہاں اور میری امت کے کچھ لوگوں کو لایا جائے گا اور انہیں جہنم کی بائیں طرف لے جایا جائے گا۔ میں عرض کروں گا، میرے رب! یہ تو میرے امتی ہیں؟ مجھ سے کہا جائے گا، آپ کو نہیں معلوم ہے کہ انہوں نے آپ کے بعد نئی نئی باتیں شریعت میں نکالی تھیں۔ اس وقت میں بھی وہی کہوں گا جو عبد صالح عیسیٰ علیہ السلام نے کہا ہو گا «وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم‏» کہ ”میں ان کا حال دیکھتا رہا جب تک میں ان کے درمیان رہا، پھر جب تو نے مجھے اٹھا لیا ( جب سے ) تو ہی ان پر نگراں ہے۔“ مجھے بتایا جائے گا کہ آپ کی جدائی کے بعد یہ لوگ دین سے پھر گئے تھے۔

    (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيْدًا مَّا دُمْتُ فِيْهِمْ جفَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِيْ كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيْبَ عَلَيْهِمْ طوَأَنْتَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيْدٌ). ‘‘আর আমি তাদের ব্যাপারে সাক্ষী ছিলাম যতদিন আমি তাদের মধ্যে ছিলাম। তারপর যখন আপনি আমাকে তুলে নিলেন তখন থেকে আপনিই তাদের সম্বন্ধে ওয়াকিফহাল। আর আপনিই সর্ববিষয়ে পূর্ণ জ্ঞাত।’’ (সূরাহ আল-মায়িদাহ ৫/১১৭) ৪৬২৫. ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম এক দিন খুতবা দিলেন, বললেন, হে লোক সকল! তোমরা নগ্ন পদ, উলঙ্গ এবং খতনাবিহীন অবস্থায় আল্লাহর নিকট একত্রিত হবে, তারপর তিনি পড়লেন,كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيْدُه وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فٰعِلِيْنَ যেভাবে আমি প্রথম সৃষ্টির সূচনা করেছিলাম সেভাবে পুনরায় সৃষ্টি করব, প্রতিশ্রুতি পালন আমার কর্তব্য, আমি তা পালন করবই। আয়াতের শেষ পর্যন্ত। (সূরাহ আম্বিয়া ২১/১০৪) তারপর তিনি বললেন, কিয়ামতের দিন সর্বপ্রথম যাকে বস্ত্র পরিধান করানো হবে তিনি হচ্ছেন ইবরাহীম (আঃ)। তোমরা জেনে রাখ, আমার উম্মতের কতগুলো লোককে হাজির করা হবে এবং তাদেরকে বামদিকে অর্থাৎ জাহান্নামের দিকে দেয়া হবে। আমি তখন বলব, প্রভু হে! এগুলো তো আমার কতক সাহাবী, তখন বলা হবে যে, আপনার পর তারা কী নবোদ্ভাবিত কাজ করেছে তা আপনি জানেন না। এরপর পুণ্যবান বান্দা যেমন বলেছিলেন আমি তেমন বলবঃ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيْدًا مَّا دُمْتُ فِيْهِمْ جفَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِيْ كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيْبَ عَلَيْهِمْ ‘‘আমি যতদিন তাদের ছিলাম ততদিন তাদের খোঁজখবর নিয়েছি, অতঃপর আপনি যখন আমাকে উঠিয়ে নিয়েছেন তখন থেকে আপনিই তাদের রক্ষক’’। এরপর বলা হবে আপনি তাদেরকে ছেড়ে আসার পর থেকে তারা পেছনে ফিরে গিয়ে ধর্মত্যাগী হয়েছে। [৩৩৪৯] (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৪২৬৪, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் (ஒருமுறை மக்களுக்கு) உரை நிகழ்த்தினார்கள். (அதில்), “மக்களே! நீங்கள் (மறுமையில்) செருப்பணியாதவர்களாகவும், நிர்வாணமானவர்களாகவும், விருத்த சேதனம் செய்யப்படாதவர்களாகவும் அல்லாஹ்விடம் கொண்டுவரப்படுவீர்கள்” என்று கூறிவிட்டுப் பிறகு, “எழுதப்பட்ட ஏடு சுருட்டப்படுவதைப் போன்று நாம் வானத்தைச் சுருட்டும் அந்நாளில், நாம் முதலில் எவ்வாறு படைக்கத் தொடங்கினோமோ அவ்வாறே நாம் மீண்டும் (அவர்களுக்கு உயிர் கொடுத்து) படைப்போம்” எனும் (21:104ஆவது) இறைவசனத்தை இறுதிவரை ஓதினார்கள். பிறகு, “அறிந்துகொள்ளுங்கள்: மறுமை நாளில் (சொர்க்கத்தின்) ஆடை அணிவிக்கப்படும் முதல் நபர் (இறைத்தூதர்) இப்ராஹீம் அவர்கள்தான். அறிந்துகொள்ளுங்கள்: என் சமுதாயத்தாரில் சிலர் கொண்டுவரப்பட்டு, இடப்பக் கத்(திலுள்ள நரகத்)திற்குக் கொண்டுசெல்லப்படுவார்கள். அப்போது நான், “என் இறைவா! (இவர்கள்) என் தோழர்களில் சிலர்” என்று சொல்வேன். அதற்கு, “இவர்கள் உங்களு(டைய மரணத்து)க்குப்பின் என்னவெல்லாம் புதிது புதிதாக உருவாக்கினார்கள் என்று உங்களுக்குத் தெரியாது” என்று கூறப்படும். அப்போது நான், நல்லடியார் ஈசா (அலை) அவர்கள் சொன்னதைப் போன்று, “நான் அவர்களுடன் இருந்தவரையில் அவர்களைக் கண்காணிப்பவனாக இருந்தேன். நீ என்னைத் திரும்ப அழைத்துக்கொண்டபோது நீயே அவர்களைக் கண்காணிப்பவனாக இருந்தாய்!” என்று பதிலளிப்பேன். அதற்கு, “இவர்களை நீங்கள் பிரிந்ததி óருந்து, இவர்கள் தங்கள் குதிகால் (சுவடு)களின் வழியே தமது மார்க்கத்திலிருந்து வெளியேறிக்கொண்டுதான் இருந்தார்கள்” என்று கூறப்படும்.20 அத்தியாயம் :