• 1010
  • فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَمَا لَكُمْ وَلِهَذِهِ " إِنَّمَا دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ ، وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ فَأَرَوْهُ أَنْ قَدِ اسْتَحْمَدُوا إِلَيْهِ ، بِمَا أَخْبَرُوهُ عَنْهُ فِيمَا سَأَلَهُمْ ، وَفَرِحُوا بِمَا أُوتُوا مِنْ كِتْمَانِهِمْ " ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ : {{ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ }} كَذَلِكَ حَتَّى قَوْلِهِ : {{ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا }}

    حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ لِبَوَّابِهِ : اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَقُلْ : لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ ، وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مُعَذَّبًا ، لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَمَا لَكُمْ وَلِهَذِهِ إِنَّمَا دَعَا النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَهُودَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ ، وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ فَأَرَوْهُ أَنْ قَدِ اسْتَحْمَدُوا إِلَيْهِ ، بِمَا أَخْبَرُوهُ عَنْهُ فِيمَا سَأَلَهُمْ ، وَفَرِحُوا بِمَا أُوتُوا مِنْ كِتْمَانِهِمْ ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ : {{ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ }} كَذَلِكَ حَتَّى قَوْلِهِ : {{ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا }} تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، ح حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ ، أَخْبَرَنَا الحَجَّاجُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ : أَنَّ مَرْوَانَ : بِهَذَا

    لا توجد بيانات
    دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ

    [4568] قَوْلُهُ أَخْبَرَنَا هِشَام هُوَ بن يُوسُف الصَّنْعَانِيّ قَوْله عَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ فِي رِوَايَةِعبد الرَّزَّاق عَن بن جريج أَخْبرنِي بن أبي مليكَة وَسَيَأْتِي وَكَذَا أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْرٍ عَن بن جُرَيْجٍ قَوْلُهُ أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ هُوَ اللَّيْثِيُّ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ وَقَدْ قِيلَ إِنَّ لَهُ صُحْبَةً وَهُوَ رَاوِي حَدِيثِ الْأَعْمَالِ عَنْ عمر قَوْله أَن مَرْوَان هُوَ بن الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الَّذِي وَلِيَ الْخِلَافَةَ وَكَانَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِيَةَ قَوْلُهُ قَالَ لِبَوَّابِهِ اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى بن عَبَّاسٍ فَقُلْ رَافِعٌ هَذَا لَمْ أَرَ لَهُ ذكرا فِي كتاب الرُّوَاةِ إِلَّا بِمَا جَاءَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَالَّذِي يَظْهَرُ مِنْ سِيَاقِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ تَوَجَّهَ إِلَى بن عَبَّاسٍ فَبَلَّغَهُ الرِّسَالَةَ وَرَجَعَ إِلَى مَرْوَانَ بِالْجَوَابِ فَلَوْلَا أَنَّهُ مُعْتَمَدٌ عِنْدَ مَرْوَانَ مَا قَنَعَ بِرِسَالَتِهِ لَكِنْ قَدْ أَلْزَمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ الْبُخَارِيَّ أَنْ يصحح حَدِيث يسرة بْنِ صَفْوَانَ فِي نَقْضِ الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ فَإِنَّ عُرْوَةَ وَمَرْوَانَ اخْتَلَفَا فِي ذَلِكَ فَبعث مَرْوَان حرسيه إِلَى يسرة فَعَادَ إِلَيْهِ بِالْجَوَابِ عَنْهَا فَصَارَ الْحَدِيثُ مِنْ رِوَايَة عُرْوَة عَن رَسُول مَرْوَان عَن يسرة وَرَسُولُ مَرْوَانَ مَجْهُولُ الْحَالِ فَتَوَقَّفَ عَنِ الْقَوْلِ بِصِحَّةِ الْحَدِيثِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ لِذَلِكَ فَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ إِنَّ الْقِصَّةَ الَّتِي فِي حَدِيثِ الْبَابِ شَبيهَة بِحَدِيث يسرة فَإِنْ كَانَ رَسُولُ مَرْوَانَ مُعْتَمَدًا فِي هَذِهِ فَلْيُعْتَمَدْ فِي الْأُخْرَى فَإِنَّهُ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا أَنَّهُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ سَمَّى رَافِعًا وَلَمْ يُسَمِّ الْحَرَسِيَّ قَالَ وَمَعَ هَذَا فَاخْتُلِفَ على بن جُرَيْجٍ فِي شَيْخِ شَيْخِهِ فَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَهِشَام عَنهُ عَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّد عَن بن جريج عَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثُمَّ سَاقَهُ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْملك بن جريج عَن أَبِيه عَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَصَارَ لِهِشَامٍ مُتَابِعٌ وَهُوَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَلِحَجَّاجِ بن مُحَمَّد متابع وَهُوَ مُحَمَّد وَأخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْرٍ عَن بن جُرَيْجٍ كَمَا قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَالَّذِي يَتَحَصَّلُ لِي مِنَ الْجَوَابِ عَنْ هَذَا الِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ كَانَ حَاضِرًا عِنْدَ بن عَبَّاسٍ لَمَّا أَجَابَ فَالْحَدِيثُ مِنْ رِوَايَةِ عَلْقَمَةَ عَن بن عَبَّاس وَإِنَّمَا قصّ عَلْقَمَة سَبَب تحديث بن عَبَّاسٍ بِذَلِكَ فَقَطْ وَكَذَا أَقُولُ فِي حُمَيْدِ بن عبد الرَّحْمَن فَكَأَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ حَمَلَهُ عَنْ كُلِّ مِنْهُمَا وَحَدَّثَ بِهِ بن جريج عَن كل مِنْهُمَا فَحدث بِهِ بن جُرَيْجٍ تَارَةً عَنْ هَذَا وَتَارَةً عَنْ هَذَا وَقَدْ روى بن مَرْدَوَيْهِ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ مَا يَدُلُّ عَلَى سَبَبِ إِرْسَالِهِ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ اللَّيْثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ كَانَ أَبُو سَعِيدٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ عِنْدَ مَرْوَانَ فَقَالَ يَا أَبَا سَعِيدٍ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ فَذَكَرَ الْآيَةَ فَقَالَ إِنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ ذَاكَ إِنَّمَا ذَاكَ أَنَّ نَاسًا مِنَ الْمُنَافِقِينَ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الْبَابِ وَفِيهِ فَإِنْ كَانَ لَهُمْ نَصْرٌ وَفَتْحٌ حَلَفُوا لَهُمْ عَلَى سُرُورِهِمْ بِذَلِكَ لِيَحْمَدُوهُمْ عَلَى فَرَحِهِمْ وَسُرُورِهِمْ فَكَأَنَّ مَرْوَانَ تَوَقَّفَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ هَذَا يَعْلَمُ بِهَذَا فَقَالَ أَكَذَلِكَ يَا زَيْدُ قَالَ نَعَمْ صَدَقَ وَمِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ أَنَّ مَرْوَانَ سَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَجَابَهُ بِنَحْوِ مَا قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَكَأَنَّ مَرْوَانَ أَرَادَ زِيَادَة الِاسْتِظْهَار فَأرْسل بوابه رَافعا إِلَى بن عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا قَوْلُ الْبُخَارِيِّ عَقِبَ الْحَدِيثَ تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَن بن جُرَيْجٍ فَيُرِيدُ أَنَّهُ تَابَعَ هِشَامَ بْنَ يُوسُفَ على رِوَايَته إِيَّاه عَن بن جريج عَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ وَرِوَايَةُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَصَلَهَا فِي التَّفْسِيرِ وَأَخْرَجَهَا الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَالطَّبَرِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمْ مِنْ طَرِيقِهِ وَقَدْ سَاقَ الْبُخَارِيُّ إِسْنَادَ حَجَّاجٍ عَقِبَ هَذَا وَلَمْ يَسُقِ الْمَتْنَ بَلْ قَالَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ مَرْوَانَ بِهَذَا وَسَاقَهُ مُسْلِمٌ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْظِ إِنَّ مَرْوَانَ قَالَ لِبَوَّابِهِ اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى بن عَبَّاس فَقل لَهُ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ هِشَامٍ قَوْلُهُ لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ فِي رِوَايَةِ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعِينَ قَوْلُهُ إِنَّمَا دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودًا فَسَأَلَهُمْ عَنْ شَيْءٍ فِي رِوَايَةِ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَهْلِالْكِتَابِ قَوْلُهُ فَأَرَوْهُ أَنْ قَدِ اسْتَحْمَدُوا إِلَيْهِ بِمَا أَخْبَرُوهُ عَنْهُ فِيمَا سَأَلَهُمْ فِي رِوَايَةِ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَخَرَجُوا قَدْ أَرَوْهُ أَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ وَاسْتَحْمَدُوا بِذَلِكَ إِلَيْهِ وَهَذَا أَوْضَحُ قَوْلُهُ بِمَا أَتَوْا كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِالْقصرِ بِمَعْنى جاؤوا أَيْ بِالَّذِي فَعَلُوهُ وَلِلْحَمَوِيِّ بِمَا أُوتُوا بِضَمِّ الْهَمْزَةِ بَعْدَهَا وَاوٌ أَيْ أُعْطُوا أَيْ مِنَ الْعِلْمِ الَّذِي كَتَمُوهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى فَرِحُوا بِمَا عِنْدهم من الْعلم وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِمُوَافَقَتِهِ التِّلَاوَةَ الْمَشْهُورَةَ عَلَى أَنَّ الْأُخْرَى قِرَاءَةُ السُّلَمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُوَافَقَةُ الْمَشْهُور أولى مَعَ مُوَافَقَته لتفسير بن عَبَّاس قَوْله ثمَّ قَرَأَ بن عَبَّاسٍ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكتاب فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الَّذِينَ أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي الْآيَةِ الْمَسْئُولِ عَنْهَا هُمُ الْمَذْكُورُونَ فِي الْآيَةِ الَّتِي قَبْلَهَا وَأَنَّ اللَّهَ ذَمَّهَمْ بِكِتْمَانِ الْعِلْمِ الَّذِي أَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَكْتُمُوهُ وَتَوَعَّدَهُمْ بِالْعَذَابِ عَلَى ذَلِكَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّد بن ثَوْر الْمَذْكُورَة فَقَالَ بن عَبَّاسٍ قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي التَّوْرَاةِ إِنَّ الْإِسْلَامَ دِينُ اللَّهِ الَّذِي افْتَرَضَهُ عَلَى عِبَادِهِ وَإِنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ تَنْبِيهٌ الشَّيْءُ الَّذِي سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ الْيَهُودَ لَمْ أَرَهُ مُفَسَّرًا وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ سَأَلَهُمْ عَنْ صِفَتِهِ عِنْدَهُمْ بِأَمْرٍ وَاضِحٍ فَأَخْبَرُوهُ عَنْهُ بِأَمْرٍ مُجْمَلٍ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ ليبيننه للنَّاس وَلَا يكتمونه قَالَ مُحَمَّدٌ وَفِي قَوْلِهِ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا قَالَ بِكِتْمَانِهِمْ مُحَمَّدًا وَفِي قَوْلِهِ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لم يَفْعَلُوا قَالَ قَوْلهم نَحن على دين إِبْرَاهِيم (قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض) سَاق إِلَى الْأَلْبَاب وَذكر حَدِيث بن عَبَّاسٍ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ أَوْرَدَهُ مُخْتَصَرًا وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي أَبْوَابِ الْوِتْرِ وَوَرَدَ فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ مَا أَخْرَجَهُ بن أَبِي حَاتِمٍ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ أَتَتْ قُرَيْشٌ الْيَهُودَ فَقَالُوا أَيُّمَا جَاءَ بِهِ مُوسَى قَالُوا الْعَصَا وَيَدُهُ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلْ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا الْحِمَّانِيَّ فَإِنَّهُ تُكُلِّمَ فِيهِ وَقَدْ خَالَفَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى فَرَوَاهُ عَنْ يَعْقُوبَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ سَعِيدٍ مُرْسَلًا وَهُوَ أَشْبَهُ وَعَلَى تَقْدِيرِ كَوْنِهِ مَحْفُوظًا وَصْلُهُ فَفِيهِ إِشْكَالٌ مِنْ جِهَةِ أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ مَدَنِيَّةٌ وَقُرَيْشٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قُلْتُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ سُؤَالُهُمْ لِذَلِكَ بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَا سِيمَا فِي زمن الْهُدْنَة(قَوْلُهُ بَابُ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وعَلى جنُوبهم الْآيَة) أورد فِيهِ حَدِيث بن عَبَّاسٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنْهُ مُطَوَّلًا وَقَدْ تَقَدَّمَتْ فَوَائِدُهُ أَيْضًا وَوَقَعَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ فَقَرَأَ الْآيَاتِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ آلِ عِمْرَانَ حَتَّى خَتَمَ فَلِهَذَا تَرْجَمَ بِبَعْضِ الْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ وَاسْتُفِيدَ مِنَ الرِّوَايَةِ الَّتِي فِي الْبَابِ قَبْلَهُ أَنَّ أَوَّلَ الْمَقْرُوءِ قَوْلُهُ تَعَالَى أَن فِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض قَوْلُهُ بَابُ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فقد أخزيته ذكر فِيهِ حَدِيث بن عَبَّاسٍ الْمَذْكُورَ وَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا تَغْيِيرُ شَيْخِ شَيْخِهِ فَقَطْ وَسِيَاقُ الرِّوَايَةِ فِي هَذَا الْبَابِ أَتَمُّ مِنْ تِلْكَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ هُنَا وَأَخَذَ بِيَدِي الْيُمْنَى وَهُوَ وَهَمٌ وَالصَّوَابُ بأذني كَمَا فِي سَائِر الرِّوَايَات(قَوْلُهُ بَابُ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي للايمان الْآيَةَ) ذَكَرَ فِيهِ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ عَنْ شَيْخٍ لَهُ آخَرَ عَنْ مَالِكٍ وَسَاقَهُ أَيْضًا بِتَمَامِهِ قَوْلُهُ سُورَةُ النِّسَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ قَوْلُهُ قَالَ بن عَبَّاسٍ يَسْتَنْكِفَ يَسْتَكْبِرَ وَقَعَ هَذَا فِي رِوَايَةِ المستملى والكشميهني حسب وَقد وَصله بن أبي حَاتِم بِإِسْنَاد صَحِيح من طَرِيق بن جريج عَن عَطاء عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَته قَالَ يَسْتَكْبِرْ وَهُوَ عَجِيبٌ فَإِنَّ فِي الْآيَةِ عَطْفَ الِاسْتِكْبَارِ عَلَى الِاسْتِنْكَافِ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ غَيْرُهُ وَيُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى التَّوْكِيدِ وَقَالَ الطَّبَرِيُّ مَعْنَى يَسْتَنْكِفُ يَأْنَفُ وَأَسْنَدَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ يَحْتَشِمُ وَقَالَ الزَّجَّاجُ هُوَ اسْتِفْعَالٌ مِنَ النَّكَفِ وَهُوَ الْأَنَفَةُ وَالْمُرَادُ دَفْعُ ذَلِكَ عَنْهُ وَمِنْهُ نَكَفْتُ الدَّمْعَ بِالْإِصْبَعِ إِذَا مَنَعْتَهُ مِنَ الْجَرْيِ عَلَى الْخَدِّ قَوْلُهُ قِوَامًا قِوَامُكُمْ مِنْ مَعَايِشِكُمْ هَكَذَا وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَوَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْظِ لَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قيَاما يَعْنِي قِوَامَكُمْ مِنْ مَعَايِشِكُمْ يَقُولُ لَا تَعْمِدْ إِلَى مَالِكَ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لَكَ مَعِيشَةً فَتُعْطِيَهُ امْرَأَتَكَ وَنَحْوَهَا وَقَوْلُهُ قِيَامًا الْقِرَاءَةُ الْمَشْهُورَةُ بِالتَّحْتَانِيَّةِ بَدَلَ الْوَاوِ لَكِنْهُمَا بِمَعْنًى قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُقَالُ قِيَامُ أَمْرِكُمْ وَقِوَامُ أَمْرِكُمْ وَالْأَصْلُ بِالْوَاوِ فَأَبْدَلُوهَا يَاءً لِكَسْرَةِ الْقَافِ قَالَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ فَأَوْرَدَهُ الْمُصَنِّفُ عَلَى الْأَصْلِ قُلْتُ وَلَا حَاجَة لذَلِك لِأَنَّهُ ناقل لَهَا عَن بن عَبَّاسٍ وَقَدْ وَرَدَ عَنْهُ كِلَا الْأَمْرَيْنِ وَقِيلَ أَنَّهَا أَيْضا قِرَاءَة بن عُمَرَ أَعْنِي بِالْوَاوِ وَقَدْ قُرِئَ فِي الْمَشْهُورِ عَنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَيْضًا قِيَمًا بِلَا أَلِفٍ وَفِيالشَّوَاذِّ قِرَاءَاتٌ أُخْرَى وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ الْهَرَوِيُّ قَوْلُهُ قِوَامُكُمْ إِنَّمَا قَالَهُ تَفْسِيرًا لِقَوْلِهِ قِيَامًا عَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُخْرَى قُلْتُ وَمِنْ كَلَامِ أَبِي عُبَيْدَةَ يَحْصُلُ جَوَابُهُ قَوْلُهُ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَعْنِي اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثًا وَأَرْبَعًا وَلَا تُجَاوِزُ الْعَرَبُ رُبَاعَ كَذَا وَقَعَ لِأَبِي ذَرٍّ فَأَوْهَمَ أَنَّهُ عَن بن عَبَّاسٍ أَيْضًا كَالَّذِي قَبْلَهُ وَوَقَعَ لِغَيْرِهِ وَقَالَ غَيْرُهُ مَثْنَى إِلَخْ وَهُوَ الصَّوَابُ فَإِنَّ ذَلِكَ لم يرو عَن بن عَبَّاسٍ وَإِنَّمَا هُوَ تَفْسِيرُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ لَا تَنْوِينَ فِي مَثْنَى لِأَنَّهُ مَصْرُوفٌ عَنْ حَدِّهِ وَالْحَدُّ أَنْ يَقُولُوا اثْنَيْنِ وَكَذَلِكَ ثُلَاثُ وَرُبَاعُ لِأَنَّهُ ثَلَاثٌ وَأَرْبَعٌ ثُمَّ أَنْشَدَ شَوَاهِدَ لِذَلِكَ ثُمَّ قَالَ وَلَا تُجَاوِزُ الْعَرَبُ رُبَاعَ غَيْرَ أَنَّ الْكُمَيْتَ قَالَ فَلَمْ يَسْتَرْيِثُوكَ حَتَّى رميت فَوْقَ الرِّجَالِ خِصَالًا عُشَارَا انْتَهَى وَقِيلَ بَلْ يَجُوزُ إِلَى سُدَاسَ وَقِيلَ إِلَى عُشَارَ قَالَ الْحَرِيرِيُّ فِي دُرَّةِ الْغَوَّاصِ غَلِطَ الْمُتَنَبِّي فِي قَوْلِهِ أُحَادٌ أَمْ سُدَاسٌ فِي أُحَادٍ لَمْ يُسْمَعْ فِي الْفَصِيحِ إِلَّا مَثْنَى وَثُلَاثُ وَرُبَاعُ وَالْخِلَافُ فِي خُمَاسَ إِلَى عُشَارَ وَيُحْكَى عَنْ خَلَفٍ الْأَحْمَرِ أَنَّهُ أَنْشَدَ أَبْيَاتًا مِنْ خُمَاسَ إِلَى عُشَارَ وَقَالَ غَيْرُهُ فِي هَذِهِ الْأَلْفَاظِ الْمَعْدُولَةِ هَلْ يُقْتَصَرُ فِيهَا عَلَى السَّمَاعِ أَوْ يُقَاس عَلَيْهَا قَولَانِ أشهرهما الِاقْتِصَار قَالَ بن الْحَاجِبِ هَذَا هُوَ الْأَصَحُّ وَنَصَّ عَلَيْهِ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ كَذَا قَالَ قُلْتُ وَعَلَى الثَّانِي يُحْمَلُ بَيْتُ الْكُمَيْتِ وَكَذَا قَوْلُ الْآخَرِ ضَرَبْتُ خُمَاسَ ضَرْبَةَ عَبْشَمِيٍّ أَرَادَ سُدَاسُ أَنْ لَا تَسْتَقِيمَا وَهَذِهِ الْمَعْدُولَاتُ لَا تَقَعُ إِلَّا أَحْوَالًا كَهَذِهِ الْآيَةِ أَوْ أَوْصَافًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى أُولِي أَجْنِحَة مثنى وَثَلَاث وَربَاع أَو اخبارا كَقَوْلِه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام اللَّيْلِ مَثْنَى وَلَا يُقَالُ فِيهَا مَثْنَاةٌ وَثَلَاثَةٌ بَلْ تَجْرِي مَجْرًى وَاحِدًا وَهَلْ يُقَالُ مَوْحَدُ كَمَا يُقَالٌ مَثْنَى الْفَصِيحُ لَا وَقِيلَ يَجُوزُ وَكَذَا مَثْلَثُ إِلَخْ وَقَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ إِنَّ مَعْنَى مَثْنَى اثْنَتَيْنِ فِيهِ اخْتِصَارٌ وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ اثْنَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثٌ ثَلَاثٌ وَكَأَنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ لِشُهْرَتِهِ أَوْ كَانَ لَا يَرَى التَّكْرَارَ فِيهِ وَسَيَأْتِي مَا يَتَعَلَّقُ بِعَدَدِ مَا يُنْكَحُ مِنَ النِّسَاءِ فِي أَوَائِلِ النِّكَاحِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ لَهُنَّ سَبِيلًا يَعْنِي الرَّجْمَ لِلثَّيِّبِ وَالْجَلْدَ لِلْبِكْرِ ثَبَتَ هَذَا أَيْضًا فِي رِوَايَةِ المستملى والكشميهني حسب وَهُوَ من تَفْسِير بن عَبَّاسٍ أَيْضًا وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَرَوَى مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خُذُوا عَنِّي قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ وَالْمُرَادُ الْإِشَارَةُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا وَقد روى الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ قَالَ فَلَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا حَبْسَ بَعْدَ سُورَةِ النِّسَاءِ وَسَيَأْتِي الْبَحْثُ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْجَلْدِ وَالرَّجْمِ لِلثَّيِّبِ فِي كِتَابِ الْحُدُودِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَىعبد الرَّزَّاق عَن بن جريج أَخْبرنِي بن أبي مليكَة وَسَيَأْتِي وَكَذَا أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْرٍ عَن بن جُرَيْجٍ قَوْلُهُ أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ هُوَ اللَّيْثِيُّ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ وَقَدْ قِيلَ إِنَّ لَهُ صُحْبَةً وَهُوَ رَاوِي حَدِيثِ الْأَعْمَالِ عَنْ عمر قَوْله أَن مَرْوَان هُوَ بن الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الَّذِي وَلِيَ الْخِلَافَةَ وَكَانَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِيَةَ قَوْلُهُ قَالَ لِبَوَّابِهِ اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى بن عَبَّاسٍ فَقُلْ رَافِعٌ هَذَا لَمْ أَرَ لَهُ ذكرا فِي كتاب الرُّوَاةِ إِلَّا بِمَا جَاءَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَالَّذِي يَظْهَرُ مِنْ سِيَاقِ الْحَدِيثِ أَنَّهُ تَوَجَّهَ إِلَى بن عَبَّاسٍ فَبَلَّغَهُ الرِّسَالَةَ وَرَجَعَ إِلَى مَرْوَانَ بِالْجَوَابِ فَلَوْلَا أَنَّهُ مُعْتَمَدٌ عِنْدَ مَرْوَانَ مَا قَنَعَ بِرِسَالَتِهِ لَكِنْ قَدْ أَلْزَمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ الْبُخَارِيَّ أَنْ يصحح حَدِيث يسرة بْنِ صَفْوَانَ فِي نَقْضِ الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ فَإِنَّ عُرْوَةَ وَمَرْوَانَ اخْتَلَفَا فِي ذَلِكَ فَبعث مَرْوَان حرسيه إِلَى يسرة فَعَادَ إِلَيْهِ بِالْجَوَابِ عَنْهَا فَصَارَ الْحَدِيثُ مِنْ رِوَايَة عُرْوَة عَن رَسُول مَرْوَان عَن يسرة وَرَسُولُ مَرْوَانَ مَجْهُولُ الْحَالِ فَتَوَقَّفَ عَنِ الْقَوْلِ بِصِحَّةِ الْحَدِيثِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ لِذَلِكَ فَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ إِنَّ الْقِصَّةَ الَّتِي فِي حَدِيثِ الْبَابِ شَبيهَة بِحَدِيث يسرة فَإِنْ كَانَ رَسُولُ مَرْوَانَ مُعْتَمَدًا فِي هَذِهِ فَلْيُعْتَمَدْ فِي الْأُخْرَى فَإِنَّهُ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا أَنَّهُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ سَمَّى رَافِعًا وَلَمْ يُسَمِّ الْحَرَسِيَّ قَالَ وَمَعَ هَذَا فَاخْتُلِفَ على بن جُرَيْجٍ فِي شَيْخِ شَيْخِهِ فَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَهِشَام عَنهُ عَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّد عَن بن جريج عَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثُمَّ سَاقَهُ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْملك بن جريج عَن أَبِيه عَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَصَارَ لِهِشَامٍ مُتَابِعٌ وَهُوَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَلِحَجَّاجِ بن مُحَمَّد متابع وَهُوَ مُحَمَّد وَأخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْرٍ عَن بن جُرَيْجٍ كَمَا قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَالَّذِي يَتَحَصَّلُ لِي مِنَ الْجَوَابِ عَنْ هَذَا الِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ كَانَ حَاضِرًا عِنْدَ بن عَبَّاسٍ لَمَّا أَجَابَ فَالْحَدِيثُ مِنْ رِوَايَةِ عَلْقَمَةَ عَن بن عَبَّاس وَإِنَّمَا قصّ عَلْقَمَة سَبَب تحديث بن عَبَّاسٍ بِذَلِكَ فَقَطْ وَكَذَا أَقُولُ فِي حُمَيْدِ بن عبد الرَّحْمَن فَكَأَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ حَمَلَهُ عَنْ كُلِّ مِنْهُمَا وَحَدَّثَ بِهِ بن جريج عَن كل مِنْهُمَا فَحدث بِهِ بن جُرَيْجٍ تَارَةً عَنْ هَذَا وَتَارَةً عَنْ هَذَا وَقَدْ روى بن مَرْدَوَيْهِ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ مَا يَدُلُّ عَلَى سَبَبِ إِرْسَالِهِ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ اللَّيْثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ كَانَ أَبُو سَعِيدٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ عِنْدَ مَرْوَانَ فَقَالَ يَا أَبَا سَعِيدٍ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ فَذَكَرَ الْآيَةَ فَقَالَ إِنَّ هَذَا لَيْسَ مِنْ ذَاكَ إِنَّمَا ذَاكَ أَنَّ نَاسًا مِنَ الْمُنَافِقِينَ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الْبَابِ وَفِيهِ فَإِنْ كَانَ لَهُمْ نَصْرٌ وَفَتْحٌ حَلَفُوا لَهُمْ عَلَى سُرُورِهِمْ بِذَلِكَ لِيَحْمَدُوهُمْ عَلَى فَرَحِهِمْ وَسُرُورِهِمْ فَكَأَنَّ مَرْوَانَ تَوَقَّفَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ هَذَا يَعْلَمُ بِهَذَا فَقَالَ أَكَذَلِكَ يَا زَيْدُ قَالَ نَعَمْ صَدَقَ وَمِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ أَنَّ مَرْوَانَ سَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَجَابَهُ بِنَحْوِ مَا قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَكَأَنَّ مَرْوَانَ أَرَادَ زِيَادَة الِاسْتِظْهَار فَأرْسل بوابه رَافعا إِلَى بن عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا قَوْلُ الْبُخَارِيِّ عَقِبَ الْحَدِيثَ تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَن بن جُرَيْجٍ فَيُرِيدُ أَنَّهُ تَابَعَ هِشَامَ بْنَ يُوسُفَ على رِوَايَته إِيَّاه عَن بن جريج عَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ وَرِوَايَةُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَصَلَهَا فِي التَّفْسِيرِ وَأَخْرَجَهَا الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَالطَّبَرِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمْ مِنْ طَرِيقِهِ وَقَدْ سَاقَ الْبُخَارِيُّ إِسْنَادَ حَجَّاجٍ عَقِبَ هَذَا وَلَمْ يَسُقِ الْمَتْنَ بَلْ قَالَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ مَرْوَانَ بِهَذَا وَسَاقَهُ مُسْلِمٌ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْظِ إِنَّ مَرْوَانَ قَالَ لِبَوَّابِهِ اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى بن عَبَّاس فَقل لَهُ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ هِشَامٍ قَوْلُهُ لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ فِي رِوَايَةِ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعِينَ قَوْلُهُ إِنَّمَا دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودًا فَسَأَلَهُمْ عَنْ شَيْءٍ فِي رِوَايَةِ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَهْلِالْكِتَابِ قَوْلُهُ فَأَرَوْهُ أَنْ قَدِ اسْتَحْمَدُوا إِلَيْهِ بِمَا أَخْبَرُوهُ عَنْهُ فِيمَا سَأَلَهُمْ فِي رِوَايَةِ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَخَرَجُوا قَدْ أَرَوْهُ أَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ وَاسْتَحْمَدُوا بِذَلِكَ إِلَيْهِ وَهَذَا أَوْضَحُ قَوْلُهُ بِمَا أَتَوْا كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِالْقصرِ بِمَعْنى جاؤوا أَيْ بِالَّذِي فَعَلُوهُ وَلِلْحَمَوِيِّ بِمَا أُوتُوا بِضَمِّ الْهَمْزَةِ بَعْدَهَا وَاوٌ أَيْ أُعْطُوا أَيْ مِنَ الْعِلْمِ الَّذِي كَتَمُوهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى فَرِحُوا بِمَا عِنْدهم من الْعلم وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِمُوَافَقَتِهِ التِّلَاوَةَ الْمَشْهُورَةَ عَلَى أَنَّ الْأُخْرَى قِرَاءَةُ السُّلَمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُوَافَقَةُ الْمَشْهُور أولى مَعَ مُوَافَقَته لتفسير بن عَبَّاس قَوْله ثمَّ قَرَأَ بن عَبَّاسٍ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكتاب فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الَّذِينَ أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِي الْآيَةِ الْمَسْئُولِ عَنْهَا هُمُ الْمَذْكُورُونَ فِي الْآيَةِ الَّتِي قَبْلَهَا وَأَنَّ اللَّهَ ذَمَّهَمْ بِكِتْمَانِ الْعِلْمِ الَّذِي أَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَكْتُمُوهُ وَتَوَعَّدَهُمْ بِالْعَذَابِ عَلَى ذَلِكَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّد بن ثَوْر الْمَذْكُورَة فَقَالَ بن عَبَّاسٍ قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي التَّوْرَاةِ إِنَّ الْإِسْلَامَ دِينُ اللَّهِ الَّذِي افْتَرَضَهُ عَلَى عِبَادِهِ وَإِنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ تَنْبِيهٌ الشَّيْءُ الَّذِي سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ الْيَهُودَ لَمْ أَرَهُ مُفَسَّرًا وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ سَأَلَهُمْ عَنْ صِفَتِهِ عِنْدَهُمْ بِأَمْرٍ وَاضِحٍ فَأَخْبَرُوهُ عَنْهُ بِأَمْرٍ مُجْمَلٍ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي قَوْلِهِ ليبيننه للنَّاس وَلَا يكتمونه قَالَ مُحَمَّدٌ وَفِي قَوْلِهِ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا قَالَ بِكِتْمَانِهِمْ مُحَمَّدًا وَفِي قَوْلِهِ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لم يَفْعَلُوا قَالَ قَوْلهم نَحن على دين إِبْرَاهِيم (قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِهِ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض) سَاق إِلَى الْأَلْبَاب وَذكر حَدِيث بن عَبَّاسٍ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ أَوْرَدَهُ مُخْتَصَرًا وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي أَبْوَابِ الْوِتْرِ وَوَرَدَ فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ مَا أَخْرَجَهُ بن أَبِي حَاتِمٍ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ أَتَتْ قُرَيْشٌ الْيَهُودَ فَقَالُوا أَيُّمَا جَاءَ بِهِ مُوسَى قَالُوا الْعَصَا وَيَدُهُ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلْ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا الْحِمَّانِيَّ فَإِنَّهُ تُكُلِّمَ فِيهِ وَقَدْ خَالَفَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى فَرَوَاهُ عَنْ يَعْقُوبَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ سَعِيدٍ مُرْسَلًا وَهُوَ أَشْبَهُ وَعَلَى تَقْدِيرِ كَوْنِهِ مَحْفُوظًا وَصْلُهُ فَفِيهِ إِشْكَالٌ مِنْ جِهَةِ أَنَّ هَذِهِ السُّورَةَ مَدَنِيَّةٌ وَقُرَيْشٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قُلْتُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ سُؤَالُهُمْ لِذَلِكَ بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَا سِيمَا فِي زمن الْهُدْنَة(قَوْلُهُ بَابُ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وعَلى جنُوبهم الْآيَة) أورد فِيهِ حَدِيث بن عَبَّاسٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنْهُ مُطَوَّلًا وَقَدْ تَقَدَّمَتْ فَوَائِدُهُ أَيْضًا وَوَقَعَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ فَقَرَأَ الْآيَاتِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ آلِ عِمْرَانَ حَتَّى خَتَمَ فَلِهَذَا تَرْجَمَ بِبَعْضِ الْآيَةِ الْمَذْكُورَةِ وَاسْتُفِيدَ مِنَ الرِّوَايَةِ الَّتِي فِي الْبَابِ قَبْلَهُ أَنَّ أَوَّلَ الْمَقْرُوءِ قَوْلُهُ تَعَالَى أَن فِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض قَوْلُهُ بَابُ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فقد أخزيته ذكر فِيهِ حَدِيث بن عَبَّاسٍ الْمَذْكُورَ وَلَيْسَ فِيهِ إِلَّا تَغْيِيرُ شَيْخِ شَيْخِهِ فَقَطْ وَسِيَاقُ الرِّوَايَةِ فِي هَذَا الْبَابِ أَتَمُّ مِنْ تِلْكَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ هُنَا وَأَخَذَ بِيَدِي الْيُمْنَى وَهُوَ وَهَمٌ وَالصَّوَابُ بأذني كَمَا فِي سَائِر الرِّوَايَات(قَوْلُهُ بَابُ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي للايمان الْآيَةَ) ذَكَرَ فِيهِ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ عَنْ شَيْخٍ لَهُ آخَرَ عَنْ مَالِكٍ وَسَاقَهُ أَيْضًا بِتَمَامِهِ قَوْلُهُ سُورَةُ النِّسَاءِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سَقَطَتِ الْبَسْمَلَةُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ قَوْلُهُ قَالَ بن عَبَّاسٍ يَسْتَنْكِفَ يَسْتَكْبِرَ وَقَعَ هَذَا فِي رِوَايَةِ المستملى والكشميهني حسب وَقد وَصله بن أبي حَاتِم بِإِسْنَاد صَحِيح من طَرِيق بن جريج عَن عَطاء عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَته قَالَ يَسْتَكْبِرْ وَهُوَ عَجِيبٌ فَإِنَّ فِي الْآيَةِ عَطْفَ الِاسْتِكْبَارِ عَلَى الِاسْتِنْكَافِ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ غَيْرُهُ وَيُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى التَّوْكِيدِ وَقَالَ الطَّبَرِيُّ مَعْنَى يَسْتَنْكِفُ يَأْنَفُ وَأَسْنَدَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ يَحْتَشِمُ وَقَالَ الزَّجَّاجُ هُوَ اسْتِفْعَالٌ مِنَ النَّكَفِ وَهُوَ الْأَنَفَةُ وَالْمُرَادُ دَفْعُ ذَلِكَ عَنْهُ وَمِنْهُ نَكَفْتُ الدَّمْعَ بِالْإِصْبَعِ إِذَا مَنَعْتَهُ مِنَ الْجَرْيِ عَلَى الْخَدِّ قَوْلُهُ قِوَامًا قِوَامُكُمْ مِنْ مَعَايِشِكُمْ هَكَذَا وَصله بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَوَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِلَفْظِ لَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قيَاما يَعْنِي قِوَامَكُمْ مِنْ مَعَايِشِكُمْ يَقُولُ لَا تَعْمِدْ إِلَى مَالِكَ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لَكَ مَعِيشَةً فَتُعْطِيَهُ امْرَأَتَكَ وَنَحْوَهَا وَقَوْلُهُ قِيَامًا الْقِرَاءَةُ الْمَشْهُورَةُ بِالتَّحْتَانِيَّةِ بَدَلَ الْوَاوِ لَكِنْهُمَا بِمَعْنًى قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُقَالُ قِيَامُ أَمْرِكُمْ وَقِوَامُ أَمْرِكُمْ وَالْأَصْلُ بِالْوَاوِ فَأَبْدَلُوهَا يَاءً لِكَسْرَةِ الْقَافِ قَالَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ فَأَوْرَدَهُ الْمُصَنِّفُ عَلَى الْأَصْلِ قُلْتُ وَلَا حَاجَة لذَلِك لِأَنَّهُ ناقل لَهَا عَن بن عَبَّاسٍ وَقَدْ وَرَدَ عَنْهُ كِلَا الْأَمْرَيْنِ وَقِيلَ أَنَّهَا أَيْضا قِرَاءَة بن عُمَرَ أَعْنِي بِالْوَاوِ وَقَدْ قُرِئَ فِي الْمَشْهُورِ عَنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَيْضًا قِيَمًا بِلَا أَلِفٍ وَفِيالشَّوَاذِّ قِرَاءَاتٌ أُخْرَى وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ الْهَرَوِيُّ قَوْلُهُ قِوَامُكُمْ إِنَّمَا قَالَهُ تَفْسِيرًا لِقَوْلِهِ قِيَامًا عَلَى الْقِرَاءَةِ الْأُخْرَى قُلْتُ وَمِنْ كَلَامِ أَبِي عُبَيْدَةَ يَحْصُلُ جَوَابُهُ قَوْلُهُ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَعْنِي اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثًا وَأَرْبَعًا وَلَا تُجَاوِزُ الْعَرَبُ رُبَاعَ كَذَا وَقَعَ لِأَبِي ذَرٍّ فَأَوْهَمَ أَنَّهُ عَن بن عَبَّاسٍ أَيْضًا كَالَّذِي قَبْلَهُ وَوَقَعَ لِغَيْرِهِ وَقَالَ غَيْرُهُ مَثْنَى إِلَخْ وَهُوَ الصَّوَابُ فَإِنَّ ذَلِكَ لم يرو عَن بن عَبَّاسٍ وَإِنَّمَا هُوَ تَفْسِيرُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ لَا تَنْوِينَ فِي مَثْنَى لِأَنَّهُ مَصْرُوفٌ عَنْ حَدِّهِ وَالْحَدُّ أَنْ يَقُولُوا اثْنَيْنِ وَكَذَلِكَ ثُلَاثُ وَرُبَاعُ لِأَنَّهُ ثَلَاثٌ وَأَرْبَعٌ ثُمَّ أَنْشَدَ شَوَاهِدَ لِذَلِكَ ثُمَّ قَالَ وَلَا تُجَاوِزُ الْعَرَبُ رُبَاعَ غَيْرَ أَنَّ الْكُمَيْتَ قَالَ فَلَمْ يَسْتَرْيِثُوكَ حَتَّى رميت فَوْقَ الرِّجَالِ خِصَالًا عُشَارَا انْتَهَى وَقِيلَ بَلْ يَجُوزُ إِلَى سُدَاسَ وَقِيلَ إِلَى عُشَارَ قَالَ الْحَرِيرِيُّ فِي دُرَّةِ الْغَوَّاصِ غَلِطَ الْمُتَنَبِّي فِي قَوْلِهِ أُحَادٌ أَمْ سُدَاسٌ فِي أُحَادٍ لَمْ يُسْمَعْ فِي الْفَصِيحِ إِلَّا مَثْنَى وَثُلَاثُ وَرُبَاعُ وَالْخِلَافُ فِي خُمَاسَ إِلَى عُشَارَ وَيُحْكَى عَنْ خَلَفٍ الْأَحْمَرِ أَنَّهُ أَنْشَدَ أَبْيَاتًا مِنْ خُمَاسَ إِلَى عُشَارَ وَقَالَ غَيْرُهُ فِي هَذِهِ الْأَلْفَاظِ الْمَعْدُولَةِ هَلْ يُقْتَصَرُ فِيهَا عَلَى السَّمَاعِ أَوْ يُقَاس عَلَيْهَا قَولَانِ أشهرهما الِاقْتِصَار قَالَ بن الْحَاجِبِ هَذَا هُوَ الْأَصَحُّ وَنَصَّ عَلَيْهِ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ كَذَا قَالَ قُلْتُ وَعَلَى الثَّانِي يُحْمَلُ بَيْتُ الْكُمَيْتِ وَكَذَا قَوْلُ الْآخَرِ ضَرَبْتُ خُمَاسَ ضَرْبَةَ عَبْشَمِيٍّ أَرَادَ سُدَاسُ أَنْ لَا تَسْتَقِيمَا وَهَذِهِ الْمَعْدُولَاتُ لَا تَقَعُ إِلَّا أَحْوَالًا كَهَذِهِ الْآيَةِ أَوْ أَوْصَافًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى أُولِي أَجْنِحَة مثنى وَثَلَاث وَربَاع أَو اخبارا كَقَوْلِه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام اللَّيْلِ مَثْنَى وَلَا يُقَالُ فِيهَا مَثْنَاةٌ وَثَلَاثَةٌ بَلْ تَجْرِي مَجْرًى وَاحِدًا وَهَلْ يُقَالُ مَوْحَدُ كَمَا يُقَالٌ مَثْنَى الْفَصِيحُ لَا وَقِيلَ يَجُوزُ وَكَذَا مَثْلَثُ إِلَخْ وَقَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ إِنَّ مَعْنَى مَثْنَى اثْنَتَيْنِ فِيهِ اخْتِصَارٌ وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ اثْنَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثٌ ثَلَاثٌ وَكَأَنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ لِشُهْرَتِهِ أَوْ كَانَ لَا يَرَى التَّكْرَارَ فِيهِ وَسَيَأْتِي مَا يَتَعَلَّقُ بِعَدَدِ مَا يُنْكَحُ مِنَ النِّسَاءِ فِي أَوَائِلِ النِّكَاحِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ لَهُنَّ سَبِيلًا يَعْنِي الرَّجْمَ لِلثَّيِّبِ وَالْجَلْدَ لِلْبِكْرِ ثَبَتَ هَذَا أَيْضًا فِي رِوَايَةِ المستملى والكشميهني حسب وَهُوَ من تَفْسِير بن عَبَّاسٍ أَيْضًا وَصَلَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَرَوَى مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خُذُوا عَنِّي قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ وَالْمُرَادُ الْإِشَارَةُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا وَقد روى الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ قَالَ فَلَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا حَبْسَ بَعْدَ سُورَةِ النِّسَاءِ وَسَيَأْتِي الْبَحْثُ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْجَلْدِ وَالرَّجْمِ لِلثَّيِّبِ فِي كِتَابِ الْحُدُودِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَىبِالْمَنِّ وَالْفِدَاءِ وَصَفْحُهُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ مَشْهُورٌ فِي الْأَحَادِيثِ وَالسِّيَرِ قَوْلُهُ صَنَادِيدَ بِالْمُهْمَلَةِ ثُمَّ نُونٍ خَفِيفَةٍ جَمْعُ صِنْدِيدٍ بِكَسْرٍ ثُمَّ سُكُونٍ وَهُوَ الْكَبِيرُ فِي قَوْمِهِ قَوْلُهُ هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ أَيْ ظَهَرَ وَجْهُهُ قَوْلُهُ فَبَايَعُوا بِلَفْظِ الْمَاضِي وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ بِلَفْظِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ أعلم (قَوْلُهُ بَابُ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا) سَقَطَ لَفْظُ بَابُ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4315 ... ورقمه عند البغا: 4568 ]
    - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَهُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ لِبَوَّابِهِ: اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ: لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مُعَذَّبًا لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَمَا لَكُمْ وَلِهَذِهِ؟ إِنَّمَا دَعَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَهُودَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ فَأَرَوْهُ أَنْ قَدِ اسْتَحْمَدُوا إِلَيْهِ بِمَا أَخْبَرُوهُ عَنْهُ فِيمَا سَأَلَهُمْ وَفَرِحُوا بِمَا أُوتُوا مِنْ كِتْمَانِهِمْ ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}} [آل عمران: 187] كَذَلِكَ حَتَّى قَوْلِهِ: {{يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}}. تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ مَرْوَانَ بِهَذَا.وبه قال: (حدّثني) بالإفراد (إبراهيم بن موسى) أبو إسحاق الرازي الفراء قال: (أخبرنا هشام) هو ابن يوسف الصنعاني (أن ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز (أخبرهم عن ابن أبي مليكة) عبد الله وفي الفرع قال أخبرني بالإفراد ابن أبي مليكة (إن علقمة بن وقاص) الليثي من أجل التابعين بل قيل إن له صحبة (أخبره أن مروان) بن الحكم بن أبي العاص وكان يومئذٍ أميرًا على المدينة من قبل معاوية ثم ولي الخلافة (قال لبوّابه) لما كان عنده أبو سعيد وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وقال: يا أبا سعيد أرأيت قول الله تعالى: {{لا تحسبن الذين يفرحون}} الآية.فقال إن هذا ليس من ذلك إنما ذاك أن ناسًا من المنافقين وفيه فإن كان لهم نصر وفتح حلفوا لهم على سرورهم بذلك ليحمدوهم على فرحهم وسرورهم رواه ابن مردويه فكأن مروان توقف في ذلك وأراد زيادة الاستظهار فقال لبوّابه (اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل) له (لئن كان كل امرئ بما أوتي) بضم الهمزة وكسر الفوقية أي أعطى (وأحب أن يحمد) بضم أوّله مبنيًا
    للمفعول (بما لم يفعل معذبًا) نصب خبر كان (لنعذبن) بفتح الذال المعجمة المشدّدة (أجمعون) بالواو لأن كلنا يفرح بما أوتي ويحب أن يحمد بما لم يفعل، وفي رواية حجاج بن محمد: أجمعين على الأصل.(فقال ابن عباس) منكرًا عليهم السؤال عن ذلك (وما لكم) ولأبي ذر: ما لكم بإسقاط الواو، ولأبي الوقت: ما لهم بالهاء بدل الكاف (ولهذه) أي وللسؤال عن هذه المسألة (إنما دعا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يهود) ولأبي ذر يهود بالتنوين (فسألهم عن شيء) قيل عن صفته عندهم بإيضاح (فكتموه إياه وأخبروه) وفي الفرع فأخبروه (بغيره) أي بصفته عليه الصلاة والسلام في الجملة (فأروه) بفتح الهمزة والراء (أن قد استحمدوا إليه) بفتح الفوقية مبنيًا للفاعل أي طلبوا أن يحمدهم قال في الأساس استحمد الله إلى خلقه بإحسانه إليهم وإنعامه عليهم (بما أخبروه عنه) على الإجمال (فبما سألهم وفرحوا بما أوتوا) بضم الهمزة وسكون الواو وضم التاء الفوقية أي أعطوا، ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني: بما أتوا بفتح الهمزة والفوقية من غير واو أي بما جاؤوا به (من كتمانهم) بكسر الكاف للعلم (ثم قرأ ابن عباس) -رضي الله عنهما- ({{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب}}) أي العلماء (كذلك حتى قوله {{يفرحون بما أوتوا}}) بضم الهمزة ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني بما أتوا بلفظ القرآن أي جاؤوا ({{ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}}) من الوفاء بالميثاق وإظهار الحق والإخبار بالصدق.(تابعه) أي تابع هشام بن يوسف (عبد الرزاق) على روايته إياه (عن ابن جريج) عبد الملك فيما وصله الإسماعيلي قال: (حدّثنا ابن مقاتل) محمد المروزي قال: (أخبرنا) ولأبي ذر: حدّثنا (الحجاج) بن محمد المصيصي الأعور (عن ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز أنه قال: (أخبرني) بالإفراد (ابن أبي مليكة) عبد الله (عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه أخبره أن مروان) بن الحكم (بهذا) الحديث ولم يورد متنه ولفظ مسلم أن مروان قال لبوّابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل له، فذكر نحو حديث هشام عن ابن جريج السابق.


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4315 ... ورقمه عند البغا:4568 ]
    - حدَّثني إبْرَاهِيمُ بنُ مُوسَى أخْبَرنا هِشامٌ أنَّ ابنُ جُرَيْجٍ أخبَرهُمْ عنِ ابنِ أبِي مُلَيْكَةَ أنَّ عَلْقَمَةَ بنَ وَقَّاصٍ أخْبَرَهُ أنَّ مَرْوَانَ قَالَ لِبَوَّابِهِ اذْهَبْ يَا رَافِعُ إلَى ابنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ لَئِنْ كَانَ كلُّ امْرِىءٍ فَرِحَ بِمَا أُوْتِيَ وَأَحَبَّ أنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مُعَذّبا لَنُعَذِّبَنَّ أجْمَعُونَ فَقَالَ ابنُ
    عَبَّاسٍ وَمَا لَكُمْ وَلِهاذِهِ إنِما دَعا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَهُودَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إياهُ وَأخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ فَأرَوُهُ قَدِ اسْتَحْمَدُوا إلَيْهِ بِمَا أخْبَرُوهُ عَنْهُ فِيما سَأَلَهُمْ وَفَرِحُوا بِما أُوتُوا مِنْ كِتْمَانِهِمْ ثُمَّ قَرَأَ ابنُ عَبَّاسٍ {{وَإذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتابَ}} (آل عمرَان: 187) كَذَلِكَ حَتَّى قَوْلِهِ: {{يفرحون بِمَا أُوْتُوا وَيُحِبُّونَ أنْ يَحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}} (آل عمرَان: 188) .أَشَارَ بِهَذَا إِلَى وَجه آخر فِي سَبَب نزُول الْآيَة الْمَذْكُورَة أخرجه عَن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى أبي إِسْحَاق الْفراء الرَّازِيّ عَن هِشَام بن يُوسُف الصَّنْعَانِيّ عَن عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج عَن عبد الله بن أبي مليكَة عَن عَلْقَمَة بن وَقاص اللَّيْثِيّ من كبار التَّابِعين، وَقيل: لَهُ صُحْبَة.والْحَدِيث أخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث حجاج عَن ابْن جريج بِهِ.قَوْله: (أَن مَرْوَان) هُوَ ابْن الحكم بن أبي الْعَاصِ، ولي الْخلَافَة وَكَانَ يَوْمئِذٍ أَمِير الْمَدِينَة من جِهَة مُعَاوِيَة. قَوْله: (يَا رَافع) هُوَ بواب مَرْوَان بن الحكم وَهُوَ مَجْهُول فَلذَلِك توقف جمَاعَة عَن القَوْل بِصِحَّة الحَدِيث حَتَّى إِن الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالَ: يرحم الله البُخَارِيّ أخرج هَذَا الحَدِيث فِي (الصَّحِيح) مَعَ الِاخْتِلَاف على ابْن جريج ومرجع الحَدِيث إِلَى بواب مَرْوَان عَن ابْن عَبَّاس ومروان وبوابه بِمَنْزِلَة وَاحِدَة وَلم يذكر حَدِيث عُرْوَة عَن مَرْوَان وَحرب عَن يسرة فِي مس الذّكر وَذكر هَذَا وَلَا فرق بَينهمَا إلاَّ أَن البواب مسمّى ثمَّ لَا يعرف إلاَّ هَكَذَا والحرسي غير مُسَمّى وَالله يغْفر لنا وَله. قلت: إِنْكَار الْإِسْمَاعِيلِيّ على البُخَارِيّ فِي هَذَا من وُجُوه: الأول: الِاخْتِلَاف على ابْن جريج فَإِنَّهُ أخرجه من حَدِيث حجاج عَن ابْن أبي مليكَة عَن حميد، وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث هِشَام عَن ابْن جريج عَن ابْن أبي مليكَة عَن عَلْقَمَة الحَدِيث بِعَيْنِه. وَقد اخْتلفَا (وَالثَّانِي) : أَن بواب مَرْوَان الَّذِي اسْمه رَافع مَجْهُول الْحَال وَلم يذكر إلاَّ فِي هَذَا الحَدِيث (فَإِن قلت) : إِن مَرْوَان لَو لم يعْتَمد عَلَيْهِ لم يقنع برسالته. قلت: قد سَمِعت أَن الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالَ: مَرْوَان وبوابه بِمَنْزِلَة وَاحِدَة، وَقد انْفَرد بروايته البُخَارِيّ دون مُسلم. (وَالثَّالِث) : أَن البُخَارِيّ لم يُورد فِي (صَحِيحه) حَدِيث يسرة بنت صَفْوَان الصحابية فِي مس الذّكر وَلَا فرق بَينه وَبَين حَدِيث الْبابُُ لما ذكرنَا. وَقد ساعد بَعضهم البُخَارِيّ فِيهِ بقوله: وَيحْتَمل أَن يكون عَلْقَمَة بن وَقاص كَانَ حَاضرا عِنْد ابْن عَبَّاس لما أجَاب. (قلت) : لَو كَانَ حَاضرا عِنْد ابْن عَبَّاس عِنْد جَوَابه لَكَانَ أخبر ابْن أبي مليكَة أَنه سمع ابْن عَبَّاس أَنه أجَاب لرافع بواب مَرْوَان بِالَّذِي سَمعه، ومقام عَلْقَمَة أجل من أَن يخبر عَن رجل مَجْهُول الْحَال بِخَبَر قد سَمعه عَن ابْن عَبَّاس وَترك ابْن عَبَّاس وَأخْبرهُ عَن غَيره بذلك. قَوْله: (فَقل) أَمر لرافع الْمَذْكُور. قَوْله: (بِمَا أُوتِيَ) يروي: (فَقل لَئِن كَانَ كل امرىء منا فَرح بدنيا وَأحب أَن يحمد) بِضَم الْبَاء على صِيغَة الْمَجْهُول. قَوْله: (معذبا) مَنْصُوب لِأَنَّهُ خبر: كَانَ. قَوْله: (لَنُعَذَّبَنَّ) جَوَاب قَوْله: (لَئِن) وَهُوَ على صِيغَة الْمَجْهُول. قَوْله: (أَجْمَعُونَ) وَفِي رِوَايَة حجاج بن مُحَمَّد (أَجْمَعِينَ) على الأَصْل. قَوْله: (وَمَا لكم ولهذه) إِنْكَار من ابْن عَبَّاس على السُّؤَال بِهَذِهِ الْمَسْأَلَة على الْوَجْه الْمَذْكُور وَأَن أصل هَذَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَا يهود إِلَى آخِره وَفِي رِوَايَة حجاج بن مُحَمَّد انما نزلت هَذِه الْآيَة فِي أهل الْكتاب. قَوْله: (فَسَأَلَهُمْ عَن شَيْء) ، قَالَ الْكرْمَانِي: قيل: هَذَا الشَّيْء هُوَ نعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَوْله: (فَكَتَمُوهُ إِيَّاه) ، أَي: كُنْتُم يهود الشَّيْء الَّذِي سَأَلَهُمْ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنهُ وَأَخْبرُوهُ بِغَيْر ذَلِك. قَوْله: (فأروه) أَي: فأرو النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَنَّهُم قد استحمدوا إِلَيْهِ، وَاسْتحْمدُوا على صِيغَة الْمَجْهُول من استحمد فلَان عِنْد فلَان أَي: صَار مَحْمُودًا عِنْده، وَالسِّين فِيهِ للصيرورة. قَوْله: (بِمَا أُوتُوا) ، كَذَا هُوَ فِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ: بِضَم الْهمزَة بعْدهَا وَاو أَي: أعْطوا من الْعلم الَّذِي كتموه، وَفِي رِوَايَة الْأَكْثَرين (بِمَا أُوتُوا) بِدُونِ الْوَاو بعد الْهمزَة أَي: بِمَا جاؤوا قَوْله: (أَخذ الله مِيثَاق الَّذين أُوتُوا الْكتاب لتبيننه للنَّاس وَلَا تكتمونه) يَعْنِي: اذكر وَقت أَخذ الله مِيثَاق الْكتاب. قَوْله: (كَذَلِك) إِشَارَة إِلَى أَن الَّذين أخبر الله عَنْهُم فِي الْآيَة المسؤول عَنْهَا وهم المذكورون فِي قَوْله تَعَالَى: {{وَلَا تحسبن الَّذين يفرحون بِمَا أُوتُوا وَيُحِبُّونَ أَن يحْمَدُوا بِمَا لم يَفْعَلُوا}} كَمَا فِي الْآيَة الَّتِي قبلهَا أَي: قبل هَذِه الْآيَة وَهِي قَوْله تَعَالَى: (وَإِذ أَخذ الله مِيثَاق الَّذين أُوتُوا الْكتاب) الْآيَة.تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَاقِ عنِ ابنِ جُرَيْجٍ
    أَي: تَابع هِشَام بن يُوسُف عبد الرَّزَّاق على رِوَايَته عَن ابْن جريج، وَوصل الْإِسْمَاعِيلِيّ هَذِه الْمُتَابَعَة فَقَالَ: حَدثنَا ابْن زَنْجوَيْه وَأَبُو سُفْيَان قَالَا: حَدثنَا عبد الرَّزَّاق أَنبأَنَا ابْن جريج عَن ابْن أبي مليكَة عَن عَلْقَمَة، فَذكره.

    حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَهُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ لِبَوَّابِهِ اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ، وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ، مُعَذَّبًا، لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ‏.‏ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمَا لَكُمْ وَلِهَذِهِ إِنَّمَا دَعَا النَّبِيُّ ﷺ يَهُودَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ شَىْءٍ، فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ، وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ، فَأَرَوْهُ أَنْ قَدِ اسْتَحْمَدُوا إِلَيْهِ بِمَا أَخْبَرُوهُ عَنْهُ فِيمَا سَأَلَهُمْ، وَفَرِحُوا بِمَا أُوتُوا مِنْ كِتْمَانِهِمْ، ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ ‏{‏وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ‏}‏ كَذَلِكَ حَتَّى قَوْلِهِ ‏{‏يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا‏}‏‏.‏ تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ‏.‏ حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ مَرْوَانَ بِهَذَا‏.‏

    Narrated Alqama bin Waqqas:Marwan said to his gatekeeper, "Go to Ibn `Abbas, O Rafi`, and say, 'If everybody who rejoices in what he has done, and likes to be praised for what he has not done, will be punished, then all of us will be punished." Ibn `Abbas said, "What connection have you with this case? It was only that the Prophet (ﷺ) called the Jews and asked them about something, and they hid the truth and told him something else, and showed him that they deserved praise for the favor of telling him the answer to his question, and they became happy with what they had concealed. Then Ibn `Abbas recited:-- "(And remember) when Allah took a Covenant from those who were given the Scripture..and those who rejoice in what they have done and love to be praised for what they have not done.' " (3.187-188) Humaid bin `Abdur-Rahman bin `Auf narrated that Marwan had told him (the above narration)

    Telah menceritakan kepadaku [Ibrahim bin Musa] Telah mengabarkan kepada kami [Hisyam] bahwa [Ibnu Juraij] Telah menceritakan kepada mereka dari [Ibnu Abu Mulaikah] bahwa ['Alqamah bin Waqqash] telah mengabarkan kepadanya bahwasannya Marwan berkata kepada penjaga pintunya; "Wahai Abu Rafi', pergilah menemui Ibnu Abbas, tanyakan kepadanya; 'Apabila setiap orang dari kita akan disiksa karena merasa senang dengan apa yang dia kerjakan dan suka untuk dipuji terhadap apa yang belum dia kerjakan, dengan demikian berarti kita semua akan di adzab? [Ibnu Abbas] berkata; 'Ada apa dengan ayat ini? ' Ayat ini hanya di turunkan mengenai orang Yahudi.." Yaitu ketika nabi shallallahu 'alaihi wasallam menanyakan kepada mereka tentang sesuatu, namun mereka menyembunyikannya dan mengabarkan hal yang lain. Lalu mereka perlihatkan kepada beliau bahwa mereka berhak mendapat pujian dari apa yang telah mereka kabarkan itu dan mereka senang dengan apa yang telah mereka kerjakan, yaitu sikap mereka yang menyembunyikan sesuatu yang beliau tanyakan.' Lalu Ibnu Abbas membaca ayat; "Dan (ingatlah), ketika Allah mengambil janji dari orang-orang yang telah diberi (yaitu), "Hendaklah kamu benar-benar menerangkannya (isi kitab itu) kepada manusia dan janganlah kamu menyembunyikannya." (Ali Imran: 187). Dan Ibnu Abbas membaca ayat; "Dan janganlah sekali-kali kamu mengira bahwa orang yang gembira dengan apa yang telah mereka kerjakan dan mereka suka dipuji atas perbuatan yang tidak mereka lakukan. (Ali Imran: 188). Dan diriwayatkan pula oleh ['Abdur Razzaq] dari [Ibnu Juraij] Demikian juga diriwayatkan dari jalur lainnya, Telah menceritakan kepada kami [Ibnu Muqatil] Telah mengabarkan kepada kami [Al Hajjaj] dari [Ibnu Juraij] Telah mengabarkan kepadaku [Ibnu Abu Mulaikah] dari [Humaid bin 'Abdur Rahman bin 'Auf] bahwasanya ia telah mengabarkan kepadanya mengenai kisah Marwan ini

    İbn Ebı Müleyke Alkame İbn Vakkas'ın kendisine şöyle haber verdiğini nakletmiştir: Mervan kapıcısına şöyle dedi: - Ey Rafi'! İbn Abbas'a git, ona "Ettiklerine sevinen ve yapmadıkları ile övünen herkesin azap görmesi durumunda kuşkusuz hepimiz azap görürüz. Öyle mi?" diye sor. [Kapıcı gidip İbn Abbas'a bu soruyu sorunca] o şu cevabı verdi: - Bu ayet ile sizin bir ilginiz yok! Nebi yahudileri davet etmiş, onlara bir konuyu sormuştu. Ama onlar bildikleri halde o konuyu açıklamadılar. Bunun yerine bir başka şey söylediler ve onu gösterdiler. Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'e verdikleri bu cevap ile de övülmek istediler. Ondan hakikati gizledikleri için de sevindiler. Sonra İbn Abbas şu ayeti okudu: "Allah, kendilerine kitap verilenlerden, "Onu mutlaka insanlara açıklayacaksınız, onu gizlemeyeceksiniz" diyerek söz almıştı. Onlar ise bunu kulak ardı ettiler, onu az bir dünyalığa değiştiler. Yaptıkları alış-veriş ne kadar kötü! Sanma ki ettiklerine sevinen, yapmadıkları ile övülmek isteyenler, evet, sanma ki onlar azaptan kurtulacaklardır. Onlar için elem verici bir azap vardır. "[AI-i İmran 187-188] Fethu'l-Bari Açıklaması: (Münafıklardan bir grup) Ebu Saıd ayetin sebeb-i nüztilünü bu şekilde açıklamıştır. Ettiklerine sevinen ve yapmadıkları ile övülmek isteyenlerin münafıklar olduğunu belirtmiştir. İbn Abbas'tan aktarılan rivayet ise bu kimselerin, kendilerine sorulan soruya yanıltıcı cevap verip bildikleri gerçeği saklayan yuhudiler olduğu anlaşılmaktadır. Bu rivayetleri, ayetin iki grup hakkında birlikte indiğini söyleyerek uzlaştırmak mümkündür. Nitekim Kurtubı ve diğer müfessirler, bu iki rivayet arasında çelişki gibi görünen duruma bu şekilde bir yorum getirmişlerdir. Ayrıca Ferra, bu ayetiIi "Biz herkesten önce ehl-i kitab olduk, namaz kılıp itaat ettik." diyen ancak Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'e iman etmeyen Yahudiler hakkında indiğini anlatmıştır. İbn Ebı Hatim de farklı senetlerle bir tabiundan bazılarından buna benzer rivayetler nakletmiştir. Nitekim İmam Taberı de bu görüşü tercih etmiştir. Sonuç olarak şunu deriz: Bu ayetin bütün bu konular hakkında indiğini söylemeye bir engel yoktur. Ya da bu ayetin özel sebeplere binaen indiğini, umumiliğinin ise bir iyilik yapıp buna karşılık kendilerini beğenecek kadar şımarıp insanların, yapmadıkları şeylerle kendilerini övmesini isteyen herkesi kapsadığı söylenebilir. Her şeyi en iyi Allah bilir. ......Etev." Bu fiilin okum,ışu hakkında farklı kıraatler vardır. Hamevı'de bu fiil hemzenin dammesi ile ly)lutu şeklinde geçmiştir. Bu durumda anlam "Kendilerine verilen ilmi gizleyenler" şeklinde olur. Nitekim Yahudilerin bu durumu şu ayette de anlatılmaktadır: "Yanlarında olan ilimden dolayı sevinip-böbürlendiler."[Ğafir 83] Ancak ilk rivayet muşhur olan kıraate uygun olması bakımından daha evladır. İkinci kıraat Sülemi ve Saıd İbn Cübeyr'e aittir. Meşhur kıraate uygunluk daha önemlidir. Bir de İbn Abbas'ın tefsirine uygun olması ilk kıraatı daha da önemli hale getiriyor. "Sonra İbn Abbas şu ayeti okudu:" Bu ifade, İbn Abbas'a sorulan ayette bahsi geçen kimselerin bir önceki ayette anlatılan kimseler olduğunu gösterir. Allah Teala onları, gizlememekle emrolundukları bilgileri sakladıkları için yermiş ve bundan dolayı onların azaba çarptırılacaklarını bildirmiştir

    مجھ سے ابراہیم بن موسیٰ نے بیان کیا، کہا ہم کو ہشام نے خبر دی، انہیں ابن جریج نے خبر دی، انہیں ابن ابی ملیکہ نے اور انہیں علقمہ بن وقاص نے خبر دی کہ مروان بن حکم نے ( جب وہ مدینہ کے امیر تھے ) اپنے دربان سے کہا کہ رافع! ابن عباس رضی اللہ عنہما کے یہاں جاؤ اور ان سے پوچھو کہ آیت «لا يحسبن الذين يفرحون‏» کی رو سے تو ہم سب کو عذاب ہونا چاہیئے کیونکہ ہر ایک آدمی ان نعمتوں پر جو اس کو ملی ہیں، خوش ہے اور یہ چاہتا ہے کہ جو کام اس نے کیا نہیں اس پر بھی اس کی تعریف ہو۔ ابورافع نے ابن عباس رضی اللہ عنہما سے جا کر پوچھا، تو ابن عباس رضی اللہ عنہما نے کہا، تم مسلمانوں سے اس آیت کا کیا تعلق! یہ تو رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے یہودیوں کو بلایا تھا اور ان سے ایک دین کی بات پوچھی تھی۔ ( جو ان کی آسمانی کتاب میں موجود تھی ) انہوں نے اصل بات کو تو چھپایا اور دوسری غلط بات بیان کر دی، پھر بھی اس بات کے خواہشمند رہے کہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کے سوال کے جواب میں جو کچھ انہوں نے بتایا ہے اس پر ان کی تعریف کی جائے اور ادھر اصل حقیقت کو چھپا کر بھی بڑے خوش تھے۔ پھر ابن عباس رضی اللہ عنہما نے اس آیت کی تلاوت «وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب‏» کی ”اور وہ وقت یاد کرو جب اللہ نے اہل کتاب سے عہد لیا تھا کہ کتاب کو پوری ظاہر کر دینا لوگوں پر، آیت «يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا‏» ”جو لوگ اپنے کرتوتوں پر خوش ہیں اور چاہتے ہیں کہ جو کام نہیں کئے ہیں، ان پر بھی ان کی تعریف کی جائے۔“ تک۔ ہشام بن یوسف کے ساتھ اس حدیث کو عبدالرزاق نے بھی ابن جریج سے روایت کیا۔ ہم سے محمد بن مقاتل نے بیان کیا، کہا ہم کو حجاج بن محمد نے خبر دی، انہوں نے ابن جریج سے کہا مجھ کو ابن ابی ملیکہ نے خبر دی، ان کو حمید بن عبدالرحمٰن بن عوف رضی اللہ عنہ نے کہ مروان نے اپنے دربان رافع سے کہا، پھر یہی حدیث بیان کی۔

    ‘আলক্বামাহ ইবনু ওয়াক্কাস অবহিত করেছেন যে, মারওয়ান (রহ.) তাঁর দারোয়ানকে বললেন, হে নাফি‘! তুমি ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ)-এর কাছে গিয়ে বল, যদি প্রাপ্ত বস্তুতে আনন্দিত এবং করেনি এমন কাজ সম্পর্কে প্রশংসিত হতে আশাবাদী প্রত্যেক ব্যক্তিরই শাস্তি প্রাপ্য হয় তাহলে সকল মানুষই শাস্তিপ্রাপ্ত হবে। ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) বললেন, এটা তোমাদের মাথা ঘামানোর বিষয় নয়। একদা নবী সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম ইয়াহূদীদেরকে ডেকে একটা বিষয় জিজ্ঞেস করেছিলেন, তাতে তারা সত্য গোপন করে বিপরীত তথ্য দিয়েছিল। এতদসত্ত্বেও তারা তাদের দেয়া উত্তরের বিনিময়ে প্রশংসা অর্জনের আশা করেছিল এবং তাদের সত্য গোপনের জন্যে আনন্দিত হয়েছিল। তারপর ইবনু ‘আব্বাস (রাঃ) পাঠ করলেন- يَفْرَحُوْنَ بِمَآ أَتَوْا وَّيُحِبُّوْنَ أَنْ يُّحْمَدُوْا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوْا وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيْثَاقَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ ‘‘স্মরণ কর, যখন আল্লাহ্ প্রতিশ্রুতি নিয়েছিলেন আহলে কিতাবের, তোমরা মানুষের কাছে কিতাব স্পষ্টভাবে প্রকাশ করবে এবং তা গোপন করবে না। কিন্তু তারা সে প্রতিশ্রুতি নিজেদের পেছনে ফেলে রাখল এবং তার পরিবর্তে নগণ্য বিনিময় গ্রহণ করল। সুতরাং তারা যা বিনিময় গ্রহণ করল কত নিকৃষ্ট তা! তুমি কখনও মনে কর না যে, যারা নিজেদের কৃতকর্মের জন্য আনন্দিত হয় এবং নিজেরা যা করেনি তার জন্য প্রশংসিত হতে ভালবাসে, তারা আযাব থেকে পরিত্রাণ পাবে। তাদের জন্য রয়েছে যন্ত্রণাদায়ক শাস্তি’’- (সূরাহ আলে ইমরান ৩/১৮৭-১৮৮)। বর্ণনাকারী ‘আবদুর রায্যাক (রহ.) ইবনু জুরাইজ (রহ.) থেকে অনুরূপ বর্ণনা করেছেন। (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৪২০৭, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ ৪২০৯) ইবনু মুকাতিল (রহ.) ....... হুমায়দ ইবনু ‘আবদুর রহমান ইবনু ‘আওফ (রাঃ) অবহিত করেছেন যে, মারওয়ান এ হাদীস বর্ণনা করেছেন। [মুসলিম ৫০/হাঃ ২৭৭৮, আহমাদ ২৭১২] (আধুনিক প্রকাশনীঃ নাই, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    அல்கமா பின் வக்காஸ் (ரஹ்) அவர்கள் கூறியதாவது: (மதீனா ஆளுநர்) மர்வான் பின் அல்ஹகம்25 தம் காவலரிடம், “ராஃபிஉ! நீர் இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்களிடம் சென்று, “தமக்கு அளிக்கப்பட்டவை குறித்து மகிழ்ச்சி அடைகின்ற, தாம் செய்யாத (சாதனைகள் முதலிய)வற்றுக்காகத் தாம் புகழப்பட வேண்டுமென்று விரும்புகின்ற மனிதர் ஒவ்வொருவரும் வேதனை செய்யப்படுவர் என்றிருப்பின், நாம் அனைவருமே வேதனை செய்யப்பட வேண்டி வருமே!' என்று (நான் வினவியதாகக்) கேள்” என்று சொன்னார். (அவ்வாறே இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்களிடம் சென்று ராஃபிஉ கேட்ட போது) “உங்களுக்கு இது தொடர்பாக என்ன (குழப்பம்) நேர்ந்தது? (இதன் உண்மை என்னவென்றால்,) நபி (ஸல்) அவர்கள் யூதர்களை அழைத்து அவர்களிடம் ஒரு விஷயம் (தவ்ராத்தில் உள்ளதா என்பது) குறித்துக் கேட்டார்கள். அப்போது யூதர்கள் அதை மறைத்து விட்டு (உண்மைக்குப் புறம்பான) வேறொன்றை நபியவர்களிடம் தெரிவித்தார்கள். தங்களிடம் நபி (ஸல்) அவர்கள் வினவியது தொடர்பாகத் தாங்கள் அன்னாரிடம் (தகவல்) தெரிவித்ததற்காகப் பாராட்டை எதிர்பார்ப்பதுபோல் அவர்கள் காட்டிக்கொண்டார்கள். தங்களுக்கு (இறைவன் மூலம்) வழங்கப்பெற்ற (உண்மை)தனைத் தாங்கள் மறைத்துவிட்டது குறித்து அவர்கள் மகிழ்ச்சியடைந்தார்கள்” என்று கூறிவிட்டு (பின்வரும்) இந்த வசனங்களை இப்னு அப்பாஸ் (ரலி) அவர்கள் ஓதினார்கள்: வேதம் வழங்கப்பட்டவர்களிடம் “நீங்கள் அதை மக்களுக்குத் தெளிவாக்கிட வேண்டும்; அதனை மறைக்கக் கூடாது' என அல்லாஹ் உறுதிமொழி வாங்கி னான். ஆனால், அதை அவர்கள், தம் முதுகுக்குப் பின்னே எறிந்துவிட்டு, அதற்குப் பதிலாக அற்ப விலையை வாங்கிக்கொண்டனர் என்பதை (நபியே! அவர்களுக்கு நினைவூட்டுவீராக!) அவர்கள் வாங்கிக்கொண்டது மிக மோசமானதாகும். தாம் செய்த (தீய)வை குறித்து மகிழ்ந்துகொண்டும், தாம் செய்யாதவற்றைக் கொண்டு பாராட்டப்பட வேண்டும் என விரும்பிக்கொண்டும் இருப்போர் வேதனையிóருந்து தப்பிவிடுவார்கள் என்று ஒருபோதும் நீர் எண்ண வேண்டாம்; அவர்களுக்கு வதைக்கும் வேதனை உண்டு. (3:187, 188).26 இந்த ஹதீஸ் மூன்று அறிவிப்பாளர் தொடர்களில் வந்துள்ளது. அத்தியாயம் :