• 1571
  • عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ ، قَالَ : لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ ، قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي المُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا ، فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ ، فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي ، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي ، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي " كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ ، قَالَ : " مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " . قَالَ : كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا ، قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ ، قَالَ : " لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ : جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا ، أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالبَعِيرِ ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رِحَالِكُمْ ، لَوْلاَ الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا ، الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً ، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ "

    حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ ، قَالَ : لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ ، قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي المُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا ، فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ ، فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي ، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي ، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ ، قَالَ : مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا ، قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ ، قَالَ : لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ : جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا ، أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالبَعِيرِ ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رِحَالِكُمْ ، لَوْلاَ الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا ، الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً ، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ

    أفاء: أفاء : من الفيء وهو ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حَرْب ولا جِهاد
    المؤلفة: المؤلفة : من يعطون من الزكاة لترغيبهم في الإسلام
    وجدوا: الوجد : الغضب ، والحزن والمساءة وأيضا : وَجَدْتُ بِفُلانَة وَجْداً، إذا أحْبَبْتها حُبّا شَديدا.
    ضلالا: الضلال : جمع ضال وهو كل من ينحرف عن دين الله الحنيف
    فألفكم: ألف : جمع ووفق
    وعالة: العالة : جمع عائل وهو الفقير
    رحالكم: الرحال : المنازل سواء كانت من حجر أو خشب أو شعر أو صوف أو وبر أو غير ذلك
    واديا: الوادي : كل منفرج بين الجبال والتلال ، يكون مسلكا للسيل ومنفذا
    وشعبا: الشعب : الطريق في الجبل أو الانفراج بين الجبلين
    وشعبها: الشعب : الطريق في الجبل أو الانفراج بين الجبلين
    شعار: الشعار : الثوب الذي يلي الجلد من البدن
    دثار: الدثار : الثوب الذي يكون فوق الشعار
    أثرة: الأثرة : تقديم حظ النفس على الآخرين والانفراد بالشيء وتفضيل البعض على غيرهم
    الحوض: الحوض : نهر الكوثر
    سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً ، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ
    حديث رقم: 6856 في صحيح البخاري كتاب التمني باب ما يجوز من اللو
    حديث رقم: 1822 في صحيح مسلم كِتَاب الزَّكَاةِ بَابُ إِعْطَاءِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ وَتَصَبُّرِ مَنْ قَوِيَ إِيمَانُهُ
    حديث رقم: 16173 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْمَدَنِيِّينَ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ
    حديث رقم: 31730 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْفَضَائِلِ فِي فَضْلِ الْأَنْصَارِ
    حديث رقم: 36327 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْمَغَازِي غَزْوَةُ حُنَيْنٍ وَمَا جَاءَ فِيهَا
    حديث رقم: 12114 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ تَفْرِيقِ الْخُمُسِ
    حديث رقم: 995 في مسند الروياني مسند الروياني مُسْنَدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ
    حديث رقم: 1526 في الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : النَّاسُ دِثَارٌ
    حديث رقم: 1530 في الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً
    حديث رقم: 1537 في الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم ذِكْرُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِ : لَوْ
    حديث رقم: 1542 في الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم مَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِلْأَنْصَارِ

    [4330] قَوْله حَدثنَا إِسْمَاعِيل هُوَ بن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بِابْن علية ويعلى هُوَ بن أُمَيَّةَ التَّمِيمِيُّ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُ حَدِيثِهِ مُسْتَوْفًى فِي أَبْوَابِ الْعُمْرَةِ (الْحَدِيثُ السَّادِسُ) قَوْلُهُ حَدَّثَنَا وهيب هُوَ بن خالدقوله عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ عَنْ عَفَّانَ عَنْ وُهَيْبٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى وَهُوَ الْمَازِنِيُّ الْأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ وَفِي رِوَايَةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ قَوْلُهُ لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ يَوْمَ حُنَيْنٍ أَيْ أَعْطَاهُ غَنَائِمَ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَأَصْلُ الْفَيْءِ الرَّدُّ وَالرُّجُوعُ وَمِنْهُ سُمِّيَ الظِّلُّ بَعْدَ الزَّوَالِ فَيْئًا لِأَنَّهُ رَجَعَ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ فَكَأَنَّ أَمْوَالَ الْكُفَّارِ سُمِّيَتْ فَيْئًا لِأَنَّهَا كَانَتْ فِي الْأَصْلِ لِلْمُؤْمِنِينَ إِذِ الْإِيمَانُ هُوَ الْأَصْلُ وَالْكُفْرُ طَارِئٌ عَلَيْهِ فَإِذَا غَلَبَالْكُفَّارُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْمَالِ فَهُوَ بِطَرِيقِ التَّعَدِّي فَإِذَا غَنِمَهُ الْمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ فَكَأَنَّهُ رَجَعَ إِلَيْهِمْ مَا كَانَ لَهُمْ وَقَدْ قَدَّمْنَا قَرِيبًا أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِحَبْسِ الْغَنَائِمِ بَالْجِعْرَانَةِ فَلَمَّا رَجَعَ مِنَ الطَّائِفِ وَصَلَ إِلَى الْجِعْرَانَةِ فِي خَامِسِ ذِي الْقَعْدَةِ وَكَانَ السَّبَبُ فِي تَأْخِيرِ الْقِسْمَةِ مَا تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ الْمِسْوَرِ رَجَاءَ أَنْ يُسْلِمُوا وَكَانُوا سِتَّةَ آلَافِ نَفْسٍ مِنَ النِّسَاءِ وَالْأَطْفَالِ وَكَانَتِ الْإِبِلُ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا وَالْغَنَمُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ شَاةٍ قَوْلُهُ قَسَمَ فِي النَّاسِ حَذَفَ الْمَفْعُولُ وَالْمُرَادُ بِهِ الْغَنَائِمُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ فِي الْبَابِ يُعْطِي رِجَالًا الْمِائَةَ مِنَ الْإِبِلِ وَقَوْلُهُ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ بَدَلُ بَعْضٍ مِنْ كُلٍّ وَالْمُرَادُ بِالْمُؤَلَّفَةِ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَسْلَمُوا يَوْمَ الْفَتْحِ إِسْلَامًا ضَعِيفًا وَقِيلَ كَانَ فِيهِمْ مَنْ لَمْ يُسْلِمْ بَعْدُ كَصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمُ الَّذِينَ هُمْ أَحَدُ الْمُسْتَحَقِّينَ لِلزَّكَاةِ فَقِيلَ كُفَّارٌ يُعْطَوْنَ تَرْغِيبًا فِي الْإِسْلَامِ وَقِيلَ مُسْلِمُونَ لَهُمْ أَتْبَاعٌ كُفَّارٌ لِيَتَأَلَّفُوهُمْ وَقِيلَ مُسْلِمُونَ أَوَّلَ مَا دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ لِيَتَمَكَّنَ الْإِسْلَامُ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَأَمَّا الْمُرَادُ بِالْمُؤَلَّفَةِ هُنَا فَهَذَا الْأَخِيرُ لِقَوْلِهِ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ فِي الْبَابِ فَإِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ الْآتِي فِي بَابِ قَسْمِ الْغَنَائِمِ فِي قُرَيْشٍ وَالْمُرَادُ بِهِمْ مَنْ فُتِحَتْ مَكَّةُ وَهُمْ فِيهَا وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ فَأَعْطَى الطُّلَقَاءَ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْمُرَادُ بِالطُّلَقَاءِ جَمْعُ طَلِيقٍ مَنْ حَصَلَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَنُّ عَلَيْهِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ وَأَتْبَاعُهُمْ وَالْمُرَادُ بِالْمُهَاجِرِينَ مَنْ أَسْلَمَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَدْ سَرَدَ أَبُو الْفَضْلِ بن طَاهِر فِي المبهات لَهُ أَسْمَاءَ الْمُؤَلَّفَةِ وَهُمْ س أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَحُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى س وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَأَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بِعْكَكٍ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَرْبُوعٍ وَهَؤُلَاءِ مِنْ قُرَيْشٍ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حصنٍ الْفَزَارِيُّ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَعَمْرُو بْنُ الْأَيْهَمِ التَّمِيمِيُّ س وَالْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ س وَمَالِكُ بْنُ عَوْفٍ النَّضْرِيُّ وَالْعَلَاءُ بْنُ حَارِثَةَ الثَّقَفِيُّ وَفِي ذِكْرِ الْأَخِيرَيْنِ نَظَرٌ فَقِيلَ إِنَّهُمَا جَاءَا طَائِعِينَ مِنَ الطَّائِفِ إِلَى الْجِعْرَانَةِ وَذَكَرَ الْوَاقِدَيُّ فِي الْمُؤَلَّفَةِ س مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ ابْنِي أَبِي سُفْيَانَ وَأُسِيدَ بْنَ حَارِثَةَ وَمَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ س وَسَعِيدَ بْنَ يَرْبُوعٍ س وَقِيسَ بْنَ عَدِّي س وَعَمْرَو بْنَ وَهْبٍ س وَهِشَامَ بْنَ عَمْرٍو وَذَكَرَ بن إِسْحَاقَ مَنْ ذَكَرْتُ عَلَيْهِ عَلَامَةَ سِينٍ وَزَادَ النضْرَ بْنَ الْحَارِثِ وَالْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ وَجُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ وَمِمَّنْ ذَكَرَهُ فِيهِمْ أَبُو عُمَرَ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ وَالسَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ وَمُطِيعُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَة وَذكر بن الْجَوْزِيِّ فِيهِمْ زَيْدَ الْخَيْلِ وَعَلْقَمَةَ بْنَ عُلَاثَةَ وَحَكِيمَ بْنَ طَلْقِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَخَالِدَ بْنَ قَيْسٍ السَّهْمِيَّ وَعُمَيْرَ بْنَ مِرْدَاسٍ وَذَكَرَ غَيْرَهُمْ فِيهِمْ قَيْسُ بْنُ مَخْرَمَةَ وَأُحَيْحَةُ بن أُميَّة بن خلف وبن أَبِي شَرِيقٍ وَحَرْمَلَةُ بْنُ هَوْذَةَ وَخَالِدُ بْنُ هَوْذَةَ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَامِرٍ الْعَبْدَرِيُّ وَشَيْبَةُ بْنُ عُمَارَةَ وَعَمْرُو بْنُ وَرَقَةَ وَلَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَهِشَامُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ فَهَؤُلَاءِ زِيَادَةٌ عَلَى أَرْبَعِينَ نَفْسًا قَوْلُهُ وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ شَيْئًا ظَاهِرٌ فِي أَنَّ الْعَطِيَّةَ الْمَذْكُورَةَ كَانَتْ مِنْ جَمِيعِ الْغَنِيمَةِ.
    وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي الْمُفْهِمِ الْإِجْرَاءُ عَلَى أُصُولِ الشَّرِيعَةِ أَنَّ الْعَطَاءَ الْمَذْكُورَ كَانَ مِنَ الْخُمُسِ وَمِنْهُ كَانَ أَكْثَرُ عَطَايَاهُ وَقَدْ قَالَ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ لِلْأَعْرَابِيِّ مَا لِيَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ إِلَّا الْخُمُسُ وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ فِيكُمْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَلَى الْأَوَّلِ فَيَكُونُ ذَلِكَ مَخْصُوصًا بِهَذِهِ الْوَاقِعَةِ وَقَدْ ذَكَرَ السَّبَبَ فِي ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ فِي الْبَابِ حَيْثُ قَالَ إِنَّ قُرَيْشًا حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَمُصِيبَةٍ وَإِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَجْبُرَهُمْ وَأَتَأَلَّفَهُمْ قُلْتُ الْأَوَّلُ هُوَ الْمُعْتَمَدُ وَسَيَأْتِي مَا يُؤَكِّدُهُ وَالَّذِي رَجَّحَهُ الْقُرْطُبِيُّ جَزَمَ بِهِ الْوَاقِدِيُّ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ إِذَا انْفَرَدَ فَكَيْفَ إِذَا خَالَفَوَقِيلَ إِنَّمَا كَانَ تَصَرَّفَ فِي الْغَنِيمَةِ لِأَنَّ الْأَنْصَارَ كَانُوا انْهَزَمُوا فَلَمْ يَرْجِعُوا حَتَّى وَقَعَتِ الْهَزِيمَةُ عَلَى الْكُفَّارِ فَرَدَّ اللَّهُ أَمْرَ الْغَنِيمَةِ لِنَبِيِّهِ وَهَذَا مَعْنَى الْقَوْلِ السَّابِقِ بِأَنَّهُ خَاصٌّ بِهَذِهِ الْوَاقِعَةِ وَاخْتَارَ أَبُو عُبَيْدٍ أَنَّهُ كَانَ من الْخمس.
    وَقَالَ بن الْقَيِّمِ اقْتَضَتْ حِكْمَةُ اللَّهِ أَنَّ فَتْحَ مَكَّةَ كَانَ سَبَبًا لِدُخُولِ كَثِيرٍ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فِي الْإِسْلَامِ وَكَانُوا يَقُولُونَ دَعُوهُ وَقَوْمَهُ فَإِنْ غَلَبَهُمْ دَخَلْنَا فِي دِينِهِ وَإِنْ غَلَبُوهُ كَفَوْنَا أَمْرَهُ فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ اسْتَمَرَّ بَعْضُهُمْ عَلَى ضَلَالِهِ فَجَمَعُوا لَهُ وَتَأَهَّبُوا لِحَرْبِهِ وَكَانَ مِنَ الْحِكْمَةِ فِي ذَلِكَ أَنْ يَظْهَرَ أَنَّ اللَّهَ نَصَرَ رَسُولَهُ لَا بِكَثْرَةِ مَنْ دَخَلَ فِي دِينِهِ مِنَ الْقَبَائِلِ وَلَا بِانْكِفَافِ قَوْمِهِ عَنْ قِتَالِهِ ثُمَّ لَمَّا قَدَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ غَلَبَتِهِ إِيَّاهُمْ قَدَّرَ وُقُوعَ هَزِيمَةِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ كَثْرَةِ عَدَدِهِمْ وَقُوَّةِ عُدَدِهِمْ لِيَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ النَّصْرَ الْحَقَّ إِنَّمَا هُوَ مِنْ عِنْدِهِ لَا بِقُوَّتِهِمْ وَلَوْ قَدَّرَ أَنْ لَا يَغْلِبُوا الْكُفَّارَ ابْتِدَاءً لَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ مِنْهُمْ شَامِخَ الرَّأْسِ مُتَعَاظِمًا فَقَدَّرَ هَزِيمَتَهُمْ ثُمَّ أَعْقَبَهُمُ النَّصْرَ لِيَدْخُلُوا مَكَّةَ كَمَا دَخَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ مُتَوَاضِعًا مُتَخَشِّعًا وَاقْتَضَتْ حِكْمَتُهُ أَيْضًا أَنَّ غَنَائِمَ الْكُفَّارِ لَمَّا حُصِّلَتْ ثُمَّ قُسِّمَتْ عَلَى مَنْ لَمْ يَتَمَكَّنِ الْإِيمَانُ مِنْ قَلْبِهِ لِمَا بَقِيَ فِيهِ مِنَ الطَّبْعِ الْبَشَرِيِّ فِي مَحَبَّةِ الْمَالِ فَقَسَمَهُ فِيهِمْ لِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُهُمْ وَتَجْتَمِعَ عَلَى مَحَبَّتِهِ لِأَنَّهَا جُبِلَتْ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا وَمَنَعَ أَهْلَ الْجِهَادِ مِنْ أَكَابِرِ الْمُهَاجِرِينَ وَرُؤَسَاءِ الْأَنْصَارِ مَعَ ظُهُورِ اسْتِحْقَاقِهِمْ لِجَمِيعِهَا لِأَنَّهُ لَوْ قَسَمَ ذَلِكَ فِيهِمْ لَكَانَ مَقْصُورًا عَلَيْهِمْ بِخِلَافِ قِسْمَتِهِ عَلَى الْمُؤَلَّفَةِ لِأَنَّ فِيهِ اسْتِجْلَابَ قُلُوبِ أَتْبَاعِهِمُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْضَوْنَ إِذَا رَضِيَ رَئِيسُهُمْ فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْعَطَاءُ سَبَبًا لِدُخُولِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ وَلِتَقْوِيَةِ قَلْبِ مَنْ دَخَلَ فِيهِ قَبْلُ تَبِعَهُمْ مَنْ دُونَهُمْ فِي الدُّخُولِ فَكَانَ فِي ذَلِكَ عَظِيمُ الْمَصْلَحَةِ وَلِذَلِكَ لَمْ يَقْسِمْ فِيهِمْ مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ مَكَّةَ عِنْدَ فَتْحِهَا قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا مَعَ احْتِيَاجِ الْجُيُوشِ إِلَى الْمَالِ الَّذِي يُعِينُهُمْ عَلَى مَا هُمْ فِيهِ فَحَرَّكَ اللَّهُ قُلُوبَ الْمُشْرِكِينَ لِغَزْوِهِمْ فَرَأَى كَثِيرُهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا مَعَهُمْ بِأَمْوَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ فَكَانُوا غَنِيمَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَلَوْ لَمْ يَقْذِفِ اللَّهُ فِي قَلْبِ رَئِيسِهِمْ أَنَّ سَوْقَهُ مَعَهُ هُوَ الصَّوَابُ لَكَانَ الرَّأْيُ مَا أَشَارَ إِلَيْهِ دُرَيْدٌ فَخَالَفَهُ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لِتَصْيِيرِهِمْ غَنِيمَةً لِلْمُسْلِمِينَ ثُمَّ اقْتَضَتْ تِلْكَ الْحِكْمَةُ أَنْ تُقْسَمَ تِلْكَ الْغَنَائِمُ فِي الْمُؤَلَّفَةِ وَيُوَكِّلُ مَنْ قَلْبُهُ مُمْتَلِئٌ بِالْإِيمَانِ إِلَى إِيمَانِهِ ثُمَّ كَانَ مِنْ تَمَامِ التَّأْلِيفِ رَدُّ مَنْ سُبِيَ مِنْهُمْ إِلَيْهِمْ فَانْشَرَحَتْ صُدُورُهُمْ لِلْإِسْلَامِ فَدَخَلُوا طَائِعِينَ رَاغِبِينَ وَجَبَرَ ذَلِكَ قُلُوبَ أَهْلِ مَكَّةَ بِمَا نَالَهُمْ مِنَ النَّصْرِ وَالْغَنِيمَةِ عَمَّا حَصَلَ لَهُمْ مِنَ الْكَسْرِ وَالرُّعْبِ فَصَرَفَ عَنْهُمْ شَرَّ مَنْ كَانَ يُجَاوِرُهُمْ مِنْ أَشَدِّ الْعَرَبِ مِنْ هَوَازِنَ وَثَقِيفٍ بِمَا وَقَعَ بِهِمْ مِنَ الْكَسْرَةِ وَبِمَا قَيَّضَ لَهُمْ مِنَ الدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يُطِيقُونَ مُقَاوَمَةَ تِلْكَ الْقَبَائِلِ مَعَ شِدَّتِهَا وَكَثْرَتِهَا وَأَمَّا قِصَّةُ الْأَنْصَارِ وَقَوْلُ مَنْ قَالَ مِنْهُمْ فَقَدِ اعْتَذَرَ رُؤَسَاؤُهُمْ بِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْ بَعْضِ أَتْبَاعِهِمْ وَلَمَّا شَرَحَ لَهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا خَفِيَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحِكْمَةِ فِيمَا صَنَعَ رَجَعُوا مُذْعِنِينَ وَرَأَوْا أَنَّ الْغَنِيمَةَ الْعُظْمَى مَا حَصَلَ لَهُم من عود رَسُول الله إِلَى بِلَادِهِمْ فَسَلُوا عَنِ الشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَالسَّبَايَا مِنَ الْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ بِمَا حَازُوهُ مِنَ الْفَوْزِ الْعَظِيمِ وَمُجَاوِرَةِ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ لَهُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا وَهَذَا دَأْبُ الْحَكِيمِ يُعْطِي كُلَّ أَحَدٍ مَا يُنَاسِبُهُ انْتَهَى مُلَخَّصًا قَوْلُهُ فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ كَذَا لِلْأَكْثَرِ مَرَّةً وَاحِدَةً وَفِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ فَكَأَنَّهُمْ وُجُدٌ إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ أَوْ كَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ أَوْرَدَهُ عَلَى الشَّكِّ هَلْ قَالَ وُجُدٌ بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ وَاجِدٍ أَوْ وَجَدُوا عَلَى أَنَّهُ فِعْلٌ مَاضٍ وَوَقَعَ لَهُ عَنِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَحده وَجَدُوا فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَصَارَ تَكْرَارًا بِغَيْرِ فَائِدَةٍ وَكَذَا رَأَيْتُهُ فِي أَصْلِ النَّسَفِيِّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ كَذَلِكَ قَالَ عِيَاضٌ وَقَعَ فِي نُسْخَةٍ فِي الثَّانِي أَنْ لَمْ يُصِبْهُمْ يَعْنِي بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَبِالنُّونِ قَالَ وَعَلَى هَذَا تَظْهَرُ فَائِدَةُ التَّكْرَارِ وَجَوَّزَ الْكَرْمَانِيُّ أَنْ يَكُونَ الْأَوَّلُ مِنَ الْغَضَبِ وَالثَّانِي مِنَ الْحُزْنِوَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ غَضِبُوا وَالْمَوْجِدَةُ الْغَضَبُ يُقَالُ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ إِذَا غَضِبَ وَيُقَالُ أَيْضًا وَجَدَ إِذَا حَزَنَ وَوَجَدَ ضِدُّ فَقَدَ وَوَجَدَ إِذَا اسْتَفَادَ مَالًا وَيَظْهَرُ الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا بِمَصَادِرِهِمَا فَفِي الْغَضَب موجدة وَفِي الْحزن وجدا بِالْفَتْح وَفِي ضد الْفَقْد وجدانا وَفِي المَال وجدا بِالضَّمِّ وَقَدْ يَقَعُ الِاشْتِرَاكُ فِي بَعْضِ هَذِهِ الْمَصَادِرِ وَمَوْضِعُ بَسْطِ ذَلِكَ غَيْرُ هَذَا الْمَوْضِعِ وَفِي مَغَازِي سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَنَّ سَبَبَ حُزْنِهِمْ أَنَّهُمْ خَافُوا أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ الْإِقَامَةَ بِمَكَّةَ وَالْأَصَحُّ مَا فِي الصَّحِيحِ حَيْثُ قَالَ إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ عَلَى أَنَّهُ لَا يَمْتَنِعُ الْجَمْعُ وَهَذَا أَوْلَى وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ فِي الْبَابِ فَقَالُوا يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ وَفِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ آخِرَ الْبَابِ إِذَا كَانَتْ شَدِيدَةً فَنَحْنُ نُدْعَى وَيُعْطَى الْغَنِيمَةَ غَيْرُنَا وَهَذَا ظَاهِرٌ فِي أَنَّ الْعَطَاءَ كَانَ مِنْ صُلْبِ الْغَنِيمَةِ بِخِلَافِ مَا رَجَّحَهُ الْقُرْطُبِيُّ قَوْلُهُ فَخَطَبَهُمْ زَادَ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَسَيَأْتِي فِي الْبَابِ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ فَحُدِّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَقَالَتِهِمْ فَأَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أُدْمٍ فَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ غَيْرَهُمْ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَامَ فَقَالَ مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ فَقَالَ فُقَهَاءُ الْأَنْصَارِ أَمَّا رُؤَسَاؤُنَا فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا وَأَمَّا نَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا وَفِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أُدْمٍ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي فَسَكَتُوا وَيُحْمَلُ عَلَى أَنَّ بَعْضَهَمْ سَكَتَ وَبَعْضَهَمْ أَجَابَ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسٍ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ فَجَمَعَهُمْ فَقَالَ مَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنْكُمْ قَالُوا هُوَ الَّذِي بَلَغَكَ وَكَانُوا لَا يَكْذِبُونَ وَلِأَحْمَدَ مِنْ طَرِيقِ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى أَبَا سُفْيَانَ وَعُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعَ وَسُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو فِي آخَرِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ سُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ وَهُمْ يَذْهَبُونَ بِالْمَغْنَمِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ ثُمَّ قَالَ أَقُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا قَالُوا نَعَمْ وَإِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ مُسلم وَكَذَا ذكر بن إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ الَّذِي أَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَقَالَتِهِمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَلَفْظُهُ لَمَّا أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَى مِنْ تِلْكَ الْعَطَايَا فِي قُرَيْشٍ وَفِي قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْأَنْصَارِ مِنْهَا شَيْءٌ وجد هذاالحي مِنَ الْأَنْصَارِ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُمُ الْقَالَةُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَذُكِرَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ قَالَ مَا أَنَا إِلَّا مِنْ قَوْمِي قَالَ فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ فَخَرَجَ فَجَمَعَهُمْ الْحَدِيثَ وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَهَذَا يُعَكر علىالرواية الَّتِي فِيهَا أَمَّا رُؤَسَاؤُنَا فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا لِأَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ مِنْ رُؤَسَاءِ الْأَنْصَارِ بِلَا رَيْبٍ إِلَّا أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْأَغْلَبِ الْأَكْثَرِ وَأَنَّ الَّذِي خَاطَبَهُ بِذَلِكَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَلَمْ يُرِدْ إِدْخَالَ نَفْسِهِ فِي النَّفْيِ أوأنه لَمْ يَقُلْ لَفْظًا وَإِنْ كَانَ رَضِيَ بِالْقَوْلِ الْمَذْكُورِ فَقَالَ مَا أَنَا إِلَّا مِنْ قَوْمِي وَهَذَا أَوْجَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    قَوْلُهُ أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ جَمْعُ ضَالٍّ وَالْمُرَادُ هُنَا ضَلَالَةُ الشِّرْكِ وَبِالْهِدَايَةِ الْإِيمَانِ وَقَدْ رَتَّبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَلَى يَدِهِ مِنَ النِّعَمِ تَرْتِيبًا بَالِغًا فَبَدَأَ بِنِعْمَةِ الْإِيمَانِ الَّتِي لَا يُوَازِيهَا شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَثَنَّى بِنِعْمَةِ الْأُلْفَةِ وَهِيَ أَعْظَمُ مِنْ نِعْمَةِ الْمَالِ لِأَنَّ الْأَمْوَالَ تُبْذَلُ فِي تَحْصِيلهَا وَقد لاتحصل وَقَدْ كَانَتِ الْأَنْصَارُ قَبْلَ الْهِجْرَةِ فِي غَايَةِ التَّنَافُرِ وَالتَّقَاطُعِ لِمَا وَقَعَ بَيْنَهُمْ مِنْ حَرْبِ بُعَاثَ وَغَيْرِهَا كَمَا تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الْهِجْرَةِ فَزَالَ ذَلِكَ كُلُّهُ بِالْإِسْلَامِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَينهم قَوْلُهُ عَالَةً بِالْمُهْمَلَةِ أَيْ فُقَرَاءَ لَا مَالَ لَهُمْ وَالْعَيْلَةُ الْفَقْرُ قَوْلُهُ كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْمِيمِ وَالتَّشْدِيدِ أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ مِنَ الْمَنِّ وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ فَقَالُوا مَاذَا نُجِيبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ قَوْلُهُ قَالَ لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا فِي رِوَايَة إِسْمَاعِيلبْنِ جَعْفَرٍ لَوْ شِئْتُمْ أَنْ تَقُولُوا جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا وَكَانَ مِنَ الْأَمْرِ كَذَا وَكَذَا لِأَشْيَاءَ زَعَمَ عَمْرُو بْنُ أَبِي يَحْيَى الْمَازِنِيُّ رَاوِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ لَا يَحْفَظُهَا وَفِي هَذَا رَدٌّ عَلَى مَنْ قَالَ إِنَّ الرَّاوِي كَنَّى عَنْ ذَلِكَ عَمْدًا عَلَى طَرِيقِ التَّأَدُّبِ وَقَدْ جَوَّزَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ جِئْتَنَا وَنَحْنُ عَلَى ضَلَالَةٍ فَهُدِينَا بِكَ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَفِيهِ بُعْدٌ فَقَدْ فُسِّرَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ وَلَفْظُهُ فَقَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَصَدَقْتُمْ وَصُدِّقْتُمْ أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ وَعَائِلًا فَوَاسَيْنَاكَ وَنَحْوُهُ فِي مَغَازِي أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلًا وبن عَائِذ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ مَوْصُولًا وَفِي مَغَازِي سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي جَوَابِ ذَلِكَ رَضِينَا عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَكَذَا ذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِي مغازيه بِغَيْر إِسْنَاد وَأخرجه أَحْمد عَن بن أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ بِلَفْظِ أَفَلَا تَقُولُونَ جِئْتَنَا خَائِفًا فَآمَنَّاكَ وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ فَقَالُوا بَلِ الْمَنُّ عَلَيْنَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَرَوَى أَحْمَدُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لِأَصْحَابِهِ لَقَدْ كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ أَنْ لَوِ اسْتَقَامَتِ الْأُمُورُ لَقَدْ آثَرَ عَلَيْكُمْ قَالَ فَرَدُّوا عَلَيْهِ رَدًّا عَنِيفًا فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثَ وإِنَّمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ تَوَاضُعًا مِنْهُ وَإِنْصَافًا وَإِلَّا فَفِي الْحَقِيقَةِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ وَالْمِنَّةُ الظَّاهِرَةُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ لَهُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّهُ لَوْلَا هِجْرَتُهُ إِلَيْهِمْ وَسُكْنَاهُ عِنْدَهُمْ لَمَا كَانَ بَينهم وَبَين غَيرهم فرق وقدنبه عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تَرْضَوْنَ إِلَخْ فَنَبَّهَهُمْ عَلَى مَا غَفَلُوا عَنْهُ مِنْ عَظِيمِ مَا اخْتُصُّوا بِهِ مِنْهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا حَصَلَ عَلَيْهِ غَيْرُهُمْ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ قَوْلُهُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ اسْمُ جِنْسٍ فِيهِمَا وَالشَّاةُ تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَكَذَا الْبَعِيرُ وَفِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي التَّيَّاحِ بَعْدَهَا وَكَذَا قَتَادَةَ بِالدُّنْيَا قَوْلُهُ إِلَى رِحَالِكُمْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ أَيْ بُيُوتِكُمْ وَهِيَ رِوَايَةِ قَتَادَةَ زَادَ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ فَوَاللَّهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ وَزَادَ فِيهِ أَيْضًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ رَضِينَا وَفِي رِوَايَةِ قَتَادَةَ قَالُوا بَلَى وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّهُ حِينَئِذٍ دَعَاهُمْ لِيَكْتُبَ لَهُمْ بِالْبَحْرَيْنِ تَكُونُ لَهُمْ خَاصَّةً بَعْدَهُ دُونَ النَّاسِ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ أَفْضَلُ مَا فُتِحَ عَلَيْهِ مِنَ الْأَرْضِ فَأَبَوْا وَقَالُوا لَا حَاجَةَ لَنَا بِالدُّنْيَا قَوْلُهُ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ أَرَادَ بِهَذَا الْكَلَامِ تَأَلُّفَ الْأَنْصَارِ وَاسْتِطَابَةَ نُفُوسِهِمْ وَالثَّنَاءَ عَلَيْهِمْ فِي دِينِهِمْ حَتَّى رَضِيَ أَنْ يَكُونَ وَاحِدًا مِنْهُمْ لَوْلَا مَا يَمْنَعُهُ مِنَ الْهِجْرَةِ الَّتِي لَا يَجُوزُ تَبْدِيلُهَا وَنِسْبَةُ الْإِنْسَانِ تَقَعُ عَلَى وُجُوهٍ مِنْهَا الْوِلَادَةُ وَالْبِلَادِيَّةُ وَالِاعْتِقَادِيَّةُ وَالصِّنَاعِيَّةُ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ لَمْ يُرِدِ الِانْتِقَالَ عَنْ نَسَبِ آبَائِهِ لِأَنَّهُ مُمْتَنَعٌ قَطْعًا وَأَمَّا الِاعْتِقَادِيُّ فَلَا مَعْنَى لِلِانْتِقَالِ فِيهِ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْقِسْمَانِ الْأَخِيرَانِ وَكَانَتِ الْمَدِينَةُ دَارَ الْأَنْصَارِ وَالْهِجْرَةُ إِلَيْهَا أَمْرًا وَاجِبًا أَيْ لَوْلَا أَنَّ النِّسْبَةَ الْهِجْرِيَّةَ لَا يَسْعُنِي تَرْكُهَا لَانْتَسَبْتُ إِلَى دَارِكُمْ قَالَ وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ لَمَّا كَانُوا أَخْوَالَهُ لِكَوْنِ أُمِّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْهُمْ أَرَادَ أَنْ يَنْتَسِبَ إِلَيْهِمْ بِهَذِهِ الْوِلَادَةِ لَوْلَا مَانِعُ الْهِجْرَة.
    وَقَالَ بن الْجَوْزِيِّ لَمْ يُرِدْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغَيُّرَ نَسَبِهِ وَلَا مَحْوَ هِجْرَتِهِ وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُ لَوْلَا مَا سَبَقَ مِنْ كَوْنِهِ هَاجَرَ لَانْتَسَبَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَإِلَى نُصْرَةِ الدِّينِ فَالتَّقْدِيرُ لَوْلَا أَنَّ النِّسْبَةَ إِلَى الْهِجْرَةِ نِسْبَةٌ دِينِيَّةٌ لَا يَسَعُ تَرْكُهَا لَانْتَسَبْتُ إِلَى دَارِكُمْ.
    وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ مَعْنَاهُ لَتَسَمَّيْتُ بِاسْمِكُمْ وَانْتَسَبْتُ إِلَيْكُمْ كَمَا كَانُوا يَنْتَسِبُونَ بِالْحِلْفِ لَكِنْ خُصُوصِيَّةُ الْهِجْرَةِ وَتَرْبِيَّتُهَا سَبَقَتْ فَمَنَعَتْ مِنْ ذَلِكَ وَهِيَ أَعْلَى وَأَشْرَفُ فَلَا تَتَبَدَّلُ بِغَيْرِهَا وَقِيلَ مَعْنَاهُ لَكُنْتُ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي الْأَحْكَامِ وَالْعِدَادِ وَقِيلَ التَّقْدِيرُ لَوْلَا أَنَّ ثَوَابَ الْهِجْرَةِ أَعْظَمُ لَاخْتَرْتُ أَنْ يَكُونَ ثَوَابِي ثَوَابَ الْأَنْصَارِ وَلَمْ يُرِدْ ظَاهِرَ النَّسَبِ أَصْلًا وَقِيلَ لَوْلَا الْتِزَامِي بِشُرُوطِ الْهِجْرَةِ وَمِنْهَا تَرْكُ الْإِقَامَةِ بِمَكَّةَ فَوْقَ ثَلَاثٍ لَاخْتَرْتُ أَنْ أكون مِنَ الْأَنْصَارِ فَيُبَاحُ لِي ذَلِكَ قَوْلُهُ وَادِي الْأَنْصَارهُوَ الْمَكَانُ الْمُنْخَفِضُ وَقِيلَ الَّذِي فِيهِ مَاءٌ وَالْمُرَادُ هُنَا بَلَدُهُمْ وَقَوْلُهُ شِعْبُ الْأَنْصَارِ بِكَسْرِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَهُوَ اسْمٌ لِمَا انْفَرَجَ بَيْنَ جَبَلَيْنِ وَقِيلَ الطَّرِيقُ فِي الْجَبَلِ وَأَرَادَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا وَبِمَا بَعْدَهُ التَّنْبِيهَ عَلَى جَزِيلِ مَا حَصَلَ لَهُمْ مِنْ ثَوَابِ النُّصْرَةِ وَالْقَنَاعَةِ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ عَنِ الدُّنْيَا وَمَنْ هَذَا وَصْفُهُ فَحَقُّهُ أَنْ يُسْلَكَ طَرِيقُهُ وَيُتَّبَعُ حَالُهُ قَالَ الْخَطَّابِيُّ لَمَّا كَانَتِ الْعَادَةُ أَنَّ الْمَرْءَ يَكُونُ فِي نُزُولِهِ وَارْتِحَالِهِ مَعَ قَوْمِهِ وَأَرْضُ الْحِجَازِ كَثِيرَةُ الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ فَإِذَا تَفَرَّقَتْ فِي السَّفَرِ الطُّرُقُ سَلَكَ كُلُّ قَوْمٍ مِنْهُمْ وَادِيًا وَشِعْبًا فَأَرَادَ أَنَّهُ مَعَ الْأَنْصَارِ قَالَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِالْوَادِي الْمَذْهَبَ كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ فِي وَادٍ وَأَنَا فِي وَادٍ قَوْلُهُ الْأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ الشِّعَارُ بِكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ بَعْدَهَا مُهْمَلَةٌ خَفِيفَةٌ الثَّوْبُ الَّذِي يَلِي الْجِلْدَ مِنَ الْجَسَدِ وَالدِّثَارُ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَمُثَلَّثَةٍ خَفِيفَةٍ الَّذِي فَوْقَهُ وَهِيَ اسْتِعَارَةٌ لَطِيفَةٌ لِفَرْطِ قُرْبِهِمْ مِنْهُ وَأَرَادَ أَيْضًا أَنَّهُمْ بِطَانَتُهُ وَخَاصَّتُهُ وَأَنَّهُمْ أَلْصَقُ بِهِ وَأَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِهِمْ زَادَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَ الْأَنْصَارِ وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ قَالَ فَبَكَى الْقَوْمُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ وَقَالُوا رَضِينَا بِرَسُولِ اللَّهِ قَسْمًا وَحَظًّا قَوْلُهُ إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْمُثَلَّثَةِ وَبِفَتْحَتَيْنِ وَيَجُوزُ كَسْرُ أَوَّلِهِ مَعَ الْإِسْكَانِ أَيِ الِانْفِرَادُ بِالشَّيْءِ الْمُشْتَرَكِ دُونَ مَنْ يُشْرِكُهُ فِيهِ وَفِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ أَثَرَةً شَدِيدَةً وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَسْتَأْثِرُ عَلَيْهِمْ بِمَا لَهُمْ فِيهِ اشْتَرَاكٌ فِي الِاسْتِحْقَاقِ.
    وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ مَعْنَاهُ يُفَضِّلُ نَفْسَهُ عَلَيْكُمْ فِي الْفَيْءِ وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْأَثَرَةِ الشِّدَّةُ وَيَرُدُّهُ سِيَاقُ الحَدِيث وَسَببه قَوْله فَاصْبِرُوا حَتَّى تلقونى علىالحوض أَيْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَفِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ أَيِ اصْبِرُوا حَتَّى تَمُوتُوا فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَنِي عِنْدَ الْحَوْضِ فَيَحْصُلُ لَكُمُ الِانْتِصَافُ مِمَّنْ ظَلَمَكُمْ وَالثَّوَابُ الْجَزِيلُ علىالصبر وَفِي الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ غَيْرِ مَا تَقَدَّمَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَى الْخَصْمِ وَإِفْحَامِهِ بِالْحَقِّ عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ وَحُسْنِ أَدَبِ الْأَنْصَارِ فِي تَرْكِهِمُ الْمُمَارَاةَ وَالْمُبَالَغَةِ فِي الْحَيَاءِ وَبَيَانِ أَنَّ الَّذِي نُقِلَ عَنْهُمْ إِنَّمَا كَانَ عَنْ شُبَّانِهِمْ لَا عَنْ شُيُوخِهِمْ وَكُهُولِهِمْ وَفِيهِ مَنَاقِبُ عَظِيمَةٌ لَهُمْ لِمَا اشْتَمَلَ مِنْ ثَنَاءِ الرَّسُولِ الْبَالِغِ عَلَيْهِمْ وَأَنَّ الْكَبِيرَ يُنَبِّهُ الصَّغِيرَ عَلَى مَا يَغْفُلُ عَنْهُ وَيُوَضِّحُ لَهُ وَجْهَ الشُّبْهَةِ لِيَرْجِعَ إِلَى الْحَقِّ وَفِيهِ الْمُعَاتَبَةُ وَاسْتِعْطَافُ الْمُعَاتِبِ وَإِعْتَابُهُ عَنْ عَتْبِهِ بِإِقَامَةِ حُجَّةِ مَنْ عَتَبَ عَلَيْهِ وَالِاعْتِذَارُ وَالِاعْتِرَافُ وَفِيهِ عَلَمٌ مِنْ أَعْلَامِ النُّبُوَّةِ لِقَوْلِهِ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَكَانَ كَمَا قَالَ وَقَدْ قَالَ الزُّهْرِيُّ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَنَسٍ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ قَالَ أَنَسٌ فَلَمْ يَصْبِرُوا وَفِيهِ أَنَّ لِلْإِمَامِ تَفْضِيلَ بَعْضِ النَّاسِ عَلَى بَعْضٍ فِي مَصَارِفِ الْفَيْءِ وَأَنَّ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ الْغَنِيَّ مِنْهُ لِلْمَصْلَحَةِ وَأَنَّ مَنْ طَلَبَ حَقَّهُ مِنَ الدُّنْيَا لَا عَتْبَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ وَمَشْرُوعِيَّةُ الْخُطْبَةِ عِنْدَ الْأَمْرِ الَّذِي يَحْدُثُ سَوَاءً كَانَ خَاصًّا أَمْ عَامًّا وَفِيهِ جَوَازُ تَخْصِيصِ بَعْضِ الْمُخَاطَبِينَ فِي الْخُطْبَةِ وَفِيهِ تَسْلِيَةُ مَنْ فَاتَهُ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا مِمَّا حَصَلَ لَهُ مِنْ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَالْحَضُّ عَلَى طَلَبِ الْهِدَايَةِ والألفة والغنى وَأَن الْمِنَّة لله وَرَسُوله علىالاطلاق وَتَقْدِيم جَانب الْآخِرَة علىالدنيا وَالصَّبْرُ عَمَّا فَاتَ مِنْهَا لِيَدَّخِرَ ذَلِكَ لِصَاحِبِهِ فِي الْآخِرَةِ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4097 ... ورقمه عند البغا: 4330 ]
    - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ حُنَيْنٍ قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ فَخَطَبَهُمْ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي» كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ قَالَ: «مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-»؟ قَالَ: كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ قَالَ: «لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى رِحَالِكُمْ؟ لَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا، الأَنْصَارُ شِعَارٌ، وَالنَّاسُ دِثَارٌ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ». [الحديث 4330 - طرفه في: 7245].وبه قال: (حدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي قال: (حدّثنا وهيب) بضم الواو وفتح الهاء ابن خالد البصري (قال: حدّثنا عمرو بن يحيى) بفتح العين ابن عمارة الأنصاري المازني (عن عباد بن تميم) الأنصاري المدني (عن عبد الله بن زيد بن عاصم) أي ابن كعب الأنصاري المازني صحابي مشهور قيل: إنه هو الذي قتل مسيلمة الكذاب واستشهد بالحرة سنة ثلاث وستين أنه (قال: أفاء الله على رسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي لما أعطاه الله غنائم الذين قاتلهم (يوم حنين) وسقطت التصلية لأبي ذر (قسم) عليه الصلاة والسلام الغنائم (في الناس في المؤلّفة قلوبهم) بدل بعض من وكل والمؤلّفة هم أناس أسلموا يوم الفتح إسلامًا ضعيفًا.وقد سرد ابن طاهر في المبهمات له أسماؤهم وهم: أبو سفيان بن حرب، وسهيل بن عمرو، وحويطب بن عبد العزى، وحكيم بن حزام، وأبو السنابل بن بعكك، وصفوان بن أمية، وعبد الرحمن بن يربوع، وهؤلاء من قريش. وعيينة بن حصين الفزاري، والأقرع بن حابس التميمي، وعمرو بن الأيهم التميمي، والعباس بن مرداس السلمي، ومالك بن عوف النضري، والعلاء بن حارثة الثقفي. قال ابن حجر: وفي ذكر الأخيرين نظر فقيل: إنما جاءا طائعين من الطائف إلى الجعرانة.وذكر الواقدي في المؤلّفة: معاوية ويزيد ابني أبي سفيان، وأسيد بن حارثة، ومخرمة بن نوفل، وسعيد بن يربوع، وتيس بن عدي، وعمرو بن وهب، وهشام بن عمرو. وزاد ابن إسحاق: النضر بن الحارث، والحارث بن هشام، وجبير بن مطعم، وممن ذكره فيهم أبو عمرسفيان بن عبد الأسد، والسائب بن أبي السائب، ومطيع بن الأسود، وأبو جهم بن حذيفة.وذكر ابن الجوزي فيهم: زيد الخيل، وعلقمة بن علاثة، وحكيم بن طلق بن سفيان بن أمية، وخالد بن قيس السهمي، وعمير بن مرداس، وذكر غيرهم فيهم: قيس بن مخرمة، وأحيحة بن أمية بن خلف، وابن أبي شريق، وحرملة بن هوذة، وخالد بن هوذة، وعكرمة بن عامر العبدي، وشيبة بن عمارة، وعمرو بن ورقة، ولبيد بن ربيعة، والمغيرة بن الحارث، وهشام بن الوليد المخزومي، فهؤلاء زيادة على الأربعين نفسًا قاله في الفتح.(ولم يعط الأنصار شيئًا) من جميع الغنيمة،
    فهو مخصوص بهذه الواقعة ليتألف مسلمة الفتح، في المفهم أن العطاء كان من الخمس ومنه كان أكثر عطاياه، وقيل: إنما كان تصرف في الغنيمة لأن الأنصار كانوا انهزموا فلم يرجعوا حتى وقعت الهزيمة على الكفار فردّ الله أمر الغنيمة لنبيه عليه الصلاة والسلام (فكأنهم وجدوا) بفتح الواو والجيم حزنوا ولأبي ذر عن الحموي والمستملي وجد بضمتين جمع واحد (إذ لم يصبهم ما أصاب الناس) من القسمة. وزاد في رواية أبي ذر عن الحموي: وكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس بالشك هل قال وجد بضمتين أو وجدوا فعل ماض، وأما على رواية الكشميهني وجدوا في الموضعين فتكرار بغير فائدة كما لا يخفى، وجوّز الكرماني وتبعه بعضهم أن يكون الأول من الغضب، والثاني من الحزن (فخطبهم) عليه الصلاة والسلام زاد مسلم فحمد الله وأثنى عليه (فقال):(يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضُلاّلاً) بضم الضاد المعجمة وتشديد اللام الأولى بالشرك (فهداكم الله بي) إلى الإيمان (وكنتم متفرقين) بسبب حرب بعاث وغيره الواقع بينهم (فألفكم الله بي وعالة) ولأبي ذر: وكنتم عالة بالعين المهملة وتخفيف اللام أي فقراء لا مال لكم (فأغناكم الله بي كلما قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (شيئًا قالوا: الله ورسوله أمن) بفتح الهمزة وتشديد النون أفعل تفضيل من المن (قال) عليه الصلاة والسلام: (ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: قال): وسقطت التصلية ولفظ قال لأبي ذر (كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمنّ. قال: لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا). وفي حديث أبي سعيد فقال: "أما والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم أتيتنا مكذبًا فصدّقناك ومخذلاً فنصرناك وطريدًا فآويناك وعائلاً فواسيناك" زاد أحمد من حديث أنس قالوا: بل المنة لله ولرسوله وإنما قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذلك تواضعًا منه، وإلاّ ففي الحقيقة الحجة المبالغة والمنة له عليهم كما قالوا.(ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاه والبعير) اسما جنس يقع كل منهما على الذكر والأنثى (وتذهبون بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى رحالكم) ذكرهم ما غفلوا عنه من عظيم ما اختصوا به منه بالنسبة إلى ما اختص به غيرهم من عرض الدنيا الفانية وسقطت التصلية لأبي ذر (لولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار) قاله استطابة لنفوسهم وثناء عليهم، وليس المراد منه الانتقال عن النسب الولادي لأنه حرام مع أن نسبه عليه الصلاة والسلام أفضل الأنساب وأكرمها وهو تواضع منه عليه الصلاةوالسلام، وحثّ على إكرامهم واحترامهم، لكن لا يبلغون درجة المهاجرين السابقين الذين خرجوا من ديارهم وقطعوا عن أقاربهم وأحيائهم وحرموا أوطانهم وأموالهم، والأنصار وإن اتصفوا بصفة النصرة والإيثار والمحبة والإيواء لكنهم مقيمون في مواطنهم، وحسبك شاهدًا في فضل المهاجرين قوله هذا لأن فيه إشارة إلى جلالة رتبة الهجرة فلا يتركها فهو نبي مهاجري لا أنصاري، وقد سبق مزيد لذلك في فضل الأنصار.(ولو سلك الناس واديًا وشعبًا) بكسر الشين المعجمة وسكون المهملة طريقًا في الجبل (لسلكت وادي الأنصار وشعبها) والمراد بلدهم (الأنصار شعار) الثوب الذي يلي الجلد (والناس دثار) بكسر الدال وبالمثلثة المفتوحة ما يجعل فوق الشعار أي أنهم بطانته وخاصته وأنهم ألصق به وأقرب إليه من غيرهم وهو تشبيه بليغ (إنكم ستلقون بعدي أثرة) بفتح الهمزة والمثلثة وبضم الهمزة وسكون المثلثة أي يستأثر عليكم بما لكم فيه اشتراك من الاستحقاق (فاصبروا) على ذلك (حتى تلقوني على الحوض) يوم القيامة فيحصل لكم الانتصاف ممن ظلمكم مع الثواب الجزيل على الصبر.وهذا الحديث أخرجه مسلم في الزكاة.


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:4097 ... ورقمه عند البغا:4330 ]
    - حدَّثنا مُوساى بنُ إسْماعِيلَ حَدثنَا وُهَيْبٌ حَدثنَا عَمْرُو بنُ يَحْيَى عنْ عَبَّادِ بنِ تَمِيمٍ عنْ عَبْدِ الله بن زَيْدٍ بنِ عاصِمٍ قَالَ لمَّا أفاءَ الله عَلَى رسولِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي المُؤَلَّفَةِ قُلُوبِهُمْ ولَمْ يُعْطِ الأنْصارَ شَيْئاً فَكأنَّهُمْ وجَدُوا إذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أصابَ النَّاسَ فَخَطَبَهُمْ فَقال يَا معْشَرَ الأنْصارِ ألَمْ أجِدْكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُم الله بِي وكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فألَّفَكُمْ الله بِي وعالَةً فأغْناكُمُ الله بِي كُلَّما قَالَ شَيْئاً قالُوا الله ورَسولُهُ أمَنُّ قَالَ مَا يمنعكم أَن تجيبوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كلما قَالَ شَيْئا قَالُوا الله وَرَسُوله أَمن قَالَ لَوْ شئْتُمْ قُلْتُمْ جِئْتَنا كَذَا وكَذَا أتَرْضَوْن أنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بالشَّاةِ والبَعِيرِ وتَذْهَبُونَ بالنبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إلَى رِحَالِكُمْ لَوْلاَ الهِجْرَةُ لكُنْتُ امْرَءاً منَ الأنْصارِ ولَوْ سَلَكَ النَّاسُ وادِياً أَو شِعْباً لَسَلَكْتُ وادِيَ الأنْصارِ وشِعْبَها: الأنْصارُ شِعارٌ والنَّاسُ دِثَارٌ إنَّكُمْ ستَلْقَونَ بعْدِي أثْرَةً فاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْني عَلَى الحَوْضِ.مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (يَوْم حنين) ووهيب مصغر وهب ابْن خَالِد الْبَصْرِيّ، وَعَمْرو بن يحيى بن عمَارَة الْأنْصَارِيّ الْمدنِي، وَعباد، بتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة: ابْن تَمِيم بن زيد بن عَاصِم الْأنْصَارِيّ الْمَازِني، سمع عَمه عبد الله بن زيد بن عَاصِم بن كَعْب بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ الْمَازِني الْمدنِي، لَهُ ولأبويه ولأخيه حبيب صُحْبَة، وَهُوَ الَّذِي حكى وضوء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.وَأخرج البُخَارِيّ فِي التَّمَنِّي بعض هَذَا الحَدِيث. وَأخرجه مُسلم فِي الزَّكَاة عَن شُرَيْح بن يُونُس.قَوْله: (لما أَفَاء الله على رَسُوله) أَي: لما أعطَاهُ غَنَائِم الَّذين قَاتلهم يَوْم حنين، وأصل الْفَيْء الرُّجُوع، وَمِنْه سمى الظل بعد الزَّوَال فَيْئا لِأَنَّهُ يرجع من جَانب إِلَى جَانب، وَمِنْه سميت أَمْوَال الْكفَّار فَيْئا لِأَنَّهَا كَانَت فِي الأَصْل للْمُؤْمِنين، لِأَن الْإِيمَان هُوَ أصل وَالْكفْر طَار عَلَيْهِ، وَلَكنهُمْ غلبوا عَلَيْهَا
    بِالتَّعَدِّي فَإِذا غنمها الْمُسلمُونَ فَكَأَنَّهَا رجعت إِلَيْهِم. قَوْله: (قسم) ، مَفْعُوله مَحْذُوف أَي: قسم الْغَنَائِم فِي النَّاس. قَوْله: (فِي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم) بدل: الْبَعْض من الْكل، وَالْمرَاد بالمؤلفة قُلُوبهم هُنَا نَاس حديثو الْعَهْد بِالْإِسْلَامِ أَعْطَاهُم تأليفاً لقُلُوبِهِمْ، وسرد أَصْحَاب السّير أَسْمَاءَهُم مَا ينيف على الْأَرْبَعين، مِنْهُم: أَبُو سُفْيَان وابناه مُعَاوِيَة وَيزِيد. قَوْله: (وجدوا) أَي: حزنوا، يُقَال: وجد فِي الْحزن وجدا، بِفَتْح الْوَاو، وَوجد فِي المَال وُجداً بِالضَّمِّ ووَجداً بِالْفَتْح ووِجداً بِالْكَسْرِ وَجدّة أَي: اسْتغنى، ووجده مَطْلُوبه يجده وجودا، وَوجد ضالته وجداناً، وَوجد عَلَيْهِ فِي الْغَضَب موجدة ووجداناً أَيْضا، حَكَاهَا بَعضهم، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر، فكأنهم وجدٌ بِضَمَّتَيْنِ جمع: الْوَاجِد، ويروى بِضَم الْوَاو وَسُكُون الْجِيم، وَحَاصِل رِوَايَة أبي ذَر: فكأنهم وجد إِذْ لم يصبهم مَا أصَاب النَّاس، أَو كَأَنَّهُمْ وجدوا إِذْ لم يصبهم مَا أصَاب النَّاس، أوردهُ على الشَّك والتكرار، وَقَالَ الْكرْمَانِي: فَإِن قلت: مَا فَائِدَة التّكْرَار؟ قلت: إِذا كَانَ الأول إسماً وَالثَّانِي فعلا فَهُوَ ظَاهر، أَو أَحدهمَا من الْحزن وَالثَّانِي من الْغَضَب، أَو هُوَ شكّ من الرَّاوِي، وَوَقع للكشميهني وَحده: وجدوا فِي الْمَوْضِعَيْنِ، وَكَذَا وَقع فِي أصل النَّسَفِيّ، وَفِي رِوَايَة مُسلم، وَقَالَ عِيَاض: وَقع فِي نُسْخَة من الثَّانِي إِن لم يصبهم، يَعْنِي بِفَتْح الْهمزَة وبالنون قَالَ: وعَلى هَذَا تظهر فَائِدَة التّكْرَار. قَوْله: (فخطبهم) زَاد مُسلم: فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ قَوْله: (ضلالا) بِضَم الضَّاد وَتَشْديد اللَّام جمع ضال. وَالْمرَاد هُنَا: ضَلَالَة الشّرك وبالهداية الْإِيمَان. قَوْله: (وَعَالَة) جمع العائل وَهُوَ الْفَقِير. قَوْله: (كلما قَالَ شَيْئا أَي:) كلما قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، من ذَلِك شَيْئا، قَالُوا: (أَي الْأَنْصَار. قَوْله: (الله وَرَسُوله وَرَسُوله أَمن) بِفَتْح الْهمزَة وَالْمِيم وَتَشْديد النُّون، وَهُوَ أفعل التَّفْضِيل من: الْمَنّ، ويوضحه حَدِيث أبي سعيد. فَقَالُوا: مَاذَا نجيبك يَا رَسُول الله؟ لله وَلِرَسُولِهِ الْمَنّ وَالْفضل. قَوْله: (قَالَ: كلما قَالَ شَيْئا) فِي الْمرة الثَّانِيَة تكْرَار من الرَّاوِي للْأولِ. قَوْله: (قَالَ: لَو شِئْتُم) أَي: قَالَ رَسُول الله: لَو شِئْتُم (قُلْتُمْ جئتنا) ، بِفَتْح التَّاء للخطاب، قَوْله: (كَذَا وَكَذَا) ، كِنَايَة عَمَّا يُقَال: جئتنا مُكَذبا فَصَدَّقْنَاك، ومخذولاً فَنَصَرْنَاك، وطريداً فَآوَيْنَاك، وعائلاً فوا سيناك، وَصرح بذلك فِي حَدِيث أبي سعيد، وروى أَحْمد من حَدِيث ابْن أبي عدي عَن حميد عَن أنس بِلَفْظ: أَفلا تَقولُونَ: جئتنا خَائفًا فآمناك، وطريداً فَآوَيْنَاك، ومخذولاً فَنَصَرْنَاك؟ قَالُوا: بل الْمَنّ علينا لله وَلِرَسُولِهِ، انْتهى وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تواضعاً مِنْهُ وإنصافاً، وإلاَّ فَفِي الْحَقِيقَة الْحجَّة الْبَالِغَة والْمنَّة الظَّاهِرَة فِي جَمِيع ذَلِك لَهُ عَلَيْهِم، فَإِنَّهُ لَوْلَا هجرته إِلَيْهِم وسكناه عِنْدهم لما كَانَ بنيهم وَبَين غَيرهم فرق، نبه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على ذَلِك بقوله: (أَتَرْضَوْنَ) الخ ويروى: أَلا ترْضونَ؟ فَفِيهِ تَنْبِيه لَهُم على مَا غفلوا عَنهُ من عَظِيم مَا اختصوا بِهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا اخْتصَّ بِهِ غَيرهم من عرض الدُّنْيَا الفانية. قَوْله: (بِالشَّاة وَالْبَعِير) ، كل مِنْهُمَا إسم جنس، فالشاة تقع على الذّكر وَالْأُنْثَى وَالْبَعِير على الْجمل والناقة، وَفِي رِوَايَة الزُّهْرِيّ: أَتَرْضَوْنَ أَن يذهب النَّاس بالأموال؟ وَفِي رِوَايَة أبي التياح: بالدنيا؟ قَوْله: (إِلَى رحالكُمْ) أَي: إِلَى بُيُوتكُمْ ومنازلكم، وَهُوَ جمع رَحل بِالْحَاء الْمُهْملَة. قَوْله: (لَوْلَا الْهِجْرَة) أَي: لَوْلَا وجود الْهِجْرَة. قَالَ الْخطابِيّ: أَرَادَ بِهَذَا الْكَلَام تألف الْأَنْصَار وتطيب قُلُوبهم وَالثنَاء عَلَيْهِم فِي دينهم حَتَّى رَضِي أَن يكون وَاحِدًا مِنْهُم لَوْلَا مَا يمنعهُ من الْهِجْرَة لَا يجوز تبديلها، وَنسبَة الْإِنْسَان على وُجُوه الولادية: كالقرشية، والبلادية كالكوفية، والإعتقادية: كالسنية، والصناعية: كالصيرفية، وَلَا شكّ أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يرد بِهِ الِانْتِقَال عَن نسب آبَائِهِ إِذْ ذَاك مُمْتَنع قطعا، وَكَيف وَأَنه أفضل مِنْهُم نسبا وَأكْرمهمْ أصلا؟ وَأما الاعتقادي فَلَا مَوضِع فِيهِ للانتقال إِذا كَانَ دينه وَدينهمْ وَاحِدًا فَلم يبْق إلاَّ القسمان الأخيران الْجَنَائِز فيهمَا الِانْتِقَال، وَكَانَت الْمَدِينَة دَارا للْأَنْصَار وَالْهجْرَة إِلَيْهَا أمرا وَاجِبا، أَي: لَوْلَا أَن النِّسْبَة الهجرية لَا يسعني تَركهَا لانتقلت عَن هَذَا الإسم إِلَيْكُم ولانتسبت إِلَى داركم. قَالَ الْخطابِيّ: وَفِيه وَجه آخر، وَهُوَ أَن الْعَرَب كَانَت تعظم شَأْن الخؤولة وتكاد تلحقها بالعمومة وَكَانَت أم عبد الْمطلب امْرَأَة من بني النجار، فقد يكون صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ذهب هَذَا الْمَذْهَب إِن كَانَ أَرَادَ نِسْبَة الْولادَة. قَوْله: (وَلَو سلك النَّاس وَاديا أَو شعبًا) . بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وَهُوَ إسم لما انفرج بَين جبلين، وَقيل: الطَّرِيق فِي الْجَبَل، وَقَالَ الْخطابِيّ: لما كَانَت الْعَادة أَن الْمَرْء يكون فِي نُزُوله وارتحاله مَعَ قومه، وَأَرْض الْحجاز كَثِيرَة الأودية والشعاب، فَإِذا تَفَرَّقت فِي السّفر الطّرق سلك كل قوم مِنْهُم وَاديا وشعباً، فَأَرَادَ أَنه مَعَ الْأَنْصَار. قَالَ: وَيحْتَمل أَن يُرِيد بالوادي الْمَذْهَب، كَمَا يُقَال: فلَان فِي وادٍ وَأَنا فِي وادٍ. قَوْله: (شعار) بِكَسْر الشَّيْخ الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة الْخَفِيفَة، وَهُوَ الثَّوْب الَّذِي يَلِي الْجلد من الْجَسَد و (الدثار) ، وبكسر
    الدَّال الْمُهْملَة وبالثاء الْمُثَلَّثَة الْخَفِيفَة، وَهُوَ الَّذِي فَوق الشعار، وَهُوَ كِنَايَة عَن فرط قربهم مِنْهُ، وَأَرَادَ أَنهم بطانته وخاصته وَأَنَّهُمْ ألصق بِهِ وَأقرب إِلَيْهِ من غَيرهم، قَوْله: (آثرة) بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الثَّاء الْمُثَلَّثَة وبفتحتين، وَهُوَ إسم من آثر يُؤثر إيثاراً إِذا أعْطى. قَالَ ابْن الْأَثِير: أَرَادَ أَنه يُؤثر عَلَيْكُم فيفضل غَيْركُمْ من نصِيبه من الْفَيْء، ويروى إثرة، بِكَسْر أَوله مَعَ الإسكان أَي: الِانْفِرَاد بالشَّيْء الْمُشْتَرك دون من يُشَارِكهُ فِيهِ. قَوْله: (على الْحَوْض) ، أَي: يَوْم الْقِيَامَة، وَفِي رِوَايَة الزُّهْرِيّ: حَتَّى تلقوا الله وَرَسُوله فَإِنِّي على الْحَوْض، أَي: اصْبِرُوا حَتَّى تَمُوتُوا فَإِنَّكُم ستجدوني عِنْد الْحَوْض، فَيحصل لكم الانتصاف مِمَّن ظلمكم، وَالثَّوَاب الجزيل على الصَّبْر.

    حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ لَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ﷺ يَوْمَ حُنَيْنٍ قَسَمَ فِي النَّاسِ فِي الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا، فَكَأَنَّهُمْ وَجَدُوا إِذْ لَمْ يُصِبْهُمْ مَا أَصَابَ النَّاسَ فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ ‏"‏ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي وَعَالَةً، فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي ‏"‏‏.‏ كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ‏.‏ قَالَ ‏"‏ مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تُجِيبُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ‏"‏‏.‏ قَالَ كُلَّمَا قَالَ شَيْئًا قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمَنُّ‏.‏ قَالَ ‏"‏ لَوْ شِئْتُمْ قُلْتُمْ جِئْتَنَا كَذَا وَكَذَا‏.‏ أَتَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ ﷺ إِلَى رِحَالِكُمْ، لَوْلاَ الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَشِعْبًا لَسَلَكْتُ وَادِيَ الأَنْصَارِ وَشِعْبَهَا، الأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ، إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ ‏"‏‏.‏

    Narrated `Abdullah bin Zaid bin `Asim:When Allah gave to His Apostle the war booty on the day of Hunain, he distributed that booty amongst those whose hearts have been (recently) reconciled (to Islam), but did not give anything to the Ansar. So they seemed to have felt angry and sad as they did not get the same as other people had got. The Prophet (ﷺ) then delivered a sermon before them, saying, "O, the assembly of Ansar! Didn't I find you astray, and then Allah guided you on the Right Path through me? You were divided into groups, and Allah brought you together through me; you were poor and Allah made you rich through me." Whatever the Prophet (ﷺ) said , they (i.e. the Ansar) said, "Allah and his Apostle have more favours to do." The Prophet (ﷺ) said, "What stops you from answering the Messenger of Allah?" But whatever he said to them, they replied, "Allah and His Apostle have more favours to do." The Prophet (ﷺ) then said, "If you wish you could say: 'You came to us in such-and-such state (at Medina).' Wouldn't you be willing to see the people go away with sheep and camels while you go with the Prophet (ﷺ) to your homes? But for the migration, I would have been one of the Ansar, and if the people took their way through a valley or mountain pass, I would select the valley or mountain pass of the Ansar. The Ansar are Shiar (i.e. those clothes which are in direct contact with the body and worn inside the other garments), and the people are Dithar (i.e. those clothes which are not in direct contact with the body and are worn over other garments). No doubt, you will see other people favoured over you, so you should be patient till you meet me at the Tank (of Kauthar)

    Telah menceritakan kepada kami [Musa bin Ismail] Telah menceritakan kepada kami [Wuhaib] Telah menceritakan kepada kami [Amru bin Yahya] dari [Abbad bin Tamim] dari [Abdullah bin Zaid bin Ashim] katanya, ketika Allah memberi Rasul-Nya shallallahu 'alaihi wasallam rampasan (fai) pada perang Hunain, beliau membagi rampasan itu untuk orang-orang yang hatinya masih perlu ditarbiyah (muallaf), dan beliau sama sekali tidak memberi bagian sahabat anshar. Rupanya sahabat anshar ini emosi karena tidak memperoleh bagian sebagaimana yang lain memperolehnya. Maka kemudian Rasulullah menyampaikan pidato: "Hadirin kaum Anshar, bukankah aku dahulu menjumpai kalian dalam keadaan sesat lantas Allah memberi kalian petunjuk dengan perantaraanku? Dahulu kalian dalam keadaan terpecah-belah lantas Allah mendamaikan kalian dengan perantaraanku? Dan kalian dalam keadaan miskin lantas Allah mengayakan kalian dengan perantaraanku? Setiap kali Nabi menyampaikan sesuatu, mereka jawab; "Allah dan rasul-Nya lebih terpercaya." Beliau meneruskan: "Lantas alasan apa yang menghalangi kalian menerima Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam?" Kata Zaid, setiap kali Rasulullah mengatakan sesuatu mereka jawab; "Allah dan rasul-Nya lebih terpercaya!" Kata Nabi: "Silahkan kalian mengatakan; Anda datang kepada kami dengan demikian dan demikian." Tidakkah kalian puas manusia membawa kambing dan unta, sedang kalian membawa Nabi shallallahu 'alaihi wasallam kalian shallallahu 'alaihi wasallam ke persinggahan kalian? kalaulah bukan karena hijrah, aku pasti menjadi orang Anshar, kalaulah manusia mengarungi sebuah lembah dan lereng, niscaya aku mengarungi lembah dan lereng Anshar. Anshar adalah pakaian luar -maksudnya primer dan utama- sedang manusia lain hanyalah pakaian dalam -maksudnya sekunder, kurang utama- sepeninggalku, akan kalian temui sikap-sikap egoistis dan individualistis, maka bersabarlah kalian hingga kalian menemuiku di telaga

    Abdullah b. Zeyd b. Asım dedi ki: "Allah, Resulüne Huneyn günü fey' (ganimet) nasip edince (ganimetieri) insanlar arasındaki müellefetu'l-kulub arasında paylaştırdı. Ensara hiçbir şey vermedi. Diğerlerine isabet eden pay kendilerine de isabet etmediğinden ötürü içten içe rahatsız olmuş gibi idiler. Onlara hutbe irad ederek: Ey ensar topluluğu! Ben sizi yolunuzu şaşırmış bulup da benim sayemde Allah sizi hidayete iletmedi mi? Sizler tefrika içinde iken benimle Allah sizi bir araya getirmedi mi? Fakir iken benimle Allah sizi zengin kılmadı mı, dedi. Allah Resulü her bir şey dedikçe, onlar: Allah'ın ve Resulünün lütuftan daha çoktur, diyorlardı. Allah Resulü: Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'e cevap vermenize engelolan ne, diye sordu. -(Abdullah b. Zeyd) dedi ki: O bir şey dedikçe onlar Allah ve Resulünün lutfu daha çoktur, diyorlardı.- Şöyle buyurdu: Dileseydiniz şöyle diyebilirdiniz: Sen bize şu şu halde geldin. (Şimdi söyleyin) insanlar koyunları ve develeri alıp giderken sizler Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem ile birlikte evlerinize geri dönmeye razı değil misiniz? Eğer hicret olmasaydı, andolsun ensardan bir kişi olurdum. Eğer bütün insanlar bir vadiden ya da bir dağ yolundan gidecek olsalar şüphesiz ben de ensarın gittiği vadiden ve dağ yolundan giderdim. Ensar doğrudan vücudun üstüne giyilen elbisedir, diğer insanlar ise onun üstüne giyilenlerdir. Şüphesiz sizler benden sonra (sizlere) başkalarının tercih edildiğini göreceksiniz. Havz üzerinde benimle karşılaşıncaya kadar sabrediniz. " Bu Hadis 7245 numara ile gelecektir. Fethu'l-Bari Açıklaması: "Yüce Allah Huneyn günü Resulüne ... ganimet ihsan edince" yani Huneyn günü kendileriyle savaştığı kimselerin ganimetIerini ona verince. "Fey'''in asıl anlamı geri çevirmek ve dönmektir. Zevalden sonraki gölgeye fey" denilmesi de bu kökten gelmektedir. Çünkü gölge bu vakitte bir taraftan diğer bir tarafa dönmektedir. Kafirlerin malları asıl itibariyle mu'minlere ait olduğundan dolayı mallarına bu isim verilmiş gibidir. Çünkü asılolan imandır, küfür ise daha sonra ortaya çıkar. Kafirler herhangi bir şeye galibiyet sağlayarak ele geçirecek olurlarsa bu bir saldırganlık yolu ile gerçekleşmiş olur. Müslümanlar o malı onlardan ganimet alınca sanki bu yolla daha önce kendilerine ait olanlar tekrar onlara dönmüş gibi olmaktadır. Biraz önce de Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in ganimetIerin Ci'rane mevkiinde alıkonulmasını emretmiş olduğunu belirtmiş bulunuyoruz. Taiften dönüp, Zülkade'nin 15. günü Ci'rane'ye ulaşmıştı. Ganimetieri paylaştırmakta gecikme sebebi el-Misver hadisinde geçtiği üzere onların Müslüman olmaları ümidi idi. Alınan esirlerin sayısı ise kadın ve çocuk olmak üzere altıbin kişiyi bulmuştu. Develer yirmidörtbin, koyunların sayısı ise kırkbin idi. "İnsanlara paylaştırdı." Maksat ganimetieri onlara paylaştırdığıdır. "Müellefetu'l-kulub arasında" Müellefetu'l-kulub'dan maksat, Kureyşlilerden Mekke'nin fethedildiği günü pek kuwetli olmayan bir şekilde Müslüman olmuş bir takım kimselerdi. Denildiğine göre aralarında henüz daha Müslüman olmamış Safvan b. Umeyye gibi kimseler de vardı. Zekatta hak sahibi sınıflardan birisini teşkil eden müleefe-i kulub ile kimlerin kastedildiği hususunda görüş ayrılığı vardır. Bir görüşe göre bunlar İslama girmelerini teşvik etmek üzere kendilerine bir şeyler verilen kafirlerdir. Bir başka görüşe göre bunlar kafir etbaı bulunan Müslümanlardır. Bu kafirlerin kalplerinin ısındırılması için bunlara verilir. Bir diğer görüşe göre bunlar İslama yeni girmiş Müslümanlar olup, İslamın kalplerine iyice yer etmesi istenen kimselerdir. Burada müellefetu'l-kulub ile kastedilenler ise bu sonuncularıdır .. Çünkü bu başlıkta ez-Zührı yoluyla gelen rivayette şöyle buyurmaktadır: "Ben küfürden henüz yeni kurtulmuş bir takım adamlara kalplerini ısındırmak için veririm." Daha sonra "Kureyşiiler arasında ganimetlerin paylaştırılması" başlığında gelecek olan Enes'in rivayet ettiği hadise göre bunlar ile kastedilenler, kendileri Mekke'de bulunuyorlarken Mekke'nin fethedildiği kimselerdir. Yine ondan gelen bir rivayette: "Tulaka ve muhacirlere verdi" denilmektedir. Talik kelimesinin çoğulu olan tulaka'dan maksat ise Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in Mekke'nin fethedildiği günü kendilerini karşılıksız serbest bıraktığı, Kureyşliler ile onlara tabi olanlardır. Muhacirlerden. maksat ise, Mekke fethedilmeden önce Müslüman olup Medine'ye hicret etmiş olanlardır. ibnu'l-Kayyim der ki: Yüce Allah'ın hikmeti gereği Mekke'nin fethedilmesi pek çok Arap kabilesinin islama girmesine sebep olmuştur. Oysa daha önce: Onu kavmiyle baş başa bırakınız, şayet o kavmine galip gelirse dinine gireriz. Eğer onlar ona galip gelirlerse onlar ona karşı gerekeni yapmış olur ve bize ihtiyaç bırakmamış olurlar, diyorlardı. Yüce Allah ona Mekke'yi fethetmeyi nasip edince bir kısmı yine sapıklığı üzere devam etti. Bundan ötürü ona karşı askerler topladılar ve onunla savaşmak için hazırlandılar. Bu hususta hikmetin bir gereği olarak yüce Allah Resulüne yardım ve zaferin dinine giren kabileierin çokluğuyla da, kavminin ona karşı savaşmaktan el çekmesi ile de olmadığını açıkça göstermiş olmaktadır. Dahasonra yüce Allah onlara galip gelmesini takdir buyurunca, düşmanları sayılarının çokluğuna, araç ve gereçlerinin pek güçlü oluşuna rağmen hezimete uğramalarını takdir buyurmuş olmasıydı. Böylelikle gerçek manada zafer ve yardımın ancak onun tarafından geldiğini, onların güçleri ile gerçekleşmediğini onlara açıkça göstermek istedi. Eğer başından beri kafirlere galip gelmemeleri takdir edilmiş olsaydı, aralarından bu dinden dönecek olanlar büyüklenerek, böbürlenerek, burunları havada dinden geri döneceklerdi. Onların yenilgiye uğramalarını takdir buyurduktan sonra akabinde onlara yardım etti, zafer verdi. Böylelikle Mekke'nin fethedildiği günü Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in Mekke'ye alçak gönüllü ve huşu' ile girdiği gibi, onların da girmelerini sağlamak istedi. Yine onun hikmetinin bir gereği olarak kafirlerin ganimetleri ele geçirildikten sonra kalplerine imanın iyice yerleşmemiş olduğu kimselere taksim edilmesi, bu gibi kimselerin kalplerinde henüz beşeri tabiat gereği mala duydukları sevginin bir sonucu idi. Bu malı aralarında taksim ederek kalplerinin yatışmasını ve kalplerinin onun sevgisi etrafında birleşmesini istemiştir. Çünkü kendilerine iyilikte bulunan kimseleri sevmek, kalp leri n mayasında olan bir şeydir. Fakat aynı zamanda o ganimetleri cihadın gerçek ehli büyük muhacirler ile ensarın ileri gelenlerine vermedi. Oysa bunların ganimetlerin tümüne hak kazandıkları da açıkça ortadadır. Çünkü o ganimetleri aralarında paylaştırmış olsaydı, bu ganimetler sadece onlara ait olurdu. Oysa o müellefe-i kulub'e ganimetleri paylaştırmak suretiyle farklı bir iş yapmış oldu. Çünkü böylelikle başkanları hoşnut olduğu takdirde, kendileri de hoşnut olan ve bu ileri gelenlere tabi olan kimselerin kalplerinin de sevgisini kazanmış oluyordu. Bu şekilde bağışlarda bulunmak, onların islama girişlerine ve islama giren kimselerin kalplerinin de kendilerinden daha aşağıda olup, kendilerine tabi olanlara karşı kalplerinin güçlenmesine ve onların da islama girmeleri hususunda kalplerine metanet gelmesine sebep teşkil etmiştir. Böylece bu işte pek büyük bir masıahat ortaya çıkmış oldu. Bundan dolayı askerlerin içinde bulundukları halde kendilerine destek olacak mala çokça muhtaç olmalarına rağmen, Mekke ahalisinin mallarından Mekke'nin fethedilmesi esnasında az ya da çok herhangi bir şeyi paylaştırmadı. Bu sebeple yüce Allah müşriklerin kalplerinde onlara karşı savaşma arzusunu harekete geçirdi. Müşriklerin bir çoğu mallarını, kadınIarını ve çocukIarını beraber aIarak onIara karşı çıkmayı uygun gördü ve bunIarın hepsi de neticede MüsIümanIar tarafından ganimet aIındı. Eğer onIarın başkanIarının kaIpIerine bunIarı beraber getirmenin doğru oIduğu kanaatini yüce AlIah yerleştirmemiş oIsaydl, doğru görüş Dureyd'in danışma esnasında öne sürdüğü görüş oIacaktı.Fakat başkanIarı Dureyd'e muhaIefet edince bu bütün bunların MüsIümanIarın eline ganimet oIarak geçmesine sebep oIdu. Arkasından bu ilahı hikmet bu ganimetierin kaIpIeri İsIama telif edilecek kimseIer arasında payIaştırıImasınl, kaIpIeri iman ile dolu oIan kimseIerin de imanIarı ile baş başa bırakılmasını da gerektirdi. Daha sonra kalpIerin İsIama telif edilmesinin tamamIayıcl bir unsuru olarak onIardan alınan esirler de onIara geri verildi. Böylelikle kalpIerinde İsIaml kabuI etmek arzusu daha etkili bir haI aIdl, itaat ile ve istekle İslama girdiler. Bu durum da Mekkelilerin, kırılmış ve korkuya kapılmış oIan kalplerinin elde ettikleri zafer ve ganimet ile onarılması sonucunu verdi. Böylece onlara komşu olan ve Arapların en güçlü kabilelerinden sayılan Hevazinliler ile Sakiflilerin verebilecekleri kötülükleri bertaraf etmiş oldu. Çünkü onlar böyIe bir yenilgiye uğratIImlş, sonra da İslama girmelerine imkan ve fırsatlar doğmuştu. Şayet bunlar olmamış olsaydı Mekkeliler oIdukça güçlü ve pek kalabalık oIan bu kabileIere karşı direnemezIerdi. Ensarın olayına ve onlardan ileri geri bir şeyler söyleyenlere gelince, ensarın ileri gelenleri bu hareketlerin kendilerine tabi olan bazı kimseler tarafından yapılmış oIduğunu belirterek özür dilemişlerdi. Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem yaptığı uygulamada onlar için gizli kaIan hikmeti onIara açıklayınca, itaatle geri döndüler ve en büyük ganimetin kendilerinin elde ettikleri Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem ile birlikte üIkelerine geri dönmek olduğunu gördüIer. Böylelikle ganimet olarak aIınan koyun, deve, kadın ve çocuk esirlerin yerine bunları geride bırakan pek büyük mükafat ile teselli buldular. O pek şerefli Nebi, hayatta iken de, ölümünden sonra da onların komşusu oldu. İşte hikmeti pek büyük olanın adeti budur. Herkese kendisine uygun ne ise onu verir. (Özetle aktardığımız İbnu'l-Kayyim'in açıklamaları burada sona ermektedir. ) "Ben sizIeri daIaIette buImadım mı?" Burada maksat şirk daıaIetidir. Hidayetten kasıt da imandır. Restitullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem yüce AlIah'ın kendi vasıtasıyIa onlara Iutfetmiş oIduğu nimetleri oIdukça beliğ bir şekilde sıralamıştır. Önce dünya işlerinden hiçbir şeyin kendisiyIe boy öIçüşemediği iman nimetini sözkonusu ederek başladı. İkinci oIarak onların kaIpIerini birbirine telif etme nimetin i hatırlattı. Bu da maI nimetinden daha büyüktür. Çünkü mallar bu nimeti eIde etmek için karşılık beklemeden harcanır, bununIa birlikte bu nimet eIde ediIemeyebilir. Hicretten önce ensar -bundan önce hicret ile ilgili açıklamaIarın baş taraflarında geçtiği üzere- araIarında baş göstermiş buIunan Buas savaşı ve daha başka vakıalar dolayısıyla birbirlerinden son derece nefret ediyorlar, aralarındaki bağlar paramparça olup kopmuş bulunuyordu. Bütün bunlar yüce Allah'ın şu buyruğunda dile getirdiği gibi İslam ile ortadan kalktı: "Sen yeryüzünde olan her şeyi toptan harcasaydm, yine kalplerini birleştiremezdin. Fakat Allah aralarını bulup kalplerini kaynaştırdl. "[Enfal, 63] "Dileseydiniz, sen bize şu şu halde geldin ... derdiniz." Bu hususu Ebu Said yoluyla rivayet edilen hadiste açıklamış bulunmaktadır. Ordaki lafzıyla şöyledir: "Allah ResLılü şöyle buyurdu: Ama Allah'a yemin ederim isteseydiniz şöyle diyebilirdiniz ve hem doğru söylemiş olurdunuz, hem de bu söyledikleriniz tasdik edilirdi: Sen bize yalanlanmış birisi olarak geldin, biz seni tasdik ettik. Kimsenin yardımına mazhar olmayan birisi olarak geldin, biz sana yardım ettik. Yurdundan kovulmuştun seni barındırdık, fakirdin seni gözettik." Bunu Ahmed de, Enes'ten şu lafızia rivayet etmiştir: "Niye: Bize korku içinde geldin biz sana güvenlik verdik, kovulmuş olarak geldin biz seni barındırdık. Yardımdan mahrum idin biz sana yardım ettik demiyorsunuz? Onlar: Hayır, Allah'ın ve Resulünün üzerinizdeki lütufJarı daha çoktur, dediler." Senedi sahihtir. "Eğer hicret olmasaydı andolsun ensardan bir kişi olurdum." İbnu'l-Cevzi der ki: Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem bu sözleriyle nesebini değiştirmeyi de, hicretinin silinmesini de kastetmiş değildir. O bu sözleriyle şunu kastetmiştir: Eğer daha önceden hicret etmemiş olsaydı, Medine'ye ve din e yardımcı olmaya kendisini nispet edecekti. Buna göre ifadenin takdiri şöyledir: Eğer hicret terk edilmesi sözkonusu olmayan dini bir nispet olmasaydı, şüphesiz ben de sizin diyarınıza kendimi nispet ederdim. Kurtubı der ki: Yani sizin adınızı alırdım ve size intisap ederdim. Tıpkı onların daha önce hilf (ahit ve antlaşma) yoluyla intisap ettikleri gibi. Fakat hicretin özelliği ve mertebe olarak öncelikli olması buna engelolmuştur. Çünkü hicret daha üstün ve daha şereflidir. Dolayısıyla başkası ile değiştirilmez. Anlamının şu olduğu da söylenmiştir: O takdirde ben hükümler itibariyle ensardan birisi olurdum ve onlar arasında sayılırdım. İfadenin takdirinin şöyle olduğu da söylenmiştir: Şayet hicretin sevabı daha büyük olmasaydı elbette sevabımın ensar sevabı olmasını tercih edecektim. "Ensar iç elbisedir, sair insanlar dış elbisedir." İç elbise (şi'ar) bedenin tene değenleridir. Dış elbise (disar) ise onun üstünde giyilendir. Bu onların kendisine aşırı yakınlıklarını anlatmak için oldukça incelikli bir istiaredir. Ayrıca bu sözleriyle kendisinin oldukça özel sırdaşları olduklarını, başkalarına nispetle ona daha yakın ve onunla daha çok iç içe olduklarını anlatmak istemiştir. Ebu Said yoluyla gelen hadiste şu fazlalık bulunmaktadır: "Allah'ım ensara, ensarın oğullarına, ensarın oğullarının oğullarına rahmet et. (Ebu Said) dedi ki: Hepsi sakallarını ıslatıncaya kadar ağladılar ve: Bize payolarak Resuluilah'ın düşmesine razıylZ, dediler." "Şüphesiz benden sonra başkalarının tercih edildiğini göreceksiniz." Yani onların ortak olarak hak sahibi oldukları hususlarda başkalarının kendilerine tercih edildiğini göreceklerdir. "Havz'ın başında benimle karşılaşacağınız vakte kadar sabrediniz." Kasıt kıyamet günüdür yani ölene kadar sabrediniz. Sizler beni Havzın yanıbaşında bulacaksınız. O vakit size zulmedenlerden hakkınız alınacak ve sabra karşılık size' pek büyük mükafat verilecektir. Hadisten Çıkarılan Diğer Bazı Sonuçlar Hadis-i şeriften daha önce kaydedilen hususlardan ayrı olarak bir takım sonuçlar daha çıkartılabilmektedir: 1- İhtiyaç duyulduğu takdirde hasma karşı delil ortaya konulabilir ve susturulur. 2- Tartışmayı terk etmek ve ileri derecede hayalı olmak suretiyle ensargüzel bir edebe sahipti. 3- Onlardan söylediler diye aktarılanlar aslında onların gençlerinin söyledikleri sözlerdi, olgun ve yaşlılarının söyledikleri sözler değildi. 4- Ensar için pek büyük bir menkıbe sözkonusudur. Çünkü Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in onlara ileri derecedeki övgüsünü ihtiva etmektedir. 5- Büyük olan küçük olanın fark etmediği hususa dikkatini çeker ve hakka dönmesi için ona şüphe ve tereddüte düşülen ciheti açıklar. 6- Sitem etmek, sitem edenin kalbini kazanmak ve onun sitemine karşılık vermek için sitem edilen kimse tarafından gerekli delilin ortaya konulması, mazeretini belirtmek ve itiraf etmek (meşru'dur). 7 - Bu hadiste nübuvvet alametlerinden bir alamet bulunmaktadır. Çünkü o: "Benden sonra başkalarının size tercih edildiğini göreceksiniz" diye buyurmuş ve dediği gibi olmuştur. ez-Zühri, Enes'ten diye rivayet ettiği hadisin sonlarında şunları söylemektedir: Enes dedi ki: "Fakat onlar sabretmediler." 8- İmam (halife) bazı kimseleri ganimetierin dağıtılması hususunda bazılarına üstün tutabilir. Ayrıca o masıahat dolayısıyla varlıklı olana da ganimetten pay verebilir. 9- Dünyalıktan hakkını isteyen bir kimseye bundan dolayı sitem etmek sözkonusu değildir. 10- İster özel, ister genelolsun ortaya çıkan herhangi bir durum dolayısıyla hutbe vermek meşrudur. 11- Hutbe esnasında bir takım muhatapları özellikle sözkonusu etmek caizdir. 12- Bir miktar dünyalık kaybeden kimsenin ahirette elde edecekleri sevapIarı hatırlatarak tesellide bulunmak, hidayeti, ülfeti ve dünyalığa karşı müstağni davranma yolunu izlemeyi teşvik etmek, uygun bir yoldur. 13- Lütuf ve minnet duygusu kayıtsız ve şartsız olarak Allah'a ve Resulüne karşı duyulmalıdır. 14- Ahiret tarafı dünyaya öncelenir. Elde edilemeyen dünyalığa karşı da sabretmek gerekir ki, bu yolla sabredene ahiretteki ecri saklansın. Ahiret daha hayırlı ve daha kalıcıdır

    ہم سے موسیٰ بن اسماعیل نے بیان کیا، کہا ہم سے وہیب بن خالد نے بیان کیا، ان سے عمرو بن یحییٰ نے، ان سے عباد بن تمیم نے، ان سے عبداللہ بن زید بن عاصم رضی اللہ عنہ نے بیان کیا کہ غزوہ حنین کے موقع پر اللہ تعالیٰ نے اپنے رسول کو جو غنیمت دی تھی آپ نے اس کی تقسیم کمزور ایمان کے لوگوں میں ( جو فتح مکہ کے بعد ایمان لائے تھے ) کر دی اور انصار کو اس میں سے کچھ نہیں دیا۔ اس کا انہیں کچھ ملال ہوا کہ وہ مال جو نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے دوسروں کو دیا انہیں کیوں نہیں دیا۔ آپ نے اس کے بعد انہیں خطاب کیا اور فرمایا: اے انصاریو! کیا میں نے تمہیں گمراہ نہیں پایا تھا پھر تم کو میرے ذریعہ اللہ تعالیٰ نے ہدایت نصیب کی اور تم میں آپس میں دشمنی اور نااتفاقی تھی تو اللہ تعالیٰ نے میرے ذریعہ تم میں باہم الفت پیدا کی اور تم محتاج تھے اللہ تعالیٰ نے میرے ذریعہ غنی کیا۔ آپ کے ایک ایک جملے پر انصار کہتے جاتے تھے کہ اللہ اور اس کے رسول کے ہم سب سے زیادہ احسان مند ہیں۔ آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا کہ میری باتوں کا جواب دینے سے تمہیں کیا چیز مانع رہی؟ بیان کیا کہ آپ صلی اللہ علیہ وسلم کے ہر اشارہ پر انصار عرض کرتے جاتے کہ اللہ اور اس کے رسول کے ہم سب سے زیادہ احسان مند ہیں پھر آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا کہ اگر تم چاہتے تو مجھ سے اس طرح بھی کہہ سکتے تھے ( کہ آپ آئے تو لوگ آپ کو جھٹلا رہے تھے، لیکن ہم نے آپ کی تصدیق کی وغیرہ ) کیا تم اس پر خوش نہیں ہو کہ جب لوگ اونٹ اور بکریاں لے جا رہے ہوں تو تم اپنے گھروں کی طرف رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کو ساتھ لے جاؤ؟ اگر ہجرت کی فضیلت نہ ہوتی تو میں بھی انصار کا ایک آدمی ہوتا۔ لوگ خواہ کسی گھاٹی یا وادی میں رہیں گے میں تو انصار کی گھاٹی اور وادی میں رہوں گا۔ انصار استر کی طرح ہیں جو جسم سے ہمیشہ لگا رہتا ہے اور دوسرے لوگ اوپر کے کپڑے یعنی ابرہ کی طرح ہیں۔ تم لوگ ( انصار ) دیکھو گے کہ میرے بعد تم پر دوسروں کو ترجیح دی جائے گی۔ تم ایسے وقت میں صبر کرنا یہاں تک کہ مجھ سے حوض پر آ ملو۔

    ‘আবদুল্লাহ ইবনু যায়দ ইবনু ‘আসিম (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, হুনাইনের দিবসে আল্লাহ যখন রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-কে গানীমাতের সম্পদ দান করলেন তখন তিনি ঐগুলো সেসব মানুষের মধ্যে বণ্টন করে দিলেন যাদের হৃদয়কে ঈমানের উপর সুদৃঢ় করার প্রয়োজন তিনি অনুভব করেছিলেন। আর আনসারগণকে কিছুই দিলেন না। ফলে তাঁরা যেন নাখোশ হয়ে গেলেন। কেননা অন্যেরা যা পেয়েছে তাঁরা তা পাননি। অথবা তিনি বলেছেনঃ তাঁরা যেন দুঃখিত হয়ে গেলেন। কেননা অন্যোরা যা পেয়েছে তারা তা পাননি। কাজেই নবী সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাদেরকে সম্বোধন করে বললেন, হে আনসারগণ! আমি কি তোমাদেরকে পথভ্রষ্ট পাইনি, অতঃপর আল্লাহ আমার দ্বারা তোমাদের হিদায়াত দান করেছেন? তোমরা ছিলে পরস্পর বিচ্ছিন্ন, অতঃপর আল্লাহ আমার মাধ্যমে তোমাদেরকে পরস্পরকে জুড়ে দিয়েছেন। তোমরা ছিলে দরিদ্র, অতঃপর আল্লাহ আমার মাধ্যমে তোমাদেরকে অভাবমুক্ত করেছেন। এভাবে যখনই তিনি কোন কথা বলেছেন তখন আনসারগণ জবাবে বলেছেন, আল্লাহ এবং তাঁর রাসূলই আমাদের উপর অধিক ইহ্সানকারী। তিনি বললেনঃ আল্লাহর রাসূলের জবাব দিতে তোমাদেরকে বাধা দিচ্ছে কিসে? তাঁরা তখনও তিনি যা কিছু বলছেন তার উত্তরে বলে যাচ্ছেন, আল্লাহ এবং তাঁর রাসূলই আমাদের উপর অধিক ইহ্সানকারী। তিনি বললেন, তোমরা ইচ্ছা করলে বলতে পার যে, আপনি আমাদের কাছে এমন এমন (সংকটময়) সময়ে এসেছিলেন কিন্তু তোমরা কি এ কথায় সন্তুষ্ট নও যে, অন্যান্য লোক বকরী ও উট নিয়ে ফিরে যাবে আর তোমরা তোমাদের বাড়ি ফিরে যাবে আল্লাহর নবীকে সঙ্গে নিয়ে। যদি আল্লাহর পক্ষ থেকে আমাকে হিজরাত করানোর সিদ্ধান্ত গৃহীত না থাকত তা হলে আমি আনসারদের মধ্যকারই একজন থাকতাম। যদি লোকজন কোন উপত্যকা ও গিরিপথ দিয়ে চলে তা হলে আমি আনসারদের উপত্যকা ও গিরিপথ দিয়েই চলব। আনসারগণ হল (নাববী) ভিতরের পোশাক আর অন্যান্য লোক হল উপরের পোশাক। আমার বিদায়ের পর অচিরেই তোমরা দেখতে পাবে অন্যদের অগ্রাধিকার। তখন ধৈর্য ধারণ করবে (দ্বীনের উপর টিকে থাকবে) যে পর্যন্ত না তোমরা হাউজে কাউসারে আমার সঙ্গে সাক্ষাৎ কর। [৭২৪৫; মুসলিম ১২/৪৬, হাঃ ১০৬১, আহমাদ ১৬৪৭০] (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৩৯৮৭, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    அப்துல்லாஹ் பின் ஸைத் பின் ஆஸிம் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: அல்லாஹ், தன் தூதர் (ஸல்) அவர்களுக்கு ஹுனைன் நாளில் போர்ச் செல்வங்களை வழங்கியபோது உள்ளங் கள் தேற்றப்பட வேண்டிய (மக்கா வெற்றியின்போது புதிதாக இஸ்லாத்தைத் தழுவிய)வர்களிடையே (அவற்றைப்)பங்கிட்டார்கள். (மதீனாவாசிகளான) அன்சாரிகளுக்கு எதுவும் கொடுக்கவில்லை. மற்றவர்களுக்குக் கிடைத்ததுபோல் தமக்கும் கிடைக்காமல் போனதால் அவர்கள் கவலையடைந்தவர்களைப் போல் காணப்பட்டார்கள். ஆகவே, அவர்களிடையே (ஆறுதலாக) நபி (ஸல்) அவர்கள் உரையாற்றினார்கள். (அவ்வுரையில்), “அன்சாரிகளே! உங்களை வழிதவறியவர்களாக நான் காணவில்லையா? அல்லாஹ் என் மூலமாக உங்களுக்கு நல்வழியை அளித்தான். நீங்கள் பிரிந்து (சிதறிக்) கிடந்தீர்கள். அப்போது அல்லாஹ் என் மூலமாக உங்களைப் பரஸ்பரம் நேசமுடையவர்களாக்கினான். நீங்கள் ஏழைகளாக இருந்தீர்கள். அல்லாஹ், என் மூலமாக உங்களைத் தன்னிறைவுடையவர்களாய் ஆக்கினான் (அல்லவா?)” என்று சொன்னார்கள். நபி (ஸல்) அவர்கள் (தம் வருகையால் அன்சாரிகள் அடைந்த நன்மைகளை) ஒவ்வொன்றாகச் சொல்லும்போதெல்லாம், “அல்லாஹ்வும் அவனுடைய தூதருமே அதிகமாக உபகாரம் புரிந்தவர்கள்” என்று அன்சாரிகள் கூறினர். நபி (ஸல்) அவர்கள், “அவ்வாறிருக்க, அல்லாஹ்வின் தூதருக்கு நீங்கள் பதிலளிக்காமலிருப்பது எதனால்?” என்று கேட்டார்கள். நபி (ஸல்) அவர்கள் ஒன்றைச் சொல்லும்போதெல்லாம் அவர்கள், “அல்லாஹ்வும் அவனுடைய தூதருமே பேருபகாரிகள்” என்று சொன்னார்கள். நபி (ஸல்) அவர்கள், “நீங்கள் விரும்பினால் இன்னின்னவாறெல்லாம் (நீங்கள் எனக்குச் செய்த உபகாரங்களை நினைவுபடுத்தும் வகையில்) சொல்ல முடியும். ஆனால், (இந்த) மக்கள் (நான் கொடுக்கும்) ஆடு களையும் ஒட்டகங்களையும் (ஓட்டிக்)கொண்டு போக, நீங்கள் உங்கள் இல்லங் களுக்கு இறைத்தூதரையே (என்னையே) உங்களுடன் கொண்டு செல்வதை விரும்பமாட்டீர்களா? ஹிஜ்ரத் (நிகழ்ச்சி) மட்டும் நடந்திருக்கா விட்டால் நான் அன்சாரிகளில் ஒருவனாய் இருந்திருப்பேன். மக்களெல்லாரும் ஒரு கணவாயிலும் ஒரு பள்ளத்தாக்கிலும் சென்றாலும் நான் அன்சாரிகள் செல்லும் கணவாயிலும் பள்ளத்தாக்கிலும்தான் செல்வேன். அன்சாரிகள் (மேனியுடன் ஒட்டிய) உள்ளாடைகள் (போன்றவர்கள்) ஆவர். மற்றவர்கள் மேலாடை போன்றவர் கள்.364 நீங்கள் எனக்குப் பின்னால் விரைவிலேயே (ஆட்சியதிகாரத்தில்)உங்களைவிடப் பிறருக்கு முன்னுரிமை தரப்படுவதைக் காண்பீர்கள். ஆகவே, (எனக்குச் சிறப்புப் பரிசாக மறுமையில் கிடைக்கவிருக்கும்) “ஹவ்ள் (அல்கவ்ஸர்' எனும்) தடாகம் அருகே என்னைச் சந்திக்கும்வரை (நிலைகுலையாமல்) பொறுமையுடன் இருங்கள்” என்று சொன்னார்கள்.365 அத்தியாயம் :