• 832
  • عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : " دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَنَسْوَاتُهَا تَنْطُفُ ، قُلْتُ : قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا تَرَيْنَ ، فَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ ، فَقَالَتْ : الحَقْ فَإِنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ ، وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُمْ فُرْقَةٌ ، فَلَمْ تَدَعْهُ حَتَّى ذَهَبَ ، فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ خَطَبَ مُعَاوِيَةُ قَالَ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الأَمْرِ فَلْيُطْلِعْ لَنَا قَرْنَهُ ، فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ ، قَالَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ : فَهَلَّا أَجَبْتَهُ ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَحَلَلْتُ حُبْوَتِي ، وَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ : أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْكَ مَنْ قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الإِسْلاَمِ ، فَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الجَمْعِ ، وَتَسْفِكُ الدَّمَ ، وَيُحْمَلُ عَنِّي غَيْرُ ذَلِكَ ، فَذَكَرْتُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الجِنَانِ ، قَالَ حَبِيبٌ : حُفِظْتَ وَعُصِمْتَ "

    حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَنَسْوَاتُهَا تَنْطُفُ ، قُلْتُ : قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا تَرَيْنَ ، فَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ ، فَقَالَتْ : الحَقْ فَإِنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ ، وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُمْ فُرْقَةٌ ، فَلَمْ تَدَعْهُ حَتَّى ذَهَبَ ، فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ خَطَبَ مُعَاوِيَةُ قَالَ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الأَمْرِ فَلْيُطْلِعْ لَنَا قَرْنَهُ ، فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ ، قَالَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ : فَهَلَّا أَجَبْتَهُ ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَحَلَلْتُ حُبْوَتِي ، وَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ : أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْكَ مَنْ قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الإِسْلاَمِ ، فَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الجَمْعِ ، وَتَسْفِكُ الدَّمَ ، وَيُحْمَلُ عَنِّي غَيْرُ ذَلِكَ ، فَذَكَرْتُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الجِنَانِ ، قَالَ حَبِيبٌ : حُفِظْتَ وَعُصِمْتَ قَالَ مَحْمُودٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَنَوْسَاتُهَا

    تنطف: تنطف : يقطر منها
    قرنه: القرن : جانب الرأس
    حبوتي: الاحْتبَاء : هو أن يَضُّمّ الإنسان رجْلَيْه إلى بَطْنه بثَوْب يَجْمَعَهُما به مع ظَهْره، ويَشُدُّه عليها. وقد يكون الاحتباء باليَدَيْن عوَض الثَّوب
    دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَنَسْوَاتُهَا تَنْطُفُ ، قُلْتُ : قَدْ كَانَ

    [4108] الحَدِيث الْعَاشِر قَوْله هِشَام هُوَ بن يُوسُف الصَّنْعَانِيّ قَوْله قَالَ وَأَخْبرنِي بن طَاوس قَائِل ذَلِك هُوَ معمر وَاسم بن طَاوُسٍ عَبْدُ اللَّهِ قَوْلُهُ دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ أَيْ بِنْتِ عُمَرَ أُخْتِهِ قَوْلُهُ وَنَسَوَاتُهَا بِفَتْحِ النُّونِ وَالْمُهْمَلَةِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ كَذَا وَقَعَ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ وَإِنَّمَا هُوَ نَوْسَاتُهَا أَيْ ذَوَائِبُهَا وَمَعْنَى تَنْطِفُ أَيْ تَقْطُرُ كَأَنَّهَا قَدِ اغْتَسَلَتْ وَالنَّوْسَاتُ جَمْعُ نَوْسَةٍ وَالْمُرَادُ أَنَّ ذَوَائِبَهَا كَانَتْ تَنُوسُ أَيْ تَتَحَرَّكُ وَكُلُّ شَيْءٍ تَحَرَّكَ فَقَدْ نَاسَ وَالنَّوْسُ الِاضْطِرَابُ وَمِنْهُ قَوْلُ الْمَرْأَةِ فِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ قَالَ بن التِّينِ قَوْلُهُ نَوْسَاتٌ هُوَ بِسُكُونِ الْوَاوِ وَضُبِطَ بِفَتْحِهَا وَأَمَّا نَسَوَاتٌ فَكَأَنَّهُ عَلَى الْقَلْبِ قَوْلُهُ قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا تَرَيْنَ فَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مُرَادُهُ بِذَلِكَ مَا وَقَعَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ مِنَ الْقِتَالِ فِي صِفِّينَ يَوْمَ اجْتِمَاعِ النَّاسِ عَلَى الْحُكُومَةِ بَيْنَهُمْ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ فَرَاسَلُوا بَقَايَا الصَّحَابَةِ مِنَ الْحَرَمَيْنِ وَغَيْرِهِمَا وَتَوَاعَدُوا عَلَى الِاجْتِمَاعِ لينظروا فِي ذَلِك فَشَاور بن عُمَرَ أُخْتَهُ فِي التَّوَجُّهِ إِلَيْهِمْ أَوْ عَدَمِهِ فَأَشَارَتْ عَلَيْهِ بِاللَّحَاقِ بِهِمْ خَشْيَةَ أَنْ يَنْشَأَ مِنْ غَيْبَتِهِ اخْتِلَافٌ يُفْضِي إِلَى اسْتِمْرَارِ الْفِتْنَةِ قَوْلُهُ فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ أَيْ بَعْدَ أَنِ اخْتَلَفَ الْحَكَمَانِ وَهُمَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَكَانَ مِنْ قِبَلِ عَلِيٍّ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَكَانَ مِنْ قِبَلِ مُعَاوِيَةَ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَلَمَّا تَفَرَّقَ الْحَكَمَانِ وَهُوَ يُفَسِّرُ الْمُرَادَ وَيُعَيِّنُ أَنَّ الْقِصَّةَ كَانَتْ بِصِفِّينَ وَجَوَّزَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ الِاجْتِمَاعَ الْأَخِيرَ الَّذِي كَانَ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَرِوَايَةُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ تَرُدُّهُ وَعَلَى هَذَا تَقْدِيرُ الْكَلَامِ فَلَمْ تَدَعْهُ حَتَّى ذَهَبَ إِلَيْهِمْ فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ الْحَكَمَانِ فَحَضَرَ مَعَهُمْ فَلَمَّا تَفَرَّقُوا خَطَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَخْ وَأبْعد من ذَلِك قَول بن الْجَوْزِيِّ فِي كَشْفِ الْمُشْكِلِ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى جَعْلِ عُمَرَ الْخِلَافَةَ شُورَى فِي سِتَّةٍ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْئًا فَأَمَرَتْهُ بِاللِّحَاقِ قَالَ وَهَذَا حِكَايَةُ الْحَالِ الَّتِي جَرَتْ قَبْلُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ خَطَبَ مُعَاوِيَةُ كَانَ هَذَا فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ ابْنَهُ يَزِيدَ وَلِيَّ عَهْدِهِ كَذَا قَالَ وَلَمْ يَأْتِ لَهُ بِمُسْتَنَدٍ وَالْمُعْتَمَدُ مَا صَرَّحَ بِهِ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ثُمَّ وَجَدْتُ فِي رِوَايَةِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنِ بن عُمَرَ قَالَ لَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي اجْتَمَعَ فِيهِ مُعَاوِيَةُ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ قَالَتْ حَفْصَةُ إِنَّهُ لَا يَجْمُلُ بِكَ أَنْ تَتَخَلَّفَ عَنْ صُلْحٍ يُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَأَنت صهر رَسُول الله وبن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ فَأَقْبَلَ مُعَاوِيَةُ يَوْمَئِذٍ عَلَى بُخْتِيٍّ عَظِيمٍ فَقَالَ مَنْ يَطْمَعُ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَوْ يَرْجُوهُ أَوْ يَمُدُّ إِلَيْهِ عُنُقَهُ الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ قَوْلُهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَيِ الْخِلَافَةِ قَوْلُهُ فَلْيُطْلِعْ لنا قرنه بِفَتْح الْقَاف قَالَ بن التِّينِ يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِدْعَتَهُ كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَرِ الْآخَرِ كُلَّمَا نَجَمَ قَرْنٌ أَيْ طَلَعَ قَرْنٌ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَىفَلْيُبْدِ لَنَا صَفْحَةَ وَجْهِهِ وَالْقَرْنُ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَكُونَ فِي الْوَجْهِ وَالْمَعْنَى فَلْيُظْهِرْ لَنَا نَفْسَهُ وَلَا يُخْفِيهَا قِيلَ أَرَادَ عَلِيًّا وَعَرَّضَ بِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَقِيلَ أَرَادَ عُمَرَ وَعَرَّضَ بِابْنِهِ عبد الله وَفِيه يعد لِأَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يُبَالِغُ فِي تَعْظِيمِ عُمَرَ وَوَقع فِي رِوَايَة حبيب بن أبي ثَابت أَيْضا قَالَ بن عُمَرَ مَا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِالدُّنْيَا قَبْلَ يَوْمَئِذٍ أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ لَهُ يَطْمَعُ فِيهِ مَنْ ضَرَبَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى أَدْخَلَكُمَا فِيهِ فَذَكَرْتُ الْجَنَّةَ فَأَعْرَضْتُ عَنْهُ وَمِنْ هُنَا يَظْهَرُ مُنَاسَبَةُ إِدْخَالِ هَذِهِ الْقِصَّةِ فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ لِأَنَّ أَبَا سُفْيَانَ كَانَ قَائِدَ الْأَحْزَابِ يَوْمَئِذٍ قَوْله قَالَ حبيب بن مسلمة أَي بن مَالِكٍ الْفِهْرِيُّ صَحَابِيٌّ صَغِيرٌ وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ وَكَانَ قَدْ سَكَنَ الشَّامَ وَأَرْسَلَهُ مُعَاوِيَةُ فِي عَسْكَرٍ لِنَصْرِ عُثْمَانَ فَقُتِلَ عُثْمَانُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ فَرَجَعَ فَكَانَ مَعَ مُعَاوِيَةَ وَوَلَّاهُ غَزْوَةَ الرُّومِ فَكَانَ يُقَالُ لَهُ حَبِيبُ الرُّومِ لِكَثْرَةِ دُخُولِهِ عَلَيْهِمْ وَمَاتَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ قَوْلُهُ فَهَلَّا أَجَبْتَهُ أَيْ هَلَّا أَجَبْتَ مُعَاوِيَةَ عَنْ تِلْكَ الْمقَالة فَأعلمهُ بن عُمَرَ بِالَّذِي مَنَعَهُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ حَلَلْتُ حُبْوَتِي إِلَخْ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عِنْدَ قَوْلِهِ فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ يُعَرِّضُ بِابْنِ عُمَرَ فَعُرِفَ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ مُنَاسَبَةُ قَوْلِ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ لِابْنِ عُمَرَ هَلَّا أَجَبْتَهُ وَالْحُبْوَةُ بِضَمِّ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ ثَوْبٌ يُلْقَى عَلَى الظَّهْرِ وَيُرْبَطُ طَرَفَاهُ عَلَى السَّاقَيْنِ بَعْدَ ضَمِّهِمَا قَوْلُهُ مَنْ قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الْإِسْلَامِ يَعْنِي يَوْمَ أُحُدٍ وَيَوْمَ الْخَنْدَقِ وَيَدْخُلُ فِي هَذِهِ الْمُقَاتَلَةِ عَلِيٌّ وَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَمِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمِنْ هُنَا تَظْهَرُ مُنَاسَبَةُ إِدْخَالِ هَذِهِ الْقِصَّةِ فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ لِأَنَّ أَبَا سُفْيَانَ وَالِدَ مُعَاوِيَةَ كَانَ رَأْسَ الْأَحْزَابِ يَوْمَئِذٍ وَوَقَعَ فِي رِوَايَة حبيب بن أبي ثَابت أَيْضا قَالَ بن عُمَرَ فَمَا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِالدُّنْيَا قَبْلَ يَوْمَئِذٍ أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ لَهُ يَطْمَعُ فِيهِ مَنْ قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى أَدْخَلَكُمَا فِيهِ فَذَكَرْتُ الْجَنَّةَ فَأَعْرَضْتُ عَنْهُ وَكَانَ رَأْيُ مُعَاوِيَةَ فِي الْخِلَافَةِ تَقْدِيمُ الْفَاضِلِ فِي الْقُوَّةِ وَالرَّأْيِ وَالْمَعْرِفَةِ عَلَى الْفَاضِلِ فِي السَّبَقِ إِلَى الْإِسْلَامِ وَالدِّينِ وَالْعِبَادَةِ فَلِهَذَا أَطْلَقَ أَنَّهُ أَحَقُّ وَرَأْيُ بن عُمَرَ بِخِلَافِ ذَلِكَ وَأَنَّهُ لَا يُبَايَعُ الْمَفْضُولُ إِلَّا إِذَا خُشِيَ الْفِتْنَةُ وَلِهَذَا بَايَعَ بَعْدَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ ثُمَّ ابْنَهُ يَزِيدَ وَنَهَى بَنِيهِ عَنْ نَقْضِ بَيْعَتِهِ كَمَا سَيَأْتِي فِي الْفِتَنِ وَبَايَعَ بَعْدَ ذَلِكَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَوْلُهُ وَيُحْمَلُ عَنِّي غَيْرُ ذَلِكَ أَيْ غَيْرُ مَا أَرَدْتُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةٍ مُنْقَطِعَةٍ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَخْرَجَهَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيم عَن أَيُّوب قَالَ نبئت أَن بن عُمَرَ لَمَّا قَالَ مُعَاوِيَةُ مَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنَّا وَمَنْ يُنَازِعُنَا فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ الَّذِينَ قَاتَلُوكَ وَأَبَاكَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ فِي قَوْلِي هِرَاقَةُ الدِّمَاءِ وَأَنْ يُحْمَلَ قَوْلِي عَلَى غَيْرِ الَّذِي أَرَدْتُ قَوْلُهُ فَذَكَرْتُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَانِ أَيْ لِمَنْ صَبَرَ وَآثَرَ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا قَوْلُهُ قَالَ حبيب أَي بن مَسْلَمَةَ الْمَذْكُورُ حُفِظْتَ وَعُصِمْتَ بِضَمِّ أَوَّلِهِمَا أَيْ أَنَّهُ صَوَّبَ رَأْيَهُ فِي ذَلِكَ وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ الْمَذْكُورَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ قَوْلُهُ قَالَ مَحْمُودٌ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَنَوْسَاتُهَا أَيْ إِنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ رَوَى عَنْ مَعْمَرٍ شَيْخِ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ هَذَا الْحَدِيثَ كَمَا رَوَاهُ هِشَامٌ فَخَالَفَ فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ فَقَالَ نَوْسَاتُهَا وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ كَمَا تقدم وَطَرِيق مَحْمُود هَذَا وَهُوَ بن غَيْلَانَ الْمَرْوَزِيُّ وَصَلَهَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ فِي كِتَابِ أَخْبَارِ الْخَوَارِجِ لَهُ قَالَ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ الْمَرْوَزِيُّ أَنْبَأْنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ فَذَكَرَهُ بِالْإِسْنَادَيْنِ مَعًا وَسَاقَ الْمَتْنَ بِتَمَامِهِ وَأَوَّلُهُ دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَنَوْسَاتُهَا تَنْطِفُ وَقَدْ ذَكَرْتُ مَا فِي رِوَايَتِهِ مِنْ فَائِدَةٍ زَائِدَة وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهُ إِسْحَاقُ بْنِ رَاهْوَيْهِ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3910 ... ورقمه عند البغا: 4108 ]
    - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَنَسْوَاتُهَا تَنْطُفُ قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا تَرَيْنَ فَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنَ الأَمْرِ شَىْءٌ فَقَالَتِ: الْحَقْ فَإِنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُمْ فُرْقَةٌ، فَلَمْ تَدَعْهُ حَتَّى ذَهَبَ فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ خَطَبَ مُعَاوِيَةُ قَالَ: مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الأَمْرِ فَلْيُطْلِعْ لَنَا قَرْنَهُ فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ، وَمِنْ أَبِيهِ قَالَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَهَلاَّ أَجَبْتَهُ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَحَلَلْتُ حُبْوَتِي وَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْكَ مَنْ قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الإِسْلاَمِ فَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمْعِ وَتَسْفِكُ الدَّمَ وَيُحْمَلُ عَنِّي غَيْرُ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَانِ قَالَ حَبِيبٌ: حُفِظْتَ وَعُصِمْتَ. قَالَ مَحْمُودٌ: عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَنَوْسَاتُهَا.وبه قال: (حدثني) بالإفراد (إبراهيم بن موسى) الرازي الفراء الصغير قال: (أخبرنا هشام) هو ابن يوسف الصنعاني (عن معمر) هو ابن راشد (عن الزهري) محمد بن مسلم (عن سالم عن ابن عمر قال) معمر بن راشد: (وأخبرني) بالإفراد (ابن طاوس) عبد الله (عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر) -رضي الله عنهما- أنه (قال: دخلت على حفصة) أختي (ونسواتها) بفتح النون وسكون السين المهملة وبعد الواو المفتوحة ألف ففوقية فهاء كذا في الفرع وأصله بسكون السين، ونسب للمحكم بكسر النون وضبطه غير واحد من الشراح بفتحها أي ضفائر شعرها، وعند ابنالسكن نوساتها بتقديم الواو على السين. قال القاضي عياض: وهو أشبه بالصحة. وقال أبو الوليد الوقشي: إنه الصواب من ناس ينوس إذا تحرك وتسمى الذوائب نوسات لأنها تتحرك كثيرًا، وفي القاموس النوس والنوسان التذبذب وذو نواس بالضم زرعة بن حسان من أذواء اليمن لذؤابة كانت تنوس على ظهره وقال الماوردي: نوساتها بفتح الواو وسكونها أي ضفائر شعرها (تنطف) بكسر الطاء المهملة وتضم لغير أبي ذر أي تقطر ولعلها اغتسلت (قلت) لها (قد كان من أمر الناس ما ترين) أي مما وقع بين علي ومعاوية من القتال في صفين يوم اجتماعهم على الحكومة فيما اختلفوا فيه فراسلوا بقايا الصحابة
    من الحرمين وغيرهما وتواعدوا على الاجتماع لينظروا في ذلك (فلم يجعل لي) بضم التحتية مبنيًّا للمفعول (من الأمر) أي من الإمارة والملك (شيء فقالت) له حفصة: (الحق) بهم بكسر الهمزة وفتح الحاء (فإنهم ينتظرونك وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة) بينهم ومخالفة (فلم تدعه) أي لم تدع حفصة أخاها عبد الله (حتى ذهب) إلى القوم في المكان الذي كان فيه الحكمان وحضر ما وقع بينهم (فلما تفرق الناس) بعد قضية التحكيم وحاصلها: أنهم اتفقوا على تحكيم أبي موسى الأشعري من جهة علي وعمرو بن العاص من جهة معاوية، فقال عمرو لأبي موسى: قم فأعلم الناس بما اتفقنا عليه فخطب أبو موسى فقال في خطبته: أيها الناس إنا قد نظرنا في هذا فلم نر أمرًا أصلح لها ولا ألّم لشعثها من رأي اتفقت أنا وعمرو عليه وهو أنا نخلع عليًّا ومعاوية ونترك الأمر شورى ونستقبل للأمة هذا الأمر فيولوا عليهم من أحبوه، وإني قد خلعت عليًّا ومعاوية ثم تنحى وجاء عمر فقام مقامه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هذا قد قال ما سمعتم وأنه قد خلع صاحبه وإني قد خلعته كما خلعه وأثبّت صاحبي معاوية فإنه ولي عثمان والمطالب بدمه وهو أحق الناس فلما انفصل الأمر على هذا (خطب معاوية قال): معرّضًا بابن عمر وأبيه (من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر) أمر الخلافة (فليطلع) بسكون اللام الأولى وكسر الثانية وضم التحتية (لنا قرنه) بفتح القاف وسكون الراء وفتح النون أي فليبد لنا رأسه أو صفحة وجهه والقرنان في الوجه أي فليظهر لنا نفسه ولا يخفها (فلنحن أحق به) بأمر الخلافة (منه) من عبد الله بن عمر (ومن أبيه) عمر، ولعل معاوية كان رأيه في الخلافة تقديم الفاضل في القوة والمعرفة والرأي على الفاضل في السبق إلى الإسلام والدين، فلذا أطلق أنه أحق، ورأى ابن عمر خلاف ذلك أنه لا يبالغ المفضول إلا إذا خشي الفتنة، ولذا بايع بعد ذلك معاوية ثم ابنه يزيد ونهى بنيه عن نقض بيعته كما سيأتي إن شاء الله تعالى في الفتن بعون الله تعالى وفضله ولذا (قال حبيب بن مسلمة) بميمين مفتوحتين وسكون السين المهملة ابن مالك بن وهب الفهري الصحابي الصغير لابن عمر (فهلا أجبته)؟ أبي معاوية عما قاله (قال عبد الله) بن عمر (فحللت حبوتي) بضم الحاء المهملة وسكون الموحدة ثوب يلقى على الظهر ويربط طرفاه على الساقين بعد ضمهما (وهممت أن أقول) له (أحق بهذا الأمر) أمر الخلافة (منك من قاتلك وأباك) أبا سفيان يوم أُحُد يوم الخندق (على الإسلام) وأنتما حينئذ كافران وهو علي بن أبي طالب (فخشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع) بسكون الميم ولأبي ذر بين الجمع بكسرها وزيادة تحتية(وتسفك الدم) بفتح الفوقية وكسر الفاء (ويحمل) بضم التحتية وفتح الميم (عني غير ذلك) ما لم أرده (فذكرت ما أعد الله) عز وجل لمن صبر (في الجنان) من الخيرات والحور الحسان (قال حبيب) هو ابن مسلمة لابن عمر مصوّبًا رأيه (حفظت وعصمت) بضم أولهما وفتح الفوقيتين.(قال محمود): هو ابن غيلان المروزي شيخ المؤلّف مما وصله محمد بن قدامة الجوهري في كتاب أخبار الخوارج له (عن عبد الرزاق) أي عن معمر شيخ هشام بن يوسف بسنده إلى ابن عمر وقال: (ونوساتها) بتقديم الواو على السين كما سبق معزوًّا لرواية ابن السكن، وفي المحكم لابن سيده بسكون الواو وفتحها. وقال العيني: لا وجه لذكر هذا الحديث هنا إلا أن يقال ذكره استطرادًا لما قبله لأن كلاًّ منهما يتعلق بابن عمر انتهى.ويحتمل أن يكون في قوله من قاتلك وأباك على الاسم المفسر بيوم أُحُد والأحزاب إذ إن أبا سفيان كان قائدًا للأحزاب يومئذ.وهذا الحديث من أفراده.


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3910 ... ورقمه عند البغا:4108 ]
    - حدَّثني إبْرَاهِيمُ بنُ مُوساى أخبرَنا هِشامٌ عنْ مَعْمَرٍ عنِ الزُّهْرِيِّ عنْ سَالِمٍ عنِ ابنِ عُمرَ. قَالَ وأخبَرَنِي ابنُ طَاوُسٍ عنْ عِكْرِمَةَ بنِ خَالِدٍ عنِ ابنِ عُمَرَ دَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ ونَسْوَاتُهَا تَنْطُفُ قُلْتُ قَدْ كانَ مِنْ أمْرِ النَّاسِ مَا تَرَيْنَ فلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ فقَالَتْ إلْحَقْ فإنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ وأخْشَى أنْ يَكُونَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُمْ فُرْقَةٌ فلَمْ تَدَعْهُ حَتَّى ذَهَبَ فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ
    خَطَبَ مُعَاوِيَةُ قالَ مَنْ كانَ يُرِيدُ أنْ يَتَكَلَّمَ فِي هاذَا الأمْرِ فلْيُطْلِعَ لَنَا قَرْنَهُ فلَنَحْنُ أحَقُّ بِهِ مِنْهُ ومِنْ أبِيهِ قَالَ حَبِيبُ بنُ مَسْلَمَةَ فَهَلاَّ أجَبْتَهُ قَالَ عَبْدُ الله فَحَلَلْتُ حُبْوَتِي وهَمَمْتُ أنْ أقُولَ أحَقُّ بِهَذَا الأمْرِ مِنْكَ مَنْ قاتَلَكَ وأبَاكَ علَى الإسْلاَمِ فَخَشَيْتُ أنْ أقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الجَمْعِ وتَسْفِكُ الدَّمَ ويُحْمَلُ عَنِّي غَيْرُ ذَلِكَ فذَكَرْتُ مَا أعَدَّ الله فِي الجِنَانِ قَالَ حَبِيبٌ حُفِظْتَ وعُصِيتَ. قَالَ مَحْمُودٌ عنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ونَوْسَاتُهَا.لَا وَجه لذكر هَذَا الحَدِيث هُنَا إلاَّ أَن يُقَال: ذكر اسْتِطْرَادًا لما قبله، لِأَن كلا مِنْهُمَا يتَعَلَّق بِابْن عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا.وَأخرجه من طَرِيقين:؛ الأول: عَن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن يزِيد الْفراء أبي إِسْحَاق الرَّازِيّ عَن هِشَام بن يُوسُف الصَّنْعَانِيّ عَن معمر بن رَاشد عَن مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ عَن سَالم بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه عبد الله بن عمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، الثَّانِي: عَن إِبْرَاهِيم عَن هِشَام عَن معمر عَن ابْن طَاوُوس وَهُوَ عبد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن ابْن عمر. والْحَدِيث من أَفْرَاده.قَوْله: (حَفْصَة) ، هِيَ بنت عمر بن الْخطاب، وَأُخْت عبد الله. قَوْله: (ونسواتها) ، بِفَتْح النُّون وَالسِّين الْمُهْملَة، وَالْوَاو، قَالَ الْخطابِيّ: نسواتها، لَيْسَ بِشَيْء إِنَّمَا هُوَ نوساتها يَعْنِي: بِتَقْدِيم الْوَاو على السِّين أَي: ذوائبها (تنظف) بِضَم الطَّاء وَكسرهَا أَي: تقطر كَأَنَّهَا كَانَت قد اغْتَسَلت، وَيُقَال: النوسات جمع نوسة واشتقاقها من النوس وَهُوَ الِاضْطِرَاب، وَكَانَ ذؤابها كَانَت تنوس أَي: تتحرك وكل شَيْء تحرّك فقد نَاس، وَقَالَ ابْن التِّين. قَوْله: (نوساتها) ، بِسُكُون الْوَاو وَضبط بِفَتْحِهَا، وَأما: نسواتها، فَكَأَنَّهُ على الْقلب. قَوْله: (قد كَانَ من أَمر النَّاس مَا تَرين) ، أَرَادَ بِهِ مَا وَقع بَين عَليّ وَمُعَاوِيَة من الْقِتَال فِي صفّين واجتماع النَّاس على الْحُكُومَة بَينهم فِيمَا اخْتلفُوا فِيهِ، فراسلوا بقايا الصَّحَابَة من الْحَرَمَيْنِ وَغَيرهمَا وتواعدوا على الِاجْتِمَاع لينظروا فِي ذَلِك، فَشَاور ابْن عمر أُخْته حَفْصَة فِي التَّوَجُّه إِلَيْهِم أَو عَدمه فَأَشَارَتْ عَلَيْهِ باللحوق بهم خشيَة أَن ينشأ من غيبته اخْتِلَاف يُفْضِي إِلَى اسْتِمْرَار الْفِتْنَة. قَوْله: (فَلم يَجْعَل لي) ، على صِيغَة الْمَجْهُول، وَأَرَادَ بِالْأَمر الْإِمَارَة وَالْملك. قَوْله: (فَقَالَت) أَي: قَالَت حَفْصَة لَهُ: (الْحق) الْقَوْم وَهُوَ بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الْقَاف أَمر من: ألحق يلْحق. قَوْله: (فَإِنَّهُم) أَي: فَإِن الْقَوْم. قَوْله: (فرقة) ، أَي: افْتِرَاق بَين الْجَمَاعَة وَمُخَالفَة بَينهم. قَوْله: (فَلم تَدعه) ، أَي: فَلم تدع حَفْصَة، أَي: فَلم تتْرك حَفْصَة عبد الله حَتَّى ذهب إِلَى الْقَوْم وَحضر مَا وَقع بَينهم. قَوْله: (فَلَمَّا تفرق النَّاس. .) ، أَي: بعد أَن اخْتلف الحكمان وهما أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَكَانَ حكما من جِهَة عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَكَانَ حكما من جِهَة مُعَاوِيَة، وقصة التَّحْكِيم طَوِيلَة بيناها فِي (تاريخنا الْكَبِير) وَالْحَاصِل أَن الْقَوْم اتَّفقُوا على الْحكمَيْنِ الْمَذْكُورين، ثمَّ قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ لأبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ: قُم فَأعْلم النَّاس بِمَا اتفقنا عَلَيْهِ، فَخَطب أَبُو مُوسَى النَّاس ثمَّ قَالَ: أَيهَا النَّاس! إِنَّا قد نَظرنَا فِي هَذِه الْأمة فَلم نر أمرا أصلح لَهَا وَلَا ألمَّ لشعثها من رأى اتّفقت أَنا وَعَمْرو عَلَيْهِ، وَهُوَ أَنا نخلع عليا وَمُعَاوِيَة ونترك الْأَمر شُورَى ونستقبل للْأمة هَذَا الْأَمر فيولوا عَلَيْهِم من أحبوه، وَإِنِّي قد خلعت عليا وَمُعَاوِيَة، ثمَّ تنحى وَجَاء عَمْرو فَقَامَ مقَامه، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: هَذَا قد قَالَ مَا سَمِعْتُمْ، وَأَنه قد خلع صَاحبه، وَإِنِّي قد خلعته كَمَا خلعه، وَأثبت صَاحِبي مُعَاوِيَة، فَإِنَّهُ ولي عُثْمَان بن عَفَّان والمطالب بدمه وَهُوَ أَحَق النَّاس، فَلَمَّا انْفَصل الْأَمر على هَذَا خطب مُعَاوِيَة إِلَخ. قَوْله: (قرنه) ، بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء، أَي: رَأسه، وَهَذَا تَعْرِيض مِنْهُ بِابْن عمر وَعمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا، وَقَالَ ابْن التِّين: يحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ بدعته، كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَر الآخر: كلما نجم قرن، أَي: كلما طلع. قلت: فِي حَدِيث خبابُ هَذَا قرن قد طلع، أَرَادَ قوما أحداثاً بغوا بعد أَن لم يَكُونُوا، يَعْنِي: الْقصاص، وَقيل: أَرَادَ بِدعَة حدثت لم تكن فِي عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَقَالَ ابْن التِّين: وَيحْتَمل أَن يكون الْمَعْنى: فليبد لنا صفحة وَجهه، والقرن من شَأْنه أَن يكون فِي الْوَجْه، وَالْمعْنَى: فليظهر لنا نَفسه وَلَا يخفيها. قَوْله: (أَحَق بِهِ) أَي: بِأَمْر الْخلَافَة. قَوْله: (مِنْهُ) أَي: من عبد الله (وَمن أَبِيه) أَي: وَمن أَب عبد الله وَهُوَ عمر بن الْخطاب. قَوْله: (قَالَ حبيب ابْن مسلمة) بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام: ابْن مَالك الْأَكْبَر ابْن وهب بن ثَعْلَبَة بن وَاثِلَة بن شَيبَان بن محَارب بن فهر بن مَالك الْقرشِي الفِهري، يكنى أَبَا عبد الرَّحْمَن، يُقَال لَهُ: حبيب الرّوم، لِكَثْرَة دُخُوله إِلَيْهِم ونيله مِنْهُم، وولاه عمر الجزيرة إِذْ عزل
    عَنْهَا عِيَاض بن غنم، وَقَالَ سعيد بن عبد الْعَزِيز: كَانَ حبيب بن مسلمة فَاضلا مجاب الدعْوَة، مَاتَ بالأرمينية سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين لَهُ ولأبيه صُحْبَة. قَوْله: (فَهَلا أَجَبْته؟) أَي: لِمَ مَا أجبْت مُعَاوِيَة؟ . قَوْله: (حبوتي) ، بِضَم الْحَاء وَكسرهَا: اسْم منِ احتبى الرجل إِذا جمع الرجل ظَهره وساقيه بعمامته. قَوْله: (من قَاتلك) ، يُخَاطب بِهِ مُعَاوِيَة. قَوْله: (وأباك) أَرَادَ بِهِ أَبَا سُفْيَان وَالِد مُعَاوِيَة، فَإِن عليا، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَاتل مُعَاوِيَة ووالده أَبَا سُفْيَان يَوْم أحد وَيَوْم الخَنْدَق وهما كَانَا كَافِرين فِي ذَلِك الْوَقْت، وَإِنَّمَا أسلما يَوْم الْفَتْح. قَوْله: (وَيحمل عني غير ذَلِك) ، أَي: على غير مَا أردْت. قَوْله: (فَذكرت مَا أعد الله فِي الْجنان) يَعْنِي: لمن صَبر وَاخْتَارَ الْآخِرَة على الدُّنْيَا. (قَالَ حبيب) هُوَ ابْن مسلمة الْمَذْكُور. قَوْله: (حفظت وعصمت) ، كِلَاهُمَا على صِيغَة الْمَجْهُول، واستصوب حبيب رَأْيه على أَنه كَانَ من أَصْحَاب مُعَاوِيَة.(قَالَ مَحْمُود عَن عبد الرَّزَّاق) أَي: قَالَ مَحْمُود بن غيلَان أَبُو أَحْمد الْعَدوي الْمروزِي أحد مَشَايِخ البُخَارِيّ وَمُسلم، وَهَذَا التَّعْلِيق وَصله مُحَمَّد بن قدامَة الْجَوْهَرِي فِي كتاب (أَخْبَار الْخَوَارِج) لَهُ، قَالَ: حَدثنَا مَحْمُود بن غيلَان الْمروزِي أخبرنَا عبد الرَّزَّاق عَن معمر، فَذكره بالإسنادين مَعًا، وسَاق الْمَتْن بِتَمَامِهِ، وأوله: دخلت على حَفْصَة ونوساتها تنطف، وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ عَن قريب.

    حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَنَسْوَاتُهَا تَنْطُفُ، قُلْتُ قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا تَرَيْنَ، فَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنَ الأَمْرِ شَىْءٌ‏.‏ فَقَالَتِ الْحَقْ فَإِنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُمْ فُرْقَةٌ‏.‏ فَلَمْ تَدَعْهُ حَتَّى ذَهَبَ، فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ خَطَبَ مُعَاوِيَةُ قَالَ مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الأَمْرِ فَلْيُطْلِعْ لَنَا قَرْنَهُ، فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ‏.‏ قَالَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَهَلاَّ أَجَبْتَهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَحَلَلْتُ حُبْوَتِي وَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْكَ مَنْ قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الإِسْلاَمِ‏.‏ فَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمْعِ، وَتَسْفِكُ الدَّمَ، وَيُحْمَلُ عَنِّي غَيْرُ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَانِ‏.‏ قَالَ حَبِيبٌ حُفِظْتَ وَعُصِمْتَ‏.‏ قَالَ مَحْمُودٌ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَنَوْسَاتُهَا‏.‏

    Narrated `Ikrima bin Khalid:Ibn `Umar said, "I went to Hafsa while water was dribbling from her twined braids. I said, 'The condition of the people is as you see, and no authority has been given to me.' Hafsa said, (to me), 'Go to them, and as they (i.e. the people) are waiting for you, and I am afraid your absence from them will produce division amongst them.' " So Hafsa did not leave Ibn `Umar till we went to them. When the people differed. Muawiya addressed the people saying, "'If anybody wants to say anything in this matter of the Caliphate, he should show up and not conceal himself, for we are more rightful to be a Caliph than he and his father." On that, Habib bin Masalama said (to Ibn `Umar), "Why don't you reply to him (i.e. Muawiya)?" `Abdullah bin `Umar said, "I untied my garment that was going round my back and legs while I was sitting and was about to say, 'He who fought against you and against your father for the sake of Islam, is more rightful to be a Caliph,' but I was afraid that my statement might produce differences amongst the people and cause bloodshed, and my statement might be interpreted not as I intended. (So I kept quiet) remembering what Allah has prepared in the Gardens of Paradise (for those who are patient and prefer the Hereafter to this worldly life)." Habib said, "You did what kept you safe and secure (i.e. you were wise in doing so)

    İbn Ömer'den dedi ki: "(Kızkardeşim) Hafsa'nın yanına girdim. Zülüflerinden su damlıyordu. Ben, insanların hali gördüğün gibi cereyan etti. Bu işten bana hiçbir şey verilmedi, dedim. O: Hadi yetiş .. Çünkü onlar seni beklemektedirIer. Senin onların yanına gitmekte gecikmenin bir tefrikaya sebep olacağından korkuyorum, dedi. (Hafsa öyle diyerek) gidinceye kadar onun peşini bırakmadı. İnsanlar dağılınca Muaviye bir hutbe vererek dedi ki: Bu iş hakkında konuşmak isteyen bize kamlını (boynuzunu yani kendisini) göstersin. Şüphesiz biz bu işe ondan da, onun babasından da daha bir hak sahibiyiz. Habib b. Mesleme: Peki niçin ona cevap vermedin, dedi, Abdullah: Ben boynuma bağladığım elbiseyi çözdüm ve şunları söylemek istedim: Bu işe senden daha layık olan kimse İslam için seninle ve babanla savaşan kimselerdir.. Fakat topluluğu tefrikaya düşürecek, kanların dökülmesine sebep olacak birşey söylemekten ve maksadın dışında sözlerin benim adıma nakledileceğinden korktum. Allah'ın cennetlerde neler hazırladıklarını hatırladım, dedi. Habib dedi ki: "Korundun ve yanlışlıktan muhafaza edildin." Mahmud, Abdurrezzak'tan: "(Zülüfleri anlamındaki kelimeyi 'nesevatiha' değil de): Nevsatiha" diye nakletmiştir. Fethu'l-Bari Açıklaması: "Nesevatihe (zülüfleri)" el-Hattabızülüfleri demektir. Onlardan su damladığını söylemesi az önce gusletmiş olduğu izlenimini vermektedir. "İnsanların başından gördüğün işler geçmiş bulunuyor. Bu işten bana bir şey verilmedi." Bu sözlerle kastettiği Ali ile Muaviye arasında Sıffin'de meydana gelen savaşlar ve bu hususta anlaşmazlığa düştükleri vakit aralarında hakem tayin etmek üzere söz birliğine varmalarını kastetmektedir. Harameyn bölgesinde ve başka yerlerde bulunan diğer sahabelerle mektuplaştılar ve konuyu görüşmek üzere bir araya gelip toplanmak üzere sözleştiler. İbn Ömer de yanlarına gitmek ya da gitmemek hususunda kızkardeşine (ablası) danıştı. O da onun bulunmaması dolayısıyla fitnenin devamı ile sonuçlanacak bir ayrılığın ortaya çıkması korkusuyla onlara gidip yetişmesini söyledi. "İnsanlar" iki hakemin anlaşmazlıklarından sonra "ayrılıp dağılınca ... " Sözü geçen iki hakemden birisi Ebu Musa el-Eş'ari idi. Ali r.a. tarafından hakem gösterilmişti. Diğeri ise Amr b. el-As idi, o da Muaviye tarafından gösterilmişti. Abdurrezzaklın Mamer'den rivayetinde bu hadiste: "İki hakem ayrılınca" ifadesi geçmektedir. Bu da maksadın ne olduğunu açıklamakta ve olayın Sıffinlde cereyan etmiş olduğunu tespit etmektedir. Mutemet olan görüş de Abdurrezzak'ın rivayetinde açıkladığı şekildedir. Daha sonra Habib b. Ebi Sabit'in, İbn Ömer'den rivayetinde şunları söylediğini naklettiğini gördüm: "MuaviyeInin Devrrıetu'l-Cendel'de toplandığı gün Hafsa dedi ki: Allah'ın Muhammed ümmeti arasında sulhü gerçekleştireceği bir barıştan senin geri kalman senin için güzel değildir. Üstelik sen Resulullah sallallahu aleyhi ve sellemlin kayını ve Ömer b. el-Hattab'ın oğlusun." (İbn Ömer) dedi ki: "O gün Ali oldukça büyük bir deve üzerinde gelerek dedi ki: Kim bu işi istiyor yahut umut ediyor ya da ona boynunu uzatıyor (onu arzuluyar)?" Hadisi Taberani rivayet etmiştir. "Bu hususta" yani halifelik hakkında "konuşmak ister." "Bize karnıını göstersin." İbnu't-Tin der ki: Bununla bir başka haberde geçtiği üzere bid'atini kastetme ihtimali vardır. "Her bir karn ortaya çıktıkça" her bir karn görüldükçe demektir. Anlamın şöyle olma ihtimali de vardır: "Bize yüzünü göstersin." Yani bize kendisini göstersin, saklamasın. Yine Habib b. Ebi Sabit'in rivayetine göre ibn Ömer'in şöyle dediği zikredilmektedir: "O günden önce nefsim bana dünyevi bir şey telkin etmemişti. Ona şunu söylemek istedim: Bu işe islama giresiniz diye seninle ve babanla çarpışan kişi ümit etmektedir .. Fakat cenneti hatırladım, ondan bu sebeple yüz çevirdim." işte buradan bu olayın niçin Hendek gazvesinden sözedilirken kaydedilmiş olduğunun münasebeti ortaya çıkmaktadır .. Çünkü Ebu. Süfyan o gün Ahzabın kumandanı idi. "Seninle ve babanlq islam için çarpışan" Uhud ve Hendek günlerini kastetmektedir. Bu maksatla çarpışanlar arasında Ali ve muhacirlerden bu gazaya katılanların hepsi girer. Abdullah b. Ömer de bunlardan birisidir. Halifelik hususunda Muaviye'nin görüşü ise güç, görüş ve bilgi bakımından üstün olan kimsenin islama erken girme, dindarlık ve ibadet hususlarında daha üstün olanın önüne geçirilmesi şeklinde idi. Bundan dolayı Muaviye bu işe kendisinin daha çok hak ettiğini söylemiştir. ibn Ömer'in görüşü ise bunun aksine idi. Ona göre faziletçe daha geride olan kimseye ancak fitneden korkulması halinde bey'at edilir. Bundan dolayı bu olaydan sonra Muaviye'ye, daha sonra da oğlu Yezid'e bey'at etmiş, oğullarına ileride Fiten bölümünde geleceği üzerine bey'atini nakzetmelerini yasaklamış, bundan sonra da Abdulmelik b. Mervan'a beyTat etmiştir. "Allah'ın cennetlerde hazırladıklarını" sabredenlere ve ahireti dünyaya tercih edenlere hazırladıklarını "hatırladım

    مجھ سے ابراہیم بن موسیٰ نے بیان کیا ‘ کہا ہم کو ہشام نے خبر دی ‘ انہیں معمر بن راشد نے ‘ انہیں زہری نے ‘ انہیں سالم بن عبداللہ نے اور ان سے ابن عمر رضی اللہ عنہما نے بیان کیا اور معمر بن راشد نے بیان کیا کہ مجھے عبداللہ بن طاؤس نے خبر دی ‘ ان سے عکرمہ بن خالد نے اور ان سے ابن عمر رضی اللہ عنہما نے بیان کیا کہ میں حفصہ رضی اللہ عنہا کے یہاں گیا تو ان کے سر کے بالوں سے پانی کے قطرات ٹپک رہے تھے۔ میں نے ان سے کہا کہ تم دیکھتی ہو لوگوں نے کیا کیا اور مجھے تو کچھ بھی حکومت نہیں ملی۔ حفصہ رضی اللہ عنہا نے کہا کہ مسلمانوں کے مجمع میں جاؤ ‘ لوگ تمہارا انتظار کر رہے ہیں۔ کہیں ایسا نہ ہو کہ تمہارا موقع پر نہ پہنچنا مزید پھوٹ کا سبب بن جائے۔ آخر حفصہ رضی اللہ عنہا کے اصرار پر عبداللہ رضی اللہ عنہ گئے۔ پھر جب لوگ وہاں سے چلے گئے تو معاویہ رضی اللہ عنہ نے خطبہ دیا اور کہا کہ خلافت کے مسئلہ پر جسے گفتگو کرنی ہو وہ ذرا اپنا سر تو اٹھائے۔ یقیناً ہم اس سے زیادہ خلافت کے حقدار ہیں اور اس کے باپ سے بھی زیادہ۔ حبیب بن مسلمہ رضی اللہ عنہ نے ابن عمر رضی اللہ عنہما سے اس پر کہا کہ آپ نے وہیں اس کا جواب کیوں نہیں دیا؟ عبداللہ بن عمر رضی اللہ عنہما نے کہا کہ میں نے اسی وقت اپنے لنگی کھولی ( جواب دینے کو تیار ہوا ) اور ارادہ کر چکا تھا کہ ان سے کہوں کہ تم سے زیادہ خلافت کا حقدار وہ ہے جس نے تم سے اور تمہارے باپ سے اسلام کے لیے جنگ کی تھی۔ لیکن پھر میں ڈرا کہ کہیں میری اس بات سے مسلمانوں میں اختلاف بڑھ نہ جائے اور خونریزی نہ ہو جائے اور میری بات کا مطلب میری منشا کے خلاف نہ لیا جانے لگے۔ اس کے بجائے مجھے جنت کی وہ نعمتیں یاد آ گئیں جو اللہ تعالیٰ نے ( صبر کرنے والوں کے لیے ) جنت میں تیار کر رکھی ہیں۔ حبیب ابن ابی مسلم نے کہا کہ اچھا ہوا آپ محفوظ رہے اور بچا لیے گئے ‘ آفت میں نہیں پڑے۔ محمود نے عبدالرزاق سے ( «نسواتها‏.» کے بجائے لفظ ) «ونوساتها‏.» بیان کیا ( جس کے معنی چوٹی کے ہیں جو عورتیں سر پر بال گوندھتے وقت نکالتی ہیں ) ۔

    ইবনু ‘উমার (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, একবার আমি হাফসাহ (রাঃ)-এর কাছে গেলাম। সে সময় তাঁর চুলের বেণি থেকে ফোঁটা পানি ঝরছিল। আমি তাঁকে বললাম, আপনি দেখছেন, (নেতৃত্বের ব্যাপারে) লোকজন কী সব করছে। নেতৃত্বের কোন অংশই আমার জন্য নির্দিষ্ট করা হয়নি। তখন তিনি বললেন, আপনি তাদের সঙ্গে যোগ দিন। কেননা তাঁরা আপনার অপেক্ষা করছে। আপনি তাদের থেকে পৃথক থাকলে বিচ্ছিন্নতা ঘটতে পারে বলে আমি আশঙ্কা করছি। হাফসাহ (রাঃ) তাঁকে বলতেই থাকলেন। শেষে তিনি গেলেন। এরপর লোকজন ওখান থেকে চলে গেলে মু‘আবিয়াহ (রাঃ) বক্তৃতা করে বললেন, ইমারতের ব্যাপারে কারো কিছু বলার ইচ্ছা হলে সে আমাদের সামনে মাথা তুলুক। এ ব্যাপারে আমরাই তাঁর ও তাঁর পিতার চেয়ে অধিক হাকদার। তখন হাবীব ইবনু মাসলামাহ (রহ.) তাঁকে বললেন, আপনি এ কথার জবাব দেননি কেন? তখন ‘আবদুল্লাহ (ইবনু ‘উমার) বললেন, আমি তখন আমার গায়ের চাদর ঠিক করলাম এবং এ কথা বলার ইচ্ছা করলাম যে, এ বিষয়ে ঐ ব্যক্তিই অধিক হাকদার যে ইসলামের জন্য আপনার ও আপনার পিতার বিরুদ্ধে লড়াই করেছেন। তবে আমার এ কথায় ঐক্যে ফাটল ধরবে, রক্তপাত ঘটবে এবং আমার এ কথার অন্য রকম অর্থ করা হবে এ আশঙ্কা করলাম এবং আল্লাহ জান্নাতে যে নি‘আমাত তৈরি করে রেখেছেন তা স্মরণ করলাম ব’লে কথা বলা থেকে বিরত থাকলাম। তখন হাবীব (রহ.) বললেন, আপনি (ফিতনা থেকে) রক্ষা পেয়েছেন এবং বেঁচে গেছেন। (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৩৮০২, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    இப்னு உமர் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: நான் (என் சகோதரி) ஹஃப்ஸா (ரலி) அவர்களிடம் சென்றேன். அவர்களது கூந்தலில் இருந்து தண்ணீர் சொட்டிக் கொண்டிருந்தது. நான் அவர்களிடம், “மக்களின் (அரசியல்) விவகாரங்களில் நீங்கள் பார்ப்பது நடந்துகொண்டிருக்கிறது. எனக்கோ இந்த (ஆட்சியதிகார) விஷயத்தில் எந்தப் பங்கும் வழங்கப்படவில்லை. (இந்நிலையில், அவர்கள் கூட்டியுள்ள இந்த ஆலோசனைக் கூட்டத்திற்கு நான் செல்லத்தான் வேண்டுமா?”) என்று கேட்டேன்.181 அப்போது ஹஃப்ஸா (ரலி) அவர்கள், “(நடந்துகொண்டிருக்கும் ஆலோசனைக் கூட்டத்திற்குப்) போய்ச் சேர்வீராக. ஏனெனில், அவர்கள் உம்மை எதிர்பார்த்துக்கொண்டிருப்பார்கள். நீர் செல்லாமல் இருப்பதால் மக்களிடையே (மேலும்) பிளவு ஏற்பட்டுவிடுமோ என்று நான் அஞ்சுகிறேன்” என்று கூறினார்கள். நான் செல்லும்வரை என்னை அவர்கள் விடாமல் வற்புறுத்திக்கொண்டே இருந்தார்கள். (நானும் சென்றேன். அங்கே ஒருமித்த கருத்து உருவாகாமல்) மக்கள் பிளவுபட்டிருந்தபோது முஆவியா (ரலி) அவர்கள் உரை நிகழ்த்தினார்கள்.182 அவர்கள் தமது உரையில் (இப்னு உமர் (ரலி) அவர்களையும் அன்னாருடைய தந்தை உமர் (ரலி) அவர்களையும் கருத்தில் கொண்டு), “எவர் இந்த (ஆட்சிப் பொறுப்பு) விஷயத்தில் கருத்துச் சொல்ல விரும்புகிறாரோ அவர் தம் தலையைக் காட்டட்டும். ஏனெனில், அவரைவிடவும் அவருடைய தந்தையைவிடவும் நாமே ஆட்சிப் பொறுப்பிற்கு மிகவும் அருகதையானோர்” என்று கூறினார்கள். ஹபீப் பின் மஸ்லமா (ரலி) அவர்கள் கூறுகிறார்கள்: நான் (இப்னு உமர் -ரலி) அவர்களிடம், “நீங்கள் (அப்போது) முஆவியா (ரலி) அவர்களுக்கு எந்தப் பதிலும் அளிக்கவில்லையா?” என்று கேட்டேன். அதற்கு அவர்கள், “அப்போது நான் எனது துண்டை அவிழ்த்து (உதறிப் போட்டு)க்கொண்டு “(உஹுத் மற்றும் “கன்தக்' போர்களில் முஆவியாவே,) உங்களுடனும் உங்கள் தந்தை (அபூசுஃப்யான்) உடனும் இஸ்லாத்திற்காகப் போரிட்ட (அலீ (ரலி) போன்ற)வரே இந்த (ஆட்சியதிகார) விஷயத்திற்கு உங்களைவிடத் தகுதி வாய்ந்தவர்' என்று சொல்ல நினைத்தேன். ஆயினும், மக்களிடையே பிளவை ஏற்படுத்தி, இரத்தம் சிந்தச் செய்துவிடும் ஒரு வார்த்தையை நான் கூறிவிடுவேனோ; நான் கூறிய வார்த்தைக்கு நான் நினைக்காத கருத்து கற்பிக்கப்பட்டுவிடுமோ என்றெல்லாம் அஞ்சினேன். மேலும், சொர்க்கத்தில் (பொறுமையாளர்களுக்காக) அல்லாஹ் தயாரித்துவைத்துள்ளவற்றை எண்ணிப் பார்த்தேன் (அதனால் அவர்களுக்குப் பதில் கூறவில்லை)” என்று கூறினார்கள். அப்போது நான், “(நல்ல வேளை, நீங்கள் கோப உணர்ச்சிக்கு ஆளாகாமல்) பாதுகாக்கப்பட்டீர்கள்” என்று கூறினேன். இந்த ஹதீஸ் நான்கு அறிவிப்பாளர் தொடர்களில் வந்துள்ளது. அவற்றில் மஹ்மூத் (ரஹ்) அவர்களது அறிவிப்பில் (“கூந்தல்' என்பதைக் குறிக்க “நஸ்வாத்' எனும் சொல்லுக்குப் பதிலாக) “நவ்சாத்' எனும் சொல் இடம்பெற்றுள்ளது. அத்தியாயம் :