• 2328
  • عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الخِيَارِ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ ، قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ : هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ ، نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ ، فَسَأَلْنَا عَنْهُ ، فَقِيلَ لَنَا : هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ ، كَأَنَّهُ حَمِيتٌ ، قَالَ : فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ ، فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ السَّلاَمَ ، قَالَ : وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ ، مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : يَا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي ؟ قَالَ : فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : لاَ وَاللَّهِ ، إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي العِيصِ ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلاَمًا بِمَكَّةَ ، فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ لَهُ ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الغُلاَمَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ ، فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ ، قَالَ : فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ : أَلاَ تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الخِيَارِ بِبَدْرٍ ، فَقَالَ لِي مَوْلاَيَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ : إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ ، قَالَ : فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ ، وَعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ ، خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى القِتَالِ ، فَلَمَّا أَنِ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ ، خَرَجَ سِبَاعٌ فَقَالَ : هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ ؟ قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، فَقَالَ : يَا سِبَاعُ ، يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ البُظُورِ ، أَتُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ ، فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ ، قَالَ : وَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ ، فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي ، فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ ، قَالَ : فَكَانَ ذَاكَ العَهْدَ بِهِ ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ ، فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الإِسْلاَمُ ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ ، فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولًا ، فَقِيلَ لِي : إِنَّهُ لاَ يَهِيجُ الرُّسُلَ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ : " آنْتَ وَحْشِيٌّ " قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : " أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ " قُلْتُ : قَدْ كَانَ مِنَ الأَمْرِ مَا بَلَغَكَ ، قَالَ : " فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي " قَالَ : فَخَرَجْتُ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الكَذَّابُ ، قُلْتُ : لَأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ ، لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ ، قَالَ : فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ ، كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرُ الرَّأْسِ ، قَالَ : فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي ، فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ ، قَالَ : وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ

    حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ المُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الفَضْلِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الخِيَارِ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ ، قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ : هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ ، نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ ، فَسَأَلْنَا عَنْهُ ، فَقِيلَ لَنَا : هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ ، كَأَنَّهُ حَمِيتٌ ، قَالَ : فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ ، فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ السَّلاَمَ ، قَالَ : وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ ، مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : يَا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي ؟ قَالَ : فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : لاَ وَاللَّهِ ، إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي العِيصِ ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلاَمًا بِمَكَّةَ ، فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ لَهُ ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الغُلاَمَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ ، فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ ، قَالَ : فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ : أَلاَ تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الخِيَارِ بِبَدْرٍ ، فَقَالَ لِي مَوْلاَيَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ : إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ ، قَالَ : فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ ، وَعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ ، خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى القِتَالِ ، فَلَمَّا أَنِ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ ، خَرَجَ سِبَاعٌ فَقَالَ : هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ ؟ قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، فَقَالَ : يَا سِبَاعُ ، يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ البُظُورِ ، أَتُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ ، فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ ، قَالَ : وَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ ، فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي ، فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ ، قَالَ : فَكَانَ ذَاكَ العَهْدَ بِهِ ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ ، فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الإِسْلاَمُ ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ ، فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَسُولًا ، فَقِيلَ لِي : إِنَّهُ لاَ يَهِيجُ الرُّسُلَ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ : آنْتَ وَحْشِيٌّ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ قُلْتُ : قَدْ كَانَ مِنَ الأَمْرِ مَا بَلَغَكَ ، قَالَ : فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي قَالَ : فَخَرَجْتُ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الكَذَّابُ ، قُلْتُ : لَأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ ، لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ ، قَالَ : فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ ، قَالَ : فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ ، كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرُ الرَّأْسِ ، قَالَ : فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي ، فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ ، قَالَ : وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الفَضْلِ : فَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ : فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ : وَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ، قَتَلَهُ العَبْدُ الأَسْوَدُ

    البظور: البظور : جمع بظر وهو الْهَنة الَّتي تَقْطعها الخافِضَة من فرْج المرأة عند الختان والعبارة للذم والإهانة
    أتحاد: حادَّ الله : أعلن المعصية لله ورسوله تحديا له سبحانه
    وكمنت: كمنت : اختبأت
    دنا: الدنو : الاقتراب
    بحربتي: الحربة : أداة قتال أصغر من الرمح ولها نصل عريض
    ثنته: الثنة : أسفل البطن
    يهيج: لا يهيج الرسل : لا ينالهم منه إزعاج
    ثلمة: الثلمة : الثقب أو الفتحة
    أورق: الأورق : الذي في لونه سواد ليس بحالك بل يميل إلى الغبرة
    ثائر: ثائر الرأس : قائم شعره منتفش منتشر
    هامته: الهامة : الرأس
    آنْتَ وَحْشِيٌّ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ :

    [4072] قَوْلُهُ حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّد بن عبد الله أَي بْنِ الْمُبَارَكِ الْمُخَرَّمِيُّ بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ الْبَغْدَادِيُّ رَوَى عَنْهُ الْبُخَارِيُّ هُنَا وَفِي الطَّلَاقِ وَشَيْخُهُ حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ جِيمٍ وَآخِرُهُ نُونٌ مُصَغَّرٌ أَصْلُهُ مِنَ الْيَمَامَةِ وَسَكَنَ بَغْدَادَ وَوَلِيَ قَضَاءَ خُرَاسَانَ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِ كِبَارِ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ لَكِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ الْبُخَارِيُّ وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَهُ سِوَى هَذَا الْمَوْضِعِ قَوْلُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ هُوَ بن عَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ الْمَدَنِيُّ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ قَوْلُهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ هُوَ الضَّمْرِيُّ وَأَبُوهُ هُوَ الصَّحَابِيُّ الْمَشْهُورُ هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ شَيْخِ حُجَيْنِ بْنِ الْمُثَنَّى فِيهِ فَقَالَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِّيِ بْنِ الْخِيَارِ قَالَ أَقْبَلْنَا مِنَ الرُّومِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَالْمَحْفُوظُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ وَكَذَا أَخْرَجَهُ بن إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ جَعْفَرٍ قَالَ خَرَجْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ الله فَذكره وَكَذَا أخرجه بن عَائِذٍ فِي الْمَغَازِي عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ خَرَجْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ وَلِلطَّبَرَانِيِّ من وَجه آخر عَن بن جَابِرٍ قَوْلُهُ خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ النَّوْفَلِيِّ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي مَنَاقِبِ عُثْمَانَ زَادَ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَأَدْرَبْنَا أَيْ دَخَلْنَا دَرْبَ الرُّومِ مُجَاهِدِينَ فَلَمَّا مَرَرْنَا بحمص وَكَذَا فِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ خَرَجْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عدي غازيين الصائفة زَمَنَ مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا قَفَلْنَا مَرَرْنَا بِحِمْصٍ قَوْلُهُ هَل لَك فِي وَحشِي أَي بن حَرْبٍ الْحَبَشِيِّ مَوْلَى جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَوْلُهُ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ فنسأله عَن قَتله حَمْزَة زَاد بن إِسْحَاقَ كَيْفَ قَتَلَهُ قَوْلُهُ فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَقِيلَ لنا فِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ فَقَالَ لَنَا رَجُلٌ وَنَحْنُ نَسْأَلُ عَنْهُ إِنَّهُ غَلَبَ عَلَيْهِ الْخَمْرُ فَإِنْ تَجِدَاهُ صَاحِيًا تَجِدَاهُ عَرَبِيًّا يُحَدِّثُكُمَا بِمَا شِئْتُمَا وَإِنْ تَجِدَاهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَانْصَرِفَا عَنْهُ وَفِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيّ نَحوه وَقَالَ فِيهِ وَإِن أَدْرَكْتُمَاهُ شَارِبًا فَلَا تَسْأَلَاهُ قَوْلُهُ كَأَنَّهُ حَمِيتٌ بِمُهْمَلَةٍ وَزْنَ رَغِيفٍ أَيْ زِقٌّ كَبِيرٌ وَأَكْثَرُ مَا يُقَالُ ذَلِكَ إِذَا كَانَ مَمْلُوءًا وَفِي رِوَايَةٍ لِابْنِ عَائِذٍ فَوَجَدْنَاهُ رَجُلًا سَمِينًا مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ وَفِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ فَإِذَا بِهِ قَدْ أُلْقِيَ لَهُ شَيْءٌ عَلَى بَابِهِ وَهُوَ جَالِسٌ صَاح وَفِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ عَلَى طِنْفِسَةٍ لَهُ وَزَادَفَإِذَا شَيْخٌ كَبِيرٌ مِثْلُ الْبَغَاثِ يَعْنِي بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَالْمُعْجَمَةِ الْخَفِيفَةِ وَآخِرُهُ مُثَلَّثَةٌ وَهُوَ طَائِرٌ ضَعِيفُ الْجُثَّةِ كَالرَّخَمَةِ وَنَحْوِهَا مِمَّا لَا يَصِيدُ وَلَا يُصَادُ قَوْلُهُ مُعْتَجِرٌ أَيْ لَافٌّ عِمَامَتَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ غَيْرِ تَحْنِيكٍ قَوْلُهُ يَا وَحشِي أتعرفني فِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ سَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ فَقَالَ بن الْعَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَنْتَ قَالَ نَعَمْ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَالَ لَهُ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ قَالَ لَهُ أَتَعْرِفُنِي قَوْلُهُ أُمُّ قِتَالٍ بِكَسْرِ الْقَافِ بَعْدَهَا مُثَنَّاةٌ خَفِيفَةٌ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بِمُوَحَّدَةٍ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ وَهِيَ عَمَّةُ عَتَّابِ بْنِ أسيد أَي بن أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ قَوْلُهُ أَسَتَرْضِعُ لَهُ أَيْ أَطْلُبُ لَهُ مَنْ يُرْضِعُهُ زَادَ فِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُكَ مُنْذُ نَاوَلْتُكَ أُمَّكَ السَّعْدِيَّةَ الَّتِي أَرْضَعَتْكَ بِذِي طَوَى فَإِنِّي نَاوَلْتُكَهَا وَهِيَ عَلَى بَعِيرِهَا فَأَخَذَتْكَ فَلَمَعَتْ لِي قَدَمُكَ حِينَ رَفَعْتُكَ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ وَقَفْتَ عَلَيَّ فَعَرَفْتُهَا وَهَذَا يُوَضِّحُ قَوْلَهُ فِي رِوَايَةِ الْبَابِ فَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ يَعْنِي أَنَّهُ شَبَّهَ قَدَمَيْهِ بِقَدَمِ الْغُلَامِ الَّذِي حَمَلَهُ فَكَانَ هُوَ هُوَ وَبَيْنَ الرُّؤْيَتَيْنِ قَرِيبٌ مِنْ خَمْسِينَ سَنَةً فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى ذَكَاءٍ مُفْرِطٍ وَمَعْرِفَةٍ تَامَّةٍ بِالْقِيَافَةِ قَوْلُهُ أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ قَالَ نَعَمْ فِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ فَقَالَ سَأُحَدِّثُكُمَا كَمَا حَدَّثْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَأَلَنِي قَوْلُهُ فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ أَيْ قُرَيْشٌ وَمَنْ مَعَهُمْ عَامَ عَيْنَيْنِ أَيْ سَنَةَ أُحُدٍ وَقَوْلُهُ عَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ أَيْ مِنْ نَاحِيَةِ أُحُدٍ يُقَالُ فُلَانٌ حِيَالَ كَذَا بِالْمُهْمَلَةِ الْمَكْسُورَةِ بَعْدَ تَحْتَانِيَّةٍ خَفِيفَةٍ أَيْ مُقَابِلَهُ وَهُوَ تَفْسِيرٌ مِنْ بَعْضِ رُوَاتِهِ وَالسَّبَبُ فِي نِسْبَةِ وَحْشِيٍّ الْعَامَ إِلَيْهِ دُونَ أُحُدٍ أَنَّ قُرَيْشًا كَانُوا نَزَلُوا عِنْدَهُ قَالَ بن إِسْحَاقَ نَزَلُوا بِعَيْنَيْنِ جَبَلٍ بِبَطْنِ السَّبْخَةِ مِنْ قَنَاةٍ عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي مُقَابِلُ الْمَدِينَةِ قَوْلُهُ خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ فِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ فَانْطَلَقْتُ يَوْمَ أُحُدٍ مَعِي حَرْبَتِي وَأَنَا رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ أَلْعَبُ لَعِبَهُمْ قَالَ وَخَرَجْتُ مَا أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ وَلَا أُقَاتِلَ إِلَّا حَمْزَة وَعند بن إِسْحَاقَ وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَقْذِفُ بِالْحَرْبَةِ قَذْفَ الْحَبَشَةِ قَلَّمَا يُخْطِئُ قَوْلُهُ خَرَجَ سِبَاعٌ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ بعْدهَا مُوَحدَة خَفِيفَة وَهُوَ بن عَبْدِ الْعُزَّى الْخُزَاعِيُّ ثُمَّ الْغُبْشَانِيُّ بِضَمِّ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُون الْمُوَحدَة ثمَّ مُعْجمَة ذكر بن إِسْحَاقَ أَنَّ كُنْيَتَهُ أَبُو نِيَارٍ بِكَسْرِ النُّونِ وَتَخْفِيفِ التَّحْتَانِيَّةِ قَوْلُهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ فِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ فَإِذَا حَمْزَةُ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ مَا يَرْفَعُ لَهُ أَحَدٌ إِلَّا قَمَعَهُ بِالسَّيْفِ فَهِبْتُهُ وَبَادَرَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ سِبَاعٍ كَذَا قَالَ وَالَّذِي فِي الصَّحِيحِ هُوَ الصَّوَابُ وَعند بن إِسْحَاق فَجعل يهد النَّاس بِسَيْفِهِ وَعند بن عَائِذٍ فَرَأَيْتُ رَجُلًا إِذَا حَمَلَ لَا يَرْجِعُ حَتَّى يَهْزِمَنَا فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا حَمْزَةُ قلت هَذَا حَاجَتي قَوْله يَا بن أُمِّ أَنْمَارَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ النُّونِ هِيَ أُمُّهُ كَانَتْ مَوْلَاةً لِشُرَيْقِ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ وَالِدِ الْأَخْنَسِ قَوْلُهُ مُقَطِّعَةَ الْبُظُورِ بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ جَمْعُ بَظْرٍ وَهِيَ اللَّحْمَةُ الَّتِي تُقْطَعُ مِنْ فرج الْمَرْأَة عِنْد الْخِتَان قَالَ بن إِسْحَاقَ كَانَتْ أُمُّهُ خَتَّانَةً بِمَكَّةَ تَخْتِنُ النِّسَاءَ اه وَالْعَرَبُ تُطْلِقُ هَذَا اللَّفْظَ فِي مَعْرِضِ الذَّمِّ وَإِلَّا قَالُوا خَاتِنَةً وَذَكَرَ عُمَرَ بْنِ شَبَّةَ فِي كِتَابِ مَكَّةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهَا أُمُّ سِبَاعٍ وَعَبْدِ الْعُزَّى الْخُزَاعِيِّ وَكَانَتْ أَمَةً وَهِيَ وَالِدَةُ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ الصَّحَابِيِّ الْمَشْهُورِ قَوْلُهُ أَتُحَادُّ بِمُهْمَلَتَيْنِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ أَيْ أَتُعَانِدُ وَأَصْلُ الْمُحَادَدَةِ أَنْ يَكُونَ ذَا فِي حَدٍّ وَذَا فِي حَدٍّ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي الْمُحَارَبَةِ وَالْمُعَادَاةِ وَقَوْلُهُ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ هِيَ كِنَايَةٌ عَنْ قَتْلِهِ أَيْ صَيَّرَهُ عَدَمًا وَفِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ فَكَأَنَّمَا أَخْطَأَ رَأْسَهُ وَهَذَا يُقَالُ عِنْدَ الْمُبَالَغَةِ فِي الْإِصَابَةِ قَوْلُهُ وَكَمَنْتُ بِفَتْحِ الْمِيمِ أَي اختفيت وَفِي رِوَايَة بن عَائِذ عِنْد شَجَرَة وَعند بن أَبِي شَيْبَةَ مِنْ مُرْسَلِ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ حَمْزَةَ عَثَرَ فَانْكَشَفَتِ الدِّرْعُ عَنْ بَطْنِهِ فَأَبْصَرَهُ الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ فَرَمَاهُ بِالْحَرْبَةِ قَوْلُهُ فِي ثُنَّتِهِ بِضَمِّ الْمُثَلَّثَةِوَتَشْدِيدِ النُّونِ هِيَ الْعَانَةُ وَقِيلَ مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالْعَانَةِ وَلِلطَّيَالِسِيِّ فَجَعَلْتُ أَلُوذُ مِنْ حَمْزَةَ بِشَجَرَةٍ وَمَعِي حَرْبَتِي حَتَّى إِذَا اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ هَزَزْتُ الْحَرْبَةَ حَتَّى رَضِيتُ مِنْهَا ثُمَّ أَرْسَلْتُهَا فَوَقَعَتْ بَيْنَ ثَنْدُوَتَيْهِ وَذَهَبَ يَقُومُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ اه وَالثَّنْدُوَةُ بِفَتْحِ الْمُثَلَّثَةِ وَسُكُونِ النُّونِ وَضَمِّ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا وَاوٌ خَفِيفَةٌ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ مَوْضِعُ الثَّدْيِ مِنَ الْمَرْأَةِ وَالَّذِي فِي الصَّحِيحِ أَنَّ الْحَرْبَةَ أَصَابَتْ ثُنَّتَهُ أَصَحُّ قَوْلُهُ فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ أَيْ إِلَى مَكَّةَ زَادَ الطَّيَالِسِيُّ فَلَمَّا جِئْتُ عَتَقْتُ وَلِابْنِ إِسْحَاقَ فَلَمَّا قَدِمْتُ مَكَّةَ عَتَقْتُ وَإِنَّمَا قَتَلْتُهُ لِأُعْتَقَ قَوْلُهُ حَتَّى فَشَا فِيهَا الْإِسْلَام فِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ فَلَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ هَرَبْتُ إِلَى الطَّائِفِ قَوْلُهُ فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ فَلَمَّا خَرَجَ وَفْدُ الطَّائِفِ لِيُسْلِمُوا تَغَمَّتْ عَلَيَّ الْمَذَاهِبُ فَقُلْتُ أَلْحَقُ بِالْيَمَنِ أَوِ الشَّامِ أَوْ غَيْرِهَا قَوْلُهُ رُسُلًا كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الْوَقْتِ وَلِغَيْرِهِمَا رَسُولًا بِالْإِفْرَادِ كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ مِنَ ثَقِيفٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَأَسْلَمَ وَرَجَعَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَتَلُوهُ ثُمَّ نَدِمُوا فَأَرْسَلُوا وَفْدَهُمْ وَهُمْ عَمْرُو بْنُ وَهْبِ بْنِ مُغِيثٍ وَشُرَحْبِيلُ بْنُ غَيْلَانَ بْنِ مَسْلَمَةَ وَعَبْدُ يَالَيْلِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ مِنَ الْأَحْلَافِ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ وَأَوْسُ بْنُ عَوْفٍ وَنُمَيْرُ بْنُ حَرِشَةَ وَهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ مِنْ بَنِي مَالِكٍ ذَكَرَ ذَلِكَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق مطولا وَزَاد بن إِسْحَاقَ أَنَّ الْوَفْدَ كَانُوا سَبْعِينَ رَجُلًا وَكَانَ السِّتَّةُ رُؤَسَاءَهُمْ وَقِيلَ كَانَ الْجَمِيعُ سَبْعَةَ عَشَرَ قَالَ وَهُوَ أَثْبَتُ قَوْلُهُ فَقِيلَ لِي إِنَّهُ لَا يَهِيجُ الرُّسُلَ أَيْ لَا يَنَالُهُمْ مِنْهُ إِزْعَاجٌ وَفِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ فَأَرَدْتُ الْهَرَبَ إِلَى الشَّامِ فَقَالَ لِي رَجُلٌ وَيْحَكَ وَاللَّهِ مَا يَأْتِي مُحَمَّدًا أَحَدٌ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ إِلَّا خَلَّى عَنْهُ قَالَ فَانْطَلَقْتُ فَمَا شَعَرَ بِي إِلَّا وَأَنَا قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ أَشْهَدُ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ وَعند بن إِسْحَاقَ فَلَمْ يَرُعْهُ إِلَّا بِي قَائِمًا عَلَى رَأْسِهِ قَوْلُهُ قَالَ أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ قُلْتُ قَدْ كَانَ مِنَ الْأَمْرِ مَا قَدْ بَلَغَكَ فِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ فَقَالَ وَيْحَكَ حَدِّثْنِي عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ قَالَ فَأَنْشَأْتُ أُحَدِّثُهُ كَمَا حَدَّثْتُكُمَا وَعِنْدَ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ فِي الْمَغَازِي عِنْدَ بن إِسْحَاقَ قَالَ فَقِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا وَحْشِيٌّ فَقَالَ دَعُوهُ فَلَإِسْلَامُ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَتْلِ أَلْفِ كَافِرٍ قَوْلُهُ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي فِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ فَقَالَ غَيِّبْ وَجْهَكَ عَنِّي فَلَا أَرَاكَ قَوْلُهُ قَالَ فَخَرَجْتُ زَادَ الطَّيَالِسِيُّ فَكُنْتُ أَتَّقِي أَنْ يَرَانِي وَلِابْنِ عَائِذٍ فَمَا رَآنِي حَتَّى مَاتَ وَعِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ فَقَالَ يَا وَحْشِيُّ اخْرُجْ فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَا كُنْتَ تَصُدُّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَوْلُهُ فَقُلْتُ لَأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ فِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ مُسَيْلِمَةَ مَا كَانَ انْبَعَثْتُ مَعَ الْبَعْثِ فَأَخَذْتُ حَرْبَتِي وَلِابْنِ إِسْحَاقَ نَحْوُهُ قَوْلُهُ فَأُكَافِئُ بِهِ حَمْزَةَ بِالْهَمْزِ أَيْ أُسَاوِيهِ بِهِ وَقَدْ فَسَّرَهُ بَعْدُ بِقَوْلِهِ فَقَتَلْتُ خير النَّاس وَشر النَّاس وَقَوله فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ أَيْ مِنْ محاربته وَقتل جمع من الصَّحَابَة فِي الْوَقْعَة الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ ثُمَّ كَانَ الْفَتْحُ لِلْمُسْلِمِينَ بِقَتْلِ مُسَيْلِمَةَ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْفِتَنِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ أَيْ خَلَلِ جِدَارٍ قَوْلُهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ أَيْ لَوْنُهُ مِثْلُ الرَّمَادِ وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ غُبَارِ الْحَرْبِ وَقَوْلُهُ ثَائِرُ الرَّأْسِ أَيْ شَعْرُهُ مُنْتَفِشٌ قَوْلُهُ فَوَضَعْتُهَا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ فَأَضَعُهَا قَوْلُهُ وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيُّ كَمَا جَزَمَ بِهِ الْوَاقِدِيُّ وَإِسْحَاق بن رَاهْوَيْهِ وَالْحَاكِمُ وَقِيلَ هُوَ عَدِيُّ بْنُ سَهْلٍ جَزَمَ بِهِ سَيْفٌ فِي كِتَابِ الرِّدَّةِ وَقِيلَ أَبُو دُجَانَةَ وَقِيلَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ والْأَوَّلُ أَشْهُرُ وَلَعَلَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ هُوَ الَّذِي أَصَابَتْهُ ضَرْبَتُهُ وَأَمَّا الْآخَرَانِ فَحَمَلَا عَلَيْهِ فِي الْجُمْلَةِ وَأَغْرَبَ وَثِيمَةُ فِي كِتَابِ الرِّدَّةِ فَزَعَمَ أَنَّ الَّذِي ضَرَبَ مُسَيْلِمَةَ هُوَ شَنٌّ بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَتَشْديد النُّون بن عَبْدِ اللَّهِ وَأَنْشَدَ لَهُأَلَمْ تَرَ أَنِّي وَوَحْشِيَّهُمْ ضَرَبْنَا مُسَيْلِمَةَ الْمُفَتَتَنْ يُسَائِلُنِي النَّاسُ عَنْ قَتْلِهِ فَقُلْتُ ضَرَبْتُ وَهَذَا طَعَنْ فَلَسْتُ بِصَاحِبِهِ دُونَهُ وَلَيْسَ بِصَاحِبِهِ دُونَ شن وَأغْرب من ذَلِك مَا حكى بن عَبْدِ الْبَرِّ أَنَّ الَّذِي قَتَلَ مُسَيْلِمَةَ هُوَ خِلَاسُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ الْأَصَمِّ قَوْلُهُ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ فِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ فَإِنْ أَكُ قَتَلْتُهُ فَقَدْ قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ وَشَرَّ النَّاسِ قَوْلُهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ هُوَ مَوْصُولٌ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ أَوَّلًا وَفِي رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ فَقَالَ سُلَيْمَانُ بن يسَار سَمِعت بن عمر يَقُول زَاد بن إِسْحَاقَ فِي رِوَايَتِهِ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ الْيَمَامَةَ قَوْله فَقَالَت جَارِيَة على ظهر بَيت وَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْأَسْوَدُ هَذَا فِيهِ تَأْيِيدٌ لِقَوْلِ وَحْشِيٍّ أَنَّهُ قَتَلَهُ لَكِنْ فِي قَوْلِ الْجَارِيَةِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَظَرٌ لِأَنَّ مُسَيْلِمَةَ كَانَ يَدَّعِي أَنَّهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ وَكَانُوا يَقُولُونَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنَبِيَّ اللَّهِ وَالتَّلْقِيبُ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَدَثَ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَوَّلُ من لقب بِهِ عمر وَذَلِكَ بَعْدَ قَتْلِ مُسَيْلِمَةَ بِمُدَّةٍ فَلْيُتَأَمَّلْ هَذَا وَأَمَّا قَول بن التِّينِ كَانَ مُسَيْلِمَةُ تسَمَّى تَارَةً بِالنَّبِيِّ وَتَارَةً بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ كَانَ أَخَذَهُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَلَيْسَ بِجَيِّدٍ وَإِلَّا فَيَحْتَاجُ إِلَى نَقْلٍ بذلك وَالَّذِي فِي رِوَايَة الطَّيَالِسِيّ قَالَ بن عُمَرَ كُنْتُ فِي الْجَيْشِ يَوْمَئِذٍ فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ فِي مُسَيْلِمَةَ قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْأَسْوَدُ وَلَمْ يَقُلْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ الْجَارِيَةُ أَطْلَقَتْ عَلَيْهِ الْأَمِيرَ بِاعْتِبَارِ أَنَّ أَمْرَ أَصْحَابِهِ كَانَ إِلَيْهِ وَأَطْلَقَتْ عَلَى أَصْحَابِهِ الْمُؤْمِنِينَ بِاعْتِبَارِ إِيمَانهم بِهِ وَلم يقْصد إِلَى تَلْقِيبِهِ بِذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ وَجَدْتُ فِي كَلَامِ أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ دِحْيَةَ الْإِنْكَارَ عَلَى مَنْ أَطْلَقَ أَنَّ عُمَرَ أَوَّلُ مَنْ لُقِّبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَقَالَ قَدْ تَسَمَّى بِهِ مُسَيْلِمَةُ قَبْلَهُ كَمَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي قِصَّةِ وَحشِي يُشِير إِلَى هَذِه الرِّوَايَة وَتعقبه بن الصّلاح ثمَّ النَّوَوِيّ قَالَ النَّوَوِيّ وَذكر بن الصّلاح أَن الَّذِي ذكره بن دِحْيَةَ لَيْسَ بِصَحِيحٍ فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا أَنَّ الْجَارِيَةَ صَاحَتْ لَمَّا أُصِيبَ مُسَيْلمَة وَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ تَسْمِيَتُهُ بِذَلِكَ اه وَاعْتَرَضَ مُغَلْطَايْ أَيْضًا بِأَنَّ أَوَّلَ مَنْ قِيلَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ وَهُوَ مُتَعَقَّبٌ أَيْضًا بِأَنَّهُ لَمْ يُلَقَّبْ بِهِ وَإِنَّمَا خُوطِبَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَ أَمِيرٍ فِي الْإِسْلَامِ عَلَى سَرِيَّةٍ وَفِي حَدِيثِ وَحْشِيٍّ مِنَ الْفَوَائِدِ غَيْرَ مَا تَقَدَّمَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الذَّكَاءِ الْمُفْرِطِ وَمَنَاقِبُ كَثِيرَةٍ لِحَمْزَةَ وَفِيهِ أَنَّ الْمَرْءَ يَكْرَهُ أَنْ يَرَى مَنْ أَوْصَلَ إِلَى قَرِيبِهِ أَوْ صَدِيقِهِ أَذًى وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ وُقُوعُ الْهِجْرَةِ الْمَنْهِيَّةِ بَيْنَهُمَا وَفِيهِ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ وَالْحَذَرُ فِي الْحَرْبِ وَأَنْ لَا يَحْتَقِرَ الْمَرْءُ مِنْهَا أَحَدًا فَإِنَّ حَمْزَةَ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ رَأَى وَحْشِيًّا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لَكِنَّهُ لَمْ يَحْتَرِزْ مِنْهُ احْتِقَارًا مِنْهُ إِلَى أَنْ أَتَى من قبله وَذكر بن إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَمِسُ حَمْزَةَ فَوَجَدَهُ بِبَطْنِ الْوَادِي قَدْ مُثِّلَ بِهِ فَقَالَ لَوْلَا أَنْ تَحْزَنَ صَفِيَّةُ يَعْنِي بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَتَكُونُ سُنَّةً بَعْدِي لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ بُطُونِ السِّبَاعِ وحواصل الطير زَاد بن هِشَامٍ قَالَ وَقَالَ لَنْ أُصَابَ بِمِثْلِكَ أَبَدًا وَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ إِنَّ حَمْزَةَ مَكْتُوبٌ فِي السَّمَاءِ أَسَدُ اللَّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ وَرَوَى الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادٍ فِيهِ ضَعْفٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى حَمْزَةَ قَدْ مُثِّلَ بِهِ قَالَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ لَقَدْ كُنْتَ وَصُولًا لِلرَّحِمِ فَعُولًا لِلْخَيْرِ وَلَوْلَا حُزْنُ مَنْ بَعْدِكَ لَسَرَّنِي أَنْ أَدَعَكَ حَتَّى تُحْشَرَ مِنْ أَجْوَافٍ شَتَّى ثُمَّ حَلَفَ وَهُوَ بِمَكَانِهِ لَأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ فَنَزَلَ الْقُرْآن وان عَاقَبْتُمْ الْآيَةَ وَعِنْدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الْمُسْنَدِوَالطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ مَثَّلَ الْمُشْرِكُونَ بِقَتْلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ الْأَنْصَارُ لَئِنْ أَصَبْنَا مِنْهُمْ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ لَنَزِيدَنَّ عَلَيْهِمْ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ نَادَى رَجُلٌ لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفوا عَن الْقَوْم وَعند بن مرْدَوَيْه من طَرِيق مقسم عَن بن عَبَّاسٍ نَحْوُ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِاخْتِصَارٍ وَقَالَ فِي آخِرِهِ فَقَالَ بَلْ نَصْبِرُ يَا رَبِّ وَهَذِه طرق يقوى بَعْضهَا بَعْضًا (قَوْلُهُ بَابُ مَا أَصَابَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجِرَاحِ يَوْمَ أُحُدٍ) وَقَدْ تَقَدَّمَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ فِي بَابِ قَوْلِهِ لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء وَمَجْمُوعُ مَا ذُكِرَ فِي الْأَخْبَارِ أَنَّهُ شُجَّ وَجْهُهُ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَجُرِحَتْ وَجْنَتُهُ وَشَفَتُهُ السُّفْلَى من بَاطِنهَا ووهي منسكبة من ضَرْبَة بن قَمِئَةَ وَجُحِشَتْ رُكْبَتُهُ وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ ضُرِبَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمئِذٍ بِالسَّيْفِ سَبْعِينَ ضَرْبَةً وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّهَا كُلَّهَا وَهَذَا مُرْسَلٌ قَوِيٌّ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِالسَّبْعِينَ حَقِيقَتَهَا أَوِ الْمُبَالَغَةَ فِي الْكَثْرَةِ قَوْلُهُ رَبَاعِيَتُهُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَتَخْفِيفِ الْمُوَحَّدَةِ

    باب قَتْلُ حَمْزَةَ(باب قتل حمزة) ولأبي ذر زيادة ابن عبد المطلب -رضي الله عنه- وللنسفي قتل حمزة سيد الشهداء، وسقط لأبي ذر لفظ باب.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3874 ... ورقمه عند البغا: 4072 ]
    - حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ: هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَقِيلَ لَنَا هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ، كَأَنَّهُ حَمِيتٌ قَالَ: فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ، فَسَلَّمْنَا فَرَدَّ السَّلاَمَ قَالَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ. مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلاَّ عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ؟ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: لاَ وَاللَّهِ إِلاَّ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلاَمًا بِمَكَّةَ فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ لَهُ فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلاَمَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ، قَالَ: فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ، فَقَالَ لِي مَوْلاَيَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ. قَالَ فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ وَعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ فَلَمَّا أنِ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ خَرَجَ سِبَاعٌ، فَقَالَ هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ؟ قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ أَتُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ، قَالَ: وَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ قَالَ: فَكَانَ ذَا؛ الْعَهْدَ بِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الإِسْلاَمُ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَسُولاً فَقِيلَ لِي إِنَّهُ لاَ يَهِيجُ الرُّسُلَ قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: «آنْتَ وَحْشِيٌّ»؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ»؟ قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنَ الأَمْرِ مَا بَلَغَكَ. قَالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي»؟ قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ قُلْتُ لأَخْرُجَنَّإِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرُ الرَّأْسِ قَالَ: فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ. قَالَ: وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ. قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ فَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ وَاأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَتَلَهُ الْعَبْدُ الأَسْوَدُ.وبه قال: (حدثني) بالإفراد (أبو جعفر محمد بن عبد الله) بن المبارك المخزومي بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء البغدادي قال: (حدّثنا حجين بن المثنى) بضم الحاء المهملة وفتح الجيم وبعد التحتية الساكنة نون اليمامي بالميم سكن بغداد وولي قضاء خراسان قال: (حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة) الماجشون (عن عبد الله بن الفضل) بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي المدني من صغار التابعين (عن سليمان بن يسار) بفتح بالتحتية والسين المهملة المخففة أخي عطاء التابعي (عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري) بفتح الضاد المعجمة وسكون الميم -رضي الله عنه- أنه (قال: خرجت مع عبيد الله) بضم العين (ابن عدي بن الخيار) بكسر الخاء المعجمة وتخفيف التحتية ابن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي (فلما قدمنا حمص) بكسر الحاء وسكون الميم المدينة المشهورة (قال لي عبيد الله بن عدي): ثبت ابن عدي لأبي ذر (هل لك في وحشي)؟ بفتح الواو وسكون الحاء المهملة وكسر الشين المعجمة وتشديد التحتية ابن حرب الحبشي مولى جبير بن مطعم (نسأله عن قتل حمزة)؟ بحذف الضمير ولأبي ذر عن الكشميهني عن قتله حمزة في وقعة أحد (قلت) له: (نعم، وكان وحشي يسكن حمص فسألنا عنه فقيل لنا هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت) بحاء مهملة مفتوحة فميم مكسورة فتحتية ساكنة ففوقية على وزن رغيف زق كبير للسمن يشبه به الرجل السمين، وفي رواية لابن عائد فوجدناه رجلاً سمينًا محمرة عيناه (قال) جعفر: (فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير) وفي نسخة يسيرًا (فسلمنا) عليه (فرد) علينا (السلام قال: وعبيد الله) بن عدي (معتجر) بضم الميم وسكون العين المهملة وفتح الفوقية وبعد الجيم المكسورة راء (بعمامته) لفها على رأسه من غير أن يديرها تحت حنكه (ما يرى وحشي) منه (إلا عينيه ورجليه) بالتثنية فيهما (فقال) له (عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟ قال) جعفر: (فنظر إليه) وحشي (ثم قال: لا والله إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال) بكسر القاف وفتح الفوقية المخففة وبعد الألف لام قاله الإمام ابن ماكولا قال في الفتح وللكشميهني أم قبال بالموحدة بدل الفوقية والأول أصح قاله
    الكرماني وتبعه البرماوي وفي بعضها قتال بضم القاف (بنت أبي العيص) بكسر العين المهملة وسكون التحتية بعدها صاد مهملة ونسبها لجدها واسم أبيها أسيد أخت عتاب بن أسيد كذا في أسد الغابة، وقال في الفتح: إنها عمة عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية فلينظر (فولدت) أم قتال (له) لعدي (غلامًا بمكة) وسقط لفظ له لأبي ذر (فكنت أسترضع) أي أطلب (له) من يرضعه (فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتهاإياه) وزاد ابن إسحاق: والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى فإني ناولتكها وهي على بعيرها فأخذتك فلمعت لي قدمك حين رفعتك فما هو إلا أن وقفت علي فعرفتهما (فلكأني نظرت إلى قدميك) يعني أنه شبه قدميه بقدمي الغلام الذي حمله فكان هو هو وكان بين الرؤيتين نحو من خمسين سنة (قال) جعفر: (فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال) له: (ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال): وحشي (نعم إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر) في وقعتها وطعيمة بضم الطاء وفتح العين مصغرًا قال الدمياطي: وتبعه في التنقيح إنما هو طعيمة بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، وأما عدي بن الخيار فهو ابن أخي طعيمة لأنه عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف (فقال لي مولاي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة بعمي) أي طعيمة بن عدي وفيه تجوز لأنه طعيمة بن عدي كما مر (فأنت حر. قال: فلما أن خرج الناس) يعني قريشًا (عام عينين) تثنية عين أي عام وقعة أحد (وعينين جبل بحيال) جبل (أُحد) بكسر الحاء المهملة بعدها تحتية أي من ناحيته (بينه وبينه واد) وهذا تفسير من بعض الرواة (خرجت مع الناس) قريش (إلى القتال، فلما أن اصطفوا للقتال) وثبت لفظ أن قبل اصطفوا لأبى ذر وجواب لما قوله (خرج سباع) بكسر السين المهملة وتخفيف الموحدة ابن عبد العزى الخزاعي (فقال: هل من مبارز؟ قال: فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال) له: (يا سباع يا ابن أم أنمار) بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الميم وبعد الألف راء هي أمه وكانت مولاة لشريق بن عمرو الثقفي والد الأخنس (مقطعة البظور) بضم الموحدة والظاء المعجمة جمع بظر وهو اللحمة التي تقطع من فرج المرأة الكائنة بين اسكتيها عند ختانها، وكانت أمه ختانة تختن النساء بمكة فعيّره بذلك ومقطعة بكسر الطاء المهملة وفتحها خطأ (أتحادّ الله ورسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بفتح الهمزة وضم الفوقية وفتح الحاء المهملة وبعد الألف دال مهملة مشددة أي أتعاندهما وتعاديهما. وفي القاموس وحاده غاضبه وعاداه وخالفه وسقطت التصلية لأبي ذر.(قال) وحشي: (ثم شدّ) حمزة (عليه) أي على سباع فقتله (فكان كأمس الذاهب) في العدم (قال) وحشي: (وكمنت) بفتح الميم اختبأت (لحمزة) أي لأجل أن أقتله (تحت صخرة) وفي مرسل عمير بن إسحاق أنه انكشف الدرع عن بطنه (فلما دنا) أي قرب (مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته) بضم المثلثة وتشديد النون بعدها فوقية في عانته. وقال في القاموس: أو مريطاء ما بينها وبين السرة، وقال في مرط المريطاء كالغبيراء: ما بين السرة أو الصدر إلى العانة (حتى خرجت من بين وركيه) بالتثنية (قال) وحشي: (فكان ذاك) الرمي بالحربة (العهد به) كناية عن موت حمزة (فلما رجع الناس) قريش من أحد (رجعت معهم فأقمت بمكة حتى فشا) أي إلى أن ظهر (فيها الإسلام ثم خرجت) منها (إلى الطائف) هاربًا لما افتتح رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مكة (فأرسلوا) أي أهل الطائف (إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) عام ثمان (رسولاً) بالإفراد ولأبي ذر رسلاً بالجمع (فقيل) بالفاء ولأبوي ذر والوقت وقيل (لي: إنه لا يهيج الرسل) بفتح حرف المضارعة لا ينالهم منه مكروه، وعند ابن إسحاق فلما خرج وفد أهل الطائف إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليسلموا ضاقت عليّ الأرض وقلت ألحقبالشام أو باليمن أو ببعض البلاد فإني لفي ذلك إذ قال رجل: ويحك إنه والله ما يقتل أحدًا من الناس دخل في دينه (قال
    فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلما رآني قال)
    لي: (آنت وحشي) بمد الهمزة (قلت نعم قال: أنت قتلت حمزة) مرتين (قلت: قد كان من الأمر) في شأن قتله (ما قد بلغك) كذا في الفرع بإثبات قد وفي أصله وغيره بحذفها (قال) عليه الصلاة والسلام: (فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني) بضم الفوقية وفتح المعجمة وتشديد التحتية المكسورة (قال: فخرجت) من عنده (فلما قبض رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فخرج مسيلمة الكذاب) بكسر اللام صاحب اليمامة على أثر وفاة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وادعى النبوّة وجمع جموعًا كثيرة لقتال الصحابة، وجهز له أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- جيشًا وأمّر عليهم خالد بن الوليد (قلت: لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ فيه حمزة) بالهمزة أي أواسيه به وهو تأكيد وخوف، وإلا فلا ريب أن الإسلام يجب ما قبله (قال) وحشي: (فخرجت مع الناس) الذين جهزهم أبو بكر لقتال مسيلمة (فكان من أمره) أي مسيلمة (ما كان) من المقاتلة وقتل جمع من الصحابة ثم كان الفتح للمسلمين (قال: فإذا رجل) أي مسيلمة (قائم في ثلمة جدار) بفتح المثلثة مصحح عليه في اليونينية وفرعها وسكون اللام أي خلل جدار (كأنه جمل أورق) أسمر لونه كالرماد (ثائر الرأس) منتشر شعره (قال: فرميته بحربتي) التي قتلت بها حمزة (فأضعها) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي فوضعتها (بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه قال: ووثب إليه رجل من الأنصار) جزم الحاكم والواقدي لإسحاق بن راهويه أنه عبد الله بن زيد بن عاصم المازني وجزم سيف في كتاب الردة أنه عدي بن سهل وقيل أبو دجانة والأول أشهر (فضربه بالسيف على هامته) أي رأسه (قال) عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بالإسناد السابق (قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني) بالإفراد (سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر) -رضي الله عنهما- (يقول: فقالت جارية) لما قتل مسيلمة (على ظهر بيت) تندبه (واأمير المؤمنين قتله العبد الأسود) وحشي وذكرته بلفظ الإمرة وإن كان يدّعي الرسالة لما رأته من أمور أصحابه الذين آمنوا به كلها كانت إليه، وأطلقت على أصحابه المؤمنين باعتبار إيمانهم به ولم تقصد إلى تلقيبه بذلك والله أعلم.

    (بابُُ قَتْلِ حَمْزَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ)أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان قتل حَمْزَة عَم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي رِوَايَة أبي ذَر قتل حَمْزَة بِدُونِ لَفْظَة بابُُ وَفِي رِوَايَة النَّسَفِيّ قتل حَمْزَة سيد الشُّهَدَاء ووردت هَذِه اللَّفْظَة فِي حَدِيث مَرْفُوع أخرجه الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق أصبغ بن بنانة عَن عَليّ قَالَ قَالَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سيد الشُّهَدَاء حَمْزَة بن عبد الْمطلب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3874 ... ورقمه عند البغا:4072 ]
    - حدَّثني أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله حدَّثنا حُجَيْنُ بنُ الْمُثَنَّى حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ الله بنِ أبِي سلَمَةَ عنْ عَبْدِ الله بنِ الْفَضْلِ عنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسارٍ عنْ جَعفَرِ بنِ عَمْرِو بنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ خرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ الله بنِ عَدِيِّ بنِ الخِيارِ فلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِي عُبَيْدُ الله بنُ عَدِيٍّ هلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْألُهُ عنْ قَتْلِ حَمْزَةَ قُلْتُ نَعَمْ وكانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنْ حِمْصَ فسَألْنَا عنْهُ فَقيلَ لَنَا هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ كأنَّهُ حَمِيتٌ قَالَ فَجِئْنَا حتَّى وقَفْنَا علَيْهِ بِيَسيرٍ فسَلَّمْنَا فَرَدَّ السَّلاَمَ قَالَ وَعُبَيْدُ الله مُعْتَجِرٌ بِعَمَامَتِهِ مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إلاَّ عَيْنَيْهِ ورِجْلَيْهِ فَقَالَ عُبَيْدُ الله يَا وَحْشِيُّ أتَعْرِفُنِي قَالَ فنَظَرَ إلَيْهِ ثُمَّ قالَ لاَ وَالله إلاَّ أنِّي لاَ أعْلَمُ أنَّ عَدِيَّ بنَ الخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أبي العِيصِ فوَلَدَتْ لَهُ غُلامَاً بِمَكَّةَ فَكُنْتُ أسْتَرْضِعُ لَهُ فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلاَمَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إيَّاهُ فَلَكأنِّي نَظَرْتُ إلَى قَدَمَيْكَ قَالَ فكَشَفَ عُبَيْدُ الله عنْ وَجْهِه ثُمَّ قَالَ ألاَ تُخْبِرَنا بِقَتْلِ حَمْزَةَ قَالَ نَعَمْ إنَّ حَمْزَةَ قتَلَ طُعَيْمَةَ بنَ عَدِيِّ بنِ الخِيَارِ بِبَدْرٍ فَقَالَ لي مَوْلاَيَ جُبَيْرُ بنُ مُطْعِمٍ إنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فأنْتَ حُرٌّ قَالَ فلَمَّا أنْ خَرَجَ النَّاسُ عامَ عَيْنَيْنِ وعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيال أُحُدٍ بَيْنَهُ وبَيْنَهُ وادٍ خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إلَى القِتَالِ فلَمَّا أنْ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ خرَجَ سِباغٌ فَقال هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ قَالَ فخَرَجَ إلَيْهِ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ فقالَ يَا سِباغُ يَا ابنَ أُمِّ أنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ البُظُورِ أتُحَادُّ الله ورَسُولَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ثُمَّ شَدَّ علَيْهِ فَكانَ كأمْسِ الذَّاهبِ قَالَ وكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فأضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وِرْكَيْهِ قَالَ فَكانَ ذَاكَ العَهْدَ بِهِ فلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ فأقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الإسْلاَمُ ثُمَّ خَرَجْتُ إلَى الطَّائِفِ فأرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَسُولاً فَقِيلَ لِي إنَّهُ لاَ يَهِيجُ رَسُولاً قَالَ فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فلَمَّا رآنِي قَالَ أنْتَ وَحْشِي قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ قُلْتُ قَدْ كانَ مِنَ الأمْر مَا قَدْ بَلَغَكَ قَالَ فهَلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي قَالَ فَخَرَجْتُ فلَمَّا قُبِضَ رسولُ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخَرَجَ مُسَيْلَمَةُ الكَذَّابُ قُلْتُ لأخْرُجَنَّ إلَى مُسَيْلَمَةَ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فأُكَافِيءَ بِهِ حَمْزَةَ قَالَ فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ فكانَ
    مِنْ أمْرِهِ مَا كانَ قَالَ فإذَا رَجُلٌ قائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ كأنَّهُ جَمَلٌ أوْرَقُ ثَائِرُ الرَّأسِ قَالَ فرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فأضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ قَالَ وَوثَبَ إلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِي فضَرَبَهُ بالسَّيْفِ على هامَتِهِ قَالَ قَالَ عَبْدُ الله بنُ الفَضْلِ فأخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بنُ يَسارٍ أنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الله بنَ عُمَرَ يَقُولُ فَقالَتْ جارِيَةٌ علَى ظَهْرِ بَيْتٍ وأمِيرَ المُؤْمِنِينَ قتَلَهُ العَبْدُ الأسْوَدُ.مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُبَارك المخرمي، بِضَم الْمِيم وَفتح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الرَّاء الْبَغْدَادِيّ، ونسبته إِلَى محلّة من محَال بَغْدَاد، وَهُوَ من أَفْرَاده، وروى عَنهُ هُنَا وَفِي الطَّلَاق، وحجين، بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْجِيم وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره نون: ابْن الْمثنى، أَصله من الْيَمَامَة وَسكن بَغْدَاد وَولي قَضَاء خُرَاسَان وَلَيْسَ لَهُ عِنْد البُخَارِيّ إلاَّ هَذَا الْموضع، وَعبد الله بن الْفضل بن عَبَّاس بن ربيعَة بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب الْهَاشِمِي الْمدنِي من صغَار التَّابِعين، وَسليمَان بن يسَار ضد الْيَمين أَخُو عَطاء التَّابِعِيّ، وجعفر بن عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي، بِفَتْح الضَّاد الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمِيم وبالراء: نِسْبَة إِلَى ضَمرَة بن بكر بن عبد منَاف بن كنَانَة، وَعَمْرو بن أُميَّة هُوَ الصَّحَابِيّ الْمَشْهُور، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَعبيد الله بن عدي، بِفَتْح الْمُهْملَة الأولى: ابْن الْخِيَار ضد الأشرار ابْن عدي بن نَوْفَل بن عبد منَاف، وَقد مضى ذكره فِي مَنَاقِب عُثْمَان، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: (حمص) ، بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون الْمِيم: مَدِينَة مَشْهُورَة قديمَة إِحْدَى قَوَاعِد الشَّام ذَات بساتين، مشربها من نهر العَاصِي، سميت بحمص بن الْمهْر بن ألحاف بن مكتف من العماليق، وَهِي بَين حماة ودمشق، وَقَالَ الْبكْرِيّ: لَا يجوز فِيهَا الصّرْف كَمَا يجوز فِي هِنْد لِأَنَّهُ اسْم أعجمي. قلت: يجوز صرفهَا مثل: هود ونوح، لِأَن سُكُون وَسطهَا يُؤثر فِي منع إِحْدَى العلتين فَيبقى على عِلّة وَاحِدَة. قَوْله: (فِي وَحشِي) ، بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر الشين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف: ابْن حَرْب ضد الصُّلْح كَانَ من سودان مَكَّة، قَالَ أَبُو عمر: مولى لطعيمة بن عدي، وَيُقَال: مولى جُبَير بن مطعم بن عدي، كَذَا قَالَ ابْن إِسْحَاق، وَكَانَ يكنى أَبَا رسمة، وَكَانَ يَرْمِي بِحَرْبَة فَلَا يكَاد يخطىء، وَقَالَ مُوسَى بن عقبَة: مَاتَ وَحشِي بن حَرْب فِي الْخمر وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من سمي باسمه غَيره. قَوْله: (نَسْأَلهُ عَن قتل حَمْزَة) ، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: نَسْأَلهُ عَن قَتله حَمْزَة. قَوْله: (فسألنا عَنهُ فَقيل لنا) وَفِي رِوَايَة ابْن إِسْحَاق: قَالَ لنا رجل وَنحن نسْأَل عَنهُ: إِنَّه غلبت عَلَيْهِ الْخمر، فَإِن تجداه صَاحِيًا تجداه عَرَبيا يحدثكما بِمَا شئتما، وَإِن تجداه على غير ذَلِك، فانصرفا عَنهُ، وَفِي رِوَايَة الطَّيَالِسِيّ نَحوه، وَقَالَ فِيهِ: وَإِن أدركتماه شارباً فَلَا تسألاه. قَوْله: (كَأَنَّهُ حميت) بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر الْمِيم وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره تَاء مثناة من فَوق، وَهُوَ الزق الَّذِي لَا شعر عَلَيْهِ، وَهُوَ للسمن، وَيجمع على: حمت، قَالَ ابْن الْأَثِير: وَهُوَ النحي والزق الَّذِي يكون فِيهِ السّمن أَو الزَّيْت وَنَحْوهمَا، والنحي يجمع على أنحاء، وَقيل: أَكثر مَا يُقَال: الحميت، فِي أوعية السّمن وَالزَّيْت، وَقيل: هُوَ الزق مُطلقًا، وَقَالَ أَبُو عبيد: أما الزق الَّذِي يَجْعَل فِيهِ اللَّبن فَهُوَ الوطب، وَجمعه أوطاب، وَمَا كَانَ للشراب فَهُوَ الزق، وَاسم الزق يجمع ذَلِك كُله، وَقَالَ الْكرْمَانِي: وَيُشبه الرجل السمين الجسيم بالحميت. قَوْله: (معتجر) ، من الاعتجار وَهُوَ لف الْعِمَامَة على الرَّأْس من غير تحنيك. قَوْله: (أم قتال) ، بِكَسْر الْقَاف وَتَخْفِيف التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: (أم قبال) ، بِالْبَاء الْمُوَحدَة، وَالْأول أصح، وَهِي عمَّة عتاب بن أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة. قَوْله: (بنت أبي الْعيص) ، بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره صَاد مُهْملَة: ابْن أُميَّة بن عبد شمس، أم عبيد الله الْمَذْكُور آنِفا. قَوْله: أسترضع لَهُ) أَي: اطلب لَهُ من يرضعه، وَزَاد فِي رِوَايَة ابْن إِسْحَاق: وَالله مَا رَأَيْتُك مُنْذُ ناولتك أمك السعدية الَّتِي أَرْضَعتك بِذِي طوى، فَإِنِّي ناولتكها وَهِي على بَعِيرهَا فأخذتك، فلمعت لي قدمك حِين رفعتك، فَمَا هُوَ إلاَّ أَن وقفت عَليّ فعرفتهما، وَهَذَا يُوضح قَوْله فِي حَدِيث الْبابُُ: فلكأني نظرت إِلَى قَدَمَيْك، يَعْنِي أَنه شبه قَدَمَيْهِ بقدمي الْغُلَام الَّذِي حمله، وَكَانَ هُوَ هُوَ، وَبَين الرِّوَايَتَيْنِ قريب من خمسين سنة، فَدلَّ ذَلِك على ذكاء مفرط وَمَعْرِفَة تَامَّة بالقيافة. قَوْله: (طعيمة) ، مصغر: طعمة، قَوْله: (جُبَير) ، بِضَم الْجِيم مصغر: جبر ضد الْكسر
    ابْن مطعم، بِضَم الْمِيم على وزن اسْم فَاعل من الْإِطْعَام: ابْن عدي بن نَوْفَل بن عبد منَاف بن قصي الْقرشِي النَّوْفَلِي، أسلم جُبَير يَوْم الْفَتْح، وَقيل: عَام خَيْبَر، مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة سبع وَخمسين فِي خلَافَة مُعَاوِيَة، وَكَانَت وَفَاة الْمطعم بن عدي فِي صفر سنة ثِنْتَيْنِ من الْهِجْرَة قبل بدر بِنَحْوِ سَبْعَة أشهر. قَوْله: (عدي بن الْخِيَار) ، قَالَ الدمياطي: صَوَابه عدي بن نَوْفَل، كَمَا ذَكرْنَاهُ، والمطعم وَالْخيَار ابْنا عدي. قَوْله: (فَلَمَّا أَن خرج النَّاس) ، ويروى: (فَلَمَّا خرج النَّاس) ، بِدُونِ لَفْظَة: إِن وَالْمرَاد بِالنَّاسِ: قُرَيْش وَمن مَعَهم. قَوْله: (عَام عينين) أَي: عَام أحد، ثمَّ فسر الْعَينَيْنِ بقوله: وعينين: جبل بحيال إحد أَي من نَاحيَة أحد، يُقَال: فلَان بحيال كَذَا، بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْيَاء آخر الْحُرُوف: أَي بمقابله، وَهَذَا تَفْسِير من بعض الروَاة، وَإِنَّمَا قَالَ: عَام عينين دون عَام أحد لِأَن قُريْشًا كَانُوا نزلُوا عِنْده، وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: نزلُوا بعينين جبل بِبَطن السبخة من قناة على شَفير الْوَادي مُقَابل الْمَدِينَة. قلت: عينين، تَثْنِيَة عين، قَالَ الْكرْمَانِي ضد الْمثنى ويروى بِلَفْظ الْجمع، وعَلى التَّقْدِيرَيْنِ النُّون تعتقب الْإِعْرَاب منصرفاً وَغير منصرف. قَوْله: (خرجت) جَوَاب: لما. قَوْله: (خرج سِبَاع) بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْبَاء الْمُوَحدَة وَهُوَ اسْم لِابْنِ عبد الْعُزَّى الْخُزَاعِيّ. قَوْله: (يَا ابْن أم أَنْمَار) بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون النُّون، وَهِي أمة كَانَت مولاة لشريق بن عَمْرو الثَّقَفِيّ وَالِد الْأَخْنَس. قَوْله: (مقطعَة البظور) بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة والظاء الْمُعْجَمَة: جمع بظر، وَهُوَ هنة فِي الْفرج وَهِي اللحمة الكائنة بَين شفري الْفرج تقطع عِنْد الْخِتَان، وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: كَانَت أمه ختانة بِمَكَّة تختن النِّسَاء. انْتهى. وَالْعرْف تطلق هَذَا اللَّفْظ فِي معرض الذَّم والشتم، وإلاَّ قَالُوا: ختانة. قَوْله: (أتحاد الله) بِفَتْح همزَة الِاسْتِفْهَام وَضم التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة وَتَشْديد الدَّال، وَأَصله: تحادد، من المحادة وَهِي أَن يكون ذَا فِي حد وَذَا فِي حد، ثمَّ اسْتعْمل فِي المعاندة والمعاداة. قَوْله: (ثمَّ شدّ عَلَيْهِ) ، أَي: ثمَّ شدّ حَمْزَة على سِبَاع. قَوْله: (فَكَانَ كالأمس الذَّاهِب) ، وَهَذَا كِنَايَة عَن إعدامه إِيَّاه بِالْقَتْلِ فِي الْحَال. قَوْله: (الذَّاهِب) صفة لَازِمَة مُؤَكدَة. قَوْله: (قَالَ: وكمنت) أَي: قَالَ وَحشِي: وكمنت، بِفَتْح الْمِيم أَي: اختفيت، وَفِي رِوَايَة ابْن عَائِذ: عِنْد شَجَرَة، وروى ابْن أبي شيبَة من مُرْسل عَمْرو بن إِسْحَاق: أَن حَمْزَة عثر فانكشف الدرْع عَن بَطْنه فَأَبْصَرَهُ العَبْد الحبشي فَرَمَاهُ بالحربة. قَوْله: (فِي ثنته) بِضَم الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَتَشْديد النُّون وَهِي: الْعَانَة وَقيل مَا بَين السُّرَّة والعانة، وَيُقَال: الثَّاء مُثَلّثَة، وَفِي رِوَايَة الطَّيَالِسِيّ: (فَجعلت ألوذ من حَمْزَة بشجرة وَمَعِي حربتي إِذا اسْتَمْكَنت مِنْهُ هززت الحربة حَتَّى رضيت مِنْهَا ثمَّ أرسلتها فَوَقَعت بَين ثندوتيه، وَذهب يقوم فَلم يسْتَطع، والثندوة بِفَتْح الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَسُكُون النُّون وَضم الدَّال الْمُهْملَة وبالواو الْخَفِيفَة: وَهِي من الرجل مَوضِع الثدي من الْمَرْأَة. قَوْله: (فَكَانَ ذَلِك الْعَهْد بِهِ) كِنَايَة عَن مَوته. قَوْله: (فَلَمَّا رَجَعَ النَّاس) ، أَي: قُرَيْش إِلَى مَكَّة. قَوْله: (حَتَّى فشى فِيهَا الْإِسْلَام) أَي: أَقمت بِمَكَّة إِلَى أَن ظهر فِيهَا الْإِسْلَام، ثمَّ خرجت مِنْهَا، وَفِي رِوَايَة ابْن إِسْحَاق: فَلَمَّا افْتتح رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مَكَّة هربت مِنْهَا إِلَى الطَّائِف. قَوْله: (رَسُولا) ، كَذَا هُوَ فِي رِوَايَة أبي ذَر وَأبي الْوَقْت، وَفِي رِوَايَة غَيرهمَا: رسلًا، بِالْجمعِ. قَوْله: (فَقيل لي إِنَّه لَا يهيج الرُّسُل) أَي: لَا ينالهم مِنْهُ إزعاج. قَوْله: (مَا قد بلغك) ، يَعْنِي: من أَمر حَمْزَة وَقَتله، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. قَوْله: (فَهَل تَسْتَطِيع أَن تغيب وَجهك عني) وَفِي رِوَايَة الطَّيَالِسِيّ: غيب وَجهك عني فَلَا أَرَاك. قَوْله: (فأكافيء بِهِ) بِالْهَمْزَةِ أَي: فأساوي بقتل مُسَيْلمَة قتل حَمْزَة. قَوْله: (فِي ثلمة جِدَار) أَي: فِي خلله. قَوْله: (جمل أَوْرَق) أَي: لَونه مثل الرماد، وَكَانَ ذَلِك من غُبَار الْحَرْب، قَالَه بَعضهم قلت: بل كَانَ ذَلِك من سَواد كفره وإنهماكه فِي الْبَاطِل، قَوْله: (ثَائِر الرَّأْس) أَي: منتشر شعر رَأسه. قَوْله: (فأضعها بَين ثديبه) هَذِه رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: فَوَضَعتهَا. قَوْله: (رجل من الْأَنْصَار) هُوَ عبد الله بن زيد بن عَاصِم الْمَازِني، وَجزم بِهِ الْوَاقِدِيّ وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْحَاكِم، وَقيل: هُوَ عدي بن سهل، وَجزم بِهِ سيف فِي (كتاب الرِّدَّة) وَقيل: أَبُو دُجَانَة، وَأغْرب وثيمة فِي (كتاب الرِّدَّة) فَزعم أَنه شن، بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد النُّون: ابْن عبد الله، وَقَالَ ابْن عبد الْبر: إِن الَّذِي قَتله خلاس بن بشير بن الْأَصَم.قَوْله: (قَالَ: قَالَ عبد الله بن الْفضل) هُوَ مَوْصُول بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور أَولا، وفاعل: قَالَ، الأول عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن سَلمَة الْمَذْكُور، أَي: قَالَ عبد الله بن الْفضل: أَخْبرنِي سُلَيْمَان بن يسَار الْمَذْكُور فِيهِ أَنه سمع عبد الله بن عمر يَقُول ... إِلَى آخِره. قَوْله: (وأمير الْمُؤمنِينَ) مَنْدُوب. قَوْله: (قَتله العَبْد الْأسود) وأرادت بِهِ الوحشي، وَقَالَ بَعضهم فِي قَول الْجَارِيَة أَمِير الْمُؤمنِينَ، نظر لِأَن مُسَيْلمَة كَانَ يَدعِي أَنه نَبِي مُرْسل من الله، فَكَانُوا يَقُولُونَ لَهُ: رَسُول الله وَنَبِي الله. والتلقيب
    بأمير الْمُؤمنِينَ حدث بعد ذَلِك، وَأول من لقب بِهِ عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَذَلِكَ بعد قتل مُسَيْلمَة بِمدَّة. انْتهى. قلت: قَالَ ابْن التِّين: كَانَ مُسَيْلمَة يُسمى تَارَة بِالنَّبِيِّ وَتارَة بأمير الْمُؤمنِينَ، ورد عَلَيْهِ هَذَا الْقَائِل بقوله: فَإِن كَانَ يَعْنِي ابْن التِّين أَخذه من هَذَا الحَدِيث فَلَيْسَ بجيد، وإلاَّ فَيحْتَاج إِلَى نقل بذلك. انْتهى. قلت: قَوْله: لَيْسَ بجيد، غير جيد، لِأَن فِي الحَدِيث التَّصْرِيح بذلك، لِأَنَّهَا إِنَّمَا قَالَت بذلك لما رَأَتْ أَن أُمُور أَصْحَابه كلهَا كَانَت إِلَيْهِ، فَلذَلِك أطلقت عَلَيْهِ الإمرة، وَأما نسبتها إِلَى الْمُؤمنِينَ فباعتبار أَنهم كَانُوا آمنُوا بِهِ فِي زعمهم الْبَاطِل، وَقَوله: أول من لقب بِهِ عمر، لَا يُنَافِي ذَلِك، لِأَن هَذِه الأولية بِالنّظرِ إِلَى أبي بكر حَيْثُ لم يطلقوا عَلَيْهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ، اكْتِفَاء بِلَفْظ الْخلَافَة، وَمَعَ هَذَا كَانَ هُوَ أَيْضا أَمِير الْمُؤمنِينَ.<

    حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ قُلْتُ نَعَمْ‏.‏ وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَقِيلَ لَنَا هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ، كَأَنَّهُ حَمِيتٌ‏.‏ قَالَ فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ بِيَسِيرٍ، فَسَلَّمْنَا، فَرَدَّ السَّلاَمَ، قَالَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ مُعْتَجِرٌ بِعِمَامَتِهِ، مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلاَّ عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَا وَحْشِيُّ أَتَعْرِفُنِي قَالَ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ لاَ وَاللَّهِ إِلاَّ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي الْعِيصِ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلاَمًا بِمَكَّةَ، فَكُنْتُ أَسْتَرْضِعُ لَهُ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلاَمَ مَعَ أُمِّهِ، فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ‏.‏ قَالَ فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ أَلاَ تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ قَالَ نَعَمْ، إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ، فَقَالَ لِي مَوْلاَىَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ إِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ، قَالَ فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ النَّاسُ عَامَ عَيْنَيْنِ ـ وَعَيْنَيْنِ جَبَلٌ بِحِيَالِ أُحُدٍ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ وَادٍ ـ خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ، فَلَمَّا اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ خَرَجَ سِبَاعٌ فَقَالَ هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ يَا سِبَاعُ يَا ابْنَ أُمِّ أَنْمَارٍ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ، أَتُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﷺ قَالَ ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ ـ قَالَ ـ وَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ وَرِكَيْهِ ـ قَالَ ـ فَكَانَ ذَاكَ الْعَهْدَ بِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ، حَتَّى فَشَا فِيهَا الإِسْلاَمُ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ، فَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَسُولاً، فَقِيلَ لِي إِنَّهُ لاَ يَهِيجُ الرُّسُلَ ـ قَالَ ـ فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ ‏"‏ آنْتَ وَحْشِيٌّ ‏"‏‏.‏ قُلْتُ نَعَمْ‏.‏ قَالَ ‏"‏ أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ ‏"‏‏.‏ قُلْتُ قَدْ كَانَ مِنَ الأَمْرِ مَا بَلَغَكَ‏.‏ قَالَ ‏"‏ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي ‏"‏‏.‏ قَالَ فَخَرَجْتُ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ قُلْتُ لأَخْرُجَنَّ إِلَى مُسَيْلِمَةَ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئَ بِهِ حَمْزَةَ ـ قَالَ ـ فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ ـ قَالَ ـ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثَلْمَةِ جِدَارٍ، كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرُ الرَّأْسِ ـ قَالَ ـ فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فَأَضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ ـ قَالَ ـ وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ‏.‏ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ فَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ وَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَتَلَهُ الْعَبْدُ الأَسْوَدُ‏.‏

    Narrated Jafar bin `Amr bin Umaiya:I went out with 'Ubaidullah bin `Adi Al-Khaiyar. When we reached Hims (i.e. a town in Syria), 'Ubaidullah bin `Adi said (to me), "Would you like to see Wahshi so that we may ask him about the killing of Hamza?" I replied, "Yes." Wahshi used to live in Hims. We enquired about him and somebody said to us, "He is that in the shade of his palace, as if he were a full water skin." So we went up to him, and when we were at a short distance from him, we greeted him and he greeted us in return. 'Ubaidullah was wearing his turban and Wahshi could not see except his eyes and feet. 'Ubaidullah said, "O Wahshi! Do you know me?" Wahshi looked at him and then said, "No, by Allah! But I know that `Adi bin Al-Khiyar married a woman called Um Qital, the daughter of Abu Al-Is, and she delivered a boy for him at Mecca, and I looked for a wet nurse for that child. (Once) I carried that child along with his mother and then I handed him over to her, and your feet resemble that child's feet." Then 'Ubaidullah uncovered his face and said (to Wahshi), "Will you tell us (the story of) the killing of Hamza?" Wahshi replied "Yes, Hamza killed Tuaima bin `Adi bin Al-Khaiyar at Badr (battle) so my master, Jubair bin Mut`im said to me, 'If you kill Hamza in revenge for my uncle, then you will be set free." When the people set out (for the battle of Uhud) in the year of 'Ainain ..'Ainain is a mountain near the mountain of Uhud, and between it and Uhud there is a valley.. I went out with the people for the battle. When the army aligned for the fight, Siba' came out and said, 'Is there any (Muslim) to accept my challenge to a duel?' Hamza bin `Abdul Muttalib came out and said, 'O Siba'. O Ibn Um Anmar, the one who circumcises other ladies! Do you challenge Allah and His Apostle?' Then Hamza attacked and killed him, causing him to be non-extant like the bygone yesterday. I hid myself under a rock, and when he (i.e. Hamza) came near me, I threw my spear at him, driving it into his umbilicus so that it came out through his buttocks, causing him to die. When all the people returned to Mecca, I too returned with them. I stayed in (Mecca) till Islam spread in it (i.e. Mecca). Then I left for Taif, and when the people (of Taif) sent their messengers to Allah's Messenger (ﷺ), I was told that the Prophet (ﷺ) did not harm the messengers; So I too went out with them till I reached Allah's Messenger (ﷺ). When he saw me, he said, 'Are you Wahshi?' I said, 'Yes.' He said, 'Was it you who killed Hamza?' I replied, 'What happened is what you have been told of.' He said, 'Can you hide your face from me?' So I went out when Allah's Messenger (ﷺ) died, and Musailamah Al-Kadhdhab appeared (claiming to be a prophet). I said, 'I will go out to Musailamah so that I may kill him, and make amends for killing Hamza. So I went out with the people (to fight Musailamah and his followers) and then famous events took place concerning that battle. Suddenly I saw a man (i.e. Musailamah) standing near a gap in a wall. He looked like an ash-colored camel and his hair was dishevelled. So I threw my spear at him, driving it into his chest in between his breasts till it passed out through his shoulders, and then an Ansari man attacked him and struck him on the head with a sword. `Abdullah bin `Umar said, 'A slave girl on the roof of a house said: Alas! The chief of the believers (i.e. Musailamah) has been killed by a black slave

    Telah menceritakan kepadaku [Abu Ja'far Muhammad bin Abdullah] telah menceritakan kepada kami [Hujain bin Al Mutsanna] telah menceritakan kepada kami [Abdul Aziz bin Abdullah bin Abu Salamah] dari [Abdullah bin Al Fadl] dari [Sulaiman bin Yasar] dari [Ja'far bin 'Amru bin Umayyah Adl Dlamri] dia berkata, "Aku keluar bersama 'Ubaidullah bin 'Ady bin Hiyar ke Syam. Ketika kami sampai ke Himsh, 'Ubaidullah bin 'Adi berkata kepadaku, "Bagaimana kalau kita menemui [Wahsyi] dan bertanya tentang (peristiwa) terbunuhnya Hamzah?" aku menjawab, "Baiklah." Wahsyi ketika itu tinggal di Himsh, saat kami bertanya tentang dia, maka ditunjukkanlah kepada kami bahwa Wahsyi saat itu berada di bawah bayang-bayang rumahnya, seakan-akan dia adalah seseorang yang berkulit hitam." Ja'far bin 'Amru Ad-Dlamry berkata, "Kami lalu mendatanginya hingga berada di hadapannya, kami mengucapkan salam, dan dia membalasnya. 'Ubaidullah ketika itu melipat penutup kepalanya, sehingga Wahsyi tidak dapat melihatnya kecuali kedua mata Ubaidullah dan kedua kakinya. 'Ubaidullah bertanya, "Wahai Wahsyi, apa engkau mengenaliku?" Wahsyi pun memperhatikannya, lalu dia berkata, "Demi Allah, tidak! Aku tidak mengenalimu, kecuali aku tahu bahwa 'Ady bin Khiyar menikah dengan seorang perempuan yang disebut dengan Ummu Qital, putri Abu Al 'Ish. Darinya lahirlah seorang anak di Makkah, maka dia dimintakan untuk disusukan kepada orang lain lalu aku membawa anak kecil itu sama ibunya, aku pun menyerahkan kepadanya, seakan-akan aku melihatnya sama, jika aku melihat ke kedua kakimu." Ja'far bin 'Amru Ad-Dlamry berkata, setelah itu 'Ubaidullah menyingkapkan wajahnya, lalu dia berkata, "Maukah engkau menceritakan kepada kami tentang terbunuhnya Hamzah?" Wahsyi menjawab, "Baiklah, ketika itu Hamzah membunuh Tu'aimah bin 'Ady pada Perang Badar, lalu tuanku, Zubair bin Muth'im, berkata kepadaku, "Jika kamu berhasil membunuh Hamzah sebagai balas dendam kematian pamanku, maka kamu akan bebas." Ketika orang-orang serentak keluar ke 'Ainain, -suatu gunung kecil di bawah Uhud yang terpisah dengan bukit- saya keluar bersama mereka untuk ikut berperang, ketika pasukan telah berhadap-hadapan untuk berperang, keluarlah Siba' sambil berkata, "Siapakah yang berani bertanding?" mendengar itu Hamzah bin Abdul Al Munthalib keluar sambil berkata, "Wahai anak (yang keluar dari) potongan daging kemaluan perempuan (bahasa celaan dan hinaan terhadap seseorang -pent), apakah kamu akan menantang Allah dan Rasul-Nya shallallahu 'alaihi wasallam?" kemudian Hamzah berhasil menghabisinya. Kemudian secara diam-diam aku mengincar Hamzah di balik bebatuan yang besar, hingga ketika dia melewatiku, dan dia sangat dekat denganku, akupun langsung melemparkan tombakku dan tepat mengenai daerah bawah perutnya, hingga keluarlah apa yang di dalam daerah yang terkena lemparan tombak tersebut." Wahsyi melanjutkan, "Dan itulah apa yang akan menjadi janjiku." Ketika orang-orang kembali pulang, akupun kembali bersama mereka." Wahsyi melanjutkan, "Aku tinggal di Makkah sampai Islam tersebar di sana, aku lalu keluar menuju Thaif, ketika penduduk Tha'if mengutus beberapa utusan kepada Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam, maka salah seorang utusan berkata kepadaku, "Beliau tidak akan menyakiti utusan." Wahsyi melanajutkan, "Aku pun pergi bersama mereka sampai aku menemui Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam. Ketika beliau melihatku, beliau bertanya: "Apakah engkau wahsyi?" aku menjawab, "Benar." Beliau bersabda: "Apakah kamu yang telah membunuh Hamzah?" Wahsyi menjawab, "Perkara itu sebagaimana yang telah sampai kepada anda." Beliau bersabda: "Dapatkah kamu menjauhkan wajahmu dariku?" Wahsyi berkata, "Lalu aku kembali pulang. Ketika Rasulullah shallallahu 'alaihi wasallam meninggal, muncullah Musailamah Al Kadzab, aku berkata, "Aku akan berusaha mencari Musailamah, semoga aku dapat membunuhnya dan menebus kesalahanku karena membunuh Hamzah, " lalu aku keluar bersama orang-orang yang akan memerangi Musailamah. Sebuah kesempatan yang kutunggu-tunggu. Aku lalu melihat seorang laki-laki berdiri di salah satu dinding rumah seakan-akan unta abu-abu yang berambut kusut." Wahsyi melanjutkan, "Lalu kulemparkan tombakku hingga tepat mengenai di tengah dadanya sampai tembus ke bahunya." Wahsyi berkata, "Kemudian seorang laki-laki Anshar menyerangnya dan berhasil memenggal kepalanya dengan pedang." [Abdullah bin Al Fadl] berkata, telah mengabarkan kepadaku [Sulaiman bin Yasar] bahwa dia mendengar [Abdullah bin 'Umar] berkata, "Lalu seorang wanita yang berada diloteng rumahnya mengatakan, "Amirul Mukminin telah dibunuh oleh seorang budak hitam (maksdunya Wahsyi -pent)

    Amr b. Umeyye ed-Oamri dedi ki: "Ben Ubeydullah b. Adiy b. el-Hiyar ile birlikte (yola) çıktım. Hıms'a geldiğimizde Ubeydullah b. Adiy bana: Ne dersin Vahşi'nin yanına gidip ona Hamza'yı nasıl öldürdüğünü soralım mı, dedi. Ben: Peki, dedim. Vahşi, Hıms'da kalıyordu. Biz de onun nerede olduğunu sorduk, bize: İşte orada, evinin gölgesinde bir tulum gibi duruyor, denildi. (Amr) dedi ki: Biz de ona doğru gittik ve onun yakınında durduk. Selam verdik, selamı aldı. (Amr) dedi ki: Ubeydullah da sarığına sarılmış Vahşi onun sadece gözlerini ve ayaklarını görebiliyordu. Ubeydullah: Beni tanıyor musun, diye sordu. (Amr) dedi ki: Ona baktıktan sonra: Allah'a yemin ederim ki hayır deyip şöyle devam etti: Ancak şunu biliyorum Adiy b. el-Hiyar Ebu lys kızı Ümmü Kıtal adında birisi ile evlendiğini ve bu kadından onun Mekke'de bir erkek evlat doğurduğunu biliyorum. Ben de ona süt anne bulmaya çalışıyordum. İşte bu çocuğu annesiyle birlikte taşıyıp götürüp babasına verdik. Sanki ben senin ayaklarına (bakarken onun ayaklarını) görür gibiyim. (Amr) dedi ki: Ubeydullah yüzünü açtı, sonra: Hamza'yı nasıl öldürdüğünü bize anlatır mısın, dedi. Vahşi: Olur dedi. Hamza Bedir'de Tuayme b. Adiy b. el-Hiyar'ı öldürmüştü. Bunun üzerine efendim olan Cubeyr b. Mut'im bana: Şayet amcama karşılık Hamza'yı öldürürsen sen de hür olacaksın, dedi. (Vahşi) dedi ki: Herkes' Ayneyn -ki Ayneyn Uhud karşısında bir dağ olup, onunla Uhud arasında bir vadi vardır- senesi sefere çıkınca, ben de savaşa katılmak üzere onlarla birlikte çıktım. Savaşmak üzere saf tuttuklarında Siba' ileri atılarak: Benimle teke tek kim çarpışır dedi. (Vahşi) dedi ki: Karşısına Hamza b. Abdulmuttalib çıktı. Ey Siba', ey kadınların bızırlarını kesen (kadın sünnetçisi) Ümmü Enmar'ın oğlu, sen Allah'a ve onun Resulü Sallallahu Aleyhi ve Sellem'E muhalefet mi ediyorsun, dedi. (Vahşi) dedi ki: Sonra üzerine bir hamle yaptı. Herif, geçip gitmiş dün gibi oluverdi (Yokolup gitti). (Vahşi devamla) dedi ki: Ben de bir kayanın altında Hamza'ya tuzak kurup, saklandım. Bana yaklaşınca ona harbemi attım, mızrağımı Hamza'nın kasığına yerleştirdim, mızrak Hamza'nın iki uyluğu arasından (öbür tarafa) çıkmıştı. (Vahşi) dedi ki: İşte bu mızrak, Hamza'yı olduğu yere çökertti. Herkes geri dönünce ben de onlarla birlikte geri döndüm. İslam Mekke'de yayılıncaya kadar ben de Mekke'de kaldım. Sonra Taife çıkıp gittim. Taifliler Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'e elçiler gönderdiler. Bana: O kendisine elçi olarak gidenleri rahatsız etmez, denildi. Ben de Taif heyetiyle beraber çıkıp gittim. Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in huzuruna vardım, beni görünce: Sen Vahşi değil misin, diye sordu. Ben: Evet dedim. Sen Hamza'yı öldürdün öyle mi, diye sordu. Ben: iş sana ulaşan haberde olduğu gibi oldu, dedim. Allah Resulü: Bana yüzünü hiç göstermeyebilir misin, diye sordu. (Vahşi) dedi ki: Ben de çıkıp gittim. Resulullah s.a.v. vefat ettikten sonra Müseylimetu'l-Kezzab ortaya çıktı, kendi kendime dedim ki: Andolsun Müseylime'nin üzerine ben de gideceğim. Belki onu öldürür, böylelikle Hamza'yı öldürmekle yaptığım kötülüğün karşılığı bir iyilik yapmış olurum .. (Vahşi) dedi ki: Ben de ona karşı savaşa gidenlerle birlikte çıktım ve onun ile ilgili olarak olanlar oldu. (Vahşi) dedi ki: Bir de ne göreyim, yıkık bir duvarın bir kenarında bir kişinin durduğunu gördüm. Sanki esmer bir deveyi andırıyordu. Saçı başı dağınıktı. (Vahşi) dedi ki: Hemen harbemi ona attım. Harbemi iki memesi arasına yerleştirdim ve harbem arkadan iki kürek kemiği arasından çıktı. (Vahşi) dedi ki: Ensardan bir adam ileri atıldı ve onun tepesine kılıçla bir darbe indirdi." (Abdu'I-Aziz b. Abdullah b: Seleme) dedi ki: Abdullah b. el-fadl dedi ki: Bana Süleyman b. Yesar'ın haber verdiğine göre o Abdullah b. Ömer'i şöyle derken dinlemiştir: "Bir evin damında bulunan bir kız şöyle seslendi: Ey mu'minlerin emiri, haberin olsun, onu o siyah i köle öldürdü." Fethu'l-Bari Açıklaması: "Vahşi" -ki b. Harb'dir-"nin yanına gidelim mi?" Cubeyr b. Mut'im'in azatlısı Habeş'li Vahşi'dir. "Sanki o" büyük bir "tulum gibi idi." Bu isim (hamit), çoğunlukla içi dolu tulum hakkında kullanılır. İbn Aiz'in zikrettiği bir rivayette: "Onu oldukça şişman, gözleri kızarmış bir kişi bulduk" şeklindedir. "Bürünmüş" yani sarığını çenesi altından geçirmeden başının üzerine sarmış demektir. "Ona sütanne arıyordum." İbn İshak rivayetinde şu fazlalık va;dır: "Allah'a yemin ederim, Zi Tava denilen yerde seni emziren Sa'd oğullarından olan (süt) annene teslim ettiğimden beri seni görmüş değilim. Ben seni ona uzattığım sırada o, devesi üzerinde bulunuyordu. Seni elimden aldığında kendisine doğru kaldırırken ayağının parıltısını görmüştüm. İşte şimdi sen benim başucumda durunca o ayakları tanıdım." Bu ifadeler bu başlıktaki hadiste geçen: "Sanki senin ayaklarını görmüş gibiyim" sözlerine açıklık getirmektedir. Yani onun ayaklarını daha önce taşıyıp götürdüğü çocuğun ayaklarına benzetmiş oldu. Gerçekten o çocuğun o olduğu ortaya çıktı. Her iki görmesi arasında ise yaklaşık elli yıllık bir süre geçmişti. Bu ise aşırı bir zekaya ve kıyafet ilmine dair eksiksiz bir bilgiye sahip olduğunu göstermektedir. "Herkes" yani Kureyş ye beraberinde bulunanlar "Ayneyn yılı" yani Uhud senesi "çıkınca ... " Vahşi'nin "Ayneyn Uhud karşısında bir dağdır" yani Uhud cihetinde bir dağdır sözüne gelince, Vahşi'nin o yılı o dağa nispet ederek zikredip, Uhud'a nispet etmeyişinin sebebi, Kureyşlilerin Ayneyn dağı yakmında karargah kurmuş olmalarıdır. "Ben de herkesle birlikte savaşa çıktım." Tayalisı rivayetinde şöyle demektedir: "Uhud günü harbemi yanıma alarak çıktım. Ben Habeşlilerden bir kişiyim. Onların harbe oyunlarını bilen birisi idim. (Vahşi) dedi ki: Ben onlarla birlikte ne birisini öldürmek, ne de savaşmak amacıyla çıktım. Benim tek meselem Hamza idi." İbn İshak'ta da: "Vahşi, Habeşlilerin usulü ile harbe atan birisi idi. Hedefe isabet ettirmemesi çok nadirdi" denilmektedir. "Bızırları kesen" (ibaresini açıklayıcı olmak üzere) İbn İshak: Annesi Mekke'de kadınları sünnet ederdi, demektedir. Araplar bu tabiri yermek amacıyla kullanırlar. "Karşı çıkan, düşmanlık eden" onlara karşı duran, inat eden. "Geçip giden dün gibi" ifadesi, onu öldürmüş olmasından kinayedir yani onu mahvetti, yok etti. "Bana onun elçilere dokunmadığı söylendi." Yani elçiler onun tarafından rahatsız edilmezdL Tayalisı rivayetinde şöyle denilmektedir: "Şam'a kaçmak istemiştim. Bir adam bana: Ne oluyor sana, Allah'a yemin olsun bir kimse hak şehadeti getirmiş olarak Muhammed'e giderse mutlaka onu serbest bırakır, dedi. Bunun üzerine ben de yola koyuldum. Ben onun başı ucunda hak şehadetini -ayakta durup getirinceye kadar beni fark etmedi." İbn İshak'ta da: "Aniden benim başı ucunda durduğumu gördü" denilmektedir. "(Allah Resı1lü): Hamza'yı sen mi öldürdün, diye buyurdu. Ben: Durum sana ulaştığı gibi oldu, dedim." Yunus b. Bukeyr de İbn İshak'ın el-Megazl'sinde şöyle denildiği belirtilmektedir: "Resı1lullah sallalli,hu aleyhi ve sellem'e: Bu Vahşi'dir, denildi. Allah Resı1lü: Onu bırakınız .. Çünkü bir tek adamın bile Müslüman olması, bin tane katirin öldürülmesinden daha çok sevdiğim bir şeydir, diye buyurdu." "Bana yüzünü hiç göstermeyebilir misin?" Tayalisı'nin rivayetinde şöyle denmektedir: "Yüzünü bana gösterme, seni görmeyeyim, diye buyurdu." '(Vahşi) dedi ki: "Ben de ... çıktım." Taberani'de şöyle denilmektedir: "(Allah Resı1lü): Ey Vahşi, çık git, daha önce Allah yolundan başkalarını alıkoydu ğu n gibi şimdi de Allah yolunda savaş, diye buyurdu." "Andolsun Müseylime'nin üzerine gideceğim dedim." Tayalisi'deki rivayette: "Müseylime'nin durumu ortaya çıkınca ben de onun üzerine giden askerlerle birlikte yola koyuldum ve harbemi yanıma aldım." denilmektedir. "Hamza'ya karşılık onu öldürebirim." Yani onu öldürerek Hamza'yı öldürmeye denkbir iş yapayım. Daha sonra şu sözleriyle bunu açıklamaktadır: "Böylece ben hem insanların en hayırlı olanını, hem de en şerli olanını öldürmüş oldum." Vahşi'nin: "Müseylime'nin durumu ile ilgili olanlar oldu" ifadesi ile kastedilen ona karşı yapılan savaştır. Müseylime ile Müslümanlar arasındaki bu vakada, ashab-ı kiram'dan çok kimse şehit düşmüştür. Daha sonra ileride yüce Allah'ın izniyle Fiten bölÜmünde açıklanacağı üzere Müseylime'nin öldürülmesi ile Müslümanlar zaferi kazanmış oldular. "Esmer bir deve" yani rengi kül gibi. Savaşın tozlarından dolayı bu rengi almıştı. Hadisten Çıkan Diğer Sonuçlar Vahşi'nin rivayet ettiği bu hadiste Vahşi'nin sahip olduğu ileri derecede zeka ile alakah olarak belirtilenler ile Hamza'nın pek çok menkıbesi dışında bir takım sonuçlar da çıkarılmaktadır: 1- Kişi yakını olan birisine yahut da arkadaşına herhangi bir eziyette bulunmuş olan bir kimseyi görmekten hoşlanmayabilir .. Fakat bu, bu iki kişinin birbirleri ile yasaklanmış şekliyle dargın durmalarını gerektirmez. 2- İslam, Müslüman olmadan önce yapılan günahları siler, süpürür. 3-Savaşta tedbirli olmak gerektiği gibi, kimsenin savaşta kimseyi küçümsememesi gerekir .. Çünkü o gün Hamza r.a.'ın Vahşi'yi görmüş olduğu muhakkaktır .. Fakat onu küçümsediği için ona karşı kendisini korumaya gerek duymamıştır .. Fakat nihayetinde tam karşısından Vahşi ona harbesini saplamıştır. İbn İshak da şunları söylemektedir: "Bana Muhammed b. Cafer b. Zubeyr anlatarak dedi ki: Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem çıktı, (yaralılar arasında) Hamza'yı aradı. Onun vadinin iç tarafında burnunun, kulaklarının kesilmiş olduğunu gördü. Bunun üzerine şöyle buyurdu: "Eğer -Abdulmuttalib'in kızı- Safiye üzülmeyecek ve bu benden sonra uygulanan bir sünnet olmayacak olsaydı, onu yırtıcı hayvanların karınıarından ve kuşların kursaklarından haşredilsin diye öylece bırakırdım." İbn Hişam ek olarak şunları da söylemektedir: "Ve Allah Resulü şöyle buyurdu: Ebediyyen senin gibi bir musibet ile karşılaşmayacağım. Bunun üzerine Cibril inip: Hamza semada Allah'ın arslanı ve Resulünün arslanı diye yazılıdır, dedi

    مجھ سے ابو جعفر محمد بن عبداللہ نے بیان کیا، کہا ہم سے حجین بن مثنی نے بیان کیا، کہا ہم سے عبدالعزیز بن عبداللہ بن ابی سلمہ نے بیان کیا، ان سے عبداللہ بن فضل نے، ان سے سلیمان بن یسار نے، ان سے جعفر بن عمرو بن امیہ ضمری رضی اللہ عنہ نے بیان کیا کہ میں عبیداللہ بن عدی بن خیار رضی اللہ عنہ کے ساتھ روانہ ہوا۔ جب حمص پہنچے تو مجھ سے عبیداللہ رضی اللہ عنہ نے کہا، آپ کو وحشی ( ابن حرب حبشی جس نے غزوہ احد میں حمزہ رضی اللہ عنہ کو قتل کیا اور ہندہ زوجہ ابوسفیان نے ان کی لاش کا مثلہ کیا تھا ) سے تعارف ہے۔ ہم چل کے ان سے حمزہ رضی اللہ عنہ کی شہادت کے بارے میں معلوم کرتے ہیں۔ میں نے کہا کہ ٹھیک ہے ضرور چلو۔ وحشی حمص میں موجود تھے۔ چنانچہ ہم نے لوگوں سے ان کے بارے میں معلوم کیا تو ہمیں بتایا گیا کہ وہ اپنے مکان کے سائے میں بیٹھے ہوئے ہیں، جیسے کوئی بڑا سا کپا ہو۔ انہوں نے بیان کیا کہ پھر ہم ان کے پاس آئے اور تھوڑی دیر ان کے پاس کھڑے رہے۔ پھر سلام کیا تو انہوں نے سلام کا جواب دیا۔ بیان کیا کہ عبیداللہ نے اپنے عمامہ کو جسم پر اس طرح لپیٹ رکھا تھا کہ وحشی صرف ان کی آنکھیں اور پاؤں دیکھ سکتے تھے۔ عبیداللہ نے پوچھا: اے وحشی! کیا تم نے مجھے پہچانا؟ راوی نے بیان کیا کہ پھر اس نے عبیداللہ کو دیکھا اور کہا کہ نہیں، اللہ کی قسم! البتہ میں اتنا جانتا ہوں کہ عدی بن خیار نے ایک عورت سے نکاح کیا تھا۔ اسے ام قتال بنت ابی العیص کہا جاتا تھا پھر مکہ میں اس کے یہاں ایک بچہ پیدا ہوا اور میں اس کے لیے کسی دایا کی تلاش کے لیے گیا تھا۔ پھر میں اس بچے کو اس کی ( رضاعی ) ماں کے پاس لے گیا اور اس کی والدہ بھی ساتھ تھی۔ غالباً میں نے تمہارے پاؤں دیکھے تھے۔ بیان کیا کہ اس پر عبیداللہ بن عدی رضی اللہ عنہ نے اپنے چہرے سے کپڑا ہٹا لیا اور کہا، ہمیں تم حمزہ رضی اللہ عنہ کی شہادت کے واقعات بتا سکتے ہو؟ انہوں نے کہا کہ ہاں، بات یہ ہوئی کہ بدر کی لڑائی میں حمزہ رضی اللہ عنہ نے طعیمہ بن عدی بن خیار کو قتل کیا تھا۔ میرے آقا جبیر بن مطعم نے مجھ سے کہا کہ اگر تم نے حمزہ رضی اللہ عنہ کو میرے چچا ( طعیمہ ) کے بدلے میں قتل کر دیا تو تم آزاد ہو جاؤ گے۔ انہوں نے بتایا کہ پھر جب قریش عینین کی جنگ کے لیے نکلے۔ عینین احد کی ایک پہاڑی ہے اور اس کے اور احد کے درمیان ایک وادی حائل ہے۔ تو میں بھی ان کے ساتھ جنگ کے ارادہ سے ہو لیا۔ جب ( دونوں فوجیں آمنے سامنے ) لڑنے کے لیے صف آراء ہو گئیں تو ( قریش کی صف میں سے ) سباع بن عبدالعزیٰ نکلا اور اس نے آواز دی، ہے کوئی لڑنے والا؟ بیان کیا کہ ( اس کی اس دعوت مبازرت پر ) امیر حمزہ بن عبدالمطلب رضی اللہ عنہ نکل کر آئے اور فرمایا، اے سباع! اے ام انمار کے بیٹے! جو عورتوں کے ختنے کیا کرتی تھی، تو اللہ اور اس کے رسول سے لڑنے آیا ہے؟ بیان کیا کہ پھر حمزہ رضی اللہ عنہ نے اس پر حملہ کیا ( اور اسے قتل کر دیا ) اب وہ واقعہ گزرے ہوئے دن کی طرح ہو چکا تھا۔ وحشی نے بیان کیا کہ ادھر میں ایک چٹان کے نیچے حمزہ رضی اللہ عنہ کی تاک میں تھا اور جوں ہی وہ مجھ سے قریب ہوئے، میں نے ان پر اپنا چھوٹا نیزہ پھینک کر مارا، نیزہ ان کی ناف کے نیچے جا کر لگا اور ان کی سرین کے پار ہو گیا۔ بیان کیا کہ یہی ان کی شہادت کا سبب بنا، پھر جب قریش واپس ہوئے تو میں بھی ان کے ساتھ واپس آ گیا اور مکہ میں مقیم رہا۔ لیکن جب مکہ بھی اسلامی سلطنت کے تحت آ گیا تو میں طائف چلا گیا۔ طائف والوں نے بھی رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کی خدمت میں ایک قاصد بھیجا تو مجھ سے وہاں کے لوگوں نے کہا کہ انبیاء کسی پر زیادتی نہیں کرتے ( اس لیے تم مسلمان ہو جاؤ۔ اسلام قبول کرنے کے بعد تمہاری پچھلی تمام غلطیاں معاف ہو جائیں گی ) چنانچہ میں بھی ان کے ساتھ روانہ ہوا۔ جب نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کی خدمت میں پہنچا اور آپ نے مجھے دیکھا تو دریافت فرمایا، کیا تمہارا ہی نام وحشی ہے؟ میں نے عرض کیا کہ جی ہاں۔ آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا: کیا تم ہی نے حمزہ کو قتل کیا تھا؟ میں نے عرض کیا، جو نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کو اس معاملے میں معلوم ہے وہی صحیح ہے۔ آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے اس پر فرمایا: کیا تم ایسا کر سکتے ہو کہ اپنی صورت مجھے کبھی نہ دکھاؤ؟ انہوں نے بیان کیا کہ پھر میں وہاں سے نکل گیا۔ پھر آپ صلی اللہ علیہ وسلم کی جب وفات ہوئی تو مسیلمہ کذاب نے خروج کیا۔ اب میں نے سوچا کہ مجھے مسیلمہ کذاب کے خلاف جنگ میں ضرور شرکت کرنی چاہیے۔ ممکن ہے میں اسے قتل کر دوں اور اس طرح حمزہ رضی اللہ عنہ کے قتل کا بدل ہو سکے۔ انہوں نے بیان کیا کہ پھر میں بھی اس کے خلاف جنگ کے لیے مسلمانوں کے ساتھ نکلا۔ اس سے جنگ کے واقعات سب کو معلوم ہیں۔ بیان کیا کہ ( میدان جنگ میں ) میں نے دیکھا کہ ایک شخص ( مسیلمہ ) ایک دیوار کی دراز سے لگا کھڑا ہے۔ جیسے گندمی رنگ کا کوئی اونٹ ہو۔ سر کے بال منتشر تھے۔ بیان کیا کہ میں نے اس پر بھی اپنا چھوٹا نیزہ پھینک کر مارا۔ نیزہ اس کے سینے پر لگا اور شانوں کو پار کر گیا۔ بیان کیا کہ اتنے میں ایک صحابی انصاری جھپٹے اور تلوار سے اس کی کھوپڑی پر مارا۔ انہوں ( عبدالعزیز بن عبداللہ ) نے کہا، ان سے عبداللہ بن فضل نے بیان کیا کہ پھر مجھے سلیمان بن یسار نے خبر دی اور انہوں نے عبداللہ بن عمر رضی اللہ عنہما سے سنا، وہ بیان کر رہے تھے کہ ( مسیلمہ کے قتل کے بعد ) ایک لڑکی نے چھت پر کھڑی ہو کر اعلان کیا کہ امیرالمؤمنین کو ایک کالے غلام ( یعنی وحشی ) نے قتل کر دیا۔

    জা‘ফার ইবনু ‘আমর ইবনু ‘উমাইয়াহ যামরী (রহ.) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, আমি ‘উবাইদুল্লাহ ইবনু আদী ইবনু খিয়ার (রহ.)-এর সঙ্গে ভ্রমণে বের হলাম। আমরা যখন হিম্স-এ পৌঁছলাম তখন ‘উবাইদুল্লাহ (রহ.) আমাকে বললেন, ওয়াহ্শীর কাছে হামযাহ (রাঃ)-এর শাহাদাত অর্জনের ঘটনা সম্পর্কে জিজ্ঞেস করতে চাও কি? আমি বললাম, হ্যাঁ। ওয়াহ্শী তখন হিম্সে বসবাস করছিলেন। আমরা তার সম্পর্কে (লোকেদেরকে) জিজ্ঞেস করলাম। আমাদেরকে বলা হল, ঐ তো তিনি তার প্রাসাদের ছায়ায় (বসে আছেন) যেন পশমহীন মশক। বর্ণনাকারী বলেন, আমরা গিয়ে তার থেকে সামান্য কিছু দূরে থাকলাম এবং তাকে সালাম করলাম। তিনি আমাদের সালামের জবাব দিলেন। জা‘ফার (রহ.) বর্ণনা করেন, তখন ‘উবাইদুল্লাহ (রহ.) এমনভাবে পাগড়ি পরিহিত ছিলেন সে, ওয়াহ্শী তার দু’ চোখ এবং দু’ পা ব্যতীত আর কিছুই দেখতে পাচ্ছিলেন না। এ অবস্থায় ‘উবাইদুল্লাহ (রহ.) ওয়াহ্শীকে বললেন, হে ওয়াহ্শী! আপনি আমাকে চিনেন কি? বর্ণনাকারী বলেন, তিনি তখন তাঁর দিকে তাকালেন, অতঃপর বললেন, না, আল্লাহর কসম! আমি আপনাকে চিনি না। তবে এটুকু জানি যে, আদী ইবনু খিয়ার উম্মু কিতাল বিনতু আবুল ঈস নাম্নী এক মহিলাকে বিয়ে করেছিলেন। মক্কা্য় তার একটি সন্তান জন্মিলে আমি তার ধাত্রী খোঁজ করছিলাম, তখন ঐ বাচ্চাকে নিয়ে তার মায়ের সঙ্গে গিয়ে ধাত্রীমাতার কাছে তাকে সোপর্দ করলাম। সে বাচ্চার পা দু’টির মতো আপনার পা দু’টি দেখতে পাচ্ছি। বর্ণনাকারী বলেন, তখন ‘উবাইদুল্লাহ (রহ.) তার মুখের আবরণ সরিয়ে তাকে জিজ্ঞেস করলেন, হামযাহ (রাঃ)-এর শাহাদাত সম্পর্কে আমাদেরকে বলবেন কি? তিনি বললেন, হ্যাঁ। বাদর যুদ্ধে হামযাহ (রাঃ) তুআইমা ইবনু ‘আদী ইবনু খিয়ারকে হত্যা করেছিলেন। তাই আমার মনিব জুবায়র ইবনু মুতঈম আমাকে বললেন, তুমি যদি আমার চাচার বদলা হিসেবে হামযাকে হত্যা করতে পার তাহলে তুমি মুক্ত। রাবী বলেন, যে বছর উহূদ পর্বত সংলগ্ন আইনাইন পর্বতের উপত্যকায় যুদ্ধ হয়েছিল সে যুদ্ধে আমি সবার সঙ্গে বেরিয়ে যাই। এরপর লড়াইয়ের জন্য সকলে সারিবদ্ধ হলে সিবা নামক এক ব্যক্তি ময়দানে এসে বলল, দ্বনদ্ব যুদ্ধের জন্য কেউ প্রস্তুত আছ কি? ওয়াহ্শী বলেন, তখন হামযাহ ইবনু ‘আবদুল মুত্তালিব (রাঃ) তার সামনে গিয়ে বললেন, ওহে মেয়েদের খতনাকারিণী উম্মু আনমারের পোলা সিবা! তুমি কি আল্লাহ ও তাঁর রাসূলের সঙ্গে দুশমনী করছ? বর্ণনাকারী বলেন, এরপর তিনি তার উপর প্রচন্ড আঘাত করলেন, যার ফলে সে বিগত দিনের মতো গত হয়ে গেল। ওয়াহ্শী বলেন, আমি হামযাহ (রাঃ)-কে কতল করার উদ্দেশে একটি পাথরের নিচে আত্মগোপন করে ওত পেতে বসেছিলাম। যখন তিনি আমার নিকটবর্তী হলেন আমি আমার বর্শা এমন জোরে নিক্ষেপ করলাম যে, তার মূত্রথলি ভেদ করে নিতম্বের মাঝখান দিয়ে তা বেরিয়ে গেল। ওয়াহ্শী বলেন, এটাই হল তাঁর শাহাদাতের মূল ঘটনা। এরপর সবাই ফিরে এলে আমিও তাদের সঙ্গে ফিরে এসে মক্কা্য় অবস্থান করতে লাগলাম। এরপর মক্কা্য় ইসলাম প্রসারিত হলে আমি তায়েফ চলে গেলাম। কিছুদিনের মধ্যে তায়েফবাসীগণ রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর কাছে দূত প্রেরণের ব্যবস্থা করলে আমাকে বলা হল যে, তিনি দূতদের প্রতি উত্তেজিত হন না। তাই আমি তাদের সঙ্গে রওয়ানা হলাম এবং রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর সামনে গিয়ে হাযির হলাম। তিনি আমাকে দেখে বললেন, তুমিই কি ওয়াহ্শী? আমি বললাম, হ্যাঁ। তিনি বললেন, তুমিই কি হামযাকে কতল করেছিলে? আমি বললাম, আপনার কাছে যে সংবাদ পৌঁছেছে ব্যাপার তাই। তিনি বললেন, আমার সামনে থেকে তোমার চেহারা কি সরিয়ে রাখতে পার? ওয়াহ্শী বলেন, তখন আমি চলে আসলাম। রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর ইন্তিকালের পর মুসাইলামাতুল কায্যাব[1] আবির্ভূত হলে আমি বললাম, আমি অবশ্যই মুসাইলামার বিরুদ্ধে যুদ্ধে অবতীর্ণ হব এবং তাকে হত্যা করে হামযাহ (রাঃ)-কে হত্যা করার ক্ষতিপূরণ করব। ওয়াহ্শী বলেন, এক সময় আমি দেখলাম যে, হালকা কালো বর্ণের উটের মত উষ্কখুষ্ক চুলবিশিষ্ট এক ব্যক্তি একটি ভগ্ন দেয়ালের আড়ালে দাঁড়িয়ে আছে। তখন সঙ্গে সঙ্গে আমি আমার বর্শা দ্বারা তার উপর আঘাত করলাম এবং তার বুকের উপর এমনভাবে বসিয়ে দিলাম যে, তা তার দু’ কাঁধের মাঝ দিয়ে বেরিয়ে গেল। এরপর আনসারী এক সাহাবী এসে তার উপর ঝাঁপিয়ে পড়লেন এবং তলোয়ার দিয়ে তার মাথার খুলিতে প্রচন্ড আঘাত করলেন। ‘আবদুল্লাহ ইবনু ফাযল (রহ.) বর্ণনা করেছেন যে, সুলাইমান ইবনু ইয়াসির (রহ.) আমাকে সংবাদ দিয়েছেন যে, তিনি ‘আবদুল্লাহ ইবনু ‘উমার (রাঃ)-কে বলতে শুনেছেন যে, ঘরের ছাদে একটি বালিকা বলছিল, হায়, হায়, আমীরুল মু’মিনীন (মুসাইলামাহ)-কে এক কৃষ্ণকায় গোলাম হত্যা করল। (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৩৭৬৭, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    ஜஅஃபர் பின் அம்ர் பின் உமய்யா அள்ளம்ரீ (ரஹ்) அவர்கள் கூறிய தாவது: நான் (ஒரு பயணத்தில்) உபைதுல்லாஹ் பின் அதீ பின் அல்கியார் (ரலி) அவர்களுடன் புறப்பட்டுச் சென்றேன். நாங்கள் ஹிம்ஸு (நகரு)க்கு138 வந்து சேர்ந்தபோது என்னிடம், உபைதுல்லாஹ் பின் அதீ அவர்கள், “(உஹுத் போரின்போது ஹம்ஸா (ரலி) அவர்களைக் கொன்றவரான) வஹ்ஷீ (ரலி) அவர்களைச் சந்திக்க உங்களுக்கு விருப்பமுண்டா? (நாம் அவர்களைச் சந்தித்து) ஹம்ஸா (ரலி) அவர்களைக் கொன்றது பற்றிக் கேட்போமே!” என்று கூறினார்கள். நான், சரி என்றேன். வஹ்ஷீ (ரலி) அவர்கள் ஹிம்ஸில் வசித்துக்கொண்டி ருந்தார். (நாங்கள் அங்கு போய் அங்குள்ளவர்களிடம்) அவரைப் பற்றி விசாரித்தோம். “அவர் தமது அந்தக் கோட்டைக்குள் இருக்கிறார்; அவர் தண்ணீரால் நிரப்பப்பட்ட பெரிய தோல் பை போன்று (பருமனாக) இருப்பார்” என்று எங்களிடம் கூறப்பட்டது. பிறகு நாங்கள் (அவரிடம்) வந்தோம். சிறிது நேரம் அவரருகில் நின்றோம். பிறகு அவருக்கு நாங்கள் சலாம் சொன்னபோது, அவர் (எங்களுக்கு) பதில் சலாம் சொன்னார். உபைதுல்லாஹ் (ரலி) அவர்கள் தமது தலைப்பாகைத் துணியால், தம் இரு கண்களையும் கால்களையும் தவிர வேறெதையும் வஹ்ஷீ (ரலி) அவர்கள் பார்க்க முடியாத அளவுக்குச் சுற்றிக் கட்டியிருந்தார். அப்போது, உபைதுல்லாஹ் (ரலி) அவர்கள், “வஹ்ஷீ அவர்களே! என்னை உங்களுக்கு அடையாளம் தெரிகிறதா?” என்று கேட்டார்கள். அப்போது வஹ்ஷீ (ரலி) அவர்கள், உபைதுல்லாஹ் அவர்களைப் பார்த்தார். பிறகு “அல்லாஹ்வின் மீதாணையாக! இல்லை. (உங்களை எனக்கு அடையாளம் தெரியவில்லை.) ஆயினும், எனக்கு இது தெரியும்: அதீ பின் அல்கியார் ஒரு பெண்ணைத் மணமுடித்தார்.139 அந்தப் பெண், “உம்மு கித்தால் பின்த் அபில்ஈஸ்' என்று அழைக்கப்பட்டார். அதீ அவர்களுக்கு (மனைவி) உம்மு கித்தால் மக்காவில் வைத்து ஒரு ஆண் குழந்தையைப் பிரசவித்தார். அப்போது, அந்தக் குழந்தைக்குப் பாலூட்டும் செவிலித் தாயை நானே தேடினேன். (பாலூட்டுபவளைக் கண்டு பிடித்த பிறகு) நான் அந்தக் குழந்தையைச் சுமந்துகொண்டு, அதன் தாயுடன் சென்று அந்தக் குழந்தையைப் பாலூட்டுபவளிடம் ஒப்படைத்தேன். (அந்தக் குழந்தையின் பாதங்களை அப்போது நான் பார்த்தேன்.) உம்முடைய இரு பாதங்களைப் பார்த்தால் அது போலவே இருக்கிறது” என்று கூறினார். அப்போது உபைதுல்லாஹ் (ரலி) அவர்கள், மூடியிருந்த தமது முகத்தைத் திறந்தார்கள். பிறகு, “ஹம்ஸா (ரலி) அவர்களை நீங்கள் கொன்றது பற்றி எங்களுக்கு அறிவிக்கக் கூடாதா?” என்று கேட்டார்கள். வஹ்ஷீ (ரலி), “சரி (சொல்கிறேன்)” என்று கூறினார். (பிறகு, கொலைச் சம்பவத்தைப் பற்றிப் பின்வருமாறு கூறினார்:) ஹம்ஸா (ரலி) அவர்கள் பத்ர் போரில் (என் எசமான் ஜுபைருடைய தந்தையின் சகோதரரான) துஐமா பின் அதீ பின் அல்கியார் என்பாரைக் கொலை செய்திருந்தார். எனவே, என் எசமான் ஜுபைர் பின் முத்இம் என்னிடம், “என் சிறிய தந்தை(யின் கொலை)க்குப் பதிலாக ஹம்ஸாவை நீ கொன்றால் நீ (அடிமைத் தளையிலிருந்து) விடுதலையாவாய்” என்று கூறினார். ஆகவே, அய்னைன் (உஹுத்) ஆண்டில் -அய்னைன் என்பது உஹுத் மலைக்கருகிலுள்ள ஒரு மலையாகும். இந்த இரு மலைகளுக்குமிடையில் ஒரு பள்ளத்தாக்கு உண்டு - (குறைஷி) மக்கள் (போருக்காகப்) புறப்பட்டுச் சென்றபோது அம்மக்களுடன் போர்(க் களம்) நோக்கி நானும் சென்றேன். மக்கள் போருக்காக அணிவகுத்து நின்றபோது சிபாஉ பின் அப்தில் உஸ்ஸா என்பவன் (அணியை விட்டு) முன்னால் வந்து, “(என்னோடு) தனியே மோதுபவர் உண்டா?” என்று கேட்டான். அவனை நோக்கி ஹம்ஸா பின் அப்தில் முத்தலிப் (ரலி) அவர்கள் கிளம்பி வந்து, பெண்களுக்கு விருத்தசேதனம் செய்யும் உம்மு அன்மாரின் மகனே! சிபாஉவே! நீ அல்லாஹ்வுடனும் அவனுடைய தூதர் (ஸல்) அவர்களுடனும் (பகைத்துக்கொண்டு) மோத வந்திருக்கி றாயா?” என்று கேட்டார்கள். பிறகு ஹம்ஸா (ரலி) அவர்கள் அவன் மீது (பாய்ந்து) கடுமையாகத் தாக்கினார்கள்.அவன் கழிந்து போய்விட்ட நேற்றையதினம் போல் (மடிந்தவனாக) ஆகிவிட்டான். நான் ஹம்ஸா (அவர்களைக் கொல்லத் தருணம் எதிர்பார்த்து) அவர்களுக்காக ஒரு பாறைக்கு அடியில் ஒளிந்துகொண்டேன். ஹம்ஸா அவர்கள் என்னை(க் கவனிக்காமல்) நெருங்கி வந்தபோது, எனது ஈட்டியை அவரது மர்மஸ்தானத்தை நோக்கி எறிந்தேன். அது (பாய்ந்து) அவரது புட்டத்திற்கிடையிலிருந்து வெளியேறியது. அதுதான் ஹம்ஸா அவர்களின் வாழ்நாள் முடிவிற்குக் காரணமாக அமைந்தது. பிறகு குறைஷியர் (உஹுதிலிருந்து மக்காவை நோக்கி) திரும்பிச் சென்றபோது நானும் அவர்களுடன் திரும்பினேன். மக்காவிற்குப் போய் அங்கு (வெற்றி கிடைத்து) இஸ்லாம் பரவும் வரையில் தங்கினேன். (மக்கா வெற்றி கொள்ளப்பட்டபின்) அங்கிருந்து வெளியேறி தாயிஃபிற்கு (ஓடிச்) சென்றுவிட்டேன். தாயிஃப்வாசிகள் (இஸ்லாத்தை அறிந்துகொள்ளவும், அதை ஏற்று நடக்கவும் கருதி) தங்கள் தூதுக் குழுவினரை அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களிடம் அனுப்பி வைத்தனர்.140 அப்போது, என்னிடம், “அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்கள் (தம்மிடம் வரும்) தூதுவர்களுக்குத் தொல்லை தரமாட்டார் கள்; (எனவே, தூதுக் குழுவினருடன் சேர்ந்து நீங்களும் செல்லுங்கள்)” என்று கூறப்பட்டது. எனவே, தூதுக் குழுவின ருடன் நானும் புறப்பட்டு, அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களிடம் வந்து சேர்ந்தேன். என்னை அவர்கள் கண்டபோது, “நீர் வஹ்ஷீதானே?” என்று கேட்டார்கள். நான், “ஆம்' என்று கூறினேன். “நீர் தானே ஹம்ஸாவைக் கொன்றீர்?” என்று கேட்டார்கள். நான், “உங்களுக்குக் கிடைத்த தகவலின்படி விஷயம் நடந்தது உண்மைதான்” என்று கூறினேன். அப்போது அவர்கள், “(உம்மைக் காணும்போது என் தந்தையின் சகோதரர் ஹம்ஸாவின் நினைவு வரும், எனவே,) என்னைவிட்டு உன் முகத்தை மறைத்துக்கொள்ள முடியுமா?” என்று கேட்டார்கள். உடனே, நான் (அங்கிருந்து) புறப்பட்டுவிட்டேன். நபி (ஸல்) அவர்கள் இறந்துவிட்டபோது, (தன்னை ஒரு நபி என்று வாதிட்ட வண்ணம்) பெரும் பொய்யன் முசைலிமா கிளம்பினான். (அவன் நபித்தோழர்களுடன் போர் புரிவதற்காகப் பெரும்படை ஒன்றைத் திரட்டலானான். அவனை முறியடிப்பதற்காக அபூபக்ர் அஸ்ஸித்தீக் (ரலி) அவர்களும் படை திரட்டி அதற்கு காலித் பின் அல்வலீத் (ரலி) அவர்களைத் தளபதியாக நியமித்தார்கள்) நான் (என் மனத்திற்குள்), “நிச்சயம் நான் முசைலிமாவை நோக்கிப் புறப்பட்டுச் செல்வேன். அவனை நான் கொல்ல (வாய்ப்புக் கிடைக்க)லாம். அதன் மூலம், (முன்பு) நான் ஹம்ஸா (ரலி) அவர்களைக் கொன்றதற்கு(ப் பிரயாசித்தம் தேடி) ஈடு செய்யலாம்” என்று கூறிக்கொண்டேன். (அபூபக்ர் (ரலி) அவர்கள் அனுப்பிய போர்ப்படையிóருந்த) மக்களுடன் நானும் புறப்பட்டுச் சென்றேன். அப்போதுதான் அவனுடைய விஷயத்தில் நடக்க வேண்டியது நடந்து முடிந்தது.141 அப்(போரின்)போது ஒரு மனிதன் ஒரு சுவரின் இடைவெளியில் நின்று கொண்டிருந்தான். அவன் தலைவிரி கோலத்துடன் (போரின் புழுதி படிந்து) சாம்பல் நிற ஒட்டகம் போன்றிருந்தான். அவன்மீது (ஹம்ஸா அவர்களைக் கொலை செய்த அதே) எனது ஈட்டியை எறிந்தேன். நான் அந்த ஈட்டியை அவனது இரு மார்புகளுக்கு மத்தியில் பாய்ச்சினேன். அது அவனது பின்தோள்களுக்கிடையிóருந்து வெளியேறியது. அவனை நோக்கி அன்சாரிகளில் ஒருவர் ஓடிவந்தார். தமது வாளால் அவனது உச்சந்தலைமீது ஓங்கி வெட்டிவிட்டார். (அவன்தான் முசைóமா.) அப்துல்லாஹ் பின் உமர் (ரலி) அவர்கள் கூறுகிறார்கள்: (முசைலிமா கொல்லப்பட்டபோது) ஒரு சிறுமி வீட்டின் முகட்டிலிருந்துகொண்டு, “அந்தோ! நம்பிக்கையாளர்களின் தலைவரை ஒரு கறுப்பு அடிமை (வஹ்ஷீ) கொலை செய்துவிட்டான்” என்று (உரக்கச் சப்தமிட்டுச்) சொன்னாள். அத்தியாயம் :