• 2751
  • عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ ، كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ بِجَعْبَةٍ مِنَ النَّبْلِ ، فَيَقُولُ : " انْثُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ " قَالَ : وَيُشْرِفُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى القَوْمِ ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، لاَ تُشْرِفْ ، يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ القَوْمِ ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ ، وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا تُنْقِزَانِ القِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا ، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلاَثًا

    حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ ، كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ بِجَعْبَةٍ مِنَ النَّبْلِ ، فَيَقُولُ : انْثُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ قَالَ : وَيُشْرِفُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى القَوْمِ ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، لاَ تُشْرِفْ ، يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ القَوْمِ ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ ، وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا تُنْقِزَانِ القِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا ، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلاَثًا

    مجوب: جوب عليه : أحاطه ليقيه الضرب
    بحجفة: الْحجفَة : التُّرْسُ وهو الدرع المصنوع من الجلود القوية أو المغطى بالجلد
    بجعبة: الجَعْبَة : الجراب والكِنَانة الَّتي تُجْعل فيها السّهام
    نحري: النحر : الصدر وأسفل العنق
    نحرك: النحر : الصدر وأسفل العنق
    لمشمرتان: مشمرتان : من التشمير وهو رفع الإزار
    تنقزان: تنقزان : تحملان القرب وتثبان بها قفزا
    القرب: القِرَب : جمع قِربة وهو وعاء مصنوع من الجلد لحفظ الماء واللبن
    متونهما: المتن : الظهر
    تفرغانه: الإفْرَاغ : يقال : أفْرَغْتُ الإناء إفْرَاغا، وفَرَّغْتُه تَفْرِيغا إذا قَلَبْتَ ما فيه وصَبَبْتَه
    فتفرغانه: الإفْرَاغ : يقال : أفْرَغْتُ الإناء إفْرَاغا، وفَرَّغْتُه تَفْرِيغا إذا قَلَبْتَ ما فيه وصَبَبْتَه
    بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، لاَ تُشْرِفْ ، يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ
    حديث رقم: 2774 في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب المجن ومن يترس بترس صاحبه
    حديث رقم: 2752 في صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال
    حديث رقم: 3635 في صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار باب مناقب أبي طلحة رضي الله عنه
    حديث رقم: 3464 في صحيح مسلم كِتَابُ الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَابُ غَزْوَةِ النِّسَاءِ مَعَ الرِّجَالِ
    حديث رقم: 11815 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 12910 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 13551 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 13800 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ
    حديث رقم: 4665 في صحيح ابن حبان كِتَابُ السِّيَرِ بَابُ طَاعَةِ الْأَئِمَّةِ
    حديث رقم: 7304 في صحيح ابن حبان كِتَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ ، رِجَالِهُمْ ذِكْرُ اتِّرَاسِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي طَلْحَةَ
    حديث رقم: 2500 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ الْجِهَادِ وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ
    حديث رقم: 5522 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي طَلْحَةَ زَيْدِ بْنِ سَهْلِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 18999 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ مَا ذُكِرَ فِي فَضْلِ الْجِهَادِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ
    حديث رقم: 17251 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ السِّيَرِ جِمَاعُ أَبْوَابِ السِّيَرِ
    حديث رقم: 16627 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ السِّيَرِ بَابُ شُهُودِ مَنْ لَا فَرْضٌ عَلَيْهِ الْقِتَالُ
    حديث رقم: 990 في المسند للشاشي مَا رَوَى أَبُو طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ مَا رَوَى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ
    حديث رقم: 1519 في فضائل الصحابة لابن حنبل فَضَائِلُ خَدِيجَةَ وَغَيْرِهَا فَضَائِلُ خَدِيجَةَ وَغَيْرِهَا
    حديث رقم: 3318 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسٍ
    حديث رقم: 1350 في المنتخب من مسند عبد بن حميد المنتخب من مسند عبد بن حميد مُسْنَدُ أَنَسِ بْنِ مَالْكٍ
    حديث رقم: 3676 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
    حديث رقم: 5500 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ الشِّدَّةِ الَّتِي أَصَابَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ فِي
    حديث رقم: 3815 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
    حديث رقم: 5496 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ الشِّدَّةِ الَّتِي أَصَابَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ فِي
    حديث رقم: 5497 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ الشِّدَّةِ الَّتِي أَصَابَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ فِي
    حديث رقم: 5516 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ الإبَاحَةِ فِي الِاسْتِعَانَةِ بِالنِّسَاءِ وَالْعَبِيدِ لِلْإِمَامِ فِي مَغَازِيهِ
    حديث رقم: 5515 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ الإبَاحَةِ فِي الِاسْتِعَانَةِ بِالنِّسَاءِ وَالْعَبِيدِ لِلْإِمَامِ فِي مَغَازِيهِ
    حديث رقم: 2529 في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني الأسمَاء زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامٍ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ أَبُو طَلْحَةَ ، عَقَبِيٌّ ، بَدْرِيٌّ ، نَقِيبٌ ، آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَوَلَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِسْمَةَ شَعْرِهِ بَيْنَ أَصْحَابِهِ ، وَكَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ غَازِيًا فِي الْبَحْرِ ، وَدُفِنَ فِي بَعْضِ الْجَزَائِرِ ، وَقِيلَ : تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ ، وَقِيلَ : ثَلَاثٍ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، زُوِّجَ أُمَّ سُلَيْمٍ ، وَكَانَ إِسْلَامُهُ مَهْرَهَا قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ فِئَةٍ ، وَكَانَ يَرْمِي بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ : نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ ، وَوَجْهِي لِوَجْهِكَ الْوِقَاءُ ، وَنَفْسِي لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ ، وَهُوَ الَّذِي حَفَرَ قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَحَدَ لَهُ وَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَقْرِئْ قَوْمَكَ السَّلَامَ ، فَإِنَّهُمْ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَزَيْدُ بْنُ خَالِدٍ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، وَعبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ فِي آخَرِينَ

    [4064] قَوْلُهُ انْهَزَمَ النَّاسُ أَيْ بَعْضُهُمْ أَوْ أَطْلَقَ ذَلِكَ بِاعْتِبَارِ تَفَرُّقِهِمْ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ وَالْوَاقِعُ أَنَّهُمْ صَارُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرْقَةٌ اسْتَمَرُّوا فِي الْهَزِيمَةِ إِلَى قُرْبِ الْمَدِينَةِ فَمَا رَجَعُوا حَتَّى انْفَضَّ الْقِتَالُ وَهُمْ قَلِيلٌ وَهُمُ الَّذِينَ نَزَلَ فِيهِمْ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَفِرْقَةٌ صَارُوا حَيَارَى لَمَّا سَمِعُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ فَصَارَ غَايَةُ الْوَاحِدِ مِنْهُمْ أَنْ يَذُبَّ عَنْ نَفْسِهِ أَوْ يَسْتَمِرَّ عَلَى بَصِيرَتِهِ فِي الْقِتَالِ إِلَى أَنْ يُقْتَلَ وَهُمْ أَكْثَرُ الصَّحَابَةِ وَفِرْقَةٌ ثَبَتَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ تَرَاجَعَ إِلَيْهِ الْقِسْمُ الثَّانِي شَيْئًا فَشَيْئًا لَمَّا عَرَفُوا أَنَّهُ حَيٌّ كَمَا بَيَّنْتُهُ فِي الْحَدِيثِ السَّابِعِ وَبِهَذَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُخْتَلَفِ الْأَخْبَارِ فِي عِدَّةِ مَنْ بَقِيَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِذٍ مِنْ مُرْسَلِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ لَمْ يَبْقَ مَعَهُ سِوَى اثْنَي عشر رجلا وَعند بن سَعْدٍ ثَبَتَ مَعَهُ سَبْعَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَسَبْعَةٌ مِنَ قُرَيْشٍ وَفِي مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَفْرَدَ فِي سَبْعَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ طَلْحَةُ وَسَعْدٌ وَقَدْ سَرَدَ أَسْمَاءَهُمِ الْوَاقِدِيُّ وَاقْتَصَرَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ عَلَى ذِكْرِ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ وَأَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيق السّديّ أَن بن قَمِئَةَ لَمَّا رَمَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَسَرَ رَبَاعِيَتَهُ وَشَجَّهُ فِي وَجْهِهِ وَتَفَرَّقَ الصَّحَابَة منهزمين وَجعل يَدعُوهُم فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ مِنْهُمْ ثَلَاثُونَ رَجُلًا فَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْقِصَّةِ قَوْلُهُ وَأَبُو طَلْحَةَ هُوَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيُّ وَهُوَ زَوْجُ وَالِدَةِ أَنَسٍ وَكَانَ أَنَسٌ حَمَلَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْهُ قَوْلُهُ مُجَوِّبٌ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ الْجِيمِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ الْمَكْسُورَةِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ أَيْ مُتَرِّسٌ وَيُقَالُ لِلتُّرْسِ جَوْبَةٌ وَالْحَجَفَةُ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَالْجِيمِ وَالْفَاءِ هِيَ التُّرْسُ قَوْلُهُ شَدِيدُ النَّزْعِ بِفَتْحِ النُّونِ وَالزَّايِ السَّاكِنَةِ ثُمَّ الْمُهْمَلَةِ أَيْ رَمْيُ السَّهْمِ وَتَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ بِلَفْظِ كَانَ أَبُو طَلْحَةَ حَسَنَ الرَّمْيِ وَكَانَ يَتَتَرَّسُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتُرْسٍ وَاحِدٍ قَوْلُهُ كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا أَيْ مِنْ شِدَّةِ الرَّمْيِ قَوْلُهُ بِجُعْبَةٍ بِضَمِّ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ هِيَ الْآلَةُ الَّتِي يُوضَعُ فِيهَا السِّهَامُ قَوْلُهُ لَا تُشْرِفُ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ الْإِشْرَافِ وَلِأَبِي الْوَقْتِ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الشِّينِ أَيْضًا وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ وَأَصْلُهُ تَتَشَرَّفُ أَيْ لَا تَطْلُبُ الْإِشْرَافَ عَلَيْهِمْ قَوْلُهُ يُصِبْكَ بِسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ عَلَى أَنَّهُ جَوَابُ النَّهْيِ وَلِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ يُصِيبُكَ بِالرَّفْعِ وَهُوَ جَائِزٌ عَلَى تَقْدِيرِ كَأَنَّهُ قَالَ مَثَلًا لَا تُشْرِفُ فَإِنَّهُ يُصِيبُكَ قَوْلُهُ نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ أَيْ أَفْدِيكَ بِنَفْسِي قَوْلُهُ وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَأُمَّ سُلَيْمٍ أَيْ وَالِدَةَ أَنَسٍ قَوْلُهُ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَالْمُهْمَلَةِ جَمْعُ خَدَمَةٍ وَهِيَ الْخَلَاخِيلُ وَقِيلَ الْخَدَمَةُ أَصْلُ السَّاقِ وَالسُّوقُ جَمْعُ سَاقٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ وَكَذَا شَرْحُ قَوْلِهِ تَنْقُزَانِ الْقِرَبِ وَالِاخْتِلَافُ فِي لَفْظِهِ قَوْلُهُ وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدِ أَبِي طَلْحَةَ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ مِنْ يَدَيِّ بِالتَّثْنِيَةِ قَوْلُهُ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا زَادَ مُسْلِمٌ عَنِ الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِنَ النُّعَاسِ فَأَفَادَ سَبَبَ وُقُوعِ السَّيْفِ مِنْ يَدِهِ وَسَيَأْتِي بَعْدَ بَابٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ كُنْتُ فِيمَنْ يَغْشَاهُ النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدَيَّ مِرَارًا وَلِأَحْمَدَ وَالْحَاكِمِ مِنْ طَرِيقٍ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَفَعْتُ رَأْسِي يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ وَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ يَمِيلُ تَحْتَ حَجَفَتِهِ مِنَ النُّعَاسِ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى إِذْ يغشاكم النعاس أَمَنَة مِنْهُ الْحَدِيثُ الْحَادِيَ عَشَرَ


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3867 ... ورقمه عند البغا: 4064 ]
    - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلاً رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ، كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ بِجَعْبَةٍ مِنَ النَّبْلِ فَيَقُولُ: "انْثُرْهَا لأَبِي طَلْحَةَ" قَالَ: وَيُشْرِفُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لاَ تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا تَنْقُزَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلآنِهَا ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلاَثًا.وبه قال: (حدّثنا أبو معمر) بسكون العين عبد الله بن عمرو العقدي قال: (حدّثنا عبد الوارث) بن سعيد قال: (حدّثنا عبد العزيز) بن صهيب (عن أنس -رضي الله عنه-) أنه (قال: لما كان يوم أُحد انهزم الناس عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبو طلحة) زيد بن سهل الأنصاري زوج والدة أنس (بين يدي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مجوّب) بضم الميم وفتح الجيم وكسر الواو المشددة بعدها موحدة مترس (عليه) عليه الصلاة والسلام يستره (بحجفة) بحاء مهملة فجيم ففاء مفتوحات بترس من جلد (له، وكان أبو طلحة رجلاً راميًا شديد النزع) بفتح النون وسكون الزاي بعدها عين مهملة الجذب في القوس (كسر يومئذٍ) يوم أحد (قوسين أو ثلاثًا) من كثرة رميه وشدته ولابن عساكر ثلاثة (وكان الرجل) من المسلمين (يمرّ معه بجعبة من النبل) بفتح النون وسكون الموحدة والجعبة بفتح الجيم وسكون العين المهملة الكنانة التي فيها السهام (فيقول) النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له:(انثرها) أي الجعبة التي فيها النبل (لأبي طلحة) (قال) أنس: (ويشرف) بضم التحتية وسكون الشين المعجمة وكسر الراء بعدها فاء أي ويطلع ولأبي الوقت وتشرف بفتح الفوقية والمعجمة والراء المشدّدة أي تطلع (النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) حال كونه (ينظر إلى القوم) المشركين (فيقول أبو طلحة) له -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (بأبي أنت وأمي لا تشرف) بضم الفوقية وسكون المعجمة والجزم على الطلب (يصيبك سهم من سهام القوم) برفع يصيبك أي فهو يصيبك. قال في التنقيح: وهو الصواب، ولأبي ذر في الفرعكأصله يصبك بالجزم. قال العيني: جواب للنهي على الأصل. قال الزركشي: هو خطأ وقلب للمعنى إذ لا يستقيم أن يقول إن لا تشرف يصبك اهـ.ووجهه في المصابيح على رأي الكسائي والتقدير فإن تشرف يصبك سهم قال: وهذا صواب لا خطأ فيه ولا قلب للمعنى. نعم غير الكسائي إنما يقدر فعل الشرط منفيًّا، فمن ثم يجيء انقلاب المعنى في هذا التركيب (نحري) يصيبه السهم (دون نحرك) أي أفديك بنفسي. قال أنس: (ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم) هي والدة أنس (وأنهما لمشمرتان) ذيلهما (أرى) أي أنظر (خدم سوقهما) بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة أي خلا خيلهما وهو محمول على نظر الفجأة أو كان إذ ذاك صغيرًا حال كونهما (تنقزان) بفوقية مفتوحة فنون ساكنة فقاف مضمومة فزاي مفتوحة وبعد الألف نون أي تثبان وتقفزان (القرب) أي بالقرب فالنصب بنزع الخافض ولابن عساكر وأبي الوقت وقال غيره: أي غير أبي معمر وهو جعفر بن مهران عن عبد الوارث تنقلان القرب ولأبي ذر وحده تنقزان بالزاي أي (على متونهما) على ظهورهما (تفرغانه) أي الماء (في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم، ولقد وقع السيف من يدي) بفتح الدال
    وسكون التحتية بالتثنية لكنه مضبب على الياء في الفرع كأصله ولأبي ذر والأصيلي وابن عساكر من يد (أبي طلحة) بالإفراد (اما مرّتين وإما ثلاثًا) زاد مسلم عن الدارمي عن أبي معمر شيخ المؤلّف فيه بهذا الإسناد من النعاس أي الذي ألقاه الله تعالى عليهم أمنة منه.


    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:3867 ... ورقمه عند البغا:4064 ]
    - (حَدثنَا أَبُو معمر حَدثنَا عبد الْوَارِث حَدثنَا عبد الْعَزِيز عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ لما كَانَ يَوْم أحد انهزم النَّاس عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَبُو طَلْحَة بَين يَدي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مجوب عَلَيْهِ بحجفة لَهُ وَكَانَ أَبُو طَلْحَة رجلا راميا شَدِيد النزع كسر يَوْمئِذٍ قوسين أَو ثَلَاثًا وَكَانَ الرجل يمر مَعَه بجعبة من النبل فَيَقُول انثرها لأبي طَلْحَة قَالَ ويشرف النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينظر إِلَى الْقَوْم فَيَقُول أَبُو طَلْحَة بِأبي أَنْت وَأمي لَا تشرف يصيبك سهم من سِهَام الْقَوْم نحري دون نحرك
    وَلَقَد رَأَيْت عَائِشَة بنت أبي بكر وَأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان الْقرب على متونهما تفرغانه فِي أَفْوَاه الْقَوْم ثمَّ تَرْجِعَانِ فتملآنها ثمَّ تجيآن فتفرغانه فِي أَفْوَاه الْقَوْم وَلَقَد وَقع السَّيْف من يَدي أبي طَلْحَة إِمَّا مرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا)
    مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَأَبُو معمر بِفَتْح الميمين اسْمه عبد الله بن عَمْرو بن الْحجَّاج الْمنْقري المعقد وَهُوَ شيخ مُسلم أَيْضا وَعبد الْوَارِث بن سعيد وَعبد الْعَزِيز بن صُهَيْب وكل هَؤُلَاءِ قد ذكرُوا غيرَة مرّة والْحَدِيث مضى فِي الْجِهَاد فِي بابُُ غَزْوَة النِّسَاء وقتالهن مَعَ الرِّجَال وَمضى فِي مَنَاقِب أبي طَلْحَة مثل مَا أخرجه هُنَا عَن أبي معمر عَن عبد الْوَارِث إِلَى آخِره نَحوه قَوْله وَأَبُو طَلْحَة اسْمه زيد بن سهل الْأنْصَارِيّ وَهُوَ زوج وَالِدَة أنس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَأنس حمل هَذَا الحَدِيث عَنهُ قَوْله مجوب بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم وَتَشْديد الْوَاو الْمَكْسُورَة وَمَعْنَاهُ مترس من الجوبة وَهِي الترس والحجفة بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْجِيم وَالْفَاء الترس الَّذِي يتَّخذ من الْجلد وَيُسمى بالبدرقة قَوْله شَدِيد النزع بِفَتْح النُّون وَسُكُون الزَّاي وبالعين الْمُهْملَة أَي فِي رمي السهْم وَتقدم فِي الْجِهَاد من وَجه آخر بِلَفْظ كَانَ أَبُو طَلْحَة حسن الرَّمْي وَكَانَ يتترس مَعَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بترس وَاحِد قَوْله بجعبة بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَهِي الكنانة الَّتِي يَجْعَل فِيهَا السِّهَام وَضَبطه بَعضهم بِضَم الْجِيم وَمَا أرَاهُ إِلَّا غَلطا قَوْله فَيَقُول انثرها أَي فَيَقُول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - انثر الجعبة الَّتِي فِيهَا النبل لأجل أبي طَلْحَة وانثر بِضَم الْهمزَة أَمر من نثر بالنُّون والثاء الْمُثَلَّثَة ينثر نثرا من بابُُ نصر ينصر قَوْله " ويشرف " بِضَم الْيَاء من الإشراف وَهُوَ الِاطِّلَاع إِلَى الشَّيْء ويروى وتشرف على وزن تفعل قَوْله " ينظر " جملَة حَالية قَوْله " لَا تشرف " من الإشراف أَيْضا وَفِي رِوَايَة أبي الْوَقْت لَا تشرف بِفَتْح التَّاء والشين وَتَشْديد الرَّاء الْمَفْتُوحَة وَأَصله لَا تتشرف بتاءين فحذفت إِحْدَاهمَا قَوْله " يصيبك " بِالرَّفْع والجزم أما الْجَزْم فَلِأَنَّهُ جَوَاب النَّهْي وَأما الرّفْع فعلى تَقْدِير فَهُوَ يصيبك وَرِوَايَة أبي ذَر الْجَزْم على الأَصْل قَوْله " نحري دون نحرك " أَي يُصِيب السهْم نحري وَلَا يُصِيب نحرك وَحَاصِله أفديك بنفسي وَعَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ زوج النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأم سليم وَالِدَة أنس بن مَالك وَفِي اسْمهَا اخْتِلَاف قد ذَكرْنَاهُ فِي الْجِهَاد قَوْله " خدم سوقهما " بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالدَّال الْمُهْملَة جمع خدمَة وَهِي الخلاخيل والسوق بِالضَّمِّ جمع سَاق قَوْله " تنقزان الْقرب " أَي تحملانها وتنقزان بهَا وثبا يُقَال نقز وأنقز إِذا وثب وَقَالَ ابْن الْأَثِير وَفِي نصب الْقرب بعد لِأَن ينقز غير مُتَعَدٍّ وأوله بَعضهم بِعَدَمِ الْجَار وَرَوَاهُ بَعضهم بِضَم التَّاء من أنقز فعداه بِالْهَمْزَةِ يُرِيد تَحْرِيك الْقرب ووثوبها بِشدَّة الْعَدو والوثب وَرُوِيَ بِرَفْع الْقرب على الِابْتِدَاء وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع الْحَال وَقيل مَعْنَاهُ تنقلان وَقَالَ الدَّاودِيّ هُوَ مثل تنقلان وَالَّذِي ذكره أهل اللُّغَة أَن النقز بالنُّون وَالْقَاف وَالزَّاي الوثب فلعلهما كَانَتَا تنهضان بِالْحملِ وتنقزان وَأنْكرهُ الْخطابِيّ وَقَالَ إِنَّمَا هُوَ تنقزان أَي تحملان قَوْله " فِي أَفْوَاه الْقَوْم " قَالَ الدَّاودِيّ الأفواه جمع فِي والفم لَا جمع لَهُ من لَفظه (قلت) الَّذِي ذكره أهل اللُّغَة أَن أصل الْفَم فوه فأبدل من الْوَاو مِيم وَالْجمع يرد الشَّيْء إِلَى أَصله كَمَا أَن إِمَاء أَصله موه فَلذَلِك قَالُوا فِي جمعه أمواه قَوْله " من يَدي أبي طَلْحَة " وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ من يَد أبي طَلْحَة بِالْإِفْرَادِ وَوُقُوع السَّيْف كَانَ لأجل النعاس الَّذِي ألْقى الله عَلَيْهِم أَمَنَة مِنْهُ وَوَقع فِي رِوَايَة أبي معمر شيخ البُخَارِيّ عِنْد مُسلم من النعاس صرح بِهِ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {{إِذْ يغشيكم النعاس أَمَنَة}} -

    حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَىِ النَّبِيِّ ﷺ مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلاً رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ، كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ بِجَعْبَةٍ مِنَ النَّبْلِ فَيَقُولُ انْثُرْهَا لأَبِي طَلْحَةَ‏.‏ قَالَ وَيُشْرِفُ النَّبِيُّ ﷺ يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لاَ تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ‏.‏ وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ، وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا تَنْقُزَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا، تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلآنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَىْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلاَثًا‏.‏

    Narrated Anas:When it was the day of Uhud, the people left the Prophet (ﷺ) while Abu Talha was in front of the Prophet (ﷺ) shielding him with his leather shield. Abu Talha was a skillful archer who used to shoot violently. He broke two or three arrow bows on that day. If a man carrying a quiver full of arrows passed by, the Prophet would say (to him), put (scatter) its contents for Abu Talha." The Prophet (ﷺ) would raise his head to look at the enemy, whereupon Abu Talha would say, "Let my father and mother be sacrificed for you ! Do not raise your head, lest an arrow of the enemy should hit you. (Let) my neck (be struck) rather than your neck." I saw `Aisha, the daughter of Abu Bakr, and Um Sulaim rolling up their dresses so that I saw their leg-bangles while they were carrying water skins on their backs and emptying them in the mouths of the (wounded) people. They would return to refill them and again empty them in the mouths of the (wounded) people. The sword fell from Abu Talha's hand twice or thrice (on that day)

    Enes r.a. dedi ki: "Uhud gününde insanlar Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in etrafından dağıldılar. Ebu Talha ise Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in önünde, kalkanı ile onu koruyordu. Ebu Talha oldukça hızlı bir şekilde ok atan bir kişi idi. O gün iki ya da üç yay kırdı. Bir adam beraberindeki ok torbası ile yanından geçiyor, Nebi ona: O ok torbasını Ebu Talha'nın önüne bir saç, diyordu. (Enes) dedi ki: Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem de uzanıp oradakileri gözetliyor idi. Ebu Talha ise: Babam anam sana feda olsun, öne uzanıp bakma, sana düşmanın attığı oklardan birisi isabet eder. Benim göğsüm sana siper olsun, diyordu. Ebu Bekir'in kızı Aişe ile Ümmü Süleym'in ise elbiselerini toplamış oldukları halde onların baldırlarındaki halhallarının göründüğünü ve omuzlarında kırbaları taşıyarak savaşçıların ağızlarına boşalttıklarını, sonra tekrar geri dönüp o kırbalarını doldurduklarını, sonra gelerek o kırbaların sularını savaşçıların ağızlarına boşalttıklarını gördüm. Andolsun Ebu Talha'nın elinden kılıç (uyuklamaktan dolayı) iki ya da üç defa düştü

    ہم سے ابومعمر نے بیان کیا، کہا ہم سے عبدالوارث نے بیان کیا، ان سے عبدالعزیز نے بیان کیا اور ان سے انس رضی اللہ عنہ نے بیان کیا کہ غزوہ احد میں جب مسلمان نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کے پاس سے منتشر ہو کر پسپا ہو گئے تو طلحہ رضی اللہ عنہ نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم کی اپنے چمڑے کی ڈھال سے حفاظت کر رہے تھے۔ ابوطلحہ رضی اللہ عنہ بڑے تیرانداز تھے اور کمان خوب کھینچ کر تیر چلایا کرتے تھے۔ اس دن انہوں نے دو یا تین کمانیں توڑ دی تھیں۔ مسلمانوں میں سے کوئی اگر تیر کا ترکش لیے گزرتا تو نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم ان سے فرماتے یہ تیر ابوطلحہ کے لیے یہیں رکھتے جاؤ۔ انس رضی اللہ عنہ نے بیان کیا کہ آپ صلی اللہ علیہ وسلم مشرکین کو دیکھنے کے لیے سر اٹھا کر جھانکتے تو ابوطلحہ رضی اللہ عنہ عرض کرتے: میرے ماں باپ آپ پر فدا ہوں، سر مبارک اوپر نہ اٹھایئے کہیں ایسا نہ ہو کہ ادھر سے کوئی تیر آپ کو لگ جائے۔ میری گردن آپ سے پہلے ہے اور میں نے دیکھا کہ جنگ میں عائشہ بنت ابی بکر رضی اللہ عنہا اور ( انس رضی اللہ عنہ کی والدہ ) ام سلیم رضی اللہ عنہا اپنے کپڑے اٹھائے ہوئے ہیں کہ ان کی پنڈلیاں نظر آ رہی تھیں اور مشکیزے اپنی پیٹھوں پر لیے دوڑ رہی ہیں اور اس کا پانی زخمی مسلمانوں کو پلا رہی ہیں پھر ( جب اس کا پانی ختم ہو جاتا ہے ) تو واپس آتی ہیں اور مشک بھر کر پھر لے جاتی ہیں اور مسلمانوں کو پلاتی ہیں۔ اس دن ابوطلحہ رضی اللہ عنہ کے ہاتھ سے دو یا تین مرتبہ تلوار گر گئی تھی۔

    আনাস (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, উহূদের দিন লোকেরা নবী সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-কে ছেড়ে যেতে লাগলেও আবূ ত্বলহা (রাঃ) ঢাল হাতে নিয়ে তাঁকে আড়াল করে রাখলেন। আবূ ত্বলহা (রাঃ), ধনুক খুব জোরে টেনে তীর ছুঁড়লেন। সেদিন তিনি দু’টি অথবা তিনটি ধনুক ভেঙ্গে ছিলেন। সেদিন যে কেউ তীরাধার নিয়ে রাসূলুল্লাহ সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর পাশ দিয়ে যাচ্ছিল তাকেই তিনি বলেছেন, তীরগুলো খুলে আবূ ত্বলহার জন্য রেখে দাও। বর্ণনাকারী বলেন, নবী সাল্লাল্লাহু ‘আলাইহি ওয়াসাল্লাম মাথা উঁচু করে যেমনই শত্রুদের প্রতি তাকাতেন, তখনই আবূ ত্বলহা (রাঃ) বলতেন, আমার পিতা-মাতা আপনার জন্য কুরবান হোক, আপনি মাথা উঁচু করবেন না। তাদের নিক্ষিপ্ত তীরের কোনটি আপনার শরীরে লেগে যেতে পারে। আপনার বক্ষের পরিবর্তে আছে আমার বক্ষ। [আনাস (রাঃ) বলেন] সেদিন আমি ‘আয়িশাহ বিনত আবূ বাকর এবং উম্মু সুলায়ম (রাঃ)-কে দেখেছি, তাঁরা দু’জনেই পায়ের কাপড় গুটিয়ে নিয়েছিলেন। আমি তাঁদের পায়ের তলা দেখতে পেয়েছি। তারা মশক ভর্তি করে পিঠে পানি বয়ে আনতেন এবং (আহত) লোকেদের মুখে ঢেলে দিতেন। আবার ফিরে যেতেন এবং মশক ভর্তি পানি এনে লোকেদের মুখে ঢেলে দিতেন। সেদিন আবূ ত্বলহা (রাঃ)-এর হাত থেকে দু’বার কিংবা তিনবার তরবারিটি পড়ে গিয়েছিল। [২৮৮০] (আধুনিক প্রকাশনীঃ ৩৭৬১, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    அனஸ் (ரலி) அவர்கள் கூறிய தாவது: உஹுத் போரின்போது நபி (ஸல்) அவர்களை (தனியே) விட்டுவிட்டு மக்கள் தோற்று (ஓடி)விட்டனர். அபூதல்ஹா (ரலி) அவர்கள் நபி (ஸல்) அவர்களைத் தமது தோல் கேடயத்தால் மறைத்துக்கொண்டு பாதுகாத்தபடி நின்றார்கள். மேலும், அபூதல்ஹா (ரலி) அவர்கள் வில்லின் நாணை நன்கு இழுத்து வேகமாக அம்பெய்யக்கூடியவர்களாக இருந்தார்கள். அன்று அவர்கள், இரண்டு அல்லது மூன்று வில்களை உடைத்துவிட்டார்கள். எவரேனும் ஒரு மனிதர் அம்புக் கூட்டுடன் செல்வதைக் கண்டால் நபி (ஸல்) அவர்கள், “அதை அபூதல்ஹாவிடம் போடு” என்று சொல்வார்கள். அந்த நேரத்தில் நபி (ஸல்) அவர்கள் மேலேயிருந்து மக்களை (தலையை உயர்த்தி) எட்டிப் பார்க்க, அபூதல்ஹா அவர்கள், “அல்லாஹ்வின் தூதரே! உங்களுக்கு என் தந்தையும் என் தாயும் அர்ப்பணமாகட்டும். எட்டிப் பார்க்காதீர்கள். எதிரிகளின் அம்புகளில் ஏதேனும் ஒன்று தங்களைத் தாக்கிவிடலாம். (தாங்கள் எட்டிப் பார்க்காமலிருந்தால்) என் மார்பு தங்கள் மார்புக்கு முன்னால் (கேடயம் போன்று உங்களுக்குப் பாதுகாப்பாக) இருக்கும்” என்று சொன்னார்கள். அபூபக்ர் (ரலி) அவர்களின் மகள் ஆயிஷா (ரலி) அவர்களும் (என் தாயார்) உம்மு சுலைம் (ரலி) அவர்களும் (காயமுற்றவர்களுக்கு) மும்முரமாக (பணிவிடைகள் செய்துகொண்டு) இருப்பதை நான் கண்டேன். அவர்கள் (தண்ணீர் நிரம்பிய தோல்பைகளைத் தங்கள் முதுகுகளில் சுமந்துகொண்டு எடுத்துச் சென்று (காயமுற்று வீழ்ந்துகிடக்கும்) மக்களின் வாய்களில் ஊற்றிவிட்டு, பிறகு திரும்பிச் சென்று, அவற்றை (மீண்டும்) நிரப்பிக் கொண்டுவந்து, அவர்களுடைய வாய்களில் மீண்டும் ஊற்றிக்கொண்டிருக்கும் நிலையில் அவர்களின் கால் கொலுசுகளை நான் கண்டேன். அபூதல்ஹா (ரலி) அவர்களின் கரத்திலிருந்து இரு முறையோ மும்முறையோ வாள் (கீழே தவறி) விழுந்தது.128 அத்தியாயம் :