• 250
  • بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، فَإِذَا أَنَا بِغُلاَمَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ - حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا ، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا - فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ : يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي ؟ قَالَ : أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَئِنْ رَأَيْتُهُ لاَ يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا ، فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ ، فَغَمَزَنِي الآخَرُ ، فَقَالَ لِي مِثْلَهَا ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ ، قُلْتُ : أَلاَ إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي ، فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا ، فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ : " أَيُّكُمَا قَتَلَهُ ؟ " ، قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا : أَنَا قَتَلْتُهُ ، فَقَالَ : " هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا ؟ " ، قَالاَ : لاَ ، فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ ، فَقَالَ : " كِلاَكُمَا قَتَلَهُ ، سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ " ، وَكَانَا مُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ ، وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ

    حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ المَاجِشُونِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، فَإِذَا أَنَا بِغُلاَمَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ - حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا ، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا - فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ : يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي ؟ قَالَ : أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَئِنْ رَأَيْتُهُ لاَ يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا ، فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ ، فَغَمَزَنِي الآخَرُ ، فَقَالَ لِي مِثْلَهَا ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ ، قُلْتُ : أَلاَ إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي ، فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا ، فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ : أَيُّكُمَا قَتَلَهُ ؟ ، قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا : أَنَا قَتَلْتُهُ ، فَقَالَ : هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا ؟ ، قَالاَ : لاَ ، فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ ، فَقَالَ : كِلاَكُمَا قَتَلَهُ ، سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ ، وَكَانَا مُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ ، وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ ، قَالَ مُحَمَّدٌ : سَمِعَ يُوسُفُ صَالِحًا ، وَإِبْرَاهِيمَ أَبَاهُ

    أضلع: أضلع : أشد وأقوى
    فغمزني: الغمز : الإشارة والجس والضغط باليد أو العين
    سوادي: السواد : كُلُّ شخْصٍ من إنْسانٍ أو مَتاَع أو غيره
    سواده: السواد : كُلُّ شخْصٍ من إنْسانٍ أو مَتاَع أو غيره
    الأعجل: الأعجل : الأقرب أجلا
    أنشب: أنشب : ألبث
    فابتدراه: ابتدر الشيءَ وله وإليه : عجل إليه واستبق وسارع
    سلبه: السلب : ما يأْخُذُه أَحدُ القِرْنَيْن في الحربِ من قِرْنِه، مما يكونُ عليه ومعه من ثِيابٍ وسلاحٍ ودابَّةٍ، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعولٍ أَي مَسْلُوب
    أَيُّكُمَا قَتَلَهُ ؟ ، قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا :
    حديث رقم: 3799 في صحيح البخاري كتاب المغازي باب
    حديث رقم: 3383 في صحيح مسلم كِتَابُ الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ بَابُ اسْتِحْقَاقِ الْقَاتِلِ سَلَبَ الْقَتِيلِ
    حديث رقم: 1627 في مسند أحمد ابن حنبل مُسْنَدُ الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ مُسْنَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 4930 في صحيح ابن حبان كِتَابُ السِّيَرِ بَابُ الْغَنَائِمِ وَقِسْمَتِهَا
    حديث رقم: 5824 في المستدرك على الصحيحين كِتَابُ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ذِكْرُ مَنَاقِبِ مُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
    حديث رقم: 36000 في مصنّف بن أبي شيبة كِتَابُ الْمَغَازِي غَزْوَةُ بَدْرٍ الْكُبْرَى وَمَتَى كَانَتْ وَأَمْرُهَا
    حديث رقم: 17193 في المعجم الكبير للطبراني
    حديث رقم: 11949 في السنن الكبير للبيهقي كِتَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ جُمَّاعُ أَبْوَابِ الْأَنْفَالِ
    حديث رقم: 3343 في شرح معاني الآثار للطحاوي كِتَابُ السِّيَرِ بَابُ الرَّجُلِ يَقْتُلُ قَتِيلًا فِي دَارِ الْحَرْبِ , هَلْ يَكُونُ لَهُ سَلْبُهُ أَمْ لَا ؟
    حديث رقم: 233 في المسند للشاشي مُسْنَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ
    حديث رقم: 234 في المسند للشاشي مُسْنَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ
    حديث رقم: 24 في مسند عبد الرحمن بن عوف للبرتي مسند عبد الرحمن بن عوف للبرتي حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ
    حديث رقم: 5328 في مستخرج أبي عوانة مُبْتَدَأُ كِتَابِ الْجِهَادِ بَيَانُ الإبَاحَةِ لِلْإِمَامِ إِذَا قَتَلَ رَجُلَانِ قَتِيلًا أَنْ يعْطِيَ سَلَبَ الْمَقْتُولِ
    حديث رقم: 5384 في معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني الأسمَاء مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ الْخَزْرَجِيُّ قَاتِلُ أَبِي جَهْلٍ ، عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ ، شَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرٍو رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، عَاشَ إِلَى زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ
    حديث رقم: 832 في مسند أبي يعلى الموصلي مسند أبي يعلى الموصلي مِنْ مُسْنَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
    حديث رقم: 3157 في الأوسط لابن المنذر كِتَابُ الْجَنَائِزِ جِمَاعُ أَبْوَابِ دَفْنِ الْمَوْتَى
    حديث رقم: 4186 في مُشكِل الآثار للطحاوي مُشكِل الآثار للطحاوي بَابُ بَيَانِ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

    [3141] قَوْلُهُ فِي آخِرِهِ كِلَاكُمَا قَتَلَهُ سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ فَقَدِ احْتَجَّ بِهِ مَنْ قَالَ إِنَّ إِعْطَاءَ الْقَاتِلِ السَّلَبَ مُفَوَّضٌ إِلَى رَأْيِ الْإِمَامِ وَقَرَّرَهُ الطَّحَاوِيُّ وَغَيْرُهُ بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَجِبُ لِلْقَاتِلِ لَكَانَ السَّلَبُ مُسْتَحَقًّا بِالْقَتْلِ وَلَكَانَ جَعَلَهُ بَيْنَهُمَا لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي قَتْلِهِ فَلَمَّا خَصَّ بِهِ أَحَدَهُمَا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا يُسْتَحَقُّ بِالْقَتْلِ وَإِنَّمَا يُسْتَحَقُّ بِتَعْيِينِ الْإِمَامِ وَأَجَابَ الْجُمْهُورُ بِأَنَّ فِي السِّيَاقِ دَلَالَةً عَلَى أَنَّ السَّلَبَ يَسْتَحِقُّهُ مَنْ أَثْخَنَ فِي الْقَتْلِ وَلَوْ شَارَكَهُ غَيْرُهُ فِي الضَّرْبِ أَوِ الطَّعْنِ قَالَ الْمُهَلَّبُ نَظَرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّيْفَيْنِ وَاسْتِلَالُهُ لَهُمَا هُوَ لِيَرَى مَا بَلَغَ الدَّمُ مِنْ سَيْفَيْهِمَا وَمِقْدَارَ عُمْقِ دُخُولِهِمَا فِي جِسْمِ الْمَقْتُولِ لِيَحْكُمَ بِالسَّلَبِ لِمَنْ كَانَ فِي ذَلِكَ أَبْلَغُ وَلِذَلِكَ سَأَلَهُمَا أَوَّلًا هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا أَمْ لَا لِأَنَّهُمَا لَوْ مَسَحَاهُمَا لَمَا تَبَيَّنَ المُرَاد من ذَلِك وَإِنَّمَا قَالَ كلا كَمَا قَتَلَهُ وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا هُوَ الَّذِي أَثْخَنَهُ لِيُطَيِّبَ نَفْسَ الْآخَرِ.
    وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ أَقُولُ إِنَّ الْأَنْصَارِيَّيْنِ ضَرَبَاهُ فَأَثْخَنَاهُ وَبَلَغَا بِهِ الْمَبْلَغَ الَّذِي يُعْلَمُ مَعَهُ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ بَقَاؤُهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ إِلَّا قَدْرَ مَا يُطْفَأُ وَقَدْ دَلَّ قَوْلُهُ كِلَاكُمَا قَتَلَهُ عَلَى أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا وَصَلَ إِلَى قَطْعِ الْحَشْوَةِ وَإِبَانَتِهَا أَوْ بِمَا يُعْلَمُ أَنَّ عَمَلَ كُلٍّ مِنْ سَيْفَيْهِمَا كَعَمَلِ الْآخَرِ غَيْرَ أَنَّ أَحَدَهُمَا سَبَقَ بِالضَّرْبِ فَصَارَ فِي حُكْمِ الْمُثَبِّتِ لِجِرَاحِهِ حَتَّى وَقَعَتْ بِهِ ضَرْبَةُ الثَّانِي فَاشْتَرَكَا فِي الْقَتْلِ إِلَّا أَنَّ أَحَدَهُمَا قَتَلَهُ وَهُوَ مُمْتَنِعٌ وَالْآخَرُ قَتَلَهُ وَهُوَ مُثَبِّتٌ فَلِذَلِكَ قَضَى بِالسَّلَبِ لِلسَّابِقِ إِلَى اثخانه وَسَيَأْتِي تَتِمَّة شَرحه فِي غَزْوَة بدر مَعَ قَول بن مَسْعُودٍ إِنَّهُ قَتَلَهُ وَتَأْتِي كَيْفِيَّةُ الْجَمْعِ هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ حَدِيثَةٍ بِالْجَرِّ صفة للغلامين وأسنانهما بِالرَّفْعِ قَوْلُهُ بَيْنَ أَضْلُعٍ مِنْهُمَا كَذَا لِلْأَكْثَرِ بِفَتْح أَوله وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَضم اللَّام فَجمع ضِلَعٍ وَرُوِيَ بِضَمِّ اللَّامِ وَفَتْحِ الْعَيْنِ مِنَ الضَّلَاعَةِ وَهِيَ الْقُوَّةُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْحَمَوِيِّ وَحْدَهُ بَيْنَ أَصْلُحٍ مِنْهُمَا بِالصَّادِ وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وَنسبه بن بَطَّالٍ لِمُسَدَّدٍ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ وَقَدْ خَالَفَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ عِنْدَ الطَّحَاوِيِّ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ عِنْد بن سنجر وَعَفَّان عِنْد بن أَبِي شَيْبَةَ يَعْنِي كُلَّهُمْ عَنْ يُوسُفَ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ فِيهِ فَقَالُوا أَضْلُعٍ بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ وَالْعَيْنِ قَالَ وَاجْتِمَاعُ ثَلَاثَةٍ مِنَ الْحُفَّاظِ أَوْلَى مِنَ انْفِرَادِ وَاحِدٍ انْتَهَى وَقَدْ ظَهَرَ أَنَّ الْخِلَافَ عَلَى الرُّوَاةِ عَنِ الْفَرَبْرِيِّ فَلَا يَلِيقُ الْجَزْمُ بِأَنَّ مُسَدَّدًا نَطَقَ بِهِ هَكَذَا وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَأَبُو يَعْلَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيِّ وَبِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ وَغَيْرِهِمَا كُلُّهُمْ عَنيُوسُفَ كَالْجَمَاعَةِ وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَفَّانَ كَذَلِكَ قَوْلُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادَهُ بِفَتْحِ السِّينِ وَهُوَ الشَّخْصُ قَوْلُهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا أَيِ الْأَقْرَبُ أَجَلًا وَقِيلَ إِنَّ لَفْظَ الْأَعْجَلِ تَحْرِيفٌ وَإِنَّمَا هُوَ الْأَعْجَزُ وَهُوَ الَّذِي يَقَعُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرًا وَالصَّوَابُ مَا وَقَعَ فِي الرِّوَايَةِ لِوُضُوحِ مَعْنَاهُ قَوْلُهُ قَالَ مُحَمَّدٌ هُوَ المُصَنّف سمع يُوسُف يَعْنِي بن الْمَاجشون صَالحا يَعْنِي بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الْمَذْكُورَ فِي الْإِسْنَادِ وَسَمِعَ إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ لِأَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الْوَقْتِ هُنَا وَتَقَدَّمَ فِي الْوَكَالَةِ فِي حَدِيثٍ آخَرَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلُهُ وَبَيَّنْتُ هُنَاكَ سَمَاعَ إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَبِيهِ وَأَمَّا سَمَاعُ يُوسُفَ مِنْ صَالِحٍ فَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عَفَّانَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ وَلَعَلَّ الْبُخَارِيَّ أَشَارَ إِلَى أَنَّ الَّذِي أَدْخَلَ بَيْنَ يُوسُفَ وَصَالِحٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ رَجُلًا لَمْ يَضْبِطْ وَذَلِكَ فِيمَا أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ وَالرَّجُلُ هُوَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ يُوسُفُ سَمِعَهُ مِنْ صَالِحٍ وَثَبَّتَهُ فِيهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    الْحَدِيثُ الثَّانِي حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي الْمَغَازِي وَقَوله

    باب مَنْ لَمْ يُخَمِّسِ الأَسْلاَبَ وَمَنْ قَتَلَ قَتِيلاً فَلَهُ سَلَبُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمِّسَ، وَحُكْمِ الإِمَامِ فِيهِ(باب من لم يخمس الأسلاب) بفتح الهمزة جمع سلب بفتح اللام وهو ما على القتيل أو من في معناه من ثياب كران وسلاح ومركوب يقاتل عليه أو ممسكًا عنانه وهو يقاتل راجلاً وآلته كسرج ولجام ومقود وكذا لباس زينة لأنه متصل به وتحت يده كمنطقة وسوار وهميان وما فيه من نفقة لا حقيبة مدودة على الفرس فلا يأخذها ولا ما فيها من دراهم وأمتعة كسائر أمتعته المخلفة في خيمته وعن أحمد لا تدخل الدابة، ومشهور مذهب الشافعية أن السلب لا يخمس. (ومن قتل قتيلاً فله سلبه) سواء قال الإمام ذلك أو لم يقله (من غير أن يخمس) بفتح الميم المشددة وكسرها أي السلب ولابن عساكر من غير خمس بضم المعجمة والميم ولأبي ذر الخمس معرفًا وعن الحنفية والمالكية لا يستحقه إلا أن شرطه له الإمام، وعن مالك يخيّر الإمام بين أن يعطيه السلب وبين أن يخمسه (وحكم الإمام فيه) أي في السلب عطف على من لم يخمس، وقال الكرماني: فإن قلت: كيف يتصوّر قتل القتيل وهو تحصيل الحاصل؟ قلت المراد من القتيل المشارف للقتل نحو {{هدى للمتقين}} [البقرة: 2] أي الضالين الصائرين إلى التقوى، أو هو القتيل بهذا القتل المستفاد من لفظ قتل لا بقتل سابق لئلا يلزم تحصيل الحاصل.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:2999 ... ورقمه عند البغا: 3141 ]
    - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بِغُلاَمَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ: يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لاَ يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا. فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ فَقُلْتُ: أَلاَ إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي، فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاَهُ. ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَاهُ. فَقَالَ: أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ. فَقَالَ: هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟ قَالاَ: لاَ. فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ: كِلاَكُمَا قَتَلَهُ، سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ. وَكَانَا مُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ".قال محمد سمع يوسف صالحاً وسمع إبراهيم أباه عبد الرحمن ابن عوف. [الحديث 3141 - طرفاه في: 3964، 3988].وبه قال: (حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: (حدّثنا يوسف بن الماجشون) بكسر الجيم وضم الشين المعجمة بالفارسية المورّد واسمه يعقوب (عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه) إبراهيم (عن جده) عبد الرحمن أنه (قال) سقط لفظ قال لأبي ذر (بينا) بغير ميم (أنا واقف في الصف يوم) وقعة (بدر فنظرت) ولأبي ذر نظرت (عن يميني وشمالي) ولأبي ذر وعن شمالي وجواب بينا قوله: (فإذا أنا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما) بالرفع فاعل حديثة وهي جر صفة لغلامين ويجوز الرفع والغلامان معاذ بن عمرو ومعاذ ابن عفراء كما في الحديث (تمنيت أن أكون بين أضلع) بفتح الهمزة وسكون الضاد المعجمة وبعد اللام المفتوحة عين مهملة أي أشد وأقوى (منهما) أي من الغلامين لأن الكهل أصبر في الحروب ولابن عساكر وأبي ذر عن الحموي أصلح بصاد وحاء مهملتين (فغمزني أحدهما) أي الغلامين
    (فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل)؟ أهو عمرو بن هشام فرعون هذه الأمة (قلت: نعم. ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول (أنه يسب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده) بفتح السين المهملة فيهما أي لا يفارق شخصي شخصه (حتى يموت الأعجل منا) باللام لا بالزاي أي الأقرب أجلاً (فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب) بفتح الهمزة والشين المعجمة بينهما نون ساكنة آخره موحدة أي فلم ألبث (أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس) بالجيم وفي مسلم يزول بالزاي بدلها أي يضطرب في المواضع لا يستقر على حال (قلت) ولأبي ذر فقلت (ألا) بفتح الهمزة وتخفيف اللام للتنبيه والتحضيض (أن هذا صاحبكما الذي سألتماني) أي عنه (فابتدراه بسيفيهما) أي سبقاه مسرعين (فضرباه) بهما حتى (قتلاه ثم انصرفا إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبراه) بقتله (فقال):(أيكما قتله قال كل واحد منهما أنا قتلته فقال) عليه السلام ولأبي ذر قال: (هل مسحتما سيفيكما) أي من الدم (قالا: لا). لم نمسحهما (فنظر) عليه الصلاة والسلام (في السيفين) ليرى ما بلغ الدم من سيفيهما ومقدار عمق دخولهما في جسد المقتول ليحكم بالسلب لمن كان أبلغ ولو مسحاه لما تبين المراد من ذلك (فقال) عليه السلام: (كلاكما قتله سلبه) أي سلب أبي جهل (لمعاذ بن عمرو بن الجموح) بفتح العين وسكون الميم، والجموح بفتح الجيم وضم الميم وبعد الواو حاء مهملة لأنه هو الذي أثخنه (وكانا) أي الغلامان (معاذ ابن عفراء) بفتح العين المهملة وبعد الفاء الساكنة راء ممدودًا وهي أمه واسم أبية الحرث بن رفاعة (ومعاذ بن عمرو بن الجموح). وإنما قال كلاكما قتله وإن كان أحدهما هو الذي أثخنه تطييبًا لقلب الآخر، وقال المالكية: إنما أعطاه لأحدهما لأن الإمام مخير في السلب يفعل فيه ما يشاء وقال الطحاوي لو كان يجب للقاتل لكان التسلب مستحقًا بالقتل ولكان جعله بينهما لاشتراكهما في قتله فلما خص به أحدهما دل على أنه لا يستحق بالقتل وإنما يستحق بتعيين الإمام اهـ. وجوابه ما سبق.وهذا الحديث أخرجه أيضًا في المغازي وكذا مسلم وزاد في رواية أبي ذر هنا. قال محمد يعني البخاري سمع يوسف أي ابن الماجشون صالحًا وسمع إبراهيم أباه عبد الرحمن بن عوف ولعله أشار بهذه الزيادة إلى الرد على من قال إن بين يوسف وصالح رجلاً وهو عبد الواحد بن أبي عون فيكون الحديث منقطعًا.

    (بابُُ منْ لَم يُخَمِّسِ الأسْلاَبَ)هَذَا بابُُ يذكر فِيهِ من لم ير بتخميس الأسلاب، وَأَشَارَ بِهَذَا إِلَى خلاف فِيهِ، فَقَالَ الشَّافِعِي: كل شَيْء من الْغَنِيمَة يُخَمّس إلاَّ السَّلب فَإِنَّهُ لَا يُخَمّس، وَبِه قَالَ أَحْمد وَابْن جرير. وَجَمَاعَة من أهل الحَدِيث، وَعَن مَالك: أَن الإِمَام مُخَيّر فِيهِ إِن شَاءَ خمسه وَإِن شَاءَ لم يخمسه، وَاخْتَارَهُ القَاضِي إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق، وَفِيه قَول ثَالِث: أَنَّهَا تخمس، إِذا كثرت وَهُوَ مَرْوِيّ عَن عمر بن الْخطاب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَبِه قَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه، وَقَالَ الثَّوْريّ وَمَكْحُول وَالْأَوْزَاعِيّ يُخَمّس، وَهُوَ قَول مَالك، وَرِوَايَة عَن ابْن عَبَّاس، وَقَالَ الزُّهْرِيّ عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن ابْن عَبَّاس: السَّلب من النَّفْل، وَالنَّفْل يُخَمّس، وَقَالَ ابْن قدامَة: السَّلب للْقَاتِل إِذا قتل فِي كل حَال إلأ أَن ينهزم الْعَدو، وَبِه قَالَ الشَّافِعِي وَأَبُو ثَوْر، وَدَاوُد وَابْن الْمُنْذر، وَقَالَ مَسْرُوق: إِذا التقى الزحفان فَلَا سلب لَهُ، إِنَّمَا النَّفْل قبله أَو بعده، وَنَحْوه قَول نَافِع. وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز وَأَبُو بكر بن أبي مَرْيَم: السَّلب للْقَاتِل مَا لم تمتد الصُّفُوف بَعْضهَا إِلَى بعض، فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَلَا سلب لأحد. وَقَالَ أَبُو حنيفَة وَأَبُو يُوسُف وَمُحَمّد: السَّلب من غنيمَة الْجَيْش حكمه حكم سَائِر الْغَنِيمَة إِلَّا أَن يَقُول الإِمَام: من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه، فَحِينَئِذٍ يكون لَهُ، وَقَالَ ابْن قدامَة: وَبِه قَالَ مَالك، وَقَالَ أَحْمد: لَا يُعجبنِي أَن يَأْخُذ السَّلب إلاَّ بِإِذن الإِمَام، وَهُوَ قَول الْأَوْزَاعِيّ. وَقَالَ ابْن الْمُنْذر وَالشَّافِعِيّ: لَهُ أَخذه بِغَيْر إِذْنه. قَوْله: (الأسلاب) ، جمع سلب بِفتْحَتَيْنِ على وزن فعل بِمَعْنى مفعول، أَي: مسلوب، وَهُوَ مَا يَأْخُذهُ أحد القرنين فِي الْحَرْب من قرنه مِمَّا يكون عَلَيْهِ وَمَعَهُ من سلَاح وَثيَاب ودابة وَغَيرهَا، وَعَن أَحْمد: لَا تدخل الدَّابَّة، وَعَن الشَّافِعِي: يخْتَص بأداة الْحَرْب.ومنْ قَتَلَ قَتِيلاً فلَهُ سَلَبُهُ مِنْ غَيْرِ أنْ يُخَمِّسَ وحُكْمَ الإمامِ فيهِقَوْله: (وَمن قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه) هَذَا الْمِقْدَار أخرجه الطَّحَاوِيّ، وَقَالَ: حَدثنَا أَبُو بكرَة وَابْن مَرْزُوق، قَالَا: حَدثنَا أَبُو دَاوُد عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس: أَن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ يَوْم حنين: من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه، فَقتل أَبُو طَلْحَة يَوْمئِذٍ عشْرين رجلا فَأخذ أسلابهم. وَأَبُو بكرَة: بكار القَاضِي، وَأَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن دَاوُد الطَّيَالِسِيّ. وَأخرجه أَبُو دَاوُد أَيْضا فِي (سنَنه) وَلَكِن لَفظه: من قتل كَافِرًا فَلهُ سلبه. قَوْله: (قَتِيلا) يَعْنِي: مشارفاً للْقَتْل، لِأَن قتل الْقَتِيل لَا يتَصَوَّر. قَوْله: (من غير أَن يُخَمّس) ، لَيْسَ من لفظ الحَدِيث، وَأَرَادَ بِهِ أَن السَّلب لَا يُخَمّس، ويروى: من غير خمس بِضَمَّتَيْنِ، وَخمْس بِسُكُون الْمِيم. قَوْله: (وَحكم الإِمَام فِيهِ) ، عطف على قَوْله: من لم يُخَمّس، فَافْهَم.
    [ رقم الحديث عند عبدالباقي:2999 ... ورقمه عند البغا:3141 ]
    - حدَّثنا مُسَدَّدٌ قَالَ حدَّثنا يُوسُفُ بنُ الماجِشُونِ عنْ صالِحِ بنِ إبْرَاهِيمَ بنِ عَبْدِ
    الرَّحْمانِ بنِ عَوْفٍ عنْ أبِيهِ عنْ جَدِّهِ قَالَ بَيْنَا أَنا واقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ فنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وشِمَالِي فإذَا أَنا بِغُلامَيْنِ مِنَ الأنْصَارِ حدِيثَةٍ أسْنَانُهُمَا تَمَنَّيْتُ أنْ أكُونَ بَيْنَ أضْلَعَ مِنْهُمَا فغَمَزَنِي أحَدُهُمَا فَقَالَ يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أبَا جَهْلٍ قُلْتُ نَعَمْ مَا حاجَتُكَ إلَيْهِ يَا ابنَ أخِي قَالَ أُخْبِرْت أنَّهُ يَسُبُّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رأيْتُهُ لاَ يُفارِقُ سَوَادِي سَوادَهُ حتَّى يَمُوتَ الأعْجَلُ مِنَّا فتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ فَغَمَزَنِي الآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَها فلَمْ أنْشَبْ أنْ نَظَرْتُ إِلَى أبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ قُلْتُ أَلا أَن هذَا صاحِبُكُمَا الَّذِي سألْتُمَانِي فابْتَدَراهُ بِسَيْفَيْهِما فضَرَباهُ حتَّى قتَلاهُ ثُمَّ انْصَرَفا إِلَى رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأخْبَراهُ فقالَ أيُّكُمَا قتَلَهُ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنا قتَلْتُهُ فَقَالَ هَلْ مَسَحْتُما سَيْفَيْكُما قَالَا لافنَظَر فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ كِلاكُما قتَلَهُ سلَبُهُ لِمُعاذِ بنِ عَمْرِو ابنِ الجَمُوحِ وَكَانَا مُعَاذَ بنَ عَفْرَاءَ ومُعاذَ بنَ عَمْرِو بنِ الجَمُوحِ.مطابقته للتَّرْجَمَة من حَيْثُ إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لم يُخَمّس سلب أبي جهل.ويوسف هُوَ ابْن يَعْقُوب بن عبد الله بن أبي سَلمَة، واسْمه دِينَار التَّيْمِيّ الْقرشِي، والماجشون هُوَ يَعْقُوب، وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ، تَفْسِيره: المورد، وَهُوَ بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا وَضم الشين الْمُعْجَمَة، وَصَالح بن إِبْرَاهِيم يروي عَن أَبِيه إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن، وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن سمع أَبَاهُ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.والْحَدِيث أخرجه أَيْضا فِي الْمَغَازِي عَن عَليّ بن عبد الله وَعَن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم. وَأخرجه مُسلم فِي الْمَغَازِي عَن يحيى بن يحيى عَن يُوسُف بن الْمَاجشون.قَوْله: (بَينا أَنا) قد مر غير مرّة أَن أَصله: بَين، فأشبعت الفتحة فَصَارَ: بَينا، ويضاف إِلَى جملَة وَيحْتَاج إِلَى جَوَاب، فَجَوَابه هُوَ قَوْله: فَإِذا أَنا بغلامين، وهما: معَاذ بن عَمْرو ومعاذ بن عفراء، وَيَجِيء ذكرهمَا عَن قريب. قَوْله: (حَدِيثَة أسنانهما) ، صفة الغلامين، فَلذَلِك جر لفظ: حَدِيثَة، و: أسنانهما، بِالرَّفْع لِأَنَّهُ فَاعل: حَدِيثَة. قَوْله: (بَين أضلع) ، بالضاد الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة أَي: بَين أَشد وَأقوى مِنْهُمَا، أَي: من الغلامين الْمَذْكُورين وَهُوَ على وزن أفعل من الضلاعة، وَهِي: الْقُوَّة. يُقَال: اضطلع بِحمْلِهِ: أَي: قوي عَلَيْهِ ونهض بِهِ، وَهَذَا هَكَذَا رُوَاة الْأَكْثَرين، وَوَقع فِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ وَحده: بَين أصلح مِنْهُمَا، بالصَّاد والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ، وَنسب ابْن بطال هَذِه الرِّوَايَة لمسدد شيخ البُخَارِيّ، وَقَالَ: خَالفه إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة عِنْد الطَّحَاوِيّ، ومُوسَى بن إِسْمَاعِيل عِنْد ابْن سنجر، وَعَفَّان عِنْد ابْن أبي شيبَة، فكلهم رووا: أضلع، بالضاد الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة، وَرِوَايَة ثَلَاثَة حفاظ أولى من رِوَايَة وَاحِد خالفهم، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: الَّذِي فِي مُسلم: أضلع، وَوَقع فِي بعض رواياته: أصلح، وَالْأول الصَّوَاب. قَوْله: (هَل تعرف أَبَا جهل؟) هُوَ عَمْرو بن هِشَام بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي الْقرشِي فِرْعَوْن هَذِه الْأمة. قَوْله: (أخْبرت) ، بِضَم الْهمزَة على صِيغَة الْمَجْهُول. قَوْله: (لَا يُفَارق سوَادِي سوَاده) ، يَعْنِي: لَا يُفَارق شخصي شخصه، وَأَصله أَن الشَّخْص يرى على الْبعد أسود. قَوْله: (الأعجل منا) أَي: الْأَقْرَب أَََجَلًا، وَهُوَ كَلَام مُسْتَعْمل يفهم مِنْهُ أَن يلازمه وَلَا يتْركهُ إِلَى وُقُوع الْمَوْت بِأَحَدِهِمَا، وصدور هَذَا الْكَلَام فِي حَال الْغَضَب والانزعاج يدل على صِحَة الْعقل الوافر وَالنَّظَر فِي العواقب، فَإِن مُقْتَضى الْغَضَب أَن يَقُول: حَتَّى أَقتلهُ، لَكِن الْعَاقِبَة مَجْهُولَة. قَوْله: (فَلم أنشب) ، فَلم ألبث، يُقَال: نشب بَعضهم فِي بعض، أَي: دخل وَتعلق، ونشب فِي الشَّيْء إِذا وَقع فِيمَا لَا مخلص لَهُ مِنْهُ، وَلم ينشب أَن فعل كَذَا، أَي: لم يلبث، وَحَقِيقَته لم يتَعَلَّق بِشَيْء غَيره، وَلَا بسواه، ومادته: نون وشين مُعْجمَة وباء مُوَحدَة. قَوْله: (يجول فِي النَّاس) ، بِالْجِيم، وَفِي رِوَايَة مُسلم: (يَزُول) ، هُوَ بِمَعْنَاهُ، أَي: يضطرب فِي الْمَوَاضِع وَلَا يسْتَقرّ على حَال. قَوْله: (أَلا) ، للتحضيض والتنبيه. قَوْله: (فابتداره) ، أَي: سبقاه مُسْرِعين. قَوْله: (فَنظر فِي السيفين) ليستدل بهما على حَقِيقَة كَيْفيَّة قَتلهمَا، فَعلم أَن الجموح هُوَ المثخن، وَقَالَ الْمُهلب: نظره، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فِي السيفين ليرى مَا بلغ الدَّم من سيفيهما، وَمِقْدَار عمق دخولهما فِي جسم الْمَقْتُول ليحكم بِالسَّيْفِ لمن كَانَ فِي ذَلِك أبلغ، وَلذَلِك سَأَلَهُمَا أَولا: هَل مسحتما سيفيكما؟ لِأَنَّهُمَا لَو مسحاهما لما بَين المُرَاد من ذَلِك. قَوْله: (فَقَالَ: كلاكما قَتله) ، إِنَّمَا قَالَ ذَلِك، وَإِن كَانَ أَحدهمَا أَو الَّذِي
    أثخنه تطييباً لقلب الآخر من حَيْثُ إِن لَهُ مُشَاركَة فِي الْقَتْل. قَوْله: (سلبه) أَي: سلب أبي جهل لِمعَاذ بن عَمْرو بن الجموح، وَإِنَّمَا حكم لَهُ مَعَ أَنَّهُمَا اشْتَركَا فِي الْقَتْل لِأَن الْقَتْل الشَّرْعِيّ الَّذِي يتَعَلَّق بِهِ اسْتِحْقَاق السَّلب هُوَ الْإِثْخَان، وَهُوَ إِنَّمَا وجد مِنْهُ، وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ: إِن الأنصاريين ضرباه فأثخناه وبلغا بِهِ الْمبلغ الَّذِي يعلم أَنه لَا يجوز بَقَاؤُهُ على تِلْكَ الْحَال إلاَّ قدر مَا يطفأ، فَدلَّ قَوْله: كلاكما قَتله، على أَن كلاًّ مِنْهُمَا وصل إِلَى قطع الحشوة وإبانتها، وَبِه يعلم أَن عمل كل من سيفيهما كعمل الآخر، غير أَن أَحدهمَا سبق بِالضَّرْبِ فَصَارَ فِي حكم الْمُثبت لجراحه حَتَّى وَقعت بِهِ ضَرْبَة الثَّانِي فاشتركا فِي الْقَتْل، إلاَّ أَن أَحدهمَا قَتله وَهُوَ مُمْتَنع وَالْآخر قَتله وَهُوَ مُثبت، فَلذَلِك قضى بالسلب للسابق إِلَى إثخانه. وَلما روى الطَّحَاوِيّ هَذَا الحَدِيث قَالَ فِيهِ: دَلِيل على أَن السَّلب لَو كَانَ وَاجِبا للْقَاتِل بقتْله إِيَّاه لَكَانَ وَجب سلبه لَهما، وَلم يكن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ينتزعه من أَحدهمَا فيدفعه إِلَى الآخر إلاَّ يرى أَن الإِمَام لَو قَالَ: من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه، وَقتل رجلَانِ قَتِيلا إِن سلبه لَهما، نِصْفَانِ، وَأَنه لَيْسَ للْإِمَام أَن يحرم أَحدهمَا ويدفعه إِلَى الآخر، لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا لَهُ فِيهِ من الْحق مثل مَا لصَاحبه، وهما أولى بِهِ من الإِمَام، فَلَمَّا كَانَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فِي سلب أبي جهل أَن يَجعله لأَحَدهمَا دون الآخر دلّ ذَلِك أَنه كَانَ أولى بِهِ مِنْهُمَا، لِأَنَّهُ لم يكن قَالَ يَوْمئِذٍ: من قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه. وَقَالَ أَيْضا: إِن سلب الْمَقْتُول لَا يجب للْقَاتِل بقتْله صَاحبه إلاَّ أَن يَجْعَل الإِمَام إِيَّاه لَهُ على مَا فِيهِ صَلَاح الْمُسلمين من التحريض على قتال عدوهم.قَوْله: (وَكَانَا) أَي: الغلامان الْمَذْكُورَان من الْأَنْصَار: معَاذ بن عفراء ومعاذ عَمْرو بن الجموح. أما معَاذ بن عفراء، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْفَاء وبالراء وبالمد: وَهِي أمه عفراء بنت عبيد بن ثَعْلَبَة ابْن غنم بن مَالك بن النجار، وَهُوَ معَاذ بن الْحَارِث بن رِفَاعَة بن سَواد، وَهَكَذَا قَالَه مُحَمَّد بن إِسْحَاق، وَقَالَ ابْن هِشَام: هُوَ معَاذ ابْن الْحَارِث بن عفراء بن سَواد بن مَالك بن النجار، وَقَالَ مُوسَى بن عقبَة: معَاذ بن الْحَارِث بن رِفَاعَة بن الْحَارِث، شهد بَدْرًا هُوَ وأخواه عَوْف ومعوذ بَنو عفراء، وهم بَنو الْحَارِث بن رِفَاعَة، وَقَالَ أَبُو عمر: ولمعاذ بن عفراء رِوَايَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فِي النَّهْي عَن الصَّلَاة بعد الصُّبْح وَبعد الْعَصْر، مَاتَ فِي خلَافَة عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. وَأما معَاذ: بن عَمْرو بن الجموح، فالجموح ابْن زيد بن حرَام بن كَعْب بن غنم بن كَعْب بن سَلمَة بن سعيد بن عَليّ بن أَسد بن ساردة بن يزِيد بن جشم بن الْخَزْرَج السّلمِيّ الخزرجي الْأنْصَارِيّ، شهد الْعقبَة وبدراً هُوَ وَأَبوهُ عَمْرو، وَقتل عَمْرو بن الجموح، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يَوْم أحد، وَذكر ابْن هِشَام عَن زِيَاد عَن ابْن إِسْحَاق: أَنه الَّذِي قطع رجل أبي جهل بن هِشَام وصرعه، وَقَالَ: وَضرب ابْنه عِكْرِمَة بن أبي جهل يَد معَاذ فطرحها، ثمَّ ضربه معوذ بن عفراء حَتَّى أثْبته وَتَركه وَبِه رَمق، ثمَّ وقف عَلَيْهِ عبد الله بن مَسْعُود واحتز رَأسه حِين أمره رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَن يلتمسه فِي الْقَتْلَى، وَفِي (صَحِيح مُسلم) ابْن ابْني عفراء ضرباه حَتَّى برد، بِالدَّال: أَي مَاتَ. وَفِي رِوَايَة: (حَتَّى برك) ، بِالْكَاف أَي: سقط على الأَرْض، وَكَذَا فِي البُخَارِيّ فِي: بابُُ قتل أبي جهل، وَادّعى الْقُرْطُبِيّ أَنه وهم، الْتبس على بعض الروَاة معَاذ بن الجموح بمعاذ بن عفراء، وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: ابْن الجموح لَيْسَ من ولد عفراء، ومعاذ بن عفراء مِمَّن بَاشر قتل أبي جهل، فَلَعَلَّ بعض إخْوَته حَضَره أَو أَعْمَامه، أَو يكون الحَدِيث: ابْن عفراء، فغلط الرَّاوِي فَقَالَ: ابْنا عفراء، وَقَالَ أَبُو عمر: أصح من هَذَا حَدِيث أنس بن مَالك: أَن ابْن عفراء قَتله، وَقَالَ ابْن التِّين: يحْتَمل أَن يَكُونَا أَخَوَيْنِ لأم، أَو يكون بَينهمَا رضَاع، وَقَالَ الدَّاودِيّ: ابْنا عفراء: سهل وَسُهيْل، وَيُقَال: معوذ ومعاذ، وروى الْحَاكِم فِي (إكليله) من حَدِيث الشّعبِيّ عَن عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف حمل: رجل كَانَ مَعَ أبي جهل على ابْن عفراء فَقتله، فَحمل ابْن عفراء الآخر على الَّذِي قتل أَخَاهُ فَقتله، وَمر ابْن مَسْعُود على أبي جهل، فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي أعز الْإِسْلَام، فَقَالَ أَبُو جهل: تَشْتمنِي يَا رويعي هُذَيْل؟ فَقَالَ: نعم وَالله، وأقتلك فَحَذفهُ أَبُو جهل بِسَيْفِهِ، وَقَالَ: دُونك هَذَا إِذا، فَأَخذه عبد الله فَضَربهُ حَتَّى قَتله، وقاال: يَا رَسُول الله {{قتلت أَبَا جهل}} فَقَالَ: الله الَّذِي لَا إل هـ إلاَّ هُوَ، فَحلف لَهُ، فَأَخذه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ ثمَّ انْطلق مَعَه حَتَّى أرَاهُ إِيَّاه، فَقَامَ عِنْده، وَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي أعز الْإِسْلَام وَأَهله، ثَلَاث مَرَّات، والتوفيق بَين هَذِه الرِّوَايَات: إِثْبَات الِاشْتِرَاك فِي قتل أبي جهل، وَلَكِن السَّلب مَا ثَبت إلاَّ لِلَّذِي أثخنه، على مَا مر، فَافْهَم.
    قَالَ مُحَمَّدٌ سَمِ يُوسُفَ صالِحاً وإبْرَاهِيمَ أباهُمُحَمَّد هُوَ البُخَارِيّ: أَي سمع يُوسُف بن الْمَاجشون صَالح بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الْمَذْكُور فِي الْإِسْنَاد، وَسمع إِبْرَاهِيم أَبَاهُ، وَهَذِه الزِّيَادَة هُنَا لأبي ذَر، وَأبي الْوَقْت، وَأَرَادَ بِهَذِهِ دفع قَول من يَقُول: إِن بَين يُوسُف وَبَين صَالح بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن رجل هُوَ عبد الْوَاحِد بن أبي عون، وَهُوَ رجل مَشْهُور ثِقَة، فَيكون الحَدِيث مُنْقَطِعًا، وَقد ذكره الْبَزَّار فِي رِوَايَته عَن مُحَمَّد بن عبد الْملك القريشي، وَعلي بن مُسلم قَالَا: حَدثنَا يُوسُف بن أبي سَلمَة حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن أبي عون حَدثنِي صَالح بن إِبْرَاهِيم بِهِ، ثمَّ قَالَ: هَذَا الحَدِيث لَا نعلمهُ يروي عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إلاَّ من هَذَا الْوَجْه بِهَذَا الْإِسْنَاد، ووثق عبد الْوَاحِد فَأَشَارَ البُخَارِيّ بِهَذِهِ الزِّيَادَة أَن سَماع يُوسُف عَن صَالح وَسَمَاع إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه ثَابت، فَالْحَدِيث مُتَّصِل.

    حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ، فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي، وَشِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بِغُلاَمَيْنِ، مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ يَا عَمِّ، هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ قُلْتُ نَعَمْ، مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي قَالَ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لاَ يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا‏.‏ فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَغَمَزَنِي الآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ، قُلْتُ أَلاَ إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي‏.‏ فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهُ ﷺ فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ ‏"‏ أَيُّكُمَا قَتَلَهُ ‏"‏‏.‏ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَا قَتَلْتُهُ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا ‏"‏‏.‏ قَالاَ لاَ‏.‏ فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ ‏"‏ كِلاَكُمَا قَتَلَهُ ‏"‏‏.‏ سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ‏.‏ وَكَانَا مُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ‏.‏ قَالَ مُحَمَّدٌ سَمِعَ يُوسُفُ صَالِحًا وَإِبْرَاهِيمَ أَبَاهُ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ)

    Narrated `Abdur-Rahman bin `Auf:While I was standing in the row on the day (of the battle) of Badr, I looked to my right and my left and saw two young Ansari boys, and I wished I had been stronger than they. One of them called my attention saying, "O Uncle! Do you know Abu Jahl?" I said, "Yes, What do you want from him, O my nephew?" He said, "I have been informed that he abuses Allah's Messenger (ﷺ). By Him in Whose Hands my life is, if I should see him, then my body will not leave his body till either of us meet his fate." I was astonished at that talk. Then the other boy called my attention saying the same as the other had said. After a while I saw Abu Jahl walking amongst the people. I said (to the boys), "Look! This is the man you asked me about." So, both of them attacked him with their swords and struck him to death and returned to Allah'S Apostle to inform him of that. Allah's Messenger (ﷺ) asked, "Which of you has killed him?" Each of them said, "I Have killed him." Allah's Messenger (ﷺ) asked, "Have you cleaned your swords?" They said, "No. " He then looked at their swords and said, "No doubt, you both have killed him and the spoils of the deceased will be given to Mu`adh bin `Amr bin Al-Jamuh." The two boys were Mu`adh bin 'Afra and Mu`adh bin `Amr bin Al-Jamuh

    Telah bercerita kepada kami [Musaddad] telah bercerita kepada kami [Yusuf bin Al Majisyun] dari [Shalih bin Ibrahim bin 'Abdur Rahman bin 'Auf] dari [bapaknya] dari [kakeknya] berkata; "Ketika aku berada di barisan pasukan pada perang Badar, aku melihat ke kanan dan kiriku ternyata nampak ada dua orang anak dari Kaum Anshar yang masih sangat muda dan aku berharap berada di antara tulang rusuk keduanya. Salah seorang darinya mengerdipkan matanya kepadaku seraya berkata; "Wahai paman, apakah paman mengenal Abu Jahal?". Aku jawab; "Ya. Tapi apa kepentinganmu dengannya wahai anak saudaraku?". Dia berkata; "Aku mendapat kabar bahwa dia menghina Rasulullah Shallallahu'alaihiwasallam. Dan demi Dzat yang jiwaku berada di tangan-Nya, seandainya aku melihatnya pasti tidak akan berpisah jasadku dengan jasadnya sampai siapa diantara kami yang menemui ajalnya lebih dahulu ". Aku menjadi kagum dengan keberaniannya. Lalu anak yang satunya lagi mengerdipkan matanya kepadaku lalu berkata kepadaku seperti yang dikatakan saudaranya tadi. Tidak lama kemudian aku melihat Abu Jahal bolak-balik di tengah-tengan pasukan, lalu kukatakan kepada kedua anak tadi; "Itu dia orang yang tadi kalian tanyakan kepadaku?". Maka keduanya bersigap menyerbu dengan menghunus pedang masing-masing lalu keduanya menebas Abu Jahal hingga tewas. Kemudian keduanya mendatangi Rasulullah Shallallahu'alaihiwasallam dan mengabarkannya, maka Beliau bertanya; "Siapa diantara kalian berdua yang membunuhnya?". Maka masing-masing dari keduanya menjawab; "Akulah yang membunuhnya". Beliau bertanya lagi; "Apakah kalian sudah membersihkan pedang kalian?". Keduanya menjawab; "Belum". Maka Beliau melihat pedang keduanya lalu berkata: "Kalau begitu, kalian berdua yang telah membunuhnya dan salabnya (harta benda yang melekat pada tubuh musuh saat dibunuh) untuk Mu'adz bin 'Amru bin Al Jamuh". Kedua anak itu namanya Mu'adz bin 'Afra' dan Mu'adz bin 'Amru bin Al Jamuh". Muhammad berkata, Yusuf mendengar Shalih dan Ibrahim, bapaknya

    Salih İbn İbrahim İbn Abdurrahman İbn Avf - İbrahim İbn Abdurrahman (babası) - Abdurrahman İbn Avf (dedesi) yoluyla nakledilen rivayette Abdurrahman İbn Avf şöyle demiştir: "Ben Bedir savaşında mücahidlerle birlikte saf tutmuştum. Bu sırada sağıma ve soluma baktım. Birden gözü me ensardan iki delikanlı ilişti. Gidip onların arasına girmek istedim. Bu iki delikanlıdan birisi bana dokunup: "Ey Amca, Ebu Cehil'i tanır mısın?" diye sordu. Ben de: "Evet tanırım. Senin onunla ne işin var yeğenim!?" deyince şöyle cevap verdi: "Duydum ki o Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'e sövüyormuş! Canımı elinde tutan Allah'a yemin ederim ki savaş sırasında onu görürsem bir gölge gibi takip edeceğim. Artık kimin eceli daha önce ise o ölene kadar bu devam edecek!" Ben bu cevabı alınca şaşkına döndüm. O sırada diğer delikanlı da buna benzer şeyler söyledi. Ben müşrik ordusuna doğru baktım ve Ebu Cehil'in insanlar arasında dolaştığını gördüm. Sonra bu delikanlılara: "İşte orada! Peşine düşeceğiniz adam işte şu!" dedim. Onlar da yalın kılıç Ebu Cehil'in üzerine saldırıp öldürünceye kadar vurdular. Ebu Cehil'i öldürdükten sonra Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem'in yanına gelip yaptıklarını anlattılar: Nebi Sallallahu Aleyhi ve Sellem: "Onu hanginiz öldürdü?" diye sorunca her biri: "Ben öldürdüm!" diye atıldı. Bunun üzerine Resul-i Ekrem Sallallahu Aleyhi ve Sellem: "Peki kılıçlarınızı sildiniz mi?" diye sordu. Onlar: "Hayır" deyince Resulullah Sallallahu Aleyhi ve Sellem kılıçlara baktı ve: "Onu ikiniz öldürdünüz. Selebi de Muaz İbn Amr İbnü'l-Cemuh'a aittir." Bu iki delikanlı Muaz İbn Afra ile Muaz İbn Amr İbnü'l-Cemuh idi. " Tekrar: 3964 ve 3988 BU HADİS’İN MÜSLİM RİVAYETİ İÇİN BURAYA TIKLAYIN

    ہم سے مسدد نے بیان کیا، کہا ہم سے یوسف بن ماجشون نے، ان سے صالح بن ابراہیم بن عبدالرحمٰن بن عوف نے، ان سے ان کے باپ نے اور ان سے صالح کے دادا (عبدالرحمٰن بن عوفص) نے بیان کے کہ بدر کی لڑائی میں، میں صف کے ساتھ کھڑا ہوا تھا۔ میں نے جو دائیں بائیں جانب دیکھا، تو میرے دونوں طرف قبیلہ انصار کے دو نوعمر لڑکے تھے۔ میں نے آرزو کی کاش! میں ان سے زبردست زیادہ عمر والوں کے بیچ میں ہوتا۔ ایک نے میری طرف اشارہ کیا، اور پوچھا چچا! آپ ابوجہل کو بھی پہچانتے ہیں؟ میں نے کہا کہ ہاں! لیکن بیٹے تم لوگوں کو اس سے کیا کام ہے؟ لڑکے نے جواب دیا مجھے معلوم ہوا ہے کہ وہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کو گالیاں دیتا ہے، اس ذات کی قسم! جس کے ہاتھ میں میری جان ہے اگر مجھے وہ مل گیا تو اس وقت تک میں اس سے جدا نہ ہوں گا جب تک ہم میں سے کوئی جس کی قسمت میں پہلے مرنا ہو گا، مر نہ جائے، مجھے اس پر بڑی حیرت ہوئی۔ پھر دوسرے نے اشارہ کیا اور وہی باتیں اس نے بھی کہیں۔ ابھی چند منٹ ہی گزرے تھے کہ مجھے ابوجہل دکھائی دیا جو لوگوں میں ( کفار کے لشکر میں ) گھومتا پھر رہا تھا۔ میں نے ان لڑکوں سے کہا کہ جس کے متعلق تم لوگ مجھ سے پوچھ رہے تھے، وہ سامنے ( پھرتا ہوا نظر آ رہا ) ہے۔ دونوں نے اپنی تلواریں سنبھالیں اور اس پر جھپٹ پڑے اور حملہ کر کے اسے قتل کر ڈالا۔ اس کے بعد رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کی خدمت میں حاضر ہو کر آپ کو خبر دی، نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے پوچھا کہ تم دونوں میں سے کس نے اسے مارا ہے؟ دونوں نوجوانوں نے کہا کہ میں نے قتل کیا ہے۔ اس لیے آپ نے ان سے پوچھا کہ کیا اپنی تلواریں تم نے صاف کر لی ہیں؟ انہوں نے عرض کیا کہ نہیں۔ پھر نبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے دونوں تلواروں کو دیکھا اور فرمایا کہ تم دونوں ہی نے اسے مارا ہے۔ اور اس کا سامان معاذ بن عمرو بن جموح کو ملے گا۔ وہ دونوں نوجوان معاذ بن عفراء اور معاذ بن عمرو بن جموع تھے۔ محمد نے کہا یوسف نے صالح سے سنا اور ابراہیم نے اپنے باپ سے سنا۔

    وَمَنْ قَتَلَ قَتِيْلًا فَلَهُ سَلَبُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُخَمِّسَ وَحُكْمِ الْإِمَامِ فِيْهِ কেউ কাউকে হত্যা করল, অতঃপর নিহত ব্যক্তির নিকট থেকে প্রাপ্ত মালামালের খুমুস বের না করেই তা তারই প্রাপ্য আর ইমাম কর্তৃক এ রকম আদেশ দান করা। ৩১৪১. ‘আবদুর রহমান ইবনু ‘আউফ (রাঃ) হতে বর্ণিত। তিনি বলেন, যখন আমি বাদার যুদ্ধে সারিতে দাঁড়িয়ে আছি, আমি আমার ডানে বামে তাকিয়ে দেখলাম, অল্প বয়স্ক দু’জন আনসার যুবকের মাঝখানে আছি। আমার আকাঙ্ক্ষা ছিল, তাদের চেয়ে শক্তিশালীদের মধ্যে থাকি। তখন তাদের একজন আমাকে খোঁচা দিয়ে জিজ্ঞেস করল, চাচা! আপনি কি আবূ জাহ্লকে চিনেন? আমি বললাম, হ্যাঁ। তবে ভাতিজা, তাতে তোমার দরকার কী? সে বলল, আমাকে জানানো হয়েছে যে, সে আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-কে গালাগালি করে। সে মহান সত্তার শপথ! যাঁর হাতে আমার প্রাণ। আমি যদি তাকে দেখতে পাই, তবে আমার দেহ তার দেহ হতে বিচ্ছিন্ন হবে না যতক্ষণ না আমাদের মধ্যে যার মৃত্যু আগে নির্ধারিত, সে মারা যায়। আমি তার কথায় আশ্চর্য হলাম। তা শুনে দ্বিতীয়জন আমাকে খোঁচা দিয়ে ঐ রকমই বলল। তৎক্ষণাৎ আমি আবূ জাহলকে দেখলাম, সে লোকজনের মাঝে ঘুরে বেড়াচ্ছে। তখন আমি বললাম, এই যে তোমাদের সেই ব্যক্তি যার সম্পর্কে তোমরা আমাকে জিজ্ঞেস করেছিলে। তারা তৎক্ষণাৎ নিজের তরবারী নিয়ে তার দিকে ঝাঁপিয়ে পড়ল এবং তাকে আঘাত করে হত্যা করল। অতঃপর আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম-এর দিকে ফিরে এসে তাঁকে জানালো। তখন আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, তোমাদের মধ্যে কে তাকে হত্যা করেছে? তারা উভয়ে দাবী করল, আমি তাকে হত্যা করেছি। আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম বললেন, তোমাদের তরবারী তোমরা মুছে ফেলনি তো? তারা উভয়ে বলল, না। তখন আল্লাহর রাসূল সাল্লাল্লাহু আলাইহি ওয়াসাল্লাম তাদের উভয়ের তরবারী দেখলেন এবং বললেন, তোমরা উভয়ে তাকে হত্যা করেছো। অবশ্য তার নিকট হতে প্রাপ্ত মালামাল মু‘আয ইবনু ‘আমর ইবনু জামূহের জন্য। তারা দু’জন হলো, মুআয ইবনু ‘আফরা ও মু‘আয ইবনু ‘আমর ইবনু জামূহ। মুহাম্মাদ (রহ.) বলেছেন, তিনি ইউসুফ ও তাঁর পিতা ইবরাহীম (রহ.)-কে সৎ ব্যক্তি হিসেবে শুনেছেন। (৩৯৬৪, ৩৯৮৮) (মুসলিম ৩২/১৩ হাঃ ১৭৫২, আহমাদ ১৬৭৩) (আধুনিক প্রকাশনীঃ ২৯০৬, ইসলামিক ফাউন্ডেশনঃ)

    அப்துர் ரஹ்மான் பின் அவ்ஃப் (ரலி) அவர்கள் கூறியதாவது: பத்ர் போரின்போது நான் (படை) அணியில் நின்றுகொண்டிருந்த நேரத்தில் என் வலப் பக்கமும் இடப் பக்கமும் நான் பார்த்தேன். என்னருகே (இரு பக்கங்களி லும்) இளவயதுடைய இரு அன்சாரிச் சிறுவர்கள் நின்றுகொண்டிருந்தனர். ‘அவர்களைவிடப் பெரிய வயதுடையவர் களுக்கிடையே நான் இருந்திருக்கக் கூடாதா’ என்று நான் ஆசைப்பட்டேன். அவர்களில் ஒருவர் என்னை நோக்கிக் கண்சாடை செய்து, ‘‘என் பெரிய தந்தையே! நீங்கள் அபூஜஹ்லை அறிவீர்களா?” என்று கேட்டார். நான், ‘‘ஆம் (அறிவேன்); உனக்கு அவனிடம் என்ன வேலை? என் சகோதரர் மகனே!” என்று கேட்டேன். அதற்கு அந்த இளவல், ‘‘அவன் அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களைத் திட்டுகிறான் என்று எனக்குத் தெரிவிக்கப்பட்டது. என் உயிர் யார் கையில் உள்ளதோ அவன்மீது சத்தியமாக! நான் அவனைப் பார்த்தால் எங்களில் ஒருவர் இறக்கும்வரை அவனது உடலைவிட்டு எனது உடல் பிரியாது (ஒன்று நான், அல்லது அவன் மரணிக்கும்வரை அவனுடன் போரிட்டுக்கொண்டே இருப்பேன்)” என்று கூறினார். இதைக் கேட்டு நான் வியந்துபோனேன். அப்போது மற்றோர் இளவலும் கண்சாடை காட்டி முதல் சிறுவர் கூறியதைப் போன்றே கூறினார். சிறிது நேரம்தான் கழிந்திருக்கும். அதற்குள் அபூஜஹ்ல் மக்களிடையே சுற்றி வருவதைக் கண்டு, ‘‘இதோ, நீங்கள் விசாரித்த உங்கள் ஆசாமி!” என்று கூறினேன். உடனே இருவரும் தங்கள் வாட்களை எடுத்துக்கொண்டு போட்டி போட்டபடி (அவனை நோக்கிச்) சென்று அவனை வெட்டிக் கொன்றுவிட்டார்கள். பிறகு அல்லாஹ்வின் தூதர் (ஸல்) அவர்களிடம் சென்று அபூஜஹ்லைக் கொன்றுவிட்ட செய்தியைத் தெரிவித்தார் கள். நபி (ஸல்) அவர்கள், ‘‘உங்களில் யார் அவனைக் கொன்றவர்?” என்று கேட்டார் கள். அவர்களில் ஒவ்வொருவரும், ‘‘நான் தான் (அவனைக் கொன்றேன்)” என்று பதிலளித்தார்கள். நபி (ஸல்) அவர்கள், ‘‘உங்கள் வாட்களை நீங்கள் (இரத்தக் கறை போகத்) துடைத்துவிட்டீர்களா?” என்று கேட்டார்கள். இருவரும், ‘‘இல்லை” என்று பதிலளித்தார்கள். நபி (ஸல்) அவர்கள் வாட்கள் இரண்டையும் நன்கு பார்த்துவிட்டு, ‘‘நீங்கள் இருவருமே அவனைக் கொன்றிருக்கிறீர்கள். (முஆத் பின் அம்ருடைய வாளில் ஆழமான இரத்தக் கறை தென்படுவதால்) ‘‘அபூஜஹ்லுடைய உடலில் இருந்து எடுத்த பொருட்கள் முஆத் பின் அம்ர் பின் ஜமூஹுக்கு உரியவை” என்று கூறினார்கள். அந்தச் சிறுவர்கள் இருவரும் முஆத் பின் அஃப்ரா (ரலி) அவர்களும் முஆத் பின் அம்ர் பின் ஜமூஹ் (ரலி) அவர்களும் ஆவர். அத்தியாயம் :