رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ قَائِمٌ فِي الرِّكَابَيْنِ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُكُمْ هَذَا ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " فَأَيُّ شَهْرٍ شَهْرُكُمْ هَذَا ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " فَأَيُّ بَلَدٍ بَلَدُكُمْ هَذَا ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " يَوْمُكُمْ يَوْمٌ حَرَامٌ ، وَشَهْرُكُمْ شَهْرٌ حَرَامٌ ، وَبَلَدُكُمْ بَلَدٌ حَرَامٌ " ، قَالَ : فَقَالَ : " أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ " ، قَالَ : ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ "
حَدَّثَنَا يُونُسُ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْيَشْكُرِيُّ ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ يُقَالُ لَهُ : عَبْدُ الْمَجِيدِ الْعُقَيْلِيُّ ، قَالَ : انْطَلَقْنَا حُجَّاجًا لَيَالِيَ خَرَجَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ ، وَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَاءً بِالْعَالِيَةِ يُقَالُ لَهُ : الزُّجَيْجُ ، فَلَمَّا قَضَيْنَا مَنَاسِكَنَا جِئْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الزُّجَيْجَ ، فَأَنَخْنَا رَوَاحِلَنَا ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى بِئْرٍ عَلَيْهِ أَشْيَاخٌ مُخَضَّبُونَ يَتَحَدَّثُونَ ، قَالَ : قُلْنَا هَذَا الَّذِي صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَيْنَ بَيْتُهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ صَحِبَهُ ، وَهَذَاكَ بَيْتُهُ ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الْبَيْتَ ، فَسَلَّمْنَا ، قَالَ : فَأَذِنَ لَنَا فَإِذَا شَيْخٌ كَبِيرٌ مُضْطَجِعٌ يُقَالُ لَهُ : الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدٍ الْكِلَابِيُّ ، قُلْتُ : أَنْتَ الَّذِي صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَلَوْلَا أَنَّهُ اللَّيْلُ لَأَقْرَأْتُكُمْ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَيَّ ، قَالَ : فَمَنْ أَنْتُمْ ؟ قُلْنَا : مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، قَالَ : مَرْحَبًا بِكُمْ ، مَا فَعَلَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ ؟ قُلْنَا : هُوَ هُنَاكَ يَدْعُو إِلَى كِتَابِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَإِلَى سُنَّةِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فِيمَا هُوَ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَيًّا نَتَّبِعُ هَؤُلَاءِ أَوْ هَؤُلَاءِ ، يَعْنِي أَهْلَ الشَّامِ أَوْ يَزِيدَ ، ؟ قَالَ : إِنْ تَقْعُدُوا تُفْلِحُوا وَتَرْشُدُوا ، إِنْ تَقْعُدُوا تُفْلِحُوا وَتَرْشُدُوا ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ وَهُوَ قَائِمٌ فِي الرِّكَابَيْنِ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُكُمْ هَذَا ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَأَيُّ شَهْرٍ شَهْرُكُمْ هَذَا ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَأَيُّ بَلَدٍ بَلَدُكُمْ هَذَا ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : يَوْمُكُمْ يَوْمٌ حَرَامٌ ، وَشَهْرُكُمْ شَهْرٌ حَرَامٌ ، وَبَلَدُكُمْ بَلَدٌ حَرَامٌ ، قَالَ : فَقَالَ : أَلَا إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ ، قَالَ : ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ذَكَرَ مِرَارًا فَلَا أَدْرِي كَمْ ذَكَرَ