عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : " لَمَّا أَتَى مُوسَى قَرْيَةَ الْجَبَّارِينَ أَمَرَ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ رَجُلًا يَأْتُونَهَا فَيَأْتُوهُ بِخَبَرِ الْقَوْمِ ، فَانْطَلَقُوا فَدَخَلُوا بُسْتَانًا ، وَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْجَبَّارِينَ ، فَتَخَبَّئُوا مِنْهُ فِي الشَّجَرِ ، فَأَتْبَعَهُمْ حَتَّى أَخَذَهُمْ فَجَاءَ بِهِمْ فِي كُمِّهِ ، وَجَاءَ مِنَ الشَّجَرِ ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى مَلِكَهُمْ فَطَرَحَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلَمَّا رَآهُمْ حَقَرَهُمْ وَقَالَ : اذْهَبُوا فَاجْهَدُوا عَلَيَّ جَهْدَكُمْ ، فَخَرَجُوا وَأَتَوْا مُوسَى فَأَخْبَرُوهُ , فَقَالَ : اكْفُفُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يُخْبِرُ حَمِيمَهُ ، فَيُخْبِرُ حَمِيمُهُ الرَّجُلَ ، فَفَشَا ذَلِكَ فِي الْعَسْكَرِ غَيْرَ كولاب وَيُوشَعُ فَإِنَّهُمَا كَتَمَا ، فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى : {{ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ }} ثُمَّ قَرَأَ إِلَى قَوْلِهِ : {{ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }} قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَتْ مِنْ مُوسَى طِيَرَةٌ ، قَوْلُهُ : {{ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }} فَقَالَ اللَّهُ : {{ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }} لَا تَأْسَ عَلَى مَنْ سَمَّيْتُ فَاسِقًا قَالَ : كولاب وَيُوشَعُ هُمَا الرَّجُلَانِ اللَّذَانِ قَالَ اللَّهُ : {{ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ }} قَالَ : فَتَاهُوا أَرْبَعِينَ سَنَةً فَهَلَكَ مُوسَى وَهَارُونُ وَكُلُّ مَنْ كَانَ مَعَهُ فِي التِّيهِ جَاوَزَ عِشْرِينَ أَوْ بَلَغَ عِشْرِينَ سَنَةً ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْأَرْبَعِينَ سَنَةً نَاهَضَهُمْ يُوشَعُ بِمَنْ مَعَهُ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، وَكَادَ أَنْ يَظْفَرَ بِهِمْ وَنَزَلَتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ وَخَشِيَ أَنْ تَغْرُبَ فَلَا يُقَاتِلَ لَيْلَةَ السَّبْتِ نَادَاهَا : إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَإِنِّي مَأْمُورٌ ، فَرَكَدَتْ حَتَّى ظَفَرَ بِهِمْ ، فَدَخَلَهَا يُوشَعُ وَمَنْ مَعَهُ ، وَأَصَابُوا غَنَائِمَ كَثِيرَةً ، وَكَانَتِ الْغَنَائِمُ لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ ، إِنَّمَا يَجْمَعُونَهَا فَتَنْزِلُ نَارٌ فَتَأْكُلُهَا فَجَمَعُوا غَنَائِمَ فَلَمْ تَنْزِلِ النَّارُ ، فَقَالَ يُوشَعُ لِأَصْحَابِ الْأَسْبَاطِ : مَا هَذَا إِلَّا مِنْ غُلُولٍ فِيكُمْ فَبَايِعُونِي ، فَبَايَعُوهُ ، فَلَزِقَتْ يَدُهُ بِيَدِ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَقَالَ يُوشَعُ : الْغُلُولُ فِي سِبْطِكَ اذْهَبْ فَبَايِعْ أَصْحَابَكَ ، فَمَنِ الْتَزَقَتْ يَدُهُ بِيَدِكَ فَهُوَ صَاحِبُ الْغُلُولِ ، فَذَهَبَ فَبَايَعَهُمْ ، فَالْتَزَقَتْ يَدُهُ بِيَدِ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَقَالَ : أَخْرِجْ مَا عِنْدَكَ ، فَأَخْرَجَ رَأْسَ ثَوْرٍ مِنْ ذَهَبٍ ، عَيْنَاهُ مِنْ يَاقُوتٍ ، وَأَسْنَانُهُ مِنْ دُرٍّ ، قَالَ : فَنَزَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا
نا الْفَزَارِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْأَعْوَرِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : لَمَّا أَتَى مُوسَى قَرْيَةَ الْجَبَّارِينَ أَمَرَ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ رَجُلًا يَأْتُونَهَا فَيَأْتُوهُ بِخَبَرِ الْقَوْمِ ، فَانْطَلَقُوا فَدَخَلُوا بُسْتَانًا ، وَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْجَبَّارِينَ ، فَتَخَبَّئُوا مِنْهُ فِي الشَّجَرِ ، فَأَتْبَعَهُمْ حَتَّى أَخَذَهُمْ فَجَاءَ بِهِمْ فِي كُمِّهِ ، وَجَاءَ مِنَ الشَّجَرِ ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى مَلِكَهُمْ فَطَرَحَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلَمَّا رَآهُمْ حَقَرَهُمْ وَقَالَ : اذْهَبُوا فَاجْهَدُوا عَلَيَّ جَهْدَكُمْ ، فَخَرَجُوا وَأَتَوْا مُوسَى فَأَخْبَرُوهُ , فَقَالَ : اكْفُفُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يُخْبِرُ حَمِيمَهُ ، فَيُخْبِرُ حَمِيمُهُ الرَّجُلَ ، فَفَشَا ذَلِكَ فِي الْعَسْكَرِ غَيْرَ كولاب وَيُوشَعُ فَإِنَّهُمَا كَتَمَا ، فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى : {{ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ }} ثُمَّ قَرَأَ إِلَى قَوْلِهِ : {{ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }} قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَتْ مِنْ مُوسَى طِيَرَةٌ ، قَوْلُهُ : {{ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }} فَقَالَ اللَّهُ : {{ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ }} لَا تَأْسَ عَلَى مَنْ سَمَّيْتُ فَاسِقًا قَالَ : كولاب وَيُوشَعُ هُمَا الرَّجُلَانِ اللَّذَانِ قَالَ اللَّهُ : {{ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ }} قَالَ : فَتَاهُوا أَرْبَعِينَ سَنَةً فَهَلَكَ مُوسَى وَهَارُونُ وَكُلُّ مَنْ كَانَ مَعَهُ فِي التِّيهِ جَاوَزَ عِشْرِينَ أَوْ بَلَغَ عِشْرِينَ سَنَةً ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْأَرْبَعِينَ سَنَةً نَاهَضَهُمْ يُوشَعُ بِمَنْ مَعَهُ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، وَكَادَ أَنْ يَظْفَرَ بِهِمْ وَنَزَلَتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ وَخَشِيَ أَنْ تَغْرُبَ فَلَا يُقَاتِلَ لَيْلَةَ السَّبْتِ نَادَاهَا : إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَإِنِّي مَأْمُورٌ ، فَرَكَدَتْ حَتَّى ظَفَرَ بِهِمْ ، فَدَخَلَهَا يُوشَعُ وَمَنْ مَعَهُ ، وَأَصَابُوا غَنَائِمَ كَثِيرَةً ، وَكَانَتِ الْغَنَائِمُ لَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ ، إِنَّمَا يَجْمَعُونَهَا فَتَنْزِلُ نَارٌ فَتَأْكُلُهَا فَجَمَعُوا غَنَائِمَ فَلَمْ تَنْزِلِ النَّارُ ، فَقَالَ يُوشَعُ لِأَصْحَابِ الْأَسْبَاطِ : مَا هَذَا إِلَّا مِنْ غُلُولٍ فِيكُمْ فَبَايِعُونِي ، فَبَايَعُوهُ ، فَلَزِقَتْ يَدُهُ بِيَدِ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَقَالَ يُوشَعُ : الْغُلُولُ فِي سِبْطِكَ اذْهَبْ فَبَايِعْ أَصْحَابَكَ ، فَمَنِ الْتَزَقَتْ يَدُهُ بِيَدِكَ فَهُوَ صَاحِبُ الْغُلُولِ ، فَذَهَبَ فَبَايَعَهُمْ ، فَالْتَزَقَتْ يَدُهُ بِيَدِ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَقَالَ : أَخْرِجْ مَا عِنْدَكَ ، فَأَخْرَجَ رَأْسَ ثَوْرٍ مِنْ ذَهَبٍ ، عَيْنَاهُ مِنْ يَاقُوتٍ ، وَأَسْنَانُهُ مِنْ دُرٍّ ، قَالَ : فَنَزَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا قَالَ سُفْيَانُ : إِنَّهَا مَدِينَةُ أَرِيحَا ، وَإِنَّهُ كَانَ عَلَيْهَا حَائِطٌ مِنْ حَدِيدٍ