شَهِدْتُ عَمِّي وَهُوَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَشْتَرِي وَلَدَ زَنْيَةٍ فَأَعْتِقُهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، ثُمَّ أَنْشَأَ وَهْبٌ يُحَدِّثُ قَالَ : كَانَ نَفَرٌ مِنَ الْعُبَّادِ ، وَكَانَ فِيهِمْ غُلَامٌ يُكْرِمُونَهُ وَيُطْعِمُونَهُ وَيُجِلُّونَهُ ، فَحَضَرَ قُرْبَانَهُمْ ، فَقَرَّبُوا قُرْبَانَهُمْ وَقَرَّبَ قُرْبَانَهُ ، فَقُبِلَ قُرْبَانُهُمْ وَرُدَّ قُرْبَانُهُ قَالَ : فَدَأَبَ فِي الْعِبَادَةِ ، وَقَلَّبَ أَمْرَهُ مِنْ أَيْنَ أُوتِيَ ؟ فَلَمْ يَرَ خَلَلًا قَالَ : فَأَتَى أُمَّهُ ، فَقَالَ : يَا أُمَّهْ ، إِنَّهُ نَزَلَ بِي أَمْرٌ عَظِيمٌ ؛ كُنْتُ مَعَ إِخْوَانٍ لِيَ يُطْعِمُونِي وَيُكْرِمُونِي وَيُجِلُّونِي ، فَحَضَرَ قُرْبَانُهُمْ وَحَضَرَ قُرْبَانِي ، فَقَرَّبُوا وَقَرَّبْتُ فَقُبِلَ قُرْبَانُهُمْ وَرُدَّ قُرْبَانِي ، وَإِنِّي نَظَرْتُ فِي أَمْرِي فَلَمْ أَرَ خَلَلًا يَا أُمِّي ، أَنَا لِأَبِي الَّذِي أُدْعَى لَهُ أَمْ لَا ؟ قَالَتْ : وَمَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا يَا بُنَيَّ ؟ قَالَ : إِنَّكِ أُمِّي عَلَى كُلِّ حَالٍ ، فَحَدِّثِينِي ، قَالَتْ : خَرَجْتُ لَيْلَةً لِأَحْتَطِبَ ، فَغَلَبَنِي رَجُلٌ عَنْ نَفْسِي ، فَأَنْتَ ابْنُ ذَلِكَ الرَّجُلِ ، قَالَ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّاهُ ، وَخَرَّ سَاجِدًا ، فَجَعَلَ يَبْكِي ، وَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، يَأْكُلَانِ أَبَوَايَّ الْحِمَّصَ وَأَضْرِسُ أَنَا ، أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ ذَلِكَ يَا رَبِّ ، يُصِيبُ الشَّهْوَةَ غَيْرِي وَأُوخَذُ بِإِثْمِهَا ، أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ ذَلِكَ يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، قَالَ : وَجَعَلَ يَبْكِي ، وَيُعَدِّدُ ، قَالَ : فَقُبِلَ قُرْبَانُهُ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي هَارُونُ ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ : شَهِدْتُ عَمِّي وَهُوَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَشْتَرِي وَلَدَ زَنْيَةٍ فَأَعْتِقُهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، ثُمَّ أَنْشَأَ وَهْبٌ يُحَدِّثُ قَالَ : كَانَ نَفَرٌ مِنَ الْعُبَّادِ ، وَكَانَ فِيهِمْ غُلَامٌ يُكْرِمُونَهُ وَيُطْعِمُونَهُ وَيُجِلُّونَهُ ، فَحَضَرَ قُرْبَانَهُمْ ، فَقَرَّبُوا قُرْبَانَهُمْ وَقَرَّبَ قُرْبَانَهُ ، فَقُبِلَ قُرْبَانُهُمْ وَرُدَّ قُرْبَانُهُ قَالَ : فَدَأَبَ فِي الْعِبَادَةِ ، وَقَلَّبَ أَمْرَهُ مِنْ أَيْنَ أُوتِيَ ؟ فَلَمْ يَرَ خَلَلًا قَالَ : فَأَتَى أُمَّهُ ، فَقَالَ : يَا أُمَّهْ ، إِنَّهُ نَزَلَ بِي أَمْرٌ عَظِيمٌ ؛ كُنْتُ مَعَ إِخْوَانٍ لِيَ يُطْعِمُونِي وَيُكْرِمُونِي وَيُجِلُّونِي ، فَحَضَرَ قُرْبَانُهُمْ وَحَضَرَ قُرْبَانِي ، فَقَرَّبُوا وَقَرَّبْتُ فَقُبِلَ قُرْبَانُهُمْ وَرُدَّ قُرْبَانِي ، وَإِنِّي نَظَرْتُ فِي أَمْرِي فَلَمْ أَرَ خَلَلًا يَا أُمِّي ، أَنَا لِأَبِي الَّذِي أُدْعَى لَهُ أَمْ لَا ؟ قَالَتْ : وَمَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا يَا بُنَيَّ ؟ قَالَ : إِنَّكِ أُمِّي عَلَى كُلِّ حَالٍ ، فَحَدِّثِينِي ، قَالَتْ : خَرَجْتُ لَيْلَةً لِأَحْتَطِبَ ، فَغَلَبَنِي رَجُلٌ عَنْ نَفْسِي ، فَأَنْتَ ابْنُ ذَلِكَ الرَّجُلِ ، قَالَ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّاهُ ، وَخَرَّ سَاجِدًا ، فَجَعَلَ يَبْكِي ، وَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، يَأْكُلَانِ أَبَوَايَّ الْحِمَّصَ وَأَضْرِسُ أَنَا ، أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ ذَلِكَ يَا رَبِّ ، يُصِيبُ الشَّهْوَةَ غَيْرِي وَأُوخَذُ بِإِثْمِهَا ، أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ ذَلِكَ يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، قَالَ : وَجَعَلَ يَبْكِي ، وَيُعَدِّدُ ، قَالَ : فَقُبِلَ قُرْبَانُهُ