حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ قَالَ : حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ اللَّيْثِ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ , وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْغَارِ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , دَعْنِي فَأَدْخُلْ قَبْلَكَ , فَإِنْ كَانَ شَيْءٌ كَانَ بِي , فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . فَالْتَمَسَ الْغَارَ بِيَدِهِ وَشَقَّ ثَوْبَهُ , فَكُلَّمَا رَأَى جُحْرًا فِي الْغَارِ أَلْقَمَهُ ثَوْبَهُ , حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ بِثَوْبِهِ أَجْمَعَ , وَبَقِيَ جُحْرٌ مِنْهَا , فَوَضَعَ عَقِبَهُ عَلَيْهِ , وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , ادْخُلِ الْغَارَ , فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ , أَيْنَ ثَوْبُكَ ؟ , فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا صَنَعْتُ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدَهُ وَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَبَا بَكْرٍ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْحَى إِلَيْهِ أَنِّي قَدِ اسْتَجَبْتُ لَكَ قَالَ أَنَسٌ : وَكَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدْخُلُ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ كَأَنَّهُ بَيْتُهُ , وَيَصْنَعُ بِمَالِ أَبِي بَكْرٍ كَمَا يَصْنَعُ بِمَالِهِ
وَحَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مَحْفُوظُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ حَبِيبٍ , وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْغَارِ ؛ قَالَ لِصَاحِبِهِ أَبِي بَكْرٍ : أَنَائِمٌ أَنْتَ ؟ قَالَ : لَا , وَقَدْ رَأَيْتُ صُنْعَكَ وَتَقَلُّبَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَمَا لَكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , قَالَ : جُحْرٌ رَأَيْتُهُ قَدِ انْهَارَ , فَخَشِيتُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهُ هَامَّةٌ تُؤْذِيكَ أَوْ تُؤْذِينِي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَأَيْنَ هُوَ ؟ فَأَخْبَرَهُ , فَسَدَّ الْجُحْرَ , وَأَلْقَمَهُ عَقِبَهُ ثُمَّ قَالَ : نَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : رَحِمَكَ اللَّهُ مِنْ صِدِّيقٍ , صَدَّقْتَنِي حِينَ كَذَّبَنِيَ النَّاسُ , وَنَصَرْتَنِي حِينَ خَذَلَنِي النَّاسُ , وَآمَنْتَ بِي حِينَ كَفَرَ بِيَ النَّاسُ , وَآنَسْتَنِي فِي وَحْشَتِي , فَأَيُّ مِنَّةٍ لِأَحَدٍ عَلَيَّ كَمِنَّتِكَ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا ذَهَبَ مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى الْغَارِ , فَأَرَادَا أَنْ يَدْخُلَا الْغَارَ , فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ : كَمَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَضَرَبَ بِرِجْلِهِ فَأَطَارَ الْيَمَامَ يَعْنِي الْحَمَّامَ الطَّوَارِيَّ , وَطَافَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا , وَطَافَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا فَقَالَ : ادْخُلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَدَخَلَ فَإِذَا فِي الْغَارِ جُحْرٌ , فَأَلْقَمَهُ أَبُو بَكْرٍ عَقِبَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَخْرُجَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْهُ شَيْءٌ , وَغَزَلَتِ الْعَنْكَبُوتُ عَلَى الْغَارِ , وَذَهَبَ الطَّالِبُ فِي كُلِّ مَكَانً , فَمَرُّوا عَلَى الْغَارِ , وَأَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ مِنْهُمْ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : {{ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا }} وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
وَحَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ , قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : فَبَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي بَيْتِنَا فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ : هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُقْبِلًا مُتَقَنِّعًا فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا . قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فِدَاءً لَهُ أَبِي وَأُمِّي إِنْ جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ لَأَمْرٌ , قَالَتْ عَائِشَةُ : فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ , فَأُذِنَ لَهُ , فَدَخَلَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ لِأَبِي بَكْرٍ : أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّمَا هُمْ أَهْلِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : الصُّحْبَةُ بِأَبِي أَنْتَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : نَعَمْ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِحْدَى رَاحِلَتِيَّ هَاتَيْنِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : بِالثَّمَنِ قَالَتْ : فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجِهَازِ , وَصَنَعْنَا لَهُمَا سَفْرَةً فِي جِرَابٍ , فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا فَأَوْكَتْ بِهِ الْجِرَابَ , فَلِذَلِكَ كَانَتْ تُسَمَّى ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ , ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ : ثَوْرٌ فَمَكَثَا فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ , لَقِنٌ , ثَقِفٌ , فَيَدْخُلُهُمْ مِنْ عِنْدِهِمُ السَّحَرَ فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ , فَلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكَادَانِ بِهِ إِلَّا وَعَاهُ , حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ , وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مَنِيحَةً مِنْ غَنَمٍ , فَيُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ الْعِشَاءِ , فَيَثْبُتَانِ فِي رِسْلِهِمَا , حَتَّى يَنْعِقَ بِهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ , يَفْعَلُ ذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكِ اللَّيَالِي وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدُّئِلِ , ثُمَّ مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ هَادِيًا خَرِّيتًا , وَالْخِرِّيتُ : الْمَاهِرُ فِي الْهِدَايَةِ , قَدْ غَمَسَ يَدَهُ فِي حِلْفِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ وَهُوَ عَلَى دَيْنِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ , فَأَمِنَاهُ وَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا , وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ , فَأَتَاهُمَا بِرَاحِلَتَيْهِمَا صَبِيحَةَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ , فَارْتَحَلَ , فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَالدَّلِيلِ , وَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقَ إِذَاخِرَ وَهِيَ طَرِيقُ السَّاحِلِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : وَقَدْ حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ الْفِرْيَابِيُّ , مِنْ غَيْرِ طَرِيقٍ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ عُرْوَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ