أَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ : قَدِمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَكَانَ مُجَانِبًا لِلْحَسَنٍ لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُ عَنْهُ مِنَ الْقَدَرِ ، حَتَّى لَقِيَهُ ، فَسَأَلَهُ الرَّجُلُ ، أَوْ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : {{ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ }} قَالَ : لَا يَخْتَلِفُ أَهْلُ رَحْمَةِ اللَّهِ قَالَ : وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ قَالَ : خَلَقَ أَهْلَ الْجَنَّةِ لِلْجَنَّةِ ، وَأَهْلَ النَّارِ لِلنَّارِ ، فَكَانَ الرَّجُلُ بَعْدَ ذَلِكَ : يَكْذِبُ عَنِ الْحَسَنِ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ : نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : قُلْتُ لِلْحَسَنِ : قَوْلَهُ تَعَالَى : {{ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ }} قَالَ : النَّاسُ مُخْتَلِفُونَ عَلَى أَدْيَانٍ شَتَّى ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ، وَمَنْ رَحِمَ رَبُّكَ غَيْرَ مُخْتِلِفٍ قُلْتَ : وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، خَلَقَ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ ، وَخَلَقَ هَؤُلَاءِ لِلنَّارِ وَخَلَقَ هَؤُلَاءِ لِلرَّحْمَةِ ، وَخَلَقَ هَؤُلَاءِ لِلْعَذَابِ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو أُمَيَّةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : نا مُبَارَكٌ ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ : {{ لَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً }} قَالَ : عَلَى الْهُدَى {{ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ }} قَالَ : أَهْلُ رَحْمَةِ اللَّهِ لَا يَخْتَلِفُونَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ قَالَ : لِلِاخْتِلَافِ خَلَقَهُمْ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ : نا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ : جَفَّ الْقَلَمُ ، وَقُضِيَ الْقَضَاءُ ، وَتَمَّ الْقَدَرُ بِتَحْقِيقِ الْكِتَابِ ، وَتَصْدِيقِ الرُّسُلِ ، وَسَعَادَةِ مَنْ عَمِلَ وَاتَّقَى ، وَشَقَاوَةِ مَنْ ظَلَمَ وَاعْتَدَى ، وَبِالْوِلَايَةِ مِنَ اللَّهِ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَبِالتَّبْرِئَةِ مِنَ اللَّهِ لِلْمُشْرِكِينَ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : مَنْ كَفَرَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَفَرَ بِالْإِسْلَامِ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ خَلْقًا ، فَخَلَقَهُمْ بِقَدَرٍ ، وَقَسَّمَ الْآجَالَ بِقَدَرٍ ، وَقَسَّمَ أَرْزَاقَهُمْ بِقَدَرٍ ، وَالْبَلَاءُ وَالْعَافِيَةُ بِقَدَرٍ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ : نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنِ الْحَسَنِ : {{ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ }} قَالَ : الشَّيَاطِينُ لَا يَفْتِنُونَ بِضَلَالَتِهِمْ إِلَّا مَنْ قَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ يَصْلَى الْجَحِيمَ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ قَالَ : نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : نا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ تَعَالَى : {{ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ }} ؟ قَالَ : إِلَّا مَنْ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنْ يَصْلَى الْجَحِيمَ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أنا هُشَيْمٌ قَالَ : أنا مَنْصُورٌ ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ }} يَقُولُ : لَسْتُمْ عَلَيْهِ بِمُضِلِّينَ ، إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ ، مَنْ سَبَقَ لَهُ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنْ يَصْلَى الْجَحِيمَ
وَأَخْبَرَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ قَالَ : نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : نا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ قَالَ : خَرَجْتُ أَوْ غِبْتُ غِيبَةً لِي وَالْحَسَنُ لَا يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ ، فَقَدِمْتُ وَإِذَا هُمْ يَقُولُونَ : قَالَ الْحَسَنُ ، وَقَالَ الْحَسَنُ ، فَأَتَيْتُهُ ، وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ مَنْزِلَهُ قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، أَخْبِرْنِي عَنُ آدَمَ ، أَلِلسَّمَاءِ خُلِقَ ، أَوْ لِلْأَرْضِ خُلِقَ ؟ قَالَ : مَا هَذَا يَا أَبَا مُنَازِلَ ؟ قَالَ : حَمَّادٌ : يَقُولُ لِي خَالِدٌ : وَلَمْ تَكُنْ هَذِهِ مِنْ مَسَائِلِنَا قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَ قَالَ : بَلِ لِلْأَرْضِ خُلِقَ قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ ؟ قَالَ : لَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ؛ لِأَنَّهُ لِلْأَرْضِ خُلِقَ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ قَالَ : نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ : خَرَجْتُ خَرْجَةً لِي ثُمَّ قَدِمْتُ فَقِيلَ : إِنَّ الْحَسَنَ قَدْ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، آدَمُ خُلِقَ لِلْأَرْضِ أَمْ لِلسَّمَاءِ ؟ قَالَ : مَا هَذَا يَا أَبَا مُنَازِلَ ؟ فَقُلْتُ : إِنِّي أَحَبُّ أَنْ أَعْلَمَهُ , قَالَ : لِلْأَرْضِ ، قُلْتُ : فَلَوِ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ ؟ قَالَ : لَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ؛ لِأَنَّهُ لِلْأَرْضِ خُلِقَ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ : مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ مَرَّتَيْنٍ ، إِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ خَلْقًا ، وَقَدَّرَ أَجَلًا ، وَقَدَّرَ بَلَاءً ، وَقَدَّرَ مُصِيبَةً ، وَقَدَّرَ مُعَافَاةً ، فَمَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَذَّبَ بِالْقُرْآنِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : بَطَلَتْ دَعْوَى الْقَدَرِيَّةِ عَلَى الْحَسَنِ ، إِذْ زَعَمُوا أَنَّهُ إِمَامُهُمْ ، يُمَوِّهُونَ عَلَى النَّاسِ ، وَيَكْذِبُونَ عَلَى الْحَسَنِ ، لَقَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا ، وَخَسِرُوا خُسْرَانًا مُبِينًا