سَمِعْتُ أَبَا حَامِدٍ أَحْمَدَ بْنَ رُسْتُمَ يَقُولُ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ مِمَّنْ أُيِّدَ عَلَى مُخَالَفَةِ النَّفْسِ فَارْتَاضَ نَفْسَهُ رِيَاضَةً هَذَّبَهَا بَعْدَ أَنْ كَانَ مَنْشَؤُهُ نَشْءَ الْمُتْرَفِينَ أَبْنَاءَ النّعْمَةِ وَالْرَّفَاهَةِ فَكَانَ رُبَّمَا يَحْبِسُهُ عَنِ الْأَكْلِ عِشْرِينَ يَوْمًا ، يَبِيتُ فِيهَا قَائِمًا هَائِمًا عَنِ الْخَلْقِ مَشْغُولًا وَفِيمَا يُعَانِيهِ مَحْمُولًا
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ الشَّعَّارَ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ سَهْلٍ ، يَقُولُ : مَا احْتَكَمْتُ قَطُّ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْنِ
وَسَمِعْتُ أَبَا حَامِدٍ ، وَأَبَا جَعْفَرٍ الْمَحَلَّاوِيَّ يَقُولَانِ وَكَانَا مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَا : قَالَ عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ : اسْتَولَى عَلَيَّ الشَّوْقُ فَأَلْهَانِي عَنِ الْأَكْلِ ، وَقَطَعَنِي ، عَنِ الْعَمَلِ فِي ابْتِدَاءِ أَمْرِي فَرَأَيْتُ فِيَ بَعْضِ اللَّيَالِي فِي غَفْوَتِي أَنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ قَصْرًا عَظِيمًا رَفِيعًا فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ ؟ فَقِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ، ثُمَّ أَفْضَيْتُ إِلَى قَصْرٍ آخَرَ مِثْلِهِ فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذَا ؟ فَقِيلَ لِي : لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ ، فَاطَّلَعْتُ عَلَى لُعْبَةٍ غَلَبَ ضَوْءُ وَجْهِهَا كُلَّ شَيْءٍ فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا فَأَدْبَرَتْ وَهِيَ تَقُولُ : أَنْتَ لَا تَرْغَبُ فِينَا ، وَإِذَا أَنَا بِصَوْتٍ مَا سَمِعْتُ نَغَمَةً أَشْجَى وَلَا أَحْزَنَ مِنْهُ وَهِيَ تَقُولُ : مُقِيمٌ لِلْجَلِيلِ بِكُلِّ قَلْبٍ عَلَى الرَّضْرَاضِ لِلْخَطَرِ الْعَظِيمِ فَظَنَنْتُ أَنَّهَا تَعْنِينِي ، وَكَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ لَهُ الْحَالُ الْمَكِينُ وَالْبَيَانُ الْمُبِينُ
فَقَدْ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ صَاحِبُ أَبِي الْقَاسِمِ الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : قَرَأْتُ مَا كَتَبَ بِهِ عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ إِلَى الْجُنَيْدِ فِي خِطَابِهِ وَصَدْرِ كِتَابِهِ : تَوَجَّكَ اللَّهُ تَاجَ بَهَائِهِ وَحَلَّاكَ حِلْيَةَ أَهْلِ بَلَائِهِ ، وَأَوْدَعَكَ وَدَائِعَ أَحِبَّائِهِ ، وَجَعَلَكَ مِنْ أَخْلَصِ خُلَصَائِهِ ، وَأَشْرَفَ بِكَ عَلَى عَظِيمِ بِنَائِهِ ، وَهَدَاكَ وَهَدَى بِكَ إِلَى كُلِّ حَالٍ مَعَ مَا يَرُدُّهُ عَلَيْكَ مِنْ دَوَامِ الْإِقْبَالِ وَحَبَاكَ مَعَ ذَلِكَ بِالْوَصْلِ وَالِاتِّصَالِ ؛ لِتَكُونَ يَا أَخِي لَدَيْهِ رَضِيَ الْبَالِ ، وَرَفَعَكَ بِعُلُوِّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ
سَمِعْتُ أَبِي وَعِنْدَهُ أَصْحَابُ عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : لَيْسَ مَوْتِي كَمَوْتِكُمْ بِالْأَعْلَالِ وَالْأَسْقَامِ ، إِنَّمَا هُوَ دُعَاءٌ وَإِجَابَةٌ ، أُدْعَى فَأُجِيبُ ، فَكَانَ كَمَا قَالَ ، كَانَ يَوْمًا قَاعِدًا فِي جَمَاعَةٍ فَقَالَ : لَبَّيْكَ ، وَوَقَعَ مَيِّتًا ، رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى أَمْوَاتِ الْمُسْلِمِينَ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الصُّوفِيُّ الْأَصْبَهَانِيُّ ، ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ ، صَاحِبُ الْمُصَلَّى ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنْصُرُهُ مَظْلُومًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا ؟ قَالَ : تَرُدُّهُ عَنِ الظُّلْمِ فَذَاكَ نُصْرَةٌ مِنْكَ لَهُ