أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، فِي كِتَابِهِ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ الْوَاسِطِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ : كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ ؟ فَقَالَتْ : مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً ، كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسْأَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا مِثْلَهُنَّ ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ ؟ قَالَ : يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ ، عَنْ مَالِكٍ ، بِهِ
سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارٍ ، يَقُولُ : سَأَلْتُ بُنْدَارَ بْنَ الْحَسَنِ عَنِ الْفَرَقِ بَيْنَ الْمُتَصَوِّفَةِ وَالْمُتَقَرِّئَةِ فَقَالَ : إِنَّ الصُّوفِيَّ مَنِ اخْتَارَهُ الْحَقُّ لِنَفْسِهِ فَصَافَاهُ وَعَنْ نَفْسِهِ عَافَاهُ ، وَمِنَ التَّكَلُّفِ بَرَّأَهُ ، وَالصُّوفِيُّ عَلَى زِنَةِ عُوفِيَ أَيْ عَافَاهُ ، وَكُوفِيَ أَيْ كَافَاهُ ، وَجُوزِيَ أَيْ جَازَاهُ اللَّهُ فَفِعْلُ اللَّهِ ظَاهِرٌ فِي اسْمِهِ ، وَأَمَّا الْمُتَقَرِّئُ فَهُوَ الْمُتَكَلِّفُ بِنَفْسِهِ الْمُظْهِرُ لِزُهْدِهِ مَعَ كُمُونِ رَغْبَتِهِ وَتَرْئِيَةِ بَشَرِيَّتِهِ ، وَاسْمُهُ مُضْمَرٌ فِي فِعْلِهِ لِرُؤْيَتِهِ نَفْسَهُ وَدَعْوَاهُ وَسُئِلَ أَيْضًا عَنِ الْفَرَقِ بَيْنَ التَّقَرِّي وَالتَّصَوُّفِ فَقَالَ : الْقَارِئُ هُوَ الْحَافِظُ لِرَبِّهِ مِنْ صِفَاتِ أَوَامِرِهِ ، وَالصُّوفِيُّ النَّاظِرُ إِلَى الْحَقِّ فِيمَا حَفِظَ عَلَيْهِ مِنْ حَالِهِ ، وَقَالَ : الصُّوفِيُّ حُرُوفُهُ ثَلَاثَةٌ كُلُّ حَرْفٍ لِثَلَاثِ مُعَانٍ : فَالصَّادُ دَلَالَةُ صِدْقِهِ وَصَبْرِهِ وَصَفَائِهِ ، وَالْوَاوُ دَلَالَةُ وُدِّهِ وَوُرُودِهِ وَوَفَائِهِ ، وَالْفَاءُ دَلَالَةُ فَقْرِهِ وَفَقْدِهِ وَفَنَائِهِ ، وَالْيَاءُ لِلْإِضَافَةِ وَالنِّسْبَةِ ، وَأَهْلُ الْحُرُوفِ وَالْإِشَارَاتِ يُقِيمُونَ حَرْفَ الْيَاءِ فِي الِابْتِدَاءِ وَالِانْتِهَاءِ فَفِي الِابْتِدَاءِ النِّدَاءُ وَفِي الِانْتِهَاءِ النِّسْبَةُ وَالْإِضَافَةُ فَفِي الِابْتِدَاءِ يَا عَبْدُ ، وَفِي الِانْتِهَاءِ يَا عَبْدِي ، فَفِي الْأَوَّلِ لِلنِّدَاءِ وَفِي الِانْتِهَاءِ لِلْإِضَافَةِ وَالنِّسْبَةِ وَكَانَ يَقُولُ : الْجَمْعُ مَا كَانَ بِالْحَقِّ وَالتَّفْرِقَةُ مَا كَانَ لِلْحَقِّ وَكَانَ يَقُولُ : لَا تُخَاصِمْ لِنَفْسِكَ ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ دَعْهَا لِمَالِكِهَا يَفْعَلُ بِهَا مَا يَشَاءُ وَكَانَ يَقُولُ : دَعْ مَا تَهْوَى لِمَا تُؤَمِّلُ وَقَالَ : الْقَلْبُ مُضْغَةٌ وَهُوَ مَحَلُّ الْأَنْوَارِ وَمَوَارِدُ الزَّوَائِدِ مِنَ الْجَبَّارِ وَبِهَا يَصِحُّ الِاعْتِبَارُ ، جَعَلَ اللَّهُ الْقَلْبَ أَمِيرًا فَقَالَ : {{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ }} ، ثُمَّ جَعَلَهُ لَدَيْهِ أَسِيرًا فَقَالَ {{ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ }}