فَقَالَ : " إِنَّ الصُّوفِيَّ مَنِ اخْتَارَهُ الْحَقُّ لِنَفْسِهِ فَصَافَاهُ وَعَنْ نَفْسِهِ عَافَاهُ ، وَمِنَ التَّكَلُّفِ بَرَّأَهُ ، وَالصُّوفِيُّ عَلَى زِنَةِ عُوفِيَ أَيْ عَافَاهُ ، وَكُوفِيَ أَيْ كَافَاهُ ، وَجُوزِيَ أَيْ جَازَاهُ اللَّهُ فَفِعْلُ اللَّهِ ظَاهِرٌ فِي اسْمِهِ ، وَأَمَّا الْمُتَقَرِّئُ فَهُوَ الْمُتَكَلِّفُ بِنَفْسِهِ الْمُظْهِرُ لِزُهْدِهِ مَعَ كُمُونِ رَغْبَتِهِ وَتَرْئِيَةِ بَشَرِيَّتِهِ ، وَاسْمُهُ مُضْمَرٌ فِي فِعْلِهِ لِرُؤْيَتِهِ نَفْسَهُ وَدَعْوَاهُ وَسُئِلَ أَيْضًا عَنِ الْفَرَقِ بَيْنَ التَّقَرِّي وَالتَّصَوُّفِ فَقَالَ : الْقَارِئُ هُوَ الْحَافِظُ لِرَبِّهِ مِنْ صِفَاتِ أَوَامِرِهِ ، وَالصُّوفِيُّ النَّاظِرُ إِلَى الْحَقِّ فِيمَا حَفِظَ عَلَيْهِ مِنْ حَالِهِ ، وَقَالَ : الصُّوفِيُّ حُرُوفُهُ ثَلَاثَةٌ كُلُّ حَرْفٍ لِثَلَاثِ مُعَانٍ : فَالصَّادُ دَلَالَةُ صِدْقِهِ وَصَبْرِهِ وَصَفَائِهِ ، وَالْوَاوُ دَلَالَةُ وُدِّهِ وَوُرُودِهِ وَوَفَائِهِ ، وَالْفَاءُ دَلَالَةُ فَقْرِهِ وَفَقْدِهِ وَفَنَائِهِ ، وَالْيَاءُ لِلْإِضَافَةِ وَالنِّسْبَةِ ، وَأَهْلُ الْحُرُوفِ وَالْإِشَارَاتِ يُقِيمُونَ حَرْفَ الْيَاءِ فِي الِابْتِدَاءِ وَالِانْتِهَاءِ فَفِي الِابْتِدَاءِ النِّدَاءُ وَفِي الِانْتِهَاءِ النِّسْبَةُ وَالْإِضَافَةُ فَفِي الِابْتِدَاءِ يَا عَبْدُ ، وَفِي الِانْتِهَاءِ يَا عَبْدِي ، فَفِي الْأَوَّلِ لِلنِّدَاءِ وَفِي الِانْتِهَاءِ لِلْإِضَافَةِ وَالنِّسْبَةِ وَكَانَ يَقُولُ : الْجَمْعُ مَا كَانَ بِالْحَقِّ وَالتَّفْرِقَةُ مَا كَانَ لِلْحَقِّ وَكَانَ يَقُولُ : لَا تُخَاصِمْ لِنَفْسِكَ ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ دَعْهَا لِمَالِكِهَا يَفْعَلُ بِهَا مَا يَشَاءُ وَكَانَ يَقُولُ : دَعْ مَا تَهْوَى لِمَا تُؤَمِّلُ وَقَالَ : الْقَلْبُ مُضْغَةٌ وَهُوَ مَحَلُّ الْأَنْوَارِ وَمَوَارِدُ الزَّوَائِدِ مِنَ الْجَبَّارِ وَبِهَا يَصِحُّ الِاعْتِبَارُ ، جَعَلَ اللَّهُ الْقَلْبَ أَمِيرًا فَقَالَ : {{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ }} ، ثُمَّ جَعَلَهُ لَدَيْهِ أَسِيرًا فَقَالَ {{ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ }} "
سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارٍ ، يَقُولُ : سَأَلْتُ بُنْدَارَ بْنَ الْحَسَنِ عَنِ الْفَرَقِ بَيْنَ الْمُتَصَوِّفَةِ وَالْمُتَقَرِّئَةِ فَقَالَ : إِنَّ الصُّوفِيَّ مَنِ اخْتَارَهُ الْحَقُّ لِنَفْسِهِ فَصَافَاهُ وَعَنْ نَفْسِهِ عَافَاهُ ، وَمِنَ التَّكَلُّفِ بَرَّأَهُ ، وَالصُّوفِيُّ عَلَى زِنَةِ عُوفِيَ أَيْ عَافَاهُ ، وَكُوفِيَ أَيْ كَافَاهُ ، وَجُوزِيَ أَيْ جَازَاهُ اللَّهُ فَفِعْلُ اللَّهِ ظَاهِرٌ فِي اسْمِهِ ، وَأَمَّا الْمُتَقَرِّئُ فَهُوَ الْمُتَكَلِّفُ بِنَفْسِهِ الْمُظْهِرُ لِزُهْدِهِ مَعَ كُمُونِ رَغْبَتِهِ وَتَرْئِيَةِ بَشَرِيَّتِهِ ، وَاسْمُهُ مُضْمَرٌ فِي فِعْلِهِ لِرُؤْيَتِهِ نَفْسَهُ وَدَعْوَاهُ وَسُئِلَ أَيْضًا عَنِ الْفَرَقِ بَيْنَ التَّقَرِّي وَالتَّصَوُّفِ فَقَالَ : الْقَارِئُ هُوَ الْحَافِظُ لِرَبِّهِ مِنْ صِفَاتِ أَوَامِرِهِ ، وَالصُّوفِيُّ النَّاظِرُ إِلَى الْحَقِّ فِيمَا حَفِظَ عَلَيْهِ مِنْ حَالِهِ ، وَقَالَ : الصُّوفِيُّ حُرُوفُهُ ثَلَاثَةٌ كُلُّ حَرْفٍ لِثَلَاثِ مُعَانٍ : فَالصَّادُ دَلَالَةُ صِدْقِهِ وَصَبْرِهِ وَصَفَائِهِ ، وَالْوَاوُ دَلَالَةُ وُدِّهِ وَوُرُودِهِ وَوَفَائِهِ ، وَالْفَاءُ دَلَالَةُ فَقْرِهِ وَفَقْدِهِ وَفَنَائِهِ ، وَالْيَاءُ لِلْإِضَافَةِ وَالنِّسْبَةِ ، وَأَهْلُ الْحُرُوفِ وَالْإِشَارَاتِ يُقِيمُونَ حَرْفَ الْيَاءِ فِي الِابْتِدَاءِ وَالِانْتِهَاءِ فَفِي الِابْتِدَاءِ النِّدَاءُ وَفِي الِانْتِهَاءِ النِّسْبَةُ وَالْإِضَافَةُ فَفِي الِابْتِدَاءِ يَا عَبْدُ ، وَفِي الِانْتِهَاءِ يَا عَبْدِي ، فَفِي الْأَوَّلِ لِلنِّدَاءِ وَفِي الِانْتِهَاءِ لِلْإِضَافَةِ وَالنِّسْبَةِ وَكَانَ يَقُولُ : الْجَمْعُ مَا كَانَ بِالْحَقِّ وَالتَّفْرِقَةُ مَا كَانَ لِلْحَقِّ وَكَانَ يَقُولُ : لَا تُخَاصِمْ لِنَفْسِكَ ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ دَعْهَا لِمَالِكِهَا يَفْعَلُ بِهَا مَا يَشَاءُ وَكَانَ يَقُولُ : دَعْ مَا تَهْوَى لِمَا تُؤَمِّلُ وَقَالَ : الْقَلْبُ مُضْغَةٌ وَهُوَ مَحَلُّ الْأَنْوَارِ وَمَوَارِدُ الزَّوَائِدِ مِنَ الْجَبَّارِ وَبِهَا يَصِحُّ الِاعْتِبَارُ ، جَعَلَ اللَّهُ الْقَلْبَ أَمِيرًا فَقَالَ : {{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ }} ، ثُمَّ جَعَلَهُ لَدَيْهِ أَسِيرًا فَقَالَ {{ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ }}