سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الْهَرَوِيَّ يَقُولُ : حَضَرْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَطَاءٍ وَسُئِلَ عَنِ الْقَبْضِ وَالْبَسْطِ ، وَحَالِ مَنْ قُبِضَ وَنَعْتِهِ وَحَالِ مَنْ بُسِطَ وَنَعْتِهِ ، فَقَالَ : الْقَبْضُ أَوَّلُ أَسْبَابِ الْفِنَاءِ ، وَالْبَسْطُ أَوَّلُ أَسْبَابِ الْبَقَاءِ ، فَحَالُ مَنْ قُبِضَ الْغِيبَةُ ، وَحَالُ مَنْ بُسِطَ الْحُضُورُ ، وَنَعْتُ مَنْ قُبِضَ الْحُزْنُ ، وَنَعْتُ مَنْ بُسِطَ السُّرُورُ وَكَانَ يَقُولُ : الذَّوْقُ أَوَّلُ الْمُوَاجِيدِ فَأَهْلُ الْغَيْبَةِ إِذَا شَرِبُوا طَاشُوا ، وَأَهْلُ الْحُضُورِ إِذَا شَرِبُوا عَاشُوا
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ الطُّوسِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الرُّوذْبَارِيَّ ، يَقُولُ : رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ لِي : أَيُّ شَيْءٍ أَصَحُّ فِي الصَّلَاةِ ؟ فَقُلْتُ : صِحَّةُ الْقَصْدِ ، فَسَمِعْتُ هَاتِفًا ، يَقُولُ : رُؤْيَةُ الْمَقْصُودِ بِإِسْقَاطِ رُؤْيَةِ الْقَصْدِ أَتَمُّ وَكَانَ يَقُولُ : مُجَالَسَةُ الْأَضْدَادِ ذَوَبَانُ الرُّوحُ ، وَمُجَالَسَةُ الْأَشْكَالِ تَلْقِيحٌ لِلْعُقُولِ ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ يَصْلُحُ لِلْمُجَالَسَةِ يَصْلُحُ لِلْمُؤَانَسَةِ ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ يَصْلُحُ لِلْمُؤَانَسَةِ يُؤْمَنُ عَلَى الْأَسْرَارِ وَلَا يُؤْمَنُ عَلَى الْأَسْرَارِ إِلَّا الْأُمَنَاءُ فَقَطْ وَكَانَ يَقُولُ : الْخُشُوعُ فِي الصَّلَاةِ عَلَامَةُ الْفَلَاحِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }}