سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْهَاشِمِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ هِنْدَ الْفَارِسِيُّ : الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ وَظُرُوفٌ ، وَكُلُّ وِعَاءٍ وَظَرْفٍ لِنَوْعٍ مِنَ الْمَحْمُولَاتِ فَقُلُوبُ الْأَوْلِيَاءِ أَوْعِيَةُ الْمَعْرِفَةِ وَقُلُوبُ الْعَارِفِينَ أَوْعِيَةُ الْمَحَبَّةِ ، وَقُلُوبُ الْمُحِبِّينَ أَوْعِيَةُ الشَّوْقِ ، وَقُلُوبُ الْمُشْتَاقِينَ أَوْعِيَةُ الْأُنْسِ ، وَلِهَذِهِ الْأَحْوَالِ آدَابٌ مَنْ لَمْ يَسْتَعْمِلْهَا فِي أَوْقَاتِهَا هَلَكَ مِنْ حَيْثُ يَرْجُو بِهِ النَّجَاةَ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ هِنْدَ ، يَقُولُ : اسْتَرْحِ مَعَ اللَّهِ وَلَا تَسْتَرِحْ عَنِ اللَّهِ فَإِنَّ مَنِ اسْتَرَاحَ مَعَ اللَّهِ نَجَا وَمَنِ اسْتَرَاحَ عَنِ اللَّهِ هَلَكَ ، وَالِاسْتِرَاحَةُ مَعَ اللَّهِ تَرَوُّحُ الْقُلُوبِ بِذِكْرِهِ ، وَالِاسْتِرَاحَةُ عَنِ اللَّهِ مُدَاوَمَةُ الْغَفْلَةِ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ هِنْدَ ، يَقُولُ : الْمُتَمَسِّكُ بِكِتَابِ اللَّهِ هُوَ الْمُلَاحِظُ لِلْحَقِّ عَلَى دَوَامِ الْأَوْقَاتِ وَالْمُتَمَسِّكُ بِكِتَابِ اللَّهِ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ ، بَلْ يَجْرِي فِي أَوْقَاتِهِ عَلَى الْمُشَاهَدَةِ لَا عَلَى الْغَفْلَةِ فَيَأْخُذُ الْأَشْيَاءَ مِنْ مَعْدِنِهَا وَيَضَعُهَا فِي مَعْدِنِهَا ، وَكَانَ يَقُولُ : اجْتَهِدْ أَلَّا تُفَارِقَ بَابَ سَيِّدِكَ بِحَالٍ ؛ فَإِنَّهُ مَلْجَأُ الْكُلِّ ، فَإِنَّ مَنْ فَارَقَ تِلْكَ السُّدَّةَ لَا يَرَى بَعْدَهَا لِقَدَمَيْهِ قَرَارًا وَلَا مَقَامًا ، قَالَ : كُنْتُ مِنْ كُرْبَتِي أَفِرُّ إِلَيْهِمْ فَهُمْ كُرْبَتِي فَأَيْنَ الْمَفَرُّ ؟