سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ أَبِي عِمْرَانَ الْهَرَوِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ عَطَاءٍ الرُّوذْبَارِيَّ يَقُولُ : سُئِلَ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ عَمَّنْ يَسْمَعُ الْمَلَاهِي وَيَقُولُ : أُبِيحَ لَيَ الْوُصُولُ إِلَى الْمَنْزِلَةِ الَّتِي لَا تُؤَثِّرُ فِي اخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ فَقَالَ : نَعَمْ ، قَدْ وَصَلَ وَلَكِنَّ وُصُولَهُ إِلَى سَقَرَ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيَّ وَسُئِلَ عَنِ الْإِشَارَةِ قَالَ : الْإِشَارَةُ الْإِبَانَةُ عَمَّا تُضَمَّنَهُ الْوَجْدُ مِنَ الْمُشَارِ إِلَيْهِ لَا غَيْرَ ، وَفِي الْحَقِيقَةِ أَنَّ الْإِشَارَةَ تَصْحَبُهَا الْعِلَلُ ، وَالْعِلَلُ بَعِيدَةٌ مِنْ عَيْنِ الْحَقَائِقِ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيَّ ، يَقُولُ : وَالَاهُمْ قَبْلَ أَفْعَالِهِمْ ، وَعَادَاهُمْ قَبْلَ أَفْعَالِهِمْ ثُمَّ جَازَاهُمْ بِأَفْعَالِهِمْ
قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ ، يَقُولُ : مِنَ الِاعْتِدَالِ أَنْ تُسِيءَ فَيُحْسِنَ إِلَيْكَ فَتُتْرَكَ الْإِنَابَةَ وَالتَّوْبَةَ تَوَهُّمًا أَنَّكَ تُسَامَحُ فِي الْهَفَوَاتِ وَتَرَى أَنَّ ذَلِكَ فِي بَسْطِ الْحَقِّ لَكَ وَقَالَ : تَشَوَّقَتِ الْقُلُوبُ إِلَى مُشَاهَدَةِ ذَاتِ الْحَقِّ فَأُلْقِيَتْ إِلَيْهَا الْأَسَامِي فَرَكَنَتْ إِلَيْهَا مَشْغُوفِينَ بِهَا عَنِ الذَّاتِ إِلَى أَوَانِ التَّجَلِّي فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : {{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }} ، فَوَقَفُوا مَعَهَا عَنْ إِدْرَاكِ الْحَقَائِقِ ، فَأَظْهَرَ الْأَسَامِي وَأَبْدَاهَا لِلْخَلْقِ لِتَسْكِينِ شَوْقِ الْمُحِبِّينَ لَهُ ، وَتَأْنِيسِ قُلُوبِ الْعَارِفِينَ بِهِ وَقَالَ : الْمُشَاهَدَاتُ لِلْقُلُوبِ ، وَالْمُكَاشَفَاتُ لِلْأَسْرَارِ وَالْمُعَايَنَاتِ لِلْبَصَائِرِ
أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ الطُّوسِيُّ نَصْرُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْكَازَرُونِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ : لَا رِضَا لِمَنْ لَا يَصْبِرُ وَلَا كَمَالَ لِمَنْ لَا يَشْكُرُ ، بِاللَّهِ وَصَلَ الْعَارِفُونَ إِلَى مَحَبَّتِهِ وَشَكَرُوهُ عَلَى نِعْمَتِهِ
سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ بَكْرٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ هَمَّامَ بْنَ الْحَارِثِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيَّ ، يَقُولُ : إِنَّ الْمُشْتَاقِينَ إِلَى اللَّهِ يَجِدُونَ حَلَاوَةَ الْوَقْتِ عِنْدَ وُرُودِهِ لِمَا كُشِفَ لَهُمْ مِنْ رَوْحِ الْوُصُولِ إِلَى قُرْبِهِ أَحْلَى مِنَ الشُّهْدِ
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ : مَنْ رُزِقَ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ فَقَدْ سَلِمَ مِنَ الْآفَاتِ : بَطْنٌ جَائِعٌ مَعَهُ قَلْبٌ خَاشِعٌ ، وَفَقْرٌ دَائِمٌ مَعَهُ زُهْدٌ حَاضِرٌ ، وَصَبْرٌ كَامِلٌ مَعَهُ قَنَاعَةٌ دَائِمَةٌ
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ : فِي اكْتِسَابِ الدُّنْيَا مَذَلَّةُ النُّفُوسِ وَفِي اكْتِسَابِ الْآخِرَةِ عِزُّهَا فَيَا عَجَبًا لِمَنْ يَخْتَارُ الْمَذَلَّةَ فِي طَلَبِ مَا يَفْنَى عَلَى الْعِزِّ فِي طَلَبِ مَا يَبْقَى