سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاعِظَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مُوسَى بْنِ الْفُرْغَانِيِّ الْوَاسِطِيَّ بِمَرْوَ يَقُولُ : شَاهِدْ بِمُشَاهَدَةِ الْحَقِّ إِيَّاكَ وَلَا تَشْهَدْهُ بِمُشَاهَدَتِكَ لَهُ قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : الْأُسْرُ عَلَى وُجُوهٍ : أَسِيرُ نَفْسِهِ وَشَهْوَتِهِ وَأَسِيرُ شَيْطَانِهِ وَهَوَاهُ وَأَسِيرُ مَا لَا مَعْنَى لَهُ لَحِظَهُ أَوْ لَفِظَهُ هُمُ الْفُسَّاقُ ، وَمَا دَامَ لِلشَّوَاهِدِ عَلَى الْأَسْرَارِ أَثَرٌ وَلِلْأَعْرَاضِ عَلَى الْقَلْبِ خَطَرٌ فَهُوَ مَحْجُوبٌ بَعِيدٌ مِنْ عَيْنِ الْحَقِيقَةِ ، مَا تَوَرَّعَ الْمُتَوَرِّعُونَ وَلَا تَزَهَّدَ الْمُتَزَهِّدُونَ إِلَّا لِعَدَمِ الْأَعْرَاضِ فِي سَرَائِرِهِمْ فَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهَا أَدَبًا أَوْ تَوَرَّعَ عَنْهَا ظَرْفًا فَذَلِكَ الصَّادِقُ فِي وَرَعِهِ وَالْحَكِيمُ فِي آدَابِهِ وَقَالَ : أَفْقَرُ الْفُقَرَاءِ مَنْ سَتَرَ الْحَقُّ حَقِيقَةَ حَقِّهِ عَنْهُ ، وَقَالَ : الْحُبُّ يُوجِبُ شَوْقًا وَالشَّوْقُ يُوجِبُ أُنْسًا فَمَنْ فَقَدَ الشَّوْقَ وَالْأُنْسَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ غَيْرُ مُحِبٍّ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُوسَى ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ عَلِيٍّ الْسَيَّارِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ خَالِيَ أَبَا الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْوَاسِطِيَّ ، يَقُولُ : كَائِنَاتٌ مَحْتُومَةٌ بِأَسْبَابٍ مَعْرُوفَةٍ وَأَوْقَاتٍ مَعْلُومَةٍ اعْتِرَاضُ السَّرِيرَةِ لَهَا رُعُونَةٌ
قَالَ : وَسَمِعْتُ الْوَاسِطِيَّ ، يَقُولُ : الرِّضَا وَالسُّخْطُ نَعْتَانِ مِنْ نُعُوتِ الْحَقِّ بِجَرَيَانٍ عَلَى الْأَبَدِ بِمَا جَرَيَا فِي الْأَزَلِ يُظْهِرَانِ الْوَسْمَيْنِ عَلَى الْمَقْبُولِينَ وَالْمَطْرُودِينَ ، فَقَدْ بَانَتْ شَوَاهِدُ الْمَقْبُولِينَ بِضِيَائِهَا عَلَيْهِمْ كَمَا بَانَتْ شَوَاهِدُ الْمَطْرُودِينَ بِظُلْمَتِهَا عَلَيْهِمْ ، فَأَنَّى تَنْفَعُ مَعَ ذَلِكَ الْأَلْوَانُ الْمُصَفَّرَةُ وَالْأَكْمَامُ الْمُقَصَّرَةُ وَالْأَقْدَامُ الْمُنْتَفِخَةُ ، وَقَالَ : كَيْفَ يَرَى لِلْفَضْلِ فَضْلًا مَنْ لَا يَأْمَنُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مَكْرًا
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْوَاسِطِيَّ ، يَقُولُ : الذَّاكِرُونَ فِي ذِكْرِهِ أَكْثَرُ غَفْلَةً مِنَ النَّاسِينَ لِذِكْرِهِ لِأَنَّ ذِكْرَهُ سِوَاهُ ، وَكَانَ يَقُولُ : مُطَالَعَةُ الْأَعْوَاضِ عَلَى الطَّاعَاتِ مِنْ نِسْيَانِ الْفَضْلِ ، وَحَيَاةُ الْقُلُوبِ بِاللَّهِ بَلْ بِإِبْقَاءِ الْقُلُوبِ مَعَ اللَّهِ بَلِ الْغِيبَةُ عَنِ اللَّهِ بِاللَّهِ
قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الْحَسُّونِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ : النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ : الطَّبَقَةُ الْأُولَى مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِأَنْوَارِ الْهِدَايَةِ فَهُمْ مَعْصُومُونَ مِنَ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ ، وَالطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِأَنْوَارِ الْعِنَايَةِ فَهُمْ مَعْصُومُونَ عَنِ الْكَبَائِرِ وَالصَّغَائِرِ وَالطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِالْكِفَايَةِ فَهُمْ مَعْصُومُونَ عَنِ الْخَوَاطِرِ الْفَاسِدَةِ ، وَحَرَكَاتِ أَهْلِ الْغَفْلَةِ