سَمِعْتُ وَالِدِي ، يَذْكُرُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : يَحْتَاجُ الْعَبْدُ أَنْ يَكُونَ لَهُ شَيْءٌ يَعْرِفُ بِهِ كُلَّ شَيْءٍ وَكَانَ يَقُولُ : مَنِ اسْتَوَى عِنْدَهُ الْمَدْحُ وَالذَّمُّ فَهُوَ زَاهِدٌ وَمَنْ حَافَظَ عَلَى الْفَرَائِضِ فِي أَوَّلِ مَوَاقِيتِهَا فَهُوَ عَابِدٌ ، وَمَنْ رَأَى الْأَفْعَالَ كُلَّهَا مِنَ اللَّهِ فَهُوَ مُوَحِّدٌ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْيَقْطِينِيَّ ، يَقُولُ : حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقِيلَ لَهُ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْبَادِيَةَ بِلَا عُدَّةٍ وَلَا زَادٍ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ مُتَوَكِّلَةٌ فَيَمُوتُونَ ، قَالَ : هَذَا فِعْلُ رِجَالِ الْحَقِّ فَإِنْ مَاتُوا فَالدِّيَةُ عَلَى الْقَاتِلِ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ ، يَقُولُ : سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَلَّاءُ عَنِ الْحَقِّ ، فَقَالَ : إِذَا كَانَ الْحَقُّ وَاحِدًا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ طَالِبُهُ وَاحِدًا فِي الذَّاتِ ، وَقَالَ : سَمَتْ هِمَمُ الْمُرِيدِينَ إِلَى طَلَبِ الطَّرِيقِ إِلَيْهِ فَأَفْنَوْا نُفُوسَهُمْ فِي الطَّلَبِ ، وَسَمَتْ هِمَمُ الْعَارِفِينَ إِلَى مَوْلَاهُمْ فَلَمْ تَعْطِفْ عَلَى شَيْءٍ سِوَاهُ
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الدِّمَشْقِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْجَلَّاءَ ، يَقُولُ : الْحَقُّ اسْتَصْحَبَ أَقْوَامًا لِلْكَلَامِ وَاسْتَصْحَبَ أَقْوَامًا لِلْخُلَّةِ فَمَنِ اسْتَصْحَبَهُ الْحَقُّ لِمَعْنًى ابْتَلَاهُ بِأَنْوَاعِ الْمِحَنِ فَلْيَحْذَرْ أَحَدُكُمْ طَلَبَ رُتْبَةِ الْأَكَابِرِ ، وَكَانَ يَقُولُ : مَنْ بَلَغَ بِنَفْسِهِ إِلَى رُتْبَةٍ سَقَطَ عَنْهَا وَمَنْ بُلِغَ بِهِ ثَبَتَ عَلَيْهَا ، وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَحَبَّةِ ، قَالَ : مَا لِي وَلِلْمَحَبَّةِ ؟ أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتَعَلَّمَ التَّوْبَةَ ، وَسُئِلَ كَيْفَ تَكُونُ لَيَالِي الْأَحْبَابِ ؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ : مَنْ لَمْ يَبِتْ وَالْحُبُّ حَشْوُ فُؤَادِهِ لَمْ يَدْرِ كَيْفَ تُفَتَّتُ الْأَكْبَادُ ؟
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الطَّبَرِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الدِّمَشْقِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ الْجَلَّاءِ ، يَقُولُ : قُلْتُ لِأَبِي وَأُمِّي : أُحِبُّ أَنْ تَهَبَانِي لِلَّهِ ، قَالَا : قَدْ وَهَبْنَاكَ لِلَّهِ فَغِبْتُ عَنْهُمَا مُدَّةً فَرَجَعْتُ مِنْ غَيْبَتِي وَكَانَتْ لَيْلَةٌ مَطِيرَةٌ فَدَقَقْتُ عَلَيْهِمَا الْبَابَ فَقَالَا : مَنْ ؟ قُلْتُ : وَلَدُكُمَا قَالَا : كَانَ لَنَا وَلَدٌ فَوَهَبْنَاهُ لِلَّهِ وَنَحْنُ مِنَ الْعَرَبِ لَا نَرْجِعُ فِيمَا وَهَبْنَا ، وَمَا فَتَحَا لِيَ الْبَابَ