أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِيُّ ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ وَقَدْ رَأَيْتُهُ , وَحَدَّثَنِي بِهَذَا عَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَسْرُوقٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ : قَالَ أَبُو هَاشِمٍ الزَّاهِدُ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَسَمَ الدُّنْيَا بِالْوَحْشَةِ ؛ لِيَكُونَ أُنْسُ الْمُرِيدِينَ بِهِ دُونَهَا وَلِيُقْبِلَ الْمُطِيعُونَ إِلَيْهِ بِالْإِعْرَاضِ عَنْهَا فَأَهْلُ الْمَعْرِفَةِ باللهِ فِيهَا مُسْتَوْحِشُونَ وَإِلَى الْآخِرَةِ مُشْتَاقُونَ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو عَمْرٍو الْعُثْمَانِيُّ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلَانِيُّ ، ثنا حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : نَظَرَ أَبُو هَاشِمٍ إِلَى شَرِيكٍ يَعْنِي الْقَاضِيَ يَخْرُجُ مِنْ دَارِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فَبَكَى وَقَالَ : أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ صُبَيْحٍ الْمُؤَدِّبُ قَالَ : قَالَ أَبُو هَاشِمٍ : لَفَلْحُ الْجِبَالِ بِالْإِبَرِ أَيْسَرُ مِنْ إِخْرَاجِ الْكِبْرِ مِنَ الْقُلُوبِ
وَقَالَ أَبُو هَاشِمٍ : لَوْ أَنَّ الدُّنْيَا قُصُورٌ وَبَسَاتِينُ وَالْآخِرَةَ أَكْوَاخٌ لَكَانَتِ الْآخِرَةُ أَهْلًا أَنْ تُؤْثَرَ عَلَى الدُّنْيَا لِبَقَاءِ تِلْكَ وَنَفَاذِ هَذِهِ