حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ ، وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ ، قَالَا : ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ صُهَيْبٍ ، قَالَ : لَمْ يَشْهَدْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَشْهَدًا قَطُّ إِلَّا كُنْتُ حَاضِرَهُ ، وَلَمْ يُبَايِعْ بَيْعَةً قَطُّ إِلَّا كُنْتُ حَاضِرَهُ ، وَلَمْ يُسْرِ سَرِيَّةً قَطُّ إِلَّا كُنْتُ حَاضِرَهَا ، وَلَا غَزَا غَزَاةً قَطُّ أَوَّلَ الزَّمَانِ وَآخِرَهُ إِلَّا كُنْتُ فِيهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ شِمَالِهِ ، وَمَا خَافُوا أَمَامَهُمْ قَطُّ إِلَّا وَكُنْتُ أَمَامَهُمْ ، وَلَا مَا وَرَاءَهُمْ إِلَّا كُنْتُ وَرَاءَهُمْ ، وَمَا جَعَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْعَدُوِّ قَطُّ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ السِّيَاقُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، وَهُوَ أَتَمُّ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، ثَنَا عَفَّانُ ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : لَمَّا أَقْبَلَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا نَحْوَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ وَانْتَثَلَ مَا فِي كِنَانَتِهِ ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ رَجُلًا ، وَايْمُ اللَّهِ لَا تَصِلُونَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِي فِي كِنَانَتِي ، ثُمَّ أَضْرِبُ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ فِي يَدِي مِنْهُ شَيْءٌ ، افْعَلُوا مَا شِئْتُمْ ، دَلَلْتُكُمْ عَلَى مَالِي وَثِيَابِي بِمَكَّةَ وَخَلَّيْتُمْ سَبِيلِي ، قَالُوا : نَعَمْ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ : رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى ، قَالَ : وَنَزَلَتْ : {{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ }} الْآيَةَ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعِينِيُّ الْأَصْبَهَانِيُّ ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَرِيشِ ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا حُصَيْنُ بْنُ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، وَعُمُومَتِي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ صُهَيْبٍ ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ، وَكُنْتُ قَدْ هَمَمْتُ بِالْخُرُوجِ مَعَهُ وَصَدَّنِي فَتَيَانِ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَجَعَلْتُ لَيْلَتِي تِلْكَ أَقُومُ لَا أَقْعُدُ ، وَقَالُوا : قَدْ شَغَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْكُمْ بِبَطْنِهِ ، وَلَمْ أَكُنْ شَاكِيًا ، فَقَامُوا فَخَرَجْتُ فَلَحِقَنِي مِنْهُمْ نَاسٌ بَعْدَمَا سِرْتُ يُرِيدُونَ رَدِّي ، فَقُلْتُ لَهُمْ : هَلْ لَكُمْ أَنْ أُعْطِيَكُمْ أَوَاقِيَّ مِنْ ذَهَبٍ وَحُلَّتَيْنِ لِي بِمَكَّةَ وَتُخْلُونَ سَبِيلِي وَتُوثِقُونَ لِي ، فَفَعَلُوا فَتَبِعْتُهُمْ إِلَى مَكَّةَ فَقُلْتُ : احْفُرُوا تَحْتَ أُسْكُفَّةِ الْبَابِ فَإِنَّ تَحْتَهَا الْأَوَاقِيَ ، وَاذْهَبُوا إِلَى فُلَانَةَ بِآيَةِ كَذَا وَكَذَا فَخُذُوا الْحُلَّتَيْنِ ، فَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قُبَاءَ ، قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ مِنْهَا ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ : يَا أَبَا يَحْيَى رَبِحَ الْبَيْعُ ثَلَاثًا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا سَبَقَنِي إِلَيْكَ أَحَدٌ ، وَمَا أَخْبَرَكَ إِلَّا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَبِيبٍ الْعَسَّالُ الْأَصْبَهَانِيُّ ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالَةَ ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ صُهَيْبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا أَطَافُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَقْبَلُوا عَلَى الْغَارِ وَأَدْبَرُوا ، قَالَ : وَاصُهَيْبَاهُ وَلَا صُهَيْبَ لِي ، فَلَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْخُرُوجَ بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا إِلَى صُهَيْبٍ فَوَجَدَهُ يُصَلِّي ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَجَدْتُهُ يُصَلِّي وَكَرِهْتُ أَنْ أَقْطَعَ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ ، فَقَالَ : أَصَبْتَ ، وَخَرَجَا مِنْ لَيْلَتِهِمَا ، فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَ حَتَّى أَتَى أُمَّ رُومَانَ زَوْجَةَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَتْ : أَلَا أَرَاكَ هَهُنَا ، وَقَدْ خَرَجَ أَخَوَاكَ ، وَوَضَعَا لَكَ شَيْئًا مِنْ زَادِهِمَا ، قَالَ صُهَيْبٌ : فَخَرَجْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى زَوْجَتِي ، فَأَخَذْتُ سَيْفِي وَجُعْبَتِي وَقَوْسِي حَتَّى أَقْدُمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، فَأَجِدُهُ وَأَبَا بَكْرٍ جَالِسَيْنِ ، فَلَمَّا رَآنِي أَبُو بَكْرٍ قَامَ إِلَيَّ فَبَشَّرَنِي بِالْآيَةِ الَّتِي نَزَلَتْ فِيَّ وَأَخَذَ بِيَدِي ، فَلُمْتُهُ بَعْضَ اللَّائِمَةِ فَاعْتَذَرَ ، وَرَبَّحَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَرْزُوقٍ ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ حَرْبٍ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ صُهَيْبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا يُمْنَةً وَيُسْرَةً
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْيَقْطِينِيُّ ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ ، ثَنَا حَكِيمُ بْنُ سَيْفٍ ، قَالَا : ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ لَهُ : يَا صُهَيْبُ اكْتَنَيْتَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ ، وَانْتَمَيْتَ إِلَى الْعَرَبِ وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَّا قَوْلُكَ : اكْتَنَيْتَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَنَّانِي بِأَبِي يَحْيَى ، وَأَمَّا قَوْلُكَ : انْتَمَيْتَ إِلَى الْعَرَبِ وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ ، فَإِنِّي رَجُلٌ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ سُبِيتُ مِنَ الْمَوْصِلِ بَعْدَ أَنْ كُنْتُ غُلَامًا ، فَقَدْ عَرَفْتُ أَهْلِي وَنَسَبِي وَرَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، فَزَادَ فِيهِ مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ *
ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ زُهَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ ، أَنَّ صُهَيْبًا ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ كَانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا صُهَيْبُ إِنَّكَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ الْكَثِيرَ ، وَذَلِكَ سَرَفٌ فِي الْمَالِ ، فَقَالَ صُهَيْبٌ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلَامَ ، فَذَلِكَ الَّذِي يَحْمِلُنِي عَلَى أَنْ أُطْعِمَ الطَّعَامَ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ ، عَنْ صُهَيْبٍ ، نَحْوَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ لِصُهَيْبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا : مَا وَجَدْتُ عَلَيْكَ فِي الْإِسْلَامِ إِلَّا ثَلَاثًا : تَكَنَّيْتَ أَبَا يَحْيَى ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا }} ، وَإِنَّكَ لَمْ تُمْسِكْ شَيْئًا إِلَّا أَنْفَقْتَهُ ، وَتُدْعَى إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ وَأَنْتَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ وَمِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، قَالَ : أَمَّا قَوْلُكَ : إِنِّي تَكَنَّيْتُ أَبَا يَحْيَى ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَنَّانِي أَبَا يَحْيَى ، وَأَمَّا قَوْلُكَ : إِنِّي لَا أُمْسِكُ شَيْئًا إِلَّا أَنْفَقْتُهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : {{ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يَخْلُفُهُ }} ، وَأَمَّا قَوْلُكَ : إِنِّي أُدْعَى إِلَى النَّمِرِ فَإِنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ يَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، فَسَبَتْنِي طَائِفَةٌ مِنَ الْعَرَبِ فَبَاعُونِي بِسَوَادِ الْكُوفَةِ فَأَخَذْتُ بِلِسَانِهِمْ ، وَلَوْ كُنْتُ مِنْ رَوْثَةٍ مَا ادَّعَيْتُ إِلَّا إِلَيْهَا
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرْدِيٍّ ، ثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ ، عَنْ صُهَيْبٍ ، قَالَ : صَنَعْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ طَعَامًا ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي نَفَرٍ جَالِسٌ ، فَقُمْتُ حِيَالَهُ فَأَوْمَأْتُ إِلَيْهِ ، وَأَوْمَأَ إِلَيَّ : وَهَؤُلَاءِ ؟ فَقُلْتُ : لَا ، فَسَكَتَ فَقُمْتُ مَكَانِي ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ أَوْمَأْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ : وَهَؤُلَاءِ ؟ فَقُلْتُ : لَا ، مَرَّتَيْنِ فَعَلَ ذَلِكَ أَوْ ثَلَاثًا ، فَقُلْتُ : نَعَمْ وَهَؤُلَاءِ ، وَإِنَّمَا كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا صَنَعْتُهُ لَهُ ، فَجَاءَ وَجَاءُوا مَعَهُ فَأَكَلُوا ، قَالَ : وَفَضَلَ مِنْهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : ثَنَا هُشَيْمٌ ، ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ قَالَ : سَمِعْتُ صُهَيْبَ بْنَ سِنَانٍ ، يُحَدِّثُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى مَهْرٍ ، وَهُوَ لَا يُرِيدُ أَدَاءَهُ ، فَغَرَّهَا بِاللَّهِ وَاسْتَحَلَّ فَرْجَهَا بِالْبَاطِلِ ، لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ زَانٍ ، وَأَيُّمَا رَجُلٌ ادَّانَ بِدَيْنٍ وَهُوَ لَا يُرِيدُ أَدَاءَهُ إِلَيْهِ فَغَرَّهُ بِاللَّهِ وَاسْتَحَلَّ مَالَهُ بِالْبَاطِلِ ، لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ يَلْقَاهُ وَهُوَ سَارِقٌ
حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الطَّلْحِيُّ ، ثَنَا عَمَّارُ بْنُ خَالِدٍ ، ثَنَا عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى ، يُحَدِّثُ ، عَنْ صُهَيْبٍ الْخَيْرِ ، قَالَ : صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ إِلَيْنَا بِوَجْهِهِ ضَاحِكًا فَقَالَ : أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ ضَحِكْتُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُ اللَّهِ أَعْلَمُ ، قَالَ : عَجِبْتُ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ لِلْعَبْدِ الْمُسْلِمِ ، إِنَّ كُلَّ مَا قَضَى اللَّهُ تَعَالَى لَهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ كُلُّ قَضَاءِ الِلَّهِ لَهُ خَيْرٌ إِلَّا الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ ، ثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنَّ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ ، أَخْبَرَهُمْ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ صُهَيْبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ فِي أَيَّامٍ حنَيْنَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَا تَزَالُ تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ بِشَيْءٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ وَكُنْتَ لَا تَفْعَلُهُ ، قَالَ : إِنَّ نَبِيًّا كَانَ قَبْلَنَا أَعْجَبَتْهُ كَثْرَةُ أُمَّتِهِ فَقَالَ : لَا يَرُومُ هَؤُلَاءِ - أَحْسَبُهُ قَالَ : شَيْءٌ - فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنْ خَيِّرْ أُمَّتَكَ بَيْنَ ثَلَاثٍ ، إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ ، أَوِ الْعَدُوَّ ، أَوِ الْجُوعَ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ فَقَالُوا : أَمَّا الْجُوعُ فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ، وَلَا طَاقَةَ لَنَا بِالْعَدُوِّ ، وَلَكِنِ الْمَوْتُ ، فَمَاتَ مِنْهُمْ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ سَبْعُونَ أَلْفًا ، فَأَنَا الْيَوْمَ أَقُولُ : اللَّهُمَّ بِكَ أُحَاوِلُ ، وَبِكَ أُصَاوِلُ ، وَبِكَ أُقَاتِلُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ صُهَيْبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ : {{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }} ، قَالَ : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَنَادَى مُنَادٍ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدًا ، فَيَقُولُونَ : مَا هُوَ ؟ أَلَيْسَ قَدْ بَيَّضَ وُجُوهَنَا وَثَقَّلَ مَوَازِينَنَا ، وَأَدْخَلَنَا الْجَنَّةَ ؟ فَيُقَالُ لَهُمْ ذَلِكَ ثَلَاثًا ، قَالَ : فَيَتَجَلَّى لَهُمْ ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ أَعْظَمَ مِمَّا أُعْطُوا
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ ، وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، ثَنَا ابْنُ رُسْتَهْ ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الرَّاسِبِيُّ ، قَالَا : ثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ الْأَسْلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُغِيثٍ ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ ، حَدَّثَنِي صُهَيْبٌ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدْعُو يَقُولُ : اللَّهُمَّ لَسْتَ بِإِلَهٍ اسْتَحْدَثْنَاهُ ، وَلَا بِرَبٍّ ابْتَدَعْنَاهُ ، وَلَا كَانَ لَنَا قَبْلَكَ مِنْ إِلَهٍ نَلْجَأُ إِلَيْهِ وَنَذَرُكَ ، وَلَا أَعَانَكَ عَلَى خَلْقِنَا أَحَدٌ فَنُشْرِكَهُ فِيكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، قَالَ كَعْبٌ : وَهَكَذَا كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَدْعُو بِهِ . لَفْظُ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الرَّاسِبِيُّ : وَلَا بِرَبٍّ يَبِيدُ ذِكْرُهُ ، وَلَا كَانَ مَعَكَ إِلَهٌ فَنَدْعُوهُ وَنَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ ، وَلَا أَعَانَكَ عَلَى خَلْقِنَا أَحَدٌ فَنَشُكَّ فِيكَ . وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُغِيثٍ فِي حَدِيثِهِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْخُوَارِزْمِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ ، عَنْ أَبِيهِ حُذَيْفَةَ ، عَنْ أَبِي صَيْفِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : الْمُهَاجِرُونَ هُمُ السَّابِقُونَ الشَّافِعُونَ الْمُدِلُّونَ عَلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَيَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى عَوَاتِقِهُمُ السِّلَاحُ فَيَقْرَعُونَ بَابَ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ لَهُمُ الْخَزَنَةُ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ الْمُهَاجِرُونَ ، فَتَقُولُ لَهُمُ الْخَزَنَةُ : هَلْ حُوسِبْتُمْ ؟ فَيَجْثُونَ عَلَى رُكَبِهِمْ ، وَيَنْثُرُونَ مَا فِي جِعَابِهِمْ ، وَيَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فَيَقُولُونَ : أَيْ رَبُّ أَبِهَذِهِ نُحَاسَبُ ؟ لَقَدْ خَرَجْنَا وَتَرَكْنَا الْمَالَ وَالْأَهْلَ وَالْوَلَدَ . فَيُجْعَلُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ أَجْنِحَةً مِنْ ذَهَبٍ مُخَوَّصَةً بِالزَّبَرْجَدِ وَالْيَاقُوتِ ، فَيَطِيرُونَ حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : {{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ، الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ }} ، قَالَ صُهَيْبٌ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : فَلَهُمْ بِمَنَازِلِهِمْ فِي الْجَنَّةِ أَعْرَفُ مِنْهُمْ بِمَنَازِلِهِمْ فِي الدُّنْيَا