حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ عُثْمَانَ ، قَالَ : لَمَّا رَأَى عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ مَا فِيهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ الْبَلَاءِ ، وَهُوَ يَغْدُو وَيَرُوحُ فِي أَمَانٍ مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ غُدُوِّي وَرَوَاحِي آمِنًا بِجِوَارِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ ، وَأَصْحَابِي وَأَهْلُ دِينِي يَلْقَوْنَ مِنَ الْأَذَى وَالْبَلَاءِ مَا لَا يُصِيبُنِي ، لَنَقْصٌ كَبِيرٌ فِي نَفْسِي . فَمَشَى إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ وَفَتْ ذِمَّتُكَ ، قَدْ رَدَدْتُ إِلَيْكَ جِوَارَكَ قَالَ : لِمَ يَا ابْنَ أَخِي ؟ لَعَلَّهُ آذَاكَ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِي ؟ قَالَ : لَا ، وَلَكِنِّي أَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَا أُرِيدُ أَنْ أَسْتَجِيرَ بِغَيْرِهِ قَالَ : فَانْطَلِقْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَارْدُدْ عَلَيَّ جِوَارِي عَلَانِيَةً كَمَا أَجَرْتُكَ عَلَانِيَةً ، قَالَ : فَانْطَلَقَا ثُمَّ خَرَجَا حَتَّى أَتَيَا الْمَسْجِدَ ، فَقَالَ لَهُمُ الْوَلِيدُ : هَذَا عُثْمَانُ قَدْ جَاءَ يَرُدُّ عَلَيَّ جِوَارِي ، قَالَ لَهُمْ : قَدْ صَدَقَ ، قَدْ وَجَدْتُهُ وَفِيًّا كَرِيمَ الْجِوَارِ ، وَلَكِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ لَا أَسْتَجِيرَ بِغَيْرِ اللَّهِ ، فَقَدْ رَدَدْتُ عَلَيْهِ جِوَارَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ عُثْمَانُ ، وَلَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ كِلَابٍ الْقَيْسِيُّ فِي الْمَجْلِسِ مِنْ قُرَيْشٍ يُنْشِدُهُمْ ، فَجَلَسَ مَعَهُمْ عُثْمَانُ ، فَقَالَ لَبِيدٌ وَهُوَ يُنْشِدُهُمْ : أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلُ فَقَالَ : عُثْمَانُ : صَدَقْتَ ، فَقَالَ : وَكُلُّ نَعِيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلُ فَقَالَ : عُثْمَانُ : كَذَبْتَ نَعِيمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَا يَزُولُ قَالَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ وَاللَّهِ مَا كَانَ يُؤْذَى جَلِيسُكُمْ ، فَمَتَى حَدَثَ فِيكُمْ هَذَا ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : إِنَّ هَذَا سَفِيهٌ فِي سُفَهَاءٍ مَعَهُ قَدْ فَارَقُوا دِينَنَا ، فَلَا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ مِنْ قَوْلِهِ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ عُثْمَانُ حَتَّى سَرَى - أَيْ عَظُمَ - أَمْرُهُمَا ، فَقَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَلَطَمَ عَيْنَهُ فَخَضَرَهَا ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَرِيبٌ يَرَى مَا بَلَغَ مِنْ عُثْمَانَ ، فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ يَا ابْنَ أَخِي إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ عَمَّا أَصَابَهَا لَغَنِيَّةً ، لَقَدْ كُنْتَ فِي ذِمَّةٍ مَنِيعَةٍ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : بَلَى وَاللَّهِ إِنَّ عَيْنِي الصَّحِيحَةَ لَفَقِيرَةٌ إِلَى مَا أَصَابَ أُخْتَهَا فِي اللَّهِ ، وَإِنِّي لَفِي جِوَارِ مَنْ هُوَ أَعَزُّ مِنْكَ وَأَقْدَرُ يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِيمَا أُصِيبَ مِنْ عَيْنِهِ : فَإنْ تَكُ عَيْنِي فِي رِضَا الرَّبِّ نَالَهَا يَدَا مُلْحِدٍ فِي الدِّينِ لَيْسَ بِمُهْتَدِ فَقَدْ عَوَّضَ الرَّحْمَنُ مِنْهَا ثَوَابَهُ وَمَنْ يَرْضَهُ الرَّحْمَنُ يَا قَوْمُ يَسْعَدِ فَإِنِّي وَإِنْ قُلْتُمْ غَوِيٌّ مُضَلَّلٌ سَفِيهٌ عَلَى دِينِ الرَّسُولِ مُحَمَّدِ أُرِيدُ بِذَاكَ اللَّهَ وَالْحَقُّ دِينُنَا عَلَى رَغْمِ مَنْ يَبْغِي عَلَيْنَا وَيَعْتَدِي وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِيمَا أُصِيبَ مِنْ عَيْنِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَمِنْ تَذَكُّرِ دَهْرٍ غَيْرِ مَأْمُونٍ أَصْبَحْتَ مُكْتَئِبًا تَبْكِي كَمَحْزُونِ أَمِنْ تَذَكُّرِ أَقْوَامٍ ذَوِي سَفَهٍ يَغْشَوْنَ بِالظُّلْمِ مَنْ يَدْعُو إِلَى الدِّينِ لَا يَنْتَهُونَ عَنِ الْفَحْشَاءِ مَا سَلِمُوا وَالْغَدْرُ فِيهِمْ سَبِيلٌ غَيْرُ مَأْمُونِ أَلَا تَرَوْنَ أَقَلَّ اللَّهُ خَيْرَهُمُ أَنَّا غَضِبْنَا لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونِ إِذْ يَلْطُمُونَ وَلَا يَخْشَوْنَ مُقْلَتَهُ طَعْنًا دَرَاكًا وَضَرْبًا غَيْرَ مَأْفُونِ فَسَوْفَ يَجْزِيهِمُ إِنْ لَمْ يَمُتْ عَجِلًا كَيْلًا بِكَيْلٍ جَزَاءً غَيْرَ مَغْبُونِ
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، ثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ الْقَاضِي ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ ، قَالَتْ : تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي دَارِنَا ، فَلَمَّا نِمْتُ رَأَيْتُ عَيْنًا تَجْرِي لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : ذَاكَ عَمَلُهُ
حَدَّثَنَا فَارُوقٌ الْخَطَّابِيُّ ، ثَنَا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : كَانَتِ الْحَبَشَةُ مَتْجَرًا لِقُرَيْشٍ يَجِدُونَ فِيهَا رفْقًا مِنَ الرِّزْقِ وَأَمَانًا ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِهَا أَصْحَابَهُ ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهَا عَامَّتُهُمْ حِينَ قُهِرُوا وَتَخَوَّفُوا الْفِتْنَةَ ، فَخَرَجُوا وَأَمِيرُهُمْ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ ، فَمَكَثَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ حَتَّى أُنْزِلَتْ سُورَةُ وَالنَّجْمِ ، وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَأَصْحَابُهُ مِمَّنْ رَجَعَ ، فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ حِينَ بَلَغَهُمْ شِدَّةُ الْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ إِلَّا بِجِوَارٍ ، فَأَجَارَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ ، وَكَانَ يُعَدُّ مِنْ خِيَارِهِمْ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ رُقْيَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الْحَقِي بِسَلَفِنَا الْخَيِّرُ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ أَبَا النَّضْرِ ، حَدَّثَهُ عَنْ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ حِينَ مَاتَ ، فَانْكَبَّ عَلَيْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ حَنَى الثَّانِيَةَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ حَنَى الثَّالِثَةَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، وَلَهُ شَهِيقٌ ، فَعَرَفُوا أَنَّهُ يَبْكِي فَبَكَى الْقَوْمُ ، فَقَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اذْهَبْ عَنْهَا أَبَا السَّائِبِ فَقَدْ خَرَجْتَ مِنْهَا وَلَمْ تَلْبَسْ مِنْهَا بِشَيْءٍ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ ، ثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ ، ثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَدَنِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ يُقَبِّلُهُ ، فَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ يَا عُثْمَانُ ، مَا أَصَبْتَ مِنَ الدُّنْيَا وَلَا أَصَابَتْ مِنْكَ
حَدَّثَنَا أَبِي ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الرَّشْدِينِيُّ ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ ، دَخَلَ يَوْمًا الْمَسْجِدَ ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ قَدْ تَخَلَّلَتْ فَرَقَّعَهَا بِقِطْعَةٍ مِنْ فَرْوَةٍ ، فَرَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَرَقَّ أَصْحَابُهُ لِرِقَّتِهِ ، فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ يَوْمَ يَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى ، وَتُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ قَصْعَةٌ وَتُرْفَعُ أُخْرَى ، وَسَتَرْتُمُ الْبُيُوتَ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةَ ؟ ، قَالُوا : وَدِدْنَا أَنَّ ذَلِكَ قَدْ كَانَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَصَبْنَا الرَّخَاءَ وَالْعَيْشَ ، قَالَ : فَإِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ ، وَأَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، ثَنَا قَيْسٌ يَعْنِي ابْنَ الرَّبِيعِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَبَّلَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، ثَنَا أَبِي ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، ثَنَا هَارُونُ الْفَرْوِيُّ ، ثَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : هَلَكَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِجَهَازِهِ ، فَلَمَّا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ قَالَتِ امْرَأَتُهُ : هَنِيئًا لَكَ يَا أَبَا السَّائِبِ الْجَنَّةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَمَا عِلْمُكِ بِذَلِكَ ؟ ، قَالَتْ : كَانَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَصُومُ النَّهَارَ وَيُصَلِّي اللَّيْلَ ، قَالَ : بِحَسْبِكِ لَوْ قُلْتِ كَانَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، قَالَ : دَخَلَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَيِّئَةَ الْهَيْئَةِ فِي أَخْلَاقٍ لَهَا ، فَقُلْنَ لَهَا : مَا لَكِ ؟ فَقَالَتْ : أَمَّا اللَّيْلَ فَقَائِمٌ ، وَأَمَّا النَّهَارَ فَصَائِمٌ . فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِقَوْلِهَا ، فَلَقِيَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ فَلَامَهُ فَقَالَ : أَمَا لَكَ بِي أُسْوَةٌ ؟ ، قَالَ : بَلَى ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ ، فَجَاءَتْ بَعْدُ حَسَنَةَ الْهَيْئَةِ طَيِّبَةَ الرِّيحِ ، وَقَالَتْ حِينَ قُبِضَ : يَا عَيْنُ جُودِي بِدَمْعٍ غَيْرِ مَمْنُونٍ عَلَى رَزِيَّةِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونِ عَلَى امْرِئٍ بَاتَ فِي رِضْوَانِ خَالِقِهِ طُوبَى لَهُ مِنْ فَقِيدِ الشَّخْصِ مَدْفُونِ طَابَ الْبَقِيعُ لَهُ سُكْنَى وَغَرْقَدُهُ وَأَشْرَقَتْ أَرْضُهُ مِنْ بَعْدِ تَفْتِينِ وَأَوْرَثَ الْقَلْبَ حُزْنًا لَا انْقِطَاعَ لَهُ حَتَّى الْمَمَاتِ فَلَمَّا تَرَقَّى لَهُ شُونِي