حديث رقم: 258

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ ، ثَنَا الْعَبَّاسُ ، عَنْ بَكَّارٍ الضَّبِّيِّ ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الْأَسَدِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : دَخَلَ ضِرَارُ بْنُ ضَمْرَةَ الْكِنَانِيُّ عَلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ لَهُ : صِفْ لِي عَلِيًّا ، فَقَالَ : أَوَ تُعْفِينِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : لَا أُعْفِيكَ ، قَالَ : أَمَّا إِذْ لَا بُدَّ ، فَإِنَّهُ كَانَ وَاللَّهِ بَعِيدَ الْمَدَى ، شَدِيدَ الْقُوَى ، يَقُولُ فَصْلًا وَيَحْكُمُ عَدْلًا ، يَتَفَجَّرُ الْعِلْمُ مِنْ جَوَانِبِهِ ، وَتَنْطِقُ الْحِكْمَةُ مِنْ نَوَاحِيهِ ، يَسْتَوْحِشُ مِنَ الدُّنْيَا وَزَهْرَتِهَا ، وَيَسْتَأْنِسُ بِاللَّيْلِ وَظُلْمَتِهِ ، وَكَانَ وَاللَّهِ غَزِيرَ الْعَبْرَةِ ، طَوِيلَ الْفِكْرَةِ ، يُقَلِّبُ كَفَّهُ ، وَيُخَاطِبُ نَفْسَهُ ، يُعْجِبُهُ مِنَ اللِّبَاسِ مَا قَصُرَ ، وَمِنَ الطَّعَامِ مَا جَشَبَ ، كَانَ وَاللَّهِ كَأَحَدِنَا يُدْنِينَا إِذَا أَتَيْنَاهُ ، وَيُجِيبُنَا إِذَا سَأَلْنَاهُ ، وَكَانَ مَعَ تَقَرُّبِهِ إِلَيْنَا وَقُرْبِهِ مِنَّا لَا نُكَلِّمُهُ هَيْبَةً لَهُ ، فَإِنْ تَبَسَّمَ فَعَنْ مِثْلِ اللُّؤْلُؤِ الْمَنْظُومِ ، يُعَظِّمُ أَهْلَ الدِّينِ ، وَيُحِبُّ الْمَسَاكِينَ ، لَا يَطْمَعُ الْقَوِيُّ فِي بَاطِلِهِ ، وَلَا يَيْأَسُ الضَّعِيفُ مِنْ عَدْلِهِ ، فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ مَوَاقِفِهِ ، وَقَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ ، وَغَارَتْ نُجُومُهُ ، يَمِيلُ فِي مِحْرَابِهِ قَابِضًا عَلَى لِحْيَتِهِ ، يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ ، وَيَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ ، فَكَأَنِّي أَسْمَعُهُ الْآنَ وَهُوَ يَقُولُ : يَا رَبَّنَا يَا رَبَّنَا - يَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ - ثُمَّ يَقُولُ لِلدُّنْيَا : إِلَيَّ تَغَرَّرَتْ ، إِلَيَّ تَشَوَّفَتْ ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، غُرِّي غَيْرِي ، قَدْ بَتَتُّكِ ثَلَاثًا ، فَعُمْرُكِ قَصِيرٌ ، وَمَجْلِسُكِ حَقِيرٌ ، وَخَطَرُكِ يَسِيرٌ ، آهٍ آهٍ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ ، وَبُعْدِ السَّفَرِ ، وَوَحْشَةِ الطَّرِيقِ . فَوَكَفَتْ دُمُوعُ مُعَاوِيَةَ عَلَى لِحْيَتِهِ مَا يَمْلِكُهَا ، وَجَعَلَ يُنَشِّفُهَا بِكُمِّهِ وَقَدِ اخْتَنَقَ الْقَوْمُ بِالْبُكَاءِ . فَقَالَ : كَذَا كَانَ أَبُو الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ ، كَيْفَ وَجْدُكَ عَلَيْهِ يَا ضِرَارُ ؟ قَالَ : وَجْدُ مَنْ ذُبِحَ وَاحِدُهَا فِي حِجْرِهَا ، لَا تَرْقَأُ دَمْعَتُهَا ، وَلَا يَسْكُنُ حُزْنُهَا . ثُمَّ قَامَ فَخَرَجَ

حديث رقم: 259

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ الطَّائِيُّ ، ثَنَا أَبِي ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، عَنْ عَلِيٍ ، قَالَ : أَشَدُّ الْأَعْمَالِ ثَلَاثَةٌ : إِعْطَاءُ الْحَقِّ مِنْ نَفْسِكَ ، وَذِكْرُ اللَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ ، وَمُوَاسَاةُ الْأَخِ فِي الْمَالِ

حديث رقم: 260

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي قِرْبَةَ ، ثَنَا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ ، ثَنَا أَبِي ، ثَنَا عَمْرٌو ، يَعْنِي ابْنَ شِمْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيِّ ، قَالَ : نَادَى حَوْشَبٌ الْخَيْرِيُّ عَلِيًّا يَوْمَ صِفِّينَ فَقَالَ : انْصَرِفْ عَنَّا يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ ، فَإِنَّا نَنْشُدُكَ اللَّهَ فِي دِمَائِنَا وَدَمِكَ ، نُخَلِّي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِرَاقِكَ ، وَتُخَلِّي بَيْنَنَا وَبَيْنَ شَامِنَا ، وَتَحْقِنُ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : هَيْهَاتَ يَا ابْنَ أُمِّ ظُلَيْمٍ وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ الْمُدَاهَنَةَ تَسَعُنِي فِي دِينِ اللَّهِ لَفَعَلْتُ ، وَلَكَانَ أَهْوَنَ عَلَيَّ فِي الْمَؤُونَةِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ بِالْإِدْهَانِ وَالسُّكُوتِ وَاللَّهُ يُعْصَى

حديث رقم: 261

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَصْبَهَانِيُّ ، ثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، يَقُولُ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَرْبِطُ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَإِنَّ صَدَقَتِي الْيَوْمَ لَأَرْبَعُونَ أَلْفَ دِينَارٍ

حديث رقم: 262

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُرْهِبِيُّ ، ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْحَضْرَمِيُّ الْكُهَيْلِيُّ ، ثَنَا أَبِي عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : شِيعَةُ عَلِيٍّ الْحُلَمَاءُ ، الْعُلَمَاءُ ، الذُّبْلُ الشِّفَاهِ ، الْأَخْيَارُ الَّذِينَ يُعْرَفُونَ بِالرَّهْبَانِيَّةِ مِنْ أَثَرِ الْعِبَادَةِ

حديث رقم: 263

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَلْمٍ ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَجَلِيُّ ، ثَنَا بَكَّارُ بْنُ أَحْمَدَ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : شِيَعُنَا الذُّبْلُ الشِّفَاهِ ، وَالْإِمَامُ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ

حديث رقم: 264

حَدَّثَنَا فَهِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَهِدٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ ، ثَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَحْيَا حَيَاتِي ، وَيَمُوتَ مِيتَتِي ، وَيَتَمَسَّكَ بِالْقَصَبَةِ الْيَاقُوتَةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا : كُونِي ، فَكَانَتْ ، فَلْيَتَوَلَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ مِنْ بَعْدِي رَوَاهُ شَرِيكٌ أَيْضًا عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ ، حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ ، أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ . وَرَوَاهُ السُّدِّيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ . وَرَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَهُوَ غَرِيبٌ

حديث رقم: 265

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سُلَيْمٍ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَحْيَا حَيَاتِي ، وَيَمُوتَ مَمَاتِي ، وَيَسْكُنَ جَنَّةَ عَدْنٍ غَرَسَهَا رَبِّي ، فَلْيُوَالِ عَلِيًّا مِنْ بَعْدِي ، وَلْيُوَالِ وَلِيَّهُ ، وَلْيَقْتَدِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِي ، فَإِنَّهُمْ عِتْرَتِي خُلِقُوا مِنْ طِينَتِي ، رُزِقُوا فَهْمًا وَعِلْمًا . وَوَيْلٌ لِلْمُكَذِّبِينَ بِفَضْلِهِمْ مِنْ أُمَّتِي ، لِلْقَاطِعِينَ فِيهِمْ صِلَتِي ، لَا أَنَالَهُمُ اللَّهُ شَفَاعَتِي قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ : فَالْمُحَقِّقُونَ بِمُوَالَاةِ الْعِتْرَةِ الطَّيِّبَةِ هُمُ الذُّبْلُ الشِّفَاهِ ، الْمُفْتَرِشُو الْجِبَاهِ ، الْأَذِلَّاءُ فِي نُفُوسِهِمُ ، الْفُنَاةُ الْمُفَارِقُونَ لِمُوثِرِي الدُّنْيَا مِنَ الطُّغَاةِ ، هُمُ الَّذِينَ خَلَعُوا الرَّاحَاتِ ، وَزَهَدُوا فِي لَذِيذِ الشَّهَوَاتِ ، وَأَنْوَاعِ الْأَطْعِمَةِ وَأَلْوَانِ الْأَشْرِبَةِ ، فَدَرَجُوا عَلَى مَنَاهِجِ الْمُرْسَلِينَ ، وَالْأَوْلِيَاءِ مِنَ الصِّدِّيقِينَ ، وَرَفَضُوا الزَّائِلَ الْفَانِيَ ، وَرَغِبُوا فِي الزَّائِدِ الْبَاقِي ، فِي جِوَارِ الْمُنْعِمِ الْمِفْضَالِ ، وَمَوْلَى الْأَيَادِي وَالنَّوَالِ