حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ ، قَالَ : قَدِمَ أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ دِمَشْقَ فَسَأَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ لَعَلَّكَ أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا بَعْدَ الَّذِي حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَتَاهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ ، وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَسَأَلَا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَدَعَا مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَمَرَهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ ، فَأَقْبَلَ مُعَاوِيَةُ بِصَحِيفَتَيْنِ يَحْمِلَهُمَا فَأَلْقَى إِحْدَى الصَّحِيفَتَيْنِ إِلَى عُيَيْنَةَ وَكَانَ أَحْلَمَ الرِّجْلَيْنِ فَأَخَذَهَا فَرَبَطَها فِي عِمَامَتِهِ ، وَأَلْقَى الْأُخْرَى إِلَى الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ فَقَالَ : مَا فِيهَا ؟ قَالَ : فِيهَا الَّذِي أُمِرْتَ بِهِ قَالَ : بِئْسَ وَافِدٍ لِقَوْمٍ إِذَا أَنَا جِئْتُهُمْ بِصَحِيفَةٍ أَحْمِلُهَا مَا أَدْرِي مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُلْتَمِسِ قَالَ : وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُقْبِلٌ عَلَى رَجُلٍ يُحَدِّثُهُ فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتَهُ أَخَذَ الصَّحِيفَةَ فَفَضَّها فَإِذَا فِيهَا الَّذِي أَمَرَ بِهِ قَالَ : فَأَلْقَاهَا وَقَامَ قَالَ : فَتَبِعْتُهُ حَتَّى مَرَّ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَإِذَا بَعِيرٌ مُنَاخٌ فَقَالَ : أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اتَّقُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ كُلُوهَا سِمَانًا وَارْكَبُوهَا صِحَاحًا ثُمَّ مَضَى حَتَّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ وَأَنَا مَعَهُ فَطَفِقَ يَقُولُ : كَالْمُتَسَخِّطِ أَنَفًا إِنَّهُ مَنْ يَسْأَلُ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا ظَهْرُ الْغِنَى ؟ قَالَ : أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ عِنْدَ أَهْلِهِ مَا يُغَدِّيهِمْ أَوْ يُعَشِّيهِمْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ ، نا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ ، قَالَ : قَدِمَ أَبُو كَبْشَةَ دِمَشْقَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ .
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَامٍ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلَامٍ ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : صَلَّيْتُ الْعَصْرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي مَسِيرِهِ إِلَى حُنَيْنٍ ، وَأَمَرَ أُنَاسًا فَنَزَلُوا وَعَسْكَرُوا وَأَقْبَلَ فَارِسٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي حِينَ خَرَجْتُ أَشْرَفْتُ عَلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا فَإِذَا بِهَوَازِنَ عَلَى بَكْرَةِ أَبِيهَا بِظُعُنِها وَنَعَمِها وَشَائِها هِيَ فِي وَادِي حُنَيْنٍ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : تِلْكَ غَنِيمَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ