حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ أَبُو يَحْيَى قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، قَالَ : فَقُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ : ابْنُ كَمْ كُنْتَ حِينَ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ ؟ قَالَ : وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى بَاهِلَةَ ، فَأَتَيْتُهُمْ وَهُمْ عَلَى طَعَامٍ ، فَرَحَّبُوا بِي وَأَكْرَمُونِي وَقَالُوا : تَعَالَ فَكُلْ ، فَقُلْتُ : جِئْتُ لَأَنْهَاكُمْ عَنْ هَذَا الطَّعَامِ ، وَأَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَيْكُمْ لِتُؤْمِنُوا ، فَكَذَّبُونِي وَزَبَرُونِي ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا جَائِعٌ ظَمْآنُ قَدْ نَزَلَ بِي جَهْدٌ شَدِيدٌ ، فَنِمْتُ فَأُوتِيتُ فِي مَنَامِي بِشَرْبَةٍ مِنْ لَبَنٍ ، فَشَبِعْتُ وَرَوِيتُ ، وَعَظُمَ بَطْنِي ، فَقَالَ الْقَوْمُ : أَتَاكُمْ رَجُلٌ مِنْ خِيَارِكُمْ وَأَشْرَافِكُمْ فَزَبَرْتُمُوهُ ، اذْهَبُوا إِلَيْهِ فَأَطْعِمُوهُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ مَا يَشْتَهِي ، فَأَتَوْنِي بِطَعَامٍ فَقُلْتُ : مَا لِي حَاجَةٌ فِي طَعَامِكُمْ وَشَرَابِكُمْ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَطْعَمَنِي وَسَقَانِي ، فَانْظُرُوا إِلَى حَالِي الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا ، فَآمَنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، نا عُتْبَةُ بْنُ النُّدَّرِ ، قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ شَيْخًا قَصِيرًا خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ عَلَى حِمَارٍ أَسْوَدَ يَقُودَهُ وَصِيفٌ لَهُ رُومِيٌّ ، وَبِيَدِهِ عَصًا وَهُوَ رَاكِبٌ وَعَلَيْهِ قُبَاءٌ ثَمَنَ أَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ ، وَعِمَامَةٌ عَدَنِيَّةٌ وَرِدَاءٌ مِثْلُهُ ، وَقَدْ أَرْخَى الْعِمَامَةَ وَرَاءَهُ ذِرَاعًا ، وَرَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ وَرِدَاؤُهُ لَا يُجَاوِزُ إِلْيَتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ، وَمِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ إِلَّا يَسِيرًا ، وَرَأَيْتُ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خُفَّيْنِ أَسْوَدَيْنِ مُنَعَّلَيْنِ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ ، وَرَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ ، وَرَأَيْتُ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ ، وَأَبَى رُهْمٍ ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَلَانِسَ بِيضًا صِغَارًا ، وَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْرُجُ إِلَى قَرْيَةٍ لَهُ عَلَى أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَيْلًا ، فَيُقِيمُ الشَّهْرَ وَالِإِثْنَيْنِ ثُمَّ يَدْخُلُ فَيَمْكُثُ اللَّيَالِيَ
حَدَّثَنَا الْحَوْطِيُّ ، نا ابْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مَسْلَمَةَ ، رَأَيْتُ خَمْسَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ ، وَعُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ ، وَالْحَجَّاجَ بْنَ عَامِرٍ الثُّمَالِيَّ ، وَالْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبٍ الْكِنْدِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَقُمُّونَ شَوَارِبَهُمْ ، وَيُعْفُونَ لِحَاهُمْ ، وَيُصَفِّرُونَهَا ، وَكَانُوا يَقُمُّونَ مِنْ طَرَفِ الشَّفَةِ
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، نا ابْنُ حَرْبٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُرَشِيِّ قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ ، وَالْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا خَارِجَيْنِ مِنْ عِنْدِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خِلَافَتِهِ وَعَلَيْهِمَا بُرْنُسَانِ
حَدَّثَنَا أَبُو شُرَحْبِيلَ ، نا أَبُو الْيَمَانِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَيُحَدِّثُنَا حَدِيثًا كَثِيرًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَإِذَا سَكَتَ قَالَ : عَقَلْتُمْ ؟ بَلِّغُوا كَمَا بَلَّغْنَاكُمْ
حَدَّثَنَا أَبُو شُرَحْبِيلَ ، نا أَبُو الْيَمَانِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ : كُنْتُ آخُذُ بِيَدِ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مُنْصَرَفٌ إِلَى مَنْزِلِهِ
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، نا أَبِي ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ ، أَنَّ أَبَا أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، كَانَ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ كَالَّذِي يُؤَدِّي مَا سَمِعَ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، وَابْنُ مُصَفَّى ، قَالَا : ثنا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنِي نُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ ، سَمِعَ صُدَيَّ بْنَ عَجْلَانَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُحَدِّثُ
حَدَّثَنا ابْنُ عَوْفٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ ، ثنا حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَلَى أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِحِمْصَ ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنَّ مَجْلِسَكُمْ هَذَا مِنْ إِبْلَاغِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْكُمْ ، وَاحْتِجَاجِهِ عَلَيْكُمْ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ بَلَّغَ ، وَأَنْتُمْ فَبَلِّغُوا عَنِّي مَا تَسْمَعُونَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو ، ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ ، نا يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا وَمَكْحُولٌ ، وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَى أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَدَخَلْنَا عَلَى شَيْخٍ مَنْطِقُهُ أَجْلَدُ مِنْ مَنْظَرِهِ ، فَقَالَ مَكْحُولٌ : لَقَدْ دَخَلْنَا عَلَى شَيْخٍ مُجْتَمِعِ الْعَقْلِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ حَفْصَ بْنِ غَيْلَانَ ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا ، وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَلَى أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنَّ مَجْلِسَكُمْ هَذَا مِنْ إِبْلَاغِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْكُمْ ، وَاحْتِجَاجِهِ عَلَيْكُمْ ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ بَلَّغَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، نا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ حَفْصَ بْنِ غَيْلَانَ ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : دَخَلْتُ أَنَا ، وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَلَى أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِحِمْصَ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ ، نا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ : تُوُفِّيَ أَبُو أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِمَّا أَسْنَدَ :
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، نا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ ، وَأَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْأَخْنَسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَاللَّهِ مَا أُولَئِكَ فِي أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا مِثْلَ الذُّبَابِ الْأَصْهَبِ فِي الذُّبَابِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَنِي سَبْعِينَ أَلْفًا مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا ، وَزَادَنِي ثَلَاثَ حَثَيَاتٍ ، قَالَ : فَمَا سَعَةُ حَوْضِكَ ؟ قَالَ : أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، وَأَطْيَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ ، وَلَمْ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ أَبَدًا ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ ، وَأَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : وَعَدَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ دُحَيْمٍ قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ : أَبُو الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لُحَيٍّ ، وَهُوَ رَجُلٌ جَلِيلٌ ، رَوَى عَنْهُ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ ، وَجَمَاعَةٌ
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيُّ ، نا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنِ السَّيْبَانِيِّ وَهُوَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَكَانَ أَكْثَرَ خُطْبَتِهِ مَا يُحَدِّثُنَا عَنِ الدَّجَّالِ وَيُحَذِّرُنَاهُ ، فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهَا لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ عَلَى الْأَرْضِ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ ، وَأَنَا آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ ، فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُ كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَيَعِيثُ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ اثْبُتُوا ، فَإِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ : أَنَا نَبِيٌّ ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي ، ثُمَّ يُثَنِّي فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، وَلَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَلَيْسَ رَبُّكُمْ بِأَعْوَرَ ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ أُمِّيٍّ ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَقْرَأْ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْكَهْفِ ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَكُنْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتِ النَّارُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ شَيَاطِينَ يَتَمَثَّلُونَ عَلَى صُورَةِ النَّاسِ ، فَيَأْتِي الْأَعْرَابِيَّ فَيَقُولُ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيَاطِينُ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَقُولَانِ : يَا بُنَيَّ ، اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلَهَا ثُمَّ يُحْيِيَهَا ، وَلَنْ يُقَدَّرَ لَهَا بَعْدَ ذَلِكَ ، وَلَا يَصْنَعُ ذَلِكَ بِنَفْسٍ غَيْرِهَا ، وَيَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا ، فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الْآنَ وَيَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي ، فَيَبْعَثُهُ فَيَقُولُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ، وَأَنْتَ الدَّجَّالُ عَدُوُّ اللَّهِ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لِلْأَعْرَابِيِّ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ إِبِلَكَ ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَتَتَمَثَّلُ لَهُ شَيَاطِينُهُ عَلَى صُورَةِ إِبِلِهِ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ ، وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ ، فَيَمُرُّ بِالْحَيِّ مِنَ الْعَرَبِ فَيُكَذِّبُونَهُ ، وَلَا يَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلَّا هَلَكَتْ ، وَيَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيُصَدِّقُونَهُ ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ ، وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ ، فَتَرُوحَ إِلَيْهِ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرًا وَأَدَرَّهُ ضُرُوعًا ، وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا ، فَيَوْمًا كَالسَّنَةِ ، وَيَوْمًا دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمًا كَالشَّهْرِ ، وَيَوْمًا دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمًا كَالْجُمُعَةِ ، وَيَوْمًا دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمًا كَالْأَيَّامِ ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَرَةِ فِي الْجَرِيدَةِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ بِبَابِ الْمَدِينَةِ فَلَا يَبْلُغُ بَابَهَا الْآخَرَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الْقِصَارِ ؟ قَالَ : تَقْدُرُونَ فِيهَا كَمَا تَقْدُرُونَ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الطِّوَالِ ثُمَّ تُصَلُّونَ ، وَلَا يَبْقَى مَوْضِعٌ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا وَطِئَهُ وَغَلَبَ عَلَيْهِ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ ، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِيهَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا إِلَّا لَقِيَهُ مَلَكٌ مُصْلَتٌ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدَ الضَّرِيبِ الْأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطِعِ السَّبَخَةِ عِنْدَ مُجْتَمِعِ السُّيُولِ ، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ ، فَلَا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلَا مُنَافِقَةٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ ، فَتَنْفِي الْمَدِينَةُ خَبَثَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ، وَيُدْعَى ذَلِكَ يَوْمَ الْخَلَاصِ ، فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَيْنَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ حَتَّى يُحَاصِرَهُمْ ، وَإِمَامُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ صَالِحٌ ، فَتُقَامُ الصَّلَاةُ فَيُقَالُ لَهُ : صَلِّ الصُّبْحَ ، فَإِذَا كَبَّرَ وَدَخَلَ نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَإِذَا رَآهُ الرَّجُلُ عَرَفَهُ فَيَرْجِعُ فَيَمْشِي الْقَهْقَرَى فَيَتَقَدَّمُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَيَقُولُ : صَلِّ ، فَيَتَقَدَّمُ ، فَيُصَلِّي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ خَلْفَهُ ثُمَّ يَقُولُ : افْتَحُوا الْبَابَ ، وَمَعَ الدَّجَّالِ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ أَلْفِ يَهُودِيٍّ ، كُلُّهُمْ ذُو سَاجٍ وَسَيْفٍ مُحَلًّى ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فِي النَّارِ ، وَالْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ هَارِبًا ، فَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَفُوتَنِي بِهَا ، فَيُدْرِكَهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلَهُ ، فَلَا يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ ، لَا شَجَرَ ، وَلَا حَجَرَ إِلَّا أَنْطَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ الشَّيْءَ ، لَا شَجَرَ وَلَا حَجَرَ إِلَّا قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَةَ فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ ، فَلَا تَنْطِقُ يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : وَيَكُونُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا ، وَإِمَامًا مُقْسِطًا ، يُدِقُّ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، وَتُرْفَعُ الصَّدَقَةُ حَتَّى لَا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلَا بَعِيرٍ ، وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ ، وَتُنْزَعُ حُمَّةُ كُلِّ ذِي حُمَّةٍ حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي فِي الْحَنَشِ فَلَا يَضُرُّهُ ، وَيَلْقَى الْوَلِيدَةَ الْأَسْدُ فَلَا يَضُرُّهُ ، وَيَكُونُ فِي الْإِبِلِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ، وَيَكُونُ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ، وَتُمْلَأُ الْأَرْضُ مِنَ الْإِسْلَامِ ، وَيَسْلُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكُفَّارَ مُلْكَهُمْ ، فَلَا يَكُونُ مُلْكٌ إِلَّا الْإِسْلَامَ ، وَتَكُونُ الْأَرْضُ كَنَاثُورِ الْفِضَّةِ ، تُنْبِتُ نَبَاتَهَا كَمَا كَانَتْ تُنْبِتُ عَلَى عَهْدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، يَجْتَمِعُ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ فَيُشْبِعُهُمْ ، وَالنَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعُهُمْ ، وَيَكُونُ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ ، وَيَكُونُ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ