عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَكَانَ أَكْثَرَ خُطْبَتِهِ مَا يُحَدِّثُنَا عَنِ الدَّجَّالِ وَيُحَذِّرُنَاهُ ، فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهَا لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ عَلَى الْأَرْضِ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ ، وَأَنَا آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ ، فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُ كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَيَعِيثُ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ اثْبُتُوا ، فَإِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ : أَنَا نَبِيٌّ ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي ، ثُمَّ يُثَنِّي فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، وَلَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَلَيْسَ رَبُّكُمْ بِأَعْوَرَ ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ أُمِّيٍّ ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَقْرَأْ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْكَهْفِ ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَكُنْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتِ النَّارُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ شَيَاطِينَ يَتَمَثَّلُونَ عَلَى صُورَةِ النَّاسِ ، فَيَأْتِي الْأَعْرَابِيَّ فَيَقُولُ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيَاطِينُ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَقُولَانِ : يَا بُنَيَّ ، اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلَهَا ثُمَّ يُحْيِيَهَا ، وَلَنْ يُقَدَّرَ لَهَا بَعْدَ ذَلِكَ ، وَلَا يَصْنَعُ ذَلِكَ بِنَفْسٍ غَيْرِهَا ، وَيَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا ، فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الْآنَ وَيَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي ، فَيَبْعَثُهُ فَيَقُولُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ، وَأَنْتَ الدَّجَّالُ عَدُوُّ اللَّهِ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لِلْأَعْرَابِيِّ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ إِبِلَكَ ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَتَتَمَثَّلُ لَهُ شَيَاطِينُهُ عَلَى صُورَةِ إِبِلِهِ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ ، وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ ، فَيَمُرُّ بِالْحَيِّ مِنَ الْعَرَبِ فَيُكَذِّبُونَهُ ، وَلَا يَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلَّا هَلَكَتْ ، وَيَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيُصَدِّقُونَهُ ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ ، وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ ، فَتَرُوحَ إِلَيْهِ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرًا وَأَدَرَّهُ ضُرُوعًا ، وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا ، فَيَوْمًا كَالسَّنَةِ ، وَيَوْمًا دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمًا كَالشَّهْرِ ، وَيَوْمًا دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمًا كَالْجُمُعَةِ ، وَيَوْمًا دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمًا كَالْأَيَّامِ ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَرَةِ فِي الْجَرِيدَةِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ بِبَابِ الْمَدِينَةِ فَلَا يَبْلُغُ بَابَهَا الْآخَرَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الْقِصَارِ ؟ قَالَ : " تَقْدُرُونَ فِيهَا كَمَا تَقْدُرُونَ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الطِّوَالِ ثُمَّ تُصَلُّونَ ، وَلَا يَبْقَى مَوْضِعٌ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا وَطِئَهُ وَغَلَبَ عَلَيْهِ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ ، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِيهَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا إِلَّا لَقِيَهُ مَلَكٌ مُصْلَتٌ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدَ الضَّرِيبِ الْأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطِعِ السَّبَخَةِ عِنْدَ مُجْتَمِعِ السُّيُولِ ، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ ، فَلَا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلَا مُنَافِقَةٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ ، فَتَنْفِي الْمَدِينَةُ خَبَثَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ، وَيُدْعَى ذَلِكَ يَوْمَ الْخَلَاصِ " ، فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَيْنَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : " بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ حَتَّى يُحَاصِرَهُمْ ، وَإِمَامُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ صَالِحٌ ، فَتُقَامُ الصَّلَاةُ فَيُقَالُ لَهُ : صَلِّ الصُّبْحَ ، فَإِذَا كَبَّرَ وَدَخَلَ نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَإِذَا رَآهُ الرَّجُلُ عَرَفَهُ فَيَرْجِعُ فَيَمْشِي الْقَهْقَرَى فَيَتَقَدَّمُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَيَقُولُ : صَلِّ ، فَيَتَقَدَّمُ ، فَيُصَلِّي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ خَلْفَهُ ثُمَّ يَقُولُ : افْتَحُوا الْبَابَ ، وَمَعَ الدَّجَّالِ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ أَلْفِ يَهُودِيٍّ ، كُلُّهُمْ ذُو سَاجٍ وَسَيْفٍ مُحَلًّى ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فِي النَّارِ ، وَالْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ هَارِبًا ، فَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَفُوتَنِي بِهَا ، فَيُدْرِكَهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلَهُ ، فَلَا يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ ، لَا شَجَرَ ، وَلَا حَجَرَ إِلَّا أَنْطَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ الشَّيْءَ ، لَا شَجَرَ وَلَا حَجَرَ إِلَّا قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَةَ فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ ، فَلَا تَنْطِقُ يَوْمَئِذٍ " ، قَالَ : " وَيَكُونُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا ، وَإِمَامًا مُقْسِطًا ، يُدِقُّ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، وَتُرْفَعُ الصَّدَقَةُ حَتَّى لَا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلَا بَعِيرٍ ، وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ ، وَتُنْزَعُ حُمَّةُ كُلِّ ذِي حُمَّةٍ حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي فِي الْحَنَشِ فَلَا يَضُرُّهُ ، وَيَلْقَى الْوَلِيدَةَ الْأَسْدُ فَلَا يَضُرُّهُ ، وَيَكُونُ فِي الْإِبِلِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ، وَيَكُونُ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ، وَتُمْلَأُ الْأَرْضُ مِنَ الْإِسْلَامِ ، وَيَسْلُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكُفَّارَ مُلْكَهُمْ ، فَلَا يَكُونُ مُلْكٌ إِلَّا الْإِسْلَامَ ، وَتَكُونُ الْأَرْضُ كَنَاثُورِ الْفِضَّةِ ، تُنْبِتُ نَبَاتَهَا كَمَا كَانَتْ تُنْبِتُ عَلَى عَهْدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، يَجْتَمِعُ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ فَيُشْبِعُهُمْ ، وَالنَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعُهُمْ ، وَيَكُونُ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ ، وَيَكُونُ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ "
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيُّ ، نا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنِ السَّيْبَانِيِّ وَهُوَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَكَانَ أَكْثَرَ خُطْبَتِهِ مَا يُحَدِّثُنَا عَنِ الدَّجَّالِ وَيُحَذِّرُنَاهُ ، فَكَانَ مِنْ قَوْلِهِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهَا لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ عَلَى الْأَرْضِ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ ، وَأَنَا آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، وَأَنْتُمْ آخِرُ الْأُمَمِ ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَةَ ، فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُ كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَإِنْ يَخْرُجْ بَعْدِي فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَيَعِيثُ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ اثْبُتُوا ، فَإِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ : أَنَا نَبِيٌّ ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي ، ثُمَّ يُثَنِّي فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، وَلَنْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا ، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَلَيْسَ رَبُّكُمْ بِأَعْوَرَ ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ أُمِّيٍّ ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا ، فَنَارُهُ جَنَّةٌ ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَقْرَأْ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْكَهْفِ ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَكُنْ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا كَمَا كَانَتِ النَّارُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ شَيَاطِينَ يَتَمَثَّلُونَ عَلَى صُورَةِ النَّاسِ ، فَيَأْتِي الْأَعْرَابِيَّ فَيَقُولُ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيَاطِينُ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَقُولَانِ : يَا بُنَيَّ ، اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ فَيَقْتُلَهَا ثُمَّ يُحْيِيَهَا ، وَلَنْ يُقَدَّرَ لَهَا بَعْدَ ذَلِكَ ، وَلَا يَصْنَعُ ذَلِكَ بِنَفْسٍ غَيْرِهَا ، وَيَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا ، فَإِنِّي أَبْعَثُهُ الْآنَ وَيَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي ، فَيَبْعَثُهُ فَيَقُولُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ، وَأَنْتَ الدَّجَّالُ عَدُوُّ اللَّهِ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لِلْأَعْرَابِيِّ : أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ إِبِلَكَ ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، فَتَتَمَثَّلُ لَهُ شَيَاطِينُهُ عَلَى صُورَةِ إِبِلِهِ ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ ، وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ ، فَيَمُرُّ بِالْحَيِّ مِنَ الْعَرَبِ فَيُكَذِّبُونَهُ ، وَلَا يَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلَّا هَلَكَتْ ، وَيَمُرُّ بِالْحَيِّ فَيُصَدِّقُونَهُ ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ ، وَيَأْمُرَ الْأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ ، فَتَرُوحَ إِلَيْهِ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرًا وَأَدَرَّهُ ضُرُوعًا ، وَإِنَّ أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا ، فَيَوْمًا كَالسَّنَةِ ، وَيَوْمًا دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمًا كَالشَّهْرِ ، وَيَوْمًا دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمًا كَالْجُمُعَةِ ، وَيَوْمًا دُونَ ذَلِكَ ، وَيَوْمًا كَالْأَيَّامِ ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَالشَّرَرَةِ فِي الْجَرِيدَةِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ بِبَابِ الْمَدِينَةِ فَلَا يَبْلُغُ بَابَهَا الْآخَرَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ نُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الْقِصَارِ ؟ قَالَ : تَقْدُرُونَ فِيهَا كَمَا تَقْدُرُونَ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ الطِّوَالِ ثُمَّ تُصَلُّونَ ، وَلَا يَبْقَى مَوْضِعٌ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا وَطِئَهُ وَغَلَبَ عَلَيْهِ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ ، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِيهَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا إِلَّا لَقِيَهُ مَلَكٌ مُصْلَتٌ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَنْزِلَ عِنْدَ الضَّرِيبِ الْأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطِعِ السَّبَخَةِ عِنْدَ مُجْتَمِعِ السُّيُولِ ، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ ، فَلَا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلَا مُنَافِقَةٌ إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ ، فَتَنْفِي الْمَدِينَةُ خَبَثَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ، وَيُدْعَى ذَلِكَ يَوْمَ الْخَلَاصِ ، فَقَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَيْنَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ حَتَّى يُحَاصِرَهُمْ ، وَإِمَامُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ صَالِحٌ ، فَتُقَامُ الصَّلَاةُ فَيُقَالُ لَهُ : صَلِّ الصُّبْحَ ، فَإِذَا كَبَّرَ وَدَخَلَ نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَإِذَا رَآهُ الرَّجُلُ عَرَفَهُ فَيَرْجِعُ فَيَمْشِي الْقَهْقَرَى فَيَتَقَدَّمُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ فَيَقُولُ : صَلِّ ، فَيَتَقَدَّمُ ، فَيُصَلِّي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ خَلْفَهُ ثُمَّ يَقُولُ : افْتَحُوا الْبَابَ ، وَمَعَ الدَّجَّالِ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ أَلْفِ يَهُودِيٍّ ، كُلُّهُمْ ذُو سَاجٍ وَسَيْفٍ مُحَلًّى ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فِي النَّارِ ، وَالْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ هَارِبًا ، فَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَفُوتَنِي بِهَا ، فَيُدْرِكَهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ الشَّرْقِيِّ فَيَقْتُلَهُ ، فَلَا يَبْقَى شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَتَوَارَى بِهِ يَهُودِيٌّ ، لَا شَجَرَ ، وَلَا حَجَرَ إِلَّا أَنْطَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ الشَّيْءَ ، لَا شَجَرَ وَلَا حَجَرَ إِلَّا قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ ، هَذَا يَهُودِيٌّ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَةَ فَإِنَّهَا مِنْ شَجَرِهِمْ ، فَلَا تَنْطِقُ يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : وَيَكُونُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا ، وَإِمَامًا مُقْسِطًا ، يُدِقُّ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ، وَتُرْفَعُ الصَّدَقَةُ حَتَّى لَا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلَا بَعِيرٍ ، وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ ، وَتُنْزَعُ حُمَّةُ كُلِّ ذِي حُمَّةٍ حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي فِي الْحَنَشِ فَلَا يَضُرُّهُ ، وَيَلْقَى الْوَلِيدَةَ الْأَسْدُ فَلَا يَضُرُّهُ ، وَيَكُونُ فِي الْإِبِلِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ، وَيَكُونُ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا ، وَتُمْلَأُ الْأَرْضُ مِنَ الْإِسْلَامِ ، وَيَسْلُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكُفَّارَ مُلْكَهُمْ ، فَلَا يَكُونُ مُلْكٌ إِلَّا الْإِسْلَامَ ، وَتَكُونُ الْأَرْضُ كَنَاثُورِ الْفِضَّةِ ، تُنْبِتُ نَبَاتَهَا كَمَا كَانَتْ تُنْبِتُ عَلَى عَهْدِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، يَجْتَمِعُ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ فَيُشْبِعُهُمْ ، وَالنَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعُهُمْ ، وَيَكُونُ الثَّوْرُ بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْمَالِ ، وَيَكُونُ الْفَرَسُ بِالدُّرَيْهِمَاتِ