حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَا : ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : قَرَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ {{ جَنَّاتِ عَدْنٍ }} فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ أَتَدْرُونَ مَا جَنَّاتُ عَدْنٍ ؟ قَصْرٌ فِي الْجَنَّةِ لَهُ خَمْسَةُ آلَافِ بَابٍ عَلَى كُلِّ بَابٍ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ , لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا نَبِيٌّ ، وَهَنِيئًا لِصَاحِبِ الْقَبْرِ وَأَشَارَ إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، أَوْ صِدِّيقٌ ، وَهَنِيئًا لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَوْ شَهِيدٌ ، وَأَنَّى لِعُمَرَ الشَّهَادَةُ ؟ وَإِنَّ الَّذِي أَخْرَجَنِي مِنْ مَنْزِلِي بِالْحَثْمَةِ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَسُوقَهَا إِلَيَّ ، وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي حَدِيثِهِ قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ : قَالَ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ : الْحَثْمَةُ : مَنْزِلُهُ بِمَكَّةَ , وَفِي الْحَثْمَةِ يَقُولُ الْمُهَاجِرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ : لَنِسَاءٌ بَيْنَ الْحَجُونِ إِلَى الْحَثْـ ـمَةِ فِي لَيَالٍ مُقْمِرَاتٍ وَشَرْقِ سَاكِنَاتُ الْبِطَاحِ أَشْهَى إِلَى الْقَلْـ ـبِ مِنَ السَّاكِنَاتِ دُورَ دِمَشْقِ وَفِي الْحَثْمَةِ وُلِدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ قَالَ : ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ ، أَوْ سَمِعْتُ فِي مَجْلِسِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : بَيْنَا أَنَا بِالْحَثْمَةِ ، إِذْ سَمِعْتُ صَارِخًا ، مِنْ دَارِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : . . . لِلْخَطَّابِ مَوْلُودٌ - يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : كَانَ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ خَطَبَ فِي مَقْدِمِهِ دِمَشْقَ عَمْرَةَ بِنْتَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيَّةَ فَقَالَتْ : كُهُولُ دِمَشْقَ وَشُبَّانُهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْجَالِيَهْ لَهُمْ ذَفَرٌ كَصِنَانِ التُّيُوسِ أَعْيَا عَلَى الْمِسْكِ وَالْغَالِيَهْ فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ يُجِيبُهَا : سَاكِنَاتُ الْعَقِيقِ أَشْهَى إِلَى النَّفْـسِ مِنَ السَّاكِنَاتِ دُورَ دِمَشْقِ يَتَضَوَّعْنَ إِنْ تَطَيَّبْنَ بِالْمِسْكِ صُنَانًا كَأَنَّهُ رِيحُ مَرَقِ , وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ ، أَيْضًا قَالَ : وَهِيَ - يَعْنِي هَذِهِ الْأَبْيَاتَ - لِلْمُهَاجِرِ بْنِ خَالِدٍ وَقَالَ : لَنِسَاءٌ بَيْنَ الْحَجُونِ إِلَى الْحَثْمَةِ . وَالْحَثْمَةُ : صَخَرَاتٌ مُشْرِفَاتٌ فِي رَبْعِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الطَّوِيلِ الْمُشْرِفِ عَلَيْهِ ، اسْمُهُ الْعَاقِرُ , وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ : هَيْهَاتَ مِنْهَا إِنْ أَلَمَّ خَيَالُهَا سَلْمَى إِذَا نَزَلَتْ بِسَفْحِ الْعَاقِرِ