كَمَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : وَكَانُوا يَخَافُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا يَتَوَاعَدُونَ هُنَالِكَ فَيَقِفُونَ بِفَمِ الصَّفِّيِّ فَيَتَفَاخَرُونَ بِآبَائِهِمْ وَأَيَّامِهِمْ وَوَقَائِعِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
فَحَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ قَالَ : ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ اذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ }} قَالَ : كَانُوا يَذْكُرُونَ آبَاءَهُمْ فِي الْحَجِّ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ : كَانَ أَبِي يُطْعِمُ الطَّعَامَ , وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ : كَانَ أَبِي يَضْرِبُ بِالسَّيْفِ ؟ وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ : كَانَ أَبِي يَجُزُّ نَوَاصِيَ بَنِي فُلَانٍ ، وَيُقَالُ : وَيَقُومُ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ شَاعِرُهُمْ وَخَطِيبُهُمْ فَيَقُولُ : فِينَا فُلَانٌ وَفِينَا فُلَانٌ وَلَنَا يَوْمُ كَذَا وَوَقَعْنَا بِبَنِي فُلَانٍ يَوْمَ كَذَا ثُمَّ يَقُومُ الشَّاعِرُ فَيُنْشِدُ مَا قِيلَ فِيهِمْ مِنَ الشَّعْرِ ، ثُمَّ يَقُولُ : مَنْ يُفَاخِرُنَا فَلْيَأْتِ بِمِثْلِ فَخْرِنَا . فَمَنْ كَانَ يُرِيدُ الْمُفَاخَرَةَ مِنَ الْقَبَائِلِ قَامَ فَذَكَرَ مَثَالِبَ تِلْكَ الْقَبِيلَةِ وَمَا فِيهَا مِنَ الْمَسَاوِئِ ، وَمَا ذُكِرَتْ بِهِ يَرُدُّ عَلَيْهِ مَا قَالَ : ثُمَّ يَفْخَرُ هُوَ بِمَا فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ حَتَّى جَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْإِسْلَامِ وَأَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ عَلَى نَبِيِّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {{ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا }} يَعْنِي دَعُوا هَذِهِ الْمُفَاخَرَةَ وَالْمُكَاثَرَةَ وَاذْكُرُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ : ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قَالَ : ثنا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا }} قَالَ : كَمَا أَذْكُرُ أَبِي ؟ فَقَالَ : لَا وَلَا نِعْمَةٌ وَلَكِنْ كَمَا يَذْكُرُكَ أَبُوكَ فَإِنَّ الْوَالِدَ مُوَكَّلٌ بِالْوَلَدِ
وَأَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، {{ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ }} قَالَ : أَبُهُ ، أُمُّهُ
وَحَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ }} قَالَ : كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَذْكُرُونَ أَفْعَالَ آبَائِهِمْ فِي النَّاسِ فَنَزَلَتْ {{ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا }} هَبْ لَنَا غَنَمًا هَبْ لَنَا إِبِلًا ، {{ وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ }} فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ كَفَّتْهُمْ عَنْ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَقَدْ خَطَبَهُمْ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ : ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا تَفْتَخِرُوا بِآبَائِكُمُ الَّذِينَ مُوِّتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَوَاللَّهِ لَجُعْلٌ يُدَهْدِهُ الْخَرْءَ بِأَنْفِهِ خَيْرٌ مِنْ آبَائِكُمُ الَّذِينَ مُوِّتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَفِي هَذَا الشِّعْبِ يَقُولُ كَثِيرُ بْنُ كَثِيرٍ : سَكَنُوا الْجَزْعَ جَزْعَ بَيْتِ أَبِي مُوسَى إِلَى النَّخْلِ مِنْ صُفِيِّ السِّبَابِ وَيُقَالُ : إِنَّ شِعْبَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ مَا بَيْنَ شِعْبِ الْخُوزِ إِلَى نَزَّاعَةِ الشَّوَى إِلَى الثَّنِيَّةِ الَّتِي تَهْبِطُ فِي شِعْبِ الْخُوزِ يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِشِعْبِ النَّوْبَةِ .