عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ اذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ }} قَالَ : " كَانُوا يَذْكُرُونَ آبَاءَهُمْ فِي الْحَجِّ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ : كَانَ أَبِي يُطْعِمُ الطَّعَامَ , وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ : كَانَ أَبِي يَضْرِبُ بِالسَّيْفِ ؟ وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ : كَانَ أَبِي يَجُزُّ نَوَاصِيَ بَنِي فُلَانٍ ، وَيُقَالُ : وَيَقُومُ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ شَاعِرُهُمْ وَخَطِيبُهُمْ فَيَقُولُ : فِينَا فُلَانٌ وَفِينَا فُلَانٌ وَلَنَا يَوْمُ كَذَا وَوَقَعْنَا بِبَنِي فُلَانٍ يَوْمَ كَذَا ثُمَّ يَقُومُ الشَّاعِرُ فَيُنْشِدُ مَا قِيلَ فِيهِمْ مِنَ الشَّعْرِ ، ثُمَّ يَقُولُ : مَنْ يُفَاخِرُنَا فَلْيَأْتِ بِمِثْلِ فَخْرِنَا . فَمَنْ كَانَ يُرِيدُ الْمُفَاخَرَةَ مِنَ الْقَبَائِلِ قَامَ فَذَكَرَ مَثَالِبَ تِلْكَ الْقَبِيلَةِ وَمَا فِيهَا مِنَ الْمَسَاوِئِ ، وَمَا ذُكِرَتْ بِهِ يَرُدُّ عَلَيْهِ مَا قَالَ : ثُمَّ يَفْخَرُ هُوَ بِمَا فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ حَتَّى جَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْإِسْلَامِ وَأَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {{ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا }} يَعْنِي دَعُوا هَذِهِ الْمُفَاخَرَةَ وَالْمُكَاثَرَةَ وَاذْكُرُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ "
فَحَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ قَالَ : ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ اذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ }} قَالَ : كَانُوا يَذْكُرُونَ آبَاءَهُمْ فِي الْحَجِّ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ : كَانَ أَبِي يُطْعِمُ الطَّعَامَ , وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ : كَانَ أَبِي يَضْرِبُ بِالسَّيْفِ ؟ وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ : كَانَ أَبِي يَجُزُّ نَوَاصِيَ بَنِي فُلَانٍ ، وَيُقَالُ : وَيَقُومُ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ شَاعِرُهُمْ وَخَطِيبُهُمْ فَيَقُولُ : فِينَا فُلَانٌ وَفِينَا فُلَانٌ وَلَنَا يَوْمُ كَذَا وَوَقَعْنَا بِبَنِي فُلَانٍ يَوْمَ كَذَا ثُمَّ يَقُومُ الشَّاعِرُ فَيُنْشِدُ مَا قِيلَ فِيهِمْ مِنَ الشَّعْرِ ، ثُمَّ يَقُولُ : مَنْ يُفَاخِرُنَا فَلْيَأْتِ بِمِثْلِ فَخْرِنَا . فَمَنْ كَانَ يُرِيدُ الْمُفَاخَرَةَ مِنَ الْقَبَائِلِ قَامَ فَذَكَرَ مَثَالِبَ تِلْكَ الْقَبِيلَةِ وَمَا فِيهَا مِنَ الْمَسَاوِئِ ، وَمَا ذُكِرَتْ بِهِ يَرُدُّ عَلَيْهِ مَا قَالَ : ثُمَّ يَفْخَرُ هُوَ بِمَا فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ حَتَّى جَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْإِسْلَامِ وَأَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ عَلَى نَبِيِّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {{ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا }} يَعْنِي دَعُوا هَذِهِ الْمُفَاخَرَةَ وَالْمُكَاثَرَةَ وَاذْكُرُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ