حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، قَالَ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ رَفَعَ حِسْلٌ - وَهُوَ الْيَمَانُ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - وَثَابِتُ بْنُ وَقْشِ بْنِ زَعُورَاءَ ، فِي الْآطَامِ مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ - وَهُمَا شَيْخَانِ - : لَا أَبَا لَكَ ، مَا تَنْتَظِرُ ؟ فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَ لِوَاحِدٍ مِنَّا إِلَّا كَظَمَأِ حِمَارٍ ، إِنَّمَا نَحْنُ هَامَةٌ الْيَوْمَ أَوْ غَدًا ، فَلَا نَأْخُذُ أَسْيَافَنَا ، ثُمَّ نَلْحَقُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؛ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنَا الشَّهَادَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . فَأَخَذَا أَسْيَافَهُمَا حَتَّى دَخَلَا فِي النَّاسِ ، وَلَا يُعْلَمُ بِهِمَا ، فَأَمَّا ثَابِتُ بْنُ وَقْشٍ فَقَتَلَهُ الْمُشْرِكُونَ ، وَأَمَّا حِسْلٌ فَاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُ الْمُسْلِمِينَ ، وَهُمْ لَا يَعْرِفُونَهُ ، فَقَتَلُوهُ