حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُنْدَارٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ ، بِأَصْبَهَانَ ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ ح وَثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ : ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثنا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، اسْتَعْمَلَ بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ عَلَى صَدَقَاتِ هَوَازِنَ ، قَالَ : فَتَخَلَّفَ بِشْرٌ ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ ، فَقَالَ : مَا خَلَّفَكَ ، أَمَا لَنَا عَلَيْكَ سَمْعٌ وَطَاعَةٌ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ ، أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ ، فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَا ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ ، فَهَوَى فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا . قَالَ : فَخَرَجَ عُمَرُ كَئِيبًا حَزِينًا ، فَلَقِيَهُ أَبُو ذَرٍّ ، فَقَالَ : مَا لِي أَرَاكَ كَئِيبًا حَزِينًا ؟ قَالَ : مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَكُونَ كَئِيبًا حَزِينًا ، وَقَدْ سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ ، فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَا ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ ، وَهَوَى فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا . قَالَ أَبُو ذَرٍّ : وَمَا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : لَا . قَالَ : أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ وَلِيَ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُوقَفَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ ، فَإِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَجَا ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ ، فَهَوَى فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا ، وَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ ، فَأَيُّ الْحَدِيثَيْنِ أَوَجَعُ لِقَلْبِكَ ؟ قَالَ : كِلَاهُمَا قَدْ وَجَعَ قَلْبِي ، فَمَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا ؟ قَالَ أَبُو ذَرٍّ : مَنْ سَلَتَ اللَّهُ أَنْفَهُ وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ ، أَمَا إِنَّا لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا ، وَعَسَى إِنْ وَلَّيْتَهَا مَنْ لَا يَعْدِلُ فِيهَا أَنْ لَا تَنْجُوَ مِنْ إِثْمِهَا
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالَ : ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الرَّاسِبِيِّ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَهْدَهُ ، فَقَالَ : لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ ؛ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْوُلَاةَ يُجَاءُ بِهِمْ ، فَيُوقَفُونَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ ، فَمَنْ كَانَ مِطْوَاعًا لِلَّهِ تَنَاوَلَهُ بِيَمِينِهِ حَتَّى يُنَجِّيَهُ ، وَمَنْ كَانَ عَاصِيًا لِلَّهِ انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ إِلَى وَادٍ مِنْ نَارٍ يَلْتَهِبُ الْتِهَابًا . فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى أَبِي ذَرٍّ وَسَلْمَانَ ، فَقَالَ لِأَبِي ذَرٍّ : أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَاللَّهِ ، وَبَعْدَ الْوَادِي وَادٍ آخَرُ مِنْ نَارٍ قَالَ : وَسَأَلَ سَلْمَانَ ، فَكَرِهَ أَنْ يُخْبِرَهُ بِشَيْءٍ ، فَقَالَ عُمَرُ : مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا ؟ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : مَنْ سَلَتَ اللَّهُ أَنْفَهُ وَعَيْنَيْهِ ، وَأَضْرَعَ خَدَّهُ إِلَى الْأَرْضِ وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ مِثْلَهُ بِطُولِهِ