حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنِي رُفَيْعُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَنَمَةَ الْجُهَنِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ إِنَّهُ لَيَسُوءُنِي الَّذِي أَرَى بِوَجْهِكَ عَمَّا هُوَ ؟ قَالَ : فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى وَجْهِ الرَّجُلِ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : الْجُوعُ ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَعْدُو أَوْ شَبِيهًا بِالْعَدُوِّ ، حَتَّى أَتَى بَيْتَهُ فَالْتَمَسَ فِيهِ الطَّعَامَ ، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَخَرَجَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَآجَرَ نَفْسَهُ عَلَى كُلِّ دَلْوٍ يَنْزِعُهَا بِتَمْرَةٍ ، حَتَّى جَمَعَ حَفْنَةً أَوْ كَفًّا مِنْ تَمْرٍ ، ثُمَّ رَجَعَ بِالتَّمْرِ حَتَّى وَجَدَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي مَجْلِسِهِ لَمْ يَرِمْ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَقَالَ : كُلْ ، أَيْ رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا التَّمْرُ ؟ ، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، قَالَ : أَجَلْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ، وَوَلَدِي ، وَأَهِلِّي ، وَمَالِي ، قَالَ : أَمَّا لَا فَاصْطَبِرْ لِلْفَاقَةِ ، وَأَعِدَّ لِلْبَلَاءِ تِجْفَافًا ، فَوَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَهُمَا أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنْ هُبُوطِ الْمَاءِ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ إِلَى أَسْفَلِهِ