حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلَانِيُّ ، ثنا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَسِيرِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : كَانَ مُحَدِّثٌ بِالْكُوفَةِ يُحَدِّثُنَا ، إِذَا فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ تَفَرَّقُوا وَيَبْقَى رَهْطٌ فِيهِمْ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَا أَسْمَعُ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِهِ ، فَأَحْبَبْتُهُ فَفَقَدْتُهُ ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي : هَلْ تَعْرِفُونَ رَجُلًا كَانَ يُجَالِسُنَا كَذَا وَكَذَا ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : نَعَمْ ، أَنَا أَعْرِفُهُ ، ذَاكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ، قُلْتُ : أَوَ تَعْرِفُ مَنْزِلَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى جِئْتُ حُجْرَتَهُ فَخَرَجَ إِلَيَّ ، فَقُلْتُ : يَا أَخِي مَا أَحْبَسَكَ عَنَّا ؟ قَالَ : الْعُرْيُ ، قَالَ : وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيُؤْذُونَهُ ، قَالَ : قُلْتُ : خُذْ هَذَا الْبُرْدَ فَالْبَسْهُ ، قَالَ : لَا تَفْعَلْ ، فَإِنَّهُمْ يُؤْذُونَنِي إِذَا رَأَوْهُ ، قَالَ : فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى لَبِسَهُ ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا : مَنْ تَرَوْنَ خَدَعَ عَنْ بُرْدِهِ هَذَا ؟ قَالَ : فَجَاءَ الْمَجْلِسَ ، فَقُلْتُ : مَا تُرِيدُونَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ ، قَدْ آذَيْتُمُوهُ ، الرَّجُلُ يُعْرَى مَرَّةً وَيَكْتَسِي مَرَّةً ، قَالَ : فَأَخَذَهُمْ بِلِسَانِي أَخْذًا شَدِيدًا ، قَالَ : فَقُضِيَ أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَفَدُوا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَوَفَدَ الرَّجُلُ مِمَّنْ كَانَ يُسْخَرُ بِهِ ، يَعْنِي بِأُوَيْسٍ ، فَقَالَ عُمَرُ : هَلْ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنَ الْقَرَنِيِّينَ ؟ قَالَ : فَجَاءَ ذَلِكَ الرَّجُلُ ، قَالَ : فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ قَالَ : إِنَّ رَجُلًا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ لَا يَدَعُ بِالْيَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ ، وَقَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ ، فَدَعَا اللَّهَ فَأَذْهَبَ عَنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ الدِّينَارِ أَوِ الدِّرْهَمِ ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُرُوهُ ، فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ قَالَ : فَقَدِمَ عَلَيْنَا ، قَالَ : قُلْتُ : مِنْ أَيْنَ ؟ قَالَ : مِنَ اليَمَنِ ، قَالَ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : أُوَيْسٌ ، قَالَ : فَمَنْ تَرَكْتَ بِالْيَمَنِ ؟ قَالَ : أُمًّا لِي ، قَالَ : أَكَانَ بِكَ بَيَاضٌ فَدَعَوْتَ اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَاسْتَغْفِرْ لِي ، قَالَ : أَوَ يَسْتَغْفِرُ مِثْلِي لِمِثْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : فَاسْتَغْفَرَ لَهُ ، قَالَ : قُلْتُ : أَنْتَ أَخِي لَا تُفَارِقْنِي ، فَانْمَلَسَ مِنِّي ، فَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْكُمُ الْكُوفَةَ ، قَالَ : فَجَعَلَ ذَاكَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ يَسْخَرُ مِنْهُ يَحْقِرُهُ ، قَالَ : فَيَقُولُ : مَا هَذَا فِينَا ، وَلَا نَعْرِفُهُ ؟ قَالَ عُمَرُ : بَلَى إِنَّهُ رَجُلٌ كَذَا ، كَأَنَّهُ يَضَعُ شَأْنَهُ ، قَالَ : فِينَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ ، قَالَ : أَدْرِكْ وَلَا أَرَاكَ تُدْرِكُ ، قَالَ : فَأَقْبَلَ ذَاكَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ ، فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ : مَا هَذِهِ بِعَادَتِكَ فَمَا بَدَا لَكَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ فِيكَ : كَذَا وَكَذَا ، فَاسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ ، قَالَ : لَا أَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ أَلَا تَسْخَرَ بِي فِيمَا بَعْدُ ، وَأَنْ لَا تَذْكُرَ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنْ عُمَرَ إِلَى أَحَدٍ ، قَالَ : فَاسْتَغْفَرَ لَهُ ، قَالَ أَسِيرٌ : فَمَا لَبِثْنَا أَنْ أُفْشِيَ أَمْرُهُ بِالْكُوفَةِ ، قَالَ : فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَخِي أَلَا أَرَاكَ الْعَجَبَ ، وَنَحْنُ لَا نَشْعُرُ ؟ فَقَالَ : مَا كَانَ فِي هَذَا مَا أَتَبَلَّغُ بِهِ فِي النَّاسِ ، وَمَا يُجْزَى كُلُّ عَبْدٍ إِلَّا بِعَمَلِهِ ، قَالَ : ثُمَّ انْمَلَسَ مِنْهُمْ فَذَهَبَ ، حَدَّثَ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ بِهِ ، وَرَوَاهُ قَتَادَةُ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، عَنْ أَسِيرِ بْنِ جَابِرٍ ، نَحْوَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، عَنْ أَسِيرِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : كَانَ عُمَرُ إِذَا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَادُ أَهْلِ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ ، قَالَ : هَلْ فِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ ؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : يَأْتِي عَلَيْكَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ، ثُمَّ مِنْ قَرْنٍ ، كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ وَرَوَاهُ شَرِيكٌ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : نَادَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَوْمَ صِفِّينَ : أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ الْقَرَنِيُّ مِنْ خَيْرِ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، قَالَ : ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، ثنا هُدْبَةُ ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَصْفَرِ ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : كَانَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مِنَ التَّابِعِينَ ، رَجُلٌ مِنْ قَرْنٍ ، وَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ : أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَنَّهُ سَيَكُونُ فِي التَّابِعِينَ رَجُلٌ مِنْ قَرْنٍ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ يَخْرُجُ بِهِ وَضَحٌ فَيَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَهُ ، فَيُذْهِبَهُ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَهُ