حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ الْحَرَّانِيُّ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَسْرَحٍ ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْحَرَّانِيُّ الْقُرَشِيٌّ ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي مَشْجَعَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ ، عَنِ ابْنِ زِمْلٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَهُ يَقُولُ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا سَبْعِينَ مَرَّةَ ، ثُمَّ يَقُولُ : سَبْعٌ بِسَبْعِمِائَةٍ , لَا خَيْرَ وَلَا طَعْمَ لِمَنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِمِائَةٍ ، ثُمَّ يَقُولُ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ النَّاسَ بِوَجْهِهِ ، وَكَانَ تُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا فَيَقُولُ : هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا ؟ قَالَ ابْنُ زِمْلٍ : فَقُلْتُ : أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ : خَيْرًا تَلْقَاهُ ، وَشَرًّا تَوَقَّاهُ ، وَخَيْرٌ لَنَا ، وَشَرٌّ عَلَى أَعْدَائِنَا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ اقْصُصْ فَقُلْتُ : رَأَيْتُ جَمِيعَ النَّاسِ عَلَى طَرِيقٍ سَهْلٍ رَحْبٍ لَاحِبٍ ، وَالنَّاسُ عَلَى الْجَادَّةِ مُنْطَلِقِينَ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ أَشْفَى بِهِمْ ذَلِكَ الطَّرِيقُ عَلَى مَرْجٍ ، لَمْ تَرَ عَيْنٌ مِثْلَهُ قَطُّ ، يَرِفُّ رَفِيفًا يَقْطُرُ نَدَاهُ ، فِيهِ مِنْ أَنْوَاعِ الْكَلَأِ قَالَ : فَكَأَنِّي بِالرَّعْلَةِ الْأُولَى حِينَ أَشْفُوا عَلَى الْمَرْجِ كَبَّرُوا ، ثُمَّ أَكَبُّوا رَوَاحِلَهُمْ فِي الطَّرِيقِ ، فَلَمْ يُمِيلُوهُ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مُنْطَلِقِينَ ، ثُمَّ جَاءَتِ الرَّعْلَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ بَعْدِهِمْ ، وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْهُمْ أَضْعَافًا ، فَلَمَّا أَشْفَوْا عَلَى الْمَرْجِ ، كَبَّرُوا ثُمَّ أَكَبُّوا رَوَاحِلَهُمْ إِلَى الطَّرِيقِ ، فَمِنْهُمُ الْمُرْتِعُ ، وَمِنْهُمُ الْآخِذُ الضَّغْثَ ، وَمَضَوْا عَلَى ذَلِكَ ، ثُمَّ جَاءَ عِظَمُ النَّاسِ ، فَلَمَّا أَشْفَوْا عَلَى الْمَرْجِ ، كَبَّرُوا ، وَقَالُوا : هَذَا خَيْرُ الْمَنْزِلِ ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَمِيلُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ لَزِمْتُ الطَّرِيقَ حَتَّى أَتَى أَقْصَى الْمَرْجِ ، فَإِذَا أَنَا بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى مِنْبَرٍ فِيهِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ وَأَنْتَ فِي أَعْلَاهَا دَرَجَةً ، وَإِذَا عَنْ يَمِينِكَ رَجُلٌ آدَمُ أَقْنَى شَثَلُ اللَّحْمِ ، إِذَا تَكَلَّمَ يَسْمُو فَيَفْرِعُ الرِّجَالَ طُولًا ، وَإِذَا عَنْ يَسَارِكَ رَجُلٌ رَبْعَةٌ تَارٌّ أَحْمَرُ ، كَثِيرُ خِيلَانِ الْوَجْهِ ، كَأَنَّمَا جُمِّمَ شَعْرُهُ بِالْمَاءِ ، إِذَا هُوَ تَكَلَّمَ أَصْغَيْتُمْ لَهُ إِكْرَامًا ، وَإِذَا أَمَامَكُمْ شَيْخٌ أَشْبَهُ النَّاسِ بِكَ خَلْقًا وَوَجْهًا ، وَكُلُّكُمْ تَؤُمُّونَهُ تُرِيدُونَهُ ، وَإِنَّ أَمَامَ ذَلِكَ نَاقَةً عَجْفَاءَ شَارِفًا ، وَإِذَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّكَ تَبِعْتَهَا ، أَوْ تَبْغِيهَا - شَكَّ أَبُو وَهْبٍ - قَالَ : فَانْتَقَعَ لَوْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَاعَةً ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ : أَمَّا مَا رَأَيْتَ مِنَ الطَّرِيقِ السَّهْلِ اللَّاحِبِ ، فَذَاكَ مَا حَمَلْتُكُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْهُدَى ، فَأَنْتُمْ عَلَيْهِ ، وَأَمَّا الْمَرْجُ الَّذِي رَأَيْتَ ، فَالدُّنْيَا وَغَضَارَةُ عَيْشِهَا ، مَضَيْتُ أَنَا وَأَصْحَابِي لَمْ نَتَعَلَّقْ بِهَا ، وَلَمْ تَتَعَلَّقْ بِنَا ، وَلَمْ نُرِدْهَا ، وَلَمْ تُرِدْنَا ، ثُمَّ جَاءَتِ الرَّعْلَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ بَعْدِنَا ، وَهُمْ أَكْثَرُ مِنَّا أَضْعَافًا فَمِنْهُمُ الْمُرْتِعُ ، وَمِنْهُمُ الْآخِذُ الضَّغْثَ ، وَنَجَوْا عَلَى ذَلِكَ ، ثُمَّ قَدِمَ عِظَمُ النَّاسِ ، فَمَالُوا فِي الْمَرْجِ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، وَأَمَّا أَنْتَ فَمَضَيْتَ عَلَى طَرِيقِهِ الصَّالِحَةِ ، فَلَمْ تَزَلْ عَلَيْهَا حَتَّى تَلْقَانِي ، وَأَمَّا الْمِنْبَرُ الَّذِي فِيهِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ ، وَأَنَا فِي أَعْلَاهَا دَرَجَةً ، فَالدُّنْيَا سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ أَنَا فِي آخِرِهَا أَلْفًا ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي رَأَيْتَ عَنَ يَمِينِي الْآدَمَ الْأَقْنَى الشَّثْلَ اللَّحْمَ ، فَذَاكَ مُوسَى إِذَا تَكَلَّمَ يَعْلُو الرِّجَالَ بِفَضْلِ كَلَامِ اللَّهِ إِيَّاهُ ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي عَنْ يَسَارِي التَّارُّ الرَّبْعَةَ الْكَثِيرَ خِيلَانِ الْوَجْهِ كَأَنَّمَا جُمِّمَ شَعْرُهُ بِالْمَاءِ ، فَذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ نُكْرِمُهُ لِإِكْرَامِ اللَّهِ إِيَّاهُ ، وَأَمَّا الشَّيْخُ الَّذِي رَأَيْتَ أَشْبَهَ النَّاسَ بِي خَلْقًا وَوَجْهًا ، فَذَاكَ أَبُونَا إِبْرَاهِيمُ ، كُلُّنَا نَؤُمُّهُ وَنَقْتَدِي بِهِ ، وَأَمَّا النَّاقَةُ الَّتِي رَأَيْتَ وَرَأَيْتُنِي أَبْغِيهَا ، فَهِيَ السَّاعَةُ عَلَيْنَا تَقُومُ لَا مَحَالَةَ ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَا أُمَّةَ بَعْدَ أُمَّتِي ، قَالَ : فَمَا سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنْ رُؤْيَا بَعْدَهَا إِلَّا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ فَيُحَدِّثُهُ مِنَّا مُتَبِرِّعًا