حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَبَّانَ ، مِنْ أَصْلِهِ ، ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا مَحْفُوظُ بْنُ بَحْرٍ ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ التَّيْمِيُّ ، أَخْبَرَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، قَالَ : لَمَّا اجْتَمَعَتْ وُفُودُ الْعَرَبِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَامَ لَهُمْ طِهْفَةُ بْنُ أَبِي زُهَيْرٍ النَّهْدِيُّ فَقَالَ : أَتَيْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ غَوْرِيِّ تِهَامَةَ ، بِأَكْوَارِ الْمَيْسِ ، تَرْتَمِي بِنَا الْعَيْسُ ، نَسْتَحْلِبُ الصَّبِيرَ وَنَسْتَحْلِبُ الْحَبِيرَ ، وَنَسْتَجِيلُ الرِّهَامَ ، وَنَسْتَحِيلُ الْجِهَامَ ، مِنْ أَرْضٍ غَائِلَةِ الْمَنْطَا ، غَلِيظَةِ الْمَوْطَا ، قَدْ يَبِسَ الْمُدْهُنُ ، وَيَبِسَ الْجِعْثِنُ ، وَسَقَطَ الْأُمْلُوجُ ، فَمَاتَ الْعُسُلُوجُ ، وَهَلَكَ الْهَدِيُّ ، وَمَاتَ الْوَدِيُّ ، بَرِئْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ الْوَثَنِ وَالْعَنَنِ ، وَمَا يُحْدِثُ الزَّمَنُ ، لَنَا دَعْوَةُ الْإِسْلَامِ بِأَطْمَى الْبَحْرِ وَقَامَ تَعَارُوا ، لَنَا نَعَمٌ هَمَلٌ أَعْقَالٌ ، مَا تَبِضُّ بِبِلَالٍ ، وَوَقِيرٌ كَثِيرُ الرَّسْلِ قَلِيلُ الرِّسْلِ ، أَصَابَتْهَا سَنَةٌ حَمْرَاءُ مُؤْزِلَةٌ ، لَيْسَ لَهَا عِلَلٌ وَلَا نَهْلٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي مَخْضِهَا وَمِزْقِهَا ، وَابْعَثْ رَاعِيَهَا بِالدَّثَرِ وَيَانِعِ الثَّمَرِ ، وَافْجُرْ لَهُ الثَّمْدَ ، وَبَارِكْ لَهُ فِي الْوَلَدِ ، مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ كَانَ مُسْلِمًا ، وَمَنْ آتَى الزَّكَاةَ كَانَ مُحْسِنًا ، وَمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَانَ مُخْلِصًا ، لَكُمْ يَا بَنِي نَهْدٍ وَدَائِعُ الشِّرْكِ ، لَا تُلْطِطْ فِي الزَّكَاةِ ، وَلَا تَغَافَلْ عَنِ الصَّلَاةِ