حديث رقم: 10

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرٍ , قَالَ : ثنا أَبِي , وَعَمِّي , قَالَا : ثنا أَبِي قَالَ : ثنا أَبُو غَالِبٍ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ , كُوفِيُّ قَدِمَ أَصْبَهَانَ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ

حديث رقم: 11

وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ , عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَجَّ خَمْسًا وَعِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِيًا , وَقَدْ قَاسَمَ اللَّهَ مَالَهُ مَرَّتَيْنِ

حديث رقم: 12

حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ , قَالَ : ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ , قَالَ : ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ , عَنِ الْبَرَاءِ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ

حديث رقم: 13

وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْأَحْوَصِ , قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ , قَالَ : ثنا مِنْدَلٌ , عَنْ سَيْفٍ أَبِي الْهُذَيْلِ , قَالَ : أَقْبَلْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ حَتَّى إِذْ دَنَوْتُ مِنْ جِذْعِ ابْنِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَ بِهِ عَنْهُ فَقَالَ لِي : مَا هَذَا ؟ قُلْتُ : جِذْعُ ابْنُ الزُّبَيْرِ , قَالَ فأدنني مِنْهُ قَالَ فَأَدْنَيْتُهُ فَقَالَ : رَحِمَكَ اللَّهُ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنْ كُنْتَ لَصَوَّامًا قَوَّامًا , وَإِنَّ أُمَّةً أَنْتَ أَشَرُّهُمْ لَأُمَّةُ صِدْقٍ

حديث رقم: 14

وَحَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ , قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , قَالَ : ثنا أَبُو الْمُحَيَّاةِ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ دَخَلْتُ مَكَّةَ بَعْدَمَا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَهُوَ مَصْلُوبٌ فَجَاءَتْ أُمُّهُ عَوْرَاءُ طَوِيلَةٌ مَكْفُوفَةٌ , فَقَالَتْ لِلْحَجَّاجِ : أَمَا آنَ لِهَذَا الرَّاكِبِ أَنْ يَبْرُكَ ؟ فَقَالَ الْحَجَّاجُ : الْمُنَافِقُ فَقَالَتْ : لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ مُنَافِقًا إِنْ كَانَ لَصَوَّامًا قَوَّامًا بَرًّا , فَقَالَ : انْصَرِفِي فَقَدْ خَرِفْتِ , فَقَالَتْ : لَا وَاللَّهِ مَا خَرِفْتُ مُذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا , فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَقَدْ رَأَيْتُهُ يَعْنِي الْمُخْتَارَ , وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَأَنْتَ

حديث رقم: 15

وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْأَحْوَصِ , قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , قَالَ : ثنا أَبُو مُعَاوِيَةُ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ , قَالَ : كَانَ أَهْلُ الشَّامِ يُعَيِّرُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُونَ لَهُ : يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ , فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ : يَا بُنَيَّ إِنَّهُمْ لَيُعَيِّرُونَكَ بِالنِّطَاقَيْنِ وَإِنَّمَا كَانَتْ نِطَاقِي شَقَقْتُهُ بِنِصْفَيْنِ فَجَعَلْتُهُ فِي سُفْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَحَدُهُمَا , وَأَوْكَيْتُ قِرْبَتَهُ بِالْأُخْرَى , قَالَ : وَكَانُوا بَعْدُ إِذَا عَيَّرُوهُ بِالنِّطَاقَيْنِ , قَالَ : إِنَّهَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ تِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا

حديث رقم: 16

أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ , قَالَ : ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ , قَالَ أنا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَمَّنْ حَدَّثَهُ , عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , أَنَّهُ طَافَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي خِرْقَةٍ , وَهُوَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ

حديث رقم: 17

حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , قَالَ : ثنا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ , قَالَ : ثنا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , قَالَ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ أَرْخَى يَدَيْهِ , فَلَقَدْ جَاءَ حَجَرُ مِنْجَنِيقٍ فَذَهَبَ طَائِفَةٌ مِنْ ثَوْبِهِ فَلَمْ يَنْفَتِلْ

حديث رقم: 18

حَدَّثَنَا حَاجِبٌ , قَالَ : ثنا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ , قَالَ : ثنا جَرِيرٌ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ : كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا صَلَّى كَأَنَّهُ عَمُودٌ مَنْصُوبٌ يَعْنِي مِنَ الْخُشُوعِ , قَالَ : وَحَدَّثَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ كَذَلِكَ

حديث رقم: 19

وَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْجَمَّالُ , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِحٍ الطَّائِيُّ , قَالَ : ثنا هُشَيْمٌ , قَالَ أنا مُغِيرَةُ , عَنْ قَطَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ , وَهُوَ يُوَاصِلُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ إِفْطَارِهِ مِنَ اللَّيْلَةِ الْمُقْبِلَةِ مِنْ لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ يَدْعُو بِقَدَحٍ يُقَالُ لَهُ الْغِمْرُ ثُمَّ يَدْعُو بِكَعْبٍ مِنْ سَمْنٍ ثُمَّ يَأْمُرُ بِلَبَنٍ فَيُحْلَبُ عَلَيْهِ وَيَدْعُو بِشَيْءٍ مِنْ صَبْرٍ فَيَذَرُهُ عَلَيْهِ ثُمَّ يَشْرَبُهُ , فَأَمَّا اللَّبَنُ فَيُقِيمُهُ , وَأَمَّا السَّمْنُ فَيَقْطَعُ عَنْهُ الْعَطَشَ , وَأَمَّا الصَّبْرُ فَيَفْتِقُ أَمْعَاءَهُ

حديث رقم: 20

حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو يَعْلَى , قَالَ : ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ , قَالَ : ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنِ النَّضْرِ بْنِ حُمَيْدٍ , عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ

حديث رقم: 21

وَهُوَ مَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ , قَالَ : ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ , عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ وَإِنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ إِلَى أَرْبَعَةٍ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْقَاسِمِ الرَّازِيُّ , قَالَ : ثنا أَبُو زُرْعَةَ , قَالَ : ثنا أَبُو نُعَيْمٍ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ الْبَصْرِيِّ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ

حديث رقم: 22

وَسُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ سَلْمَانَ فَقَالَ : أُوتِيَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْآخِرَ أَخْبَرَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ جَمِيلٍ , قَالَ : أنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَدَ , عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَسَرَّةَ , عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ : سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ سَلْمَانَ

حديث رقم: 23

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَهْ , قَالَ : ثنا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ , قَالَ : ثنا ابْنُ وَهْبٍ , قَالَ : ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ , عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرَةَ الْكَلْبِيِّ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : سَلْمَانُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ

حديث رقم: 24

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ , قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ , قَالَ : ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ , قَالَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ , عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ , قَالُ : كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ فَارِسَ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا جَيُّ , وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ أَرْضِهِ وَكَانَ يُحِبُّنِي حُبًّا شَدِيدًا لَمْ يُحِبَّهُ شَيْئًا مِنْ مَالِهِ وَلَا وَلَدِهِ , فَمَا زَالَ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى أَجْلَسَنِي فِي الْبَيْتِ كَمَا تَجْلِسُ الْجَارِيَةُ فَاجْتَهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قُطْنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا لَا يَتْرُكُهَا سَاعَةً فَكُنْتُ كَذَلِكَ لَا أَعْلَمُ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا إِلَّا مَا أَنَا فِيهُ حَتَّى بَنَى أَبِي بُنْيَانًا لَهُ وَكَانَتْ لَهُ ضَيْعَةٌ فِيهَا بَعْضُ الْعَمَلِ فَدَعَانِي أَبِي فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ إِنَّهُ قَدْ شَغَلَنِي مَا نَرَى مِنْ بُنْيَانِي عَنْ ضَيْعَتِي هَذِهِ وَلَا بُدَّ لِي مِنِ اطَّلَاعِهَا فَانْطَلِقْ إِلَيْهَا فَمُرْهُمْ بِكَذَا وَكَذَا وَلَا تَحْبِسْ عَلَيَّ فَإِنَّكَ إِنِ احْتَبَسْتَ عَلَيَّ شَغَلْتَنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ , فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةِ النَّصَارَى فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : هَؤُلَاءِ النَّصَارَى يُصَلُّونَ فَدَخَلْتُ أَنْظُرُ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ حَالِهِمْ فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ فَبَعَثَ أَبِي فِي طَلَبِي مِنْ كُلِّ وَجْهٍ حَتَّى جِئْتُهُ حِينَ أَمْسَيْتُ وَلَمْ أَذْهَبْ إِلَى ضَيْعَتِهِ , فَقَالَ لِي أَبِي : يَا بُنَيَّ أَيْنَ كُنْتَ أَلَمْ أَكُنْ قُلْتُ لَكَ ؟ فَقُلْتُ : يَا أَبَتَاهُ مَرَرْتُ بِأُنَاسٍ يُقَالُ لَهُمُ النَّصَارَى فَأَعْجَبَنِي كَلَامُهُمْ وَدُعَاؤُهُمْ فَجَلَسْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ كَيْفَ يَفْعَلُونَ فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهِمْ فَقُلْتُ : لَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِخَيْرٍ مِنْ دِينِهِمْ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيَدْعُونَهُ وَيُصَلُّونَ لَهُ وَنَحْنُ إِنَّمَا نَعْبُدُ نَارًا نُوقِدُهَا بِأَيْدِينَا إِذَا تَرَكْنَاهَا مَاتَتْ فَخَافَنِي فَجَعَلَ فِي رِجْلَيَّ حَدِيدًا وَحَبَسَنِي فِي بَيْتٍ عِنْدَهُ فَبَعَثْتُ إِلَى النَّصَارَى فَقُلْتُ لَهُمْ : أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ الَّذِي أَرَاكُمْ عَلَيْهِ ؟ قَالُوا : بِالشَّامِ قُلْتُ : فَإِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ مِنْ هُنَاكَ نَاسٌ فَآذِنُونِي بِهِ , قَالُوا : نَفْعَلُ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ نَاسٌ مِنْ تُجَّارِهِمْ فَبَعَثُوا إِلَيَّ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْنَا تُجَّارٌ مِنْ تُجَّارِنَا فَبَعَثْتُ إِلَيْهِمْ إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الْخُرُوجَ فَآذِنُونِي بِهِ , قَالُوا : نَفْعَلُ , فَلَمَّا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّحِيلَ بَعَثُوا إِلَيَّ بِذَلِكَ فَطَرَحْتُ الْحَدِيدَ الَّذِي فِي رِجْلَيَّ وَلَحِقْتُ بِهِمْ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ , فَلَمَّا قَدِمْتُهَا قُلْتُ : مَنْ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا الدِّينِ ؟ قَالُوا : الْأُسْقُفُ صَاحِبُ الْكَنِيسَةِ فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ : إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِي كَنِيسَتِكَ وَأَعْبُدَ اللَّهَ مَعَكَ فِيهَا وَأَتَعَلَّمَ مِنْكَ الْخَيْرَ , قَالَ : فَكُنْ مَعِي فَكُنْتُ مَعَهُ وَكَانَ رَجُلُ سُوءٍ كَانَ يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا فَإِذَا جَمَعُوهَا إِلَيْهِ اكْتَنَزَهَا وَلَمْ يُعْطِهَا الْمَسَاكِينَ , فَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُ مِنَ حَالِهِ فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ مَاتَ , فَلَمَّا جَاءُوا لِيَدْفِنُوهُ قُلْتُ لَهُمْ : إِنَّ هَذَا رَجُلُ سُوءٍ كَانَ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا حَتَّى إِذَا جَمَعْتُمُوهَا إِلَيْهِ اكْتَنَزَهَا وَلَمْ يُعْطِهَا الْمَسَاكِينَ , قَالُوا : وَمَا عَلَامَةُ ذَلِكَ ؟ قُلْتُ : أَنَا أُخْرِجُ لَكُمْ كَنْزَهُ قَالُوا : فَهَاتِهِ فَأَخْرَجْتُ لَهُمْ سَبْعَ قِلَالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا , فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَالُوا : وَاللَّهِ لَا يُدْفَنُ أَبَدًا فَصَلَبُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ وَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ وَجَاءُوا بِرَجُلٍ آخَرَ فَجَعَلُوهُ مَكَانَهُ , فَلَا وَاللَّهِ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ يُصَلِّي الْخَمْسَ أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ أَشَدُّ اجْتِهَادًا وَلَا أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا وَلَا أَدْأَبُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا مِنْهُ مَا أَعْلَمُنِي أَحْبَبْتُ شَيْئًا قَطُّ قَبْلَهُ حُبَّهُ فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقُلْتُ : يَا فُلَانُ قَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَحْبَبْتُ شَيْئًا قَطُّ حُبَّكَ فَإِلَى مَنْ تَأْمُرُنِي إِلَى مَنْ تُوصِينِي ؟ قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَجُلٌ بِالْمَوْصِلِ فَأتِهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِي فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِالْمَوْصِلِ فَأَتَيْتُ صَاحِبَهَا فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ مِنَ الِاجْتِهَادِ وَالزَّهَادَةِ فِي الدُّنْيَا فَقُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ إِنَّ فُلَانًا أَوْصَانِي أَنْ آتِيَكَ فَأَكُونَ مَعَكَ , قَالَ : فَأَقِمْ أَيْ بُنَيَّ فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ عَلَى مِثْلِ أَمْرِ صَاحِبِهِ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ فُلَانًا قَدْ أَوْصَانِي إِلَيْكَ وَقَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى فَإِلَى مَنْ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ أَيْ بُنَيَّ إِلَّا رَجُلًا بِنَصِيبِينَ هُوَ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فَالْحَقْ بِهِ , فَلَمَّا دَفَنَّاهُ لَحِقْتُ بِالْآخَرِ فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ فُلَانًا أَوْصَانِي إِلَيْكَ قَالَ : فَأَقِمْ يَا بُنَيَّ فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمْ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ إِنَّهُ قَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى , وَقَدْ كَانَ فُلَانٌ أَوْصَانِي إِلَى فُلَانٍ وَأَوْصَى فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ وَأَوْصَانِي فُلَانٌ إِلَيْكَ فَإِلَى مَنْ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ أَيْ بُنَيَّ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ إِلَّا رَجُلًا بِعَمُّورِيَّةَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ فَإِنَّهُ سَتَجِدُهُ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ , فَلَمَّا وَارَيْتُهُ خَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى صَاحِبِ عَمُّورِيَّةَ فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمْ فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَتْ لِي غَنِيمَةٌ وَبَقَرًا ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقُلْتُ : يَا فُلَانُ ، إِنَّ فُلَانًا كَانَ أَوْصَانِي إِلَى فُلَانٍ فَإِلَى مَنْ تُوصِينِي ؟ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ بَقِيَ أَحَدٌ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهَ ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ يُبْعَثُ مِنَ الْحَرَمِ , مُهَاجِرَتُهُ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ إِلَى أَرْضٍ سَبِخَةٍ ذَاتِ نَخْلٍ , وَإِنَّ فِيهِ عَلَامَاتٍ لَا تَخْفَى , بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ ، يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ ، فَلَوِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَخْلُصَ إِلَى تِلْكَ الْبِلَادِ فَافْعَلْ فَإِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُهُ , فَلَمَّا وَارَيْنَاهُ أَقَمْتُ حَتَّى مَرَّ بِي رِجَالٌ مِنْ تُجَّارِ الْعَرَبِ مِنْ كَلْبٍ فَقُلْتُ لَهُمْ : تَحْمِلُونِي مَعَكُمْ حَتَّى تَقْدَمُوا بِي أَرْضَ الْعَرَبِ وَأُعْطِيَكُمْ غَنَمِي هَذِهِ وَبَقَرَاتِي هَذِهِ ؟ فَأَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا وَحَمَلُونِي حَتَّى إِذَا جَاوَزُوا بِي وَادِيَ الْقُرَى ظَلَمُونِي فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ بِوَادِي الْقُرَى , فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ النَّخْلَ وَطَمِعْتُ أَنْ يَكُونَ الْبَلَدَ الَّذِي نَعَتَ لِي صَاحِبِي وَمَا حَقَّتْ مِنِّي حَتَّى قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ مِنْ يَهُودِ وَادِي الْقُرَى فَابْتَاعَنِي مِنْ صَاحِبِي الَّذِي كُنْتُ عِنْدَهُ فَخَرَجَ بِي حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُ نَعْتَهَا فَأَقَمْتُ فِي رَقِّي مَعَ صَاحِبِي فَبَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ بِمَكَّةَ لَا يُذْكَرُ لِي مِنْ أَمْرِهِ شَيْءٌ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الرِّقِّ حَتَّى قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قُبَاءَ وَأَنَا أَعْمَلُ لِصَاحِبِي فِي نَخْلٍ لَهُ , فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِيهَا إِذْ جَاءَنِي عَمٌّ لَهُ فَقَالَ فُلَانٌ : قَاتَلَ اللَّهُ بَنِي قَيْلَةَ وَاللَّهِ إِنَّهُمُ الْآنَ لَفِي قُبَاءَ مُجْتَمِعُونَ عَلَى رَجُلٍ جَاءَ مِنْ مَكَّةَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيُّ , فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُهَا وَأَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ يَقُولُ الرِّعْدَةُ حَتَّى ظَنَنْتُ لَأَسْقُطَنَّ عَلَى صَاحِبِي فَنَزَلْتُ أَقُولُ : مَا هَذَا الْخَبَرُ مَا هُوَ فَرَفَعَ مَوْلَايَ يَدَهُ فَلَطَمَنِي لَطْمَةً شَدِيدَةً فَقَالَ : مَا لَكَ وَلِهَذَا أَقْبِلْ قِبَلَ عَمَلِكَ , فَقُلْتُ : لَا شَيْءَ إِنَّمَا سَمِعْتُ خَبَرًا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَهُ فَلَمَّا أَمْسَيْتُ وَكَانَ عِنْدِي شَيْءٌ مِنْ طَعَامٍ فَحَمَلْتُهُ فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ بِقُبَاءَ فَقُلْتُ : إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَأَنَّ مَعَكَ أَصْحَابُكَ غُرَبَاءُ وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ مِنَ الصَّدَقَةِ فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ مِنِّي بِهَذِهِ فَكُلْ مِنْهُ فَأَمْسَكَ يَدَهُ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : كُلُوا كُلُوا وَلَمْ يَأْكُلْهُ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ خَلَّةٌ مِمَّا وَصَفَ صَاحِبِي ثُمَّ رَجَعْتُ فَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَجَمَعْتُ شَيْئًا كَانَ عِنْدِي ثُمَّ جِئْتُهُ فَقُلْتُ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ وَكَرَامَةٌ لَيْسَتْ بِصَدَقَةٍ , فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ يَتَتَبَّعُ خِيَارَهُ , وَعَلَيَّ شَمْلَتَانِ لِي وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ فَاسْتَدَرْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْخَاتَمِ فِي ظَهْرِهِ فَلَمَّا رَآنِي اسْتَدْبَرْتُهُ عَرَفَ أَنِّي قَدِ أَسْتَثْبِتُ شَيْئًا قَدْ وُصِفَ لِي فَرَفَعَ رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ كَمَا وَصَفَ لِي صَاحِبِي فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي فَقَالَ : تَحَوَّلْ يَا سَلْمَانُ هَكَذَا , فَتَحَوَّلْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَحَبَّ أَنْ يُسْمِعَ أَصْحَابَهُ حَدِيثِي عَنْهُ , فَحَدَّثْتُهُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ كَمَا حَدَّثْتُكَ فَلَمَّا فَرَغْتُ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلَاثِمِائَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا لَهُ وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً فَأَعَانَنِي أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالنَّخْلِ ثَلَاثِينَ وَدْيَةً وَعِشْرِينَ وَدِيَّةً وَعَشْرٍ , كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى قَدْرِ مَا عِنْدَهُ , فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : فَقِّرْ لَهَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَآذِنِّي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَضَعُهَا بِيَدِي , فَقِّرْهَا فَأَعَانَنِي أَصْحَابِي يَقُولُ : فَفَقَّرْتُ لَهَا حَيْثُ تُوضَعُ حَتَّى فَرَغْنَا مِنْهَا ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْهَا فَخَرَجَ مَعِي حَتَّى جَاءَهَا فَكُنَّا نَحْمِلُ إِلَيْهِ الْوَدِيَّ فَيَضَعُهُ بِيَدِهِ وَيُسَوِّي عَلَيْهِ فَوَاللَّهِ الَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا مَاتَتْ مِنْهُ وَدْيَةٌ وَاحِدَةٌ , وَبَقِيتُ عَلَى الدَّرَاهِمِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ الْمَعَادِنِ بِمِثْلِ الْبَيْضَةِ مِنَ الذَّهَبِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَيْنَ الْفَارِسيُّ الْمُسْلِمُ الْمُكَاتَبُ فَدُعِيتُ لَهُ فَقَالَ : خُذْ هَذِهِ يَا سَلْمَانُ فَأَدِّهَا عَنْكَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ مِمَّا عَلَيَّ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ سَيُؤَدِّيهَا عَنْكَ فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ لَقَدْ وَزَنْتُ لَهُمْ مِنْهَا أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً فَأَدَّيْتُ إِلَيْهِمْ وَعُتِقَ سَلْمَانُ وَكَانَ الرِّقُّ قَدْ حَبَسَنِي حَتَّى فَاتَنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَدْرٌ , وَأُحُدٌ ثُمَّ عُتِقْتُ فَشَهِدْتُ الْخَنْدَقَ ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدٌ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ

حديث رقم: 25

حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ فُورَكٍ , قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ , قَالَ : ثنا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ الْعَنَزِيُّ , قَالَ : ثنا مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ الرَّاسِبِيُّ , قَالَ : ثنا أَبُو مُعَاذٍ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ , قَالَ إِنِّي كُنْتُ مِمَّنْ وُلِدَ برامهرمز وَبِهَا نَشَأْتُ , وَأَمَّا أَبِي فَمِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ وَكَانَتْ أُمِّي لَهَا غَنًى وَعَيْشٌ فَأَسْلَمَتْنِي أُمِّي إِلَى الْكُتَّابِ , فَكُنْتُ أَنْطَلِقُ مَعَ غِلْمَانٍ مِنْ قَرْيَتِنَا إِلَى أَنْ دَنَا مِنِّي فَرَاغٌ مِنْ كُتَّابِ الْفَارِسِيَّةِ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْغِلْمَانِ أَكْبَرُ مِنِّي وَلَا أَطْوَلُ وَكَانَ ثَمَّ جَبَلٌ فِيهِ كَهْفٌ فِي طَرِيقِنَا فَمَرَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ وَحْدِي فَإِذَا أَنَا فِيهِ بِرَجُلٍ طَوِيلٍ عَلَيْهِ ثِيَابُ شَعْرٍ , نَعْلَاهُ مِنْ شَعْرٍ فَأَشَارَ إِلَيَّ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقَالَ : يَا غُلَامُ تَعْرِفُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ؟ فَقُلْتُ : لَا وَلَا سَمِعْتُ بِهِ , فَقَالَ : أَتَدْرِي مَنْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ؟ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , آمِنْ بِعِيسَى إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ , وَبِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِ اسْمُهُ أَحْمَدُ , أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ غَمِّ الدُّنْيَا إِلَى رَوْحِ الْآخِرَةِ وَنَعِيمِهَا قُلْتُ : مَا نُعَيْمُ الْآخِرَةِ ؟ قَالَ : نَعِيمُهَا لَا يَفْنَى وَهَوَانُهَا لَا يَفْنَى , فَرَأَيْتُ الْحَلَاوَةَ وَالنُّورَ يَخْرُجُ مِنْ شَفَتَيْهِ فَعَلِقَهُ فُؤَادِي وَفَارَقْتُ أَصْحَابِي وَجَعَلْتُ لَا أَذْهَبُ وَلَا أَجِيءُ إِلَّا وَحْدِي وَكَانَتْ أُمِّي تُرْسِلُنِي إِلَى الْكُتَّابِ فَأَنْقَطِعُ دُونَهُ وَكَانَ أَوَّلَ مَا عَلَّمَنِي شَهَادَةُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ , وَمُحَمَّدٌ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعْدَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَالْإِيمَانُ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ فَأَعْطَيْتُهُ ذَلِكَ , وَعَلَّمَنِي الْقِيَامَ فِي الصَّلَاةِ وَكَانَ يَقُولُ إِذَا قُمْتُ فِي الصَّلَاةِ فَاسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ فَإِنِ احْتَوَشَتْكَ النَّارُ فَلَا تَلْتَفِتْ وَإِنْ دَعَتْكَ أُمُّكَ وَأَبُوكَ فِي الصَّلَاةِ الْفَرِيضَةِ لَا تَلْتَفِتْ إِلَّا أَنْ يَدْعُوكَ رَسُولٌ مِنْ رُسُلِ اللَّهِ فَإِنْ دَعَاكَ وَأَنْتَ فِي فَرِيضَةٍ فَاقْطَعْهَا فَإِنَّهُ لَا يَدْعُوكَ إِلَّا بِوَحْي مِنَ اللَّهِ وَأَمَرَنِي بِطُولِ الْقُنُوتِ وَزَعَمَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَالَ : طُولُ الْقُنُوتِ الْأَمَانُ عَلَى الصِّرَاطِ , وَأَمَرَنِي بِطُولِ السُّجُودِ وَزَعَمَ أَنَّ ثَوَابَ طُولِ السُّجُودِ الْأَمَانُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , وَقَالَ : لَا تَكُونَنَّ مَازِحًا وَلَا حَادًّا تُسَلِّمُ عَلَيْكَ مَلَائِكَةُ اللَّهِ أَجْمَعِينَ وَقَالَ : لَا تَعْصِيَنَّ فِي طَبْعٍ وَلَا عَبَثٍ حَتَّى لَا تُحْجَبَ عَنِ الْجَنَّةِ طَرْفَةَ عَيْنٍ , ثُمَّ قَالَ : إِذَا أَدْرَكْتَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ جِبَالِ تِهَامَةَ فَآمِنْ بِهِ وَاقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلَامَ مِنِّي فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ عِيسَى قَالَ مَنْ سَلَّمَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَآهُ أَوْ لَمْ يَرَهُ كَانَ لَهُ مُحَمَّدٌ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ شَافِعًا وَمُصَافِحًا , فَدَخَلَ حَلَاوَةُ الْإِنْجِيلِ فِيِ صَدْرِي وَجَعَلْتُ أَزْدَادُ قُوَّةً , فَأَقَامَ فِي مَكَانِهِ حَوْلَهَا ثُمَّ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ إِنَّكَ قَدْ أَحْبَبْتَنِي وَأَحْبَبْتُكَ وَإِنَّمَا قَدِمْتُ بِلَادَكُمْ هَذِهِ أَنَّهُ كَانَ لِي بِهَا قَرِيبٌ فَمَاتَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ قَرِيبًا مِنْ قَبْرِهِ أُصَلِّي عَلَيْهِ وَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ بِمَا عَظَّمَ اللَّهُ عَلَيْنَا فِي الْإِنْجِيلِ مِنْ حَقِّ الْقَرَابَةِ , قُلْتُ : فَمَا حَقُّ الْقَرَابَةِ فِي الْإِنْجِيلِ ؟ قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ : مَنْ وَصَلَ قَرَابَتَهُ فَقَدْ وَصَلَنِي وَمَنْ قَطَعَ قَرَابَتَهُ فَقَدْ قَطَعَنِي , وَإِنَّهُ قَدْ بَدَا لِيَ الشُّخُوصُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَصْحَبَنِي فَأَنَا طَوْعُ يَدَيْكَ قَالَ : قُلْتُ : عَظَّمْتَ حَقَّ الْقَرَابَةِ وَهَاهُنَا وَالِدَتِي وَقَرَابَتِي قَالَ : إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُهَاجِرَ مُهَاجِرَةَ إِبْرَاهِيمَ , فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ

حديث رقم: 26

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ , قَالَ : ثنا عَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ , قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ , قَالَ : ثنا شَرِيكٌ , عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ , عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ , عَنْ سَلْمَانَ , قَالَ : أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِثْلَ هَذِهِ يُصَغِّرُهَا بِيَدِهِ لِيُؤَدِّيَ مُكَاتَبَتِي فَصَارَتْ فِي يَدَيَّ مِثْلَ هَذِهِ يَعْنِي فَأُضْعِفَتْ فَأَدَّيْتُ مُكَاتَبَتِي

حديث رقم: 27

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْقَطَّانُ , قَالَ : ثنا ابْنُ حُمَيْدٍ , قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ , قَالَ : ثنا عُبَيْدٌ الْمُكْتِبُ , عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ , عَنْ سَلْمَانَ , قَالَ كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ جَيٍّ وَكَانُوا يَعْبُدُونَ الْخَيْلَ الْبُلْقَ وَكُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ فَكُنْتُ أَطْلُبُ الدِّينَ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا قَالَ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَحَمَلْتُ مَعِي تَمْرًا أَزْدِيًّا فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قُلْتُ : هَدِيَّةٌ فَأَكَلَ مِنْهَا , وَقَالَ : كُلُوا ثُمَّ سَأَلْتُهُ وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي فَقَالَ : اذْهَبْ فَاشْتَرِ نَفْسَكَ , فَأَتَيْتُ صَاحِبِي فَقُلْتُ : بِعْنِي نَفْسِي , فَقَالَ : أَبِيعُكَ نَفْسَكَ بِأَنْ تَغْرِسَ مِائَةَ نَخْلَةٍ فَإِذَا نَبَتَتْ أَعْطَيْتَنِي وَزْنَ نَوَاةٍ ذَهَبًا , فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَعْطِهِ مَا شَاءَ لَكَ وَانْظُرِ الشَّنَّ الَّذِي يُسْقَى مِنْهُ ذَلِكَ النَّخْلُ فَجِئْنِي مِنْهُ بِدَلْو مِنْ مَاءٍ , فَابْتَعْتُ مِنْهُ لِنَفْسِي ثُمَّ جِئْتُ بِدَلْو مِنْ مَاءٍ مِنَ الشَّنِّ الَّذِي يُسْقَى بِهِ النَّخْلُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : صُبَّهُ فِيهَا , فَلَمَّا نَبَتَ وَحَسُنَ نَبَاتُهُ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَمَرَ لِي بِقِطْعَةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَأَتَيْتُ بِهَا إِلَى الرَّجُلِ فَوَضَعْتُهَا فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ ثُمَّ وَضَعَ النَّوَاةَ فِي الْجَانِبِ الْآخَرِ فَمَا اسْتَقَلَّتْ مِنَ الْأَرْضِ

حديث رقم: 28

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْخَطَّابِ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَسْكَرِيُّ , قَالَ : ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ : ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ , عَنْ هَارُونَ الْأَعْوَرِ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }} قَالَ سَلْمَانُ

حديث رقم: 29

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ , قَالَ : ثنا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ , قَالَ : ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , عَنْ سَلْمَانَ , قَالَ : كُنَّا لَا نَفْقَهُ كَلَامَهُ مِنْ شِدَّةِ عُجْمَتِهِ وَكَانَ يُسَمِّي الْخَشَبَ خَشَبَانَ

حديث رقم: 30

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ , قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبَّادِ عَبْدُوسٍ , قَالَ : ثنا قَطَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ , قَالَ : ثنا وَهْبُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيُّ , قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمِّي , عَنْ أَبِي كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَمْلَى هَذَا الْكِتَابَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ هَذَا مَا فَادَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِدَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ الْأَشْهَلِ الْيَهُودِيِّ ثُمَّ الْقُرَظِيِّ بِغَرْسِ ثَلَاثِمِائَةِ نَخْلَةٍ وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً ذَهَبًا , فَقَدْ بَرِئَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِثَمَنِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ , وَوَلَاؤُهُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ , فَلَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى سَلْمَانَ سَبِيلٌ , شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ , وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ , وَأَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ , وَالْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ , وَبِلَالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ , وَكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي جُمَادَى الْأُولَى مُهَاجِرَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ , وَكَانَ مِمَّنْ يَخْتَلِفُ وَيُجَالِسُنِي قَالَ : ثَنَا عَبْدُوسُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَوَاءً قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ , فَقَالَ : لِسَلْمَانَ ثَلَاثُ بَنَاتٍ : بِنْتٌ بِأَصْبَهَانَ وَزَعَمَ جَمَاعَةٌ أَنَّهُمْ مِنْ وَلَدِهَا وَابْنَتَانِ بِمِصْرَ

حديث رقم: 31

وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ , قَالَ : ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدُونَ , قَالَ : ثنا الْفِرْيَابِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الْأَزْدِيِّ , قَالَ : لَقِيتُ سَلْمَانَ , بِأَصْبَهَانَ , وَرَوَى فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الْأَزْدِيِّ , قَالَ : لَقِيتُ سَلْمَانَ , بِأَصْبَهَانَ وَكَانَ فِي قَرْيَتِهِ وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْقَدَرِ فَقَالَ : أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَفِي هَذَا الْخَبَرِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ سَلْمَانَ قَدِمَ أَصْبَهَانَ فِي أَيَّامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

حديث رقم: 32

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَكِيمٍ , قَالَ : ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : سَمِعْتُ سَلْمَانَ , يَذْكُرُ أَنَّهُ تَدَاوَلَهُ بَضْعَةَ عَشَرَ رَبًّا مِنْ رَبٍّ إِلَى رَبٍّ وَذَكَرُوا أَنَّهُ مَاتَ بِالْمَدَائِنِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسَ يَقُولُ : سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ لِمُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ : يَقُولُ أَهْلُ الْعِلْمِ عَاشَ سَلْمَانُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً ، وَذَكَرَ بَعْضَ مَنْ عُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ أَنَّ لِسَلْمَانَ رَهْطًا مِنْ وَلَدِ أَخِيهِ ماها ذر فروخ قَدْ تَفَرَّقُوا فِي الْبُلْدَانِ , فَبِمَدِينَةِ شِيرَازَ مِنْ كُوَرِ فَارِسَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ زَعِيمُهُمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ غَسَّانُ بْنُ زَاذَانَ بْنِ شَاذَوَيْهِ بْنِ ماه بنداد بْنِ ماها ذو فروخ أَخِي سَلْمَانَ بْنِ بدخشان وَمَعَهُمْ كِتَابُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِخَطِّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ هُوَ فِي يَدِ غَسَّانَ هَذَا مَكْتُوبٌ فِي أَدِيمٍ أَبْيَضَ مَخْتُومٍ بِخَاتَمِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَخَاتَمِ أَبِي بَكْرٍ , وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , وَهَذِهِ نُسْخَةُ الْعَهْدِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَأَلَهُ سَلْمَانُ وَصِيَّةً بِأَخِيهِ ماها ذر فروخ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَعَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ مَا تَنَاسَلُوا , مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ وَأَقَامَ عَلَى دِينِهِ سَلَامُ اللَّهِ أَحْمَدُ إِلَيْكَ الَّذِي أَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ أَقُولُهَا , وَآمرُ النَّاسِ بِهَا إِنَّ الْخَلْقَ خَلْقَ اللَّهِ وَالْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ خَلَقَهُمْ وَأَمَاتَهُمْ وَهُوَ يُنْشِئُهُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ وَإِنَّ كُلَّ أَمْرٍ يَزُولُ وَكُلَّ شَيْءٍ يَبِيدُ وَيَفْنَى وَكُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ كَانَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ تُرْعَةُ الْفَائِزِينَ وَمَنْ أَقَامَ عَلَى دِينِهِ تَرَكْنَاهُ وَلَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ , هَذَا كِتَابٌ لِأَهْلِ بَيْتِ سَلْمَانَ أَنَّ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّتِي عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ فِي الْأَرْضِ الَّتِي يُقِيمُونَ فِيهَا سَهْلِهَا وَجَبَلِهَا وَمَرَاعِيهَا وَعُيُونَهَا , غَيْرَ مَظْلُومِينَ وَلَا مَضِيقَ عَلَيْهِمْ فَمَنْ قُرِئَ عَلَيْهِ كِتَابِي هَذَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فَعَلَيْهِ أَنْ يَحْفَظَهُمْ وُيْكِرَمَهُمْ وَيَبَرَّهُمْ وَلَا يَتَعَرَّضُ لَهُمْ بِالْأَذَى وَالْمَكْرُوهِ وَقَدْ دَفَعْتُ عَنْهُمْ جَزَّ النَّاصِيَةِ , وَالْجِزْيَةَ , وَالْحَشْرَ , وَالْعُشْرَ , وَسَائِرَ الْمُؤَنِ , وَالْكُلَفِ ثُمَّ إِنْ سَأَلُوكُمْ فَأَعْطُوهُمْ وَإِنِ اسْتَغَاثُوكُمْ فَأَغِيثُوهُمْ وَإِنِ اسْتَجَارُوا بِكُمْ فَأَجِيرُوهُمْ وَإِنْ أَسَاءُوا فَاغْفِرُوا لَهُمْ وَإِنْ أُسِيءَ إِلَيْهِمْ فَامْنَعُوا عَنْهُمْ وَلَهُمْ أَنْ يُعْطَوْا مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مِائَتَيْ حُلَّةٍ فِي شَهْرِ رَجَبٍ وَمِائَةً فِي الْأُضْحِيَّةِ فَقَدِ اسْتَحَقَّ سَلْمَانُ ذَلِكَ مِنَّا لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ فَضَّلَ سَلْمَانَ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ عَلَيَّ فِي الْوَحْيِ أَنَّ الْجَنَّةَ إِلَى سَلْمَانَ أَشْوَقُ مِنْ سَلْمَانَ إِلَى الْجَنَّةِ , وَهُوَ ثِقَتِي وَأَمِينِي وَتَقِيُّ وَنَقِيُّ نَاصِحٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ , وَسَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلَا يُخَالِفَنَّ أَحَدٌ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ فِيمَا أَمَرْتُ بِهِ مِنَ الْحِفْظِ وَالْبِرِّ لِأَهْلِ بَيْتِ سَلْمَانَ , وَذَرَارِيِّهِمْ , مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ أَوْ أَقَامَ عَلَى دِينِهِ وَمَنْ خَالَفَ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ فَقَدْ خَالَفَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَعَلَيْهِ اللَّعْنَةُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَمَنْ أَكْرَمَهُمْ فَقَدْ أَكْرَمَنِي وَلَهُ مِنَ اللَّهِ الثَّوَابُ , وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي وَأَنَا خَصِيمُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ وَبَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّتِي وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَحَضَرَ أَبُو بَكْرٍ , وَعُمَرُ , وَعُثْمَانُ , وَطَلْحَةُ , وَالزُّبَيْرُ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَسَعْدٌ , وَسَعِيدٌ , وَسَلْمَانُ , وَأَبُو ذَرٍّ , وَعَمَّارٌ , وَصُهَيْبٌ , وَبِلَالٌ , وَالْمِقْدَادُ وَجَمَاعَةٌ أُخَرُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

حديث رقم: 33

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ , قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ , قَالَ أنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ : سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ رامهرمز مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا جَيُّ , وَكَانَ أَبُوهُ دِهْقَانَ أَرْضِهِ وَكَانَ عَلَى الْمَجُوسِيَّةِ ثُمَّ لَحِقَ بِالنَّصَارَى رَغِبَ عَنِ الْمَجُوسِ , ثُمَّ صَارَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَ عَبْدًا لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ أَتَاهُ فَأَسْلَمَ , وَكَاتَبَ مَوْلَاهُ الْيَهُودِيَّ , فَأَعَانَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ حَتَّى عَتَقَ , وَتُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِالْمَدَائِنِ

حديث رقم: 34

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ , قَالَ : ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ , قَالَ : ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ , عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ , قَالَ : غَزَا سَلْمَانُ , فَقَالَ : دَعُونِي أَدْعُوهُمْ كَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دَعَا أَهْلَ الشِّرْكِ فَقَالَ لَهُمْ : إِنَّمَا كُنْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ فَهَدَانِيَ اللَّهُ فَإِنْ أَنْتُمْ أَسْلَمْتُمْ كَانَ لَكُمْ مَا لَنَا وَعَلَيْكُمْ مَا عَلَيْنَا , وَإِنْ أَبَيْتُمْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى دِينِكُمْ وَأَعْطَيْتُمُ الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَأَنْتُمْ صَاغِرُونَ وَإِنْ أَبَيْتُمْ نَابَذْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ رَوَاهُ زَائِدَةُ عَنْ عَطَاءٍ , فَقَالَ فِيهِ : قَالُوا : مَا الْجِزْيَةُ ؟ قَالَ : درم وخاكت بسر

حديث رقم: 35

رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ يَحْيَى , عَنْ يَسَارِ بْنِ سُمَيْرٍ , قَالَ : حَدَّثَنِي عَتَّابُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي مِرْدَاسُ بْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : كُنْتُ مِنْ حَرَسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ , حِينَ قَدِمَ أَصْبَهَانَ فَقَامَ عَلَى شُرَفِ الْحِصْنِ عِلْجٌ فَرَمَى ابْنَهُ بِسَهْمٍ فَغَرَزَ السَّهْمُ فِي عَجُزِهِ فَاسْتُشْهِدَ وَهُوَ سَاجِدٌ وَجَزِعَ عَلَيْهِ أَبُوهُ جَزَعًا شَدِيدًا حَتَّى أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ , وَظَفِرْنَا بِالْعِلْجِ فَقَتَلْنَاهُ ثُمَّ نَزَعَ عَنِ ابْنِهِ الْخُفَّ وَصَلَّى عَلَيْهِ وَدَفَنَهُ بِكَلْمِهِ وَثِيَابِهِ وَسَوَّى قَبْرَهُ وَوَكَّلَ بِهِ جَمَاعَةً يَحْفَظُونَ قَبْرَهُ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُهُ

حديث رقم: 36

قَالَ مِرْدَاسُ بْنُ نُمَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : كُنْتُ مِمَّنْ حَرَسَ أَبَا مُوسَى حِينَ قَدِمَ أَصْبَهَانَ فِي مَوْضِعٍ فِيهِ مَاءٌ وَأَشْجَارٌ عَلَى شَطِّ وَادِي فَكُنَّا نَحْرُسُ الْعَسْكَرَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِائَةَ نَفْسٍ فُرْسَانَ وَرَجَّالَةٍ

حديث رقم: 37

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ , قَالَ : ثنا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ , ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ , عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي مُوسَى , قَالَ : قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ زَمَنَ خَيْبَرَ وَنَفَرَ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ بَعْدَمَا افْتَتَحَهَا بِثَلَاثٍ فَأَسْهَمَ لَهُمْ مَعَ الَّذِينَ فَتَحُوهَا

حديث رقم: 38

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَمَّالُ الرَّازِيُّ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ , قَالَ : ثنا حَكَّامٌ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ , قَالَ : صَلَّى بِنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ بِأَصْبَهَانَ صَلَاةَ الْخَوْفِ وَمَا كَانَ كَثِيرُ خَوْفٍ , لَيُرِيَنَا صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَامَ وَكَبَّرَ وَكَبَّرَ مَعَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْقَوْمِ وَطَائِفَةٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ وَعَلَيْهِمُ السِّلَاحُ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً وَانْصَرَفُوا فَقَامُوا مَقَامَ إِخْوَانِهِمْ فَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى فَصَلَّى بِهِمُ الرَّكْعَةَ الْأُخْرَى ثُمَّ سَلَّمَ فَصَلَّى كُلُّ قَوْمٍ الرَّكْعَةَ الْبَاقِيَةَ عَلَيْهِمْ وُحْدَانًا

حديث رقم: 39

حَدَّثَنَا الْفَتْحُ بْنُ إِدْرِيسَ , قَالَ : ثنا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ , قَالَ : ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ , عَنْ سَعِيدٍ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ , أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ , وَهُوَ بِالدَّارِ مِنْ أَصْبَهَانَ صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْخَوْفِ وَمَا بِهِمْ يَوْمَئِذٍ مِنْ كَبِيرِ خَوْفٍ , وَلَكِنْ أَحَبَّ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ سُنَّتَهَ وَصَلَاتَهُ , فَصَفَّهُمْ صَفَّيْنِ فَتَمَّتْ لِلْإِمَامِ رَكْعَتَانِ فِي جَمَاعَةٍ وَلِلنَّاسِ رَكْعَةٌ رَكْعَةٌ

حديث رقم: 40

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُونُسَ , قَالَ : ثنا أَبِي , قَالَ : ثنا أَبُو دَاوُدَ , قَالَ : ثنا أَبُو حُرَّةَ , وَابْنُ فَضَالَةَ , عَنِ الْحَسَنِ , عَنْ أُسَيْدٍ أَحْسَبُهُ ابْنَ الْمُتَشَمِّسِ , قَالَ : أَفَلْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ , مِنْ أَصْبَهَانَ حِينَ افْتَتَحْنَاهَا فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَإِذَا بِعَقِيلَةَ جَارِيَةِ أُمِّ وَلَدِ أَبِي مُوسَى فَقَالَ : أَلَا رَجُلٌ يَقُومُ فَيَنْزِلُ كَنَّتَهُ ؟ فَقُمْتُ فَأَنْزَلْتُهَا وَرَجَعْتُ إِلَى مَجْلِسِي , فَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ : أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدٌ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قُلْنَا : بَلَى يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجُ , قُلْنَا : وَمَا الْهَرْجُ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ , قُلْنَا لِلْأَشْعَرِيِّ : أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي السَّنَةِ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ , فَقَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ وَلَكِنَّهُ قَتْلٌ يَكُونُ بَيْنَكُمْ مَعْشَرَ الْإِسْلَامِ حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَابْنَ عَمِّهِ وَيَقْتُلَ أَخَاهُ , قَالَ : فَأَبْلَسْنَا حَتَّى مَا مِنَّا أَحَدٌ يُبْدِي عَنْ وَاضِحَةٍ , قَالَ : وَجَعَلَ بَعْضُنَا يَنْظُرُ فِي وُجُوهِ بَعْضٍ مِنَ الْمَوَدَّةِ الَّتِي بَيْنَنَا يَوْمَئِذٍ , إِنَّ الرَّجُلَ لَيُفَارِقُ أَخَاهُ فَيَطُولُ عَلَيْهِ لَيْلَةً حَتَّى يَلْقَاهُ لَوْلَا أَنَّهُ يَسْتَحِي مِنَ النَّاسِ لَلَثَمَهُ , قَالَ وَعَلِمْنَا أَنَّ صَاحِبَنَا لَمْ يَكْذِبْنَا قُلْنَا وَفِينَا كِتَابُ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَفِيكُمْ كِتَابُ اللَّهِ قُلْنَا : وَاحِدَةٌ نَسْأَلُكَ عَنْهَا أَخْبِرْنَا عَنْ عُقُولِنَا الْيَوْمَ أَهِيَ مَعَنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ : لَا إِنَّهُ تُنْزَعُ عُقُولُ عَامَّةِ أَهْلِ الْأَرْضِ ذَلِكُمُ الزَّمَانَ وَيُخَلَّفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ يَرَى أَكْثَرَهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَأَيْمُ اللَّهِ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ فَإِنْ أَدْرَكَنِي وَإِيَّاكُمْ مَا لَنَا مَخْرَجَ فِيهَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا وَلَجْنَا فِيهَا , قَالَ الْحَسَنُ : يَعْنِي سَالِمِينَ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى , قَالَ : ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ , قَالَ : ثنا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ حَدَّثَ أَبُو مُوسَى , وَهُوَ بِالدَّارِ بِأَصْبَهَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ

حديث رقم: 41

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ , قَالَ : ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدُونَ , قَالَ : ثنا آدَمُ , قَالَ : ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ : غَزَوْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى إِلَى أَصْبَهَانَ

حديث رقم: 42

وَحَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ , قَالَ : ثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ , قَالَ : ثنا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الْإِيَادِيُّ , عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ , قَالَ : بَيْنَمَا أَبُو مُوسَى مُصَافَّ الْعَدُوِّ بِأَصْبَهَانَ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ , فَقَامَ إِلَيْهِ شَابٌّ قَدْ خَرَقَ الظُّهُورَ كَمِيُّ مُبَاهٍ فَقَالَ : كَيْفَ قُلْتَ فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ فَالْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ دَخَلَ تَحْتَهَا

حديث رقم: 43

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ , قَالَ : ثنا أَبُو كُرَيْبٍ , قَالَ : ثنا أَبُو أُسَامَةَ , قَالَ : ثنا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ أَبِي بُرْدَةَ , عَنْ أَبِي مُوسَى , قَالَ : وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ وَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ

حديث رقم: 44

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ الْحِمْصِيُّ , قَالَ : ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدٌ الثَّقَفِيُّ , عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ , عَنِ ابْنِ حَلْبَسٍ , عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ , عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ , أَنَّهُ صَامَ حَتَّى صَارَ كَأَنَّهُ خِلَالٌ , فَقِيلَ لَهُ : يَا أَبَا مُوسَى لَوْ أَجْمَمْتَ نَفْسَكَ , قَالَ : إِجْمَامَهَا أُرِيدُ , أَرَأَيْتُمُ السَّوَابِقَ مِنَ الْخَيْلِ لَيْسَ تَضْمُرُ , قَالَ : وَكَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَلْتَفِتُ إِلَى أُمِّ مُوسَى فَيَقُولُ : يَا أُمَّ مُوسَى شُدِّي رَحْلَكِ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ مَعْبَرَةٌ

حديث رقم: 45

وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَهْ , قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ , قَالَ : ثنا أَبُو دَاوُدَ , قَالَ : ثنا صَيْفِيُّ بْنُ سَالِمٍ , عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْأَنْصَارِيِّ , عَنْ جَدَّتِهِ , قَالَتْ : لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ عَطِشَ , فَقَالَ : وَاعَطَشَاهُ فَقَامَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ , هُوَ وَابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَغِلْمَانٌ أَصَابَهُمْ بِأَصْبَهَانَ حِينَ فَتَحُوهَا فَتَسَلَّحَ وَتَسَلَّحُوا , فَقَالَ : وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ حَتَّى أَصِلَ إِلَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ , قَالَ : ثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ , قَالَ : مَاتَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمَاتَ قَبْلَ ابْنِ عُمَرَ شَهِدَهُ ابْنُ عُمَرَ

حديث رقم: 46

رَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , قَالَ : خَرَجَ النَّاسُ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَرْقَمَ , وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَأَمِيرُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ , وَرَوَاهُ سُفْيَانُ , عَنْ مَنْصُورٍ , وَالْأَعْمَشُ , عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : خَرَجَ مَمْلُوكٌ لَنَا إِلَى أَصْبَهَانَ وَمَعَهُ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ فَمَاتَ وَخَلَّفَ عِشْرِينَ أَلْفًا فَخَرَجَ أَبِي , لِيَحْمِلَهُ فَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ يُقَارِفُ الرِّبَا فَأَخَذَ أَبِي الْأَرْبَعَةَ الْآلَافَ وَتَرَكَ الْبَاقِيَ

حديث رقم: 47

رَوَى شَبَابٌ الْعُصْفُرِيُّ قَالَ : ثنا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ قَحْذَمٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ : يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ غُلَامٌ كَرِيمُ الْجَدَّاتِ وَالْعَمَّاتِ قَالَ : فَقَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً قَالَ : فَغَزَا أَصْبَهَانَ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَحَادِيثَ

حديث رقم: 48

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ , قَالَ : ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ , عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمِنْ وَلَدِهِ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْكَرِيزِيُّ , قَدِمَ أَصْبَهَانَ وَحَدَّثَ بِهَا , وَحَدَّثَنَا عَنْهُ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ يَرْوِي عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ , وَابْنُ إِدْرِيسَ , وَأَبِي مُعَاوِيَةَ , وَيَحْيَى الْقَطَّانُ نُخَرِّجُ حَدِيثَهُ فِي مَوْضِعِهِ

حديث رقم: 49

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَيُّوبَ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ , قَالَ : ثنا مُفَضَّلُ بْنُ صَالِحٍ , قَالَ : ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَمَرَ بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ يَعْنِي أَيَّامَ التَّشْرِيقِ أَنْ لَا تَصُومُوا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ

حديث رقم: 50

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ , قَالَ : ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ , قَالَ : ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ , قَالَ : ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى , عَنْ أُمِّ الْحَارِثِ بِنْتِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ , أَنَّهَا رَأَتْ بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ يَطُوفُ عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ بِمِنًى يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ صَوْمِ هَذِهِ الْأَيَّامِ وَيَقُولُ إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ

حديث رقم: 51

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَهْ , قَالَ : ثنا أَبُو كَامِلٍ الْفُضَيْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : ثنا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ , قَالَ : قِيلَ لِمُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ , أَلَا تَخْتَطُّ ؟ قَالَ : لَيْسَ بِهَذَا أُمِرْنَا وَلَا لِهَذَا بُعِثْنَا , أُمِرْنَا أَنْ نُقَاتِلَ أَهْلَ الْحَرْبِ ثُمَّ يَكُونُوا لَنَا قُوَّةً

حديث رقم: 52

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يُونُسَ , قَالَ : ثنا أَبِي , قَالَ : ثنا أَبُو دَاوُدَ , قَالَ : ثنا قُرَّةُ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ : قِيلَ لِمُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ السُّلَمِيِّ , لَمَّا قَدِمَ الْبَصْرَةَ : أَلَا تَخْتَطُّ ؟ قَالَ : مَا لِهَذَا هَاجَرْنَا

حديث رقم: 53

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ , قَالَ : ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ , قَالَ : ثنا رَوْحٌ , عَنْ قُرَّةَ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ : قَالَ النَّاسُ لِمُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ , أَلَا تَخْتَطُّ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا لِهَذَا هَاجَرْنَا

حديث رقم: 54

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , قَالَ : ثنا الْمُخَرِّمِيُّ , قَالَ : ثنا أَبُو عَامِرٍ , قَالَ : ثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ , عَنْ مُجَاشِعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُجَاشِعٍ , قَالَ : جَاءَ مُجَاشِعٌ بِأَخِيهِ مُجَالِدٍ زَمَنَ الْفَتْحِ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا مُجَالِدٌ يُبَايِعُ عَلَى الْهِجْرَةِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ : أَيْنَ الَّذِي جَاءَ يُبَايِعُ عَلَى الْهِجْرَةِ ؟ قَالَ مُجَالِدٌ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : أَمَّا الْهِجْرَةُ فَقَدْ مَضَتْ وَلَكِنِ الْجِهَادُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ , وَكَانَ مُجَالِدٌ يَشْهَدُ عَلَى نَفْسِهِ بِهَذَا بِالْبَصْرَةِ

حديث رقم: 55

أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى , قَالَ : ثنا شَيْبَانُ , قَالَ : ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , قَالَ : ثنا الْحَسَنُ , أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو , دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ , وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى , قَالَ : ثنا بُنْدَارٌ , قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ , قَالَ : ثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ , قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ , قَالَ : قَالَ عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو لِابْنِ زِيَادٍ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ فَانْظُرْ أَنْ لَا تَكُونَ مِنْهُمْ , فَقَالَ : اسْكُتْ إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَقَالَ : وَكَانَتْ لَهُمْ نُخَالَةٌ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ؟

حديث رقم: 56

وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَوْهَرِيُّ , قَالَ : ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ , قَالَ : ثنا يَعْلَى بْنُ الْأَشْدَقِ الْعُقَيْلِيُّ , قَالَ : سَمِعْتُ نَابِغَةَ بْنَ جَعْدَةَ , يَقُولُ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَنْشَدْتُهُ : بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وَثَرَاؤُنَا . وَإِنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرًا . فَقَالَ : إِلَى أَيْنَ الْمَظْهَرُ يَا أَبَا لَيْلَى ؟ , فَقُلْتُ : إِلَى الْجَنَّةِ , فَقَالَ : أَجَلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . وَلَا خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ حَلِيمٌ إِذَا مَا أَوْرَدَ الْأَمْرَ أَصْدَرَا , فَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا يَفْضُضُ اللَّهُ فَاكَ , قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ وَقَدْ أَتَى عَلَيْهِ مِائَةُ سَنَةٍ وَنَيِّفٌ وَمَا سَقَطَ لَهُ سِنٌّ . حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْبَزَّارُ , قَالَ : ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ , قَالَ سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ الْأَشْدَقِ , قَالَ : سَمِعْتُ النَّابِغَةَ , يَقُولُ : أَنْشَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَجَدْتَ لَا يَفْضُضُ اللَّهُ فَاكَ

حديث رقم: 57

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ , قَالَ : ثنا أَبُو زُرْعَةَ , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو كُرَيْبٍ , قَالَ : ثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ , قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَمْرٍو قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ , اسْتَعْمَلَ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ عَلَى الرِّيِّ , ثُمَّ اسْتَعْمَلَ مِخْنَفَ بْنَ سُلَيْمٍ عَلَى أَصْبَهَانَ , وَاسْتَعْمَلَ عَلَى أَصْبَهَانَ عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ , فَلَمَّا انْفَتَلَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ عَرَضَ لَهُ الْخَوَارِجُ فَتَحَصَّنَ فِي حُلْوَانَ وَمَعَهُ الْخَرَاجُ وَالْهَدِيَّةُ , فَلَمَّا انْصَرَفَ عَنْهُ الْخَوَارِجُ أَقْبَلَ بِالْهَدِيَّةِ وَخَلَّفَ الْخَرَاجَ بِحُلْوَانَ , فَلَمَّا قَدِمَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَرَهُ فَلْيَضَعْهَا فِي الرَّحْبَةِ وَيَضَعْ عَلَيْهَا أُمَنَاءَهُ حَتَّى يَقْسِمَهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ , فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عَلِيٍّ أَرْسِلْ إِلَيْنَا مِنْ هَذَا الْعَسَلِ الَّذِي مَعَكَ , فَبَعَثَ إِلَيْهَا بِزِقَّيْنِ مِنْ عَسَلٍ وَزِقَّيْنِ مِنْ سَمْنٍ , فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ عَلِيٌّ إِلَى الصَّلَاةِ عَدَّهَا فَوَجَدَهَا تَنْقُصُ زِقَّيْنِ فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ عَنْهُمَا فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَسْأَلْنِي عَنْهُمَا ثُمَّ تَأْتِي بِزِقَّيْنِ مَكَانَهُمَا قَالَ : عَزَمْتُ عَلَيْكَ لَتُخْبِرَنِّي مَا قَضَيْتُهُمَا ؟ قَالَ : بَعَثَتْ إِلَيَّ أُمُّ كُلْثُومٍ فَأَرْسَلْتُ بِهِمَا إِلَيْهَا , قَالَ : أَمَرْتُكَ أَنْ تَقْسِمَ فَيْءَ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَهُمْ , ثُمَّ بَعَثَ إِلَى أُمِّ كُلْثُومٍ أَنْ رُدِّي الزِّقَّيْنِ , فَأُتِيَ بِهِمَا مَعَ مَا نَقَصَ مِنْهُمَا فَبَعَثَ إِلَى التُّجَّارِ قَوِّمُوهُمَا مَمْلُوءَتَيْنِ وَنَاقِصَتَيْنِ فَوَجَدُوا فِيهِمَا نَقْصَ ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وَشَيْئًا , فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالدَّرَاهِمِ ثُمَّ أَمَرَ بِالزِّقَاقِ فَقُسِمَتْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَدِيثًا لَمْ يَرْوِه غَيْرَهُ

حديث رقم: 58

حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى , قَالَ : ثنا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ , عَنْ ثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ أَبِي رَمْلَةَ , عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ , قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةٌ وَعَتِيرَةٌ , وَأَبُو رَمْلَةَ اسْمُهُ : عَامِرٌ

حديث رقم: 59

وَأَخْبَرَنَا حَامِدُ بْنُ شُعَيْبٍ , قَالَ : ثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ , قَالَ : ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ أَبِي رَمْلَةَ , عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ بِعَرَفَةَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ أُضْحِيَّةٌ وَعَتِيرَةٌ

حديث رقم: 60

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَهْ , قَالَ : ثنا سَعِيدُ بْنُ عَنْبَسَةَ , قَالَ : ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ , وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ , عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , قَالَ : ثنا أَبُو رَمْلَةُ , عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ , قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةً وَعَتِيرَةً

حديث رقم: 61

وَفِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَانَ إِجَازَةً قَالَ : ثنا الْأَحْوَصُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ غَسَّانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَالِدِ بْنِ غَلَّابٍ , قَالَ : ثني مُحَمَّدُ بْنُ غَسَّانَ , قَالَ : ثني خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنِ أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ , عَنْ أَبِيهِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ , قَالَ : لَمَّا حَصَرَ النَّاسُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ خَرَجَ أَبِي يُرِيدُ نَصْرَهُ , وَكَانَ يَتَوَلَّى أَصْبَهَانَ فَخَرَج مِنْ أَصْبَهَانَ فَاتَّصَلَ بِهِ قَتْلُهُ , فَانْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ بِالطَّائِفِ وَقَدِمْتُ فِي ثَقَلِ أَبِي فَصَادَفْتُ وَقْعَةَ الْجَمَلِ فَسَمِعْتُ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَقُولُونَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقْسِمُ فِينَا نِسَاءَهُمْ فَأَتَيْتُ الْأَحْنَفَ فَقُلْتُ : يَا أَعْرَابِيُّ سَمِعْتُ كَذَا وَكَذَا , فَقَالَ : امْضِ بِنَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَدَخَلْنَا عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَقَالَ : إِنَّ ابْنَ أَخِي أَخْبَرَنِي كَذَا وَكَذَا , فَقَالَ : مَعَاذَ اللَّهِ يَا أَحْنَفُ ثُمَّ قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ ابْنُ غَلَّابٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَشْهَدُ لَرَأَيْتُ أَبَاهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَذَكَرَ الْفِتَنَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَكْفِيَنِيَ الْفِتَنَ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِهِ الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَقِيلَ فِي ذَلِكَ : كُفِيَ فِتَنَ الدُّنْيَا بِدَعْوَةِ أَحْمَدٍ فَفَازَ بِهَا فِي النَّاسِ مَا نَالَهُ خَسِرُ ظَوَاهِرَهَا جَمْعًا وَبَاطِنَهَا مَعًا فَصَحَّ لَهُ فِي أَمْرِهِ السِّرُّ وَالْجَهْرُ رَوَاهُ عَلِيُّ الْمُرْتَضَى عَنْ مُحَمَّدٍ فَفِي مِثْلِ هَذَا مَا يَطِيبُ بِهِ النَّشْرُ وَمِنْ وَلَدِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ غَلَّابٍ , وَغَلَّابٌ امْرَأَةٌ , وَمُحَمَّدُ بْنُ غَسَّانَ , وَغَسَّانُ بْنُ الْفَضْلِ , وَالْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَابِيِّ

حديث رقم: 62

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْجَارُودِيُّ , وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , قَالَ : ثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ , قَالَ : ثنا أَبُو دَاوُدَ , قَالَ : ثنا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ دَاوُدَ الْأَوْدِيِّ , عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ , عَنْ حُمَمَةَ , رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ غَزَا أَصْبَهَانَ مَعَ الْأَشْعَرِيِّ وَفُتِحَتْ أَصْبَهَانُ فِي زَمَنِ عُمَرَ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ حُمَمَةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّ لِقَاءَكَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ صَادِقًا فَاعْزِمْ لَهُ بِصَدَقَةٍ وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاحْمِلْ عَلَيْهِ وَإِنْ كَرِهَ , اللَّهُمَّ لَا تَرْجِعْ حُمَمَةَ مِنْ سَفَرِهِ هَذَا فَمَاتَ بِأَصْبَهَانَ , فَقَامَ الْأَشْعَرِيُّ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا وَاللَّهِ مَا سَمِعْنَا فَمَا سَمِعْنَا مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلَا مَبْلَغَ عَلِمْنَا إِلَّا أَنَّ حُمَمَةَ شَهِيدٌ

حديث رقم: 63

وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ , عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ حَمُّويْهِ , قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي , قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ , قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عَمَّارٌ الْكُوفَةَ كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِتْبَانَ أَنْ سِرْ إِلَى أَصْبَهَانَ , فَخَرَجَ حَتَّى لَحِقَ بِأَصْبَهَانَ , وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَقِيَ الِاسْتِنْدَارَ فَقَتَلَهُ , وَسُمِّيَ ذَلِكَ الرُّسْتَاقُ رُسْتَاقَ الشَّيْخِ قَالَ أَهْلُ التَّارِيخِ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِتْبَانَ أَنْصَارِيُّ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَهُوَ الَّذِي كَتَبَ الصُّلْحَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَدِينَةِ جَيٍّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي هَنَّادٌ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَيْفٍ عَنْ مُحَمَّدٍ , وَالْمُهَلَّبِ , وَطَلْحَةَ , وَعُمَرَ , وَسَعْدٍ قَالَ : لَمَّا رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَبْعَثُ عَلَيْهِ فِي كُلِّ عَامٍ حَرْبًا وَجَّهَ الْأُمَرَاءَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ بَعْدَ فَتْحِ نَهَاوَنْدَ وَكَانَ بَيْنَ عَمَلِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَمِيرَانِ أَحَدُهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِتْبَانَ وَفِي زَمَانِهِ كَانَتْ وَقْعَةُ نَهَاوَنْدَ , وَزِيَادُ بْنُ حَنْظَلَةَ وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فَعَمِلَ قَلِيلًا وَاسْتَعْفَى فَأُعْفِيَ , وَوُلِّيَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ بَعْدَ زِيَادٍ , وَكَانَ مَكَانَهُ , وَأَمَدَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , وَأَمَدَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ بِأَبِي مُوسَى , وَبَعَثَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بِلِوَاءٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَسِيرَ إِلَى أَصْبَهَانَ , وَكَانَ شُجَاعًا بَطَلًا مِنْ وُجُوهِ الصَّحَابَةِ مِنْ وُجُوهِ الْأَنْصَارِ فَخَرَجَ وَمَعَهُ مِنْ جُنْدِ النُّعْمَانِ نَحْوُ جُنْدٍ قَدِ اجْتَمَعَ لَهُ مِنْ أَصْبَهَانَ فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا وَدَعَا الشَّيْخُ إِلَى الْبَرَازِ فَبَرَزَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَرْقَاءَ فَقَتَلَهُ وَانْهَزَمَ أَهْلُ أَصْبَهَانَ فَسَارَ الِاسْتِنْدَارُ إِلَى الصُّلْحِ , وَدَخَلَ أَبُو مُوسَى , وَعَبْدُ اللَّهِ مَدِينَةَ جَيٍّ وَكَتَبَ بِذَلِكَ إِلَى عُمَرَ , وَاغْتَبَطَ وَقَدِمَ كِتَابُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ أَنْ سِرْ حَتَّى تَقْدَمَ عَلَى سَهْلِ بْنِ عَدِيٍّ , فَتُجَامِعَهُ عَلَى قِتَالِ مَنْ بكرمان , فَخَرَجَ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى أَصْبَهَانَ السَّائِبَ بْنَ الْأَقْرَعِ , وَهَذَا كِتَابُ الصُّلْحِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ للفاذوسفان وَأَهْلِ أَصْبَهَانَ وَحَوَالَيْهَا : إِنَّكُمْ آمِنُونَ مَا أَدَّيْتُمُ الْجِزْيَةَ وَعَلَيْكُمُ الْجِزْيَةُ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِكُمْ فِي كُلِّ سَنَةٍ تُؤَدُّونَهَا إِلَى الَّذِي يَلِي بِلَادَكُمْ عَلَى كُلِّ حَالِمٍ , وَدِلَالَةِ الْمُسْلِمِ وَإِصْلَاحِ طَرِيقِهِ , وَقِرَاهُ يَوْمَهُ وَلَيْلَتَهُ , وَحِمْلَانِ الرَّاجِلِ إِلَى مَرْحَلَةٍ , لَا تَسْتَطِيلُوا عَلَى مُسْلِمٍ , لِلْمُسْلِمِينَ نُصْحُكُمْ وَأَدَاءُ مَا عَلَيْكُمْ , وَلَكُمُ الْأَمَانُ مَا فَعَلْتُمْ فَإِنْ غَيَّرْتُمْ شَيْئًا أَوْ غَيَّرَهُ مُغَيِّرٌ مِنْكُمْ لَمْ تُسْلِمُوهُ فَلَا أَمَانَ لَكُمْ وَمَنْ سَبَّ مُسْلِمًا بَلَغَ مِنْهُ وَمَنْ ضَرَبَهُ قَتَلْنَاهُ وَكَتَبَ شَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ , وَعِصْمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَرْقَاءَ

حديث رقم: 64

حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ : ثنا أُسَيْدٌ , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ , يَقُولُ : سَمِعْتُ عِصَامَ بْنَ يَزِيدَ , قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ , يَقُولُ : أَصْبَهَانُ صُلْحٌ

حديث رقم: 65

قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ , : حَدَّثَنِي ابْنُ ممكان , وَقَالَ لِي : أَحْمِلُ إِلَيْكَ حَطَّ جَدِّي يَعْنِي أَبَا سُفْيَانَ فَحَمَلَهُ إِلَيَّ , وَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ سَمِعْتُ جَبْرًا , يَقُولُ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ : أَصْبَهَانُ صُلْحٌ , أَخَذَ صُلْحَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ

حديث رقم: 66

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُورَكٍ , قَالَ : ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ , أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ : سَأَلْنَا الْأَنْصَارِيَّ عَنْ أَصْبَهَانَ , صُلْحًا أَوْ عَنْوَةً ؟ فَقَالَ : مَا أَرَاهَا إِلَّا عَنْوَةً , قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ : وَسُئِلَ أَبُو عَمْرٍو الضَّرِيرُ عَنْهُ فَقَالَ : عَنْوَةً إِلَّا قِلَاعًا مِنْهَا وَثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ : ثنا عَلِيٌّ قَالَ : ثنا أَبُو سُفْيَانَ فِي إِسْنَادٍ لَهُ قَالَ : إِذَا اخْتَلَطَ الصُّلْحُ بِالْعَنْوَةِ كَانَ صُلْحًا كُلَّهُ

حديث رقم: 67

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامِ بْنِ يَزِيدَ , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , قَالَ : أَصْبَهَانُ صُلْحٌ

حديث رقم: 68

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى , قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامٍ , قَالَ : ثنا أَبُو سُفْيَانَ , ثنا النُّعْمَانُ , عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , قَالَ : أَصْبَهَانُ صُلْحٌ وَحَدَّثَنَا أَبُو صَالِحِ بْنُ الْمُهَلَّبِ , قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مَهْدِيٍّ , يَقُولُ : مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَصْبَهَانَ صُلْحٌ أَنَّ بُيُوتَ النِّيرَانِ حِينَ تُرِكَتْ عَلَى حَالَتِهَا فَلَمْ تُؤْخَذْ وَلَمْ تُهْدَمْ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا صُلْحٌ , وَلَوْ كَانَتْ عَنْوَةً لَاخْتَارُوا لِأَنْفُسِهِمْ وَلَمْ يَتْرُكُوهَا لِيَعْصُوا اللَّهَ فِيهَا وَيعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا قَدْ رُوِّينَا مَعَ سَايِرِ الْآثَارِ صُلْحٌ