قَالَ : أَخْبَرَنَا عَوْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، قَالَ : مَاتَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ فِي الطَّاعُونِ طَاعُونِ عَمَوَاسَ
أَخْبَرَنَا عَوْنُ بْنُ الْحَسَنِ ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي بَكْرٌ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النُّعْمَانِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ قَوْمِهِ ، قَالَ : شَهِدَ مُعَاذٌ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً ، أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ فِي الطَّاعُونِ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَكَانَ طَوِيلًا أَبْيَضَ حَسَنَ الثَّغْرِ عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ مَجْمُوعَ الْحَاجِبَيْنِ جَعْدًا قَطَطًا
أَخْبَرَنَا عَوْنُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي بَكْرٌ ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ خَارِجَةَ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَمَاتَ بِنَاحِيَةِ الْأُرْدُنِّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : وَلَمْ يُولَدْ لَهُ قَطُّ ، زَعَمُوا ، وَكَانَ مِنْ أَجْمَلِ الرِّجَالِ
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ ، قَالَ : الْمَسَاجِدُ مَجَالِسُ الْكِرَامِ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْمُهَنَّا : إِنَّ مِنَ الدَّلَالَةِ عَلَى صِحَّةِ رِوَايَةِ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ مُعَاذٍ ، وَلُقْيِهِ إِيَّاهُ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ وَأَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ مَاتَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ ، قَالَ : قَرَأْتُ فِي كِتَابِ يَزِيدَ بْنِ عُبَيْدَةَ : تُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَأَبُو إِدْرِيسَ مَوْلِدُهُ عَامَ حُنَيْنٍ ، وَحُنَيْنٌ كَانَتْ فِي سَنَةِ سِتٍّ ، فَإِذَا صَحَّ فَقَدْ كَانَ لِمُعَاذٍ عَامَ حُنَيْنٍ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَمُعَاذٌ مَاتَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ ، وَأَهْلُ النَّقْلِ يُصَحِّحُونَ رِوَايَةَ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَلُقْيِهِ إِيَّاهُ ، فَهَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ قَدْ لَقِيَ مُعَاذًا وَصَحَّتْ رِوَايَتُهُ عَنْهُ ، لِأَنَّ مُعَاذًا كَانَ بِالْيَمَنِ وَالِيًا عَلَيْهَا ، وَأَبُو إِدْرِيسَ مَوْلِدُهُ بِالْيَمَنِ وَبِهَا قَوْمُهُ ، فَمَا يُنْكَرُ عَلَى مَنْ قَالَ إِنَّهُ قَدْ سَمِعَ مِنْهُ
وَقَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْخَشَّابُ بِالرَّمْلَةِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدُونَ ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، حَدَّثَنِي عَايِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ مُعَاذًا ، قَدِمَ عَلَيْهِمُ الْيَمَنَ ، فَلَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَوْلَانَ مَعَهَا بَنُونَ لَهَا اثْنَا عَشَرَ ، وَتَرَكَتْ أَبَاهُمْ فِي بَيْتِهَا : أَصْغَرُهُمُ الَّذِي قَدِ اجْتَمَعَتْ لِحْيَتُهُ ، فَقَامَتْ فَسَلَّمَتْ عَلَى مُعَاذٍ وَرَجُلَانِ مِنْ بَنِيهَا مُمْسِكَانِ بِعَضُدَيْهَا ، فَقَالَتْ : مَنْ أَرْسَلَكَ إِلَيْنَا أَيُّهَا الرَّجُلُ ؟ قَالَ لَهَا مُعَاذٌ : أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَتِ الْمَرْأَةُ : أَرْسَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنْتَ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، أَفَلَا تُحَدِّثُنِي يَا رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ ؟ قَالَ لَهَا مُعَاذٌ : سَلِي عَمَّا شِئْتِ ، قَالَتْ : حَدِّثْنِي ، مَا حَقُّ الْمَرْءِ عَلَى زَوْجَتِهِ ؟ قَالَ لَهَا مُعَاذٌ : تَتَّقِي اللَّهَ مَا اسْتَطَاعَتْ ، وَتَسْمَعُ وَتُطِيعُ قَالَتْ : أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِاللَّهِ ، مَا حَقُّ الرَّجُلِ عَلَى زَوْجَتِهِ ؟ قَالَ لَهَا مُعَاذٌ : وَمَا رَضِيتِ بِأَنْ تَسْمَعِي وَتُطِيعِي وَتَتَّقِي اللَّهَ ؟ قَالَتْ : بَلَى ، وَلَكِنْ حَدِّثْنِي مَا حَقُّ الْمَرْءِ عَلَى زَوْجَتِهِ ؟ فَإِنِّي تَرَكْتُ أَبَا هَؤُلَاءِ شَيْخًا كَبِيرًا فِي الْبَيْتِ ، فَقَالَ لَهَا مُعَاذٌ : وَالَّذِي نَفْسُ مُعَاذٍ بِيَدِهِ ، لَوْ أَنَّكَ تَرْجِعِينَ إِذَا رَجَعْتِ إِلَيْهِ فَوَجَدْتِ الْجُذَامَ قَدْ خَرَقَ أَنْفَهُ ، وَوَجَدْتِ مَنْخَرَيْهِ يَسِيلَانِ قَيْحًا وَدَمًا ، ثُمَّ الْتَعَقْتِيهِمَا بِفِيكِ لِكَيْمَا تَبْلُغِي حَقَّهُ مَا بَلَغْتِيهِ أَبَدًا
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ سَلَامَةَ الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نُمَيْرٍ الْمَذْحِجِيُّ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ ، قَالَ : جِئْتُ إِلَى حِمْصَ فِي طَلَبِ حَاجَةٍ أَرَدْتُهَا ، قَالَ : فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ مَعَ الْعِشَاءِ ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا الْحَلْقَةُ فِيهَا ثَلَاثُونَ رَجُلًا أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ يَتَحَدَّثُونَ ، كُلُّهُمْ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَإِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِمْ أَمْرٌ وَاخْتَلَفُوا فِيهِ رَدُّوهُ إِلَى فَتًى مِنْهُمْ شَابٍّ وَضِيءٍ أَقْنَى بَرَّاقِ الثَّنَايَا ، فَرَضُوا بِهِ وَانْتَهَوْا إِلَى مَا يَقُولُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، قَالَ : فَوَقَعَ لَهُ فِي قَلْبِي مِنَ الْحُبِّ شَيْءٌ مَا أَحْسَبُ أَحَدًا أَحَبَّهُ ، ثُمَّ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ وَانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي ، فَبِتُّ لَيْلَتِي أَتَشَوَّقُ رَجَاءَ أَنْ أُصْبِحَ فَأَلْقَاهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ عَرَضَ لِي بَعْضُ مَا يَشْغَلُ الْمُسَافِرَ ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَظَرْتُ إِلَى مَجْلِسِهِمْ فَإِذَا هُمْ قَدِ ارْتَفَعُوا ، وَأَنْظُرُ فَإِذَا أَنَا بِهِ قَائِمًا يُصَلِّي إِلَى عَمُودٍ مِنْ عَمَدِ الْمَسْجِدِ ، قَالَ : فَصَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِهِ ، ثُمَّ قَعَدْتُ فَاحْتَبَيْتُ مِنْهُ غَيْرَ بَعِيدٍ ، فَلَمَّا رَآنِي ظَنَّ أَنَّ لِي حَاجَةً ، قَالَ : فَذَكَرْتُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْهُ وَمِنْ أَصْحَابِهِ بِالْأَمْسِ ، ثُمَّ قُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُكَ لِلَّهِ تَعَالَى ، قَالَ : فَقَطَّبَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى حُبْوَتِي فَاجْتَبَذَنِي إِلَيْهِ اجْتِبَاذَةً شَدِيدَةً ، وَصَدَمَتْ رُكْبَتَايَ رُكْبَتَيْهِ ، فَقَالَ : آللَّهِ لَقَدْ أَحْبَبْتَنِي لِلَّهِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : آللَّهِ لَقَدْ أَحْبَبْتُكَ لِلَّهِ ، فَرَدَّدَهَا عَلَيَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ : آللَّهِ لَقَدْ أَحْبَبْتَنِي لِلَّهِ ؟ فَأَقُولُ : نَعَمْ ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَحْبَبْتُكَ لِلَّهِ ، قَالَ : فَأَبْشِرْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ فَقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ : صَدَقَ مُعَاذٌ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ : حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِي ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِي ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَصَافِينَ فِي ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِي قَالَ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنِ الْمُهَنَّا : فَأَقُولُ : إِنَّ أَبَا إِدْرِيسَ مَعَ جَلَالَةِ قَدْرِهِ وَكَثْرَةِ رِوَايَتِهِ عَنِ الصَّحَابَةِ ، وَمَنْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ التَّابِعِينَ مِثْلُ الزُّهْرِيِّ ، وَأَبِي قِلَابَةَ الْجَرْمِيِّ ، وَغَيْرِهِمَا مِنَ التَّابِعِينَ ، وَعِظَمِ مَنْزِلَتِهِ كَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ ، وَإِثْبَاتِهِ إِيَّاهُ عَلَى الْقَضَاءِ بِدِمَشْقَ ، وَمَا كَانَ قَدْ جَعَلَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ الْقَصَصِ وَالْوَعْظِ لِأَهْلِ ذَلِكَ الْعَصْرِ ، وَمَا قَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ فِيهِ وَوَهَبَهُ لَهُ مِنَ الْفَضْلِ لَا يَقُولُ : حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَلَمْ يُحَدِّثْهُ ، وَلَا رَأَيْتُ مُعَاذًا وَلَمْ يَرَهُ ، مَعَ شُهْرَةِ مَنْ رَوَى عَنْهُ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَمَا صَحَّ عَنْهُ أَنَّهُ لَمَّا عَزَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنِ الْقَصَصِ وَأَقَرَّهُ عَلَى الْقَضَاءِ قَالَ : عَزَلُونِي عَنْ رَغْبَتِي ، وَتَرَكُونِي فِي رَهْبَتِي فَمَنْ رَهِبَ الْقَضَاءَ وَخَافَ عَاقِبَتَهُ أَلَا يَرْهَبُ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَكُنْ وَلَا سَمِعَ وَلَا رَأَى ؟ فَهَذَا عِنْدِي غَلَطٌ ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ