حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ الرَّقِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أُمَيَّةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : بَيْنَمَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا جَالِسٌ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ بِابْنٍ لَهُ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَفْرِضْ لِابْنِي مَالًا قَالَ : أَمِنْ مَهِيرَةٍ أَمْ مِنْ أَمَةٍ ؟ قَالَ : مَنْ أَمَةٍ قَالَ : إِنَّمَا هُوَ عَبْدُكَ ، وَإِنَّمَا أُمُّهُ أَمَتُكَ ، وَهَلْ نَفْرِضُ لِامْرَأَتِكَ ؟ قَالَ : فَخَرَجَ الرَّجُلُ بِابْنِهِ حَتَّى أَتَى أَهْلَهُ ، فَلَمَّا أَتَاهُمْ خَرَجَ بِابْنِهِ وَبِأُمِّهِ إِلَى السُّوقِ يَبِيعُهُمَا ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ : إِنِّي لَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ فِي هَذَا لَجَعَلْتُكَ نَكَالًا قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَدْ زَعَمْتَ أَنَّهُ عَبْدِي وَأَنَّهَا أَمَتِي . قَالَ سَعِيدٌ : فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَنَهَى عَنْ بَيْعِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمَازِنِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَفَاءَ عَلَيْكُمْ مِنْ سَبْيِ الْأَعَاجِمِ مَا لَمْ يَفِئْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَلَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، مِنْ نِسَائِهِمْ وَأَوْلَادِهِمْ ، وَإِنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالًا سَيَلْهُونَ بِالنِّسَاءِ ، فَمَنْ أَلَمَّ بِامْرَأَةٍ فَوَلَدَتْ لَهُ ، فَلَا تَبِيعُوا أُمَّهَاتِ أَوْلَادِكُمْ ؛ فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ يُوشِكُ أَنْ يَتَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ ذَا مَحْرَمِهِ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَضَى فِيهِنَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يُجْعَلْنَ مِنْ أَنْصِبَاءِ أَوْلَادِهِنَّ ، فَأَتَاهُ صَبِيٌّ شَابٌّ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ إِخْوَتِي أَقَامُوا عَلَيَّ أُمِّي بِجَمِيعِ مَا وَرِثْتُ عَنْ أَبِي فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَا ، إِنَّمَا أَرَدْنَا مِنْ ذَلِكَ عَدْلًا ، مَا لَنَا نَمْنَعُهُنَّ مِنَ الْبَيْعِ وَنَجْعَلُهُنَّ فِي أَنْصِبَاءِ أَوْلَادِهِنَّ ، بَلْ هِيَ فِي يَمِينِهِ وَأَمْرِهِ مَا عَاشَ ، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَصَابَتْ أَهْلَ الْمَدِينَةِ حَاجَةٌ مِنْ فِتْنَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ ، فَتَذَكَّرْتُ هَلْ مِنْ أَحَدٍ أَمُتُّ إِلَيْهِ بِرَحِمٍ أَوْ بِمَوَدَّةٍ أَرْجُو إِنْ خَرَجْتُ إِلَيْهِ أَنْ أُصِيبَ مِنْهُ شَيْئًا ؟ فَمَا ذَكَرْتُ أَحَدًا ، فَقُلْتُ : الرِّزْقُ بِيَدِ اللَّهِ ، فَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ دِمَشْقَ ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَعَمَدْتُ إِلَى أَعْظَمِ حَلْقَةٍ رَأَيْتُهَا فِيهِ وَأَكْثَرِهَا هَيْئَةً فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ ، فَإِنِّي لَجَالِسٌ مَعَهُمْ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ كَأَجْمَلِ الرِّجَالِ وَأَحْسَنِهِمْ هَيْئَةً ، فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ تَحَجَّجُوا لَهُ وَأَوْسَعُوا ، وَإِذْ هُوَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ فَقَالَ : لَسْتُ أَجْلِسُ ، لَقَدْ جَاءَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ كِتَابٌ مَا جَاءَهُ مِثْلُهُ مُذِ اسْتَخْلَفَهُ اللَّهُ ، قَالُوا : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ كَتَبَ إِلَيْهِ عَامِلُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يَذْكُرُ أَنَّ ابْنًا لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ أُمَّ وَلَدٍ لَهُ ، فَأَرَادَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ بَيْعَهَا فَأَشْكَلَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثٌ سَمِعَهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ لَا يَدْرِي كَيْفَ هُوَ ، قُلْتُ : أَنَا أُحَدِّثُكُ مَا رَأَيْتُ فَلْنَقُمْ قَالَ : قُمْ قَالَ : قُمْتُ وَأَخَذَ بِيَدِي ، فَخَرَجْنَا حَتَّى جَاءَ إِلَى بَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ مُحَيِّيًا : وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ فَقَالَ : أَنَدْخُلُ ؟ قَالَ : ادْخُلْ قَالَ : فَدَخَلَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَذَا يُحَدِّثُكَ الْحَدِيثَ الَّذِي سَمِعْتَهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : اقْرَأْ ، فَقَرَأْتُ قَالَ : وَسَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفَرْضِ ، ثُمَّ سَأَلَنِي عَنِ الْحَدِيثِ فَقَالَ : كَيْفَ حَدَّثَكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ؟ قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ رَأَى فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ مَا قَدْ عَلِمْتَ ، فَمَاتَ أَبِي وَتَرَكَ أُمِّي أُمَّ وَلَدٍ ، فَخَيَّرَنِي إِخْوَتِي بَيْنَ أَنْ يَسْتَرِقُّوا أُمِّي وَبَيْنَ أَنْ يُخْرِجُونِي مِنْ مِيرَاثِ أَبِي ، فَكَانَ أَنْ يُخْرِجُونِي مِنْ مِيرَاثِي مِنْ أَبِي أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ أَنْ يَسْتَرِقُّوا أُمِّي فَقَالَ : مَا تُرَانَا نَقُولُ فِي شَيْءٍ إِلَّا قُلْتُمْ فِيهِ ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ ، حَتَّى إِنَّهُ رَأَى رِضَاءً مِنْ جَمَاعَتِهِمْ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ لِي رَأْيٌ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ ، ثُمَّ قَدْ حَدَثَ لِي رَأْيٌ غَيْرُ ذَلِكَ ، فَأَيُّمَا امْرِئٍ كَانَتْ عِنْدَهُ أُمُّ وَلَدٍ فَإِنَّهُ يَسْتَمْتِعْ مِنْهَا مَا عَاشَ ، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ لَا سَبِيلَ لِأَحَدٍ عَلَيْهَا . قَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ أَنْ كَانَ لَكَ لَإِرْبَةٌ لِقَارِفِي الْفِتْنَةِ تَرْوِي لَنَا فِيهَا ، قُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، بَلْ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ لِإِخْوَتِهِ : {{ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }} قَالَ : وَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَفْرِضْ لِي ؛ فَإِنِّي مُقْطَعٌ مِنَ الدِّيوَانِ قَالَ : إِنَّ بِلَادَكَ لَبِلَادٌ مَا فَرَضْنَا فِيهَا لِأَحَدٍ مُذْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ ، ثُمَّ أَوْمَى إِلَيَّ قَبِيصَةُ فَقَالَ : قَدْ فَرَضَ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : وَصِلَةٌ تَصِلُنِي بِهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ أَهْلِي وَمَا لَهُمْ خَادِمٌ إِلَّا أُخْتٌ لِي ، إِنَّهَا لَتَعْجِنُ لَهُمْ وَتَخْبِزُ ، فَأَوْمَى إِلَيَّ قَبِيصَةُ فَقَالَ : وَقَدْ أَخْدَمَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : ثُمَّ كَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَامِلِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَسْأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ الْحَدِيثِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِمِثْلِ حَدِيثِي ، مَا زَادَ حَرْفًا وَلَا نَقَصَ حَرْفًا . قَالَ أَبُو يَحْيَى : وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ الْغُلَامَ الْقُرَشِيَّ الَّذِي مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ . وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ ، عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ : اقْرَأْ ، وَالنَّاسُ يَزْعُمُونَ أَنْ قَدْ لَحَنَ ، فَلَمَّا قَرَأْتُ قَالَ : إِنَّكَ لَقَارِئٌ وَالنَّاسُ يَزْعُمُونَ أَنْ قَدْ لَحَنَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنِ الْهَادِ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَوَّلِ خِلَافَتِهِ جَعَلَ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ فِي مِيرَاثِ أَبْنَائِهِنَّ حَتَّى مَاتَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فِهْرٍ وَلَهُ أَوْلَادٌ مِنْ مَهِيرَةٍ ، وَغُلَامٌ مِنْ أُمِّ وَلَدٍ ، فَأَقَامُوهَا عَلَيْهِ قِيمَةً شَحَطُوا عَلَيْهِ فِيهَا ، لِجَمَالِهَا أَوْ لِمَالٍ ذُكِرَ لَهَا ، فَأَخَذَ الْغُلَامُ أُمَّهُ ، وَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْغُلَامِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، خَيَّرُونِي بَيْنَ أَنَّ يُؤَدُّونِي فِي أُمِّي وَبَيْنَ أَنْ يُخْرِجُونِي مِنْ مِيرَاثِ أَبِي ، فَاخْتَرْتُ إِحْرَارَ أُمِّي ، وَعَلَى أَنَّ اللَّهَ رَازِقِي فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَقَدْ فَعَلْتَ ؟ مَا هَذَا إِرْثٌ ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ كَانَ مِنِّي فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ مَا كَانَ ، وَقَدْ رَكِبَ النَّاسُ فِيهِنَّ الْحَرَامَ ، فَأَيُّمَا أَمَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا فَلَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ : أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا زَمَنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ يُرِيدُ مَكَّةَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ عَلَى مَاءٍ مِنْ مِيَاهِ طَرِيقِ مَكَّةَ يُقَالُ لَهُ الْأَبْوَاءُ ، دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ أَتَيَا مِنْ مَكَّةَ فَقَالَا : تَرَكْنَا ابْنَ الزُّبَيْرِ قَدْ أَمَرَ بِبَيْعِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ قَالَ : لَكِنَّ أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ أَتَعْرِفَانِهِ ؟ قَالَا : نَعَمْ قَالَ : أَيُّ وَلِيدَةٍ وَلَدَتْ لِسَيِّدِهَا فَهِيَ لَهُ مُتْعَةٌ مَا عَاشَ ، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ، فَمَنْ وَطِئَ وَلِيدَةً فَضَيَّعَهَا فَالْوَلَدُ لَهُ ، وَالضَّيْعَةُ عَلَيْهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِبٍ الثَّقَفِيُّ أَنَّ أَبَاهُ اشْتَرَى فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَارِيَةً بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ ، قَدْ أَسْقَطَتْ لِرَجُلٍ سَقْطًا ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا قَالَ : وَكَانَ أَبِي صَدِيقًا لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَانَتْ لَهُ مِنْهُ خَاصَّةٌ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَلَامَهُ لَوْمًا شَدِيدًا وَقَالَ : إِنْ كُنْتُ لَأُنَزِّهُكَ عَنْ هَذَا ، وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّجُلِ الْبَائِعِ ضَرْبًا بِالدِّرَّةِ وَقَالَ : أَبَعْدَ مَا اخْتَلَطَتْ لُحُومُكُمْ وَلُحُومُهُنَّ ، وَدِمَاؤُكُمْ وَدِمَاؤُهُنَّ ، بِعْتُمُوهُنَّ وَأَكَلْتُمْ أَثْمَانَهُنَّ ؟ قَاتَلَ اللَّهُ يَهُودَ ؛ فَإِنَّهُمْ حَرَّمُوا شُحُومَهَا فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا ، ارْدُدْهَا . قَالَ : فَرَدَّهَا أَبِي ، فَأَدْرَكَ مِنْ ثَمَنِهَا ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَلَوَى أَلْفًا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ اشْتَرَى أَمَةً فَأَسْقَطَتْ مِنْهُ , فَبَاعَهَا ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : أَبَعْدَ مَا اخْتَلَطَتْ دِمَاؤُكُمْ وَدِمَاؤُهُنَّ ، وَلُحُومُكُمْ وَلُحُومُهُنَّ ، بِعْتُمُوهُنَّ ؟ ارْدُدْهَا , ارْدُدْهَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ الْمَدَنِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَعْتَقَ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ ، وَأُمَّهَاتِ الْأَسْقَاطِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ ، بِمِثْلِ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَارِمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ : كَانَتْ جَدَّتِي أُمَّ وَلَدٍ لِعُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ ، فَلَمَّا مَاتَ أَرَادَ ابْنُهُ أَنْ يَبِيعَهَا ، فَشَكَتْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ : إِنِّي كُنْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ، وَإِنِّي وَلَدْتُ لَهُ ، وَإِنَّ ابْنَهُ أَرَادَ أَنْ يَبِيعَنِي ، فَلَوْ كَلَّمْتِهِ أَنْ يَضَعَنِي مَوْضِعًا صَالِحًا قَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَعْتِقُكِ ، فَأَتَتْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عُثْمَانَ فَقَالَ : أَرَدْتَ أَنْ تَبِيعَ هَذِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : لَيْسَ ذَاكَ لَكَ ، هِيَ حُرَّةٌ , فَقَالَتْ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَتَعْتِقُنِي ؟ قَالَ : أَعْتَقَكِ وَلَدُكِ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ قَالَتْ : فَإِنَّهُ جَرَحَ هَذِهِ الْجُرُوحَ بِوَجْهِي بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَعْطِهَا أَرْشَ مَا صَنَعْتَ بِهَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : اجْتَمَعَ رَأْيِي وَرَأْيُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ أَنْ لَا يُبَعْنَ ، ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدُ أَنْ يُبَعْنَ قَالَ عُبَيْدَةُ : فَرَأْيُ رَجُلَيْنِ فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِ رَجُلٍ فِي الْفِتْنَةِ
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : اجْتَمَعَ رَأْيِي وَرَأْيُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى عَتْقِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ ، فَأَعْتَقَهُنَّ ، ثُمَّ رَأَيْتُ أَنْ أَرِقَّهُنَّ ، فَقُلْتُ لَهُ : رَأْيٌ اجْتَمَعْتَ عَلَيْهِ أَنْتَ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيٍ مِنَ الْفُرْقَةِ تَرَاهُ وَحْدَكَ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ فِي حَدِيثِ هِشَامٍ : فِي الْفِتْنَةِ ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَوْنٍ : فِي الْفُرْقَةِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عُبَيْدَةَ ، أَنَّ عُمَرَ ، وَعَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَعْتَقَا أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ ، فَقَضَى بِذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى أُصِيبَ ، ثُمَّ وَلِيَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ فَقَضَى بِذَلِكَ حَتَّى أُصِيبَ . قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَلَمَّا وُلِّيتُ رَأَيْتُ أَنْ أَرِقَّهُنَّ . قَالَ عُبَيْدَةُ : رَأْيُ عُثْمَانَ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَحْدَهُ فِي الْفُرْقَةِ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ : قُلْتُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَأْيُكَ وَرَأْيُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِكَ وَحْدَكَ فِي الْفُرْقَةِ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي خَالِدٌ ، وَهِشَامٌ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : اسْتَشَارَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَيْعِ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ ، فَرَأَيْتُ أَنْ يُبَعْنَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَا ، يَسْتَمْتِعُ بِهَا صَاحِبُهَا مَا كَانَ حَيًّا ، فَإِذَا مَاتَ عُتِقَتْ وَلَا تُبَاعُ ، فَتَابَعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا صَارَ الْأَمْرُ إِلَيَّ عُدْتُ إِلَى قَوْلِي الْأَوَّلِ قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : رَأْيُكَ وَرَأْيُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِكَ فِي الْفُرْقَةِ
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ : كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَفْرِضُ عَنِ ابْنِ الْحَلِيلَةِ وَلَا يَفْرِضُ لِلْهَجْنَاءِ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَكَلَّمَهُ فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ : إِنِّي لَأَرَاكَ رَجُلًا قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَافْرِضْ لِي قَالَ : وَمَا أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا ابْنُ فَتَاةٍ ، أَوْ قَالَ : هَجِينٍ ، فَفَرَضَ لَهُ وَأَقَرَّ الْهَجْنَاءَ
حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ : كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَفْرِضُ لِلْعَرَبِ ، عَنْ ذِي الْحَلِيلَةِ ، وَيُعْطِي الْمُسَافِرَ فَرَسَ الْمَغْنَمِ