عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ " أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَوَّلِ خِلَافَتِهِ جَعَلَ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ فِي مِيرَاثِ أَبْنَائِهِنَّ حَتَّى مَاتَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فِهْرٍ وَلَهُ أَوْلَادٌ مِنْ مَهِيرَةٍ ، وَغُلَامٌ مِنْ أُمِّ وَلَدٍ ، فَأَقَامُوهَا عَلَيْهِ قِيمَةً شَحَطُوا عَلَيْهِ فِيهَا ، لِجَمَالِهَا أَوْ لِمَالٍ ذُكِرَ لَهَا ، فَأَخَذَ الْغُلَامُ أُمَّهُ ، وَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْغُلَامِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، خَيَّرُونِي بَيْنَ أَنَّ يُؤَدُّونِي فِي أُمِّي وَبَيْنَ أَنْ يُخْرِجُونِي مِنْ مِيرَاثِ أَبِي ، فَاخْتَرْتُ إِحْرَارَ أُمِّي ، وَعَلَى أَنَّ اللَّهَ رَازِقِي فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَقَدْ فَعَلْتَ ؟ مَا هَذَا إِرْثٌ ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ كَانَ مِنِّي فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ مَا كَانَ ، وَقَدْ رَكِبَ النَّاسُ فِيهِنَّ الْحَرَامَ ، فَأَيُّمَا أَمَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا فَلَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنِ الْهَادِ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي أَوَّلِ خِلَافَتِهِ جَعَلَ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ فِي مِيرَاثِ أَبْنَائِهِنَّ حَتَّى مَاتَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فِهْرٍ وَلَهُ أَوْلَادٌ مِنْ مَهِيرَةٍ ، وَغُلَامٌ مِنْ أُمِّ وَلَدٍ ، فَأَقَامُوهَا عَلَيْهِ قِيمَةً شَحَطُوا عَلَيْهِ فِيهَا ، لِجَمَالِهَا أَوْ لِمَالٍ ذُكِرَ لَهَا ، فَأَخَذَ الْغُلَامُ أُمَّهُ ، وَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْغُلَامِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، خَيَّرُونِي بَيْنَ أَنَّ يُؤَدُّونِي فِي أُمِّي وَبَيْنَ أَنْ يُخْرِجُونِي مِنْ مِيرَاثِ أَبِي ، فَاخْتَرْتُ إِحْرَارَ أُمِّي ، وَعَلَى أَنَّ اللَّهَ رَازِقِي فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَقَدْ فَعَلْتَ ؟ مَا هَذَا إِرْثٌ ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ كَانَ مِنِّي فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ مَا كَانَ ، وَقَدْ رَكِبَ النَّاسُ فِيهِنَّ الْحَرَامَ ، فَأَيُّمَا أَمَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا فَلَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ